أسئلة في فقه الصّيام

[أم هشام]

أسئلة في فقه الصّيام

س1: هل كل يوم يصام في رمضان يحتاج إلى نية أم يُكتفى بنية صيام الشهر كله؟ وهل يلزم تبييت النية لكل صوم واجب سواء أكان صوم رمضان أو النذر أو القضاء أو الكفارة ؟الجواب : النية : إن صوم رمضان عبادة فلا يصح إلا بالنية كسائر العبادات ، قال الله تعالى: ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) وقال : " إنّما الأعمال بالنيات " ؛ولأن الإمساك قد يكون للعادة أو لعدم الاشتهاء أو لمرض أو رياضة أو غير ذلك ، فلا يتعيّن إلا بالنية ، قال النووي –رحمه الله- "لايصح الصوم إلا بنية ، ومحلها القلب "، حيث تكون بالعزم على الصيام .
فالتبييت : هو إيقاع النية في الليل ، ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر ، وهذا شرط عند المالكية والشافعية والحنابلة ، لحديث ابن عمر عن حفصة -رضي الله عنهما – أنّ النبي  قال : " مَنْ لم يُجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له ".
أما عن تجديد النية لكل ليلة من رمضان : فيجب تبييت الصيام في كل ليلة من ليالي رمضان – عند الجمهور – لعموم حديث حفصة المتقدم ، " لاصيام " نكرة في سياق النفي فيعم كل صيام ؛ ولأن كل يوم عبادة مستقلة لايرتبط بعضه ببعض ، ولايفسد بفساد بعضه .
وقال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-
فيكفي في رمضان نية واحدة من أوله ؛ لأنّ الصائم وإن لم ينوِ كلّ يوم بيومه في ليلته فقد كان ذلك في نيته من أول الشهر ، ولكن لو قطع الصوم في أثناء الشهر لسفر ، أو مرض، أو نحوه وجب عليه استئناف النية ؛لأنه قطعها بترك الصيام للسفر والمرض ونحوهما . اهـ
- نعم يلزم تبييت النية لكل صوم واجب .



س2: كيف يتم تحديد دخول شهر رمضان ، بالرؤية أم الاستغناء بالعلوم الفلكية والتقويم ؟ الجواب : أولا: القول الصحيح الذي يجب العمل به هو ما دل عليه قوله : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غُمّ عليكم فأكملوا العدّة " من أن العبرة في بدء شهر رمضان وانتهائه برؤية الهلال فإن شريعة الإسلام التي بعث الله بها نبينا محمدًا عامة خالدة مستمرة إلى قيام الساعة .
ثانيًا : أن الله تعالى علم ماكان وما سيكون من تقدم علم الفلك وغيره من العلوم ، ومع ذلك قال تعالى : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) وبينه رسوله  بقوله : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " فعلق صوم شهر رمضان والإفطار منه برؤية الهلال ولم يعلقه بعلم الشهر بحساب النجوم وتقدير سيرها ؛ فوجب على المسلمين المصير إلى ماشرعه الله لهم على لسان رسوله 
من التعويل في الصوم والإفطار على رؤية الهلال وهو كالإجماع من أهل العلم ، ومن خالف في ذلك وعوّل على حساب النجوم فقوله شاذ لايعوّل عليه .
- وعلى هذا فيكون الطريق إلى معرفة الهلال هو الرؤيا لا غيرها ، وضبط مكان الطلوع بالحساب لايصح، فإنه يُعلم بالاضطرار - من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم بخبر الحاسب لايجوز ، والنصوص المستفيضة عن النبي بذلك كثيرة ، منها قوله  : " إنّا أمة أمية لانكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا ..." يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ، وقد أجمع المسلمون بذلك عليه ، ولايعرف فيه خلاف قديم –أصلا- ولا خلاف حديث إلا عند بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة في جواز أن يعمل الحاسب –في نفسه- بالحاسب ، وهذا شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه .



س3: كيف يفعل في رؤية الهلال مَنْ كان في بلاد الكفر ولا متحرٍّ فيها ؟ الجواب : المسلمون الموجودون في بلد غير إسلامية يجوز لهم أن يشكّلوا لجنة من المسلمين تتولى إثبات هلال رمضان .
قال  :" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " .

س4 : شخص قدم من بلد بعد يوم بدؤوا فيه صوم رمضان، وحلّ هذا الشخص في بلد آخرلم يبدؤوه إلا في اليوم التالي له ، فما الحكم في حقّه ؟ الجواب : إذا وجد الإنسان في بلد بدأ أهلها الصيام وجب عليه أن يصوم معهم ؛ لأن حكم من وجد في بلد في هذا الأمر حكم أهله ؛لقوله : " الصوم يوم تصومون والإفطار يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون " .
وعلى فرض أنه انتقل من البلد الذي بدأ الصيام مع أهله إلى بلد آخر فحكمه في الإفطار والاستمرار حكم البلد الذي انتقل إليه فيفطر معهم إن أفطروا قبل البلد الذي بدأ الصيام به ، لكن إن أفطر لأقل من تسعة وعشرين يومًا لزمه أن يقضي يومًا ؛ لأن الشهر لاينقص عن تسعة وعشرين يومًا ويقضي ما فاته .

س 5: هل تحدُّث المرء بكلام حرام في نهار رمضان يفسد الصوم ؟الجواب : إذا قرأنا قول الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
عرفنا ماهي الحكمة من إيجاب الصوم وهي التقوى والتعبد لله سبحانه وتعالى ، والتقوى هي ترك المحارم وهي عند الإطلاق تشمل فعل المأمور به وترك المحظور ، وقد قال النبي  :" مَنْ لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " . وعلى هذا يتأكّد على الصائم اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال ، فلا يغتاب الناس ، ولايكذب ، ولاينم بينهم ، ولايبيع بيعًا محرّمًا ويجتنب جميع المحرَّمات ، وإذا قام الإنسان بفعل المأمورات ، وترك المحرَّمات شهرًا كاملا ، فإنّ نفسه سوف تستقيم بقية الأعوام ، هذه الأفعال لاتبطل الصوم ، ولكن تنقص أجره !وربما عند المعادلة تضيع أجر الصوم .



س6: إذا كان الإنسان يصوم يومًا ويفطر يومًا ، ووافق يوم صومه يوم الجمعة فهل يجوز له صيامه أو لا ؟الجواب : نعم يجوز للإنسان إذا كان يصوم يومًا ويفطر يومًا أن يصوم يوم الجمعة مفردًا ، أو السبت أو الأحد ، أو غيرهما من الأيام مالم يصادف ذلك أيامًا يحرم صومها ، فإن صادف أيامًا يحرم صومها وجب عليه ترك الصوم ، فإذا قدِّر أنّ رجلا كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ، فصار فطره يوم الخميس ، ويوم صومه يوم الجمعة ؛فلا حرج عليه أن يصوم يوم الجمعة حينئذٍ ؛لأنه لم يصم يوم الجمعة لأنه يوم جمعة، ولكن لأنه صادف اليوم الذي يصوم فيه ، أما إذا صادف اليوم الذي يصوم فيه يومًا يحرم صومه فإنه يجب ترك الصوم كما لو صادف عيد الأضحى ، او أيام التشريق ، وكما لو كانت امرأة تصوم يومًا وتفطر يومًا ، فأتاها مايمنع الصوم من حيض أو نفاس ، فإنها لاتصوم حينئذٍ .

س7: ما حكم أكل العِلْك ( اللِّبان ) للصائم ؟الجواب : ُيكره للصائم مضغْ العِلْك ( اللِّبان ) الشديد إذا لم يتحلب منه شيء يدخل إلى الجوف ولم يكن له طعم يوجد في الحلق ؛ لأنّه يجفف الفم ويعطش ، فإذا كان يتحلب منه ما يدخل الجوف فإنّه يفطر عند الجمهور .

س8: متى آخر وقت للسحور ، وهل يجوز أن نشرب ونأكل والمؤذِّن يؤذِّن ؟ الجواب : في حديث أنس عن زيد بن ثابت –رضي الله عنهما – قال : " تسحرنا مع النبي  ثم قام إلى الصلاة " ، قلت : كم بين الأذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية " .
وعن أُنيسة بنت حبيب قالت : قال رسول الله  : " إذا أذَّن ابن أم مكتوم ، فكلوا واشربوا ، وإذا أذَّن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا " فإن كانت الواحدة منّا ليبقى عليها الشيء من سحورها ، فتقول لبلال : أمهل حتى أفرغ من سحوري .
- إذا سمع أذان الفجر وطعامه أو شرابه في يده : فله أن يتم أكلته أو شربته ، لحديث أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :" إذا سمع أحدكم النداء ، والإناء على يده ، فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه " .


س9: ماحكم من ترك المضمضة والاستنشاق وهو صائم خشية ولوج شيء من
ا لماء إلى الجوف ؟ الجواب : عن لقيط بن صبرة قال : قال رسول الله  : " ... وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا "
فلا بأس بالمضمضة للصائم ولو في غير وضوء أو غسل ، ولايفسد صومه البلل الذي يبقى في الفم بعد المضمضة ، إذا ابتلعه مع الريق ، لأنه لايمكن التحرز منه. فإذا استنشق فسبق الماء إلى حلقه من غير قصد ولا إسراف فلا شيء عليه في أصح قولي العلماء .

س10: ماحكم بلع شيء من النخامة أو البلغم أو الدم الخارج من اللثة والأسنان ؟
الجواب : ابتلاع الصائم ريقه لايفسد صومه ولو كثر ذلك وتتابع ، ولكن إذا كان بلغمًا غليظًا فلا يُبلع بل يُبصق في منديل ونحوه .أما عن الدم ، فلا يفسد الصوم ولا يضره .

س11: ما حكم نقض الصيام في نهار رمضان متعمدًا ؟
الجواب : الواجب إكمال الصيام،ولا يجوز الإفطار إذا كان الصوم فريضة كرمضان وكقضائه وكصوم النذر،ولابدمن التوبة مع القضاء ومن تاب تاب الله عليه.

س12: حاضت امرأة قبل غروب الشمس وهي صائمة في رمضان فماذا عليها ؟
الجواب : ما دامت الدورة جاءتها قبل غروب الشمس فليس عليها صلاة المغرب والصوم لا يصح في ذلك اليوم وعليها قضاؤه.


س13: مع من يتبع الصائم في الإفطار مع المؤذن أم المذياع ؟ .
الجواب : المدار في الفطر على غروب الشمس ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ) رواه البخاري ومسلم
والمقصود بالغروب : هو سقوط قرص الشمس واختفاؤه ، ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق ، فحيث غاب جميع القرص ، فقد حل الفطر . وأكثر المؤذنين اليوم يعتمد على التقاويم ، وهذا لا بأس به ، لكن منهم من يقصر في ضبط ساعته كما ينبغي . وإذا اختلف المؤذنون ، فإما أن تنظروا أشدهم دقة في الوقت ، بحيث يؤذن مع أول الوقت تماما ، فلا يتقدم ولا يتأخر ، وتعتمدوا على أذانه دون غيره . وإما أن تعتمدوا على التقويم بأنفسكم ، بعد التأكد من ضبط الساعة ، حتى وإن لم يؤذن المؤذن .

س14: هل يجوز الإفطار بالنية من لاطعام له ولا شراب ؟
الجواب : "من نوى الإفطار أفطر" لأن الصيام يُدْخَل فيه بمجرد النية فَيُخْرَج منه بمجردها.

س15: ما اعتبار رضا الوالدين في صيام التطوع ؟
الجواب : يكره صوم الولد بدون إذن والده، بل الأحوط تركه خصوصًا مع النهي بل يحرم إذا كان إيذاء له من حيث شفقته عليه، والظاهر جريان الحكم في ولد الولد بالنسبة إلى الجدّ والأولى مراعاة إذن الوالدة ومع كونه

[اختكم فى الله]

جزاك الله خيرا
جعله الله فى ميزان حسناتك

[سمسمة]

بارك الله فيك أختى فى الله
وجعل ما كتبتى فى ميزان حسناتك وحجة لك لا عليك



ورد22