العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-09, 02:04 AM   #25
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
افتراضي

* عـن هانـئ مولـى عثمـانَ قـال : كـان عثمـان بـن عفــانَ ـ رضي الله عنه ـ إذا ‏وقــف علـى قبــر ‏‏ يبكـي حتـى يبُـل لحيتـه ، فقيـل لـه : تذكـر الجنـة والنـار ! فـلا تبكـي ، ‏وتبكـي مـن هـذا ؟ ! . ‏
‏ فقـال : إن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : ‏

" إن القبـر أول منـازِلِ الآخــرةِ ، فـإن نجـا منـه فمـا بعـدَه أيســرَ منـه ، وإن ‏لـم ينـجُ منـه فمـا ‏‏ بعـدَه أشـدُّ منـه " .‏

‏ قـال : وقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى وآله وسلم ـ : ‏
" مـا رأيـتُ منظـرًا قـطُّ إلا والقبـرُ أفظـعُ منـه " . ‏
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ‏‏( 37 ) ـ كتاب : الزهد / ‏
‏ ( 32 ) ـ باب : ذكر القبر والبلى / حديث رقم : 4267 / ص : 707 / حسن . ‏

يـروي سـالم بـن عبـد الله ـ رحمه الله ـ أن عمـر بـن الخطــاب كـان يُدخــل ‏يـده فـي دَبَــر ـ ( أي ‏قرحـة البعيـر ) ---> ( والمفـرد الدبـرة ) ـ البعيـر ويقـول : إنـي لخائـفٌ أن أسـأل ‏عمـا بـك .

‏ خبر صحيح ، أخرجه ابن سعد وابن عساكرعن طريقه . ‏
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق عمر بن الخطاب / ص : 142 . ‏

وكـان ـ ( أي عمـر بـن الخطـاب ) ـ يبكـي مـن خشـية الله تعالـى ، وربمـا مـرَّ ‏بالآيـة مـن ورده ‏بالليـل فتخنقـه ، فيبقـى فـي البيـت أيامـًا ، يُعـاد يحسـبونه مريضـًا !! . ‏
‏ خبر حسن لغيره . أخرجه أحمد في الزهد ، وابن عساكر ‏‏..... .‏
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق عمر بن الخطاب / ص : 142 . ‏

يقـص علينـا أبـو رافـع ـ رضي الله عنه ـ فيقـول : ‏

كـان أبـو لؤلـؤة عبـدًا للمغيـرة بن شـعبة ـ ( وكـان مجوسـيًّا ) ـ ، وكـان ‏يصنـع الأرحـاء ـ ( جمـع رَحَـا ، وهـي التـي يطحـن بها ) ـ ، وكان المغيـرة ‏يسـتغله كل يـوم أربعـة دراهـم ، قـال : فلقـي أبـو لؤلـؤة عمـر ، فقـال : يا أميـر ‏المؤمنيـن ، إن المغيـرة قد أثقـل عليَّ غلتـي ، فكلمـه أن يخفـف عنـي . ‏
فقـال لـه عمـر : اتـق الله ، وأحسـن إلـى مـولاك ، ومـن نيـة عمـر أن يلقـى ‏المغيـرة فيكلمـه يخفـف عنـه ، فغضـب العبـد . وقـال : وسـع النـاس كلهـم ‏عدلـه غيـري ؟ ! . ‏
فأضمـر علـى قتلـه (1) ، فاصطنـع خنجـرًا لـه رأسـان ، وشـحذه ، وسـمَّه ، ثـم ‏أتـى بـه الْهُرْمُـزان ،
فقـال : كيـف تـرى هـذا ؟ . قـال : أرى أنـك لا تضـرب بـه أحـدًا إلا قتلتــه ، ‏قــال : فتحيَّـن أبـولؤلـؤة عمـر ، فجـاءه فـي صـلاة الغـداة (2) حتـى قـام وراء عمـر ، وكـان عمـر ‏إذا أقيمـت الصـلاة يتكلـم يقـول : ‏

أقيمـوا صفوفكـم ، فقـال كمـا يقـول ، فلمـا كبَّـر ، وجـأه ـ أي ضربـه ـ أبـو ‏لؤلـؤة وجـأةً فـي كتفـه ، ووجـأهُ فـي خاصرتـه ، فسـقط عمـر ، وطعـن بخنجـره ‏ثلاثـة عشـر رجـلاً منهـم ، فهلـك منهـم سـبعة ، وأفـرق ـ أي : بـرأ ـ منهـم ‏سـتة ، وحُمـل " عمـر " فذُهِـبَ بـه إلـى منزلـه ، وهـاج النـاس حتـى كـادت ‏تطلـع الشـمس ، فنـادى عبـد الرحمـن بـن عـوف ، فصلـى بهـم بأقصـر ‏سـورتين فـي القـرآن . ‏

فلمـا قضـى صلاتَـه توجهـوا إلـى " عمـر " ، فدعـا بشـراب لينظـر مـا قـدْر ‏جُرحـه ، فأتـي بنبيـذ فشـربه ، فخـرج مـن جرحـه ، فلـم يـدر أنبيـذ هـو أو دم ‏جرحـه ، فدعـا بلبـن فشـربه ، فخـرج مـن جرحـه ، فقالـوا : لا بـأس عليـك يـا ‏أميـر المؤمنيـن . ‏

فقـال ـ ( أي عمـر ) ـ إن يكـن القتـل بأسًـا فقـد قُتلـت ، فجعلـوا يثنـون عليـه ‏يقولـون :

جـزاك الله خيـرًا يـا أميـر المؤمنيـن ، كنـتَ وكنـتَ ، ثـم ينصرفـون ، ‏ويجـيء قـوم آخـرون فيثنـون عليـه ، فقـال عمـر : أمـا والله علـى مـا يقولـون ‏، وددتُ أنـي خرجـتُ منهـا كفافًـا ، لا علـيَّ ولا لـي ، وأن صحبـة رسـول الله ـ ‏صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـد سـلمت لـي . ‏

فتكلـم " عبـد الله بـن عبـاس " ، وكـان عنـد رأسـه ، وكـان خليطَـه كأنـه مـن ‏أهلـه ، وكـان ابـن عبـاس يقـرأ القـرآن ، وتكلـم ابـن عبـاس فقـال :

والله لا تخـرج منهـا كفافًـا ، لقـد صحبـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ‏فصحبتـه بخيـر مـا صحبـه صاحـب ،


كنـتَ لـه وكنـتَ لـه ، حتـى قُبـض رسـول ‏الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـو عنـك راضٍ ، ثـم صحبـتَ خليفـة رسـول الله ـ ‏صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وكنـت تنفـذ أوامـره ، وكنـتَ لـه ، وكنـتَ لـه ، ثـم ‏وليتهـا يـا أميـر المؤمنيـن أنـت ، فوليتهـا بخيـر مـا وليهـا والٍ ، كنـت تفعـل ‏وكنـت تفعـل ، فكـان عمـر يسـتريح إلـى حديـث ابـن عبـاس .

فقـال " عمـر " : يـا ابـن عبـاس ، كـرر علـيَّ حديثـك ، فكـرر عليـه . ‏
فقـال " عمـر " أمـا والله علـى مـا تقولـون ، لـو أن لـي طِـلاع ـ ( أي : ملؤهـا ) ‏ـ الأرض (3) ذهبًـا لافتديـتُ بـه اليـوم مـن هـول المطلـع . ‏

صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ... / ص : 369 : 371 . ‏
----------
الحاشية:
====

‏( 1 ) أي أضمر ونوى أبو لؤلؤة على قتل عمر .‏
‏( 2) صلاة الغداة : أي صلاة الفجر .
‏‏( 3 ) طلاع الأرض : ملؤها حتى يطالع أعلاه أعلاها فيساويه . ‏


يُتْبَعُ.........
د.سهيرالبرقوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .