![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
نفع الله بك الأمة
|
![]() المبحـــث الرابـــع محاســـبة النفـــس ومحاسـبة النفـس طريقـة المؤمنيـن وسِـمة الموحديـن وعنـوان الخاشـعين ، فالمؤمـن متـقٍ لربـه محاسـب لنفسـه مسـتغفرٌ لذنبـه ، يعلـم أن النفـس خطرهـا عظيـم ، ومكرهـا كبيـر ، فهـي أمـارة بالسـوء ميالـة إلـى الهـوى ، ....... فمـن تـرك سـلطان النفـس حتـى طغـى فإنـه لـه يـوم القيامـة مـأوى مـن الجحيـم . قـال تعالـى : { فَأَمَّـا مَـن طَغَـى * وَآثَـرَ الْحَيَـاةَ الدُّنْيَـا * فَـإِنَّ الْجَحِيـمَ هِيَ الْمَـأْوَى * وَأَمَّـا مَنْ خَافَ مَقَـامَ رَبِّـهِ وَنَهَـى النَّفْـسَ عَـنِ الْهَـوَى * فَـإِنَّ الْجَنَّـةَ هِـيَ الْمَأْوَى } . سورة النازعات / آية : 37 ـ 41 . وقـال تعالـى : { يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَلْتَنظُـرْ نَفْـسٌ مَّـا قَدَّمَـتْ لِغَـدٍ ... } . سورة الحشر / آية : 18 . قـال الشـيخ عبـد الرحمـن السـعدي فـي تفسـير هـذه الآيـة : " وهـذه الآيـة الكريمـة أصـل فـي محاسـبة العبـد لنفسـه وأنـه ينبغـي لـه أن يتفقدهـا فـإن رأى زلـلاً تداركـه بالإقـلاع عنـه والتوبـة النصـوح والإعـراض عـن الأسـباب الموصلـة إليـه ، وإن رأى نفسـه مقصـرًا فـي أمـرٍ مـن أوامـر الله بـذل جهـده واسـتعان بربـه فـي تتميمـه وتكميلـه وإتقانـه ، ويقايـس بيـن مِنـن الله عليـه وإحسـانه وبيـن تقصيـره هـو فـي حـق الله ، فـإن ذلـك يوجـب الحيـاء لا محالـة ، والحرمـان كـل الحرمـان أن يغفـل العبـد عـن هـذا الأمـر ..... " . سلسلة أعمال القلوب / محمد بن صالح المنجد / ص : 263 / بتصرف . |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
نفع الله بك الأمة
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
نفع الله بك الأمة
|
![]() صــور مــن محاســبة الصالحيــن لأنفســهم علـى كـل مسـلم أن يقـف مـع نفسـه وقفـة يحاسـبها فـي الدنيـا علـى كـل فعلـة فعلهـا وعلـى كـل كلمـة قالهـا ، فـإن مـن حاسـب نفسـه فـي الدنيـا خـفَّ عليـه الحسـاب فـي الآخـرة . ولقـد كـان سـلفنا الصالـح يحاسـبون أنفسـهم حتـى عنـد سـكرات المـوت !!! ..... * عـن ابـن شُمـاسـةَ المَهْـرِيِّ ، قـال : حَضَرْنَـا عمـرو بـنَ العـاصِ وهـو فـي سـياقةِ المـوتِ ، فبكـى طويـلاً وحـوَّلَ وَجْهَـهُ إلـى الجـدار . فجعـل ابنُـهُ يقـول : يـا أبتـاهُ أمـا بشـركَ رسـولُ اللهِ بكـذا ؟ أمـا بشـرك رسـول الله بكـذا ؟ . قـال : فأقبـل بوجهـه فقـال : إن أفضـلَ مـا نُعِـدُّ شـهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمـدًا رسـولُ اللهِ ، إنـي قـد كنـتُ علـى أطبـاقٍ ثـلاثٍ ، لقـد رأيتُنِـي ومـا أحـدٌ أشـدَّ بُغضـًا لرسـول الله مِنِّـي ، ولا أحــبَّ إلـيَّ أن أكـونَ قـد اسـتمكَنْـتُ مِنـهُ فقتلتُــهُ ، فلـو مُـتُّ علـى تلـك الحـال لكنـتُ مـن أهـل النـار . فلمـا جعـل اللهُ الإسـلامَ فـي قلبـي أتيـتُ النبـيَّ فقلـتُ : ابْسُـطْ يمينَـكَ فَـلأُ بايِعْـكَ ، فبسـط يمينـه . قـال : فقبضـتُ يـدي . قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " مـا لَـكَ يـا عمـرو ؟ " . قـال : قلـت : أردتُ أنْ أشـترطَ . قـال : " تشـترط بمـاذا ؟ " . قلـتُ : أن يُغْفَـرَ لـي . قـال : " أمـا علمـت أن الإسـلام يهـدمُ مـا كـان قَبْلَـهُ ؟ وأن الهجـرةَ تهـدمُ مـا كـان قبلهـا ؟ وأن الحـجَّ يهـدمُ مـا كـان قبلـه ؟ " . ومـا كـان أحـدٌ أحـبَّ إلـيَّ مِـنْ رسـول الله ولا أجَـلَّ فـي عينـي مِنْـهُ ، ومـا كنـتُ أُطِيـقُ أنْ أمـلأ عينـي منـه إجـلالاً لـه ، ولـو سُـئِلْتُ أن أصِفَـهُ مـا أطَقْـتُ ، لأنـي لـم أكـنْ أمـلأُ عَيْنَـىَّ منـه ، ولـو مُـتُّ علـى تلـك الحـال لرجـوتُ أن أكـون مـن أهـلِ الجنـة . ثـم ولينـا أشـياءَ مـا أدرِي مـا حالـي فيهـا ، فـإذا أنـا مُـتُّ ، فـلا تَصْحَبْنِـي نائحـةٌ ولا نـارٌ ، فـإذا دفنتمونـي فَشُـنُّوا علـيَّ التـرابَ شَـنّاً . ثـم أقِيمـوا حـول قبـري قَـدْرَ مـا تُنْحَـرُ جـزور ، ويُقْسَـمُ لحْمُهَـا ، حتـى أسـتأنِسَ بكـم ، وأنظُـرَ مـاذا أُراجِـعُ بـه رُسُـلَ ربِّـي . صحيح مسلم . متون / ( 1 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 54 ) ـ باب : كون الإسلام يهدم ماقبله ..... / حديث رقم : 192 ـ ( 121 ) / ص : 39 . * عـن أبـي عثمـان النهـدي ، عـن حنظلـةَ الأسـدي قـال : ( كـان مـن أصحـاب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ) قـال : لقينــي أبـو بكـر فقــال : كيـف أنـت ؟ يـا حنظلــة ! قـال : قلـتُ نافـق حنظلـة . قـال : سـبحان الله ! ما تقـول ؟ قـال : قلـتُ : نكـونُ عنـد رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يذكرنـا بالنـار والجنـة حتـى كأنـَّـا رأيَ عيـنٍ . فـإذا خرجنـا مـن عنـد رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، عَافسـنا الأزواج والأولاد والضيعـات ، فنسـينا كثيـرًا . قـال أبـو بكـر : فواللهِ إنَّـا لنلقـى مثـل هـذا . فانطلقــتُ أنـا وأبـو بكــر ، حتـى دخلنـا علـى رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . قلـتُ : نافـق حنظلـة ، يـا رســول الله ! فقـال رسـولُ الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـا ذاك ؟ " . قلـت : يـا رسـول الله ! نكـون عنـدَك ، تذكرنـا بالنـار والجنـة ، حتـى كأنـا رأيُ عيـنٍ ، فـإذا خرجنـا مـن عنـدِك ، عَافسـنا الأزواجَ والأولاد والضيعـاتِ ، نسـينا كثيـرًا . فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " والـذي نفسـي بيـده ! إنْ لـو تدومـون علـى مـا تكونـون عنـدي ، وفـي الذكـر ، لصافحتكـم الملائكـة علـى فُرُشِـكُم ، وفـي طُرُقِكُـم ، ولكـن ، يـا حنظلـة ! سـاعة وسـاعة".ثـلاث مـرات . * * * * * |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
نفع الله بك الأمة
|
![]() المبحـــث الخامـــس ـ كانـوا رضـوان الله عليهـم يسـارعون بالخيـرات ، ويمتثلـون للحـق دون تـردد ، وينتهـون عـن الباطـل دون تـردد ولا تسـويف ذلـك لأن قلوبهـم أيقنـت وأذعنـت لقـول الله ـ جـل وعـلا ـ : وقفــات مــع الســـلف الصالــح { مَّـن كَـانَ يُرِيـدُ الْعَاجِلَـةَ عَجَّلْنَـا لَـهُ فِيهَـا مَـا نَشَـاء لِمَـن نُّرِيـدُ ثُـمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّـمَ يَصْلاهَـا مَذْمُومـاً مَّدْحُـوراً * وَمَـنْ أَرَادَ الآخِـرَةَ وَسَـعَى لَهَـا سَـعْيَهَا وَهُـوَ مُؤْمِـنٌ فَأُولَئِـكَ كَانَ سَـعْيُهُم مَّشْـكُوراً } . سورة الإسراء / آية : 18 ، 19 . ـ وأيقنـت وأذعنـت لقـول رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : * عـن أنـس قـال : قـال رسـول الله : " مـن كانـت الآخـرة همـه جعـل الله غنـاه فـي قلبـه ، وجمـع لـه شـمله وأتتـه الدنيـا وهـي راغمـة ، ومـن كانـت الدنيـا همـه جعـل الله فقـره بيـن عينيـه ، وفـرَّقَ شـمله ، ولـم يأتـه مـن الدنيـا إلا مـا قُـدِّرَ لـه " . سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / حديث رقم : 2465 / ص : 556 / صحيح . ـ وكانـو يشـعرون مـع كـل هـذا بـأن أعمالهـم ضئيلـة لا تصلـح أن يقفـوا بهـا بيـن يـدي الله ـ جـل وعـلا ـ وذلـك لأنهـم يعلمـون أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " لـو أن رجـلاً يُجـر علـى وجهـه مـن يـوم وُلـد إلـى يـوم يمـوت هَرَمـًا فـي مرضـاة الله تعالـى لحقَـره يـوم القيامـة " . رواه أحمد عن عتبة بن عبد . حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع ..... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5249 / ص : 931 . ـ وكـل ذلـك جعـل قلوبهـم رقيقـة ودموعهـم غزيـرة مـن خشـية الله تعالـى : * عـن أنـس ـ رضي الله عنه ـ قـال : خطـب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ خطبـة مـا سـمعتُ مثلهـا قـط قـال : " لـو تعلمـون مـا أعلـم لضحكتـم قليـلاً ولبكيتـم كثيـرًا " . فغطـى أصحـاب رسـول الله وجوهَهُـم لهـم خنيـن . صحيح البخاري . متون / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 12 ) ـ باب : قوله " لا تسألوا عن أشياءَ إن تُبد لكم تسؤكم " سورة المائدة / آية : 101 / حديث رقم : 4621 / ص : 544 . * عـن هانـئ مولـى عثمـانَ قـال : كـان عثمـان بـن عفــانَ ـ رضي الله عنه ـ إذا وقــف علـى قبــر يبكـي حتـى يبُـل لحيتـه ، فقيـل لـه : تذكـر الجنـة والنـار ! فـلا تبكـي ، وتبكـي مـن هـذا ؟ ! . فقـال : إن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " إن القبـر أول منـازِلِ الآخــرةِ ، فـإن نجـا منـه فمـا بعـدَه أيســرَ منـه ، وإن لـم ينـجُ منـه فمـا بعـدَه أشـدُّ منـه " . قـال : وقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى وآله وسلم ـ : " مـا رأيـتُ منظـرًا قـطُّ إلا والقبـرُ أفظـعُ منـه " . سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 37 ) ـ كتاب : الزهد / ( 32 ) ـ باب : ذكر القبر والبلى / حديث رقم : 4267 / ص : 707 / حسن . يـروي سـالم بـن عبـد الله ـ رحمه الله ـ أن عمـر بـن الخطــاب كـان يُدخــل يـده فـي دَبَــر ـ ( أي قرحـة البعيـر ) ---> ( والمفـرد الدبـرة ) ـ البعيـر ويقـول : إنـي لخائـفٌ أن أسـأل عمـا بـك . خبر صحيح ، أخرجه ابن سعد وابن عساكرعن طريقه . صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق عمر بن الخطاب / ص : 142 .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق عمر بن الخطاب / ص : 142 . |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
نفع الله بك الأمة
|
![]()
كـان أبـو لؤلـؤة عبـدًا للمغيـرة بن شـعبة ـ ( وكـان مجوسـيًّا ) ـ ، وكـان يصنـع الأرحـاء ـ ( جمـع رَحَـا ، وهـي التـي يطحـن بها ) ـ ، وكان المغيـرة يسـتغله كل يـوم أربعـة دراهـم ، قـال : فلقـي أبـو لؤلـؤة عمـر ، فقـال : يا أميـر المؤمنيـن ، إن المغيـرة قد أثقـل عليَّ غلتـي ، فكلمـه أن يخفـف عنـي . صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ... / ص : 369 : 371 . فقـال لـه عمـر : اتـق الله ، وأحسـن إلـى مـولاك ، ومـن نيـة عمـر أن يلقـى المغيـرة فيكلمـه يخفـف عنـه ، فغضـب العبـد . وقـال : وسـع النـاس كلهـم عدلـه غيـري ؟ ! . فأضمـر علـى قتلـه (1) ، فاصطنـع خنجـرًا لـه رأسـان ، وشـحذه ، وسـمَّه ، ثـم أتـى بـه الْهُرْمُـزان ، فقـال : كيـف تـرى هـذا ؟ . قـال : أرى أنـك لا تضـرب بـه أحـدًا إلا قتلتــه ، قــال : فتحيَّـن أبـولؤلـؤة عمـر ، فجـاءه فـي صـلاة الغـداة (1) حتـى قـام وراء عمـر ، وكـان عمـر إذا أقيمـت الصـلاة يتكلـم يقـول : أقيمـوا صفوفكـم ، فقـال كمـا يقـول ، فلمـا كبَّـر ، وجـأه ـ أي ضربـه ـ أبـو لؤلـؤة وجـأةً فـي كتفـه ، ووجـأهُ فـي خاصرتـه ، فسـقط عمـر ، وطعـن بخنجـره ثلاثـة عشـر رجـلاً منهـم ، فهلـك منهـم سـبعة ، وأفـرق ـ أي : بـرأ ـ منهـم سـتة ، وحُمـل " عمـر " فذُهِـبَ بـه إلـى منزلـه ، وهـاج النـاس حتـى كـادت تطلـع الشـمس ، فنـادى عبـد الرحمـن بـن عـوف ، فصلـى بهـم بأقصـر سـورتين فـي القـرآن . فلمـا قضـى صلاتَـه توجهـوا إلـى " عمـر " ، فدعـا بشـراب لينظـر مـا قـدْر جُرحـه ، فأتـي بنبيـذ فشـربه ، فخـرج مـن جرحـه ، فلـم يـدر أنبيـذ هـو أو دم جرحـه ، فدعـا بلبـن فشـربه ، فخـرج مـن جرحـه ، فقالـوا : لا بـأس عليـك يـا أميـر المؤمنيـن . فقـال ـ ( أي عمـر ) ـ إن يكـن القتـل بأسًـا فقـد قُتلـت ، فجعلـوا يثنـون عليـه يقولـون : جـزاك الله خيـرًا يـا أميـر المؤمنيـن ، كنـتَ وكنـتَ ، ثـم ينصرفـون ، ويجـيء قـوم آخـرون فيثنـون عليـه ، فقـال عمـر : أمـا والله علـى مـا يقولـون ، وددتُ أنـي خرجـتُ منهـا كفافًـا ، لا علـيَّ ولا لـي ، وأن صحبـة رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـد سـلمت لـي . فتكلـم " عبـد الله بـن عبـاس " ، وكـان عنـد رأسـه ، وكـان خليطَـه كأنـه مـن أهلـه ، وكـان ابـن عبـاس يقـرأ القـرآن ، وتكلـم ابـن عبـاس فقـال : والله لا تخـرج منهـا كفافًـا ، لقـد صحبـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فصحبتـه بخيـر مـا صحبـه صاحـب ، كنـتَ لـه وكنـتَ لـه ، حتـى قُبـض رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـو عنـك راضٍ ، ثـم صحبـتَ خليفـة رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وكنـت تنفـذ أوامـره ، وكنـتَ لـه ، وكنـتَ لـه ، ثـم وليتهـا يـا أميـر المؤمنيـن أنـت ، فوليتهـا بخيـر مـا وليهـا والٍ ، كنـت تفعـل وكنـت تفعـل ، فكـان عمـر يسـتريح إلـى حديـث ابـن عبـاس . فقـال " عمـر " : يـا ابـن عبـاس ، كـرر علـيَّ حديثـك ، فكـرر عليـه . فقـال " عمـر " أمـا والله علـى مـا تقولـون ، لـو أن لـي طِـلاع ـ ( أي : ملؤهـا ) ـ الأرض (2) ذهبًـا لافتديـتُ بـه اليـوم مـن هـول المطلـع . _____________ ( 1 ) صلاة الغداة : أي صلاة الفجر . ( 2 ) طلاع الأرض : ملؤها حتى يطالع أعلاه أعلاها فيساويه |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
نفع الله بك الأمة
|
![]() وكـان الفـاروق ـ رضي الله عنه ـ فـي حالتـه تلـك يثعـب ـ يجـري ـ جرحـه دمًـا ، كمـا روى المسـور ـ رضي الله عنه ـ : أن عمـر لمـا طُعـن جعـل يغمـى عليـه ، فقيـل : إنكـم لـن تفزعـوه بشـيء مثـل الصـلاة إن كانـت بـه حيـاة ، فقـال ابـن عبـاس : الصـلاة يـا أميـر المؤمنيـن ، الصـلاةُ قـد صُليـت ، فانتبـه ، فقـال : نعـم الصـلاة ، ولا حـظ فـي الإسـلام لمـن تـرك الصـلاة ، فصلـى والجــرح يثعـبُ دمًـا . صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 377 . ويقـول عثمـان بـن عفـان ـ رضي الله عنه ـ : أنـا آخركـم عهـدًا " بعمـر " ، دخلـتُ عليـه ، ورأسـه فـي حجـر ابنـه عبـد الله بـن عمـر فقـال لـه : ضـع خـدي بالأرض . قـال : فهـل فخـذي والأرض إلا سـواءٌ ؟ ! . قـال : ضـع خـدي بالأرض لا أم لـك ، فـي الثانيـة أو فـي الثالثـة ، ثـم شـبك بيـن رجليـه ، فسـمعته يقـول : ويلـي ، وويـلُ أمـي إن لـم يغفـر اللهُ لـي ، حتـى فاضـت روحـه . وفـي لفـظ آخـر ، قـال عثمـان ـ رضي الله عنه ـ : آخـر كلمـة قالهـا عمـر حتـى قضـى : ويلـي وويـل أمـي إن لـم يغفـر الله لـي ، ويلـي وويـل أمـي إن لـم يغفـر الله لـي ، ويلـي وويـل أمـي إنْ لـم يغفـر الله لـي . خبر صحيح . صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب. / ص : 383 . يقـول جريـر بـن عبـد الله : كنـتُ عنـد معاويـة بـن أبـي سـفيان ، فقـال : توفـي النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وهـو ابـن ثـلاث وسـتين سـنة ، وتوفـي أبـو بكـر ، وهـو ابـن ثـلاث وسـتين سـنة ، وقُتـل عمـر وهـو ابـن ثـلاث وسـتين سـنة . [ حديث صحيح أخرجه البخاري في التاريخ الصغير ( 1 / 30 ) ] . صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 386 . ـ طُعـن " عمـر بـن الخطـاب " ـ رضي الله عنه ـ ..... يـوم الأربعـاء لأربـع بقيـن مـن ذي الحجـة ، سـنة ثـلاث وعشـرين ، ودُفـن يـوم الأحـد صبـاح هـلال المحـرم سـنة أربـع وعشـرين . صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 385 . هـذا هـو الخـوف الإيجابـي الـذي يعيـن المـرء علـى المزيـد مـن طاعـة الله ، فليـس الخائـف مـن يبكـي وتسـيل دموعـه علـى خديـه ، ثـم يمضـي قُدمـًا فـي معاصـي الله ، وإنمـا الخائـف هـو مَـنْ يتـرك مـا يخـاف منـه ابتغـاء مرضـاة الله . وهــذه نمــاذج مضيئــة علـى طريــق الجنــة : |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
نفع الله بك الأمة
|
![]() نمــاذج مضيئــة علـى طريــق الجنــة * عـن إبراهيـم التيمـي ، عـن أبيـه ، قـال : قـال أبـو مسـعود البـدريُّ : كنـتُ أضـربُ غلامـًا لـي بالسـوط ، فسـمعتُ صوتـًا مـن خلفـي " اعلـم أبـا مسـعودٍ " فلـم أفهـم الصـوت مـن الغضـب ، قـال : فلمـا دنا منـي ، إذا هـو رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فـإذا هـو يقـول : " اعلـم أبـا مسـعودٍ ! اعلـم أبـا مسـعودٍ ! " . قـال : فألقيـتُ السـوط مـن يـدي . فقـال : " اعلـم أبـا مسـعودٍ ! أن الله أقـدرُ عليـك منـك علـى هـذا الغـلام " . قـال : فقلـتُ : لا أضـربُ مملوكـًا بعـده أبـدًا . صحيح مسلم . متون / ( 27 ) ـ كتاب : الأيمان / ( 8 ) ـ باب : صحبة المماليك ، وكفارة لطم عبده / حديث رقم : 34 ـ ( 1659 ) / ص : 428 . * عـن أبـي مسـعود الأنصــاري ، قــال : كنـتُ أضــربُ غلامـًا لـي ، فسـمعتُ مـن خلفـي صوتًـا " اعلـم ، أبـا مسـعودٍ ! لَلَهُ أقـدرُ عليـك منـك عليـه " ، فالتفـتُّ فـإذا هـو رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فقلـتُ يا رسـول الله ! هـو حُـر لوجـه الله . فقـال : " أمـا لـو لـم تفعـل ، للفحتـك النـار ، أو لمسـتك النـار " . صحيح مسلم . متون / ( 27 ) ـ كتاب : الأيمان / ( 8 ) ـ باب : صحبة المماليك وكفارة لطم عبده / حديث رقم : 35 ـ ( 1659 ) / ص : 428 . * عـن عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ رأى خاتمـًا مـن ذهـب فـي يـد رجـل ، فنزعـه فطرحـه وقـال : " يعمـد أحدكـم إلـى جمـرة مـن نـار فيجعلهـا فـي يـده " . فقيـل للرجـل بعـد مـا ذهـب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ خـذ خاتمـك انتفـع بـه . قـال : لا ، والله ! لا آخـذه أبـدًا وقـد طرحـه رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . صحيح مسلم . متون / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / ( 11 ) ـ باب : تحريم خاتم الذهب على الرجال ، ونسخ ما كان من إباحته في أول الإسلام / حديث رقم : 52 ـ ( 2090 ) / ص : 547 . * عـن أبـي هريـرة ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال يـومَ خَيبـرَ : " لأُعطيـن هـذه الرايـة رجـلاً يحـبُّ الله ورسـولَه ، يفتـح الله علـى يديـه " . قـال عمـرُ بـنُ الخطـابِ : مـا أحببـتُ الإمـارةَ إلا يومئـذٍ ، قـال : فتسـاورتُ (1) لهـا رجـاء أن أُدعـى لهـا . قـال : فدعــا رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـيَّ بـنَ أبـي طالـب ، فأعطــاه إياهـا ، وقـال : " امـشِ ولا تلتفـت حتـى يفتـحَ اللهُ عليـكَ " . قـال : فسـارَ علـيّ شـيئًا ثم وقـف ولم يلتفـت ، فصـرخَ : يـا رسـول الله ! علـى مـاذا أُقاتـلُ النـاسَ ؟ . قـال : " قاتلهـم حتـى يشـهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمـدًا رسـولُ الله ، فـإذا فعلـوا ذلـك فقـد مَنَعُـوا منـك دِماءَهـم وأموالهـم . إلا بحقهـا ، وحسـابهم علـى الله " . صحيح مسلم . متون / ( 44 ) ـ كتاب : فضائل الصحابة / ( 4 ) ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب / حديث رقم : 33 ـ ( 2405 ) / ص : 618 . ___________ ( 1 ) فتساور ---> أي رفع نفسه ليظهر فيراه الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيدعوه للإمارة . |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|