![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 62
المشاركات: 615
![]() |
![]() ![]() والآن نحيا مع النداء الثامن ![]() { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (1) ![]() ![]() ![]() قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية ينهى عباده تعالى لطفا بهم ورحمة عن إبطال صدقاتهم بالمن والأذى ففيه أن المن والأذى يبطل الصدقة ويستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الحسنة كما قال تعالى { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }(2) فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فالسيئات تبطل ما قابلها من الحسنات وفي هذه الآية مع قوله تعالى {ولا تبطلوا أعمالكم} حث على تكميل الأعمال وحفظها من كل ما يفسدها لئلا يضيع العمل سدى وقوله { كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} أي: أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس ولا يريد به الله والدار الآخرة فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود لأن شرط العمل أن يكون لله وحده وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور فمثله المطابق لحاله { كَمَثَلِ صَفْوَانٍ } وهو الحجر الأملس الشديد {عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ} أي: مطر غزير {فَتَرَكَهُ صَلْدًا } أي: ليس عليه شيء من التراب فكذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات فإذا انكشفت حقيقة حاله زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء من عمله فلهذا {لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ } من أعمالهم التي اكتسبوها لأنهم وضعوها في غير موضعها وجعلوها لمخلوق مثلهم لا يملك لهم ضررا ولا نفعا وانصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته فصرف الله قلوبهم عن الهداية فلهذا قال {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } تفسير الشيخ السعدي رحمه الله تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ~~~ (1) (264) سورة البقرة ~~~ (2)سورة الحجرات 2 |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 62
المشاركات: 615
![]() |
![]() نجانا الله وإياكن من المنّ فيضيع العمل هباء منثورا ![]() وجاء في الوعيد الشديد للمنان وردت أحاديث بالنهي عن المن في الصدقة ففي صحيح مسلم عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة . والمنفق سلعته بالحلف الفاجر . والمسبل إزاره وفي رواية : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )(1) (لا يدخل الجنة عاق ، و لا منان ، و لا مدمن خمر و لا و لد زنية )(2) إذاً ما السبل التي يطرقها الشيطان ليمنع المسلم من تحصيل الأجر والخير ؟ إن الشيطان عدو للمسلم ؛ فهو لا يألو جهدا في الإقاع به وجعله من الخاسرين ؛ لذا فهو ابتداء يبذل قصارى جهده حتى يمنعه عن عمل الخير فإن غلبه المسلم - بفضل الله -وباشر بالعمل حاول بشتى السبل إدخال مفسدات على العمل فإن نجا المسلم من هذا الشَّرك - بفضل الله - لم يتركه الشيطان ينعم بأجر ذلك العمل الخيِّر فلا يألو جهدا ولا يدخر وسعاً في محاولة إيقاعه فيما من شأنه إحباط أجره سواء بأعمال متصلة بذات العمل كالمن والأذى أو بأعمال خارجة كترك صلاة العصر أو في الامتناع عن معاشرة الزوج دون عذر الذهاب لعراف أو التقديم بين يدي الله ورسوله ..... فهو له طرق سابقة للعمل وأثناءه وبعده ونفصل.... الطرق السابقة للشيطان لمنع الانسان من تحصيل الأجر والخير ضعف نفسه وتقاعسها وماهذا الا لحب الانسان الجبلية للمال وحب الاستزادة والاستكثار منه والأثرة التردد فى الانفاق وإن همّ بالنفقة فيسول له الشيطان أن تلك النفقة سوف تسبب له الفقر كما قال تعالى " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ .. " (3) فإن أنفق فبالفتات ( أو يوسوس له الشيطان بأن أولاده وبيته أحق بتلك النفقة ..) كما فى الحديث " إن الولد مبخلة مجبنة "(4) أو يستحوذ عليه حب التملك والأثرة فلا ينفق إلا من أسوأ ما عنده فيتيمم الخبيث وأيضا الطرق السابقة و المقارنة للانفاق من وسوسة الشيطان الرياء .. الذى قد يكون سابقا للعمل فيكون هو المحرك له لأداء هذا العمل فيقوم بهذا العمل طلبا للمحمدة أو الثناء باظهار أنه يريد وجه الله وإنما قصده مدح الناس له أو الرغبة فى الاشتهار بالصفات الجميلة ليشكر بين الناس أو يقال إنه كريم .. جواد .. مسارع فى الخيرات .. ونحو ذلك أو يكون مقارنا له أما الطرق الللاحقة للعمل أن يعجب المرء بعمله وبنفقته فهى من محبطات العمل أن يمن على الله تعالى بنفقته والعياذ بالله وقد نهى الله تعالى عن ذلك فقال " وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ"(5) الصدقة تبطل بما يقارنها أو يتبعها من المن والأذى وذلك بأذية المتصدق عليه وذلك باظهار التفضل على وتذكيره عطاؤه له فيلزم على كل لبيب وفطن أن يكون دائما في حالة وجل وتحسَّب وخوف على أعماله وأجورها وقد عقد الإمام البخاري باب :( مخافة المؤمن أن يحبط عمله ) في كتاب الإيمان من صحيحه وإن من أعظم صور الخسران أن يفقد المرء ما كسبه وحصّله بجِد من أجور لأعمال صالحات وُفق إليها وتفضل عليه ربه بقبولها وإذا به يعمل من الأعمال ما يحبطها ( وهو غير شاعر ) بهذا المصاب الجلل والعقاب على ما ارتكبه من سوء وزلل وهو عن كل ذا قد نام وغفل أفلا يحق لكل لبيب أن يكون دائم الوجل والتحسب ولافتقار لربه الحفيظ أن يحفظ عليه قليل ما حصّله من حسنات في حياته بعد أن افتقر إليه سبحانه ابتداءً في توفيقه للعمل الصالح وهداه إليه ثم تضرعه للغني أن يتقبل قليل وحقير هذا العمل ويثيبه باسمه الشكور عليه نسأل الله الهدى للرشاد آمين . فتبارك من جعل كلامه حياة للقلوب وشفاء للصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير جزاهن الله خيراً ونلتقى لنعلم كيف نعمل بمقتضى النداء؟؟؟؟ ~~~ (1)الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 106 خلاصة حكم المحدث: صحيح ~~~ (2)الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني المصدر: السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 673 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره ~~~ (3) 268 البقرة ~~~ (4)الراوي: يعلى بن مرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 1989 خلاصة الدرجة: صحيح ~~~ (5) (6) المدثر |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 62
المشاركات: 615
![]() |
![]() كيف نعمل بمقتضى هذا النداء ؟
مدار العمل كله على الإخلاص بل هو أول شرط من شروط العمل الصالح فلابد من الإخلاص واستحضار النية وطلب العون من الله في ذلك قبل العمل للتغلب على الشيطان الذي لا يألو جهدا في تثبيط العبد أو بإيقاعه في شباك الرياء أثناء العمل وذلك بالإخلاص واستحضار النية والابتعاد عما من شأنه إحباط العمل كالرياء والسمعة وحب الثناء والمحمدة بعد العمل بالاستعانة بالله على الحفاظ عليه من المن والأذى و التسميع وغيرها من المحبطات سواء منها المتصل بالعمل أو الخارج عنه. وقد يقال بما أن مدار العمل على الإخلاص ،فكيف لنا أن نحققه؟ عن هذا السؤال يجيبنا ابن القيم رحمه الله قائلا "لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت فإذا حدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأس وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سَهُل عليك الإخلاص فإن قلت: وما الذي يُسَهِّل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟ قلت: أما ذبح الطمع فيُسَهِّله عليك علمك يقينًا أنه ليس من شيء يُطْمَع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يُؤتي العبد منها شيئًا سواه وأما الزهد في الثناء والمدح فيُسَهِّله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويَزِين ويضرُّ ذمُّه ويَشِين إلا الله وحده كما قال ذلك الأعرابي للنبي -صلى الله عليه وسلم " إن مدحي زَيَنٌ وذَمِّي شين" فقال: (ذلك الله -عز وجل-).(1) فازهد في مدح من لا يَزِيُنك مدحه وفي ذمِّ من لا يَشِنيُك ذمُّه وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشَّين في ذمه ولن يُقْدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب قال تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}[الروم: 60] وقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24] ") ا.هـ( المرجع: فوائد الفوائد للإمام ابن القيم -رحمه الله-) الله تعالى طيب لايقبل الا طيبا .. فهو لا يقبل إلا الطيب من الكسب ومن النوايا على المرء الأ يطمئن لكونه وُفق لعمل الصالحات حيث أنه ليس العبرة بصلاح العمل وحسب ولكن العبرة بالمحافظة عليه من المحبطات فكما ان الحسنات تذهب السيئات فكذلك السيئات فإنها تُحبط الأعمال الصالحات .. وعلينا تجديد النية دائما مخافة الوقوع في الرياء او الاتصاف بصفات المنافقين ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير نفعنا الله وإياكم آمين ~~~ (1)(عن الأقرع بن حابس أنه قال إن مدحي زين وإن ذمي شين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم" ذاك الله الذي لا إله إلا هو" ) الراوي: الأقرع بن حابس المحدث: العراقي المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 3/382 خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات إلا أني لا أعرف لأبي سلمة بن عبد الرحمن سماعا من الأقرع |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 62
المشاركات: 615
![]() |
![]() { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (1) يقول الشيخ السعدي_ رحمه الله في تفسير هذه الآية يأمر تعالى عباده المؤمنين بالنفقة من طيبات ما يسر لهم من المكاسب ومما أخرج لهم من الأرض فكما منَّ عليكم بتسهيل تحصيله فأنفقوا منه شكرا لله وأداء لبعض حقوق إخوانكم عليكم وتطهيرا لأموالكم واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم ولا تيمموا الرديء الذي لا ترغبونه ولا تأخذونه إلا على وجه الإغماض والمسامحة { واعلموا أن الله غني حميد } فهو غني عنكم ونفع صدقاتكم وأعمالكم عائد إليكم ومع هذا فهو حميد على ما يأمركم به من الأوامر الحميدة والخصال السديدة ، فعليكم أن تمتثلوا أوامره لأنها قوت القلوب وحياة النفوس ونعيم الأرواح ، وإياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك ، ويخوفكم بالفقر والحاجة إذا أنفقتم ، وليس هذا نصحا لكم، بل هذا غاية الغش { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم ومع هذا فهو { يعدكم مغفرة } لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم { وفضلا } وإحسانا إليكم في الدنيا والآخرة من الخلف العاجل وانشراح الصدر ونعيم القلب والروح والقبر وحصول ثوابها وتوفيتها يوم القيامة وليس هذا عظيما عليه لأنه { واسع } الفضل عظيم الإحسان { عليم } بما يصدر منكم من النفقات قليلها وكثيرها، سرها وعلنها فيجازيكم عليها من سعته وفضله وإحسانه فلينظر العبد نفسه إلى أي الداعيين يميل فقد تضمنت هاتان الآيتان أمورا عظيمة منها الحث على الإنفاق ومنها: بيان الأسباب الموجبة لذلك ومنها: وجوب الزكاة من النقدين وعروض التجارة كلها لأنها داخلة في قوله: { من طيبات ما كسبتم } ومنها: وجوب الزكاة في الخارج من الأرض من الحبوب والثمار والمعادن ومنها: أن الزكاة على من له الزرع والثمر لا على صاحب الأرض لقوله { أخرجنا لكم } فمن أخرجت له وجبت عليه ومنها: أن الأموال المعدة للاقتناء من العقارات والأواني ونحوها ليس فيها زكاة وكذلك الديون والغصوب ونحوهما إذا كانت مجهولة أو عند من لا يقدر ربها على استخراجها منه، ليس فيها زكاة لأن الله أوجب النفقة من الأموال التي يحصل فيها النماء الخارج من الأرض وأموال التجارة مواساة من نمائها وأما الأموال التي غير معدة لذلك ولا مقدورا عليها فليس فيها هذا المعنى ومنها: أن الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الزكاة تفسير السعدي. ~~~ (1)(البقرة:267) |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 62
المشاركات: 615
![]() |
![]() وأسألكن سؤال للتنشيط سألته معلمتنا
استدل شيخنا العثيمين - رحمه الله تعالى بقوله تعالى (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ) على عدم جواز إسقاط الدَّين من الزكاة ، فكيف كان ذلك ؟ ونعلم ذلك بنقل كلامه رحمه الله ؟ ؟ ؟ أجاب الشيخ عن تلك الفتوى بقوله " هذا لا يجوز؛ لأن الله تعالى قال: {خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوَٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} والأخذ لابد أن يكون ببذل من المأخوذ منه وقال النبي عليه الصلاة والسلام "أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد"،(1) فقال: "تؤخذ من أغنيائهم فترد"، فلابد من أخذ ورد والإسقاط لا يوجد فيه ذلك؛ ولأن الإنسان إذا أسقط الدين عن زكاة العين التي في يده فكأنما أخرج الرديء عن الطيب لأن قيمة الدين في النفس ليست كقيمة العين فإن العين ملكه وفي يده والدين في ذمة الآخرين قد يأتي وقد لا يأتي فصار الدين دون العين وإذا كان دونها فلا يصح أن يخرج زكاة عنها لنقصه وقد قال تعالى: {وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِأَخِذِيهِ إِلآ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُوۤاْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} ومثال ما سألت عنه لو كان على الإنسان عشرة آلاف ريال زكاة وهو يطلب رجلاً فقيراً عشرة آلاف ريال فذهب إلى الرجل الفقير وقال: قد أسقطت عنك عشرة آلاف ريال وهي زكاتي لهذا العام قلنا: هذا لا يصح لأنه لا يصح إسقاط الدين وجعله عن زكاة عين لما أشرنا إليه آنفاً وهذه مسألة يخطئ فيها بعض الناس ويتجاوزها جهلاً منه وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله أنه لا يجزئ إسقاط الدين عن زكاة العين بلا نزاع مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين المجلد الثامن عشر - كتاب أهل الزكاة. فيجب على المسلم ان يتحرى من كسبه الطيب ليؤدى صدقاته سواء كانت واجبة او مستحبة لأن الله تعالى طيب لايقبل الا طيبا ولأنه كما قال شيخنا رحمه الله يجب ان تكون الزكاة ببذل عين حتى يتوفر فيه مقتضى تطهير النفس من الشح والأثرة اما الاسقاط فلا يتوفر فيه ذلك .. والله تعالى اعلم من مشاركات أخواتنا بارك الله فيهن آمين |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 62
المشاركات: 615
![]() |
![]() نأتي للسؤال : كيف نعمل بمقتضى النداء؟؟؟
يحض الله المؤمنين على الانفاق الواجب والمستحب فى سبيل الله وماذلك الا تزكية لنفوسهم من الأثرة والشح الذى هو من جبلة النفوس وتربية لهم على اليقين بوعد الله بإخلاف النفقة فى الدنيا والاجر العظيم عليها فى الاخرة المؤمن بين داعيين:داعي الرحمن يدعوه إلى الخيرويعده عليه الفضل والثواب العاجل والآجل وإخلاف ما أنفق وداعي الشيطان الذي يحثه على الإمساك ويعده الفقر فليختر العبد أي الأمرين أليق به وجوب قصد الطيب الذي تحبه النفس في النفقة الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الصدقة وإليكم حديث رائق للرسول صلى الله عليه وسلم "أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضب فلم يأكله قالت عائشة يارسول الله ألانطعمه المساكين قال لاتطعموهم ممالاتأكلون"(1) غفر الله لنا شحنا وبخلنا كم من شيء لانحبه وقديم فنقول نتبرع به؟ إذا أسقط الدين عن زكاة العين التي في يده فكأنما أخرج الرديء عن الطيب على المؤمن استشعار منة الله وفضله عليه فلله الفضل أولا ان ساق اليه ذلك الرزق واستخلفه فيه وله الفضل ثانيا ان يسر له سبل الانفاق وله الفضل اخيرا فى تقبل تلك النفقة وأثابته عليها فاللهم لك الحمد اولا واخرا وظاهرا وباطنا على المؤمن تحرى الطيب من النفقة وتنقيتها من كل مايشوبها حتى يتقبل الله صدقته ويربيها له على المتصدق الا يقصد الردىء من النفقات وعليه استشعار كونها تقع فى يد الله اولا قبل يد الفقير لابد للمؤمن ان يحب لأخيه ما يحب لنفسه فلايخرج له من ردىء ماله ما يأنف هو من قبوله ان كان فى موقف المتصدق عليه الله سبحانه هو الغنى وهو الذى بيده خزائن السموات والأرض فلن يزيد فى ملكه نفقة المنفقين ولن ينقص من ملكه شح الممسكين وهوالحميد الذى له المحامد كلها جل فى علاه سبحـــــــــــــــ وتعالى ــــــــــــــــــــــانه ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير *** (1)الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 5/552-خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 62
المشاركات: 615
![]() |
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
النداء العاشر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) من خلال تفسيره للايات السابقة والتالية لها من ( 275- 281) " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (279) وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281) قرن الشيخ السعدى رحمه الله تفسير هذه الاية يخبر تعالى عن أكلة الربا وسوء مآلهم وشدة منقلبهم أنهم لا يقومون من قبورهم ليوم نشورهم ( إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) أي: يصرعه الشيطان بالجنون فيقومون من قبورهم حيارى سكارى مضطربين متوقعين لعظيم النكال وعسر الوبال، فكما تقلبت عقولهم و ( قالوا إنما البيع مثل الربا ) وهذا لا يكون إلا من جاهل عظيم جهله أو متجاهل عظيم عناده جازاهم الله من جنس أحوالهم فصارت أحوالهم أحوال المجانين ويحتمل أن يكون قوله: ( لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) أنه لما انسلبت عقولهم في طلب المكاسب الربوية خفت أحلامهم وضعفت آراؤهم وصاروا في هيئتهم وحركاتهم يشبهون المجانين في عدم انتظامها وانسلاخ العقل الأدبي عنهم قال الله تعالى رادا عليهم ومبينا حكمته العظيمة ( وأحل الله البيع ) أي: لما فيه من عموم المصلحة وشدة الحاجة وحصول الضرر بتحريمه وهذا أصل في حل جميع أنواع التصرفات الكسبية حتى يرد ما يدل على المنع ( وحرم الربا ) لما فيه من الظلم وسوء العاقبة والربا نوعان: ربا نسيئة كبيع الربا بما يشاركه في العلة نسيئة ومنه جعل ما في الذمة رأس مال، سلم وربا فضل، وهو بيع ما يجري فيه الربا بجنسه متفاضلا وكلاهما محرم بالكتاب والسنة والإجماع على ربا النسيئة وشذ من أباح ربا الفضل وخالف النصوص المستفيضة بل الربا من كبائر الذنوب وموبقاتها ( فمن جاءه موعظة من ربه ) أي: وعظ وتذكير وترهيب عن تعاطي الربا على يد من قيضه الله لموعظته رحمة من الله بالموعوظ وإقامة للحجة عليه ( فانتهى ) عن فعله وانزجر عن تعاطيه ( فله ما سلف ) أي: ما تقدم من المعاملات التي فعلها قبل أن تبلغه الموعظة جزاء لقبوله للنصيحة دل مفهوم الآية أن من لم ينته جوزي بالأول والآخر ( وأمره إلى الله ) في مجازاته وفيما يستقبل من أموره ( ومن عاد ) إلى تعاطي الربا ولم تنفعه الموعظة بل أصر على ذلك ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) اختلف العلماء رحمهم الله في نصوص الوعيد التي ظاهرها تخليد أهل الكبائر من الذنوب التي دون الشرك بالله، والأحسن فيها أن يقال هذه الأمور التي رتب الله عليها الخلود في النار موجبات ومقتضيات لذلك ولكن الموجب إن لم يوجد ما يمنعه ترتب عليه مقتضاه وقد علم بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة أن التوحيد والإيمان مانع من الخلود في النار فلولا ما مع الإنسان من التوحيد لصار عمله صالحا للخلود فيها بقطع النظر عن كفره. ثم قال تعالى: ( يمحق الله الربا ) أي: يذهبه ويذهب بركته ذاتا ووصفا فيكون سببا لوقوع الآفات فيه ونزع البركة عنه وإن أنفق منه لم يؤجر عليه بل يكون زادا له إلى النار ( ويربي الصدقات ) أي: ينميها وينزل البركة في المال الذي أخرجت منه وينمي أجر صاحبها وهذا لأن الجزاء من جنس العمل فإن المرابي قد ظلم الناس وأخذ أموالهم على وجه غير شرعي فجوزي بذهاب ماله، والمحسن إليهم بأنواع الإحسان ربه أكرم منه فيحسن عليه كما أحسن على عباده ( والله لا يحب كل كفار ) لنعم الله، لا يؤدي ما أوجب عليه من الصدقات ولا يسلم منه ومن شره عباد الله ( أثيم ) أي: قد فعل ما هو سبب لإثمه وعقوبته. لما ذكر أكلة الربا وكان من المعلوم أنهم لو كانوا مؤمنين إيمانا ينفعهم لم يصدر منهم ما صدر ذكر حالة المؤمنين وأجرهم وخاطبهم بالإيمان، ونهاهم عن أكل الربا إن كانوا مؤمنين وهؤلاء هم الذين يقبلون موعظة ربهم وينقادون لأمره وأمرهم أن يتقوه، ومن جملة تقواه أن يذروا ما بقي من الربا أي: المعاملات الحاضرة الموجودة وأما ما سلف، فمن اتعظ عفا الله عنه ما سلف وأما من لم ينزجر بموعظة الله ولم يقبل نصيحته فإنه مشاق لربه محارب له وهو عاجز ضعيف ليس له يدان في محاربة العزيز الحكيم الذي يمهل للظالم ولا يهمله حتى إذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر ( وإن تبتم )عن الربا ( فلكم رءوس أموالكم ) أي: أنزلوا عليها ( لا تظلمون ) من عاملتموه بأخذ الزيادة التي هي الربا ( ولا تظلمون ) بنقص رءوس أموالكم. ( وإن كان ) المدين ( ذو عسرة ) لا يجد وفاء ( فنظرة إلى ميسرة ) وهذا واجب عليه أن ينظره حتى يجد ما يوفي به ( وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ) إما بإسقاطها أو بعضها. ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) وهذه الآية من آخر ما نزل من القرآن وجعلت خاتمة لهذه الأحكام والأوامر والنواهي لأن فيها الوعد على الخير، والوعيد على فعل < 1-118 > الشر وأن من علم أنه راجع إلى الله فمجازيه على الصغير والكبير والجلي والخفي وأن الله لا يظلمه مثقال ذرة، أوجب له الرغبة والرهبة وبدون حلول العلم في ذلك في القلب لا سبيل إلى ذلك. تفسير السعدي رحمه الله |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|