العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-08, 09:58 AM   #1
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

خامسًا : من أسباب الحرمان من رحمة اللَّه تبارك وتعالى :
فبالرغم من سعة رحمة اللَّه وعظمتها ، إلاَّ أن هناك من الناس من حرموا أنفسهم منها بذنوبهم ،
وسنذكر فيما يلي جانبًا منهم :

أولاً : من لا يَرحم لا يُرحم :
قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يرحم اللَّه من لا يرحم الناس
ثانيًا : تعذيب الناس :
فعن ابن مسعود البدري رضي الله عنه قال : كنت أضرب غلامًا لي بالسوط ، فسمعت صوتًا من خلفِي : (( اعْلَمْ أبا مسعود أن اللَّهَ أقدرُ عليك منك على هذا الغلام )) . فقلت : لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا . وفي رواية : فقلت : يا رسول اللَّه ، هو حرٌ لوجه اللَّه ، فقال : (( أما لو لَمْ تَفْعَل لَلَفَحَتْكَ النارُ أو لَمَسَّتْكَ النارُ ))( ) .
ثالثًا : تعذيب الحيوانات :
فقد حرَّم اللَّه تعذيب الحيوان والحشرات ، ويعاقب من فعل ذلك
رابعًا : الاختلاف والفرقة :

سادسًا : من أسباب رحمة اللَّه لخلقه :
1- طاعة اللَّه ورسوله :
قال تعالى : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ آل عمران : 132 ]
2- الإحسان :قال اللَّه تبارك وتعالى : { إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } [ الأعراف : 56 ]
3- تقوى اللَّه تبارك وتعالى :قال تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } [ الأعراف : 156 ] .
5- التماس مرضاة اللَّه :عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن العبد ليلتمسُ مرضاةَ اللَّه ، ولا يزالُ بذلك ، فيقول اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجبريل : إن فلانًا عبدي يلتمس أن يرضيني ، ألا وإن رحمتي عليه ، فيقول جبريل : رحمة اللَّه على فلان ، ويقولها حملة العرش ، ويقولها من حولهم حتى يقولها أهل السماواتِ السبعِ ، ثم تَهبِطُ له إلى الأرض ))(

- الصبر على الابتلاء :
قال تعالى : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [ البقرة : 155- 157 ] .
- رحمة الناس :
فعن عبد اللَّه بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر : (( ارحموا تُرْحَمُوا ، واغفروا يَغْفِر اللَّهُ لكم ))(

سابعًا : دعاء اللَّه باسميه (( الرحمن ، الرحيم )) :
1- دعاء الثناء والحمد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : قال اللَّه تعالى : (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال اللَّه تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم . قال اللَّه : أثنى عليَّ عبدى .

2- ومن ذلك أيضًا دعاء المسألة والطلب :
قال ابن كثير : قال ابن المبارك : الرحمن إذا سُئِل أعطى ، والرحيم إذا لم يُسأل يغضب ، وهذا كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لم يسأل اللَّهَ يغضب عليه ))( )



توقيع ورده الياسيمن
[URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL][URL="http://www.manhag.net/ola/details.php?file=204"]
[/URL]

[SIZE=5][COLOR=purple][I]إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله. [/I][/COLOR][/SIZE]
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 09:59 AM   #2
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الملك ـ المليك ـ مالك الملك
* المعنى اللغوي:
المُلك: معروف وهو يذكر ويؤنث كالسلطان، ومُلك الله تعالى وملكوته سلطانه وعظمته وعزته.
والمَلك والمَلِك والمَليك والمالك: ذو الملك.
قال بعض أهل اللغة: المَلك والمُلك والمِلك: احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به.
وقال آخرين: هو القدرة على التصرف.
وتملّكه: أي ملكه قهرًا، وأملكه الشيء وملَّكه إياه تمليكًا جعله مِلكًا له، وأملكوه: زوجوه، شبه الزوج بملك عليها في سياستها.
والملكوت مختص بِملِكِ الله تعالى وهو مصدر مَلَكَ أدخلت فيه التاء نحو جبروت ورهبوت ورحموت، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.
وملكت العجين: شددت عجنه أي: قوي عليه فأجاد عجنه.
المعنى في حق الله تعالى:
الملك: هو النافذ الآمر في ملكه إذ كل ملك ينفذ أمره في ملكه أو تصرفه فيما يملك والله عزّ وجل هو مالك المالكين كلهم والمالكون إنما استفادوا التصرف في أملاكهم من جهة الله تعالى فهو ـ جلّ وعلا ـ الذي ملكهم قال ابن جرير: الملك الذي لا ملك فوقه ولا شيء إلا دونه.
قال ابن كثير: الملك هو المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة وهذا كله يدل على ثبوت الملكية المطلقة لله ـ عزّ وجل ـ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ونحو ذلك. هذا يدل على ملك الله العظيم الشاسع وقدرته التامة في ملكه وأنه لا يعجزه شيء ـ جلّ وعلا ـ.
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 10:00 AM   #3
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

وروده في القرآن الكريم:
ورد {الملك} في القرآن خمس مرات منها قوله تعالى:
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (114) سورة طـه
وقوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ} (23) سورة الحشر
وقوله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ} (2) سورة الناس
وورود المالك مرتين، في قوله تعالى:
{مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (4) سورة الفاتحة
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} (26) سورة آل عمران
وأمّا المليك فلم يرد إلاّ مرة واحدة في قوله تعالى:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ*فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} (54ـ55) سورة القمر
أيهما أبلغ الملك أو المالك؟
قال الشوكاني: وقد اختلف العلماء أيهما أبلغ ملك أو مالك؟
فقيل إن مَلِك أعم وأبلغ، إذ كل ملك مالك، وليس كل مالك ملك، ولأنّ أمر الملك نافذ على المالك في ملكه حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك.
(قاله أبو عبيد والمبرّد ورجحه الزمخشري).
وقيل مالك أبلغ لأنه يكون مالكًا للناس وغيرهم، فالمالك أبلغ في مدح الخالق من ملك، وملك أبلغ ف مدح المخلوقين قد يكون غير ملك، وإذا كان الله تعالى مالكًا كان ملكًا. واختار هذا القاضي أبو بكر بن العربي.
ثم قال الشوكاني: ((والحق أنَّ لكلِّّ واحد من الوصفين نوع أخصية لا يوجد في الآخر، فالمالك يقدر على ما لا يقدر عليه الملك من التصرفات بما هو مالك له بالبيع والهبة والعتق ونحوها، والملك يقدر على ما لا يقدر عليه المالك من التصرفات العائدة إلى تدبير الملك وحياطته ورعاية مصالح الرعية، فالمالك أقوى من الملك من الملك في بعض الأمور، والملك أقوى من المالك في بعض الأمور، والفرق بين الوصفين بالنسبة إلى الرب سبحانه أن الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله.
عدم جواز التسمية بملك الملوك:
وقد ورد في ذلك الحديث المتفق عليه حديث سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ: (( أخنع اسم عند الله ـ وقال سفيان بن مرّة: أخنع الأسماء عند الله ـ رجلٌ تسمّى بملك الأملاك)) وفي رواية: ((أخنى الأسماء يوم القيامة ..)).
قال سفيان: يقول غيره ـ أي غير أبي الزناد ـ تفسيره: شاهان شاه.
ومعنى أخنع: أوضع اسم وأذلّه. قال أبو عبيد: الخانع الذليل، وخنع الرجل ذل. قال ابن بطّال: وإذا كان الاسم أذل الأسماء كان من تسمى به أشدّ ذُلاً.
ومعنى أخنى: أي أفحش اسم من الخنا وهو الفحش في القول.
وجاء في رواية مسلم: ((أغيظُ رَجُلٍ على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه)).
قال ابن حجر: واستدلّ بهذا الحديث على تحريم التسمي بهذا اسم لورود الوعيد الشديد، ويلتحق به ما في معناه مثل خالق الخلق وأحكم الحاكمين وسلطان السلاطين وأمير الأمراء.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((اشتد غَضَبُ اللهِ على من زَعَمَ أنه ملك الأملاك لا ملك إلا الله)).
قال المناوي في شرحه: ((أي من تسمى بذلك ودعي به وإن لم يعتقده فإنه لا ملك في الحقيقة إلا الله، وغيره وإن سمي ملكًا أو ملكًا فإنما اشتدّ غضبه عليه لمنازعته لله في ربوبيته وألوهيته، فهو حقيق بأن يمقته عليه فيهينه غاية الهوان ويذلّه غاية الذل ويجعله تحت أقدام خلقه لجرأته وعدم حيائه في تشبهه به في الاسم الذي لا ينبغي إلاّ له، فهو ملك الملوك وحده حاك الحكّام وحده، فهو الذي يحكم عليهم كلهم لا غيره)).
وقال ابن القيّم رحمه الله:
ولمّا كان المُلكُ الحق لله وحده، ولا مَلِكَ على الحقيقة سواه، كان أخنع اسم وأوضعه عند الله، وأغضبه له اسم (شاهان شاه) أي:
ملكُ الملوك، وسلطان السلاطين، فإنّ ذلك ليس لأحد غير الله، فتسميةُ غيره بهذا من أبطل الباطل، والله لا يحب الباطل.
وقد ألحق بعض أهل العلم بهذا (قاضي القضاة) وقال: ليس قاضي القضاة إلاّ من يقضي الحق وهو خير الفاصلين، الذي إذا قضى أمرًا فإنما يقول له: كن فيكون
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 10:02 AM   #4
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

الملك الحقيقي لله وحده ـ وهو المستحق له وحده ؟؟
معنى مالك الملك أي الذي كان ملكه عن استحقاق ، وعلة استحقاق الملك أمران : الأول صناعة الشيء وإنشائه وإيجاده واختراعه ، فالمخترع يأخذ براءة الاختراع ، والمؤلف يأخذ حق التأليف والطبع ، وفي صحيح البخاري أن عُمَر بن الخطاب قال : { مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لهُ } وَيُرْوَى ذلك أيضا عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليْهِ وَسَلمَ .
وإذا كان ملوك الدنيا لا يمكن لأحدهم أن يؤسس ملكه ويصنعه بمفرده ، فلا بد له من ظهير معين سواء من أهله وقرابته ، أو حزبه وجماعته ، أو عشيرته وقبيلته ، فمن الذي ساعد الحق في إنشاء الملك ؟ ومن الذي عاونه علي إنشاء الخلق ، ومن الذي أمسك السماء أن تقع على الأرض ؟ من الذي كان مع الحق عند إنشاء الخلق ؟ {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ المُضِلينَ عَضُداً}.
وعند البخاري من حديث عَمرانَ بن حُصينٍ أن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : (كان اللهَ ولم يكن شيء قبلهُ ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلقَ السماواتِ والأرضَ ، وكتب في الذكر كل شيء) .
وما أحسن التعبير عن الملكية المطلقة بالتفصيل الذي ورد في قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { طه مَا أَنزَلنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى إِلا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ العُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِن تَجْهَرْ بِالقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الحُسْنَى}.
أما العلة الثانية لاستحقاق الملك : فهي دوام الحياة فدوام الحياة يوجب انتقال الملكية وثبوت التملك ، ومعلوم أن كل من علي الأرض زائل فان ، كما قال تعالى : ({كُلُّ مَنْ عَليْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلال والإكرام } {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِليْنَا تُرْجَعُون َ} ، وإذا كانت الحياة وصف ذاته والإحياء وصف فعله ، فإن الملك بالضرورة لمالكه : {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفي عَلى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لمَنِ المُلكُ اليَوْمَ للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ} {وَلا يَحْسَبَنَّ الذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلهِ هُوَ خَيْراً لهُمْ بَل هُوَ شَرٌّ لهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَللهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، فالملك لله في المبتدا عند إنشاء الخلق فلم يكن أحد سواه ؟ والملك لله في المنتهى عند زوال الأرض لأنه لن يبقى من الملوك سواه ؟ فلا خالق إلا الله ولا مدبر للكون سواه ، ومن ثم فإنه المنفرد بالملك هو الله ، فالمَلك هو المتصرف بالأمر والنهي في مملكته وهو القائم بسياسة خلقه إلي غايتهم ، وملكه هو الحق الدائم له بحق دوام الحياة ، ولما كان الحق سبحانه وتعالى هو المنفرد بالخلق والتدبير ، فإنه إلزاما ينفرد بالملك والتقدير ، وينفرد بأنه المالك المستحق للملك
آثار الإيمان بهذه الأسماء (الملك، المالك، المليك):
1ـ إثباتها أسماء لله ـ عزّ وجل ـ.
2ـ إثبات ما دلّت عليه من الصفّات كصفة الملك والحياة والقدرة والعلم والقوة والمشيئة والجود والكرم والرزق ونحو ذلك فهي صفات عديدة جدًا تلزم لهذه الأسماء.
3ـ دعاء الله ـ عزّ وجل ـ بهذه الأسماء، كما سبق سواء دعاء المسألة أو دعاء العبادة أيضًا.
4ـ من يريد أن يملك شيئًا يسأل الملك الذي بيده ملكوت كل شيء، فالملك الحقيقي إنما هو لله وحده لا يشاركه فيه أحد وكل من يملك شيئًا فإنما هو بتمليك الله له الله ـ عزّ وجل ـ هو الذي ملكه هذا الشيء.
5ـ الابتعاد عن التسمية بملك الملوك ـ كما ورد في المسألة في الأعلى ـ.
6ـ من آثار هذا الاسم التعبّد لله بمقتضاه وأنّ يؤمن بأن الله هو الملك يرجوه ويخافه فيجتمع له الخوف والرجاء لأن الله ـ عزّ وجل ـ هو الملك الذي بيده مقاليد كل شيء إن شاء أعطاك الجنة وإن شاء منعك منها فلذلك يكون قلبك معلقًا به ـ جلّ وعلا ـ خوفًا رجاء فلا تحب إلا لله ولا تبغض إلاّ لله ولا توالي إلا لله ولا تعادي إلا لله لأن الملك الحق لله وحده لا مَلِك على الحقيقة سواه.
7ـ الله ـ جلّ وعلا ـ هو الذي له الملك المطلق الكامل التام وهذا من رحمة الله للخلق أنه سبحانه هو الملك الوحيد يوم القيامة لأنه هو الذي يحسب بالعدل لا يظلم ولا يجوز ـ جلّ وعلا ـ كما قال سبحانه: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 10:03 AM   #5
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

القدوس:
المعني اللغوي:
له معنيان في اللغة:
الأول
أن القدوس فعول من القدس أي الطهارة قال تعالي( نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}.
قال الزجّاج: معنى نقدس لك أي: نطهر أنفسنا لك. ولهذا قيل بيت المقدِس أي: البيت المطهر أو المكان الذي يُتطهر به من الذنوب.
وقال ابن القيم هذا لس بشيء والصواب أن المعنى نقدسك وننزهك عما لا يليق بك. هذا قول جمهور أهل التفسير.
قال: وقال بعضهم: نعظمك ونمجدك. قال أبو صالح. وقال مجاهد: نعظمك ونكبرك.
وقال بعضهم: ننزهك عن السوء فلا ننسبه إليك.
الثاني:
أن القدس بركة، والأرض المقدسة أي المباركة، وهو قول قتادة وذهب إليه ابن الأعرابي، ويقويه أنَّ الله تعالى قد بيّن أن الأرض المقدسة مباركة وذلك في قوله: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} وقوله سبحانه: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} وهي الأرض المقدسة.معنى الاسم في حق الله تعالى
قال قتادة: القدوس أي: المبارك.
وعن ابن جرير في تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} : ((ونحن نسبح بحمدك: ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك ونصلي لك، ونقدس لك ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس، ومما أضاف إليك أهل الكفر بك).
وقال البيهقي: (القدوس) هو الطاهر من العيوب المنزه عن الأولاد والأنداد، وهذه صفة يستحقها بذاته.
وقال الغزالي: هو المنزه عن كل وصف يدركه حس، أو يتصوره خيال، أو يسبق إليه وهم، أو يختلج به ضمير، أو يقضي به تفكير.
وقال ابن كثير في معنى القدوس: أي المنزه عن النقائص الموصوف بصفات الكمال.
وقال الألوسي: (القدوس) البليغ في النزاهة عمّا يوجب نقصًا، أو الذي له الكمال في كل وصف اختص به، أو الذي لا يحد ولا يتصور
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 10:04 AM   #6
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

[ورود الاسم في القرآن الكريم
ورد هذا الاسم في القرآن الكريم مرتين ..
مرة في سورة الحشر وهو قوله سبحانه:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} (23) سورة الحشر
ومرة في مطلع سورة الجمعة وهو قوله تعالى:
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (1) سورة الجمعة

آثار الإيمان بهذا الاسم ..

#تقديس الله سبحانه وتعالى وتنزيهه عن النقائص وأنه موصوف بكل كمال، وصفات الكمال هي ما وصف به نفسه سبحانه في كتابه أو ما وصف به رسوله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ.
2ـ وكما أنه منزه عن النقائص في صفاته وأسمائه الحسنى، فهو أيضًا منزه عن النقص في اقواله وأفعاله.
فقوله الصدق وخبره الحق، قال سبحانه:
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا} وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}وفعله منزه عن الخطأ والنسيان وغيرها من الآفات، قال سبحانه:{[وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}وقال تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ*فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}[]أي تعالى وتقدس وتنزه عن أن يخلق شيئًا عبثًا أو سفهًا.
3ـ تحريك محبة الله عز وجل في القلوب.
4ـ كان النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ يكثر من ذكر هذا الاسم في ركوعه وسجوده. فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ كان يقول في ركوعه وسجوده : ((سبّوح قدوس رب الملائكة والروح))أخرجه مسلم.
وكان يسبح الله به بعد فراغه من الوتر كما جاء في حديث أبي بن كعب قال: ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات)) إسناده صحيح. أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن أبي شيبة.
أن اسم الله القدوس من معانية المبارك نتحرى البركة لننال أوفر قسط منها.
ـ بعض الناس يظن أن البركة هي الكثرة فقط ..
إذا كان الأمر كذلك فقارون هو أكثر الناس بركة !!
ولكن البركة هي المنفعة الحاصلة من الشيء فكلما زادت المنفعة وطالت مدتها كانت أبرك فقد يبارك الله في الشيء القليل ويجعل فيه الخير الكثير.
والبركة تكون في الأعمال والأرزاق والأبناء والأهل وتكون في الصحة تجد الشخص مرقع الثياب وهو في طمأنينة وراحة نفسية وانشراح مما وضع الله له من البركة.
وقد تجد شخص غني دائم العبوس مقبوض اليد مما محق الله له من البركة.
وقد تجد الرجل عنده المائة والمائتين يتصدق منها ويصرف على أهله مما وضع الله له من البركة.
ومن الناس عنده ألوف مؤلفة يأتي آخر الشهر مثقل بالديون.
وتجد الشخص عنده الأولاد يحسده الآخرون عليهم وهو يتمنى أن يكون مقطوع الذرية مما يدخل عليه من شقائهم وعقوقهم.
وترى الآخر عنده الولد الواحد البار قد جعله الله قرة عيننه وبهجة نفسه مما وضع الله له فيه من البركة.
تنبيه:البركة لا تجوز لشخص أن يعتقدها في حجر ولا شجر ولا إنس ولا جن بل لا تكون إلا من الله سبحانه وتعالى فهو يبارك من يشاء
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-08, 10:04 AM   #7
ورده الياسيمن
~صديقة الملتقى~
 
تاريخ التسجيل: 22-10-2007
المشاركات: 952
ورده الياسيمن is on a distinguished road
افتراضي

تابع آثار الإيمان بهذا الاسم الكريم:1
- القدسية التامة لله من جميع الوجوه :
فهو القدوس في أسماء وصفاته وأفعاله ، فأسماؤه كلها حُسنى لا شرّ فيها وصفاته كلها عليا لا نقص فيها وأفعاله كلها حكمة وعزة لا خلل فيها . فإن الله تبارك وتعالى هو القدوس من كل النقائص والعيوب منزه عن كل الآفات
فمن ذلك على سبيل المثال :
أولاً : تقدَّس أن يكون له شريك :
قال تعالى : { اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } [ البقرة : 255 ] ، وقال تعالى : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }.
ثانيًا : تقدَّس أن يكون له زوجة أو ولد :
أخبر تعالى عن الجن أنهم قالوا : { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَخَّذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا } [ الجن : 3 ] .
وقال تعالى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ } .
ثالثًا : تقدَّس عن الموت ، والنوم :
قال تعالى : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ } . وقال تعالى : { اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ))(.
* * *
رابعًا : تقدَّس عن الظلم :
قال تعالى في الحديث القدسي : (( يا عبادي ، إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم محرمًا فلا تظالموا ))( ) .

وقال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا } . وذلك مع قدرته على خلقه فهو خالقهم ومالكهم ، ولذلك فقد ورد اسم (( القدوس )) مرتين في القرآن اقترن فيهما باسمه الملك جل جلاله .
خامسًا : تقدَّس عن الكذب
:
فقوله الصدق وخبره الحق ، قال سبحانه : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا } [ النساء : 87 ] ، وقال تعالى : { وَعْدَ اللَّهِ حَ‍قًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا } [ النساء : 122 ] .
سادسًا : تقدَّس عن الضلال والنسيان :
أخبر تعالى عن نبيه موسى أنه قال : { لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى } [ طه : 52 ].
سابعًا : تقدَّس عن الفقر والبخل - جل جلاله وتقدست أسماؤه :
قال تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } .
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سَحَّاء الليل والنهار ، وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق الله السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده ))( ) .
ثامنًا : تقدَّس عن الفناء :
قال تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ } [ الرحمن : 26، 27 ] .
تاسعًا : تقدَّس عن الشبيه والمثيل :
قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ] ، فلم
يُقدِّس اللهَ من شبهه بخلقه أو نفي عنه أسماءه وصفاته فكلاهما على ضلال مبين.
ولو استقصينا أوجه التقديس لله عز وجل ما استطعنا أبدًا ولا أحصيناها؛ لأنها لا نهاية لها وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا أُحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك )) ( ).
2- ليس كمثله شيء في قدسيته :

فسبحان الله الملك القدوس عن كل نقص وعيب ، ومن قدسيته أنه ليس كمثله شيءٌ فيها ، وذلك لأسباب كثيرة منها .
أولاً : قدسية الله تامة وكاملة ، وقدسية الخلق ناقصة :
فإن قدسية الخلق وطهارتهم إنما تكون في حالٍ دون حال ، وفي جهة دون أخرى ، وعلى كل حال ومهما بلغت درجة كمال المخلوق ، فهي قدسية تناسب المخلوق الضعيف الناقص .
فقد يتطهر العبد وقت العبادة في الصلاة أو غيرها ولكنه لا يملك هذا في جماعه لزوجته أو حال قضائه لحاجته .
وقد يطهر نفسه بالطاعة والعبادة ولكنه يتدنس مرة أخرى بالمعصية والذنوب ، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( كل ابن آدم خطائين وخير الخطائين التوابون (
وقد يقدس العبد نفسه بألا يذلها للناس ويتعفف عما في أيديهم ، ولكنه سيظل دائمًا أبدًا محتاجًا إلى الله فقيرًا لغناه ذليلاً لعزته .
أما الله جل جلاله فهو القدوس من جميع الوجوه منزه عن كل نقص من جميع الجهات مُبرأ من كل عيبٍ .
ثانيًا : قدسية الله دائمة ، وقدسية الخلق مؤقتة :

فقدسية الخلق لها بداية ولها نهاية فوجودهم سبقه العدم ، ويلحقه الفناء

قال تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا } [ الإنسان : 1 ] ، وقال تعالى لنبيه زكرياء : { وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا } [ مريم : 9 ] .
فقد سَبق قدسيةَ الخلق عدمُهم ، وقد كان قبل كمالهم نقصُهم ويلحق بكل ذلك فناؤهم فقدسية الخلق محدودة بالوقت والحال .
فعن ميسر بن جحاش القرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بزق يومًا في كفه فوضع عليها إصبعه ثم قال : (( قال الله تعالى : يا ابن آدم ، أنَّى تُعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعَدَلْتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التَّراقي قلت : أتصدق وأنَّى أوان الصدقة ))( ) . ويُروَى أن أحد الملوك كان ماشيًا في موكبه فرأى رجلاً جالسًا تحت شجرة ، فلما مرَّ عليه لم يقم الرجل ولم يعظمه ، فقال له أو لا تعرفني ؟ قال : بل أعرفك : (( أوَّلُك نطفة قذرة ، وآخرك جيفة مزرة ، وأنت بين ذلك تحمل في بطنك العذرة( ) )) .
أمَّا قدسية الله جل جلاله فهي قدسية دائمة فلم يسبق وجودها عدم ، ولا دنس ولا يلحقها نقص ولا خلل وليس لها نهاية ولا فناء .
2- التقديس الحق لله تبارك وتعالى يكون بشرعه :

كما قال تعالى عن الملائكة في قولهم : { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } [ البقرة : 30 ] ، فالتقديس لله وتقديس الله بمعنى واحد ، وأفضل ما يمكن تقديس الله به هو عبادته بما جاء في شرعه من كتابه وسنة رسوله بالعقائد
ويُروَى أن أحد الملوك كان ماشيًا في موكبه فرأى رجلاً جالسًا تحت شجرة ، فلما مرَّ عليه لم يقم الرجل ولم يعظمه ، فقال له أو لا تعرفني ؟ قال : بل أعرفك : (( أوَّلُك نطفة قذرة ، وآخرك جيفة مزرة ، وأنت بين ذلك تحمل في بطنك العذرة( ) )) .
أمَّا قدسية الله جل جلاله فهي قدسية دائمة فلم يسبق وجودها عدم ، ولا دنس ولا يلحقها نقص ولا خلل وليس لها نهاية ولا فناء .
الصحيحة والأقوال الطيبة والأعمال الصالحة ، وهذا ما ارتضاه الله لنفسه من خلقه ، ومن ذلك :

1- تقديس الله بالتوحيد والإيمان الصحيح :
فأعظم ما يُقَدِّس العبادُ به ربهم هو الإيمان والتوحيد ونفي الشركاء عنه والأنداد وتنزيهه عن كل نقص وعيبٍ نسبه إليه الكافرون والمشركون ، لذلك حين سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعظم الذنوب قال : (( أن تجعل للَّه ندًا وهو خلقك ))( ) ، ولأن الشرك هو أعظم السبِّ لله جل جلاله وتقدست أسماؤه فقد قال تعالى في الحديث القدسي : (( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي ، فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أولُ الخلق بأهون عليَّ من إعادته وأما شتمه إياي ، فقوله : اتخذ الله ولدًا ، وأنا الأحدُ الصمد ، لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفوًا أحد ))( ).
ومن أجل ذلك كان أعظم الأعمال وأفضلها هو الإيمان بالله
.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل أيُّ العمل أفضل ؟ فقال : (( إيمانٌ بالله ورسوله ... (.
2- تقديس الله بالقلوب
:
فإن اللَّه ينظر إلى القلوب فلا بد من تطهيرها لتليق بنظر اللَّه إليها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن اللَّه لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ))( ) .
وفي رواية لمسلم أيضًا زاد فيها : (( ... وأعمالكم )) .
فمن ذلك حسنُ الظن بالله تعالى وحبُّه وخشيتُه والتوكل عليه وحب النبي

صلى الله عليه وسلم وحب المؤمنين في الله تبارك وتعالى وتطهير القلوب من النفاق والرياء والشهوات المحرمة ليسلم القلب لتقديس الله عز وجل ، فقد قال الله تعالى : { يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } .
3- تقديس الله بالأعمال :
كالطهارة : وهي تقديس البدن ليليق بعبادة الله وتلاوة كلامه المقدَّس والوقوف بين يديه في الصلاة .
والصلاة : فإن العبد يقدس الله فيها بالتسبيح والتكبير والتعظيم ، وكذلك بالركوع والسجود . ولذلك فإن الصلاة تطهر العبد من
ورده الياسيمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-08, 02:43 PM   #8
إشراقة النور
|نتعلم لنعمل|
 
تاريخ التسجيل: 18-01-2007
المشاركات: 2,977
إشراقة النور is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا وردة الياسمين



توقيع إشراقة النور
[IMG]http://t-[/QUOTE]
إشراقة النور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-08, 05:49 PM   #9
نور الصباح
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 29-08-2007
المشاركات: 352
نور الصباح is on a distinguished road
qu

جزيت الجنة وردة الياسمين
ولكن ماهو المصدر او الكتاب إن كنت نقلت منه
وما اسم المؤلف بوركت



توقيع نور الصباح
[SIGPIC][/SIGPIC]
نور الصباح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .