![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#29 |
~صديقة الملتقى~
تاريخ التسجيل:
22-10-2007
المشاركات: 952
![]() |
![]()
الوِتر
جل جلاله وتقدست أسماؤه المعنى اللغوي : الوِتْرُ والوَتْر : الفرد أو ما لم يتشفع من العدد. وأوتره : أفذه. قال اللحياني : أهل الحجاز يسمون الفرد الوتر ، وأهل نجد يكسرون الواو. وفي قوله عز وجل : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (الفجر:3) قراءتان بالفتح والكسر. وأوتر الرجل : صلى الوتر، وهي ركعة تكون بعد صلاته مثنى مثنى من الليل. وروده في الحديث الشريف : ورد في حديث أبي هريرة عن النبي قال : (لله تسعة وتسعون اسماً من حفظها دخل الجنة وإن الله وِتْرٌ يحب الوتر"(. المعنى في حق الله تعالى : قال ابن قتيبة : الله عز وجل وِتْرٌ ، وهو واحد( ). وقال الخطابي : (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير. وقال الحليمي : ومنها الوتر ؛ لأنه إذا لم يكن قديمٌ سواه ، لا إله ولا غير إله ، لم ينبغي لشيء من الموجودات أن يُضم إليه فيُعد معه ، فيكون والمعدود معه شفعاً ، لكنه واحدٌ فردٌ وتر. وقال البهيقي : (الوتر) هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير (وهو قول الخطابي) وهذه أيضاً صفة يستحقها بذاته. وقال الحافظ ابن حجر : (الوتر) : الفرد ، ومعناه في حق الله أنه الواحد الذي لا نظير له في ذاته ولا انقسام. من آثار الإيمان بهذا الاسم : 1-أن الله تعالى واحد لا شريك له ولا نظير ، بل هو الإله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. وهو سبحانه واحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله ، قال عز وجل : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الشورى: من الآية11) . وقال : هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً (مريم: من الآية65) ( ). 2-وهو جل وعلا يحب الوتر ويأمر به في كثير من الأعمال والطاعات ، كما في الصلوات الخمس ووتر الليل وأعداد الطهارة وتكفين الميت وفي كثير من المخلوقات كالسماوات والأرض( ). فقد روى علي قال : قال رسول الله : (يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر) قال القرطبي في معنى قوله : "وهو وتر يحب الوتر" : الظاهر أن الوتر هنا للجنس ، إذ لا معهود جرى ذكره حتى يحمل عليه ، فيكون معناه أنه : يحب كل وتر شرعه. ومعنى محبته له : أنه أمر به وأثاب عليه ، ويصلح ذلك لعموم ما خلقه الله وتراً من مخلوقاته . أو معنى محبته له : أنه خصصه بذلك لحكمة يعلمها ، ويحتمل أن يريد بذلك وتراً بعينه ، وإن لم يجر له ذكر ثم اختلف هؤلاء ، فقيل : المراد صلاة الوتر. وقيل : يوم الجمعة . وقيل : يوم عرفة . وقيل : آدم عليه السلام . وقيل غير ذلك. قال : والأشبه ما تقدم من حمله على العموم( ). قال : ويظهر لي وجه آخر وهو : أن الوتر يراد به التوحيد ، فيكون المعنى : أن الله في ذاته وكماله وأفعاله واحد يحب التوحيد. أي : أن يُوحد ويعتقد انفراده بالألوهية دون خلقه ، فيلتئم أول الحديث وآخره ، والله أعلم. قال الحافظ معقباً : قلت : لعل من حمله على صلاة الوتر ، استند إلى حديث علي : إن الوتر ليس بحتم ، ولا كصلاتكم المكتوبة ، ولكن رسول الله أوتر ثم قال : (أوتروا يا أهل القرآن ، فإن الله وتر يحب الوتر). أخرجوه في السنن الأربعة وصححه ابن خزيمة واللفظ له. فعلى هذا التأويل تكون اللام في هذا الخبر للعهد ، لتقدم ذكر الوتر المأمور به . لكن لا يلزم أن يحمل الحديث الآخر على هذا ، بل العموم فيه أظهر ، كما أن العموم في حديث علي محتمل أيضاً. 3-وقد وردت عن السلف آثار في ذلك : فقال مجاهد في قوله تعالى : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (الفجر:3) : "كل خلق الله شفع : السماء والأرض ، والبر والبحر ، والجن والإنس ، والشمس والقمر. والله وحده الوتر". وفي رواية عنه قال : الخلق كله شفع ووتر ، أقسم بالخلق( ). وعن الحسن قال : "الخلق كله شفع ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ قال : كان أبي يقول : كل شيء خلق الله شفع ووتر ، فأقسم بما خلق ، وأقسم بما تبصرون وبما لا تبصرون. قال ابن جرير : وقال آخرون : بل ذلك الصلاة المكتوبة ، منها الشفع كصلاة الفجر والظهر ، ومنها الوتر : كصلاة المغرب. ذكر من قال ذلك . وذكر آثاراً منها : عن قتادة قوله : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ : إن من الصلاة شفعاً ، وإن منها وتراً. ثم قال ابن جرير مرجحاً : والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالشفع والوتر ، ولم يخصص نوعاً من الشفع ، ولا من الوتر دون نوع ، بخبر ولا عقل ، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به مما قال أهل التأويل أنه داخل في قسمه هذا ، لعموم قسمه بذلك. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|