![]() |
![]() |
![]() |
|
دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
~نشيطة~
|
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~نشيطة~
|
![]() ![]() ![]() الدرجة الأولى من الدرجات المختصة بحروف المعاني الفوائدالمطلوبة: ***وضحي الدرجة الأولى فيما يتعلق بدرجات حروف المعاني؟ مع ذكر أمثلة ودلالة كل حرف؟ الدرجة الأولى هي إدراك المعاني المشهورة لكل حرف ويجب أن تعرف المعاني المشهورة لأنها هي الأصل في الاستعمال مثل ( ال ) في كتاب الله تعالى لها معنيان مشهوران عهدية أو جنسية ولكل منها أنواع (الفاء) لها عدة معاني السببية والفصيحة، والعاطفة والجوابية وأصل معانيها الظرفية ، (الباء) لها عدة معان أيضاً فالإلصاق، التبعيض، السببية وأصل معاني الباء في لغة العرب هو الإلصاق وأصل المعنى بالنسبة لحرف (على ) هو الاستعلاء كذلك بالنسبة لـ (عن) أصل المعنى هو التجاوز، المجاوزة وهكذا تجد هناك معاني أصلية لعدد من الحروف ينبغي أن تدرك ومعنى أصلي والحرف الأصلي في لغة العرب إذا حور وتطور واستخدم استخداماً آخر فإنه ينبغي ألا ينسى ولا ينسخ المعنى الأصلي له فعندما تأتي مثلاً بالنسبة لـ(على) قد يستخدم بمعنى في قد يستخدم بمعنى عن وهذا كثير ولكنه أيضاً يبقى معنى الاستعلاء موجوداً عند استخدامك لهذا الحرف في غير موطنه الأصلي وفى غير معناه الأصلي الذي وضع له لأن هذا المعنى في الأغلب سيكون موجوداً باقياً لم يزول وإنما سيكون هناك رابط بين المعنى الجديد الذي دل عليه السياق وبين المعني الأصلي لهذا الحرف الذي هو أصل معناه في لغة العرب. وهناك حروف لا يمكن أن تقول إن لها معنى أصلي مثل (الفاء) فلا يمكن أن تقول إن الفاء أصل معانيها هي مثلا العطف لا فالفاء تستخدم تارة للعطف وتستخدم تارة للسببية وتستخدم تارة للاستئناف وكذلك تسمى الفاء الفصيحة وغير ذلك من أنواع الاستعمال فما هناك معني أصلى نستطيع أن نقول إن الفاء معناها الأصلي هو كذا وكذا لكن هناك معاني متعددة السياق يدل على المعني المراد هذه الأحرف التي ليس لها معني أصلى لابد وأن تنتبه كثيراً للسياق لتحدد المعنى ويتضح الكلام ويقوى ويجلو لك ويقع في قلبك تعظيم لكلام الله سبحانه وتعالى في دلالة هذه المعاني على المراد في مثل هذا السياق. ***ما هي الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني؟ اعط أمثلة من كتاب الله عز وجل مع التوضيح. الدرجة الثانية من درجات حروف المعاني هي إدراك المعنى المراد تقريباً لكل حرف بحسب موضعه ، يعني هناك معاني لهذه الأحرف لن تستطيع أن تقول أن هناك معنى كلى لا وإنما هناك معنى في هذا الموطن وآخر في هذا الموضع ، فمثلا (ال ) في قوله تعلى ( الحمد لله رب العالمين ) جنسية تفيد الاستغراق وكيفية معرفة أنها أفادت الاستغراق أو لم تفيد الاستغراق كما ذكر لنا أهل العلم بأن تأتي إلى ال هذه فتأخذها وتضع مكانها حرف (كل) فإن ركبت كل في مكان ال وصلح الكلام واستقام فعندئذ تكون ال جنسية تفيد الاستغراق وفي هذا المثال كأنك تقول كل حمد لله رب العالمين، وهذا هو أن الحمد كله من أوله إلى آخره مستغرق ومتوجه ومنحصر إلى الله سبحانه وتعالى . (الفاء) في قوله تعالى ( أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست ) انبجست بعد أن ضرب ولم يذكر الضرب وإنما دلت عليه الفاء أي قلنا اضرب بعصاك الحجر فضرب فانبجست، هي لم تنبجس من مجرد الأمر وإنما انبجست بعد الضرب فهي هنا فصحية أي تفصح على شيء محذوف . (الباء) في قوله تعالى (بسم الله ) للإستعانة. (في) في قوله تعالى ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) من المعلوم أن التصليب يكون على جذوع النخل هذا هو الأصل في الكلام لا نستخدم عادة في مثل هذا الموطن حرف في فنقول صلبته في جذع النخلة لكن الآية هنا جاءت على نحو مغاير للمعهود فجاءت الآية( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) لتدل على العلو مع الظرفية. (عن) في قوله تعالى ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ) للمجاوزة أي فمن يبخل فإنما يجاوز نفسه الحسنات التي لو أنه بذل وتصدق بماله لحصلها فجاء هذا الحرف هنا ليدل على المجاوزة بينما قد لا يكون حرف على يدل على هذا المعنى وكان مناسباً لو جاء أيضاً كذلك لأن مما ورد في كتاب الله عزّ وجلّ استخدام حرف على في مثل هذا الموطن ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه، أو يبخل عن نفسه هذا وذاك جاءا في كتاب الله سبحانه وتعالى . *** ما هي الدرجة الثالثة من درجات فهم حروف المعاني؟ الدرجة الثالثة وهي التحقيق عند اختلاف أقوال المحققين في المضايق لكي يحمل الكلام على أفصح الوجوه بلاغة وحكماً وإحكاماً ومن أمثلة ذلك دلالة التعاقب بين (الواو) و(الفاء) في أوائل سورة المرسلات والنازعات. دلالة (الفاء) في قوله تعالى ( فحملته فانتبذي به مكاناً قصيا () فأجاءها المخاض ) دلالة (في) في قوله تعالى (أأمنتم من في السماء ) والدرجة الثالثة تحتاج إلى كثير من الممارسة والمدارسة مع أهل الفن وينبغي أن يعلم أن الوقوف على معنى أو معاني الكلمات أسهل بكثير من الوقوف على دلالة حروف المعاني في موضع بحسبه وهذا الأمر قد يشق في بادئ الأمر ذلك لأن عدداً ليس بالقليل من هذه الحروف لها عدد كبير من المعاني المغايرة حيناً والمتداخلة حيناً آخر، فتتعبك ولكن يكفيك ما ذكر لك الآن يكفيك ما سيذكر لك الآن من المعاني لكل حرف أن ما ذكر لك هو المعنى الأغلب ومثال فيما يتعلق بـ - ال – تأتي بأي شيء في لغة العرب وهذا من المهم جداً من المهم جداً أن تعرف ال هذه في لغة العرب تأتي بأي شيء تأتي هي لما ذكرت من معانيها إيش ؟ التعريف، هل تأتي لغير التعريف؟ قد تأتي لغير التعريف في مواطن يسيرة جداً لكن هذه المواطن لا تشغل نفسك بها ولا يحدد المعنى المراد إلا السياق وحمل الكلام على أفصح الوجوه مع عدم مخالفة ما تقرر في تفسير السلف الصالح لهذه الآيات. ***كيف وضح أهل العلم الفرق بين العطف بالواو والفاء في قوله تعالى﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾ هذا التغاير بالعطف تارة بالواو والعطف تارة بالفاء هو مقصود فلو كان محل هذه الفاء محلها الواو لكان الأمر سيان لا فرق، والقرآن جاء على أفصح ما يكون الكلام ومن تتطلب العلم النافع تتطلب هذا الفرق ليدرك عظمة هذا القرآن ، فعندما تنظر في قوله سبحانه وتعالى ﴿ والنازعات غرقا () والناشطات نشطا () والسابحات سبحا ﴾ هذه الآيات كلها عطفت بالواو هذه واوا القسم ﴿والنازعات غرقا ﴾ هذا مقسم به ﴿ والنازعات غرقا () والناشطات نشطا﴾ عطف ﴿ والسابحات سبحا ﴾ عطف ثم غاير الله سبحانه وتعالى بحرف العطف فترك العطف بالواو ثم جاء سبحانه وتعالى بالعطف هنا بحرف الفاء فقال ﴿ فالسابقات سبقا ﴾ قال سبحانه وتعالى ﴿ والنازعات غرقا ) ومن المعلوم أن القسم هنا جاء بالملائكة الذين ينزعون أرواح الكافرين تنزعها غرقا أي أنها تغرق في نزع هذه الأرواح من أطراف الأجساد ، (والناشطات نشطا ﴾ أي أن ملك الموت ومن معه تقبض أرواح المؤمنين بسهولة وبيسر لأنها تنشط للخروج ﴿ والسابحات سبحا ﴾ العطف بالواو جاء لأن الملائكة التي نزعت والملائكة التي نشطت والملائكة التي سبحت هي هي من الملائكة فلما ثبت الجنس وتغير النوع تغير العطف فقال الله سبحانه وتعالى ﴿ فالسابقات سبقا﴾ الجنس هو الملائكة ولكن الذي تغير هو نوع الملائكة الذين أخذوا هذه الأرواح فهذه الروح المؤمنة أخذتها ملائكة الرحمة من ملائكة الموت وتلك أخذتها ملائكة العذاب﴿ فالسابقات سبقا ﴾ جنس الملائكة هو هو، فلما تغير النوع تغير العطف ثم جاء بعد ذلك نوع ثالث وهو ما قاله الله عزّ وجلّ ما أخبر به سبحانه وتعالى ﴿ فالمدبرات أمرا ﴾ وهو نوع آخر من الملائكة يدبر أمور هذه الأرواح بعد أن تستقر في مستقرها فلذا جاء العطف بالفاء مغايراً لما كان قبلها من الملائكة المسابقة . ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
~نشيطة~
|
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() التعديل الأخير تم بواسطة دعاء عبد الله ; 08-12-08 الساعة 05:00 AM |
![]() |
![]() |
#4 |
~نشيطة~
|
![]() ![]() ![]() أكيد البيت طبعاً بيلمع ![]() التعديل الأخير تم بواسطة دعاء عبد الله ; 08-12-08 الساعة 05:08 AM |
![]() |
![]() |
#5 |
~نشيطة~
|
![]() التعديل الأخير تم بواسطة دعاء عبد الله ; 08-12-08 الساعة 05:55 AM |
![]() |
![]() |
#6 |
~نشيطة~
|
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
~نشيطة~
|
![]() ![]() ![]() بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أيها الأحبة حياكم الله مرة أخرى في مجلس من مجالس الجنة أسأل الله عز وجل كما جمعنا وإياكم في مثل هذه المجالس المباركة أن يجمعنا جميعاً ومن يستمع إلينا في الفردوس الأعلى من الجنة . كنا في الحديث عن المرحلة الثانية المتعلقة بحروف المعاني وقد سمعنا قرأنا أمثلة على حروف المعاني وعلى أثرها في فهم كتاب الله عز وجل وفي هذه الحلقة نواصل ما كنا بدأناه في ضرب هذه الأمثلة وإن كان هناك من سؤال قبل أن ننتقل إلى بقية الأمثلة أرجو ذلك هل لكم سؤال ؟ أرجو أن يكون الكلام واضح إذن تفضل يا عبد السلام اقرأ . بسم الله الرحمن الرحيم . المثال الرابع قوله تعالى ( وهزي إليك بجذع النخلة ) في سورة مريم ، الهز تحريك الشيء وفعله يتعدى بنفسه فنقول هز الرمح أو الشجرة ونحو ذلك وفي هذه الآية عداه بـ "إلى" ليضمن الهز معنى الإدناء والإمالة والتقعيد من فاعل الهز وهي مريم عليها السلام وفي هذا مزيد كرامة لمريم عليها السلام . أحسنت بارك الله فيك، الآن كتبتم الآية اكتبوا الآية ( وهزي إليك بجذع النخلة ) أصل الهز في لغة العرب هو تحريك الشيء وهذا الفعل في اللغة لا يحتاج إلى حرف يتعدى به فأنت تقول لأحد تأمر أحداً فتقول هُزَ الرمح أو تقول هززت الشجرة ونحو ذلك من الكلمات والعبارات لا تحتاج أن تعدي هذا الفعل بحرف فلا تقول هززت إلى الشجرة أو هُزَ إلى الرمح ونحو ذلك لكن هذه الآية الكريمة عدي فيها هذا الفعل لقول سبحانه وتعالى( وهزي إليك بجذع النخلة ) فما سر ذلك وما سببه؟ اقرأ يا عبد السلام : بيان ذلك أن المنصوص عليه في الآية أنها لجاءت إلى جذع النخلة لا إلى نخلة كاملة ومع هذا أمرت أن تهز الجذع وتميله نحوها ومن كرامة الله لها أن الجذع لم يستجيب لهزها فقط بل وسيميل نحوها إجابة لجذبها لها بيديها الضعيفتين غاية الضعف وهذا أبلغ في الإعجاز وأدل على قدرة العزيز الوهاب جل وعلا ثم جاءت الباء في(بجذع النخلة ) وهي للإلصاق لتؤكد عليها أن تمكن يديها من الجزع حال هزها غاية ما تستطيع من التمكن وهذا أمر لها بفعل كل ما في وسعها من الأسباب الدنيوية. نعم هذا هو ما يبين لك بعض أسرار هذه الآية الكريمة الله سبحانه وتعالى يقول فيها( وهزي إليك بجذع النخلة ) كما ذكرنا سابقاً الهز لا يحتاج إلى حرف يتعدى به ولكنها عُدِيَت هنا بالباء لقوله سبحانه وتعالى( وهزي إليك بجذع النخلة ) هذه الباء كما ذكرنا أن من معانيها الإلصاق فالمقصود هنا أن تتمسك بهذه الشجرة تمسكاً قوياً شديداً جداً بحيث أنها عندما تمسك بها يكون هذا المسك مسكاً قوياً شديداً متمكناً منها فهذه من جهة الباء ودلالتها على الإلصاق وأيضاً جاء حرف إلى( وهزي إليك بجذع النخلة ) ليكون هذا الهز فيه جر وجذب إليها فيه هز وجر وجذب إليها طيب هذا الجزع وهو جزع فيما يظهر كما قاله جماعة من السلف رحمهم الله أنه مجرد جزع لا نخلة كاملة لأن الله عز وجل إنما ذكر جذع نخلة( وهزي إليك بجذع النخلة ) ولم يقل وهزي إليك النخلة وإنما ذكر جذع النخلة قد يقال بأنه ذكر الآن بعض ما يهز من أجل أنه هو المقصود بالمسك والجذب يعني ذكر شيئاً وأراد الكل ذكر البعض وأرد الكل قد يقال هذا وهذا له وجه صحيح في العربية ولكن ظاهر اللفظ ولا مانع من البقاء على ظاهر اللفظ لأنه ليس هناك ما يمنع منه أبداً ظاهر اللفظ إنها إنما هزت جذع نخلة وجذع النخلة لا يكون معه رأس فيها ثمرة وفيه جذوع ونحو ذلك وإنما هو جذع مجرد فقط يعني صلب هذه الشجرة وهذا الجذع فيه ما فيه من أنواع اليبس قد يكون ميتاً أصلاً ليس بحي إذا كان جذعاً مجرداً ليس نخلة كاملة فعندئذٍ أمر الله سبحانه وتعالى هذه المرأة الضعيفة التي هي في حال المخاض أمرها أن تهز جذع النخلة وأن يكون هذا الهز في حال كونها ممسكة إمساكاً قوياً شديداً بهذا الجذع وأيضاً كذلك أن تجذب هذا الجذع إليها هذه الأوامر لهذه المرأة الضعيفة في مثل هذا الحال هل هي أوامر مجردة من وقوع الأثر والاستجابة من هذا الجذع لهذه المرأة الضعيفة أبداً فالله عز وجل لم يأمرها بهذه الأوامر إلا لكي ترى قدرة الله سبحانه وتعالى وهي في مثل هذه الحالة الضعيفة في مثل هذه الحالة التي لا تستطيعه معها المرأة أن تفعل أدنى شيء فكيف بأن تهز جذع نخلة كاملة لكنه بدأاً أمر من أجل أن نتعلم نحن جميعاً أن المطلوب والمأمور به في شرع الله سبحانه وتعالى أن تفعل ما تستطيع ما تقدر عليه تفعله ما لا تستطيع فلست مطالباً به ولا يطلب منك ولا تؤمر أن تتكلفه أبداً وإنما تفعل ما تستطيعه من الأمور ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) فالآن هي أمرت أن تفعل ما تستطيع فإذا فعلت ألم يحصل الأثر بلى سيحصل الأثر ألم يحصل ما تتطلبه ما تقصده سيحصل لها لأن الأمر جاء من الله عز وجل وهذه الأوامر ليست عبثاً وإنما هي جاءت من الله سبحانه وتعالى لترى هذه المرأة الضعيفة الصالحة قدرة الله سبحانه وتعالى الكاملة في إنقاذها وفي فعل ما لا يمكن أن يحدث لولا أن الله سبحانه وتعالى قدره ويسره لهذه المرأة إذاً فالقضية في قدرة بالله سبحانه وتعالى أراد أن يظهرها لهذه المرأة الضعيفة أمرها بأوامر فطبقت هذه الأوامر فحصل ما أمر به هذا الجذع من الاستجابة لهذه المرأة الضعيفة ( وهزي إليك ) يدنو إليك ( بجزع النخلة ) هذه كلها أوامر جاءت في حال يكون فيها الإنسان في غاية الضعف فإذا حصل للعبد في هذه الحياة الدنيا شيء من ذلك من حال المسكنة حال الضعف حال قلة الناصر حال الفقر الشديد حال بعد الأحبة والأخوة فإنه عندئذٍ ماذا يفعل الواجب عليك أيها العبد أن تفعل كما فعلت هذه المرأة الصالحة أن تفعل كل سبب تستطيعه من أجل درء هذا البلاء الذي حل بك تفعل ما تستطيع ولا تدخر شيئاً أبداً افعل كل ما تستطيع مما له سبب في دفع هذا البلاء الذي حل بك عندئذٍ سيتولى بقية الأمر ربنا سبحانه وتعالى سيتولى الله عز وجل بقية الأمر وسيدرأ عنك ما تخشى سواء كان في الحياة الدنيا أو كان في الحياة الأخرى . نعم اقرأ المثال الخامس : المثال الخامس قوله تعالى ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوع ) اللام المفردة لها معاني كثيرة جداً وأصل معانيها الاختصاص قال أبو السعود في تفسيره لهذه الآية أي يسقطون على وجوههم سجداً تعظيماً لأمر الله تعالى أو شكراً لإنجاز ما وعد به في تلك الكتب من بعثته وتخصيص الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل إذ حين إذاً يتحقق الخرور عليها وإثار اللام للدلالة على اختصاص الخرور بها كما في قولك فخر سريعاً لليدين وللفم الذقن معروف والمقصود به هنا الوجه. الذقن معروف أليس الذقن معروف ، معروف عند الجميع هذا هو الذقن ، الذقن معروف الله سبحانه وتعالى يصف هؤلاء أنهم( يخرون للأذقان ) سبحان الله هل الخرور يكون للأذقان أم يكون على الجبهه؟ الأصل يكون على الجبهة وعلى الأنف فلما سبحانه وتعالى ترك الجبهة هنا ولم يذكرها ترك الأنف لم يذكره هنا وإنما ذكر الذقن فكيف يكون الخرور للذقن هذا أمر يحتاج إلى وقفة ( ويخرون للأذقان ) كيف يخرون للأذقان؟ كيف يكون هذا تأمل معي هذه الآية ، نعم أكمل : الذقن معروف والمقصود به هنا الوجه كله كما قاله ابن عباس وقتادة وإنما خصت الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل وهذا ليس مقصودنا هنا وإنما المقصود أن ذكر اللام هنا عوضاً عن على في قوله : ( للأذقان ) للدلالة على معنيين. أحسنت بارك الله فيك لماذا ليس مقصودنا هنا؟ لأن الكلام عن الذقن هذا تابع لأي مرحلة ، للمرحلة الأولى أو الثانية تابع للمرحلة الأولى لأن الأولى الكلام فيها عن ماذا عن دلالة الكلمات وأما هذه المرحلة الثانية الكلام فيها عن دلالة حروف المعاني إذان الأولى الكلام فيها عن دلالة الكلمات ونحن الآن نتكلم عن دلالة حروف المعاني فليس لها علاقة هنا لما خص ذكر الذقن في الآية ولم يذكر الوجه كاملاً هذا ليس محله هنا وإنما محله في المرحلة الأولى عندما تتأمل الكلمات ترجع كلمة الذقن في اللغة وماذا تعني ولما خص الذقن هنا في هذه الآية وترك الكلام عن الوجه كاملاً ولم فسر ابن عباس وقتادة وغيرهم من أئمة أهل التفسير فسروا الأذقان هنا بالوجوه لما فسروه بهذا ليس هذا موطنه لأن الكلام هنا عن حروف المعاني فالكلام هنا عن قوله سبحانه وتعالى( يخرون للأذقان ) عن اللام هنا( يخرون للأذقان ) الأصل أن يكون الخرور هل هو للأذقان أم على الأذقان؟ يكون على الأذقان لأن يخر عليها لا يخر لها وإنما يخر عليها ولذا جاء هنا حرف اللام عن حرف على لدلالة معينة ستذكر لكن حتى لا أشوش عليك الذهن سأذكر لك لما ذكرت الأذقان هنا ولم تذكر الوجوه مع أن هذا ليس في هذه المرحلة وإنما هو في المرحلة الأولى؟ سر ذلك أيها المبارك أن الخرور عندما يكون للأذقان يكون أشد ما يكون خضوعا وخنوعاً وذلً ومسكنة لله سبحانه وتعالى كيف هذا؟ أنت قد تخر على جبهتك على أنفك لكن هذا الخرور وإن وقع إلا أن بالنسبة للأذقان لا تصل إلى الأرض وهذا هو الأصل تأمل هيئتك وأنت ساجد إذا سجدت ما الذي يصل إلى الأرض وما الذي لا يصل ما الذي يمس الأرض وما الذي لا يمسها الذي يمس الأرض هو الجبهة والأنف هل بالنسبة للذقن يمس الأرض ؟ لا لا يمس الأرض فإذا خر الانسان خروراً في تعظيم لله سبحانه وتعالى أي فيه تعظيم كامل لله عز وجل فإن هذا الخرور سيكون معه أيضا ماذا ؟ خرور للأذقان إذا وصل الذقن إلى الأرض فما حال الجبهة ما حال الأنف من باب إيش من باب أولى أليس من باب أولى بل إن الخرور عليها سيكون عظيماً جداً بمعنى إنك تخر للأرض خروراً فيه تعيظماً كاملاً لله سبحانه وتعالى فيه إجلالاً لله فيه خوفاً من الله فيه خنوع فيه مسكنه كاملة تامة لربك سبحانه وتعالى هذا الخرور إذا كان للأذقان فإنه يكون أتم وأعظم وأكمل من أن لو كان للوجوه أو للجباه والأنف واضح الكلام تمام ، فلم تذكر الجبهة والأنف هنا من أجل أن الخرور على الأذقان أو للأذقان هو أبلغ فعندما ذكر الأبلغ هنا لم يحتاج إلى ذكر ما هو أقل منه في الدلالة على الخضوع والخشية لله سبحانه وتعالى بقي الآن عندنا مسألة وهي محل الكلام هنا فيما يتعلق لما ذكر حرف اللام ولم يذكر حرف على في هذا الموطن نعم . وإنما المقصود أن ذكر اللام هنا عوضاً عن على في قوله ( للأذقان ) للدلالة على معنيين معنى على وهو الاستعلاء لأن الخرور وقع عليها ومعنى الاختصاص أي اختصاصها بالخرور وخصت هذه الأعضاء بالذكر مع أن اليدين والقدمين تخران أيضاً لأنها هي المقصود الأعظم من الخرور لأن كمال الذل والخضوع إنما يكون بها. أحسنت يا بارك الله فيك حرف اللام هنا هذه اللام لها دلالة في لغة العرب وهذه الدلالة هنا ما هي ؟ هي ماذا ؟ هي للاختصاص وكأنه خص الأذقان بالخرور على الأرض لما جاء لام الاختصاص هنا ولم تأتي على؟ لأن على لو جاءت هنا لدلت على الاستعلاء المجرد دلت على أنك جعلت هذا الذقن مستعلياً على الأرض يعني لامس الأرض مستعلياً عليها في خرورك وسجودك لله سبحانه وتعالى ولكن لم تأتي على هذه ولو أنها هي التي جاءت في هذا الموطن لم تأتي بمعنى جديد لم تأتي بمعنى كامل يبين شدة ما وقع لهذا العبد من الخرور وشدة ما وقع له من خشية الله سبحانه وتعالى وإن كان الكلام الآن عن أئمة في دين الله عز وجل مع عباد الله سبحانه وتعالى عندهم كمال خضوع وكمال خشية وكمال خوف لربنا سبحانه وتعالى أثنى الله عليهم في هذه الآية ( ويخرون للأذقان ) فأثنى عليهم بهذا الخرور فخرورهم ليس كخرور غيرهم من الناس يعني سقوطهم على الأرض في سجودهم لله سبحانه وتعالى ليس كسجود غيرهم وإنما لهم سجود خاص يدل على كمال التعظيم يعني لهم كمال سجود هذا السجود في صفته يدل على عظيم تعظيمهم لله سبحانه وتعالى فلذا ذكر السجود على هذا النحو ( ويخرون للأذقان ) أي أنهم خصوا هذه الأذقان بالسجود فسجد مع الوجه سجد أيضاً الذقن سجد مع الجبهة والأنف أيضاً كذلك الذقن فكان الخرور على أكمل ما يكون في توجه العبد لله سبحانه وتعالى حال سجوده وسقوطه على الأرض طالباً التقرب إلى الله سبحانه وتعالى واضح الكلام هذا هو المقصود من هذه الحروف التي جاءت في هذه الآية والتي من قبلها نعم أكمل يا عبد السلام . ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
~نشيطة~
|
![]()
[CENTER]فوائد الدرس التاسع عشر:
معاني الألفاظ في القرآن الكريم *** بيني بعض أسرار الآيات الكريمة التالية: 1-﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ فيما يخص معنى كلمة الهز وسبب تعديتها بحرف الباء؟ الهز هو تحريك الشيء وهذا الفعل في اللغة لا يحتاج إلى حرف يتعدى به وفي هذه الآية عدي فيها ، فقال سبحانه وتعالى( وهزي إليك بجذع النخلة ) ومن معاني الباء الإلصاق فالمقصود هنا أن تتمسك بهذه الشجرة تمسكاً قوياً شديداً جداً بحيث أنها عندما تمسك بها يكون هذا المسك قوياً متمكناً ، وجاء حرف إلى( وهزي إليك بجذع النخلة ) ليكون هذا الهز فيه جر وجذب إليها وهذا الجزع كما قاله جماعة من السلف رحمهم الله أنه مجرد جزع لا نخلة كاملة لأن الله عز وجل إنما ذكر جذع نخلة ولم يقل وهزي إليك النخلة قد يقال بأنه ذكر الآن بعض ما يهز من أجل أنه هو المقصود بالمسك والجذب يعني ذكر البعض وأرد الكل وهذا له وجه صحيح في العربية ولكن ظاهر اللفظ إنها إنما هزت جذع نخلة وجذع النخلة لا يكون معه رأس فيها ثمرة وفيه جذوع ونحو ذلك وإنما هو جذع مجرد فعندئذٍ أمر الله سبحانه وتعالى هذه المرأة الضعيفة أن تهز جذع النخلة وأن تجذب هذا الجذع إليها هذه الأوامر لهذه المرأة الضعيفة لكي ترى قدرة الله سبحانه وتعالى وهي في مثل هذه الحالة الضعيفة ومن أجل أن نتعلم نحن جميعاً أن المطلوب والمأمور به في شرع الله سبحانه وتعالى أن تفعل ما تستطيع 2-﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً﴾ وسبب اختصاص الأذقان بالخرور بدل الوجوه ودلالة حرف اللام . اختص الله سبحانه وتعالى اللأذقان بالخرور لان الخرورعندما يكون للأذقان يكون أشد ما يكون خضوعا وذلً ومسكنة لله لأن الخرور للأذقان هو أبلغ فعندما ذكر الأبلغ هنا لم يحتاج إلى ذكر ما هو أقل منه في الدلالة على الخضوع والخشية لله سبحانه وتعالى ، والذقن المقصود به هنا الوجه كله كما قال ابن عباس وقتادة وإنما خصت الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل ، وذكر اللام هنا عوضاً عن على في قوله : ( للأذقان ) للدلالة على معنيين معنى على وهو الاستعلاء لأن الخرور وقع عليها ومعنى الاختصاص أي اختصاصها بالخرور وخصت هذه الأعضاء بالذكر مع أن اليدين والقدمين تخران أيضاً لأنها هي المقصود الأعظم من الخرور لأن كمال الذل والخضوع إنما يكون بها. 3-﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ ودلالة كل من لام الجر و ال التعريف في كلمة ;لِلْجَبِين كما ذكره بن عباس رضي الله عنه. اللام هنا عوضاً عن على للدلالة عن معنيين معنى الاستعلاء ومعنى الاختصاص ، والمعنى كما فسره ابن عباس إن إبراهيم الخليل عليه السلام لما أراد أن يذبح ابنه لم يذبحه على الصفة المعهودة وهي أن ضعه على جنب من الجانبين وإنما جعل وجه ابنه إسماعيل عليه السلام إلى الأرض ثم لما أراد الذبح أخذ هذه السكين فأدخلها من تحت حلق ابنه إسماعيل عليه السلام وهم بالذبح على هذه الصفة وكان إبراهيم الخليل عليه السلام به رحمة وشفقة وقد أمر بالذبح ولم يؤمر بكيفية معينة للذبح فاختار صفة ينفذ فيها الأمر الذي جاء من الله عز وجل ويجمع بين استجابته لأمر الله وبين رحمته لابنه التي جعلها الله عز وجل في قلبه فجمع بين الأمرين وهذا من كمال تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى ، فجاء على هذه الصفة بأن رمى إبراهيم ابنه إسماعيل على الأرض تله تلاً قوياً شديداً حتى لا يفكر ولا يتردد في فتله والتل لا يكون إلا بقوة وشدة ﴿ فلمَّا أسلما وتله للجبين ﴾ هذه الصفة دلت عليها الآية في حرف من حروف المعنى أي أن التل كان من جهة الجبين وهذا التل هو الذي أوصل هذه الرأس إلى الأرض والتل كان من جهة الجبين أي تله تلاً يوصل جبينه إلى الأرض و"ال" هذه في الجبين " جنسية بمعنى أنه أوصل كل الجبين ومعناه أنه أوصل طرفي الجبين هذا جميعاً إلى الأرض أوصلهما طاعة وقرباناً إلى الله فجعلهما يماسان الأرض ***لما عدي فعل مرَّ في قوله تعالى ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ بعلى ؟ ولما عدي في قوله تعالى ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾بالباء ؟ الفعل مرَّ في كتاب الله تعالى تارة يتعدى بالباء وتارة يتعدى بـ "على " كما في قوله تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ تعدى هنا بـ " على" لتفيد الاستعلاء ومع قوله تعالى : ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ﴾ تعدى هنا بـ الباء لتفيد الملاصقة وهناك فرق في دلالة السياق كان يناسب هنا أن يأتي بحرف الباء وهناك في السياق أن يأتي بحرف "على" ، وذلك حسب المناسب في هذا الموطن أن يأتي حرف على تدل الاستعلاء وباء تدل على الملاصقة فتارة المرور يناسب أن يكون بملاصقة وتارة المرور يناسب أن يكون بعلو وهذا من إعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى. ![]() ![]() ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي | مسلمة لله | روضة آداب طلب العلم | 31 | 02-08-16 12:15 PM |
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين | أم خــالد | روضة القرآن وعلومه | 15 | 14-02-10 02:56 AM |
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به | طـريق الشـروق | روضة القرآن وعلومه | 8 | 22-12-07 03:50 PM |