![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية| |
![]() [background="70 #ffff99"]
الحمد لله الذي بيده أزمة الأمور ومقاليدها، وبإرادته حصول الأسباب والمسببات ومفاتيحها، وتبارك من لم يشاركه في الخلق والرزق والتدبير أحد من العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله, ولا ضد ولا ظهير ولا معين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, سيد المرسلين, وإمام المتقين، اللهم صل وسلم على محمد, وعلى آله وأصحابه, والتابعين لهم إلى يوم الدين. أما بعد: أيها الناس, اتقوا الله, واخشوه ولا تخشوا أحداً سواه، ولا تتعلقوا بتألهكم ونفعكم وضركم, وأموركم كلها بغير الله؛ فإنه المالك القادر, الذي بيده الحياة والإماتة, وأمور الأرزاق, وبيده الإعزاز والإذلال, والإغناء والإملاق؛ قال تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر:2-3]. وقال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس:107]. فمتى علمت أن الأمور كلها بيد الله, فلِمَ التعلق بالمخلوقين؟ ولِمَ الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة لغير رب العالمين؟ أليس الخلق كلهم عن مصالحهم ومنافعهم عاجزين؟ أليس الملوك والرعايا والأغنياء والفقراء والضعفاء والأقوياء إلى ربهم مضطرين؟ فما منهم من أحد يملك لنفسه -فضلاً عن غيره- نفعاً ولا ضراً, ولا حياة ولا موتاً, ولا نشوراً. فتعين علينا أن لا نستنصر, ولا نسترزق إلا من ربنا, وكفى به ناصراً, ورازقاً وولياً ونصيراً، كيف نذل ونبذل كرامتنا لمملوك مثلنا عاجز فقير؟ كيف نخشى ونخاف غير ربنا, ونواصي العباد بيده, وهو على كل شيء قدير؟ أما تولى خلقنا وتدبيرنا ونحن في الأصلاب والأرحام أطواراً أطواراً؟ أما ربَّانا بأصناف نعمه, وغمرنا ببره صغاراً وكباراً؟ أما صرف عنا السوء والآفات, ولطف بنا في كل الحالات والتنقلات؟ أما أطعمنا من جوع, وكسانا من عري, وأمننا من المخاوف؟ أما يسر لنا الأرزاق, ووقانا المحاذير والمتالف؟ فيحق لنا ألا نحمد, ولا نشكر, ولا نثني إلا عليه، وأن نذكره آناء الليل والنهار, ونتوكل عليه، ويكون خوفنا ورجاؤنا ورغبتنا مقصورة عليه.[/background] [المصدر : ملتقى الخطباء] خطبة : التعلق بالله دون غيره |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
![]() الجمع بين مصالح الدين والدنيا ---------------------------- قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى-: العاقل الحازم يتمكن من التزود من الباقيات الصالحات مع استكمال نصيبه من الدنيا على وجه السهولة، فليستعين بالغُدْوَة، والرَّوْحَة، وبشيء من الدُّلجة، وهو في ذلك قائم بأمور دنياه وأسبابه؛ فلو أنه جعل له وِرْداً من آخر الليل،يصلي ويناجي ربه، ويسأله صلاح دينه ودنياه، ... ولو كان ذلك يسيراً، وافتتح نهاره بالخير، والقراءة، وأوراد الصباح، واختتمه كذلك، وبادر للصلوات الخمس في أول وقتها، وجعل معها، وقبلها، وبعدها، ما يسّره الله من أعمال الخير من صلاة، وقراءة، وذِكْر، وسماع علم، وغيرها، وعَوَّد لسانه ذكر الله، والاستغفار، وباشر الأسباب الدنيوية: من تجارة، أو صناعة، أو فلاحة، ونحوها، برفق وطلب جميل،
واستعان بربه في ذلك، واكتفى بالأسباب المباحة، وبحلال الله عن حرامه، وقصد بذلك القيام بواجب النفس، ومن يعول، والاستغناء عن الخلق، لو فعل هذا أو ما يقاربه لحصَّل خيراً، وغنم ثواباً جزيلاً، ومع ذلك لم ينسَ نصيبه من دنياه، ولا فاته من لذاتها شيء، وربما منّ الله عليه بالقناعة التي هي الغنى الحقيقي، وبها تتم الحياة الطيبة، والله هو الموفق لكل خير. ------------------------ المصدر: من كتاب نور البصائر والألباب صـ73 |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|