العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-09, 11:15 PM   #1
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
افتراضي

[frame="4 80"]
المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه
فـــي
القـــــرآن


[/frame]

معنــى " المُحْكَــم " : ‏
‏=============

ـ اللُّغويـون يسـتعملون مـادة الإِحكـام ( بكسـر الهمـز ) فـي معـانٍ متعـددة ‏، لكنهـا مـع تعددهـا ترجـع إلـى شـيءٍ واحـد ، هـو : " المنـع " ؛

‏فيقولـون :‏

‏ أَحْكَـمَ الأمـر -----> أي أتقنـه ومنعـه عـن الفسـاد ‏

ويقولـون :

أحكـم الفـرس -----> أي جعـل لـه حَكَمَـةَ ، والْحَكَمَـة : مـا أحـاط ‏بحنكـي الفـرس مـن لجامـه تمنعـه مـن الاضطـراب

وقيــل : ‏

‏" آتـاه الله الحكمـة " -----> أي :

العـدل أو العلـم أو الحلـم أو النبـوة أو ‏القـرآن ؛ لمـا فـي هـذه المذكـورات مـن الحوافـظ الأدبيـة الرادعـة عمـا لا ‏يليـق . ‏
‏ { مناهل العرفان في علوم القرآن / ‏ج : 2 / ص : 289 0 ‏}

ـ إحكـام الكـلام -----> إتقانـه بتمييـز الصـدق مـن الكـذب فـي ‏أخبـاره ، والرشـد مـن الغـي فـي أوامـره .
( ‏مباحث في علوم القرآن / ص : 215 )



معنــى " المُتَشَــابِه " : ‏
‏==============

المتشـابه يَـرِد علـى معنييـن لُغَوييـن :

‏1 ـ إمـا مـن " الشُّـبْهَة " ----> وهـي الجهالـة وعـدم التمييـز . ‏

فيكـون المتشـابه ضـد المحكـم 0‏
ـ كقولـه تعالــى :

" قَالُــوا ادعُ لَنَــا رَبَّــكَ يُبَيِّـن لَّنَــا مَـا ‏هِـيَ إِنَّ البَقَــرَ تَشَـابَه عَلَينَـا "
{ ‏سورة البقرة / آية : 70 ‏}
‏ - تشـابه علينـا ----> أي اختلـط علينـا ، فـلا نميـزه ولا نعلـم نوعيـة ‏المطلـوب ‏.

ـ ومنـه قولـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مـن حديـث النعمـان بـن بشـير : ‏

‏" إن الحـلال بَيِّـن ، وإن الحـرام بَيِّـن ، وبينهمـا مشـتبهات لا يعلمهـن كثيـر ‏مـن النـاس " ‏
( ‏رواه مسلم )

‏2ـ وإمـا مـن الشَّـبَه ----> وهـو : التماثـل فـي الأوصـاف . ‏
ـ كقولـه تعالـى :

" وَأُتُـوا بِـهِ مُتَشَـابِهاً " ‏(سورة البقرة / آية : 25 )

متشـابهاً ----> أي يشـبه بعضـه بعضـاً فـي اللـون أو الطعـم أو ‏الرائحـة أو الكمـال والجـودة 0 ‏

ـ وكقولـه تعالـى :

" تَشَـابَهَت قُلُوبُهُـم " {‏سورة البقرة / آية : 118 0 ‏}

تشـابهت ----> أي يشـبه بعضهـا بعضـاً فـي الغـي والجهالـة . ‏التوحيد ( ربيع أول 1422 )

المُحْكَــم والمُتَشَـابِه فــي القــرآن : ‏


ـ ورد فـي القـرآن ما يـدل علـى أنه محكـم ؛ كقولـه تعالـى :

" الـر ‏كِتَـابٌ أُحْكِمَـتْ آياتُـهُ ثُـمَّ فُصِّلَـت مِـن لَّـدُن حَكِيـمٍ خَبِيـرٍ "
(‏سورة هود / آية : 1 )

ـ وورد أيضـاً مـا يـدل علـى أنـه متشـابه ؛ كقولـه تعالـى :

" اللهُ نَـزَّلَ ‏أَحسَـنَ الحَدِيـثِ كِتَابـاً مُتَشَـابِهاً مَثَانِـيَّ تَقْشَـعِرّ مِنـهُ جُلُـودُ الَّذِيـنَ ‏يَخشَـونَ رَبَّهُـم "
( سورة الزمر / آية : 23 )‏
ـ وورد أيضـاً مـا يـدل علـى أن بعضـه محكـم ، وبعضـه متشـابه ؛ كقولـه ‏تعالـى :

" هُـوَ الَّـذِي أَنـزَلَ عَلَيـكَ الكِتَـابَ مِنـهُ آيَـاتٌ مُّحكَمَـاتٌ ‏هُـنَّ أُمُّ الكِتَـابِ وأُخَـرُ مُتَشَـابِهاتٌ " ‏
(‏سورة آل عمرآن / آية : 7 )‏

والسـؤال الـذي يطـرح نفسـه علـى الأذهـان : ‏
س : كيـف يمكـن الجمـع بيـن هـذه الآيـات ؟ ! ‏

وقبـل الإجابـة علـى هـذا السـؤال ، نُـوِرد مقدمـة هامـة لفهـم المحكـم ‏والمتشـابه :

إن الله عـز وجـل خاطبنـا بكـلام له معنـى ، فالقــرآن كـلام عربـي مكـون ‏مـن ألفـاظ لهـا معـان يسـتوعبها صاحـب اللسـان العربـي ، ولا يسـتوعبها الأعجمـي . ‏
فإذا قـال الله تعالـى :

" لَّقَـد رَضِـيَ اللهُ عَـنِ المُؤمِنيـنَ إِذ يُبَايِعُونَـكَ ‏تَحـتَ الشَّـجَرَةِ "
‏ ( ‏سورة الفتح / آية : 18 ) ‏

عَلِـمَ صاحـب اللســان العربـي معنـى كلمـة " شــجرة " ،

فـإن سـألتُهُ ‏عـن شـكلها وكيفيتهـا ؟

فإن كـان مِمَـنْ بايـع مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ تحتهـا ، ‏ربمـا وصفهـا لـك وصفـاً دقيقـاً لأنه رآهـا بعينـه ،

وإن لـم يكـن ـ منهـم ‏ـ قـال : أنـا مـا رأيتهـا حتـى أصفهـا ، ولكنهـا شـجرة تبــدو فـي ‏كيفيتهـا كأي شـجرة تنبـت فـي الصحـراء .

والحاصــل أنـه سـيصف ‏كيفيـة الشـجرة مـن خـلال رؤيتهـا أو رؤيـة مثيلهـا .

فمعنـى لفـظ الشـجرة عنـد العربـي معلـوم واضـح محكـم ، يميـز بينه ‏وبيـن لفـظ البقـرة أو غيـره مـن الألفـاظ.

لكـن لـو سـألنا " الأعجمـي " : مـا معنـى لفـظ " شـجرة " ، أو حتـى " ‏بقــرة " ؟

عجـز عـن الجـواب لجهلـه بمعنـى الكـلام ‏
وإذا قـال تعالـى :

" أَذَلِـكَ خيـرٌ نُـزُلاً أَم شَـجَرَةُ الزَّقُّـومِ "
(‏سورة الصافات / آية : 62 ‏)

علم العربـي معنـى كلمـة شـجرة ، وأن المقصـود شجـرة معينـة تخـرج في ‏أصـل الجحيـم ، أَعَـدَّها اللهُ للكافريـن .

لكـن لـو سـألناه عـن شـكلها وكيفيتهـا ؟ !

لقـال : الله أعلـم ، فأنـا مـا ‏رأيتهـا ، ومـا رأيـتُ لهـا مثيـلاً ، فكيـف أعـرف كيفهـا ؟ !

فأصبـح لفـظ " الشـجرة " محكمـاً لـه ، والكيفيـة التـي دل عليهـا اللفـظ ‏مجهولـة أو غيـر معلومـة أو متشـابهة أو مختلطـة

لكـن لـو سـألنا " الأعجمـي " عـن معنـى لفـظ " شـجرة الزقـوم " ، لمـا ‏تمكـن مـن الجـواب ؛ لأن المعنـى ليـس لديـه ومشـتبه عليـه ، لا يعرفـه ‏أصـلاً ، وكذلـك كيفيتهـا متشـابهة عليـه مـن بـاب أولـى .

ممـا سـبق يمكـن تقسـيم المحكـم والمتشـابه إلـى : ‏

‏1 ـ إحكـام عـام ، وتشـابه عـام .
‏2 ـ إحكـام خـاص ، وتشـابه خـاص.



**************



يُـــتْـــبـَــعُ

‏========



توقيع د.سهيرالبرقوقي
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
http://www.tvquran.com/


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }

د.سهيرالبرقوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .