العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-13, 03:53 AM   #1
بُشريات
~مشارِكة~
c4 ° {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئ لنا من أمرنا رشداً}

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

° ~ تأملات في سورة الكهف ~ °
° {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} °



{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} [سورة الكهف10حيث أن هؤلاء الناس الذين حولنا ما عندهم رحمة، يريدون أن يصدونا عن الحق، يريدون أن يفتنونا، فأنت يا الله آتنا من لدنك رحمة، رحمة، هل هي الرحمة طعام؟ الرحمة غذاء، كساء، مأوى، الرحمة سكن، الرحمة أمان؟ الرحمة قبل ذلك هداية، الرحمة علم من الله، الرحمة تثبيت، الرحمة هذه طمأنينة، وسكينة، وما أحوج الخائفين إليها، وقد جاءت الرحمة بمعنى النبوة في آيات أخرى، ولكن هي أعم من النبوة كما في هذه القصة، فإن هؤلاء أولياء وليسوا بأنبياء، {آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} [الكهف:10]: رحمة في اللغة العربية نكرة، وليست معرفة، ليست معرَّفة ب(ال) التعريف (الرحمة)، وإنما هي منكّرة (رحمة)، والمنكَّر إذا جاء في سياق الطلب يفيد العموم، {آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} رحمة تشمل كل الأنواع المطلوبة، كل شيء نحتاجه، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [سورة البقرة: 201 تشمل حسنة الرزق، وحسنة الزوجة الصالحة، وحسنة الولد البار، وحسنة المسكن الواسع، وحسنة الذكر الحسن، والرغد العيش، والرزق الوفير، كما أنها في الآخرة رزق الجنة، حسنة الجنة، حسنة ظل العرش، حسنة تيسير الحساب، حسنة سرعة دخول الجنة، حسنة النجاة على الصراط، وفي الآخرة حسنات كثيرة، فقه الدعاء آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً فيها كل ما نحتاج وأكثر مما نحتاج، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً، فقه الدعاء يا عباد الله: أن بعض الناس ربما يطلب تفاصيل؛ آتني سيارة، وآتني وظيفة، وآتني بيتاً، وآتني مالاً، وآتني، ولكن عندما يسأل الله من فضله فضل الله فيه كل هذه وزيادة عما سألت، كذلك العافية، فإذن سؤال الله للعمومات من فقه الدعاء، (أجملوا في الطلب). (أجملوا في الطلب)، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً، ما أحسن الرشد، الرشد: إصابة الحق، الرشد: المسلك الصحيح، الرشد: ضد الضلال، والغواية، الرشد: ما أجمله وما أحسن من أوتيه، وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً، نحن فتية صغار، ما عندنا خبرة، نحن فتية نحتاج إلى حماية، ليس عندنا حماية، نحن فتية خرجنا ما نعرف إلا بيوتنا، وبلدنا إلى أين نتجه، ليس لنا خبرة بالطرقات، والدروب، والأسفار، لا نعرف إلى أين نتجه، لكن المهم أن نفر بديننا، المهم أن ننجو من هؤلاء الظلمة، {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ}، فيها هلاك، وإذا ما كانت هذه فالأسوأ، {أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [سورة الكهف: 20إذا عادوا في الملة بعد إذ نجاهم الله منها ملة الكفر، ولذلك الفتية صغار لا عندهم خبرة، ولا عندهم ما يستعينون به غير الله، فقالوا: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداًْ}، دبّرنا، وعندما تقول يا مسلم يا عبد الله: دبرني فإني لا أحسن التدبير، أنت لا تعرف كل الاحتمالات في البيت إذا نزلت، ولا تعرف كل الاحتمالات في الوظيفة، إذا توظفت فيها، ولا تعرف كل الاحتمالات في نوعية السيارة إذا اخترتها، ولا تعرف كل الاحتمالات في أشياء كثيرة، فماذا ستفعل للوقاية من الاحتمالات، تتبع الاحتمالات عملية منهكة جداً، تحتاج حسابياً، ورياضياً، إلى أعمال ذهنية كثيرة، ثم أنت ستجلس إذا صار كذا، لا بد أن أفعل كذا، وإذا صار كذا، لا بد أن أفعل كذا، لدرجة أنه يضيق الوقت، والمصادر، والجهد، عن الوفاء بمواجهة كل الاحتمالات، لكن عندما تقول: هيئ لي من أمري رشداً، الله يدلك، الله يسلك بك المسالك والدروب، الله الذي يقيك من الاحتمالات السيئة، الله الذي يدلك على الخير، والأحسن، والأفضل، بالنسبة لك، {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداًوهكذا يا عباد الله: هكذا كان في حال هؤلاء، الذين أعطاهم الله مكافآت كثيرة، مقابل هذا الدعاء"



|~ قبسات من خطبة علموا أولادكم قصة أهل الكهف للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ~|



° همسة: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:(من صلّى عليَّ صلاةً، صلّى الله عليه بها عشراً) [رواه مسلم: 384].

"اللهم صل على محمد عبدك و رسولك كما صليت على إبراهيم و بارك على محمد و آل محمد كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم"

سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك



توقيع بُشريات
[CENTER][FONT=Lucida Sans Unicode][SIZE=4][COLOR=Navy]قال صلى الله عليه وسلم: [COLOR=#538a59](افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده)[/COLOR] [SIZE=3][حسنه الألباني: الصحيحة ۱٨۹۰][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[/CENTER]

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 01-11-13 الساعة 12:08 AM سبب آخر: تصحيح خطأ إملائي في عنوان الموضوع
بُشريات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هنيئا لمن تاب الله عليه مسلمة لله روضة التزكية والرقائق 5 22-03-11 09:00 PM
من أحداث السيرة فى شهر شوال .. غزوة الخندق مسلمة لله روضة السنة وعلومها 6 08-10-08 01:11 PM


الساعة الآن 03:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .