|
روضة المتحابات في الله للترحيب بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-,تواصل أخوي، مناسبات.. |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-05-09, 10:03 PM | #1 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
11-04-2009
المشاركات: 55
|
رسالة حب
عن أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ - رضي الله عنه - أن رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْبَلَ إِلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ " , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَاسٌ مِنْ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ اللَّهِ انْعَتْهُمْ لَنَا . فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ , لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ , تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا , يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ , فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا , فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا , وَثِيَابَهُمْ نُورًا , يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ , وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " . " تحابوا في الله وتصافوا " - الحب :عالم من المودة والصلة والأنس والرضا والراحة , دنيا من الأمل والفأل الحسن والأمس الجميل واليوم الحافل والغد الواعد , إنها رحلة في عالم التآلف والتآخي والتفاهم والتكاتف والتضامن . إذا قلت حب تداعت الذكريات القديمة , وثارت المعاني الجميلة , إذا قلت حب سافرت بك قافلة الذكرى إلى صور ومشاهد لا تمحى من ذاكرة الزمن , إذا قلت حب حل غيث الرجاء , وهبت ريح الصفاء , وتهللت أسارير الوجود , وانبجلت معالم الطلعات , وأشرقت شموس الأيام , إذا قلت حب إمتلأت الجوانح بالأشواق , والحشايا باللهف , والضمائر بصور الأحباب ومغاني الأتراب , إذا قلت حب تساقطت أوراق البغضاء , وتلاشت نزغات الشرور , وارتحلت قطعان الضغينة , وفرت زمر الأحقاد , وغربت نجوم العداوات . -قيل في تعريف الحب : ليس له تعريف إلا الحب , فلن تجد في قاموس العربية كلمة تعبر عن الحب مثل كلمة " الحب " , فليس هناك أصدق من الحاء والباء في دلالتهما على هذا المقصود العظيم . "الحاء" تفتح الفم فيبقى فارغا باهتا حتى تأتي "الباء" فيضم الفم , وتطبق الشفتين , وتصطك الأسنان , إذا هي اجتماع بعد فرقة , ووصل بعد هجر. الحب حرفان حاء بعدها باء *** تذوب عند معانيها الأحباء - الحب في الله : الله : يا الله .. ما أجمل القد , إي والله ما أجمله !! أنظر إلى الحب ثم تأمل بعدها لفظ الجلالة "[fot1]الله[/fot1]" إنه الذي تشتاق القلوب إليه .. تميل إليه , إنه الذي تحار العقول في عظمته , إنه الذي يوله الخلق إليه كما يوله كل طفل إلى أمه , ما أعظم هذا المعنى , وما أبدع هذا التركيب .. " [fot1]الحب في الله[/fot1] " أنشودة عذبة في أفواه الصادقين , وقصيدة جميلة في ديوان المحبين , كتبها الصالحون بدموعهم , سطرها الأبرار بدمائهم . " تحابوا في الله وتصافوا " إن حقيقة الأخوة هي صفاء القلب لله , هذا الصفاء يثمر طمأنينة الفؤاد , وراحة البال , وهدوء الضمير , فلا نرتقب خوف الغدر , ولا حسد الأعين , ولا أذى الأيدي , ولا كيد القلوب وحقد النفوس .إنها ظلال الحب في الله , لا أخوة المصالح , ولا صداقة المنافع التي شاعت . كم يحتاج كل منا إلى أخ كالمرآة الصافية , يقبل كل منا الآخر عثراته , يحوطني وأحوطه من ورائه , يقيمني وأقيمه , يعينني وأعينه , كم يحتاج كل منا إلى تلك المرآة الإيمانية , التي يرى فيها المرء خلل نفسه , كما كان يقول سلفنا: " رحم الله امرء أهدى إلي عيوبي " . إن صرح الأخوة الشامخ لابد أن يسمو بالنفوس لسماء الإيمان , فتظل حائمة حول العرش لا يدنسها خشاش الأرض , وبهذا نضمن أن تظل تلك الوشائح والأواصر سمة واضحة لحياتنا , حتى وإن توالت الخطوب والمحن ستظل قوية فتية , وهذا لا يتأتى دون استشعار الفاقة والإحساس بحجم القضية , ولا يكون حتى تتكاتف الأيدي وتتلاقى القلوب . - إن بناء الأمة من جديد يحتاج إلى تضافر الجهود , ولا ينتج هذا التضافر إلا عند صفاء السرائر , والاجتماع على قلب رجل واحد . لكي نستطيع تحمل العبء الثقيل أمام الله تجاه هذه الأمة , لابد أن تذوب ذواتنا في بوتقة الإيمان , فينصهر هذا السياج الذي نصبه كل واحد منا حول نفسه فلم يتسع لغيره , ولم يسمح لأحد أن يتجاوزه , وحين يقترب منه الآخرون تبدأ المشاكل وتظهر العورات . - أما المتحابون في الله , فينبغي أن يكونوا على شاكلة أخرى , ينبغي ألا تشغل اذهانهم هذه الهموم السفلية , فهم لا يتعلقون بالذوات , بل إن ارتباطهم كان برباط أسمى وأوثق من المصالح الذاتية , إنه عبادة الله وحده , إنه الحب في الله الذي لا تحل وشائجه بسيوف الدنيا , وبهذا صار الهم الأول والأوسط والأخير هو رضا الله سبحانه وبحمده . - وذلك في زمن اتخذ الناس فيه أهواءهم آلهة من دون الله , زمن الجلب دون العطاء , زمن الأنانية وحب الذات , زمن الفرقة والشتات , زمن أصبح الحب مجرد منافع متبادلة , وأهواء مشتركة , وأغراض مادية عفنة يشوبها الخلل والزلل وعدم الاستقرار , زمن أصبح فيه "الحب في الله" مجرد كلمة بلا مشاعر ولا أحاسيس , إفتقرت في كثير من الأحايين إلى الصدق , وليتها أصبحت مجرد كلمة أبقت على معانيها , بل إن الأسماع ملتها , والطباع مجتها , فقد اهترأت من كثرة ما لاكتها الألسنة دون القلوب , وأصبحت كالسراب حتى إذا ما حلت الشدائد واشتد الخطب وجاءها المحب الواهم لم يجدها شيئا ووجد الغدر في زمن عز فيه الوفاء . وفي ظل هذا نريد أن نحمل شارة الغربة بتحقيق الحب في الله لنصبح حقا غرباء في عصر الغربة , نتواصى بصفات الغرباء الذين ارتضوا نصرة دين الله وتحملوا لذلك كل الصعاب وتيقنوا أن طريق الاستقامة شاق يخففه الرفاق . ولو صحت لنا هذه الأخوة الإيمانية المرجوة , لوسعينا في زرع بساتينها في قلوبنا من جديد لأثمرت فينا حياة أخرى غير تلك التي نحياها , فإن القلوب تحيا وتترابط وتتآلف فيورثها الله من النعيم ما لا يستشعره إلا من ذاقه . أختي : لابد أن ننوي تحقيق هذا المعنى العظيم , معنى الأخوة في حياتنا , نريد توثيق عرى الأخوة , وإحياء روحها , نريد أن نكون بالفعل إخوة متحابين , يقول أحدنا لأخيه يا أنا , حتى تقوم للإسلام راية , وذلك لن يتأتى إلا بعد قطع خطوات هامة على درب من سبقنا . كم إخوة لك لم يلدك أبوهم *** وكأنما آباؤهم ولــدوكا فـليتني أحيا بقربهــــم *** فإذا فقدتهم انقضى عمري فتكون داري بين دورهــم *** ويكون بين قبورهـم قبري أحبتنا .. حفظ الود ديــن *** ونحن على العهود السالفات - أخواتي .. دوموا على الوفاء .. فإن حسن العهد من الإيمان . - اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق , اللهم اجمعنا على الحب والوفاق . - وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين . سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك . منقول مع بعض التصرف
التعديل الأخير تم بواسطة سعيدة ; 04-05-09 الساعة 10:17 PM |
05-05-09, 01:01 PM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.t-elm.net/moltaqa/backgrounds/18.gif');border:2px outset green;"][cell="filter:;"][align=center]
أشهد الله أني أحبكن يا أخوات الملتقى في الله، و أدعوا الله أن يجمعني بكن و يظلنا في يوم لا ظل إلا ظله. [/align][/cell][/tabletext][/align] |
05-05-09, 05:24 PM | #3 |
~نشيطة~
تاريخ التسجيل:
24-05-2008
المشاركات: 409
|
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع رائع جزاكي الله خير الجزاء علي النقل والاضافه وانا ايضا احبكم جميعا في الله وجمعني الله واياكي يا ام بسمله مع اخواتنا في الملتقي في ظل عرش الرحمن |
08-05-09, 09:48 PM | #4 | |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
11-04-2009
المشاركات: 55
|
اقتباس:
أحبك الله أختنا و شكر الله مرورك العطر و تشريفك للموضوع,, |
|
08-05-09, 09:50 PM | #5 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
11-04-2009
المشاركات: 55
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفريغ حلقات من سلسلة (رسالة إلى..)شيخنا مسعد أنور | غريبة في دنياي | النشرات الدعوية | 0 | 24-05-13 12:22 PM |
رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه | أم اليمان | روضة التزكية والرقائق | 14 | 17-01-08 01:38 PM |