![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
![]() |
![]() ![]() "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (1) قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية وهذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله من صدقة واجبة ومستحبة ليكون لهم ذخرًا وأجرًا موفرًا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه فتركوا الواجب من حق الله وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله فلهذا قال تعالى {والكافرون هم الظالمون} وهذا من باب الحصر أي: الذين ثبت لهم الظلم التام كما قال تعالى {إن الشرك لظلم عظيم} انتهى النقل من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
~~~ (1) البقرة 254 |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
![]() |
![]() نقف قليلا وماروي بتفسير ابن كثير ![]() عن قوله تعالى " وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" وقد روى ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار أنه قال الحمد لله الذي قال وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ولم يقل: والظالمون هم الكافرون حيث أن كل كافر فهو واقع فى أعظم أنواع الظلم ألا وهو الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله وليس كل ظالم إن كان ظالما للناس أوللعباد أو ظالما لنفسه بالذنوب والمعاصي كافرا فلله الحمد وله المنة الذي جعل وصف الظلم قاصرا على الكافرين خاصا بهم ولم يجعل الكفر قاصرا على الظالمين. و إلا لو كانت الاية بلفظة (والظالمون هم الكافرون ) لحكم على كل ظالم بالكفر و حيث ان الظلم لا يسلم منه أحد فكذلك لم يكن ليسلم أحد من الكفر فلله الحمد وله الشكر وله الثناء الحسن وإن كان كل عاصي فهو ظالم لنفسه على قدر معصيته ظلمها بأن أوردها المهالك وعرضها للعقاب فأعظم الظلم هو الشرك والكفر بالله " لما نزلت هذه الآية { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنه ليس بذلك ، ألا تسمعون إلى قول لقمان { إن الشرك لظلم عظيم } "(1) ننتقل إلى ما العلاقة بين الآية وخاتمتها بقوله "وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" الانفاق من افعال الخير التي تنفع صاحبها يوم لا ينفعه قريب ولا حبيب وان الكافر قد ظلم نفسه لأنه يوم القيامة يتمنى لو يفتدى نفسه بملء الأرض ذهبا لينجو من العذاب فلا يقبل منه ولو آمن وأنفق لأنقذ نفسه من عذاب الله ولوجد ذلك ذخرا له يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير ونختم بالسؤال؟ بأي شيء تلازم ذكر الأمر بالنفقة في كتاب الله كله ؟ بمعنى آخر : كلما جاء أمر بالنفقة - الواجبة أو المستحبة - في كتاب الله جاء معه تذكير معين ما هو ؟ كلما امرنا الله سبحانه بالنفقة ذكرنا أنه هو من رزقنا ذلك الكسب فيجب طاعته في ملكه فكما أعطانا رزقا يجب ان نعطي منه وإلا فاذا لم ننفق و حرمنا من رزقه فقد عدل و لم يظلمنا سبحانه والله تعالى أعلى وأعلم رزقنا الله وإياكن العمل بنداء الله سبحانه للمؤمنين وجعلنا وإياكم ممن سمع فلبى بالعمل آمين منتديات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة بتصرف يسير ~~~ (1) الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6918 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
![]() |
![]() ![]() والآن نحيا مع النداء الثامن ![]() { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (1) ![]() ![]() ![]() قال الشيخ السعدي في تفسيره لهذه الآية ينهى عباده تعالى لطفا بهم ورحمة عن إبطال صدقاتهم بالمن والأذى ففيه أن المن والأذى يبطل الصدقة ويستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الحسنة كما قال تعالى { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }(2) فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فالسيئات تبطل ما قابلها من الحسنات وفي هذه الآية مع قوله تعالى {ولا تبطلوا أعمالكم} حث على تكميل الأعمال وحفظها من كل ما يفسدها لئلا يضيع العمل سدى وقوله { كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} أي: أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس ولا يريد به الله والدار الآخرة فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود لأن شرط العمل أن يكون لله وحده وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور فمثله المطابق لحاله { كَمَثَلِ صَفْوَانٍ } وهو الحجر الأملس الشديد {عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ} أي: مطر غزير {فَتَرَكَهُ صَلْدًا } أي: ليس عليه شيء من التراب فكذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات فإذا انكشفت حقيقة حاله زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء من عمله فلهذا {لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ } من أعمالهم التي اكتسبوها لأنهم وضعوها في غير موضعها وجعلوها لمخلوق مثلهم لا يملك لهم ضررا ولا نفعا وانصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته فصرف الله قلوبهم عن الهداية فلهذا قال {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } تفسير الشيخ السعدي رحمه الله تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ~~~ (1) (264) سورة البقرة ~~~ (2)سورة الحجرات 2 |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
![]() |
![]() نجانا الله وإياكن من المنّ فيضيع العمل هباء منثورا ![]() وجاء في الوعيد الشديد للمنان وردت أحاديث بالنهي عن المن في الصدقة ففي صحيح مسلم عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة . والمنفق سلعته بالحلف الفاجر . والمسبل إزاره وفي رواية : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )(1) (لا يدخل الجنة عاق ، و لا منان ، و لا مدمن خمر و لا و لد زنية )(2) إذاً ما السبل التي يطرقها الشيطان ليمنع المسلم من تحصيل الأجر والخير ؟ إن الشيطان عدو للمسلم ؛ فهو لا يألو جهدا في الإقاع به وجعله من الخاسرين ؛ لذا فهو ابتداء يبذل قصارى جهده حتى يمنعه عن عمل الخير فإن غلبه المسلم - بفضل الله -وباشر بالعمل حاول بشتى السبل إدخال مفسدات على العمل فإن نجا المسلم من هذا الشَّرك - بفضل الله - لم يتركه الشيطان ينعم بأجر ذلك العمل الخيِّر فلا يألو جهدا ولا يدخر وسعاً في محاولة إيقاعه فيما من شأنه إحباط أجره سواء بأعمال متصلة بذات العمل كالمن والأذى أو بأعمال خارجة كترك صلاة العصر أو في الامتناع عن معاشرة الزوج دون عذر الذهاب لعراف أو التقديم بين يدي الله ورسوله ..... فهو له طرق سابقة للعمل وأثناءه وبعده ونفصل.... الطرق السابقة للشيطان لمنع الانسان من تحصيل الأجر والخير ضعف نفسه وتقاعسها وماهذا الا لحب الانسان الجبلية للمال وحب الاستزادة والاستكثار منه والأثرة التردد فى الانفاق وإن همّ بالنفقة فيسول له الشيطان أن تلك النفقة سوف تسبب له الفقر كما قال تعالى " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ .. " (3) فإن أنفق فبالفتات ( أو يوسوس له الشيطان بأن أولاده وبيته أحق بتلك النفقة ..) كما فى الحديث " إن الولد مبخلة مجبنة "(4) أو يستحوذ عليه حب التملك والأثرة فلا ينفق إلا من أسوأ ما عنده فيتيمم الخبيث وأيضا الطرق السابقة و المقارنة للانفاق من وسوسة الشيطان الرياء .. الذى قد يكون سابقا للعمل فيكون هو المحرك له لأداء هذا العمل فيقوم بهذا العمل طلبا للمحمدة أو الثناء باظهار أنه يريد وجه الله وإنما قصده مدح الناس له أو الرغبة فى الاشتهار بالصفات الجميلة ليشكر بين الناس أو يقال إنه كريم .. جواد .. مسارع فى الخيرات .. ونحو ذلك أو يكون مقارنا له أما الطرق الللاحقة للعمل أن يعجب المرء بعمله وبنفقته فهى من محبطات العمل أن يمن على الله تعالى بنفقته والعياذ بالله وقد نهى الله تعالى عن ذلك فقال " وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ"(5) الصدقة تبطل بما يقارنها أو يتبعها من المن والأذى وذلك بأذية المتصدق عليه وذلك باظهار التفضل على وتذكيره عطاؤه له فيلزم على كل لبيب وفطن أن يكون دائما في حالة وجل وتحسَّب وخوف على أعماله وأجورها وقد عقد الإمام البخاري باب :( مخافة المؤمن أن يحبط عمله ) في كتاب الإيمان من صحيحه وإن من أعظم صور الخسران أن يفقد المرء ما كسبه وحصّله بجِد من أجور لأعمال صالحات وُفق إليها وتفضل عليه ربه بقبولها وإذا به يعمل من الأعمال ما يحبطها ( وهو غير شاعر ) بهذا المصاب الجلل والعقاب على ما ارتكبه من سوء وزلل وهو عن كل ذا قد نام وغفل أفلا يحق لكل لبيب أن يكون دائم الوجل والتحسب ولافتقار لربه الحفيظ أن يحفظ عليه قليل ما حصّله من حسنات في حياته بعد أن افتقر إليه سبحانه ابتداءً في توفيقه للعمل الصالح وهداه إليه ثم تضرعه للغني أن يتقبل قليل وحقير هذا العمل ويثيبه باسمه الشكور عليه نسأل الله الهدى للرشاد آمين . فتبارك من جعل كلامه حياة للقلوب وشفاء للصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير جزاهن الله خيراً ونلتقى لنعلم كيف نعمل بمقتضى النداء؟؟؟؟ ~~~ (1)الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 106 خلاصة حكم المحدث: صحيح ~~~ (2)الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني المصدر: السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 673 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره ~~~ (3) 268 البقرة ~~~ (4)الراوي: يعلى بن مرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 1989 خلاصة الدرجة: صحيح ~~~ (5) (6) المدثر |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
![]() |
![]() كيف نعمل بمقتضى هذا النداء ؟
مدار العمل كله على الإخلاص بل هو أول شرط من شروط العمل الصالح فلابد من الإخلاص واستحضار النية وطلب العون من الله في ذلك قبل العمل للتغلب على الشيطان الذي لا يألو جهدا في تثبيط العبد أو بإيقاعه في شباك الرياء أثناء العمل وذلك بالإخلاص واستحضار النية والابتعاد عما من شأنه إحباط العمل كالرياء والسمعة وحب الثناء والمحمدة بعد العمل بالاستعانة بالله على الحفاظ عليه من المن والأذى و التسميع وغيرها من المحبطات سواء منها المتصل بالعمل أو الخارج عنه. وقد يقال بما أن مدار العمل على الإخلاص ،فكيف لنا أن نحققه؟ عن هذا السؤال يجيبنا ابن القيم رحمه الله قائلا "لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت فإذا حدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأس وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سَهُل عليك الإخلاص فإن قلت: وما الذي يُسَهِّل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟ قلت: أما ذبح الطمع فيُسَهِّله عليك علمك يقينًا أنه ليس من شيء يُطْمَع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يُؤتي العبد منها شيئًا سواه وأما الزهد في الثناء والمدح فيُسَهِّله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويَزِين ويضرُّ ذمُّه ويَشِين إلا الله وحده كما قال ذلك الأعرابي للنبي -صلى الله عليه وسلم " إن مدحي زَيَنٌ وذَمِّي شين" فقال: (ذلك الله -عز وجل-).(1) فازهد في مدح من لا يَزِيُنك مدحه وفي ذمِّ من لا يَشِنيُك ذمُّه وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشَّين في ذمه ولن يُقْدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب قال تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}[الروم: 60] وقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24] ") ا.هـ( المرجع: فوائد الفوائد للإمام ابن القيم -رحمه الله-) الله تعالى طيب لايقبل الا طيبا .. فهو لا يقبل إلا الطيب من الكسب ومن النوايا على المرء الأ يطمئن لكونه وُفق لعمل الصالحات حيث أنه ليس العبرة بصلاح العمل وحسب ولكن العبرة بالمحافظة عليه من المحبطات فكما ان الحسنات تذهب السيئات فكذلك السيئات فإنها تُحبط الأعمال الصالحات .. وعلينا تجديد النية دائما مخافة الوقوع في الرياء او الاتصاف بصفات المنافقين ملتقى الأكاديمية المفتوحة بتصرف يسير نفعنا الله وإياكم آمين ~~~ (1)(عن الأقرع بن حابس أنه قال إن مدحي زين وإن ذمي شين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم" ذاك الله الذي لا إله إلا هو" ) الراوي: الأقرع بن حابس المحدث: العراقي المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 3/382 خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات إلا أني لا أعرف لأبي سلمة بن عبد الرحمن سماعا من الأقرع |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
![]() |
![]() { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (1) يقول الشيخ السعدي_ رحمه الله في تفسير هذه الآية يأمر تعالى عباده المؤمنين بالنفقة من طيبات ما يسر لهم من المكاسب ومما أخرج لهم من الأرض فكما منَّ عليكم بتسهيل تحصيله فأنفقوا منه شكرا لله وأداء لبعض حقوق إخوانكم عليكم وتطهيرا لأموالكم واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم ولا تيمموا الرديء الذي لا ترغبونه ولا تأخذونه إلا على وجه الإغماض والمسامحة { واعلموا أن الله غني حميد } فهو غني عنكم ونفع صدقاتكم وأعمالكم عائد إليكم ومع هذا فهو حميد على ما يأمركم به من الأوامر الحميدة والخصال السديدة ، فعليكم أن تمتثلوا أوامره لأنها قوت القلوب وحياة النفوس ونعيم الأرواح ، وإياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك ، ويخوفكم بالفقر والحاجة إذا أنفقتم ، وليس هذا نصحا لكم، بل هذا غاية الغش { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم ومع هذا فهو { يعدكم مغفرة } لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم { وفضلا } وإحسانا إليكم في الدنيا والآخرة من الخلف العاجل وانشراح الصدر ونعيم القلب والروح والقبر وحصول ثوابها وتوفيتها يوم القيامة وليس هذا عظيما عليه لأنه { واسع } الفضل عظيم الإحسان { عليم } بما يصدر منكم من النفقات قليلها وكثيرها، سرها وعلنها فيجازيكم عليها من سعته وفضله وإحسانه فلينظر العبد نفسه إلى أي الداعيين يميل فقد تضمنت هاتان الآيتان أمورا عظيمة منها الحث على الإنفاق ومنها: بيان الأسباب الموجبة لذلك ومنها: وجوب الزكاة من النقدين وعروض التجارة كلها لأنها داخلة في قوله: { من طيبات ما كسبتم } ومنها: وجوب الزكاة في الخارج من الأرض من الحبوب والثمار والمعادن ومنها: أن الزكاة على من له الزرع والثمر لا على صاحب الأرض لقوله { أخرجنا لكم } فمن أخرجت له وجبت عليه ومنها: أن الأموال المعدة للاقتناء من العقارات والأواني ونحوها ليس فيها زكاة وكذلك الديون والغصوب ونحوهما إذا كانت مجهولة أو عند من لا يقدر ربها على استخراجها منه، ليس فيها زكاة لأن الله أوجب النفقة من الأموال التي يحصل فيها النماء الخارج من الأرض وأموال التجارة مواساة من نمائها وأما الأموال التي غير معدة لذلك ولا مقدورا عليها فليس فيها هذا المعنى ومنها: أن الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الزكاة تفسير السعدي. ~~~ (1)(البقرة:267) |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
~متألقة~
تاريخ التسجيل:
31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
![]() |
![]() وأسألكن سؤال للتنشيط سألته معلمتنا
استدل شيخنا العثيمين - رحمه الله تعالى بقوله تعالى (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ) على عدم جواز إسقاط الدَّين من الزكاة ، فكيف كان ذلك ؟ ونعلم ذلك بنقل كلامه رحمه الله ؟ ؟ ؟ أجاب الشيخ عن تلك الفتوى بقوله " هذا لا يجوز؛ لأن الله تعالى قال: {خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوَٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} والأخذ لابد أن يكون ببذل من المأخوذ منه وقال النبي عليه الصلاة والسلام "أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد"،(1) فقال: "تؤخذ من أغنيائهم فترد"، فلابد من أخذ ورد والإسقاط لا يوجد فيه ذلك؛ ولأن الإنسان إذا أسقط الدين عن زكاة العين التي في يده فكأنما أخرج الرديء عن الطيب لأن قيمة الدين في النفس ليست كقيمة العين فإن العين ملكه وفي يده والدين في ذمة الآخرين قد يأتي وقد لا يأتي فصار الدين دون العين وإذا كان دونها فلا يصح أن يخرج زكاة عنها لنقصه وقد قال تعالى: {وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِأَخِذِيهِ إِلآ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُوۤاْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} ومثال ما سألت عنه لو كان على الإنسان عشرة آلاف ريال زكاة وهو يطلب رجلاً فقيراً عشرة آلاف ريال فذهب إلى الرجل الفقير وقال: قد أسقطت عنك عشرة آلاف ريال وهي زكاتي لهذا العام قلنا: هذا لا يصح لأنه لا يصح إسقاط الدين وجعله عن زكاة عين لما أشرنا إليه آنفاً وهذه مسألة يخطئ فيها بعض الناس ويتجاوزها جهلاً منه وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله أنه لا يجزئ إسقاط الدين عن زكاة العين بلا نزاع مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين المجلد الثامن عشر - كتاب أهل الزكاة. فيجب على المسلم ان يتحرى من كسبه الطيب ليؤدى صدقاته سواء كانت واجبة او مستحبة لأن الله تعالى طيب لايقبل الا طيبا ولأنه كما قال شيخنا رحمه الله يجب ان تكون الزكاة ببذل عين حتى يتوفر فيه مقتضى تطهير النفس من الشح والأثرة اما الاسقاط فلا يتوفر فيه ذلك .. والله تعالى اعلم من مشاركات أخواتنا بارك الله فيهن آمين |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|