العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة السنة وعلومها

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-08, 09:26 PM   #1
فنار
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
افتراضي اللهم نسألك حبك

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " اللهم إني اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قومٍ فاقبضني إليك غير مفتون واسألك حبك وحب من يحبك وحب عملٍ يقربُ إلى حبك "

دعاء عظيم من أجمع الأدعية وأكملها

فقوله صلى الله عليه وآله وسلم
:" اسألك فعل الخيرات وترك المنكرات "

يتضمن طلب كل خير و ترك كل شر .
فإن الخيرات تجمع كل مايحبه الله وييقرب منه من الأقوال والأعمال من الواجبات
والمستحبات .
والمنكرات تشمل كل مايكرهه الله ويباعد عنه من الأقوال والأعمال .

وقوله عليه الصلاة والسلام :
" وحب المساكين "

هذا من جملة فعل الخيرات وإنما أفرده لشرفه وقوة الإهتمام به و المقصود : أن حب المساكين أصل الحب في الله لأن المساكين ليس عندهم من الدنيا ما يوجب محبتهم لأجله فلا يُحَبُون إلا لله عز وجل والحب في الله من أوثق عرى الإيمان .

قوله عليه الصلاة والسلام : " وأن تغفر لي وترحمني "

المغفرة والرحمة يجمعان خير الآخرة كله لأن المغفرة ستر الذنب مع وقاية شره فلا تجتمع المغفرة مع عقوبة الذنب , وهذا بخلاف العفو فإنه يكون تارة قبل العقوبة وتارة بعدها .
وأما الرحمة فهي دخول الجنة وعلو درجاتها فكل ما في الجنة فهو رحمة الله عز وجل وإنما تُنال برحمته لا بالعمل " لن يدخل الجنة أحد منكم الجنة بعمله قالوا : و أنت يارسول الله ؟ قال : و لا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته
"

وقوله عليه الصلاة والسلام : " وإذا أردت بعبادك فتنة في قوم فتوفني غير مفتون "

سلامة العبد من فتن الدنيا مدة حياته , وهذا من أهم الأدعية .
فإن المؤمن إذا عاش سليماً من الفتن ثم قبضه الله تعالى إليه قبل وقوعها وحصول الناس فيها كان في ذلك نجاة من الشر كله .


قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " واسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك "

فإن كانت محبة الله ثابتة في قلب العبد نشأت عنها حركات الجوارح فكانت بحسب مايحبه الله ويرضاه .

ومحبة الله على درجتين :
الأولى : محبة واجبة التي توجب للعبد محبة مايحبه الله من الواجبات وكراهة مايكرهه من المحرمات .
ومتى أخل العبد ببعض الواجبات أو ارتكب بعض المحرمات فمحبته لربه غير تامة , فالواجب عليه المبادرة بالتوبة والاجتهاد في تكميل المحبة المقتضية لفعل الواجبات كلها واجتناب المحرمات كلها .


الثانية : درجة المقربين وهو أن يمتلئ القلب بمحبة الله تعالى حتى توجب له محبة النوافل والاجتهاد فيها وكراهة المكروهات والانكفاف عنها والرضا بالأقضية والأقدار المؤلمة لنفوس لصدورها عن المحبوب .

ولما كانت محبة الله لها لوازم وهي مايحبه الله عز وجل من الأشخاص والأعمال وكراهة مايكرهه من ذلك سأل النبي صلى الله عليه وسلم مع محبته محبة شيئين آخرين احدهما :
محبة من يحب مايحبه الله تعالى " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار "

و أعظم من تجب محبته في الله أنبياؤه و رسله وأعظمهم نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي افترض الله على الخلق كلهم متابعته و جعل متابعته علامة لصفة محبته
كما قال تعالى : " ُقلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31


ووصف المحبين له باللين للمؤمنين والرأفة بهم والرحمة والمحبة لهم والشدة على الكافرين والبغض لهم والجهاد في سبيله فقال تعالى : " َفسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54

الثاني : محبة مايحبه الله من الأعمال وبها يبلغ إلى حبه وفي هذا إشارة إلى أن درجة المحبة لله تعالى إنما تنال بطاعته وبفعل مايحبه فإذا امتثل العبد أوامر مولاه وفعل مايحبه أحبه الله تعالى ورقاه إلى درجة محبته كما في الحديث الإلهي " وما تقرب إلي عبدي بمثل آداء ماافترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه "



قال ابن القيم في مدارج السالكين
: فلا عيش إلا عيش المحبين الذين قرت أعينهم بحبيبهم وسكنت نفوسهم إليه واطمأنت قلوبهم به واستأنسوا بقربه وتنعموا بحبه .

ففي القلب شعث : لا يلمه إلا الإقبال على الله

و فيه وحشة : لايزيلها إلا الأنس به في خلوته

وفيه حزن : لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته .

وفيه قلق : لا يسكنه إلا الإجتماع عليه والفرار منه إليه .

وفيه نيران وحسرات : لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه وملازمة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه .

وفيه طلب شديد : لا يقف دون أن يكون هو وحيده مطلوبه .

وفيه فاقة : لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه و دوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أُعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبدا ً ..



توقيع فنار
[flash=http://dc05.arabsh.com/i/00740/za859pd4kol6.swf]WIDTH=450 HEIGHT=300[/flash]
فنار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دعاااااااااااء مي ام مالك روضة المتحابات في الله 6 16-08-13 03:25 PM
محاضرات مفرغة للشيخ / عبد الرحمن السديس (إمام الحرم) رقية مكتبة طالبة العلم المقروءة 10 08-07-07 02:44 PM


الساعة الآن 10:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .