أم مجاهدالإماراتية
06-06-10, 08:55 AM
الدرس الثالث
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،،
فهذا الدرس الرابع من سلسلة(حق الله الأعظم)..
ووفقاً لطلب بعض الأخوات ، فسأبدأ بمقدمة في أقسام التوحيد بشكل تفصيلي، ثم أكمل ما شرعناه في الدرس الماضي من ذكرٍ لأفراد ( أنواع) من الشرك.
تعريف التوحيد:
---لغة: مصدر من وحَّد أي جعل الشيء واحداً.
---شرعاً:إفراد الله بما يختص من الربوبية والألوهية(العبودية) والأسماء والصفات.
أقسام التوحيد:
1- توحيد الربوبية:
إفراد الله تعالى بأفعاله أي بالملك والخلق والتدبير والإحياء والإماتة والرزق والنفع والضر والشفاء الخ.
أي أن يعلم ويعتقد أنه لا رب رازق ولا مالك ولا خالق ولا محيي ولا مميت إلا الله.
أدلته كثيرة مثل :
قوله تعالى: (ألا له الخلق والأمر)الأعراف:54
قوله تعالى: (ولله ملك السموات والأرض)آل عمران:189
قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) يونس:31
هذا القسم من التوحيد آمن به جميع الناس إلا قليل ، حتى المشركون الذي بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين به في الجملة.
والدليل على أن كفار قريش كانوا مقرين به:
قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم) الزخرف:9
وقوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) يونس:31
وآيات أخرى كثيرة.
القسم الثاني: توحيد الألوهية (توحيد العبودية أو توحيد العبادة):
هو إفراد الله تعالى بالعبادة.
وأدلته كثيرة مثل :
قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة: 21
وقوله تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) الأنبياء:25
وهذا القسم من التوحيد كفربه أكثر الخلق ومن أجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، ومن أجله جاهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن أجله جاء الإسلام.
القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات::
وهو إفراد تعالى في أسمائه وصفاته وإثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات وما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم ، إثبات ذلك من غير تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل.
إذن هذا النوع يتضمن شيئين:
1- الإثبات: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه
2- النفي: نفي المماثلة، أن لا يجعل له مثيلاً في أسمائه وصفاته.
والدليل قوله تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)الشورى: 11
للتوضيح:
نثبت لله تعالى صفة السمع ولكن سمعه تعالى سمع يليق به تعالى ولا نشبه ولا نمثل و لا نكيف (أي لا نسأل عنها بكيف).
وكذلك سائر الصفات التي أثبتها لنفسه كصفة العلو والإستواء على العرش.
قال تعالى( الرحمن على العرش استوى) طه:5
فنؤمن أن الله تعالى مستو على عرشه ، استواءً يليق به تعالى لا نعلم كيفيته ولا يمكن لعقولنا أن تتصوره.
(ومن أراد أن التوسع فليرجع إلا شروح كتاب العقيدة الواسطية مثل شرح الشيخ محمد العثيمين-رحمه الله تعالى-)
والآن نكمل ما كنا قد بدأنا من ذكر لأنواع من الشرك .
التطير
تعريفه: هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم.
بمرئي: مثل لو رأى طائر مثل الغراب أو البومة فتشاءم منه.
بمسموع: سمع صوتاً مثلاً صوت الغراب، أو سمع من يقول يا راسب، فتشاءم من دخول الإمتحان.
معلوم: التشاءم ببعض الأيام كيوم الأربعاء، والشهور مثل التشاءم من شهر شوال وصفر مثلاً.
وسمي التشاؤم تطيراً لأن العرب في الجاهلية كانوا يتشاءمون أو يتفاءلون بالطيور، فكانوا إذا أرادوا السفر مثلا زجروا الطير فإن ذهب يميناً تفاءلوا وإن ذهب شمالاً تشاءموا وأحجموا عن السفر.
بعض أدلته:
ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله علي وسلم قال: ( لا عدوى ، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر).
وعن ابن مسعود مرفوعاً (الطيرة شرك، الطيرة شرك،، وما منا إلا ولكن يذهبه الله بالتوكل) رواه أبو دواد والترمذي وصححه.
ضابطه:
-إذا وقعت الطيرة في القلب ورد الإنسان عن حاجته ---- وقع في الشرك.
- أما من وقع في قلبه التطير ولم ترده الطيرة عن حاجته وتوكل على الله ----لم يقع في المحظور.
لقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: (وما منا إلا ولكن يذهبه الله بالتوكل).
حكمه:
1- شرك أكبر:إن اعتقد أن هذا الذي يتشاءم به يفعل الشر ويحدثه بنفسه .
2- شرك أصغر: إن اعتقد أنه سبب لإحداث الشر لأنه اعتقد في شيء أنه سبب ولم يثبت أنه سبب لا كوناً ولا شرعاً.
*وأختم بفائدة ذكرها الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين في القول المفيد:
التطير ينافي التوحيد من وجهين:
1- أن المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غير الله.
2- أنه تعلق بأمرٍ لا حقيقة له، بل هو وهم وتخييل، فأي رابطة بين هذا الأمر وبين ما يحصل له، وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد ،لأن التوحيد عبادة واستعانة بالله تعالى.قال تعالى: ( إياك نعبد وإياك نستعين) الفاتحة:4، وقال تعالى: ( فاعبده وتوكل عليه) هود :123
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فما كان من صواب فمن الله جل وعلا وما كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان.
أختكم أم مجاهد الإماراتية-غفر الله لها ولوالديها-.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،،
فهذا الدرس الرابع من سلسلة(حق الله الأعظم)..
ووفقاً لطلب بعض الأخوات ، فسأبدأ بمقدمة في أقسام التوحيد بشكل تفصيلي، ثم أكمل ما شرعناه في الدرس الماضي من ذكرٍ لأفراد ( أنواع) من الشرك.
تعريف التوحيد:
---لغة: مصدر من وحَّد أي جعل الشيء واحداً.
---شرعاً:إفراد الله بما يختص من الربوبية والألوهية(العبودية) والأسماء والصفات.
أقسام التوحيد:
1- توحيد الربوبية:
إفراد الله تعالى بأفعاله أي بالملك والخلق والتدبير والإحياء والإماتة والرزق والنفع والضر والشفاء الخ.
أي أن يعلم ويعتقد أنه لا رب رازق ولا مالك ولا خالق ولا محيي ولا مميت إلا الله.
أدلته كثيرة مثل :
قوله تعالى: (ألا له الخلق والأمر)الأعراف:54
قوله تعالى: (ولله ملك السموات والأرض)آل عمران:189
قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) يونس:31
هذا القسم من التوحيد آمن به جميع الناس إلا قليل ، حتى المشركون الذي بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين به في الجملة.
والدليل على أن كفار قريش كانوا مقرين به:
قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم) الزخرف:9
وقوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) يونس:31
وآيات أخرى كثيرة.
القسم الثاني: توحيد الألوهية (توحيد العبودية أو توحيد العبادة):
هو إفراد الله تعالى بالعبادة.
وأدلته كثيرة مثل :
قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة: 21
وقوله تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) الأنبياء:25
وهذا القسم من التوحيد كفربه أكثر الخلق ومن أجله أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ، ومن أجله جاهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن أجله جاء الإسلام.
القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات::
وهو إفراد تعالى في أسمائه وصفاته وإثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات وما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم ، إثبات ذلك من غير تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل.
إذن هذا النوع يتضمن شيئين:
1- الإثبات: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه
2- النفي: نفي المماثلة، أن لا يجعل له مثيلاً في أسمائه وصفاته.
والدليل قوله تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)الشورى: 11
للتوضيح:
نثبت لله تعالى صفة السمع ولكن سمعه تعالى سمع يليق به تعالى ولا نشبه ولا نمثل و لا نكيف (أي لا نسأل عنها بكيف).
وكذلك سائر الصفات التي أثبتها لنفسه كصفة العلو والإستواء على العرش.
قال تعالى( الرحمن على العرش استوى) طه:5
فنؤمن أن الله تعالى مستو على عرشه ، استواءً يليق به تعالى لا نعلم كيفيته ولا يمكن لعقولنا أن تتصوره.
(ومن أراد أن التوسع فليرجع إلا شروح كتاب العقيدة الواسطية مثل شرح الشيخ محمد العثيمين-رحمه الله تعالى-)
والآن نكمل ما كنا قد بدأنا من ذكر لأنواع من الشرك .
التطير
تعريفه: هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم.
بمرئي: مثل لو رأى طائر مثل الغراب أو البومة فتشاءم منه.
بمسموع: سمع صوتاً مثلاً صوت الغراب، أو سمع من يقول يا راسب، فتشاءم من دخول الإمتحان.
معلوم: التشاءم ببعض الأيام كيوم الأربعاء، والشهور مثل التشاءم من شهر شوال وصفر مثلاً.
وسمي التشاؤم تطيراً لأن العرب في الجاهلية كانوا يتشاءمون أو يتفاءلون بالطيور، فكانوا إذا أرادوا السفر مثلا زجروا الطير فإن ذهب يميناً تفاءلوا وإن ذهب شمالاً تشاءموا وأحجموا عن السفر.
بعض أدلته:
ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله علي وسلم قال: ( لا عدوى ، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر).
وعن ابن مسعود مرفوعاً (الطيرة شرك، الطيرة شرك،، وما منا إلا ولكن يذهبه الله بالتوكل) رواه أبو دواد والترمذي وصححه.
ضابطه:
-إذا وقعت الطيرة في القلب ورد الإنسان عن حاجته ---- وقع في الشرك.
- أما من وقع في قلبه التطير ولم ترده الطيرة عن حاجته وتوكل على الله ----لم يقع في المحظور.
لقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: (وما منا إلا ولكن يذهبه الله بالتوكل).
حكمه:
1- شرك أكبر:إن اعتقد أن هذا الذي يتشاءم به يفعل الشر ويحدثه بنفسه .
2- شرك أصغر: إن اعتقد أنه سبب لإحداث الشر لأنه اعتقد في شيء أنه سبب ولم يثبت أنه سبب لا كوناً ولا شرعاً.
*وأختم بفائدة ذكرها الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين في القول المفيد:
التطير ينافي التوحيد من وجهين:
1- أن المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غير الله.
2- أنه تعلق بأمرٍ لا حقيقة له، بل هو وهم وتخييل، فأي رابطة بين هذا الأمر وبين ما يحصل له، وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد ،لأن التوحيد عبادة واستعانة بالله تعالى.قال تعالى: ( إياك نعبد وإياك نستعين) الفاتحة:4، وقال تعالى: ( فاعبده وتوكل عليه) هود :123
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فما كان من صواب فمن الله جل وعلا وما كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان.
أختكم أم مجاهد الإماراتية-غفر الله لها ولوالديها-.