العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . بوابة الملتقى . ~ . > موسـميات > قســـم الحـــج

الملاحظات


قســـم الحـــج أحكام، فتاوي، أشرطة، كتب متعلقة بالحج

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-08, 10:53 AM   #1
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
Icon52 البَوَارِقُ المَرْعِيَّةُ المَرْئِيَّةُ في العُمْرَةِ المَرْضِيَّة ومن

البَوَارِقُ المَرْعِيَّةُ المَرْئِيَّةُ في العُمْرَةِ المَرْضِيَّة وَمَنَاسِك الحَجّ العلِيَّة

الشيخ رضا أحمد صمدي -حفظه الله تعالى-


البارقة الأولى: مع استعدادك للسفر أَضْرِمْ نارَ الشوق في القلب، واصْطَنِعِ القلق والوجل والخوف اصطناعا من سبق الأجل قبل بدء العمل.

ويحصل ذلك بمعرفة ثواب العمرة والحج والصلاة في الحرمين والطاعة فيهما، واستحضار احتمال حلول الأجل، وفوات الأجر أصلا، ويُنَمَّى هذا الشوق باستحضار أذان الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وترديد التلبية في القلب، ويستمر هذا الشوق بدوام الذكر الآتي:{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}[سورة طه: 84]، وليكن هذا شعارك في هذه العمرة .



البارقة الثانية: وأنت تستعد بالزاد والراحلة، أَعِدَّ زاد الإيمان واليقين والاحتسـاب، وراحلة العمل والإخلاص، ومَطِيَّةَ الصدق والانقياد إلى مَحَطِّ القبول.

ولا تغفل عن زاد الروح وراحلتها، وهما: الذكر وقصر الأمل، فالروح لا تقوى إلا بالذكر، ولا تسير إلى بقصر الأمل، فمع قلة الذكر تضعف، ومع طول الأمل تكسل وتتوانى عن السير.





البارقة الثالثة: رَطِّبْ قلبك بنية جليلة يهتز لها كيانك، وتضطرب لها أوصالك، وتظل مع هذه النية مشفقا قلقا آملا متحفزا، وأقترح عليك النية الآتية: أن تنوى العمرة تطهيرا للنفس من السخائم، وتبيضا للصحيفة من السيئات استعدادا للقاء الله وحلول الأجل بعد آخر خطوة تخطوها في طواف الوداع. ويتحقق ذلك بتقصير الأمل، وتوديع الأهل والأصحاب مع قطع تعلق القلب بالعودة.




البارقة الرابعة: وأنت تسير في طريق السفر عبر البحر أو البر أو الجو وفي كل وسيلة سير وسفر، فاستحضر طريق الآخرة والجنة، وسبيل النجاة يوم الدين وأن كل خطوة تخطوها في أداء الحج والعمرة رمز لخطوات حياتك في طريق الآخرة، وكذلك نداء إبراهيـم، وتلبية هذا النداء، فكل خطوة تخطوها في تلبية النداء هي رمز لخطوك المتوثب استجابة لأوامر ربك ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفي كل خطوة تخطوها اغتنم مضاعفة الأجر بدوام التذكر والاتعاظ. ويحصل كل ذلك بأن تحافظ على الوضوء، وبمصاحبة الصالحين ورؤية أفعالهم، وبِغَضِّ البصر عن كل زينة الدنيا حتى ما كان منها مباحا، والمعنى: أن تتخلى عن كل فضـول، من بصر أو طعام أو مخالطة أو نوم أو كلام.





البارقة الخامسة: عند الإحرام من الميقات استحضر الكفن والتجهز للقاء الله، والموت والحساب، وعند التلبية استحضر احتمال عدم الإجابة، وإمكانية الرد وعدم القبول، وأن لحظة الإحرام من أهم الأوقات، لأنها البداية، وفساد النهاية من فساد البداية، فَتَحَرَّ الإخلاص بأقصى ما تستطيع من جهد، ونَقِّ القلب من أيِّ مُرَادٍ سوى الله.

وقد كان من السلف رحمهم الله من يخشى لحظة الإحرام والبدء فيها، وروي عن بعضهم أنه عند إحرامه تلعثم وتقهقر، فسئل عن ذلك فقال: "أخشى إن قلت لبيك؛ أن يقال: لا لبيك ولا سعديك".

واستحضر وأنت تحرم من الميقات أن الله عز وجل قد حد حدودا وشرع شرائع وأمر الناس بالتزامها، ووقوفك في الميقات للإحرام منه مظهر من مظاهر بيعتك السرمدية لأحكم الحاكمين أن تخضع لشرعه وتلزم حدوده وتحترم جناب ما أمر فتأتيه، وما نهى عنه فتجتنبه.

والميقات فاصل مكاني بين الأرض التي تكون فيها حلالا غير متلبس بنسك، وبين الأرض التي تصير بعدها حراما متلبسا بالنسك والعبادة، فلتذكر في ذلك المكان الميقات الكوني الذي نعيشه وهي الدنيا وما فيها من نصب وتعب ومحرمات ومحظورات وحدود، وأنها معبر ومزدلف لميقات الحل الذي أحل الله فيه لعباده الطائعين ما قد حرم عليهم في دار الفناء، وأباح لهم من صنوف اللذات ما كان ممنوعا محظورا.

واجهد في التلبية بعد الإحرام مع التعمق في معانيها العظيمة، وأعظم معنى تستحضره هو استجابة النداء الإلهي، وأن هذه التلبية هي رمز استجابتك الكاملة، وصورة لمادة الإسلام الذي هو الاستسلام لكل ما أتى به الشرع المطهر.

وعند رؤية مكة تجهز لرؤية الكعبة، وعند رؤيتها... احسب نفسك في مقام الله وأمام حضرته وفي بيته المبجل المقدس، وأنك تستأذنه في الدخول، فذلك هو مهوى أفئدة اصطفاها الله من الناس إلى لحج هذا البيت المعمور.

وعند رؤية البيت المطهر والكعبة المشرفة استجلب لقلبك معاني الحب ولقاء الحبيب، وحصول الشرف ببلوغ الأَرَب، وحصول المنى بنوال رؤية بيت الله والتشرف بالوقوف فيه وحصول المكانة السامية بالكون في رحابه.

ولك أن تستحضر يوم القيامة وهوله، ومجيء الرب تبارك وتعالى مجيئا يليق بجلاله وعظمته والعرش يحمله فوقهم يومئذ ثمانية من الملائكة العظام، فتأمل ذلك المشهد الذي أنت فيه، وتذكر كيف سيكون حالك في ذاك المقام الهائل، وهل ستكون من أصحاب المنابر الرفيعة أم ستكون من المحشورين مع الطغام وهوام المخلوقات الدنيئة.





البارقة السادسة: عند الطواف والسعي اعتصر في قلبك كل معاني الخوف والاحترام والتبجيل لأنك في الحضرة القدسية، والله ينظر إليك، وقلبك مرأي، وعملك مشهود، سعيك معدود، وطوافك مرقوب، ففي كل خطوة اجعل لك فيها ذكرى، فقصّر الخطو، تغنم بمزيد الأجر، واجعل كل رفعة قدم ووضعة ذات معنى ودلالة. وأنت تترحل في تلك الأماكن وتنتقل استحضر أنها حوت أحداثا في التاريخ كان أبطالها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، فعلى الصفا رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلن أنه النذير بين يدي عذاب شديد، وبجانب هذه الكعبة دارت أحداث الدعوة الأولى بمراحلها المختلفة (السرية والجهرية) وصراع الحق مع الباطل. واستحضر هذا المعنى في كل مكان حللت من البقاع المقدسة كالمدينة.

وعند استلامك الحجر الأسود أو تقبيلك له أو إشارتك إليه أو إشارتك ثم تقبيل يدك (كل ذلك ورد) استحضر بيعتك الجازمة لله حين شهدت شهادة التوحيد، وعقدت عزم الإفراد له والتمجيد، وأن هذا التقبيل والاستلام للحجر بمثابة الطاعة الخالصة إذ تعظم حجرا لا يضر ولا ينفع ولكن لأجل أمر الله لك امتثلت دون أن تجعل لعقلك في أمر الله سلطانا وفهما، فأوامر الله تعالى تُتلقى بكل التسليم والانقياد والإذعان، وهذا هو شأن البيعة بالطاعة التي تستحضرها وأنت تستلم أو تقبل الحجر الأسود.

ومن أنفع ما يستحضر في هذا المقام أن تعتبر نفسك مردود العمل، وأن الخلق قد قبلوا دونك، وأن كل من يطوفون حولك قد بلغوا كمال الفعل دونك، وأنك قد تكون شؤما عليهم فتكون سببا في رد أعمالهم وطاعاتهم.

وينفع أيضا في هذا المقام استحضار صورة البيت المعمور ومن يدخله ويطوف حوله من الملائكة حتى يوم القيامة، وأن الطواف الأرضي للبشر نموذج مصغر لطواف المخلوقات حول القيومية الإلهية وافتقارها إلى المدد الرباني.

وفي الأذكار والأدعية، يفضل الإكثار من الدعاء، وقد أجاز العلماء قراءة القرآن والذكر المطلق، وعندي أن أفضل ما يفعل هو الدعاء والتضرع ، لأن الثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بين الركنين قائلا : ربنا آتنا في الدنيا … ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما عدا ذلك شيء فدل على أن الدعاء مرغوب ومتأكد ويؤيد هذا الترجيح قوله صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة .

فاجتهد أخي الحبيب في الدعاء والضراعة والتذلل، وأكثر من طواف النفل، واستحضر أنك طائف حول العرش ترجو الرحمة، وترجو نوال الرضا والقبول، واستحضر احتفاف الملائكة حول العرش يوم القيامة والخلق أجمعون حوله سكوت، ومشهد الطواف لا شك قريب منه.

وما أروع المشهد لو أبصرته بعين الإيمان، وأصخ سمعك لهذا الهدير الذي لن تخطئه أذنك وأنت تطوف بالبيت، والمقبول من الناس قد يسمع هذا الهدير كأنه ترنيمة تقديس تنطق بها كل الكائنات، فتفكر كيف لو أتيح لك أن تسمع على الحقيقة تسبيح كل المخلوقات لله، قال تعالى:{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}[سورة الإسراء: 44].

البارقة السابعة: عند شرب زمزم اجتهد في تحصيل النيات، وتضلع منها كما السنة، وأهدي إليك هذه النية: اللهم إني أشرب ماء زمزم لتغسل عن قلبي كل ران، وتزيل عن فهمي كل حجاب يحول دون فهم مرادك ومراد رسولك صلى الله عليه وسلم في القرآن والسـنة. اللهم قو حفظي، وسدد فهمي، وارزقني الإصابة في اجتهادي، وأعل همتي وأمض عزمي، وسهل علي العبادة وحببها إلى قلبي يا أرحم الراحمين.



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه سمية بنت إبراهيم روضة التزكية والرقائق 8 31-03-09 11:13 PM
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه بشـرى روضة التزكية والرقائق 2 14-10-06 04:14 AM


الساعة الآن 05:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .