العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-08, 09:21 PM   #1
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الجبار
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :

جبر الرجل على الأمر يجبره جبراً وجبوراً وأجبره : أكرهه عليه. والجبر خلاف الكسر جبر العظيم يجبره جبراً والجبر أن تُغني الرجل من الفقر، أو يجبر عظمه من الكسر، وتجبر النبت والشجر : اخضر وأورق.
و(الجبار) : العظيم القوي الطويل. قال الله تعالى : إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ (المائدة: من الآية22).
قال اللحياني :
أراد الطول والقوة والعظم.
قال الأزهري :

كأنه ذهب به إلى الجبار من النخيل، وهو الطويل الذي فات يد المتناول. ونخلة جبارة أي : عظيمة سمينة.
وتجبر الرجل إذا تكبر، قال تعالى : وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (مريم: من الآية32) أي : متكبراً على عبادة الله تعالي:

وروده في القرآن الكريم :
ورد هذا الاسم في القرآن مرة واحدة في قوله تعالى : الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ (الحشر: من الآية23).
معنى الاسم في حق الله تعالى :
قال الطبري :
(الجبار) : يعني المصلح أمور خلقه المصرفهم فيما فيه صلاحهم
وقال قتادة :
جبر خلقه على ما يشاء من أمره.
وقال الخطابي :

(الجبار) هو الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه، يقال : جبره السلطان وأجبره بالألف.
ويقال : هو الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم أسباب المعاش والرزق.
ويقال : بل الجبار العالي فوق خلقه من قولهم : تجبر النبات إذا علا واكتهل، ويقال للنخلة التي لا تنالها اليد طولاً .. الجبارة.
وقال السعدي :
(الجبار) : هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرؤوف الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليها.
فيكون معنى الجبار على وجوه :
1-(الجبار) : هو العالي على خلقه، وفعال من أبنية المبالغة.
2-(الجبار) : هو المصلح للأمور من جبر الكسر إذا أصلحه وجبر الفقير إذا أغناه.
3-(الجبار) : هو القاهر خلقه على ما أراد من أمر أو نهي.
كما قال تعالى لنبيه  وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ (قّ: من الآية45) أي : لست بالذي تجبر هؤلاء على الهدى ولم تكلف بذلك.
وعلى المعنى الأول يكون من صفات الذات وعلى المعنى الثاني والثالث يكون من صفات الفعل.



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 09:23 PM   #2
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

آثار الإيمان بهذا الاسم :
1-‘ن الله تعالى هو الجبار الذي له العلو على خلقه، علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر والجبر لا يدنو منه الخلق إلا بأمره، ولا يشفعون أو يتكلمون إلا من بعد إذنه، لن يبلغوا ضره فيضروه، ولن يبلغوا نفعه فينفعوه.
2-جبر الله تعالى خلقه على ما أراد أن يكونوا عليها من خلق، لا يمتنع عليه شيء منهم أبداً إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يّـس:82) .
وقال تعالى : أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (آل عمران:83) .
وقال تعالى : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (الأعراف:54) .
، وقال تعالى : ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (فصلت:12) أي : استجيبا لأمري، وانفعلا لفعلي، طائعتين أو مكرهتين.
3-والله سبحنه وتعالى جبر خلقه أيضاً على ما شاء من أمر أو نهي، بمعنى أنه شرع لهم من الدين ما ارتضاه هو، كما قال : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) (المائدة:1) .
فشرع لهم من الشرائع ما شاء، وأمرهم باتباعها ونهاهم عن العدول عنها، فمن أطاع فله الجنة ومن عصى فله النار. ولم يجبر أحداً من خلقه على إيمان أو كفر، بل لهم المشيئة في ذلك.
كما قال سبحانه : وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (الكهف: من الآية29) .
وقال تعالى : وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (الشمس:7-10) ، وهم مع ذلك لا يخرجون عن مشيئته.
ولو شاء الله لهدى الناس جميعاً، ولم يجعل لهم اختياراً كما قال سبحانه : أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً (الرعد: من الآية31) وقال : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا (السجدة: من الآية13)
-الجبروت لله وحده وقد مدح الله بهذا الاسم نفسه وأما في حق الخلق فهو مذموم فما الفرق ؟
أنه سبحانه :قهر الجبابرة بجبروته وعلاهم بعظمته لا يجرى عليه حكم حاكم فيجب عليه انقياده، ولا يتوجه عليه أمر آمر فيلزمه امتثاله، أمر غير مأمور، قاهر غير مقهور لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء:23) .
وأما الخلق فهم موصوفون: بصفات النقص مقهورون مجبورون تؤذيهم البقة وتأكلهم الدودة، وتشوشهم الذبابة، أسير جوعه وصريع شبعه ومن تكون هذه صفته كيف يليق به
التكبر والتجبر؟
وقد أنكرت الرسل على أقوامها صفة التجبر والتكبر في الأرض بغير الحق كما قال تعالى عن هود عليه السلام أنه قال لقومه : وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (الشعراء:130) ، إلى أن قال : إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (الشعراء:135) ، ولكنهم عاندوا واتبعوا أمر جبابرتهم فهلكوا أجمعين. قال تعالى : وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (هود:59) ، وقد كان التجبر سبباً للطبع على قلوبهم فلم تعرف معروفاً ولم تنكر منكراً :  كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ
قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (غافر: من الآية35) .
وقد توعد الله سبحانه الجبابرة بالعذاب والنكال، توعدهم بجهنم وبئس المهاد، قال تعالى : وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (إبراهيم:15-17) .
وقال النبي  : (يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول : إني وكلت بثلاثة : بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله آخر، وبالمصورين
-الأرض كلها خبزة بيد الجبار سبحانه وتعالى يوم القيامة : عن أبي سعيد الخدري  قال : قال رسول الله  : تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة ...)
-وكان النبي  يدعو بين السجدتين فيقول : (اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني.
فكان يدعو بما دل عليه اسم (الجبار) جل وعلا.
وكان يعظم ربه أيضاً بهذا الاسم في الصلاة في الركوع والسجود كما جاء في حديث عوف بن مالك الأشجعي أنه كان يقول في ركوعه : (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) وفي سجوده مثل ذلك.
__________________
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 09:23 PM   #3
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

المتكبر ــ الكبير
جل جلاله وتقدست أسماؤه
المعنى اللغوي :
يقال كبر بالضم .. يكبر أي : عظم فهم كبير.
قال ابن سيده :
الكبر : نقيض الصغر، وكبر الأمر : جعله كبيراً، واستكبره رآه كبيراً كقوله تعالى : فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ (يوسف: من الآية31) أي : أعظمنه. والتكبير: التعظيم، والكبر : الرقعة في الشرف، والكبرياء : الملك، كقوله تعالى : وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ (يونس: من الآية78)
والكبرياء أيضاً : العظمة والتجبر.

ورود الاسمين في القرآن الكريم :
سمى الله سبحانه وتعالى نفسه بـ (المتكبر) في آية واحدة من القرآن الكريم
في قوله الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ (الحشر: من الآية23).
وأما اسمه (الكبير) فقد ورد في ستة مواضع من القرآن الكريم:
منها قوله تعالى : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (الرعد:9) .
وقوله : وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (الحج: من الآية62) .
وقد جاء مقترناً باسمه (العلي) و (المتعال).
معنى الاسمين في حق الله تعالى :
قال قتادة :(المتكبر) أي : تكبر عن كل شيء .
قال الخطابي : هو المتعالي عن صفات الخلق، ويقال : هو الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة .
وقال القرطبي (المتكبر) : الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله.
وقيل : (المتكبر): عن كل سوء، المتعظم عنا لا يليق به من صفات الحدث والذم. وأصل الكبر والكبرياء الامتناع:
ما قاله العلماء في معنى اسمه (الكبير):
# مشابه لما ذكرنا من معنى (المتكبر).
#قال : ابن جرير :
(الكبير) يعني العظيم الذي كل شيء دونه ولا شيء أعظم من
#وقال الخطابي :
(الكبير) هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن فصغر دون جلاله كل كبير، ويقال : هو الذي كبر عن شبه المخلوقين:
وعلى هذا يكون معنى (المتكبر) و (الكبير) :
1-الذي تكبر عن كل سوء وشر وظلم.
2-الذي تكبر وتعالى عن صفات الخلق فلا شيء مثله.
3-الذي كبر وعظم فكل شيء دون جلاله صغير وحقير.
4-الذي له الكبرياء في السموات والأرض، أي : السلطان والعظمة.

آثار الإيمان بهذين الاسمين : -(1)إن الله أكبر من كل شيء، وأكبر من أن يعرف كنه كبريائه وعظمته وأكبر من أن يحيط به علماً. قال تعالى : وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (طـه: من الآية110)، فالله جلت عظمته أكبر من أن تعرف كيفية ذاته أو صفاته ولذلك نهينا عن التفكير في الله لأننا لن ندرك ذلك يعقولنا الصغيرة القاصرة المحدودة، فقد قال  : (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله عز وجل) وقد وقع الفلاسفة في ذلك وحاولوا أن يدركوا كيفية وماهية ربهم بعقولهم فتاهوا وضلوا ضلالاً بعيداً ولم يجنوا سوى الحيرة والتخبط والتناقض فيما سطروه من الأقوال والمعتقدات.
فمن أراد معرفي ربه وصفاته فعليه بطريق الرسول  لأنه أعلم الخلق بالله وصفاته، فعليه أُنزل الكتاب العزيز الذي لا تكاد الآية منه تخلو من صفة الله سبحانه سواء كانت ذاتية أو فعلية أو اسم من أسمائه الحسنى، وعليه أيضاً أُنزلت السنة الشارحة والمفضلة للكتاب، فطريقه  هو الطريق الأسلم ومنهجه هو المنهج الأقوم، فمن اتبعه كان من الناجين، ولذلك بين في الحديث الصحيح أن الفرقة الناجية هي
ما كان عليه هو وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين في المعتقد والعبادة والسلوك.
(2)إن التكبر لا يليق إلا به سبحانه وتعالى، فصفة السيد التكبر والترفع وأما العبد فصفته التذلل والخضوع والخضوع.
وقد توعد الله سبحانه المتكبرين بأشد العذاب يوم القيامة، قال تعالى : فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ (الأقحاف: من الآية20) .
وقال : وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (الزمر:60) .
واستكبارهم هذا : هو رفضهم الانقياد لله ولأوامره ورفضهم عبادة ربهم كما قال تعالى : إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (الصافات:35) ، فرفضوا الإذعان لكلمة التوحيد.
وقوله سبحانه : وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (الجاثـية:31).
يبين أنهم رفضوا الحق الذي جاءت به الرسل وردوه ولم يقبلوه.
وقوله سبحانه : قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) (الشعراء:111) يبين أنهم احتقروا أتباع الرسل لكونهم من ضعفة الناس وفقرائهم فلم يدخلوا في جماعتهم ولم يشاركوهم في الإيمان بما جاءت به الرسل وكان الكبر سبباً للطبع على قلوبهم لفم تعد تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً.
قال تعالى : كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (غافر: من الآية35) .
فالحاصل أن الكبر كان سبباً في هلاك الأمم السابقة:
بل كان السبب في هلاك إبليس عليه لعنة الله وطره من رحمة الله أنه أبى أن يسجد لآدم عليه السلام واستكبر على أمر ربه سبحانه، قال تعالى : فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقرة: من الآية34) .

(3)-والكبر يمنع أيضاً من طلب العلم والسؤال عنه، لأن المتكبر يترفع عن الجلوس بين يدي العالم للتعلم ويرى أن في ذلك مهانة له، ويؤثر البقاء على جهله، فيجمع بين الكبر والجهل، بل قد يجادل ويناقش ويخوض في المسائل بدون علم حتى لا يقال أنه
لا يعلم فيصغر عند الناس، قال تعالى ذكره : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (الحج:8-9) أي : ومن الناس من يجادل في الله بغير علم صحيح ولا نقل صحيح بل بمجرد الرأي والهوى وإذا دعي إلى الحق ثنى عطفه أي : لوي رقبته مستكبراً عما يدعى إليه من الحق كقوله تعالى : وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ (لقمان: من الآية18) فأخبر الله تعالى أن له في الدنيا الخزي وهو الإهانة والذل لأنه استكبر عن آيات الله فجوزى بنقيض قصده وله في الآخرة عذاب النار المحرقة.
ونحوه قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (غافر:56) وقد ذم السلف الكبر في العلم فمن أقوالهم :
(4)من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن خالط الأنذال حقر، ومن جالس العلماء وقر.
وقال إبراهيم بن الأشعث :
سألت الفضيل بن عياض عن التواضع فقال : أن تخضع للحق وتنقاد له ممن سمعته ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه.
وقال سعيد بن جبير :
لا يزال الرجل عالماً ما تعلم فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون.
ونبي الله موسى عليه السلام لم تمنعه منزلة النبوة من أن يطلب العلم ممن هو دونه فقال للخضر عليه السلام : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (الكهف: من الآية66) .
ولم يزل علماء السلف يستفيدون من طلبتهم ما ليس عندهم. قال الحميدي وهو تلميذ الشافعي : صحبت الشافعي من مكة إلى مصر فكنت أستفيد منه المسائل وكان يستفيد مني الحديث.
وقال أحمد بن حنبل : قال لنا الشافعي أنتم أعلم بالحديث مني فإذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى آخذ به.
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 09:24 PM   #4
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الخالق ــ الخلاق
جل جلاله وتقدست أسماؤه
ا
المعنى اللغوي :
اعلم أن الخلق في كلام العرب على وجهين :
أحدهما :
الإنشاء على مثال أبدعه لم يسبق إليه أحدثه بعد إذ لم يكن.
والآخر :
التقدير، وخلق الأديم بخلقه خلقاً : قدره لما يريد قبل القطع وقاسه ليقطع منه مزادة أو قربة أو خفاً.
فقمن الأول قوله تعالى :
يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ (الزمر: من الآية6) أي يخلقكم نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً.
ومن الثاني قوله تعالى :
وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً (العنكبوت: من الآية17) أي : تقدرونه وتهيئونه، وهو كذب كقوله تعالى : إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ (صّ: من الآية7
وروده في القرآن الكريم :
ورد اسم (الخالق) في أحد عشر موضعاً في القرآن منها :
[u]قوله تعالى :[/
U]هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّر (الحشر: من الآية24).
وقوله تعالى :
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (المؤمنون: من الآية14).
وقوله تعالى :
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (الواقعة:58-59). وغيرها من الآيات.
وجاء الاسم بصيغة المبالغة مرتين في قوله تعالى :
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (الحجر:86) ، وقوله سبحانه : بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (يّـس: من الآية81).
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 09:25 PM   #5
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

المعنى في حق الله تبارك وتعالى :
الخلق كما بينا يراد به الإيجاد والإبداع تارة، والتقدير تارة أخرى.
فمن الآيات التي تدل على المعنى الأول قوله تعالى :
(1) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (يّـس:71) .
(2)قوله تعالى :
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (القمر:49) .
(3)قوله تعالى :
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (الفرقان: من الآية2)
(4) قوله تعالى :
كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (الأنبياء: من الآية104) فلا يليق بلفظ الخلق هنا إلا الإيجاد.
وقوله تعالى :
هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ (لقمان: من الآية11)
مثلها أيضاً في المعنى، بل قد جاءت بعض الآيات ذكر فيها الخلق مقروناً باليد كقوله تعالى : قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ (صّ: من الآية75) .
قال ابن جرير في تفسيرها :
"قال الله لإبليس إذ لم يسجد لآدم وخالف أمره : يا إبليس ما منعك أن تسجد ، يقول : أي شيء منعك من السجود لما خلقت بيدي، يقول : لخلق يدي، يخبر تعالى ذكره بذلك أنه خلق آدم بيديه كما حدثنا ابن المثنى قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة قال أخبرني عبيد المكتب قال سمعت مجاهداً يحدث عن ابن عمر قال :
("خلق الله بيده : العرش وعدن والقلم وآدم ثم قال لكل شيء : كن فكان)( جامع البيان(23*119)
قال في تفسير قوله تعالى :
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ قال يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين، ثم قال لأن العرب تسمي كل صانع خالقا.
وقال الخطابي :
(الخالق) : هو المبدع للخلق والمخترع له على غير مثال سبق. قال سبحانه : هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ (فاطر: من الآية3).
فأما في نعوت الآدميين فمعنى الخلق التقدير كقوله عز وجل :
أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (آل عمران: من الآية49.
وقال الزجاج :
فالخلق في اسم الله تعالى هو ابتداء تقدير النشء، فالله خالقها ومنشئها وهو متممها ومدبرها فتبارك الله أحسن الخالقين.
وقال الحليمي :
قال الله عز وجل : هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ (فاطر: من الآية3) .
ومعناه الذي صنف المبدعات، وجعل لكل صنف منها قدراً، فوجد فيها الصغير والكبير والطويل والقصير، والإنسان والبهيم والدابة والطائر والحيوان والموات، ولا شك في أن الاعتراف بالإبداع يقتضي الاعتراف بالخلق، إذ كان الخلق هيئة الإبداع فلا يغني أحدهما عن الآخر.
وقال : (الخلاق) ومعناه : الخلق خلقاً بعد خلق
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:49 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .