![]() |
![]() |
![]() |
|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
~نشيطة~
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين شكرا أختي الكريمة والله يعطيكي الف عافيه الفتور مشكلة نعانى منها وتنتاب الكثير وكلنا اتت علينا فترة أصبنتنا واستدل بذلك انه عندما يهل شهر رمضان نجد الهمم العالية وكثرة الطاعات والعبادات وبمجرد انتهائه تخور العزائم ويقل العطاء والاداء . كذلك بالنسبة للحياة العادية يبدأ الشخص نشيط في اداء وظائفه ومن ثم يخبوا أدائه ويشعر بالملل والكسل . وبالنسبة للطاعات تكون النفس مظطربة تجدها في قمة العبادة والتقرب لله ويأتي عليها فترة تضعف هذه الروحانيات والايمانيات . ------------------------------------------------------------------------------------------------------- وهذا نقل : عنوان هذا الدرس ستعرفونه من خلال هذه القصة القصيرة : كان رجلا منتجا ناجحا يساهم في شتى أعمال البر والخير والإحسان، له ورد يومي من القرآن لا يقطعه، يكثر من تتبع وحضور المحاضرات، لديه أوقات للقراءة النافعة، مسؤول عن عدة نشاطات دعوية، إيمانه راسخ يزيد لكثرة أعماله الصالحة وتنوعها، له نفس شفافة محبة للخير لا يحمل في قلبه على أحد فكأنه من أهل الآخرة، ثم طال عليه الأمد والزمان، فمل الطريق، فقسى قلبه وأصابه الفتور، فأصبح شخصا آخرا ليس هو كما عهده من حوله . إذا عرفتم ما هو العنوان إنه (الفتور) ليس حديثنا عن الفتور كأمر طبيعي يصاب به كل من يسلك طريق الالتزام والدعوة، فهذا شيء يمر به كل أحد كما قال صلى الله عليه وآله وسلم (لكل عمل شره ولكل عمل فترة فما كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كان غير ذلك فقد هلك). ولكن حديثنا عن الفتور حين يكون الفتور خلافا للمعتاد ويطول أمده ويصبح خطرا على صاحبه، لذلك تبرز أهمية طرح مثل هذا الموضوع. الفتور إذا صار طبعا يعطي مؤشرا على الضعف والتراجع وعدم الثبات، وإذا استحكم على صاحبه واعتاد عليه وألفه قد يؤدي به إلى الانتكاس من دون أن يشعر الشخص، وكم مر علينا من إخوة كنا نحبهم ونتواصى سويا معهم على طريق الخير بعضهم كانوا طلبة علم وأصحاب همم، ثم أصيبوا بالفتور، ثم أكثروا من مجالس الأنس وتنصلوا من مسؤولياتهم كونهم أهل التزام ثم تطور بهم الحال إلى الانتكاس، والآن هم من عامة الناس، يتمنى بعضهم لو يعود ولا يستطيع على حد زعمه . أيها الإخوة : ماذا كان حالنا بالأمس وما هو حالنا اليوم، بالأمس كان البعض يمر كل شهر على مكتبة لاقتناء كتاب جديد، يمر على التسجيلات بين الفينة والأخرى لشراء جديد الأشرطة، يحرص على حضور محاضرة واحدة ولو بالأسبوع، بالأمس لو سمع بعضنا بشيخ قادم إلى المنطقة لحرص على حضور جميع دروسه، بالأمس إذا سمع أحدنا عن لقاء خاص لأحد طلبة العلم والمشايخ جاهد وحرك كل علاقاته حتى يلتقي بذلك الشيخ للتعرف عليه وسؤاله ومحادثته وبناء علاقات معه . إذا بماذا بدلنا اهتمامات الأمس؟ هل بدلناها بما هو أفضل وأحسن وأبر، لقد عاتب الله بني إسرائيل بتبديل الخير إلى ما هو دونه فقال لهم (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير). ولو قلنا أن عامل السن له دور رئيس في القضية، وأن الالتزامات كثرت، فلا يعفينا ولا يغنينا شيئا، فكم قد سمعنا وقرأنا سيرة علماء أعلام لم يطلبوا العلم إلا في سن الشيخوخة، وكذلك دعاة لم يبرزوا إلا في الكبر، ونحن نعلم أن من طال عمره زادت عبادته وحرصه على الخير، كما هو حال كبار السن في مجتمعنا، اليوم لدنيا وسائل وطرق لم تكن متاحة بالأمس، فيمكن لباغي العلم أن يحصل على الفتاوى والبحوث في جميع المسائل بضغطة زر، وبالأمس كان هناك العناء الشديد في طريقة البحث والمدارسة واقتناء الكتب، وأما اليوم فالعلم والدروس والمحاضرات متاحة وفي متناول اليد فهذه نعمة علينا من الله يجب شكرها وحسن استغلالها فنحن في زمن يتوفر فيه العلم والخير بيسر وسهولة لو سمع عنه السابقون لغبطونا عليه أشد الغبطة . وحديثنا في هذا الدرس على ثلاثة نقاط رئيسية : الفتور تعريفه – ومظاهره- وأسبابه – وطرق علاجه . تعريف الفتور : يعرف علماء اللغة الفتور بعدة تعريفات متقاربة،ففي مختار الصحاح: الفترة: الانكسار والضعف، وقال الراغب الأصبهاني: الفتور: ضعفبعد قوة، قال تعالى: ** يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل } ، أي حال سكون ، وقوله: لا يفترون، أي لايسكنون عن نشاطهم في العبادة. ونخلص من هذا إلى أن الفتور هو ضعفوتراخ بعد جد وهمة. يقول ابن حجر رحمه الله : " الملال استثقالالشيء، ونفور الناس عنه بعد محبته، وهو داء يصيب بعض العباد والدعاة وطلاب العلم،فيضعف المرء ويتراخى ويكسل، وقد ينقطع بعد جد وهمة ونشاط. وفي القرآن الكريم قالالله تعالى مثنيا على الملائكة: ** يسبحون الليل والنهار لا يفترون } . مظاهر الفتور : ترك الأعمال الجادة والتنصل من المسؤوليات - الإكثار من الترفيه - قسوة القلب - الاستهانة بالمحرمات. عدم التأثر بالمواعظ والآيات والخطب وإن حصل التأثر فإن التأثر وقتي ما يلبث أن يزول - الكسل عن الطاعات - الملل من العبادات - الفراغ : ورد في الحديث (نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ) ولا شك أن خسارة الوقت والعمر من أعظم الخسائر ولكن الفتور يعمينا عن أهمية الوقت، فيجعلنا نبحث عن كل ما يقطع الوقت ويشتته، والوقت في الآخرة سيعرف قدره أنه من أشرف ما لدى كل مؤمن حريص على إعمار أوقاته بالطاعة . أسباب الفتور ضعف الإيمان - الإكثار والتوسع في المباحات في المآكل والمشارب وغيرها - المعاصي وخاصة معاصي الخلوات : الاستهانة بالنظر إلى الحرام – سواء من خلال الجهاز أو غيره، ولذلك جاء في الحديث (تعرض الفتن على القلوب كالعصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ) الحديث . طول الأمل : ولم أر سببا للفتور مثل طول الأمل فالشخص يستبعد الموت، ويظن أن أمامه عمر طويل، وهو قد قارب الأربعين أو جاوزها، فيغفل عن الدار الآخرة. كثرة المخالطة : ولذلك فإن كثرة المخالطة الغير نافعة وخاصة في أمور الدنيا تقسي القلب وتبعده عن الخير والتوفيق والسداد . وصلنا إلى أهم نقطة في درسنا وهي علاج الفتور : العلاج سهل جدا إذا استشعرنا حجم المشكلة وسعينا في حلها، والعلاج من خلال الآتي : تجديد الإيمان : جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسلوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) ولذلك ورد عن الصحابة قول بعضهم (تعالوا نؤمن ساعة) وتجديد الإيمان من خلال العودة وزيادة الطاعات وهجر ما يشغل عن الآخرة . المداومة على قراءة شيئا من الكتاب والسنة : لابد لكل من يريد الثبات وزيادة الإيمان والتعلق بالآخرة أن ينهل دائما من الوحيين، ففيهما شفاء لما في الصدور قال تعالى (يا أيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين- قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) . وقال تعالى عن السنة (وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) فسمى الله السنة حكمة، وهي مفصلة ومبينة لما جاء في الكتاب . ولا شك أن من يهجر قراءة كتاب الله وسنة نبيه يصاب بالفتور وقسوة القلب وغلظته . قراءة الكتب النافعة أو المدارسة : قراءة الكتب النافعة غذاء للأرواح وللقلوب، تزيد الإيمان وتورث العلم الذي به العصمة من الشبه والشهوات، والبعض قد لا يطيق القراءة فيمكن أن يتدارس العلم مع إخوانه. مصاحبة القدوات : الإنسان بطبعه اجتماعي يميل إلى مخالطة الناس وربط علاقات بهم، وإن مما يثبت على الطريق الحرص على مخالطة أهل الآخرة الذين يذكرون بالله وبشرعه ويحفزون على الخير والدعوة والعطاء . الالتحاق بأعمال دعوية : يعجبك بعض الأخيار، لا يكاد يفوت مجالا للدعوة إلا وتجد له سهما فيه، فهو ما بين توعية الجاليات، ودعم نشاطات مراكز الأحياء، وفي الصيف تجده في مركز صيفي، تجده نافعا في حيه وأسرته ومع جيرانه ومع جماعة مسجده، تجده دائما رجلا مباركا نافعا، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ولكن من لم يستطع عمل ذلك كله فلا أقل من أن يضع بجانبه في سيارته شنطة دعوة الجاليات يعطيها من يلقاه من العمالة الوافدة في محطة أو محل أو في الطريق ويستغل الفرص في دعوتهم . الإكثار من النوافل : مما يزيل الفتور ويشحذ الإيمان مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، الحرص على الوتر، الصدقة، إتباع الجنائز من أجل طرد الغفلة، الإحسان لكل من تلقاه وتحتك به بالابتسامة وبالكلمة الطيبة، وبصنع المعروف له، إماطة الأذى عن الطريق مما يزيد الإيمان على بساطته، فإذا تنوع الأعمال الصالحة في هذه الشريعة من حكمها حتى لا يمل المؤمن ويصاب بالفتور . المداومة على الأعمال الصالحة : ورد في الحديث عن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم (أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل) ولذلك كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ديمة . ومن أسباب الفتور أن المؤمن يتحمس في بعض الأحيان حماسا زائدا عن ما يطيقه ثم يترك العمل بالكلية، وهذا السلوك لا يحبه الله، بل الله جل وعلا يحب العلم ولو كان قليلا محدودا ولكن يداوم عليه العبد ولا يقطعه . ولذلك قال تعالى ذاما هذا الفعل (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) . الآية، فهذه امرأة مغفلة كانت بمكة نقضت غزلها بعدما أبرمته . حسن تربية الأهل والأولاد والاهتمام بهم : الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) . فإن من أعظم ما يعين المؤمن على لزوم طريق الاستقامة والثبات عليها هم أهله وأسرته، فإذا أهملتهم فإنك أنت المتضرر في نهاية الأمر، فسيشغلونك في أمور تبعد عن الله والدار الآخرة، ولذلك قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجهم وأولادهم عدوا لكم فاحذروهم) فالعداوة هنا حين تكون الأسرة مهتمة بالدنيا وغافلة عن الآخرة فستصدك عن طريق الخير وسيصبحون كأنهم أعداء لك، وأما إن أنت شغلت أهلك وأسرتك بالطاعة والخير، فستجدهم عونا لك على الآخرة . العزلة : المقصود بالعزلة ليس في اعتزال الناس وعدم مخالطتهم وهجرانهم، بل المقصود أن العبد يحتاج أحيانا إلى عدم الإكثار من مخالطة الناس وخاصة في أمور الدنيا، يحتاج إلى أن يتفرغ لقلبه وإيمانه، فيقف وقفة مراجعة حسابات مع نفسه، يسد النقص، ويصلح الخلل والقصور، فإذا وجد نقص إيمانه تعاهدنا بالطاعة، وإذا وجد أن قلبه تغير عليه سارع إلى إصلاحه، وإذا وجد نفسه لم تكن كما عهدها مقبلة على الطاعة، حثها وزجرها وأصلحا، وإذا وجد من نفسه تقصيرا في جنب الله أصلحه حالا حتى لا يزيد فيتعود عليه، وإذا وجد أن علاقاته بإخوانه قد ساءت فلينظر فإنه ربما بسبب ذنب أو معصية لم يفطن لها، كما قال بعض السلف إني أعصي الله فأرى أثر ذلك في خلق امرأتي ودابتي، وكذلك إذا رأى قسوة في قلبه سارع لإزالة هذه القسوة وتليين قلبه بالقرآن والعمل الصالح، وإذا رأى في نفسه ثقلا عن الطاعة وكسلا تدراك نفسه، وإذا شعر في نفسه ضيق فرج عن نفسه بكثرة الطاعات، وهكذا دواليك وكل هذا لا يحصل إلا بالخلوة مع النفس والإقلال من كثرة المخالطات التي قد تضر أحيانا أكثر مما تنفع . والله جل وعلا لا يغير قوما حتى يغيروا ما بأنفسهم ويتركوا عاداتهم ولو كان تركها صعبا على النفوس . التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : فمن ينظر في سيرة المصطفى وأصحابه وكأنهم في سفر حقيقي طوال حياتهم التي قضوها فهم كانوا ما بين جهاد وجد ودعوة وعمل دؤوب وصبر واحتساب ورباط ومرابطة وعبادة وقيام وصيام وطرق جميع أبواب الخير جميعا، والله جل وعلا يقول (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) فسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه متداولة معروفة بيننا فهل من مشمر على سلوك مسلكهم واقتفاء أثرهم . معرفة حقيقة الدنيا وحقارتها : الدنيا حلوة حضرة والله جل مستعمرنا فيها لينظر ماذا نعمل، والله عز وجل ابتلانا في زهرة الحياة الدنيا وزخرفها لينظر أينا أحسن عملا، وأينا أكثر إخلاصا وبرا وإحسانا وصفاء سريرة، والناس في هذا الزمن مقبلون على هذه الدنيا يتنافسون فيها ونسوا الآخرة إلا ما رحم ربي، والله جل وعلا يقول (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)، ولذلك لننأى بأنفسنا عن عامة الناس في عاداتنا واهتماماتنا وحرصنا على دعوة الناس ودلالتهم على الخير، ولنتميز بين الناس ولنكن شامات بين العوام ولنجعل الدنيا في أيدينا وليس في قلوبنا كما كان ذلك فعل السلف، ولنربأ بأنفسنا في مسايرة العوام في حرصهم على الدنيا وتكالبهم عليها وتضييع أوقاتهم في أمور تافهة ليس لها قيمة في الآخرة وما أحسن ما قال الطغرائي في لامية العجم . قد هيؤوك لأمر إن فطنت له فأربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 19-01-10 الساعة 06:36 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~مستجدة~
|
![]()
معاً نكمل الطريق ان شاء الله
منقول عن بحث للد/ فيصل بن سعود الحليبي - عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالأحساء القاعدة الثانية : أن قلب المرء وإن صفا ، وثبت على الإيمان ، واستلذ بحلاوته ، فإنه معرّض للانتكاسة ، ومهيأ للانقلاب ، قد يقرب من ذلك وقد يبعد عنه ، يقول النبي صلي الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ ؛ إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ - رواه أحمد وهو صحيح وإن القلب أيها المؤمنون لشديد التقلب ، ويضرب النبي صلي الله عليه وسلم لشدة هذا التقلب مثلاً فيقول : ( لقلب ابن آدم أسرع تقلبًا من القدر إذا استجمعت غليانًا ) رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة وإسناده صحيح ومن الذي بيده تقليب القلوب وتصريفها ، إنه الله سبحانه ، يقول النبي صلي الله عليه وسلم : ( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم : اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ) رواه مسلم القاعدة الثالثة : أن مذهب أهل السنة والجماعة في شأن الإيمان ، أنه يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، وهل يستوي إيمان عبد تعلق قلبه بالمساجد ، وشغف بحب الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ، وأضاء نور القرآن عقله ، وأنارت السنة بصيرته ، بمن صد عن هذا كله ، فرضي بمستنقعات الرذيلة له موردًا ومشربًا ، وامتلكت جوارحَهُ المعاصي ، وسرى في دمه داءُ التبعية لكل ناعق ، فاستمتع بالشهوات المحرمة ، وسلَّم قياده لشيطان الهوى ؟ لا والله الذي لا إله إلا هو لا يستوون ، وهل يستوي من قال الله فيه : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " ، هل يستوي هؤلاء بمن قال الله تعالى فيهم : " وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ " أقول : لا يستوون !! القاعدة الرابعة : أن بقاء قلب المؤمن على الدرجة الرفيعة من الإيمان التي يجدها في أعظم العبادات قدرًا ، وأكثرها تأثيرًا ؛ كالصلاة ، والحج ، والصيام وتلاوة القرآن ، وقيام الليل ، أمر متعذر ؛ لشدة انشغال القلب بأعمال الدنيا ، وملذاتها ، وما يعتريه فيها من أفراح وأتراح ، وليس هذا من الرياء أو النفاق في شيء ، وقد وجد هذا أفضل القرون من صحابة النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فقد روى مسلم في صحيحه : عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ : لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ ؟ قَالَ قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا تَقُولُ ؟ قَالَ قُلْتُ : نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ ، فَنَسِينَا كَثِيرًا ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم ، قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : وَمَا ذَاكَ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ ، سَاعَةً وَسَاعَةً ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " . مظاهر الفتور المظهر الأول : قسوة القلب ، ذلك السياج المانع للقلب من الخشوع لله تعالى ، الحابس لدمع العين من خشيته ، الحائل دون قشعريرة الجلد وليونته ذلاً لله تعالى ، فلا يعرف القلب بعد هذا معروفًا ، ولا ينكر منكرًا ، قد جفّت ينابيع الحب فيه ، وأقفرت رياض الرحمة لديه ، واصفرت خضرة المشاعر في فؤاده " فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " ، وتستمر القسوة بالقلب حتى تصل إلى درجة تتضاءل أمامها صلابة الأحجار والصخور وشتان بين من كان هذا حال قلوبهم ، وبين من تنتفض أجسادهم كالعصافير المبللة بالمطر رهبة من الله تعالى ، حتى خلّد الله ذكرهم ووصفهم في كتابه العزيز فقال : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " ولا ريب أن ذكر الموت والاستعداد للآخرة وتمني حسن الخاتمة علاج لكل من قسا قلبه بالمعصية ، يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، ألا فزوروها ؛ فإنها ترق القلب ، وتدمع العين ، وتذكر الآخرة ) رواه الحاكم وهو صحيح وللحديث بقية ان شاء الله التعديل الأخير تم بواسطة حفيدة ام المؤمنين ; 19-01-10 الساعة 10:08 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|