عندما جمعت شتاتي

[معالي]

--------------------------------------------------------------------------------

من بوح قلمي
عندما أشعر بالجمال..
أشعر بالجمال أبصرفي الكون روائع الجمال حينئذ أصور مشاعري. أصف لذائذي النفسيه والآمي بؤسي ونعمائي فتأتي هذه الكلمات

عنما جمعت شتاتي..
هاهو الشاعر المكلوم يسطر بدموع قلبه اخر ما املته عليه الحياة من دروسها القاسية دون أدنى رحمة.
يسطر ليصور بعض مشاعره التي طالما كتمها في نفسه المتألمة..تلك المشاعر التي يظن الكثير انه لايملك شيئا منها لان تبدو على ظاهرة القوة والجدية في شؤونه كلها ..بينما هو يملك حسا مرهفا ومشاعر متأججة لايقوى على ترجمتها أفصح شاعر ولاأمهر رسام..
لاتذهبوا بأفكاركم بعيدا فهي ليست مشاعر عاشق فقد عشيقة فأحرقته نار الشوق إليه..
ولامشاعر طالب دنيا قد فاته شيا من حظها ..فلايزال يندب حظه التعيس الذي أودى به الى ذلك..
انها مشاعر طموح لنصر دينه ورفعة أمته ..لم يجد من يدفعه ويأخذ بيده ان هو أصاب ويأخذ عليها ان هو اخطأ
..فهو وحيد قد تلاطمت به أمواج الحياة ..وصفعته بكلتا يديها على خديه البريئة الناعمة.. وأذقته مرارته وشربته علقمها..وهو وحيد لان قمة الالم ان تتلفت يمنة ويسره علك تجد من يواسيك في توجعك فتكون النتيجة ان لا احد حولك..
حينها استسلم ولم يكن منه الا انه بدأ يلملم شتاته الذي تنتثرت أشلاؤه على سفوح جبال الاحلام المثاليه والاماني الموهمه التي لاوجود لها في واقعه المر المؤلم .وحينما شعر انه فرغ من تجميع هذا الشتات اكتشف ان هناك ماتزال بعض الاشلاء متناثرة على مستنقعات الدنيا الخادعة.والاصعب من ذلك ان هذه الاشلاء المتبقية لم يساهم هو في تفريقها بل هم أعداءه الذين هم في الظاهر أصدقائه ..
فماكان منه أن يملك في ذلك الوقت إلازفرة خرجت من صميم صدره وهو يشعر بلهيب حرارتها تسري في كل عرق من عروقه ثم اتبعها بتأوه يشعر سامعه انه لانهاية له ثم بسؤال يحتاج الى مجيب. ولامجيب متى سأنتهي من تجميع ماتفرق مني ؟هل ياترى بعد لحظات؟ام بعد ساعات؟أم بعد سنوات؟ام انه سيمضي العمر كله في تجميع هذا الشتات فيضيع العمر دون سعادة تحصل .أوأمنيه تحقق.ولاأمل يظفر به.ولاحتى وهم للسعادة عله يخدع به نفسه المثخنه بالجراح ويسكتها كما تسكت الام رضيعها الذي يصرخ من الجوع بمصاصة لاتمده بشئ من الحليب ..لالشئ ..بل لانها لاتملك في ثديها شيئا من اللبن فيتوهم الطفل انه يطعم .ولكنه في الحقيقة وهم في وهم.
بينما هو غارق في بحر تلك الافكار والخواطر والتساؤلت التي كادت تعطل تفكيره,اذ يقطع حبل هذه الافكار بكلمه تفوه بها .شعر بعدان نطقها أن القوة بدأت تدب في كل عصب.بل في كل شعره بل في كل ذرة في كيانه وتأكد حينها أنه ليس وحيد بل هناك سيجبر بقلبه الكسير .من سيرحمه ويعوضه على ما فاته خيرا فهو قادر ان يجعله قويا عزيزا لانه يملك القوة والعزة بأعلى مقاماتها ..0حينا صرخ بأعلى صوته 00(0أنا بك لابنفسي)لم تسألوني ماهي هذه الكلمه انها:
0(اياك نعبد واياك نستعين)


اختكم معالي