|
دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-02-08, 12:21 PM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
22-05-2007
المشاركات: 7,201
|
تفريغ الدرس الثاني من اعداد الطالبة بدر الدجى جزاها الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم الدرس الثاني من سلسلة أسماء الله الحسنى .. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد , فمرحباً بكم معاشر الأخوان والأخوات ونسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا..اقترح بعض الأخوان أن يكون في أول هذا المجلس مراجعة لما ذكر في الدرس السابق من أجل أن اخواننا الذين لم يحضروا يستطيع الواحد منهم أن يتابع ويعرف ما قيل وكذلك من حضر من أجل أن يربط بين ما سبق وما سيأتي ..وعلى كل حال رأيت أن أضمن ذلك بعض الإضافات والفوائد من أجل ألا تكون مجرد إعادة ... تحدثنا أول ما تحدثنا عنه عن الفرق بين الاسم والصفة ذكرنا معنى الإسم وأنه ما دل على معنى في نفسه وأن أسماء الأشياء هي الألفاظ الدالة عليها وأن الصفة هي الإسم الدال على بعض أحوال الذات فهي أمارة لازمة للشئ كما يقول ابن فارس رحمه الله . وذكرنا في هذا جواب لسؤال وُجِّه للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الفرق بين الاسم والصفة, ثم حصرنا هذه الفروقات في أمور محددة فأول ذلك: أن الأسماء يُشتق منها صفات ’ وأما الصفات لا يُشتق منها أسماء. والفرق الثاني: أن الأسم لا يشتق من أفعال الله تعالى ومثّلنا لذلك بأمثلة:يقول تعالى(( والسماء بنيناها بأيدٍ )) أي بقوة, فالأيد هنا ليس جمع يدفاليد تُجمع على أيدي , والأيد هو القوة وليس هذا من قبيل التأويل’, هذا معناه في كلام العرب , كما قال الله عز وجل (( وداود ذا الأيد ..)) يعني القوة , والسماء بنيناها بأيد يعني بقوة , فلا يشتق من هذا الفعل بنيناها هو فعل ماض (بنى) فلا يُشتق منه اسم لله تعالى فيُقال مثلاً بأن الله باني أو بنّاء أو نحو ذلكالله تعالى أخبرنا أنه يسقي ((فأسقينا به بلدة ميتا )) أو قال (( فأسقيناكموه )) في ماء المطر فهذا لا يُؤخذ منه اسم لله تعالى , فلا يُقال بأن الله هو الساقي وهكذا أيضاً فقال تعالى (( فدمدم عليهم ربك بذنبهم فسواها )) دمدم , فلا يُقال بأن من أسماء الله المدمدم , وهكذا أيضاً لا يُقال بأن الله مدمر أو أنه طامس لأنه قال ((فطمسنا أعينهم)) ولا يُقال أنه المقطع لأنه قال عن بني اسرائيل (( وقطعناهم في الأرض أمما )) ولايُقال إنه المنسي لأنه قال (( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم )) وهكذا في سائر الأمثلة التي من هذا القبيل. والفرق الثالث: أن أسماء الله و صفاته تشترك في الإستعاذة بها والحلف , لكن تختلف في التعبد والدعاء. بعد ذلك مما يتصل في الفروقات فرق لم نتطرق له لكن يمكن أن يُضاف في هذه الليلة للفائدة من أجل أن لا يكون ذلك تكراراً محضاً .. ما الفرق بين باب التسمية وباب الإخبار؟ -الفرق الأول: أن أسماء الله توقيفية فلا نسميه إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم أما باب الإخبار أوسع فيمكن أن نخبر عن الله أنه موجود, ومعلوم ان الموجود ليس من أسماء الله تعالى فنقول الله موجود , يمكن ان نقول عن الله تعالى أنه قديم كما يقول ابن تيمية وتلميذه ابن قيم لا على سبيل التسمية فليس من أسماءه القديم, وأحسن من هذا أن يُعبر بالأول (( هو الأول والآخر)) ولكن لو أن أحد في مقام الحجاج والرد على بعض المبطلين فقال : الله قديم يقصد أنه الأول الذي ليس قبله شئ مع أن ذلك لم يرد في الكتاب ولا في السنة فهذا من باب الخبر فباب الخبر أوسع من باب الأسماء. الفرق الثاني: أن أسماء الله حسنى كاملة في الحسن فهي تحمل الحسن المطلقأما الخبر فيكفي أن لا يكون بعبارة غير لائقة كما أشرنا في المرة الماضيةقد لا تكون هذه العبارة بالغة في الحسن غايته لكن يكفي أنها لا تحمل معنى لا يليق بهذا القيد .. لذلك يمكن أن يُخبَر عن الله أنه موجود؛ وأنه ساتر لكن الستّير أبلغ لأنه هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم. الفرق الثالث: أن أسماء الله الحسنى يُدعى بها أما الخبر عن الله فإنه لا يدعى به , فلا تقول يا قديم ويا موجود إنما تقول يا الله؛اللهم إني أسألك بأنك أنت الأول الذي ليس قبلك شئ وأنت الآخر الذي ليس بعدك شئ.هذه فروقات ثلاث بين باب التسمية وباب الخبر. ثانياً .. ضابط الأسماء الحسنى وهو تحدثنا عنه في المرة الماضية وذكرت مناهج العلماء فيما يطلقونه من الأسماء على الله تعالى -وأن منهم من يعتمد على العد الوارد في بعض الروايات, حديث أبوهريرة رضي الله عنه. -ومنهم من يقتصر على ما ورد من الأسماء بصورة الإسم فقط كابن حزم. -ومنهم من اشتق من كل صفة أوفعل اسم من الأسماء وهذا توسع وهو مردود. -ومنهم من يتوسط وأن عامة أهل العلم على هذا المنهج وهو الذي عليه كبار المحققين وهو طريق أهل السنة والجماعة.وذكرنا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأنه يتضمن أمور محددة. فشيخ الاسلام يقول الأسماء الحسنى المعروفة هي - التي يُدعى بها (تستطيع أن تجعل هذا قيداً) - وهي التي وجائت في الكتاب والسنة. - وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها - أن ما كان مسماه منقسماً الى كمال ونقص وخير وشر لم يدخل في جملة الأسماء الحسنى. هذه أربعة أمور تضمنها كلام شيخ الإسلام في ضابط الأسماء الحسنى. وممكن أن نضيف عليها ,ومن تتبع كلام أهل العلم في هذا:فمنهم من يُجمل ويذكر قيداً أو قيدين وهذا أغلب العلماءومنهم من يزيد على ذلك وإذا أردت أن تتبع ما قالوه فيمكن أن تخرج بجملة من الضوابط والقيود..فيقال: الأول: أن يثبت الإسم بنص في الكتاب أو السنة , وهذا ينبغي أن لا يختلف فيه وهو من الوضوح بمكان. الثاني: أن يكون الإسم صالحاً للعلميية , فالأسماء أو الأعلام لها علامات يمكن أن تُعرف بها في كلام العرب , النحاة مثلاً علامات للإسم منهم من يذكر بعضها في المختصرات ومنهم من يزيد عليها في الكتب المتوسطة ومنهم من يتوسع في المطولات. فعلامات الاسم منها: -1. أن يكون قابل لدخول حرف الجر (( وتوكل على الحي الذي لا يموت )) فالفعل لايدخل عليه حرف جر , فحتى نفرق بين الاسم وقسيميه, أعني الفعل والحرف لأن الكلام يقسم في العرب الى اسم وفعل وحرف الذي جاء لمعنى (حروف المعاني وليس حروف التهجية) فحتى نعرف نقيس هذه اللفظة هل هي اسم أم فعل أم حرف فهناك علامات ممكن أن نستعرضها على هذه اللفظة فنعرف, فقبول دخول حرف الجر هذه علامة أنه اسم . .2. التنوين ((سلامٌ قولاً من ربٍ رحيمٍ )) فرب اسم ورحيم اسم وسلام اسم لكن هنا لفظة سلام ليس المقصود منها التسمية وهذا له مجال آخر في بيان المراد لكن الشاهد هنا في ربٍ رحيمٍ .3. دخول ياء النداء ((يا حي يا قيوم)) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم , أن يكون منادى .4. أو يكون الاسم معرفاً بالألف و اللام ((سبح اسم ربك الأعلى)) فدخلت عليه أل .5. أو يكون مضاف إليه معنى من المعاني , يعني قبول الإسناد , يكون مسند إليه , فتقول (( الرحمن فسئل به خبيرا)) فالرحمن اسم لوجود الإسناد إليهأو تقول محمد أعطاني كتاباً .. فالإعطاء مسند إلى محمد, لكن ما تقول ذهب أعطاني كتاباً إلا إذا الشخص سمي ذهب مثل يزيد لكن فعل هكذا ما يأتي , فلا بد أن يكون المسند إليه اسماً. هذه خمس علامات كما قال ابن مالك في الألفية الجر والتنوين والندا وأل ****ومسند للإسم تمييزٌ حصل يتميز الإسم بهذه العلامات الخمس . الثالث: ذكره بعض أهل العلم وهو ليس محل اتفاق وهو أن يأتي مطلقاً دون قيدٍ أو إضافة بحيث يفيد المدح والثناء على الله تعالى بنفسه لا بما قُيّد به , فما كان لا يفيد الثناء والمدح إلا بما وُضع له من قيد قالوا هذا لا يصلح في الأسماء ولا يكون اسم , أو كان لا يظهر منه الكمال إلا بالإضافة إلى غيره فلم يعدوه من الأسماء, وهذا كما قلت ليس محل اتفاق فالذين اعتبروا هذا الشرط طبقوه على أمثلة كثيرة منها ما هو صحيح ومنها ما هو مردود عند من لم يعتبر هذا الشرط مثلاً لفظة بالغ اسم أم فعل أو حرف ؟بلغ فعل وبالغ اسم, طيب هل هو من أسماء الله تعالى ؟ هو اسم فتقول البالغ فتدخل عليه أل , بالغُ دخلت عليه التنوين, من بالغٍ دخلت عليه حروف جر, يا بالغ يمكن أن يدخل عليه ياء النداء , ويمكن الاسناد اليه , فعلامات التسمية تنطبق عليه لكن هل يُسمى الله به؟هناك علامات التسمية من أجل أن نميزه عن الفعل والحرف فقط فلا يعني أنها إذا انطبقت عليه يصلح أن يكون من أسماء الله فالكلام ليس فيه تناقض طيب : (( إن الله بالغ أمره )) لاحظ هنا الكمال بهذه اللفظة بمفردها وإنما بإضافتها إلى غيرها .كذلك المخزي مثلاً اسم (( وأن الله مخزي الكافرين )) فلفظة المخزي اسم لكنها لا تدل على الكمال بنفسها لكن حينما أُضيف ذلك إلى الكافر صار ذلك كمالاً , فهذا لا يكون من أسماء الله مع أنه اسم..كذلك لفظة عدو هي اسم ((فإن الله عدو للكافرين )) فلفظة عدو بمجردها لا تدل على كمال ..كذلك أيضاً الخادع (( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم )) هذا أيضاً اسم ..وكذلك أيضاً المتم (( والله متم نوره )) فالمتم بمجرده لا يدل على كمال , متم ماذا ؟ قد تقول فلان يتم ما بقي من الشر أو الفساد أو المنكر .وهكذا الفالق والمخرج (( إن الله فالق الحب والنوى .... )) إلى أن قال (( ومخرج الميت من الحي)) فالفالق والمخرج ليست من أسمائه تعالى.وهكذا أيضا الفاطر والجاعل والمتوفي والرافع والمطهر والمهلك والمنزل والسريع - سريع العقاب فكل هذا جاء في الآيات لكنه لم يأتٍ مطلقاً إنما جاء مقيد أو بالإضافة.فهذه إنما تذكر في حق الله تعالى على الوضع التي قُيدت به ويُدعى بها على ما ورد في النص مثل (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) فلا نقول يا مقلب فقط . الرابع: أن يكون هذا الاسم دالاً على صفة من صفات الكمال ,وكما نعلم أن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف فكل اسم فهو متضمن لصفة من صفاته الكاملة , وعرفنا أن جميع أسماء الله مشتقة وأنها ليست جامدة وقلنا أن هذا اأبلغ واللائق فيما نسمي الله تعالى به وإلا لم تكن الأسماء حسنى إذا ما كانت تدل على أوصاف الكمال, فالجامد لا مدح فيه ولا معنى له, لا يتضمن صفة , فإذا تعددت الأسماء وقيل إنها كثيرة لا يحصيها الخلق فإنما هو تعدد ألفاظ لو قلنا بأنها جامدة كما يقول ابن حزم وبعض أهل البدع يقولون هي مجرد أعلام لا تدل على أوصاف , فهؤلاء هم الذين ينفون صفات الكمال عن الله تعالى.لهذا قال ابن عبد الهادي عن ابن حزم بأنه جهمي جلْد في الصفات على ظاهرية في الفروع.الشاهد : الله عز وجل كما في الحديث القدسي يقول ((يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار))هل الدهر من أسماء الله ؟ هل يصح أن يُقال فلان عبد الدهر؟الجواب : لا ليس من أسماء الله تعالىما وجه قوله تعالى وأنا الدهر؟ يبينه ما بعده (( أقلب الليل والنهار )) فالدهر زمان - وقت فالذي يسب الدهر لما وقع فيه من الأمور المكروهة بالنسبة إليه هو في الواقع يعود سبه إلى من يُقلب الليل والنهار, فالله تعالى هو الذي يُقدر الأقدار و يسبب الأسباب وهو الذي يدير الليل والنهار فمن سب الدهر فإن ذلك يعود إلى الله جل جلاله.إذن الدهر ليس من أسماء الله تعالى هو تدخل عليه علامات الاسم لكنه لم ينطبق عليه الشرط الرابع وهو أن يكون هذا الاسم دالاً على صفة من صفات الكمال وهو جامد فليس هناك صفة يتضمنها فلا يصح تسمية الله به. الخامس: أن الوصف الذي يدل عليه هذا الاسم ويتضمنه لا بد أن يكون كامل من كل وجه , فصفاته تعالى كاملة لا يكون هذا منقسماً يكون في موضع كمال وفي موضع نقص فلابد أن يكون كاملاً من كل وجه..الآن كثير من الأشياء قد تكون كمالاً بالنسبة للمخلوق فالزواج بالنسبة للمخلوق كمال لكنها بالنسبة للخالق نقص ينزه عنه, السِنة والنوم كمال والذي لا ينام مريض يحتاج يذهب للطبيب ويقلق وينزعج لأنه لا ينام ولا يحصل له هذا الخلل أصلاً والاضطراب في النوم إلا لاختلال مزاجه يعني تغير عافيته وصحته أما للخالق نقص.وهناك أشياء قد تكون في موضع من قبيل النقص وفي موضع آخر من قبيل الكمال مثل الكيد فنقول فلان صاحب كيد يكيد لأصحابه وقراباته فهذا نقص , لكن لما يقال الله يكيد بالكافرين والمجرمين والظالمين فهذا كمال لله تعالى وهكذا..فهذا يكون منقسم في موضع كمال وفي موضع نقص , فما كان كذلك فلا يصح أن يسمى الله به , فلا يسمى الله تعالى بكائد أو نحوه ولهذا ليس من أسمائه الماكر مع أنه قال (( ويمكرون ويمكر الله )) كذلك ليس من أسمائه الفاتن مع أنه قال (( لنفتنهم فيه )) وليس من أسمائه المضل (( يضل من يشاء)) وليس من أسمائه المستهزئ ((الله يستهزئ بهم )) فهذا لأنه ليس بكمال مطلق وإنما يكون كمالاً في موضع فمثل هذا لا يقال الا في الموضع الذي يكون فيه من قبيل الكمال , ولا يكون هذا من باب التسمية وإنما من باب الوصف. السادس: أن ما ثبت الدعاء به فهو اسم من أسماء الله الحسنى لقوله تعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)) ولهذا عدّ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من جملة الأسماء الحسنى التي ليست مما جاء في الرواية التي ورد فيها سرد الأسماء (السبوح أنه من أسماء الله) وشيخ الاسلام يعتبر أن الأسماء المضافة من قبيل الأسماء ( أرحم الراحمين - خير الغافرين - رب العالمين - مالك يوم الدين - أحسن الخالقين - جامع الناس ليوم لا ريب فيه - مقلب القلوب) لأنها جاء الدعاء بها هذا عند شيخ الاسلام أما من اعتبر القيد السابق قال لابد أن تكون جائت بإطلاق من غير إضافة ولا تقييد ماعدوا هذه من الأسماء. ولهذا حينما تستعرض تجد اختلاف بين العلماء في العد بسبب هذه القيود.فمثل شيخ الاسلام وكذلك ابن القيم وجماعة من أهل العلم من المعاصرين الشيخ محمد العثيمين رحم الله الجميع يعدون هذه من الأسماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بها أو جاء الدعاء بها في القرآن , فالنبي قال : (( يا مقلب القلوب)) قالوا هذا اسم لأن الله قال (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)) فما جاء الدعاء به صح أن يكون اسم لله تعالى..كذلك (( قل اللهم مالك الملك)) منادى..وهكذا في قوله تعالى(( جامع الناس ليوم لا ريب فيه)). السابع: أن ما ورد في الكتاب والسنة بصيغة اسم الفاعل واسم الفاعل على وزن فاعل فإذا كان يدل على نوع من الأفعال ليس بعام شامل فلا يعد من الأسماء الحسنى, فإذا اعتبرنا هذا القيد يخرج اسم الزارع من أسماء الله الحسنى وأخرج به بعضهم المسعر مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله هو المسعر)) , وكثيراً من المحققين من أهل العلم عدوا ذلك من أسماء الله تعالى (المسعر). فالمقصود أيها الأحبة أن تعرف أن بعض هذه الضوابط لم يُتفق عليها فكانت هي السبب في إدخال بعض العلماء لبعض الأسماء وإخراج آخرين لبعض آخر من هذه الأسماء.وكنت حاولت أعمل مقارنة لما قيل إنه من أسماء الله فوضعت جداول اسم كل عالم والأسماء التي سردها وتظهر في الجدول من الذين عدوا هذا الإسم وأسماء العلماء فوق , فوجدت أن بعض الأسماء ما ذكره إلا واحد, والبعض ذكره جميع هؤلاء , ومنها مالم يذكره سوى العدد القليل , وهكذا يتفاوتون بسبب إختلافهم بمثل هذه الضوابط. الشيخ عبد الرحمن ابن السعدي حينما ذكر الضابط قال: ضابطه أن كل اسم دال على صفة كمال عظيمة وبذلك كانت حسنى , ما ذكر بعده توضيح له وشرح ليس فيه زيادة .. فلو أردنا أن ندقق نجد فيه قيدين الأول أنه اسم , والثاني أنه دال على صفة عظيمة . وكلام شيخ الإسلام السابق تضمن أربعة أمور.. ويقول شيخ الإسلام ان المسلمين في أسماء الله على طريقتين: -فكثير منهم من يقول على أنها سمعية شرعية فلا يُسمّى إلا بالأسماء التي جائت بها الشريعة يقولوا هذه قضايا توقيفية لا نسميه بغير ما سمى يه نفسه. -ومنهم من يقول كل ما صح معناه في اللغة وكان معناه ثابت لله عزوجل لم يحرم تسميته به , فالشارع لم يحرّم علينا ذلك وما سكت عنه فعو عفو . وهذا الكلام طبعاً غير صحيح اطلاقاً فلو أن أحداً سماك باسم لم يسمك به أبوك فإنك تعتبر ذلك تعدياً وإساءةً فكيف بالله تبارك وتعالى. -واختار شيخ الإسلام ابن تيمية التوسط في هذا وهو أنه يُفرَّق بين أن يُدعى بالأسماء أويُخبر به عنها, فإذا دُعي فلا ندعوه إلا بما جاء بتوقيف أي اللي هي الأسماء التي تنطبق عليها الضوابط المعروفة ولهذا نقول أسماؤه توقيفية, لكن يقول باب الإخبار فيكون ذلك بحسب الحاجة فيمكن أحد يأتي يحتاج أن يترجم لآخر أسماء لله عز وجل فهو ينقل له المعنى, هذا المعنى الذي ينقله باللغة الأعجمية ليس مطابق مئة في المئة للفظ العربي فهو يُقرب له بلفظ يفهمه , فهذا للحاجة مع أن الله لم يسمي نفسه بهذا الاسم الذي صيغ اليه بالأعجمية .. فهذا للحاجة.كذلك إذا أردنا أن نخبر عن الله عز وجل فنقول بأن الزارع الحقيقي هو الله, لا إشكال في هذا , ونقول بأن الله مذل من عصاه لا إشكال في هذا في باب الإخبار ؛ هذا بالنسبة للضوابط . ثم تكلمنا ثالثاً عن أركان الإيمان بالأسماء الحسنى وقلنا أن الركن الأول هو الإيمان بالإسم وأن ذلك يتضمن ثلاثة أمور- أن نثبت حقيقة الاسم لله.- تنزيه الله عن مماثلة المخلوق, فالاشتراك بالاسم لا يعني الاشتراك بالصفة.- أن من تمام الإيمان بالإسم الإيمان بأن أسماء الله حسنى, وتحدثنا عن كون الأسماء حسنى. ويمكن أن نضيف الى هذا زيادة إيضاح:فيقال بأن الله تعالى وصف أسمائه بأنها حسنى في القرآن في أربعة مواضع , في أربع آيات :: *** الموضع الأول: في الأعراف (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسماءه)) ***الموضع الثاني: في الإسراء (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى )) ***الموضع الثالث: في طه (( الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى )) ***الموضع الرابع: في الحشر (( هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى)). فالحسنى هي تأنيث الأحسن كما يقال الكبرى والصغرى هذا تأنيث للأكبر والأصغر. وقد ذكر ابن الوزير اليماني رحمه الله ما يبين هذا المعنى بأن الحسن من صفات المعاني , فكل لفظ معنيان: حسن وأحسن ..والمراد هنا بالحسنى الأحسن من المعنين من أجل أن يصح الجمع على حسنى, ولا يُفسر بالحسن منهما إلا الأحسن لهذا الوجه. وابن تيمية يوافقه في هذا يقول الحسنى هي المفضلة على الحسنة والواحد الأحاسن..فالشاهد أن الإسم إذا كان له أكثر من معنى وبعض هذه المعاني أحسن من بعض فنفسر الإسم بالأحسن.يعني مثلاً الخالق له عدة معاني , منها: المقدرفإذا قال هو الله الخالق البارئنفسر الخالق بالمقدر , والبارئ بالمنشيء من العدم لماذا فسرناه هنا بالمقدر ؟من أجل ألا يكون تكراراً محضاً لو فسرنا الخالق بالموجد من العدم فالبارئ هو الموجد من العدم, ما صار عندنا معنى جديد فالأبلغ والأحسن أن نقول الخالق ــ هنا في هذا الموضع فقط ــ هو المقدرفيقدر ثم يوجد بناءً على هذا التقدير.كذلك القدوس السلام فلو قلنا القدوس هو المقدس من كل عيب ونقص وقلنا السلام هو السالم من كل عيب ونقص فالمعنى واحد لكن من أهل العلم من يقول القدوس هو المنزه من كل عيب ونقص في الماضي والحاضر , والسلام هو السالم من كل عيب ونقص و آفة في المستقبل .. فصار في فرق أو من يقول القدوس هو الطاهر , والسلام هو السالم من كل عيب ونقص فهذه الألفاظ تحتمل أكثر من معنى فنحمل ذلك على أفضل هذه المعانيولا مانع لو كان لها أكثر من معنى كاملة أن نحمل ذلك مثل لفظة رب كما سيأتي إن شاء الله تعالى فلها ما يقرب من سبعة معاني وكلها صحيحةوالأكمل أن نحمله على جميع هذه المعاني , مثل اسم الجبار كما سيأتي ان شاء الله في موضعه فالجبار تأتي بمعنى العزيز القوي الذي يقسم ظهور الجبابرة , وتأتي لفظة الجبار بمعنى الذي يجبر كسر الضعيف ويقوي الكسير منكسر القلب نقول: اللهم اجبر كسرنا, فهو جبار بهذا الاعتبار للكثرة , ويأتي بمعنى أيضاً العالي لهذا يُقال للنخلة الطويلة جبارة ,فله العلو المطلق - علو الذات - علو المنزلة - وعلو القهرفلا إشكال أن نفسر الجبار بهذه جميعاً ويأتي ان شاء الله تعالى في موضعه. قامت بهذا التفريغ الطالبة بدر الدجى جزاها الله خيرا.
|
17-02-08, 05:37 AM | #2 |
|طالبة في المستوى الثاني 3|
|
جزاك الله خيرا
|
20-02-08, 04:48 PM | #3 |
|نتعلم لنعمل|
تاريخ التسجيل:
18-01-2007
المشاركات: 2,977
|
جزاك الله خيرا يا بدر الدجى
|
20-02-08, 05:50 PM | #4 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
وإياكم أخواتي الغاليات ونفعنا الله بما تعلمنا
ورزقنا الإخلاص في القول والعمل وجزىالله خيراً مشرفتنا الحبيبة أم أسماء |
21-02-08, 08:52 AM | #5 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
27-11-2007
المشاركات: 196
|
بارك الله فبكي اختي بدر الدجى وسلمت يداك
|
21-02-08, 02:17 PM | #6 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
حياك الله يالغالية
وجزيتِ خيرا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[1] مظاهر الحب الكاذب ! | بنت التوحيد | روضة السنة وعلومها | 2 | 01-04-08 03:03 PM |