العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة سير الأعلام

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-07, 06:44 PM   #1
سمية بنت إبراهيم
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
w والله لا شربت الخمر أبداً


والله لا شربت الخمر أبداً


أبو محجن الثقفي رجل من المسلمين كان قد ابتلي في الجاهلية بشرب الخمر ..
وقد تعلقت بها نفسه .. وهام بها قلبه .. حتى كان يوصي ولده ويقول :
إذا متّ فادفنّي إلى جنب كرمة *** تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني في الفلاة فــإنني *** أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها
وتروى بخمر الحص لحدي فإنني أسيرٌ لها من بعد ما قد أسوقها
فلما أسلم .. بقيت نفسه تغلبه عليها .. فيعاقب عليها ويعود .. ثم يعاقب ويعود ..
فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسية .. خرج معهم أبو محجن .. وحمل زاده ومتاعه ..
فلما وصلوا القادسية .. طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين ..
وبدأت المراسلات بين الجيشين .. عندها وسوس الشيطان لأبي محجن رضي الله عنه فاختبأ في مكان بعيد وشرب خمراً ..
فلما علم به سعد رضي الله عنه غضب عليه .. وقيد يديه ورجليه .. وحبسه في خيمة ..
وبدء القتال .. وتنازل الأبطال .. وقعقعت السيوف .. وتتابعت الـحُتوف ..
ورميت الرماح .. وارتفع الصياح ..
وغبرت خيل الرحمن .. وعلت أصوات الفرسان .. وفتحت أبواب الجنان ..
وطارت أرواح الشهداء .. واشتاق الأولياء ..
وأبو محجن يئن بقيد ** فلمَ القيدُ أيّهذا الأسير؟؟
أيها الفارس العنيد ترجّل** فخيولي حبيسة لا تغير!!
يا أبا محجن كفاك قعوداً ** أنت بالحرب والسلاح خبير
فاعصب الرأس عزة تتلظى ** هُتك العرضُ والجناح كسير
أَزِفت ساعة القصاص وإلا ** فاجرع الموتَ ثم بئس المصير
أخذ أبو محجن .. يتململ في قيوده .. وتتحرك أشواقه إلى الشهادة .. فيثب ليبذل الروح .. فإذا القيد في رجله :
فأخذ يتحسّر على حاله ويقول :
كفى حزناً أن تدحم الخيل بالقنى *** وأتـرك مشدوداً علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت *** مصاريع من دوني تصم المناديا
وقد كنـت ذا مال كثيرو إخوة *** وقـد تركوني مفرداً لا أخاليا
فللــه عهد لا أحيف بعهده *** لإن فُـرّجت ألا أزور الحوانيا
ثم أخذ ينادي ويصيح بأعلى صوته ..
فأجابته امرأة سعد : ما تريد ؟
فقال : فكي القيد من رجلي وأعطيني البلقاء فرس سعد .. فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة فهو ما أريد .. وإن بقيت فلك عليّ عهد الله وميثاقه أن أرجع حتى تضعي القيد في قدمي ..
وأخذ يرجوها ويناشدها .. حتى فكت قيده وأعطته البلقاء .. فلبس درعه .. وغطى وجهه بالمغفر .. ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس .. وألقى نفسه بين الكفار يدافع عن هذا الدين ويحامي ..
علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه عن خدمة هذا الدين ..
حمل على القوم يلعب بين الصفين برمحه وسلاحه .. وكان يقصف الناس قصفاً ..
وتعجب الناس منه وهم لا يعرفونه ..
فقال بعضهم : لعله مدد من عمر ..
وقال بعضهم : لعله ملك من الملائكة ..
ومضى أبو محجن يضرب ويقاتل .. ويبذل روحه ويناضل ..
فـأقـدم فـإما مُنْية أو مَـنيَّـة *** تريحك من عيش به لست راضيا
فما ثَـمَّ إلا الوصلُ أو كلفٌ بهم *** وحسبك فوزاً ذاك إن كنت واعيا
مضى أبو محجن ..
أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه فلم ينزل ساحة القتال .. لكنه كان يرقب القتال من بعيد ..
فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتاله .. وأخذ يتبعه بصره ويقول :
الضرب ضرب أبي محجن .. والكر .. كر البلقاء .. وأبو محجن في القيد .. والبلقاء في الحبس ..
فلما انتهى القتال عاد أبو محجن إلى سجنه .. ووضع رجله في القيد ..
ونزل سعد فوجد فرسه يعرق .. فعلم أنها شهدت القتال ..
فدخل على أبي محجن .. فإذا جراحه تسل دماً .. وعيناه تفيض دمعاً ..
وهو يقول .. يا سعد .. والله لا شربت الخمر أبداً ..
فلله درّ أبي محجن .. نعم وقع في معصية .. ولكنه يفعل طاعات تغوص معصيته في بحرها ..
ومن ذا الذي ترجى سجاياه كلها * كفى المرء نبلا أن تعد معايبه

* * * * * * * *



توقيع سمية بنت إبراهيم
.................

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء-82)

قال أويس القرني رضي الله عنه :
لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان.


أم عمـــر .. أسعدكِ ربي يا حبيبة .. وجمعني بكِ في أعالي الجنان
سمية بنت إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-07, 10:33 AM   #2
دلال
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 30-03-2007
الدولة: مصر
المشاركات: 740
دلال is on a distinguished road
افتراضي

جزاكِ الله خيرا أختى سمية
نفع الله بكِ
لا تحرمينا من مشاركاتك
دلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-07, 06:18 PM   #3
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
a

جزاك الله خيرا يا أختاه على هذه المشاركة الطيبة
و بارك الله فيك.
ورد22 ورد22 ورد22
أم أسماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-07-07, 10:02 PM   #4
رقية
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي

جزاكِ الله خيرا أختي الحبيبة
حقا
الذنوب ليست خندقا يحاصرنا
فليس هناك من لا يذنب
ولكن دواء الذنوب هو الإستغفار والإكثار من عمل الحسنات
قال تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات"
رقية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-14, 02:36 AM   #5
وداد بنت محمد
معلمة بمعهد خديجة
مستشارة في معهد العلوم الشرعية
|طالبة في المستوى الثاني بمعهد لعلوم الشرعية 2 |
افتراضي

جزاكم الله خيرا معلمتي الحبيبة
قصة رائعة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ ، حتى يفارِقَ الدنيا ، إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا ، توَّابًا ، نَسِيًّا ، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5735
خلاصة حكم المحدث: صحيح



توقيع وداد بنت محمد
وداد بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-14, 08:49 AM   #6
سمية بنت إبراهيم
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
افتراضي

اقتباس:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ ، حتى يفارِقَ الدنيا ، إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا ، توَّابًا ، نَسِيًّا ، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ
سبحان الله ،
لذا لا تعتقد كمالًا مطلقا لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو المعصوم من الذنوب ، ذكّرنا الله به وبطاعته وعافانا من الغفلة والقسوة .
جزاكِ الله خيرا أختي الحبيبة أمة الهادي ،
ولعلي نسيت ذكر المصدر لكن الأسلوب هو للشيخ محمد العريفي حفظه الله .
سمية بنت إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-14, 12:48 PM   #7
فاطمة سالم
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية|
افتراضي

جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه سلم - " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله فيغفر لهم " . رواه مسلم )

لكن هذا ليس معناه أن يتعمد العبد الوقوع في الذنب ثم يقول سأستغفربعدها فيغفر الله لي ، هذا لا يُتصور من تائب !
فالله غفور رحيم صحيح وكذلك شديد العقاب
فإذا كان آدم عليه السلام خرج من الجنة بذنب واحد فكيف تطمع أن تدخلها بذنوب كثيرة لم تتب منها ؟!

{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}سورة الأعراف الآية 99

فالعبد يسير لربه بين الخوف والرجاء


ووالله لو علمنا عقوبات الذنوب والمعاصي في الدنيا قبل الآخرة لما اقتربنا منها أو حتى حُمنا حولها
أوصيكم بقراءة كتاب رائع جدًا لابن القيم رحمه الله اسمه "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي " والمشهور بــ " الداء والدواء "



توقيع فاطمة سالم



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة سالم ; 02-06-14 الساعة 12:51 PM
فاطمة سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-14, 10:04 PM   #8
سماح السيد
|طالبة في المستوى الثاني 3 |
افتراضي

بارك الله فيك اختي
فمن منا بلا ذنوب ولكن نرجو الله ان يغفرها لنا وان يجعلنا كصحابة الحبيب المصطفى همهم الاول الدين ونصرته فلا تكبلنا ذنوبنا لنظل مكاننا بلا حراك
سماح السيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-03-15, 11:53 PM   #9
أخت الشهيد سندس
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

يالله
ومن مثل أبا محجن ؟؟



توقيع أخت الشهيد سندس
# مالك
إِن الفراق بِ طبعـه ، مـرُّ المـذاقِ كَــ الإكتواء 3/>
أخت الشهيد سندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .