|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-04-10, 08:28 PM | #1 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
26-01-2010
المشاركات: 120
|
خسرت حمر النعم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى وفلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن سيدنا محمد عبد ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. جلسنا أخيرا في صالة الإنتظار بعد أن أضنانا البحث عن طبيبة ( امرأة). وأخيرا ذاك الهدوء الذي يوحي لك بأنك في الليل الشديد السواد لولا الإستئناس بالمنتظرين معك. لا يخفى على أحد أن الجالسين كلهم على نار متقدة؛ نعم، فمعاني الخوف والقلق والرهبة في كل الوجوه. فإن لم يكن لمكروه في جسمه أو قلق ينتابه من ألم غريب فسيكون قلقا على من جانبه من ذويه وأهله. لحظات صعبة هي هذه التي يجبرك أحيانا المرض على التواجد فيها. أعادت إلي ذكرى العملية الجراحية التي أجراها عمي الغالي في الأيام المنصرمة، عمي الغالي ذلك الرجل الصلب، الذي عايش كل الطوائف وعانى الفقر والجوع في أيام كانت الكلمة فيها للمستعمر؛ ولم يسلم من السجن في إسبانيا والتعذيب تحت الثلج، لا أريد أن أطيل ولكن صلابته كان ولا زال يضرب بها المثل ويوم أشرف وقت العملية، تحول إلى طفل قلق، ذو عينين بريئتين وشفاه مرتعدة، أجل نسأل الله العافية. إن المرض ذاك الإبتلاء المتربص بك في كل حين، وذاك الضيف الغير مرحب به أبدا والذي إذا حل لم يبشر بخير ولا كان بك رحيم، يحولك إلى منتظر مترقب، تنتظر الفرج أو الذهاب إلى عالم لا ينتظر لك عودة منه. كنت آسف وأحزن ككل الناس حين أتطلع إلي أوجه المتوجعين ولكن مرت بي نازلات جعلت نظرتي للمرضى وكأنني أقرأ دفتر أفكارهم على صفحات وجوههم المصفرة. نسأل الله العافيه والسلامة من كل سوء لنا ولجميع المسلمين. أقول لك هكذا هم هؤلاء المنتظرون. التصق الهم والحزن بقلوبهم وسيطرت عليهم الأفكار المرعبة التي لا ينفك الشيطان اللعين يرسمها في مخيلتهم عند أمثال هذه المناسبات. وفي هذه الظرفية الحرجة ووسط هذا الجو الكئيب الرهيب المخيف. كان هناك تلفاز يكسر الصمت، وهو ينقل لنا فلما سوريا على قناتنا المغربية. نظرت إلي التلفاز في ازدراء وأنا أرى ذاك الغباء المحبوك في مختبرات الأعداء وتلك السذاجة التي يسعون إلى إغراق هذه الأمة فيها حتى إن أحسوا بإستقرارها في نفوسهم نعتوهم بالتخلف. وقلت محدثة نفسي من ياترى الغبي ؟؟ المتفرج؟؟ أم الصانع؟؟. أكيد عرف عندكم الجواب. وصدقني حين أقول لك أنه: يحق لأمة تعلمت معنى الخير والشر من هذه الدمى المتحركة أن يصيبها كل معاني العجز وأن يسكن مفاصلها الورم فلا تقوى على تبصر الحق. وكيف تريدها أن تميز بين الحق والباطل وهي تعلمت الحق بلغة الأعداء؟؟ مفارقة محزنة مبكية مذلة تأملت تلك الدمى( لست أتحدث عن الرسوم المتحركة أو أفلام الكرتون لالا افهم قصدي يا سيدي) وهي تتحرك بأوامر المخرج المأمور من ومن ومن وجر حروف الجر هذه حتى تصل إلى المجرور( فهو في كل الأحوال مجرور من الشيطان). وقلت نعم الحرية هذه التي يتغنى بها هؤلاء. وأقول لهم ليهنأ لكم العيش أن وجدتم من يصدق أن استعباد غبيكم لأغباكم هو حرية. لا أخفي عليك أنني حين أرى المسلسلات والأفلام أستغرب كيف كنت أعطيها من وقتي في زمن ماض. ولا أنفك أردد اللهم لك الحمد بها من نعمة أن أبصرت نور الحق قبل أن أحشر وأقول : (( رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ))*ثم يقال لي:((كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)). ربي أجرنا من العمى الأخروي وبصرنا بنور الحق يا كريم. وللحديث بقية إن شاء رب البرية |
07-04-10, 10:10 AM | #2 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
26-01-2010
المشاركات: 120
|
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أزعجني ذاك التلفاز، فصوته كان يمنعني من الإبحار في أفكاري وكان يقضها كلما سمعت إحدى هؤلاء المضحوك عليهن بلعبة التمثيل وهي تبكي أو تضحك. لعبة سخيفة لا يرضاها عاقل لنفسه، يحشرون أنفسهم في تصاميم بشرية رخيصة ويتعالون عن الخضوع لمصور هذا الكون الفسيح البديع بكل ما فيه من جمال. وعجبي كل العجب. لمن يقول لها المخرج قولي هذا وهذا فتراها تطبقه حرفيا. أما إن قال لها خالقها سبحانه وتعالى : ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))دستور متكامل البنيان واضح المعالم. ( من النادرأن تسمع هذا الصوت فهو لا يصل إلى هذا الوسط المتسخ) تتحول إلى حرباء تتلون في أوجه عدة بين تأويل بهوى وتعطيل بحجة واهية أو تأجيل ليوم قد لا يترك لها الأجل فرصة بلوغه. لا أظن هناك ذل أكثر من هذا، الخضوع للبشر والتعالي على خالق البشر. نسأل الله التباث. أما عيون الحاضرين فكانت متعلقة به ناظرين إليه؛ وتساءلت: ما سبب الإنصات الرهيب لهذا الفيلم؟؟ أهو هروب من الإحساس بوطأة المرض أم من شرود خاطرهم يبدون لي متعلقين به. حاولت التجول بعيني في أرجاء الغرفة، أبحث عن مكان أشغل به عيني. رأيت طاولة أمامي، كانت عليها قنينة ماء وكأس واحد. فتبسمت وقلت سبحان الله، هذه طبيبة لا يزورها إلا ذوي العلل وتضع كأسا واحدا ليشرب منه كل من على هذه الكراسي جلس. فقلت لو استغنت عن هذه القنينة وتركت الكأس فارغ فإن كل من سيهم بالشرب سيضطر إلى البحث عن مصدر الماء وهناك سيغسل الكأس رغما عنه. أو لربما للطبيبة وجهة نظر مختلفة. وضعت على هذه الطاولة، مجلات وجرائد نسائية بعضها بالفرنسية والآخر بالعربية. أتذكر المسلسل؟؟ إنه أرحم من هذه. حملت إحدى المجلات بين يدي أتصفح علي أجد ما ينسيني هم هذا الجو؛ وقلبت الصفحات فمن عرض أزياء لو أمد الله لي في عمري 1000 سنة فيستحيل أن أفهم مامعناه. إلى حكايا الممثلات الكاسيات العاريات المسكينات. أجل مسكينات هن المنخدعات بالأضواء البراقة والكلام الزائف. فالصحافي يخدع الممثل بمدح لا قبل له به. والصحافي يخدعه صاحب الجريدة والمجلة بدفعه أجرا مقابل صنع الكذب. إنهاسلسلة مبنية بحبال ثقال شداد من الكذب والخداع. نحن نقول رحم الله عبدا أهدانا عيوبنا وهم يقولون سيلعنون كل من كشف عيوبهم أو لمح لها. صفحات المجلة تعيسة.أوراق من التأليفات التي لا تخدم هذه الأمة بشيء. ولعل الفسوق يبدو على أشده في الآونة الآخيرة في مجلاتنا المغربية. لا أعرف ماذا يحدث ولكن بدا لي وكأن بعض المجلات الجديدة في الساحة بدأت بنمط جديد. وإن كان قديما في حد ذاته إذ سبق وانتهجته إحدى الصحف المحلية وحققت أرباحا طائلة لدرجة أصبحت لا ترى أحدهم دون جريدة حتى بدأ المحترمون والشرفاء في هذا البلد يخجلون من حملها مخافة أن ينعتوا بما ينعت به الآخرون. أغلقت المجلة بسرعة وقلت في نفسي: هذا ما يحصل حين يحمل المرتزقة الأقلام. يصنعون كل ما يمكن أن يهدم ويكسر ولكن في اتجاه واحد نسف دين الله الذي ارتضى للناس . إنها شطحات العلمانية بلغة عربية ولا تستحق حتى أن يحملها بين يديه إنسان يحترم عقله. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى |
07-04-10, 01:46 PM | #3 |
|نتعلم لنعمل|
|
كلمات رائعة
أسأل الله أن يبصرنا بما يحاك ضد الامة واصلي وصلك الله برحمته |
08-04-10, 01:15 AM | #4 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
26-01-2010
المشاركات: 120
|
بوركت أيتها الفاضلة
طبت وطاب تواجدك وتبوأت من الجنة مقعدا |
08-04-10, 09:42 AM | #5 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
26-01-2010
المشاركات: 120
|
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كانت على جدران الحائط، لوحات معلقة واستغربت حين رفعت إليها بصري فهذه المرة لم تكن صورة مكبرة عن عين إنسان مع تفاصيل تركيبها التي يقف الإنسان أمامها وقفة المنبهر بخلق الله سبحانه. تلك الصور التي تجعلك كمسلم تقف أمام ملاحدة العالم بشموخ وفخر ترفعك العزة بقرآن يتحداهم فيه خالقهم حيث يقول: ((هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) لقمان <11>. أجل يا ((مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ))، قل لتلك الخلية الوحيدة أن تأتيك بعين كهذه وقلب كهذا وووو. بئس العقل الذي يملي على صاحبه أن يستبدل الذي هو أعلم وأعلى بمن سواه تعالى الله عما يفعلون. كانت اللوحات عبارة عن رسوم بسيطة. لبعض الواحات المغربية وبعض التشكيلات. أقول بسيطة وأنا التي لا أعرف ماذا يعني الرسم؟؟.ذاك الفن الذي لم أعرف كيفية الخوض فيه أبدا. تذكرت طفولتي، وكيف كنت أكره الرسم بكل ما أحمل في جوارحي البريئة من شحنات الكره. لا أذكر جيدا هل كان في السنة الرابعة أو الخامسة من سنوات دراستي الأولى، حيث كان ضمن البرنامج الدراسي حصة التربية الفنية(التي هي الرسم). وكان علينا أن نقلد بعض الصور عن رجال ذوي شعر أشعت وهم الكفار وآخرون حسن مظهرهم وهم المسلمون، لكن أنا التي تبدأ الرسم من القدمين إلى الأعلى، لم أنجح يوما في جعل ذاك الإنسان الذي أصور رجلا عاديا بل لا أدري ما الذي كان يحصل إذ كنت دائما حين أصل إلى الرأس أجد صورة كائن فضائي(نوع من الغباء الموروث من أفلام الكرتون عن وجود كائنات فضائية تريد السيطرة على الأرض ) تتجلى أمامي. ثم أمسح الرسم وأعيد الكرة ونفس الشيء لا أدري، حتى تثقب الورقة من شدة المسح ولا يبرز المسلم ولا حتى الكافر على الورقة؟ كلها كائنات غريبة؛ في يوم الإمتحان، رسم المعلم لنا صورة قطة، وقال لنا ارسموا مثلها. ولكن لعلمه بمدى إستفحال عاهتي في الرسم، رسمها لي بنفسه وقال لي أنت فقط لونيها، فحملت القلم بكل ثقة ورسمت على ظهرها دوائر كثيرة ثم لونتها باللون البنفسجي. وحين نظر إلى الورقة قال لي يائسا متى رأيت قطة بلون بنفسجي؟؟. صحيح أنا لم أر قطة حياتي كلها ولا حتى أنت بهذا اللون، ولكن ربما هو فن رسم الكائنات الفضائية متأصل في عروقي. كنت أحسب أنني تخلصت من هذه العاهة ولكن في السنة الماضية كنت أحكي لإبني أختي عن قصة أفعى تريد أكل طائر على الشجرة وقلت سأرويها لهم خلال الرسم حتى يستأنسوا بالفكرة، وإذا بأحدهم يقول لي: عدلي هذا الرسم لماذا ترسمين بهذه السذاجة؛ عندها تأكدت أن عاهتي مستديمة ولا أمل لي. مرت علي هذه الخواطر وأنا أنظر لتلك اللوحات الفارغة المعنى(أو لربما بالنسبة لي) ولكن حسنا ما معنى واحة وامرأة في خيمة بجانب رحى تديره ورجل يقف عند رأسها؟؟ وسط هذا الجو الكئيب؟؟ هل يمكن أن تنفس هذه الصورة عن مكلوم أو جريح أو متألم على عزيز؟؟ ربما هناك من تهرب بهم اللوحات إلى أماكن جميلة، لكن لا أعتقد أن المنتظرين سيستطيعون الفكاك من مصابهم للهرب في ثنايا هذه اللوحات. كانت هذه جل معالم الغرفة. ولكن لم أحدثكم عن المنتظرين التي ستكون إن شاء الله تعالى في بقية الحديث |
08-04-10, 06:12 PM | #6 |
|نتعلم لنعمل|
|
في انتظار البقية
قد شدتني القصة (مع ملاحظة خطرت ببالي وهو انه ليس على المعلم ان يطلب من التلاميذ ان يرسموا ذوات الارواح فهذا لا يجوز، غفر الله لنا وله) |
10-04-10, 10:04 AM | #7 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
26-01-2010
المشاركات: 120
|
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كان في الحاضرين إثنين من الأزواج، زوجين بسيطين وآخرين يبدوان حديثي عهد بالزواج. أما في مقابلي كانت تجلس بنت. وداخل هذا المثلت من الحضور بدأت تبدو لي مفارقات كثيرة. ولعل الفرق الصارخ كان في طريقة جلوس كلا الزوجين إلى بعضهما البعض. التقطت الصورة وأشحت بنظري بعيدا. كان البسيطين يجلسان جنبا إلى جنب والزوج يحدث زوجته بصوت خافت لا تكاد تسمعه، لم ينقطع هذا الحديث إلا بحلول دورها في المعاينة. لا أدري لماذا كلما نظرت إلى هذا النوع من البساطة أرى الصدق والفطرة النقية تتجلى أمامي، ولعل طريقة جلوس الزوجين الآخرين زادت في حدة هذا الرؤية. إذ جلسا مع فارق بسيط بينهما، وكان الزوج صامتا بينما هي كانت تحمل مجلة من الطاولة وتقلب صفحاتها بطريقة توحي أنها ليس مستمتعة البتة بالنظر فيها. فقلت سبحان الله، لماذا تفضل مطالعة ذلك الغباء بدل محادثة زوجها، أليست بحاجة إلى صوته في خلال هذا الإنتظار الطويل؟؟ أوليست بكلامه تستطيع نسيان كل هم الدنيا؟؟ أوليس هو ذاك الذي يأتي إلى جبل مسؤولياتها المضنية ويمسحه بجملة واحدة تدخل السرور على قلبها؟؟ عندما زارني المرض في مرة، كنت أكره الجلوس وحدي، وكان كلما زارني أحد أبقيه إلى جانبي ورغم الصعوبة التي كنت أجدها في الكلام إلا أنني كنت أصر على الحديث في مواضيع لا بل وأدخل في نقاشات، حتى أنه في خلال إحدى الزيارات العائلية لي استغللت الفرصة وبدأت أحدثهم عن التوحيد وعن زيارة القبور والسادات التي تغوص بها ثقافتنا المغربية، والتي لا أدري لماذا لا يكاد ينتهي سيل الداعين إليها حتى يظهر سيل جديد يضاعف السابق .وكانت هذه من المواضيع التي تستنزفني وأنا في كامل عافيتي وحين خضتها في مرضي كانت عاقبتها أنني أحسست بإعياء شديد بعد أن ذهب الجميع وحين حاولت النهوض سقطت مغشيا علي. فبدأت أمي تجلس بجانبي عند كل زيارة وكلما هممت بالحديث تقاطعني حتى أن البعض إن سألني عن حالتي تسبقني إلى جوابه. إن المرض لا يأتي وحده ولكنه يحمل الوحشة والوحدة في جناباته، يخيفك من الفراغ والهدوء والصمت. في المرض تكون أشد حاجة عن أي وقت آخر لمن يروي لك القصص والروايات ويلفك بعطف الكلمات، تحتاج لمن يصنع من كلماته عالما تهرب به من مرضك إليه. وكم تتجلى عظمة هذا الدين الذي ننتسب إليه ونجهل مزاياه. هذا الدين الذي اعتنى بنا أصحاء ومرضى، نائمين ومستيقضين غائبين وحاضرين، أحياء وأموات....؛ أجل ديني الذي يعطيني الله فيه فرصة عيادته وهو الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه ويقول لي، فيما رواه عنه حبيبه وصفيه صلى الله عليه وآله وسلم: " يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني . قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده . أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ " يا لرحمتك يا رب؛ نعوده فنجدك ونؤنس مريضا مشتاقا لأنيس. ويالحظك الطيب أيها المريض فأنت مستأنس بالرحمان ويالضعف بصرنا عن إدراك مدى جمال هذا الدين. وللحديث بقية ان شاء الله تعالى |
10-04-10, 10:09 AM | #8 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
26-01-2010
المشاركات: 120
|
بارك الله فيك أختي الفاضلة على الملاحظة ولا أعلم صراحة ما قول الشرع في تصوير الصغار لذوي الأرواح التي لا تكون غالبا صورا معقولة فكلها غريبة، والتي مصيرها في جميع الأحوال الرمي
|
12-04-10, 09:59 AM | #9 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
26-01-2010
المشاركات: 120
|
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وكما كل مرة كان حجاب النسوة أمامي دافعا إلى سلسلة من المقارنات. فالسيدة البسيطة كانت ترتدي جلبابا مغربيا، ذلك الذي لم يسلم من يد الأعداء فنخروا فيه حبة حبة حتى أصبح كاسيا عاريا. وانتقل عبر مراحل من واسع فضفاص مع نقاب وثوب سميك نوعا ما، إلى واصف ضيق لدرجة أنك أصبحت حين تمر بجنب إحداهن وهي ترتديه تجد هذا السؤال يقفز إلى دماغك : هل هذا جلبابها أم هو لإختها الصغرى؟؟ وكانت هذه النقلة تتجلى بوضوح بين البسيطة التي ارتدت إحدى أنواعه القديمة وتلك البنت التي في مقابلي والتي ارتدت جلبابا حديثا( تلك الحداثة التي لا يعلمن على أي دستور تستند ولامن أي قانون تستمد مشروعيتها). غريب هذا التلاعب بالعقول. الذي يجعلك تنتفض غضبا وتتساءل: لماذا سلموا عقولهم للغير المجهول عندهم المعلوم في كتاب ربهم ؟؟؟ وكانت الأخرى التي تطالع في مجلات الترويج للمنكر، ترتدي حجابا يشهد الله أنه دخيل على الثقافة المغربية. أجل الحجاب الذي تمخض عن تلك الحملة التي قام بها بعض الدعاة الذين حملوا الإسلام في يد والتقليد الأعمى للغرب في يد أخرى وقاموا بصنع هذا الجيل الذي لا هو مسلم ولا هو غربي, إنما هو الغراب الذي قلد مشية اليمامة. جيل دعاة على أيديهم كان حجاب الفنانات، مع شرط الإحتفاظ بالنجومية والأضواء. نعم، احتجبي لكن ابقي في مستنقعك وإن عرض عليك التمثيل في دور يغمى عليك فيه ويحملك شاب فلا بأس المهم أنك محتجبة. قمة السخف. لا بل وترى أحدهم يلقي محاضرة داخل استوديوا وقد حضر معه المحتجبات المتلونات بكل الألوان وكذا الغير محتجبات والكاميرا تصور هذا الحضور وهذا ما لا ولم أفهمه. أيها الدعاة الواقفون على مشارف جهنم، ما هي بضاعتكم التي تروجون لها؟؟ ولكن ليس العيب في خزعبلاتكم ولكن العيب فيمن صدقكتم. العيب فيمن رأت الحاضرات في مجالسكم واتخذت من حجابهن مصدر إلهام لها. العيب فيمن قالت إنه داعية على يديه اهتدت العديد من الفنانات. وفقط حتى نصحح مصطلح " اهتدت " فهو لا محل له من الإعراب في هذا الموضع بل يجب القول، أنهم دعاة استطاعوا خلق نمط جديد من السعي إلى الشهرة والذي يشبه نمط ذاك المتسول بإسم الدين. وبالتالي فالأولى استبدال ذاك المصطلح ب "مسخت" فنقول. مسخت على يديه العديد من الفنانات. ولا يلمني أحد على استعمال هذا المصطلح لأنهن أردن مسخ الإسلام بحجابهن فألبسهن الله لباس الذل الذي يجعلهن يقفن في خجل أمام أي تساؤل عن حجابهن وحتى أمام المتبرجات أجل فالمتبرجة تجدها فرصة لإحراجها بالسؤال. أذكر أن احداهن قالت معترفة لصحافي سألها: إن حجابي هذا هو حجاب متبرجة. واعتقدت بذلك أنها أعطته جوابا مقنعا وأقول لها: تافهة أنت يا سيدة,وذليلة أنت بهذا الإعتراف. لا بل واستطاع هؤلاء الدعاة تحقيق شيء أعترف أنه ما استطاعه أشد أعداء الإسلام ضراوة تحقيقه,فاخترقوا البيوت بمفاهيم جديدة . إن العائلات المغربية لها نوع حافظية خاص بها، فإلى عهد قريب جدا كنت لا تجد أبا يسمح لإبنته بلبس السروال مهما حدث حتى وإن كان هذا الأب لم يعرف إتجاه القبلة في حياته. ولكن الحمد لله مع ظهور هؤلاء الدعاة الذين كان يحضر مجالسهم كل طوائف البشر اعتاد الآباء رؤية هذا النوع من الحجاب، حتى إن رأى إبنته وهي تضع ماكياجا أو ترتدي سروالا فإن قال لها: ماهذا قالت له: ألم تر أن الداعية الكبير(يصبح كبيرا في هذه المواقف) وهو عالم بالدين وعارف بينه وبين الله ورغم ذلك لا يعلق على حجاب الحاضرات وهو يملك الحق في عدم السماح لهن بالتواجد في الاستوديو أو حتى يمنع تصويرهن ولكنه ماقال شيء عن هذا,فهل سنفهم نحن في الدين أحسن منه؟؟. فيخر صامتا وتنتصر البنت المشرعة . أيها الدعاة. لقد جنيتم على الإسلام وورطتم الأمة في وحل أشد من وحلها، وصعبتم على العلماء والدعاة الربانيين الطريق. فماذا ربحتم في المقابل؟؟ لقد أعدتم الأمة أشواطا إلى الوراء. فمتى تتوبون عن فعلتكم يا دعاتنا ؟؟؟ ومتى تقفون معترفين أمام معجبيكم ( تتساوون في الشهرة مع الممثلين واللاعين) أنكم كنتم السبب في خراب بعض العقول. وكان هذا هو مثلث الحجاب الذي وقفت أمامه وقفة متألمة وحزينة على اسلام نسب إليه ما يشهد الله أنه بريء منه. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى التعديل الأخير تم بواسطة زينب من المغرب ; 12-04-10 الساعة 10:03 AM |
12-04-10, 06:04 PM | #10 |
|نتعلم لنعمل|
|
أحسن الله إليك
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
النعم ثلاث | غريبة في دنياي | مكتبة طالبة العلم الصوتية | 3 | 14-12-13 07:53 PM |
هل انت (حبة بن ــ جزرة ـــ بيضة ) | أميمة محمد | ركن زهرات الملتقى | 1 | 27-06-13 07:19 PM |
برنامج إحياء السنة النبوية- لبس النعل باليمين | أمةالله | سنن مهجورة | 3 | 20-07-08 05:21 PM |
المعاصـي تزيل النعم وتحـل النقم | حبيبة | روضة التزكية والرقائق | 3 | 14-02-07 02:08 AM |