الأسبوع الرابع: شريط"الشخصية الإسلامية"و"الشريط الرابع من الأيام النضرة"

[بداية مشرقة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فائدة من شريط " الشخصية الإسلامية " للشيخ محمد صالح المنجد

الارتباط بالمنهج لا بالأشخاص

من الأسس العظيمة في التربية الارتباط بالمنهج لا بالأشخاص ، بالكتاب والسنة لا بالناس ، حتى النبي عليه الصلاة والسلام قال الله في شأنه : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ " [آل عمران : 144] وأعلنها الصديق يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) . فالمبالغة بالتلعق بالأشخاص سبب من أسباب الزيغ والانحراف ، أحيانا يتصور الانسان أن هؤلاء القوم كبار وعقولهم كبيرة وفي الحقيقة ليس كذلك ، قيل لخالد بن الوليد لما أسلم متأخرا : أين كان عقلك يا خالد ؟ فقال : كان أمامنا رجال كنا نرى أحلامهم كالجبال ، أي كنا نرى عقولهم كبيرة .

ولذلك فإن الانسان المسلم يجب أن يعلم أنه لا يوجد معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، ما في أحد أقواله وأفعاله خالية من الخطأ إلا محمد صلى الله عليه وسلم .

ولهذا كان الأئمة يحرصون مع طلابهم على تذكيرهم بقضية الارتباط بالدليل من الآية أو الحديث وليس بقول الإمام فقط ، يقول الإمام أبو حنيفة : إذا صح الحديث فهو مذهبي ، ومالك يقول : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لا يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ، ويقول الإمام أحمد : لا تقلدني ولا تقلد مالك ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري ، طبعا هذا لأهل العلم يأخذونه من الكتاب والسنة ، أما بالنسبة للعامي الذي لا يحسن الأخذ من حيث أخذوا فإنه لابد أن يرجع للعلماء حتى يقتضي بهم لأنهم ورثة الأنبياء وأنهم يدلوه على طريق النبي صلى الله عليه وسلم ويقولوا له الدليل من القرآن والسنة .

لأننا نحن إذا صرنا فقط وراء الأشخاص أو تعصبنا لشخص بعينه وخصوصا الأحياء منهم فإنهم يفتنون ، يضلون ، ينحرفون ، يتقلبون ، لا يستقيمون على طريقة واحدة فنتعجب أحيانا من تصرفاتهم ولكن يجب أن نقول لعقولنا : يعني لو هلك هؤلاء هل نهلك ورائهم ؟ فعلينا بالكتاب والسنة ، وعلينا بمن قد مات لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ولذلك يجب علينا أن نأخذ من الأحياء بالدليل على ما يقولون ، من حقنا أن نطلب الدليل والحجة لفعل أو ترك أي عمل ، أما التقليد الأعمى فإنه يورد الانسان المهالك ، العامي فقط هو المقلد ولذلك لابد أن نرتقي من مرتبة التقليد إلى مرتبة الاتباع ، وهذه المرتبة لا نصل إليها إلى بطلب العلم الشرعي .

ورد22 ورد22 ورد22