الثلاثاء 14 ذو القعدة 1445هـ الموافق 23 مايو 2024م

حياكم الله جميعا 

هذه قناتي في التليجرام ينشر فيها النتاج العلمي والفكري . 


قناة عبد السلام بن إبراهيم الحصين

مجاهدة النفس

الفتوى

Separator
مجاهدة النفس
461 زائر
22-07-2010 01:26
د. عبدالسلام بن إبراهيم الحصين
السؤال كامل
اريد من شيخنا الفاضل الرد على هذه المشكلة؟؟ مجاهدة النفس هو أصعب جهاد قد يخوضه إنسان، وخصوصا عندما ترغم النفس لتسير في طريق الله ، إلى أن تتحول إلى نفس مطمئنة فيكون زادها عبادة الله تعالى والسؤال هنا لقد قرأت الكثير في هذه الأمور سواء من كتب ابن القيم أو ما إلى ذلك، و فكرت كثيرا في متطلبات النفس وما هي الدواخل التي يدخل الشيطان إليها، وعندما أعزم على أمر ما تجد في أول الأمر أنك مقبل عليه بجد ، ولكن بمرور بعض الأيام أجد أن نفسي تنازعني نزاعا شديدا ، رغم أن الهمة عالية بفضل الله، والأهداف دائما صوب العين ، ولكن المشكلة عندي هي النفس، حاولت أكثر من مرة رياضتها ، وفي كل مرة لا أصل إلى المستوى المطلوب. عندما أستمع إلى البعض في هذا الأمر ، أجد أنهم يتكلمون من برج عاجي، فمثلا تجده يتحدث إليك عن أحد السلف الصالح كيف كانت نفسه طوع أمره ، وكيف كانت عبادته كثيرة ، وطلبه للعلم أكثر ، ثم يقوم بالمقارنة بيننا وبينهم دون أن يحلل ما كان في زمانهم من إيجابيات وسلبيات وكيف استغلوا الإيجابيات وواجهوا السلبيات. فهؤلاء السلف لم يتوصلوا إلى ما هم عليه بين يوم وليلة ولكنهم كانوا في طور التربية إلى أن أصبحوا في هذه المنزلة السامقة. فهل من الممكن أن تفيدوني في هذا الأمر لأنه أمر بالنسبة لي أمر مهم وخطير وعليه قامت الدنيا والآخرة والله المستعان
جواب السؤال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: جهاد النفس هو طريق خلاصها من كل رذيلة ومعصية، وإنما نقع في المعاصي حين نغفل عن جهادها، أو تغلبنا على مطالبها وهواها.. لكن منذا يطيق أن يكون دائمًا منتصرًا على نفسه وهواه وشيطانه؟؟!!! إن كان أحد كذلك فإنما هو من عصمه الله تعالى، فلم يقع في ذنب قط، حتى الأنبياء والرسل يمكن أن يقع منهم الذنب، لكن يتوبون منها، وإنما تقع منهم صغائر الذنوب دون كبائرها، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، ويدل عليها دلائل كثيرة، وإنما يقع الذنب عند ضعف المجاهدة، قال تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}، وقال: {فعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} ولكن الناس في مجاهدة النفس مراتب متفاوتة، فمنهم من يكون قوي الإرادة ماضي العزيمة، شديد المراقبة لله، فلا يضعف عن مجاهدة نفسه ومكابدتها حتى تسلم قيادها له، وتطاوعه في العمل. ومنهم من يكون دون ذلك، فيتقلب بين الطاعة والمعصية، وبين العجز والقوة، وبين المضي إلى الله والتوقف. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمة جامعة عظيمة، هي منهج قويم يسير عليه المؤمن في سفره في هذه الدنيا، وهو ما رواه البخاري ومسلم: ((القصد القصد تبلغوا)). وقال: ((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ)) فالغلو في مجاهدة النفس ربما قطعها، وأوقعها في المعاصي مطلقًا، وإهمال المجاهدة ربما أوقعها في العجز والكسل، والتوسط هو الاستمرار على المجاهدة، حتى وإن ضعفت النفس في بعض الأحوال أو انقطعت، فإنها تعاود الكرة مرة بعد أخرى. وفي كلام ابن القيم الذي قرأتيه ما يدل على ذلك، فأرجو أن تراجعيه بفهم، فلعل الله أن يفتح عليك ما يكون فيه صلاحك وفلاحك إن شاء الله. والأمور التي تعين على مواصلة الطريق، ومجاهدة النفس كثيرة جدًا، فلعلي أعرض لها في وقت آخر.. وإنما أردت هنا أن أبين أن الموضوع لا يجوز اختزاله بهذه الصورة، بل هو طريق طويل، لا ينتهي حتى تخرج الروح من الحلقوم، والمؤمن فيه بيد جزر ومد. ولكن من غير الجائز أن يكون ذلك عذرا في إهمال الأعمال وعدم إكمالها، بل الواجب أن ننظر في معوقات العمل، وسبب الرغبة عنه، ولماذا العجز عن مواصلة الطريق فيه، فهناك معوقات كثيرة، وضعف المجاهدة أحدها، ولكنه ليس السبب الوحيد. والله أعلم.
جواب السؤال صوتي
   طباعة 

جديد الفتاوى

Separator
استفسارات حول تفسير سورة الكهف - فتاوى الشيخ بموقع ملتقى طالبات العلم
رسائل الكترونية ماصحة ماورد فيها؟ - فتاوى الشيخ بموقع ملتقى طالبات العلم
رقية للبيت - فتاوى الشيخ بموقع ملتقى طالبات العلم
ماحكم هذه الصورة في تزيين شعر المرأة؟ - فتاوى الشيخ بموقع ملتقى طالبات العلم
أبي رفض أن أصوم الإثنين والخميس ! - فتاوى الشيخ بموقع ملتقى طالبات العلم
زيارة زوجة الخال بالمستشفى - فتاوى الشيخ بموقع ملتقى طالبات العلم