|
05-02-07, 12:46 AM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
التدبر والتفكر في معاني القرآن وأسراره
التدبر والتفكر في معاني القرآن وأسراره
الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- لا يكفي منا أن نتعلم القرآن الكريم وأن نتلوه ونكثر من تلاوته، لا يكفي هذا؛ بل لا بد من التدبر والتفكر في معانيه وأسراره، وما عرفنا به من أسماء الله وصفاته وعظمته، وما قصه علينا من أخبار الأمم السابقة المؤمنين والكافرين، وما حلّ بالمكذبين والمجرمين، وما أكرم الله به المؤمنين الطائعين. وكذلك نتدبر أخباره عن اليوم الآخر وما فيه من الحساب، وما فيه من وزن الأعمال، وما فيه من تطاير الصحف، وما فيه من الجنة والنار، وما فيه من الأهوال العظيمة. وكذلك نتدبر ما يكون بعد الموت وما يكون في القبر، ولقد ذكر لنا القرآن هذا مفصلًا، وهو أمر مستقبل نحن قادمون عليه؛ من أجل أن نستعد له بالأعمال الصالحة، ونتجنب الأعمال المحرمة. وكذلك نتفكر في أحكامه الشرعية فقد بيّن ما يحل لنا ويحرم علينا وما ينبغي لنا وما لا ينبغي لنا من الأفعال والصفات وغير ذلك. قال الله سبحانه وتعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}. فبيّن الله في هذه الآية الهدف من إنزال القرآن، وهو أن نتدبر آياته، بمعنى أن نتفكر في معانيها ومدلولاتها وأسرارها وأخبارها؛ حتى نستفيد منها الهداية، ونستفيد منها خشية الله -سبحانه وتعالى-، وعبادته وحده لا شريك له، ونعرف ما نأتي وما نترك من الأعمال والأقوال والمعاملات وغير ذلك، ولا يتم هذا ولا يحصل إلا بتدبر القرآن . ووصف الله تعالى القرآن بأنه مبارك، ففيه البركة بكل معانيها، فمن يتدبره يحصل على هذه البركة، ومن تعلمه يحصل على هذه البركة، ومن قرأه وتلاه يحصل على هذه البركة، ومن عمل به حصل على البركة، وكلما قربت منه حصلت على هذه البركة . وقال سبحانه وتعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}، فالله يستنكر على هؤلاء الذين أعرضوا عن كتاب الله -عز وجل- وأنه قد سبب لهم هذا الإعراض الحيرة والضلال، ولو أنهم تدبروا كتاب الله، وأقبلوا عليه، وتأملوا فيه، لحصلت لهم الهداية، ولانتقلوا من حالة الشقاء إلى حالة السعادة، ولو تدبروه لعرفوا أنه كلام الله؛ لأنه لا يتناقض، بل يصدق بعضه بعضًا، ويفسر بعضه بعضًا، ويشبه بعضه بعضًا في الحسن، والبلاغة، والصدق، والإعجاز، فليس فيه اختلاف؛ بل يصدق بعضه بعضًا، ويوضح بعضه بعضًا، ويؤيد بعضه بعضًا، فهو كتاب متآلف ومتشابه، قال الله سبحانه وتعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا}، أي: يشبه بعضه بعضًا في الحسن والإتقان والصدق، ويفسر بعضه بعضًا، وليس فيه اختلاف أبدًا . بخلاف كلام المخلوق، فإنه يوجد فيه الخلل؛ لأن المخلوق ناقص وفيه تناقض، وربما يكذب بعضه بعضًا، أما كلام الخالق -جل وعلا- فإنه منزه عن ذلك، هو كتاب متقن محكم، ليس فيه خلل، وليس فيه نقص، وليس فيه تناقض، مما يدل على أنه تنزيل من حكيم حميد، قال الله تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}. فإذا قرأت القرآن بتدبر وتمعن، وحضور قلب، وتفكر في معانيه، فإنه يزيل عنك أوهامًا كثيرة ووساوس عظيمة، ويبعث في قلبك الطمأنينة، ويقوي فيك الإيمان، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}. فتلاوة القرآن مع تدبره والتفكر فيه تزيد في إيمان العبد، قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}. وكلما أكثر الإنسان من تدبر هذا القرآن، فإنه يزيد إيمانه، ويزيد يقينه، ويطمئن قلبه، ويزيد علمه وفقهه؛ فإنه لا يشبع منه العلماء، ولا تفنى عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد. وقال سبحانه وتعالى في الرد على المرتدين والزائغين: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ}. ولو أنهم تدبروا القرآن، لزالت عنهم كل هذه الأمراض وهذه العوارض القبيحة، ولوصلوا أرحامهم، ووصلوا ما أمر الله به أن يوصل، ولأطاعوا الله ورسوله؛ ولكنهم لما أعرضوا عن القرآن ولم يتدبروه، ابتلوا بهذه المصائب؛ فابتلوا بالقطيعة، وحقت عليهم اللعنة، ووقعوا في الردة، كل ذلك بسبب أنهم لم يتدبروا القرآن، وأغلقت قلوبهم عن الفهم: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. فالإنسان إذا أعرض عن القرآن، فإن قلبه يقسو ويمرض وفي النهاية يقفل، فلا يصل إليه الهدى ولا النور؛ عقوبة له -والعياذ بالله-، كل هذا بسبب عدم تدبر القرآن الكريم؛ ولهذا يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-: [poem=font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] فتدبر القرآن إن رمت الهدى = فــالعلم تحــت تدبـر القـرآن [/poem] المرجع: تدبر القرآن |
05-02-07, 06:25 PM | #2 |
~ كن لله كما يُريد ~
|
فالعلم تحت تدبـر القـرآن ...
أطال الله في عمر الشيخ ..الفوزان ..وجزاه عنا كل خير وبارك فيه.., جزيتِ خيراً أختي في الله ..بشرى ..وأحسن الله إليك .., |
05-02-07, 06:47 PM | #3 |
ღ ماكان لله يبقى ღ
|
جزيتِ خيراً يابشـرى ..
وهديتِ لخيري الدنيا والآخره ..؛ |
05-02-07, 06:54 PM | #4 |
|نتعلم لنعمل|
|
جزيتى كل خير أختى بشرى .
وحفظ الله الشيخ الفوزان ووفقه لخيرى الدنيا والاخرة . |
05-02-07, 08:21 PM | #5 |
إدارة عامة
|
بارك الله فيك أختي "بشرى"..
علما بأننا أسبوعيا يوجد لدينا في الغرفة الصوتية درس في تدبر كتاب الله..مع الشيخ سليمان الحصين..جدا مفيد.. |
22-01-14, 12:48 AM | #6 |
معلمة بمعهد خديجة
|
أين و متى الدرس؟
|
06-02-14, 08:54 PM | #7 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
أحسن الله إليكِ أختي بشرى نقل مبارك! نفع الله به وبكِ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي | مسلمة لله | روضة آداب طلب العلم | 31 | 02-08-16 12:15 PM |
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين | أم خــالد | روضة القرآن وعلومه | 15 | 14-02-10 02:56 AM |
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به | طـريق الشـروق | روضة القرآن وعلومه | 8 | 22-12-07 03:50 PM |