العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ ورش عمل ملتقى طالبات العلم ๑¤๑ > ورشة تفريغ مواد للشيخ أبي إسحاق الحويني

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-11, 05:49 PM   #1
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
n2 صفحة تفريغات معهد ابن تيمية الشرعي لمادة الحديث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا سنضع بحول الله وقوته تفريغات مادة الحديث لمواد ا معهد ابن تيمية الشرعي ومع العلم أن هذا التفريغات تخصني وليس لها علاقة بالمعهد فهو مجهود فردي نسأل الله عز وجل أن يتقبله وأن يرزقنا الإخلاص اللهم آمين
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
قديم 10-05-11, 05:55 PM   #2
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
t الدرس الأول( حديث إنما الأعمال بالنيات)


الدرس الأول
هذا هو اللقاء الأول بفضل الله U مع الأربعين النووية للسيد الحصور الإمام النووي رحمه الله تعالى، وبدأها بالحديث الأول قال عن أبي حفص عمر بن الخطاب t قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: «إِنَّمَاالأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْكَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِوَرَسُوله، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَةيَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد هذا الدين حتى أن بعض أهل العلم كعبد الرحمن بن مهدي وغيره قالوا: ينبغي لمن صنف كتابًا أن يبدأ فيه بهذا الحديث، لماذا ينبغي؟
قالوا: تنبيها للطالب على تصحيح النية حتى أن الإمام أحمد وهذا القول أيضا مأثور عن الشافعي قال إن مدار الإسلام أو مدار أصول الإسلام إنما يدور على ثلاثة أحاديث فذكر منها حديث عمر الذي معنا إنما الأعمال بالنيات، وذكر منها حديث عائشة وهو من أحدث في أمرنا، وسيأتي بإذن الله، وذكر منها حديث النعمان بن بشير الحلال بين، والحرام بين، حتى أن الشافعي قال أن هذا الحديث هو ثلث الإسلام، ثلث الإسلام، وقال الشافعي يدخل في سبعين بابا من الفقه، وقيل هو ربع الإسلام.
إذن مدار كلامنا على هذا الحديث لن ينصرف عن ربع الإسلام ولا عن ثلثه فإذن هو حديث مهم جدًا وهو أصل عظيم جدًا ونافع جدا من أصول الإسلام، قال عن أبي حفص عمر بن الخطاب t، عن أبي حفص هذه كنيته،والكنية هي ما تبدأ بأب أو أم أو غير ذلك، فهنا قال عن أبي حفص، من الذي سماه بهذه الكُنية؟ذكر أن النبي r هو الذي كناه بذلك لقوته وشدته في الحق، وأما معناها :قيل الحفص هو الشبل وهو ولد الأسد فأبو حفص هو الأسد، فإذن أبو حفص عن أبي حفص يقصد الأسد، فأبو حفص اسم من أسماء الأسد أو هو اسم لابنه، وعلى كل فإذن عمر كان أسدًا وكان فاروقا كما لقب أيضًا بذلك، أما عمر فهو عمر بن الخطاب t ابن نُفيل يجتمع نسبه مع نسب النبي r في كعب بن لؤي.
أسلم عمر بن الخطاب t قيل في السنة السادسة من النبوة، وقيل في السنة الخامسة، وتوفي شهيدا t في سنة ثلاثٍ وعشرين من الهجرة، قال سمعت رسول الله r أما الصلاة على النبي r فأرجح الأقوال فيها قول، قول أبو العالية الذي رواه عنه البخاري أن الصلاة هي الثناء عليه في الملأ الأعلى، صلى الله عليه، أي أثنى عليه في الملأ الأعلى، وسلم، هذا دعاء أيضا للنبي r أن يسلم حيا وميتا، فأما حيا فلا يصل إليه أعداؤه ويسلم في بدنه فلا يستطيع أحد أن يغتاله أو يقتله r وهذا ما كان بفضل الله، وكذلك أيضًا ميتا، بأن يسلم جثمانه الشريف وأن تسلم سنته من التحريف، فالسنة الصحيحة هي من الذكر الذي حفظه الله U أيضًا على هذه الأمة.
يقول «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» هذا الحديث أو هذه اللفظة وردت بألفاظ أخرى، منها ما ورد في الصحيح «إنما العمل بالنية» على الإفراد هنا قال إنما الأعمال، في بعضها الروايات في الصحيح قال: «إنما العمل بالنية» وفي بعضها «إنما الأعمال بالنية» والخلاف بين هذه الألفاظ يسير جدًا، فإن المعنى واحد ومفهوم، وهو أن الألف واللام تفيد الجنس، أي إنما جنس الأعمال بالنيات، ولكن ما معنى هذه اللفظة «إنما الأعمال بالنيات»؟هنا وقع خلاف بين أهل العلم في معنى هذه اللفظة، وذلك في تقدير المضاف المحذوف.
القول الأول: إنما الأعمال بالنية، معناه إنما وقوع الأعمال وإيجادها يكون بسبب النية،أي أنه ليس هناك عملا لعامل عاقل مختار إلا إذا كان له قصدا وإرادة في فعل هذا العمل، أي أنك في أي عمل من أعمال حياتك قدمت إلى المسجد لك إرادة فيها وقصد، أكلت لك إرادة في الأكل وقصد و،شربك كذلك، فيقولون: إنما إيجاد الأعمال ، لابد له من نية وقصد لصاحبه فإن النية هي السبب في إيجاد الأعمال، وهنا تكون كلمة الأعمال تفيد الجنس أو الاستغراق، أي كل الأعمال إنما تكون بسبب النية، ولذلك في الحديث وإن كان فيه مقال حديث أبي وهب الجشمي أن النبي r وفيه اللفظة الصحيحة «وأحب الأسماء إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن ثم قال r: وأصدقها حارث وهمام» أي أن: ما من إنسان له عقل واختيار إلا فيه هاتين الصفتين أنها حارث يجمع، ويريد على هذه ويحصل هذه وأنه همام أي له همة وله هم يشغله، ولذلك كل إنسان يصدق عليه أنه حارث وأنه همام، هذا المعنى الأول لهذه اللفظة، إنما الأعمال بالنيات، أي إنما إيجاد الأعمال ووقوعها يكون بسبب النية التي قصد صاحب هذه النية إيجاد العمل به، فتكون هنا الأعمال كل الأعمال سواء كانت الأعمال التعبدية أو الأعمال العادية أو غيرها، هذا القول الأول وهو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية في شرحه لهذا الحديث في مجموع الفتاوى.
القول الثاني: إنما الأعمال بالنيات: قالوا أن هنا المحذوف قوله صحة أو قبول أي إنما صحة أو قبول العمل بسبب النية، فإذا كانت النية صحيحة كان العمل صحيحا وإذا كانت النية صحيحة كان العمل مقبولا، وإذا كانت النية صحيحة كان هذا العمل يترتب عليه الأجر والثواب عند الله U.
وهذا القول رجحه كل من اطلعت على شرحه من المتأخرين إلا ابن عثيميين فإنه مال إلى القول الأول، على القول الأول والمسألة ليس فيها كبير خلاف ولا نزاع، فإن الذي سيحل هذه المشكلة أو سيصل بنا إلى المطلوب الحقيقي من هذا الحديث هو قوله r «وإنما لكل امرئ ما نوى» إذن إنما الأعمال بالنيات حصلنا على القول الأول، وهو أن إيجاد العمل ووقوعه إنما يكون إنما بسبب النية، وأن كل إنسان يصدق عليه أن يوصف أنه حارث وأنه همام.
القول الثاني: إنما صحة الأعمال وقبولها إنما يكون بسبب النية فكلمة بالنيات الباء هنا تسمى بباء السببية أي أنه بسبب نيته الصالحة صح عمله الذي تقرب به إلى الله U، على القول الثاني إنما صحة الأعمال يكون المقصود هنا بالأعمال، الأعمال الشرعية التي يشترط لها النية، يعني إذا قلنا إنما الأعمال بالنيات، إنما صحة العمل متوقفة أو بسبب النية الصالحة فإنما نقول أن هذه الأعمال المقصودة على القول الثاني أن الأعمال الشرعية فقط، التي يشترط لها النية، فهل هناك أعمال شرعية لا يشترط لها النية وتقع صحيحة؟، نقول نعم كرد المظالم إنسان أخذ منك قلمك ، وبعد ذلك قال هذا قلم فلان، فقلنا يا فلان خذ قلمك، فهل يؤجر ويثاب علي رد المظالم؟ لا يثاب على رد المظالم إلا إذا كانت نيته التقرب بذلك إلى الله U و، هناك أعمال أخرى لا يشترط لها النية، كإزالة النجاسة إما من على الثوب أو على البدن أو على البقعة التي يصلي فيها الإنسان فإزالة النجاسة شرط لصحة صلاة العبد، فإذا أزال النجاسة لأنها نجاسة بلا نية التقرب إلى الله U، فبذلك أزيلت النجاسة ، ولكن لا يؤجر صاحبها عليها إلا إذا أزالها بنية التقرب إلى الله U إذن إنما صحة الأعمال أو قبولها بالنية أي بسبب النية في الأعمال الشرعية التي يشترط لها النية، أما الأعمال الشرعية التي لا يشترط لها النية كأعمال التروك وكرد المظالم إزالة النجاسة، هذه الأشياء لا يشترط النية في صحتها إنما تشترط النية لتحصيل الأجر بها،.
قال: إنما الأعمال بالنيات، ما هي الأعمال على هذا الحديث؟ يكون إذن على القول الثاني إنما الأعمال هنا كل ما يصدر من المكلف(البالغ العاقل) من قول أو فعل، إنما هذه الأعمال تكون صحيحة ومقبولة عند الله ويؤجر صاحبها عليها بسبب نيته إذن إذا تكلمت بكلمة فينبغي أن تكون لك نية في هذه الكلمة حتى تؤجر عليها وإذا فعلت فعلا ينبغي أن يكون لك نية في هذا الفعل حتى يقع صحيحا وتؤجر عليه، ولذلك يقول أهل العلم أن النية ينبغي فيها شيئا زائدٌ عليها وهي الإخلاص فيقولون أن هناك نية متجهة للعبادة، وهناك نية متجهة إلى المعبود، النية قسمان:
الأول: نية متجهة إلى العبادة.الثانية: نية متجهة إلى المعبود وهي شيء زائد يسمى بالإخلاص.
القسم الأول:فلابد أن يكون له نية متجهة للعبادة، أي أن هذه النية تميز هذه العبادة عن غيرها، مثال ذلك: حينما تدخل إلى صلاة العشاء تصليها أربع ركعات، وتصلي بعدها قيام الليل وليكن أربع ركعات أيضًا، ما الذي يميز قيام الليل بهذه الأربعة عن صلاة العشاء بهذه الأربعة، النية، فالذي يميز بين العبادات بعضها وبعض إنما هو النية، كذلك أيضًا تميز النية بين العبادة وبين العادة، إنسان يفعل شيئا قد تكون صورته هي صورة العبادة، ولكن فعلها من باب العادة، هنا النية تميز فتقول هذه عبادة وهذه عادة، مثال ذلك اغتسل في يوم حار للتبرد فهذا عادة ولكن إذا اغتسل لرفع الحدث ليصلي ،صار هذا الغسل عمل عبادي مشروع، فهنا أيضا النية تميز بين ما هو عبادة، وما هو مباح.
القسم الثاني من النية: أن تكون هذه النية متجهة إلى المعبود، نعم رجل يصلي أو يذكي أو يتصدق أو يقوم الليل نقول له بنية ماذا؟ فإذا قال بنية التقرب إلى الله U قلنا هذا العمل مشروع، وهذا عمل طيب تثاب عليه، فإذا كان قصد الفاعل نية التسميع أو أن يراه الناس أو أن يثنوا عليه بهذا العمل وفقط، نقول له لا أجر لك فيها بل هذا نوع من الشرك الأصغر كما بينه النبي r.
إذن هنا لابد من شيء زائد وهو أن تكون هذه النية متجهة إلى المعبود، هذه النية المتجهة إلى المعبود لم تذكر في القرآن بهذا اللفظ إنما ذكرت بالإخلاص، وذكرت بالابتغاء ﴿إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى﴾ [الليل: 20]. وذكرت بإرادة وجه الله ﴿يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ فهنا الإرادة بمعنى النية والقصد إلى أن يكون هذا لله U، ولذلك هذه نصيحة اجعل عملك كله لله U لا تشرك فيه أحدا، فإن الله U قال ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: 58].
فلا تتوكل على من ليس بحي على جهة الدوام، ولا لا يموت إنما البشر يموتون فاجعل تعلقك واجعل فعلك لله U، وهذا أمر مهم، فاجعل مجيئك الآن إلى هذا المعهد إرادة الله U فإذا سئلت لماذا تذهب إلى المعهد؟ قلت أتعلم العلم الشرعي ابتغاء وجه الله تعالى، كانت هذه النية نية طيبة إنما أتى إلى المعهد ليقال له العالم، أو طالب العلم، أو يقال له فلان مبرز في كذا أو عالم بكذا أو نحرير في كذا أو أصولي وفقيه وغير ذلك أو البحر العُجاج أو يقال له محي السنة أو شيخ الإسلام فكل هذه نيات فاسدة، «فمن راءي راءي الله به، ومن سمّع، سمّع الله به»، وكما قيل:
أن ثوب الرياء يشف ما تحته



فإذا اكتسيت به فإنك عاري


يعني مهما لبس من الملابس التي لا تليق به وليس له فإنه يُسمّع به ويُراءي به أيضا والعياذ بالله، إذن توجه بعبادتك إلى الله U وكن حالك كحال الصديق الذي أثنى الله U عليه فقال: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ [الليل: 17- 20]. أي سوف يرضى من كانت هذه صفته أنه لا يسأل الناس شيئا حتى الثناء ولا الكلام لا يسأله من الناس إنما لو وقع الثناء من الناس دون إرادته فلا يضره إنما لابد أن يكون العبد مخلصًا ومتجهًا ومريدًا ومبتغيا ما عند الله U.
قال: «وإنما لكل امرئ ما نوى»، اللام في (لكل) لام الملك كما في قوله تعالى ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النجم: 39]. أي لا يملك ولا يحصل إلا ما سعاه وفعله، كذلك هنا «وإنما لكل امرئ ما نوى»، أي كل امرئ يملك أجره من العمل على قدر نيته، فإذا نوى نية صحيحة كان العمل صحيحًا، وإذا كان العمل صحيحًا ونوى نية عظيمة كان الأجر على قدر هذه النية العظيمة فكلم عظمت النية كلما عظم الأجر وكلما ضعفت النية كلما ضعف الأجر، «وإنما لكل امرئ ما نوى»وقيل: وإنما لكل امرئ ما نوى كالسابقة في القول الثاني في إنما الأعمال بالنيات، أي إنما صحة عمل كل امرئ بما نواه، وإنما قبول كل امرئ بعمله أو على أجره بما نواه، ولذلك :ينبغي ألا يقصد بعمل الآخرة إلا وجه الله U كما قال النبي r في حديث أبي هريرة: « أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» وفي رواية أيضا عند مسلم قال: « فأنا منه برئ هو للذي فعل» وفي رواية عند ابن ماجة «فأنا منه برئ وهو للذي أشرك»، فالله أغنى الشركاء عن الشرك فينبغي أن تكون العبادة منصرفة لله U وحده لا شريك له، ثم قال النبي r «فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله» طبعا ابن تيمية رحمه الله رجح القول الأول وهو إنما الأعمال بالنيات أي إيجادها قال لأن نهاية الحديث ذكر النبي r فيه عملا صالحًا ثم بين أن النية تجعل هذا العمل يؤجر عليه صاحبه وهذه النية لا تجعل لصاحبها أجر ولا ثواب في ذلك العمل، هنا النبي r أتى بالقاعدة «إِنَّمَاالأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، » فصحة العمل وقبوله ووقوع الثواب عليه إنما هو بسبب نية العبد، «وإنما لكل امرئ ما نوى» هذه قاعدة، ثم انتقل النبي r إلى ضرب المثل فضربه بمسألة الهجرة، والهجرة تعني الانتقال والترك، أي أن الإنسان انتقل من مكان إلى مكان ، كأن ينتقل المرء من دار الكفر إلى دار الإيمان، وهذه الهجرة أيضًا أن ينتقل ويترك المرء الأعمال السيئة والمعاصي إلى الحسنات كما في الحديث الذي رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي r قال: «والمهاجر من هجر من هجر ما نهى الله عنه» وهذه الهجرة التي لا انقطاع فيه بفضل الله U وهي أن يهجر المرء الذنوب والمعاصي، هذا هو المهاجر الحقيقي.
يعني القسم الأول الذي هجر دار الكفر إلى دار الإيمان كما سنبين إنما هجرها فارًا بدينه لأنه لا يستطيع أن يقيم شعائر دينه فترك هذا البلد وإن كان حتى هو وطنه الذي ولد فيه إلى ذلك البلد الآخر لكي يعبد ربه سبحانه وتعالى، فإذن الهجرة «فمن كانت هجرتهأي إلى الله ورسوله- فهجرته إلى الله ورسوله » وهنا تلحظ أن هنا فعل شرط وجوابا لهذا الشرط، والفعل والجواب قد اتفقا في اللفظ، قال«فمن كانت هجرته» ولم يقل فله كذا من الحسنات، وله كذا من الأجر والثواب، إنما قال فهجرته إلى الله ورسوله، فهل هذا من باب التأكيد؟
نقول أن الأصل في الكلام، تأسيس معنى جديد وليس التأكيد، لماذا كررت؟قال أهل العلم أن ذلك لثلاث أقوال أرجحها: أن التغاير يقع تارة باللفظ وتارة بالمعنى ويفهم ذلك من السياق، يعني ممكن أن اللفظ يتغير فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فقد حصل على أجر عظيم، هذا تغير ، باللفظ، فاللفظ الأول في فعل الشرط غير جواب الشرط، أما هنا وقع الاتفاق في اللفظ ولكن التغاير في المعنى، لماذا التغاير في المعنى؟ لأننا قلنا أن الأصل في الكلام هو التأسيس أن يأتي بمعنى جديد وليس التأكيد، فالمعنى: قال أهل العلم : فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدا فهجرته إلى الله ورسوله حكما وشرعا، وبعض أهل العلم قال ثوابا وأجرًا فيكون المعنى الأول مغايرا للمعنى الثاني، ولكن ما الحكمة من أن النبي r كرر اللفظة بلفظها ولم يغاير بين اللفظين، قيل لأن العمل الذي قصده هذا المكلف بالهجرة إلى الله والهجرة إلى رسوله r إنما هو عمل عظيم استغني لبيان جلالته وعظمته عن ذكره، أي عن ذكر الأجر فيه، كما أقول لك إذا حفظت الأربعين فقد حفظتها فالمعنى هنا فقد حفظتها، المعنى هنا قد يقول البعض أنه للتأكيد، والمعنى هنا ليس مستقيما، إذا حفظت الأربعين فقد حفظتها ، كذلك عندما أقول من صام فهو الصائم أو من صام يوم الاثنين فقد صام نقول أن المعنى هنا معنى جديد، من صام وفق الشرع ونيته وقصده لله U فقد صام أي فقد وقع أجره على الله، لماذا لم تقل ذلك؟ فقد وقع أجره أو فله الأجر والثواب من الله U، أقول :لأن صوم يوم الاثنين شديد الحر فكان من يصومه هو الصائم على الحقيقة، فأقول لك أن ذكر الأجر أتينا بنفس اللفظ وبنفس المعنى لبيان عظمة من صام، إنما لو قلت من صام يوم الاثنين فله أجر عظيم مالذي حدث؟ إذا أردت أن أسس هذا المعنى وأعظمه أقول من صام يوم الاثنين فقد صام، وهذا المعنى يعني ستجده في نصوص كثيرة.
إذن «فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله» إذا قلنا لا هجرة أو كما قال النبي r «لا هجرة بعد الفتح، وإنما جهاد ونية» نقول لا هجرة بعد الفتح أي لا هجرة من مكة بعد الفتح لأنها صارت دار إسلام، أما الآن فإذا كان الإنسان يعيش في دار كفر فله أحوال في الهجرة أحيانا تجب، وأحيانا تستحب، وأما مكثه في دار الكفر، فنقول له أن لها أحوال أيضا فنذكر الثلاث مراتب من مراتب الهجرة:
القسم الأول وهي الهجرة الواجبة: نقول لهذا الشخص يجب عليك أن تهاجر، من هو هذا الشخص؟ هذا الشخص هو من يقدر على الهجرة ولا يمكنه إظهار دينه لوجوده بين الكفار، إنسان ما يقيم في دولة من دول الكفر، ولا يستطيع أن يظهر شعائر دينه لوجوده بين هؤلاء الكفار وهو قادر على أن يترك هذه البلاد إلى غيرها فنقول له في هذه الحالة يجب عليك أن تهاجر صيانة لدينك اذهب إلى بلاد المسلمين تكثر سوادهم، تعينهم على الدفع عن أنفسهم عن هؤلاء الكافرين لا تكثر سواد الكافرين ولا تجلس معهم فأنت ليس عندك قدرة على إظهار دينك،.
القسم الثاني من لا هجرة عليه: أي لا تجب عليه الهجرة ولا تستحب أيضًا على الراجح وهو العاجز عن الهجرة، مثل المريض إنسان أسلم وهو في بلد كفر، وهو مريض لا يستطيع أن يسافر إلى بلد آخر فنقول هذا عاجز، هل تستحب الهجرة؟ نقول أن هنا رجلا عاجز، فالعاجز لا يوصف لا بوجوب ولا باستحباب وكذلك أيضًا من أكره على الإقامة هو في بلاد الكفر أسلم فقبضوا عليه ووضعوه في السجن، نحن نقول أن هذا لا هجرة عليه، كذلك أيضًا الضعيف كالنساء والأولاد الذين لا يستطيعون حيلة ولا يجدون سبيلا فهؤلاء أيضا لا هجرة عليهم.
القسم الثالث وهو من تستحب له ولا تجب عليه: وهو من يقدر عليها لكنه يتمكن من إظهار دينه حال إقامته في دار الكفر، الذين قالوا بالاستحباب قالوا: لأنه إذا انتقل إلى دار الإسلام فإنه يكثر سواد المسلمين وبتركه للكفار فإنه لا يرى منكرهم ولا يكثر سوادهم فقلنا أنه يستحب له أن يترك هذه البلاد ثم يذهب إلى بلاد المسلمين فهو قادر على الهجرة، وهو قادر على إظهار شعائر دينه فنقول له أن الانتقال يستحب لك وهو أفضل ولكن قد تستحب له الإقامة في ديار الكفر وقد تجب عليه أيضًا ، في حالة إذا كان قادرًا على إظهار شعائر دينه وكذلك إذا كان له مدخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الحفاظ على شعائر الإسلام الظاهرة في هذا البلد ففي هذه الحالة قد نقول أنه يجب عليه أن يقيم لأن المصلحة في بقائه أعلى بكثير في المصلحة من تركه هذه الديار، يعني بشرط أيضًا أن تكون مصلحة عامة وليست مصلحة شخصية.
الشوكاني رحمه الله: في السيل الجرار قال هذا المعنى قال: ( إن كان المصلحة العائدة على طائفة من المسلمين ظاهرة، كأن يكون له مدخل في بعض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو في تعليمه معالم الخير بحيث يكون ذلك راجحًا على هجرته وفراره بدينه ، فإنه يجب عليه ترك الهجرة رعاية لهذه المصلحة الراجحة،) لو إنسان يقيم في أمريكا مثلا، ولكن له مدخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أمريكا عنده قدرة على تعليم الناس في أمريكا الإسلام الصحيح فهو ذهب للدعوة ولنشر هذا الدين فنقول له أن بقاءك هنا ولا تنتقل إلى بلادنا بلاد الإسلام هذا أولى لك قد يجب عليك أو قد يستحب لك،.
الخلاصة أحوال الناس في الهجرات ثلاثة:
الصنف الأول: من تجب عليه وهو من يقدر عليها ولا يمكنه إظهار شعائر دينه في بلد الكفر.
الصنف الثاني: من لا هجرة عليه وهو العاجز عنها لمرض أو إكراه على إقامة أو ضعف من النساء والأولاد وشبههم.
الصنف الثالث: من تستحب له أو قد تجب عليه ولا تجب عليه الهجرة: وهو من يقدر عليها لكنه يتمكن من إظهار دينه وله مدخل في بعض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمصلحة عائدة على طائفة من المسلمين.
هل يجوز أن نسافر إلى بلاد الكفر؟ نحن نتكلم عن الهجرة من بلاد كفر إلى بلاد الإسلام فهل يجوز العكس رجل يريد أن يذهب إلى أمريكا أو إلى النمسا أو إلى هولندا أو إلى أي بلد من هذه البلاد، وهذا البلاد بلاد كفر، طبعًا هذه لفظه كي لا يتهموا السلفيين أنهم يكفروا الناس ويقولون بلاد كفر ، وهي ليست بلاد حرية إنما الحرية عندهم، الحرية الصليبية واعتد بذلك بفعل فرنسا بلد الحرية بحظر المنتقبات أتوا بواحد غريب الأطوار يقول أنا أتعامل مع المرأة ولغة التجاوب بالوجه والعينين هذه لغة مؤثرة يقولون : تعادل 35% من الكلام هو لغة التأثير بتعبير الوجه والعينين يقول فأنت تحجب عني اللغة، أقول له حجبك الله U أو هداك أنت مجرم، وطبعا هذه الشبهة ،تلقفها قبل ذلك وزير الأوقاف الأسبق في كتابه النقاب عادة وليس عبادة، أتى بهذه الشبهة بعينها أنت متخيل لكي تعلم أنهم يعني حذو القزة بالقزة، إذا دخلوا جحر ضب دخلوه وراءهم نفس الكلام ونفس الفلسفة ونفس المعاني،
هل يجوز السفر إلى بلاد الكفر؟
قال أهل العلم: أنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفر إلى بثلاثة شروط.
الشرط الأول أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات: فليس من المعقول أن يذهب أحد لبلاد الكفر لا يعلم شيئا ويذهب إلى بلاد الكفر الذين يرسلون إلينا سموم الشبهات وسيقع في كثير من الشبهات ولا يستطيع أن يجيب على ذلك، فنقول له يجب أن يكون عندك علم يندفع به الشبهة.
الشرط الثاني أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات: أنت ذاهب في الهواء الطلق المفتوح للشهوات تجد العاريات الخمور الكذا كل هناك الأمور مباحة، واضح فلابد أن يكون عنده دين صلب وإلا لو ذهب إلى هناك لافتتن ، لأن الفتن خطافة لا يقول إنسان أنا قوي وقادر وأنا ديني صلب وأنا تمام نقول لا فر من بلاد الكفر فرارك من الأسد، لا تقول الأسد وأنا قادر على مواجهته من الذي قال قد يضعف الإنسان في لحظة وهذا فيه خطر يقول أنا قادر على كذا قد تضعف في لحظة، والفتن خطافة فاحذر هذا.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجًا إلى ذلك: كأن يكون مريضا ، يذهب للتطبب ثم يعود، كأن يكون يحتاج إلى تعلم علم معين لتحتاجه الأمة تخصص نادر من التخصصات، يحتاج إلى أن يذهب ليتعلمه ثم يرجع يسد به فرض الكفاية في هذه
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
قديم 10-05-11, 05:57 PM   #3
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

الأمة، أو أن يكون تاجرا ولكن يذهب ويعود، إنما إذا افتقد شرط من هذه الشروط نقول أن بقاءه هناك يأثم به، وبقاءه هناك معصية لله U، ولذلك لابد أن تتوفر الشروط الثلاث في هذا الشخص، إذا انتقض شرط منها لا يجوز له أن يسافر فإذا سافر كان سفره معصية، وماله الذي يحصله إذا استمر هناك معصية ، اعتبر بسفر العائلات إلى هذه الدول، والله أنا أعلم أخوة، كانوا أخوة يعملون في العمل الدعوي وكان لهم دور بارز بمجرد أن ذهب إلى بعض أماكن أوروبا رجع يقول ما شاء الله على دول أوربا فيها وفيها وفيها وأنتم متخلفون ومجلسكم كذا، نقول نعم، قلت له : ما لجديد هناك فقال :الشوارع هناك واسعة، و الكل يلتزم بالوقوف في إشارات المرور ، وكذلك نظافة الشوارع لا تجد فيها زبالة ولا شيء قلت سبحان الله أنت نظرت فقط نظر قاصر نعم كل هذا موجود لا ينكره أحد نعم، ولكن قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾ فكيف لا تشم رائحة هذه النجاسة، والذي نفسي بيده من كان عنده توحيد صافي يشم من على بعد هذه الروائح النجسة يشعر أن هناك نتن موجود هذا حدث لي في أحدى السفريات وركبت طائرة فإذا برائحة منتنة جدًا وبعد ذلك اكتشفت أن إحدى المشركات كانت راكبة وكانت لها هذه الرائحة العفنة، كلام عجيب نسأل الله العافية، فلابد من توافر هذه الشروط، إذا لم تتوافر فننتقل إلى الجزء الأخير من الحديث وهو قول النبي r «وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَةيَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» ومن كانت هجرته لدنيا، اللام في( لدنيا )إما (لام التعليل) وإما بمعنى( إلى) والراجح أنها (لام التعليل) لأن سفره وهجرته إنما كان بسبب الدنيا، وانظر لكلام النبي r الذي لا ينطق عن الهوى قال « لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، » يصيبها أي يحصلها، لماذا لم يقل لدنيا يحصلها؟ أتى بكلمة يصيبها، فالإصابة هو رمي السهم لإصابة الغرض، ينشن مثلا على شيء معين فيضربه بالسهم فنقول أصاب السهم الغرض صح، فهذا الرجل الذي سافر لدنيا شبه النبي r في شدة بذله واجتهاده وسرعته لتحصيل هذه الدنيا بأنه كالسهم المنطلق يصيبها.
قال «أَو امْرأَةيَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» قال بعض أهل العلم: أن هذا من النبي r ذكر المرأة بعد ذكر الدنيا، والمرأة من الدنيا فقد ثبت في الحديث الذي رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو أن النبي r قال: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة» فقيل لماذا خص النبي ذكر المرأة بعد ذكر الدنيا وعطفها عليها؟ قيل أو امرأة ينكحها خصها للتلويح بسبب الحديث فبعض العلماء يذكر أن سبب هذا الحديث وهذا ما رواه الطبراني في الكبير وغيره من طريق الأعمش عن ابن مسعود أن قال: «كان فينا رجل خطب امرأة يقال له أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر إليها، فهاجر فتزوجها فكنا نسميه مهاجر أم قيس» فقالوا أن سبب الحديث ورد على أن هذا الرجل الذي سمي بعد ذلك بمهاجر أم قيس إنما هاجر من أجل أن ينكح هذه المرأة،.
والصحيح أن هذا الحديث بهذا اللفظ: الذي ذكرته والألفاظ الأخرى لا يدل على أن هذا هو سبب الحديث إنما نقول أن العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص فيدخل فيها هذا المهاجر الذي هو مهاجر أم قيس ويدخل فيه كل من هاجر لامرأة ينكحها أو لدنيا يصيبها.
وقيل أن :النبي r أيضا خص النساء، لأن فتنة النساء أشد الفتن على هذه الأمة كما قال النبي r كما عند البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» ولكن يأتي هنا سؤال مهم، وهو أن الهجرة أو السفر من أجل تحصيل الدنيا ومن أجل النساء إنما هو سفر مباح فلماذا أتى النبي r بهذه الصيغة التي توحي بالذنب، قيل: لأن هذا الفعل الذي هو الهجرة لا يطلق إلا على الهجرة الشرعية فلما كان هذا الشخص الذي من المفترض أن يهاجر لله كانت نيته كانت الظاهر مع المؤمنين في هجرتهم ولكن في داخله إنما هاجر لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، مثال ذلك: هذا الجمع أتى إلى المسجد إذا سألتني لماذا أتي هذا الجمع؟ أقول لتعلم العلم الشرعي، ولكن واحد أتى لتعلم العلم الشرعي فعلا فإني أقول فهجرته إلى الله ورسوله، و آخر أتى لأنه مثلا عنده موعد مع رجل آخر فشابه الناس في الظاهر إنما اختلفت النية، فقال لما كان هذا مشروع كان ينبغي صرفه لله فلما صرفه إلى غير الله U صارت هنا النية مفسدة لهذه الهجرة إنما من سافر لكي يحصل الدنيا ليستعين بها على الآخرة كمن يعمل حتى يحصل مالا لكف وجهه عن سؤال الناس، وكذلك يستعين به في النفقة الشرعية لكي يحج ويتصدق ، نقول إنما هذا يعني شيئا يمدح من أجله ويثاب عليه، لكن لو سافر رجل ليتزوج بامرأة لكي يغض بها بصره ويحصن بها فرجه نقول هذه نية انضافت فهنا يستحب له هذا النكاح أو قد يجب عليه أحيانًا، فنقول لا يكون السفر من أجل تحصيل الدنيا إذا كان لله U، فلتكن الأعمال التي لله خالصة لله U.
كان هناك رجل بخيل عنده عربية تجر فمرض الحمار ،فأحضر له دواء فلم ينفع، قيل له الأعمال الصالحة ترفع هذا البلاء الذي نزل بك، ماهي الأعمال الصالحة التي لا تكلفه؟، الصيام، وطبعًا إنما يستخرج به من البخيل فقال لله علي أن شفى الله حماري أن أصوم سبع أيام، فشفي الله حماره اليوم الثاني، فقال قد وجب أداء النذر، وشرع في الصيام، وفي اليوم السابع مات الحمار، فوقف هذا الرجل ونظر إلى السماء وقال ها والله لاقضينها من رمضان، هذا الرجل صام نذرا وهو عمل صالح إنما كانت همته منصبة على الحمار و«وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَةيَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» فهنا لم يقل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ولم يقل النبي r فله من الوزر أو هذا العمل لا يقبل إنما كررها بصيغة النكرة قال «فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» تحقيرًا لشأن هذه الهجرة، وقيل لأن الذي يسافر لدنيا يصيبها إنما هذا المهاجر أعمال الدنيا كثيرة وإرادات الناس كثيرة جدا فقال النبي: فهجرته إلى ما هاجر إليه من إصابة الدنيا بهجرته أو بالمرأة التي ينكحها.
مسألة:وهي الأعمال التي تتعلق بها نية الدنيا مع نية الآخرة، مثال ذلك:صلة الرحم ورد عندنا حديث صحيح «من أراد أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» فصلة الرحم، عمل شرعي،وورد فيها أجر دنيوي وهو أن هذا الشخص يبسط له في رزقه أي يوسع عليه في رزقه وينسأ له في أثره، فهل يا ترى إذا وصل الإنسان رحمه بهذه النية أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فيكون لا ثواب له فيها ويكون قد أشرك في نيته؟ نقول: لا الله U ورسوله r لما ذكر في الآيات أو في الأحاديث نية الدنيا هذا من قبيل الحث على فعل هذا العمل فإذا فعله لأنه صلة للرحم هذا عمل تعبدي إلى جانب حصولي على هذه الأشياء فأجره بفضل الله U سيأخذ إن شاء الله تبارك وتعالى.
كذلك وردت آية وهي قوله تعالى تبين هذا المعنى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ﴾ [الأنفال: 7]، إحدى الطائفتين:
الطائفة الأولى: هي الظفر على الأعداء.
الطائفة الثانية: وهي الحصول على العير بلا قتال؛ لأن الصحابة خرجوا لطلب عير قريش، قال تعالى: ﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ أي الطائفة التي لا منعة فيها ولا قتال ترغبون أن تحصلوا عليها، فهنا الإنسان يخرج بأصل عمله وهو أن الجهاد لله U فإذا انضافت إلى هذه النية نية الحصول على أمر دنيوي قد حث الشرع عليه فهنا نقول له لا بأس بهذه النية .
أيضًا في مجال القتال النبي r يقول: «من قتل قتيلا فله سلبه» يعني الذي يقتل قتيلا في أرض المعركة يأخذ سلب هذا المريض، يأخذ المال الذي معه، الأشياء التي معه، الأشياء التي يحملها هي له لمن قتله، فهذا فيه حرص على قتل هذا لأخذ هذا السلب فهنا تكون نية الجهاد منعقدة مع نية الأخذ، أما إذا كانت النية للأخذ فقط وليس هناك نية التعبد فنقول فهجرته أو فقتاله أو فعمله أو فتعليمه إلى ما هاجر إليه ولا أجر له فيها،.
هذا الذي اجتمع عنده النيتان، لو أنه جمع بين النيتين هل أجره كمن عمل هذا الأجر خالصا تامًا لوجه الله؟ مثلا إنسان ذهب إلى الجهاد، واحد ذهب إلى الجهاد بنية الجهاد فقط، ولتكون كلمة الله العليا فقط، الآخر ذهب بنية الجهاد، ونية الغنيمة، هل كلاهما في الأجر سواء؟
نقول ورد حديث عند مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله r: «ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمةإلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم» إذا عندنا أناس ذهبوا للقتال ولكن قال أنا ذهبت لا أريد غنيمة، والآخر ذهب بنية أن يحصل مع جهاده على الذي حصل على الغنيمة كأن أجره كان ثلثي الأجر أنه يحصل هذه الغنيمة ويبقى له الثلث الآخر في أجره، أنت مثلا ذاهب تخطب الجمعة فشخص عنده سيارة فقال لك أوصلك بهذه السيارة، ذهب بالسيارة ذهابا وإيابًا فقيل له أن الجمعية مثلا تعطي أجر لهذه السيارة فقال أنا لا أريد أجرا إلا من الله، هذا رجع بالأجر كاملا، أما الآخر الذي أخذ الأجر فأجره قد اقتص من أجره هذا الجزء المقتطع ، من المال إذا جمع بين أن نية أنه يعمل لله وفي نفس الوقت يتقاضى أجر، فإذن لابد أن تكون هذه النوايا خالصة لوجه الله U لا تريد من أحد شيئا.
مسألة: أن بعض الناس يثني على من يعمل الخير يقول أنا خطبت مثلا الجمعة أو تعلمت العلم فاثنوا علي بعد الجمعة قالوا ما شاء الله الخطبة ما شاء الله لا إشكال، فنقول إذا مدحوا وأثنوا وأنت لا غرض لك فيها فلا بأس والدليل على ذلك حديث أبي ذر عند مسلم قيل لرسول الله r «أريت الرجل يعمل الخير ويحمده الناس عليه» وفي رواية «يحبه الناس عليه قال تلك عاجل بشرى المؤمن» فهذه تلك عاجل البشرى فالإنسان لا يخاف من مثل هذا إنما الذي يخوفه إن يكون إنما جاء ليقال عنه كذا وكذا فهذا الذي يخوفه وهذا يقدح في عمله وفي نيته، نعوذ بالله من ذلك.
الحديث مليء أيضا بالفوائد ولكن اقتصرت على المهمات فقط ، لأن فيه مسائل كثيرة، منها مسائل تبدل النيات، تحول نية الفرض إلى النفل، منها الجمع ما بين النوايا، مسائل كثيرة جدًا ترد على هذا الحديث منها مسائل أيضا كثيرة مسائل أصولية ومسائل في كذا إنما .
خلاصة هذا الحديث «إنما الأعمال بالنيات» فعليك أن تصحح نيتك أو ليصح عملك فيقبل وتترتب أثاره عليه من الأجر عند الله U،.
سؤال للبحث:مسألة النوايا، النية تحتاج إلى عمل، النية وحدها هل يترتب عليها الأجر أم لا؟ أنا أضرب لك مثال الصحابة أتوا إلى النبي r فقالوا يا رسول الله «ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، يتصدقون ولا نتصدق، يحجون ولا نحج»، وفي بعض الروايات «يعتقون ولا نعتق»، فذكروا أنهم يفعلون بعض الخير، ولكن بعض الخير يعجزون عنه لأنها مسألة نفقات، ، هنا هم ينون عمل الخير والتقرب إلى الله U بمثل عمل هؤلاء، فلو كان معهم مال كانوا تصدقوا وكانوا حجوا، وكانوا اعتقوا، النبي r في هذا الحديث قال: «ألا أخبركم بما تدركون به من سبقكم ولا يسبقكم من بعدكم إلا أن يأتي بمثل ما عملتم، قال: تسبحون وتحمدون، وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثة وثلاثين» السؤال هنا :
لماذا لم يكتف النبي r بقولهم أنت تؤجرون بنيتاكم إنما دلهم على عمل ؟، لماذا لم يقل لهم أن نيتكم الصالحة توازي هذا العمل الذي يفعلونه.
الحديث الآخر «إنما الدنيا لأربعة نفر» ذكر فيها أن أحدهم كان عنده مالا وعلم والثاني كان عنده علم وليس عنده مال، قال لو أن لي مال مثل لفلان لعملت مثلما قال النبي r فهما في الأجر سواء، الله ما هما في الأجر سواء وفي حديث أهل الدثور دلهم على عمل ولم يقل في الأجر سواء حتى أنهم لم رجعوا بعد ذلك قالوا «قد علم أهل الدثور بما فعلنا ففعلوا مثلنا قال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» لم يقل لهم فعلتم عملت ما عليكم تأخذون مثل أجرهم، لماذا دلهم على عمل ولم يكتفي بمجرد النية؟
مايستفاد منن الحديث؟
الفائدة الأولى: أهمية النية الصالحة، وعظم فضلها حيث أن جميع الأعمال مدارها على النية.
الفائدة الثانية: مدار الثواب في الأعمال عند الله مرتبط بالنية الصالحة، وليس مجرد الفعل، ومن هنا لم ينتفع المنافقون بأعمالهم، وذلك لذهاب نيتهم الصالحة أو نقصانها.
الفائدة الثالثة: من فوائد النية أنها تميز العبادة من العادة، وتميز العبادات بعضها من بعض.
الفائدة الرابعة: بالنية الصالحة تتحول المباحات إلى مستحبات يثاب عليها الإنسان، مباحات مثل النوم، تنام لتتقوى على قيام الليل ، أو تنام لتستطيع القيام لصلاة الفجر،ففي هذه الحالة، صار نومي كله أجر كما قال معاذ ( إني لاحتسب نومتي كما احتسب قومتي)، فبالنية الصالحة تتحول المباحات إلى مستحبات يثاب عليها الإنسان.
الفائدة الخامسة: بعض الناس عندما تدعوه للصلاة ،يتعلل بأن أهم شيء النية فهذه نية فاسدة ، إنما النية الممدوحة التي ترتبط بالعمل، ولذلك ابن القيم له تعبير جميل جدا يقول: ( النية بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء) النية روح، والعمل كالجسد الذي إذا فارق الروح فموات، وكذلك العمل إذا لم تصحبه النية فحركة عابث، فالنية روح ولابد للنية من عمل.
الفائدة السادسة: من أساليب التعليم ذكر قاعدة ثم ذكر مثال يوضحها فذكر الأمثلة لابد منه في التعليم.
الفائدة السابعة: قول ابن المبارك رب عمل كبير تصغره النية، وقد تفسده، يعني مثل الرجل الذي هاجر من أجل ، المرأة ، ولذلك أريد أن أنبهكم أن الله U مطلع على النوايا التي في القلوب فانتبه، أنت جئت تطلب العلم لله لا لدنيا تصيبها ولا لامرأة تنكحها، فلا تكن مهاجر امرأة معينة ، إنما كن مهاجر إيه لله ورسوله.
الفائدة الثامنة: أشد ملهيات الدنيا ومنقصات الدين الشهوة، ولذلك قال النبي r «لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَة» فخص المرأة.
الفائدة التاسعة: الوساوس والخواطر التي ترد على النية لا تؤثر عليها ما لم تغير أصل النية، مثاله: عقد نية لله جاء له وساوس وهو يعمل العمل فإذا دفعها كان في جهادًا لله U ولا تضره هذه الوساوس، فالوساوس والخواطر والواردات التي ترد على النية لا تؤثر عليها ما لم تغير أصل النية، فأصل النية لله U مثلما من قام يصلي وهو في الصلاة دخل داخل فحسن صلاته أو زاد في ورد القراءة،فطالما أنت ترد هذا الوساوس أنت في جهادا شرعي تؤجر عليه، ولكن يضر الوسواس إذا استرسلت معه وحسن صلاته أو أطال في القراءة من أجل هذا الداخل ،يأتي الوسواس يوقف صلاته أو ركوعه وسجوده من أجل ذلك.
مسألة هامة:الوساوس التي تأتي أحيانًا في الصلاة النية محلها القلب إنما الأعمال بالنيات، .
قاعدة هامة: (النية تتبع العلم فمن علم فقد نوى)، مثلا: غدا أول يوم في رمضان فاشترى السحور وتسحر كي يصوم الغد، فقد نوى، جاء الآن ليصلي العشاء فيقول : النية شرط للصلاة لابد أن أدقق المسألة ، وأحدد اتجاهي،ففي هذه الحالة إنما هي وساوس، لابد أن يتركها هذ،إنما يقدم على عمله ويعلم أن الله يطلع على قلبه والنية محلها القلب والجهر بالنية بدعة كما هو معلوم عند أهل العلم.
هذا الحديث والحديث الآتي هما أطول يعني حديثين في الأربعين فاعذرونا هذه المرة والمرة القادمة إن شاء الله U بعد ذلك المسألة ستكون يسيرة إن شاء الله تبارك وتعالى.
انتهى الدرس الأول نسألكم الدعاء ( أختكم أم محمد الظن)

ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-11, 08:33 PM   #4
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

الأربعون النووية الحديث الأول
إن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أعمالنا وسيئات أعمالنا، فإنها من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
أما بعد.
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وإن وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
معنا بفضل الله ومنه الحديث الثاني من هذه الأربعين المباركة للسيد الحصور الإمام النووي عَنْ عُمَرَ t قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r ذَاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ r. فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r.«الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْت. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثت مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟ قَلَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ».
هذا الحديث كما يسميه بعض أهل العلم، يسميه بأم السنة كما أن الفاتحة هي أم القرآن وذلك لأن جميع السنة تعود إلى هذا الحديث، وهذا الحديث قد اشتمل في كلماته هذه الموجزة في اللفظ الكبيرة في المعنى اشتمل على الشريعة كلها ففيه بيان العقيدة لبيان أركان الإيمان الستة، وفيه بيان الشريعة بذكر أركان الإسلام الخمسة، وفيه الكلام عن السلوك والأخلاق لذكر الإحسان، هذا الحديث كما ترون إن عمر t وقد مرت معنا ترجمته كان جالسًا عند رسول الله r فأتى جبريل في هذه الهيئة التي وصفها عمر جاء متعلما في حسن أدبه، وحسن سؤاله، ومعلما لغيره من الصحابة عن طريق أنه كان متسببًا في السؤال.
اليوم لأن الفوائد التي ذكرها الشيخ العثيمين طويلة فندخل على الفوائد مباشرة وإذا وجدت فائدة في الحديث في رواية أخرى لهذا الحديث ذكرتها ونحن نسير، وآمل من الله U أن يشرح لي صدري، وأن ييسر لي أمري، وأن يحلل عقدة من لساني فتفقهوا قولي، اسأل الله ذلك إنه ولي ذلك ومولاه.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى يستفاد من الحديث مايلي:
الفائدة الأولى -أن من هدي النبي rمجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي r .
الفائدة الثانية:ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عشرة من الناس ومجالسة وألا ينزوي عنهم.
الفائدة الثالثة: هناك فائدة لم يذكره الشيخ قبل هذه الفائدة وهي قوله: «إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ»، هنا عمر رأى هذا الداخل فلفت نظره هذا المنظر الذي جاء به فوصفه بأمرين كلاهما مدح، أمر هو مكتسب، والأمر جبلي، ماوصف به عمر رضي الله عنه الداخل:وصفه بوصفين:
الوصف الأول المكتسب: « شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، »، وهو أن هذا الطالب الذي أتى معلمًا ومتعلمًا أتى في أحسن ثوب وأحسن زي، ومن السنة لبس البياض كما قال النبي r«البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم»
الوصف الثاني الجبلي: « شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ» في رواية ابن ماجة قال شعر الرأس، فإذن أتى فيظهر رأسه، ويظهر أنه كان شديد السواد في رأسه.
ما يجب علي طالب العلم حال مخالطته للعلماء ولإخوانه :
يجب علي طالب العلم حال مخالطته للعلماء ولإخوانهأن يلبس ثيابًا نظيفةً لسنا صوفية يقولون أن المرقع أو الملابس المتسخة دلالة على الزهد نقول أبدًا إنما اختيار الثياب ولبس هذه الثياب بهذه الطريقة سنة، وذكر هذه الصفة في هذا الحديث دلالة على أنها صفة مدح ،وهذه المسألة تؤثر في نفوس من يراه.
والصفة الأخرى: ‏ « لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ»، أي مع هذا البياض الشديد وشدة سواد الشعر لا يرى عليه غبار ولا يرى على ثوبه أشياء من التي تعرض للمسافر في سفره من اتساخ الثوب وغيرها، قال: «وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ»، طبعا هنا قال لا يرى عليه أثر السفر، في رواية عند أبي يعلى قال: « لا نرى عليه أثر السفر» وكأن هذا المنظر شغل الصحابة كلهم لما دخل بهذا المنظر الأنيق نظروا إليه جميعًا.
كذلك أيضا الفائدة التي ذكرها الشيخ مجالسة النبي r لأصحابه، بعض طلبة العلم قد يظن أحيانا أن الانزواء والعزلة عن باقي إخوانه هذا هو المقصود، نقول لا إنما العزلة بقدر، والخلطة أيضا تكون بقدر كما سيبين الشيخ.
الفائدة الرابعة: ومن فوائد الحديث أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسانعلى دينه، فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل؛ لقول النبي r: «يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن».
وهذا الحديث رواه البخاري ورواه أبو داود عن أبي سعيد الخدري، يقول يوشك أي يقترب، اقترب أن يكون خير مال الرجل، وفي رواية أبي داود «مال المسلم غنما» وهنا قال « غنم يتبع بها شعف الجبال»، وشعف الجبال- أي أعلى الجبال، ومواقع القطر: أي المطر.
لماذا يفعل ذلك؟ قال« يفر بدينه من الفتن».فالمسلم مطالب أن يفر من الفتن ولا يواجه هذه الفتن ، مغترًا بقوة إيمانه، فإن الفتن خطافة.
الفائدة الخامسة: ومن فوائد هذا الحديث:أن الملائكة - عليهم الصلاة والسلام - يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر؛ لأن جبريل - عليه الصلاة والسلام- طلع على الصحابة على الوصف المذكور فيالحديث رجل شديد سواد الشعر، شديد بياض الثياب، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه من الصحابة أحد.
فائدة مهمة
وهو أن الذي أخبرهم أن هذا جبريل، الوحي المعصوم النبي r قال: هذا جبريل، فبعض الناس قد يقول أنه تأتيه الملائكة، نقول ما الدليل؟ فلو أن شخصا أتاك قال لك أنا جبريل وأتيتك الآن أسلم عليك، تصدق أم لا، ليس عندنا برهان ولا دليل، ولذلك هذا مسلك خطير جدا أن الناس يأخذوا هذا الحديث فيقولون أنه يجوز أن تتصور الملائكة أو يتصور الجن في صورة آدمي كما في بعض الأحاديث يقول يخرج فيكلمني ويفعل كذا واستعين به في كذا وكذا، نقول من الذي أدراك أن هذا ملك، يذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى: (في تلبيس إبليس على المتعبدين في قصة الحارث الكذاب قال وكان يخرج بأصحابه إلى دير المِران فيريهم أشخاص بيض على خيول فيقول هذه هي الملائكة، )من الذي أدرانا، نحتاج إلى وحي حتى يقول أن الذي أتاك هو ملك حتى نتيقن من هذه المسألة، فدع عنك، كل ما يقوله الصوفية الذين يغالون في هذه القضية، فانتبه،لأن بعض من انتسب أو من ينسب إلى العلمقال كنا جالسين مرة في مكة واختلفنا في مسألة فأتانا شخص فقال يا مشايخ انتبهوا إلى الاسم المُعرَّف في قوله ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾ [الزخرف: 84]. قال انظر إلى الاسم المُعرَّف لتحل لكم القضية، قال فوجدنا الحل فلما انصرف طلبناه فلم نجده فيقول هذا الشيخ يقول فظننت أنه ملك، من الذي أخبرك المسألة تحتاج إلى وحي يخبرنا أن هذا هو ملك.
الفائدة السادسة:حسن أدب المتعلم أمام المعلم حيث جلس جبريل - عليه الصلاة والسلام أمام النبي rهذه الجلسة.
هنا نأخذ فائدة كلمة (أمام النبي) فلا ينبغي أن يجلس الطالب بجوار المعلم أو خلفه ليكون الإقبال بينك وبين المعلم على جهة الإقبال المطلوب.
قال: (هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعدادلما يلقى إليه)، الجلسات أنه لا يجلس مستندًا إلى شيء في غير اتجاه المعلم، بعض أهل العلم يذكرون أنه ينبغي أن يغطي رجليه أيضًا بثوبه إذا جلس .
قال: (والاستعداد لما يلقى إليه، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ،) هنا أسند ركبتيه إلى ركبتيه أي ركبة جبريل u إلى ركبة المصطفى عليه الصلاة والسلام وهذا فيه الإقبال على العالم، والقرب منه عند المحادثة لئلا يحتاج إلى رفع صوت وإلى إزعاج فيقترب منه ويضع رجله إلى ركبتيه إلى ركبتيه، ولذلك يقول أهل العلم قاعدة: «أن من احتَرم احُترم، ومن أقبَل أُقبل عليه ولا يستفيد طالب العلم من المعلم بمثل الأدب»، أحفظوا هذه بمثل الأدب.
قال: (وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ) هنا اختلف أهل العلم، ووضع كفيه على فخذيه بعض أهل العلم قالوا أن هذه الضمائر تعود إلى جبريل u أي ووضع كفى نفسه على فخذي نفسه، وبعضهم قال ووضعه كفيه على ركبتيه أي وضع جبريل كفيه على ركبتي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا التأويل الثاني وهو وضع كفيه على ركبتيه يسانده الحديث الصحيح الذي عند النسائي، قال وفيه وضع يده على ركبتي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فظهر المراد، يبقى إذن الأقرب أن جبريل وضع يده على ركبتي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم.
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-11, 08:34 PM   #5
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

قال بعض أهل العلم: أن هذا فيه حسن أو فيه ؟؟؟ الدلال بينه وبين النبي rوبعضهم: قال أنه فعل ذلك للتعمية وهذه كانت عادة الأعراب أنهم يفعلون مثل ذلك. فعلى كُل الأقرب ما رواه النسائي بسند صحيح من حديث أبي هريرة أن عمر t قال: (وضعه يده على ركبتي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم).
الفائدة السابعة: جواز دعاء النبي rباسمه، لقوله: «يا محمد». وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي: قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضً﴾ [النور: 63]
في الآية تفسيرات (الأول):هذا نهي من الله U قال ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ أي عليكم أن تبجلوه، وأن تسودوه وأن تحترموه الاحترام الكامل فلا ينادي أحدكم عليه بمثل ما ينادي على أخيه يعني لا يقال له يا محمد r ولا يقال يا أبا القاسم إنما يناديه بـ يا رسول الله، يا أيها النبي كما ناداه الله U في كتابه.
التفسير الثاني: التفسير الثاني للآية ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضً﴾ أي لا تظنوا أن دعاء النبي على أحد منكم كدعاء أحدكم على أخيه فإن دعاء النبي مستجاب وأما أنتم فلستم كالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على التفسير الذي معنا.
قال: يحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي الله تعالى عن ذلك على أحد التفسيرين كما بينا (ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى رسول الله rفينادونه باسمه: يا محمد. وهذا أقرب؛ لأن الأول يحتاج إلى التاريخ).
في الحقيقة هناك احتمال ثالث: وهو ما راودني وقرأته لبعض أهل العلم وهو لا تجعلوا أي أنتم أيها البشر أما هذا النهي ليس مراد منه الملائكة.
فيكون عندنا ثلاث إجابات عن قوله يا محمد:
الأمر الأول: أن هذا قبل النهي، وهذا قد يكون بعيدًا لأننا نعلم ما هو تاريخ النهي حتى نعلم الناسخ من المنسوخ.
الأمر الثاني: أنه على عادة الأعراب وقد جاء جبريل u في هذه الهيئة متخفيًا حتى لا يعرفه الصحابة في بادئ الأمر.
الأمر الثالث: أن هذا مختص ببني آدم وليس مختصا بالملائكة، وهو أقرب إلى نفسي.
الفائدة الثامنة:جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم؛ لأن جبريل كان يعلمالجواب؛ لقوله في الحديث «صدقت» ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حولالمجيب فإن ذلك يعتبر تعليما لهم.
إذن من الممكن أن يكون عندك فائدة وأنا مررت على هذه الفائدة فلم أذكرها فتقول طيب يا شيخ أليس كذا كذا، فانتبه أنا أن هذه الفائدة قد فاتت وأنت تعرفها فيتعلم الغير بذكر الفائدة فيكون الجميع قد تعلموا بسببك أنت فتؤجر بهذه الفائدة، أما سؤال المتعنت الذي يريد أن يثبت أنه، عنده عضلات مفتولة في العلم يأتي يسأل أسئلة محيرة لشيخه يقول سألته في عشر مسائل ولم يجيبني عن واحدة، وكأن المشايخ يعرفون كل شيء هذا كلام باطل ولذلك السلف كانوا يقولون: من فاته أو «من أخطأ لا أدري أصيبت مقاتله»، سئلنا ألف مسألة فعلى كم نجيب كي تصير شيخًا ليس هناك نسبة قد تكون عالم فعلا وقد تكون في كلها ،( لا أدري)، وهذا عبد الله بن عمر t سئل عن مسألة فقال لا أدري، فقال له السائل أنت صاحب رسول الله وتسأل عن مسألة وتقول لا أدري، فأقبل إلى نفسه ، وقال سئل أبو عبد الرحمن عما لا يعلم فقال لا أعلم، لابد أن أنت تشجع نفسك على هذه المسألة، لأن طبعا النفس تحتاج إلى ؟؟؟ فالخوف من أن يُقال جاهل، أو لم يدرس المسألة، أولا يعلم هذا الباب من الفقه، ليس هناك مشكلة أبدا إنما المشكلة أنك تقول على الله U ما لا تعلم فإن القول على الله بغير علم أشد جرما من الإشراك بالله ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]. إياك، إياك، ولذلك هذا الترتيب.
كما يقول ابن القيم : (بدأ بأسهلها وثنا بأشدها وثلث بأغلظها، ثم ربع بهذه التي تدمر الإنسان) فإياك قل لا أدري وبكل فخر قول الله ورسوله أعلم فهذا كان ديدن السلف، وهذا ركن ركين من مدرسة أصحاب الحديث، أو فقه أهل الحديث، أهل الحديث لهم مدرسة خاصة بهم من أحد عمدها قولهم لا أدري، فإياك أن تخطئ لا أدري، يقول بعض الناس أنا شيخ والتحيت وإذا سئلت لن أستطيع الإجابة، إذًا لن ألتحي الآن، نقول له يا عم الشيخ اتق الله ،هل الصحابة كانوا يعلمون كل شيء، لا أبدا، فإياك إياك من هذا الظن السيئ أو أن تظن في غيرك أنه إذا قال لا أدري أنه لا علم عنده أبدًا، إنما قد تكون مسألة مشتبهة على العالم يحتاج فيها إلى أن يراجع أحد الأدلة .
الفائدة التاسعة: ومن فوائد: أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنيةعلى السبب؛ لقول النبي r: «هذا جبريل أتاكم يعلمكمدينكم». مع أن المعلم هو الرسول - عليه الصلاة والسلام - لكن لمّا كانجبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول -عليه الصلاة والسلام - هو المعلم، قال يعلمكم.
الفائدة العاشرة: بيان أن الإسلام له خمسة أركان؛ لأن النبي rأجاب بذلك وقال: «الإسلام أن تشهد إلى آخر ما ذكره».
الفائدة الحادية عشر: أنه لابد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقنا بها بقلبه أن لا إله إلا الله. عض على هذه الفائدة بالنواجذ كلمة شهد( أي أقر بلسانه عن علم ويقين بقلبه) إذن كلمة شهد اعتقاد وعمل، اعتقاد بالقلب وإقرار باللسان، فلابد أن تشهد أي:أن تعلم وتتيقن أنه لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وأن تقر بلسانك بذلك، ولذلك يقول أهل العلم: أن من شروط الحكم عن الرجل بالإسلام أن ينطق الشهادتين بلسانه مع قدرته، يعني لو واحد أتى فعلم وتيقن أن هذا الدين هو دين الحق، وأن الله تصرف إليه العبادة وحده، فلم ينطق الكلمة، هل نقول هذا مؤمن أو هذا مسلم، الجواب: لا وإلا أبو طالب كان يقول: ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا ومع ذلك لم يدخله ذلك الإسلام بل كان النبي r يقول له «يا عم كلمة أحاج لك بها عند اللهU».
فالشرع مبني على أشياء منها أنه لابد من النطق بالشهادة مع علم القلب ويقينه إذا لم يكن هناك علم للقلب ويقين ونطق الإنسان هذه الكلمة عصم دمه وماله في أحكام الدنيا الظاهرة، ولكن لم يكن مؤمنا عند الله U إنما كان منافقا كحال المنافقين نطقوا بالكلمة لعصمة الدماء والأموال وهم عند الله في الدرك الأسفل من النار وهم كفرة والعياذ بالله،.
يبقى قال: لابد أن تشهد أي أن تعلم بقلبك وتتيقن وأن تقر بلسانك أن لا إله إلا الله فمعنى: (لا إله إلا الله أي لا معبود حقا إلا الله فتشهد بلسانك موقنا بقلبك أنه لا معبود من الخلق من الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين أو الشجر أو الحجر أو غير ذلك حق إلا الله، وأن ما عبد من دون الله فهو باطل، لقول الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ[الحج: 62]. ففي بعض روايات الحديث قال: « أن تشهد أن لا إله إلا الله» في روية أخرى عند مسلم من حديث أبي هريرة قال: «ما الإسلام؟ قال أن تعبد الله لا تشرك به شيئا» إذن تفسير لا إله إلا الله هي أن تعبد الله لا تشرك به شيئا، وكلمة شيئا نكرة في سياق النهي فتعم أي لا تشرك به لا ملك مقربا، ولا نبي مرسلا، ولا حجرا، ولا شجر، ولا غير ذلك.
الفائدة الثانية عشر:ومن فوائد هذا الحديث: أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمدا رسولالله، وهو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي، ومن أراد تمام العلم بهذاالرسول الكريم فليقرأ القرآن وما تيسر من السنة وكتب التاريخ.
لابد من تمام المعرفة بالنبي r قراءة التاريخ، ولكن قراءة المحب .
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-11, 08:35 PM   #6
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

الفائدة الثالثة عشر: أن رسول الله rجمع شهادة أن لاإله إلا الله، وأن محمدا رسول الله في ركن واحد؛ وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين: الإخلاص لله: وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله.
والمتابعة لرسول الله r: وهو ما تتضمنه شهادة أن محمدارسول الله؛ ولهذا جعلهما النبي rركنا واحدا في حديث ابنعمر حيث قال: بني الإسلام على خمس، فذكر الشهادة، .
الفائدة الرابعة عشر: أنه لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة، وإقامة الصلاة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاء به الشريع، ولها -أي: لإقامة الصلاة إقامة واجبة، وإقامة كاملة،فالواجبة: أن يقتصر على أقل ما يجب فيها،والكاملة: أن يأتي بمكملاتها على حسب ما هو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء، ولذلك قالوا إقامة الصلاة أما بدوامها والمحافظة عليها وإما بإتمامها على وجهها.
قال: (وإيتاء الزكاة، أي إعطاؤها إلى مستحقيها، وصوم رمضان: فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال،
وأما حج البيت: هو القصد) الحج لغة: بمعنى القصد، شرعًا:قصد مخصوص لأداء القرب ومنها حج البيت أو قصد البيت على جهة التقرب والطاعة.
قال: (وقيد بالاستطاعة؛ لأنالغالب فيه المشقة، وإلا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الاستطاعة؛ لقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، ومن القواعد المقررة عند العلماء: أنه لا واجب مع عجز، ولا محرم مع الضرورة).
أي إذا كان هناك أمر واجب والإنسان عجز عنه فأقول أن هذا العجز يسقط عنه به هذا الواجب لا يكون واجبا عنه ، مثلا القيام في الصلاة وركن، فإذا لم يستطع القيام نقول أنه لم يكن واجبا على هذا الشخص غير المستطيع لأن العجز لا يوصف صاحبه لا بإيجاب شيء عليه ولا باستحباب شيء عليه.
قال: (ولا محرم مع الضرورة ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام: 119]. فمع الضرورة...............
الفائدة الخامسة عشر: وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد rبالصدق، لأنه قال أنه كان يسأله، قال أخبرني ثم يقول صدقت فقوله أخبرني فيه فائدة أن النبي r إنما يتكلم بالخبر، وعن طريق الوحي وقوله صدقت أنه هو الصادق r المصدوق بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وآله وسلم.
الفائدة السادسة عشر: أن الإيمان يتضمن ستة أمور: وهي كما ذكرها: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر خيره وشره.
الفائدة السابعة عشر:التفريق بين الإسلام والإيمان، وهذا عند ذكرهما جميعا، فإنه يقصر الإسلام بأعمال الجوارح، والإيمان بأعمال القلوب)،هذا من ناحية أن الإسلام يقولون هو عمل ظاهر، والإيمان هو عمل الباطن إذا اجتمعا، وإذا افترقا صار كل منهم يشتمل على معنى الآخر أيضًا.
ولكن هنا فائدة في الحديثة مهمة في قوله شهد، أن شهد كما ذكرنا أنها اعتقاد وقول عمل، يبقى إذن الإسلام لا يصح من العبد إلا إذا كان معه قدر مجزئ من الإيمان، شهد أي اعتقد فأقر فهذا جزء من الإيمان، فالمسلم لابد أن يكون معه قدر مجزئ من الإيمان وإلا إذا لم يكن معه كان منافقا ، نطق بالكلمة ظاهرا وليس عنده الباطن.
والأقرب إلى أن التقسيمة التي معنا في الحديث: هي أن الإسلام ذكر الأشياء التي يدخل بها الإنسان الإسلام وهي الشهادة مع وجود القدر المجزئ من الإيمان، ويكون الإيمان المذكور في الحديث هو الإيمان الكامل كمال وجوب أو كمال استحباب، ويكون الإحسان هو أعلى درجة منهما، ولذلك العلماء يقولون أن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا، أي ليس كل مسلم مؤمن، ليس كل مسلم قد حصل الإيمان الواجب أو المستحب إنما لابد في الإسلام أن يكون معه قدر مجزئ من الإيمان.
الفائدة الثامنة عشر:أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها؛ ولهذا قدمه النبي rفقال: «أن تؤمن بالله».
والإيمان بالله يتضمن: الإيمان بوجوده، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته، ليس هو الإيمان بمجرد وجوده، بل لابد أن يتضمن الإيمان هذه الأمورالأربعة: أن تؤمن بوجود الله، وإن تؤمن بربوبيته، أنه هو والخالق والرازق والمحي والمميت، والذي يدبر الأمر والذي له الملك والملك، وأنه السيد الذي يشرع الذي له حق الأمر والنهي، وكذلك وألوهيته، أن العبادة لا تصرف إلا له سبحانه وتعالى ولا يشرك معه أحدا وأن تؤمن بأسمائه وصفاته.
الفائدة التاسعة عشر: إثبات الملائكة، والملائكة: عالم غيبيوصفهم الله تعالى بأوصاف كثيرة في القرآن، ووصفهم النبي rفي السنة، وكيفية الإيمان بهم أن نؤمن بأسماء من عينت أسماؤهم، ومن لم يعين بأسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالا).
أي نقول أن لله ملائكة من ذكر اسمه صار الإيمان بهم هنا على التفصيل واجبًا في حق هذا الشخص، ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ﴾ [البقرة: 285]، فهنا إجمال نقول آمنا أن هناك ملائكة لله U، فإذا أتانا ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ﴾ [البقرة: 98]. علمنا أن هناك ملك يسمى جبريل، وملك يسمى فيجب هنا الإيمان على التفصيل والتعيين.
قال: (ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التييقومون بها ما علمنا منها، ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها) يعني وصف مثلا جبريل بأنه شديد القوى، فنؤمن أنه كذلك وأتى في السنة أن له ستمائة جناح فنؤمن بذلك أيضًا.
قال: (وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم، وأن نحبهم؛ لأنهم عباد الله قائمون بأمره، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ولَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنهَارَ لَا يَفْتُرُونَ [الأنبياء: 19،20]، ﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ﴾ يعني لا يستنكفون عن عبادته، ﴿ولَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ يعني لا يتعبون ولا يملون، الاستحسار : التراجع، فلا يستحسرون يعني لا يتعبون ولا يملون، ولذلك قال ﴿لَا يَفْتُرُونَ﴾.
الفائدة العشرون:وجوب الإيمان بالكتب قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ﴾ [الحديد: 25].
فنؤمن بكل كتاب أنزله الله على رسله، نؤمن أيضًا إجمالا بالكتب، ونؤمن تفصيلا للكتب التي ذكرت عندنا، الكت(مثل القرآن، والتوراة، والإنجيل، والزبور الذي أنزل على داود ﴿وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا﴾[النساء: 163] والصحف التي أنزلت على إبراهيم، والصحف التي أنزلت على موسى)، بعض أهل العلم يقولون الصحف التي على موسى هي التوراة، وبعضهم يقول غيرها فأيا كان فهذه الستة ينبغي الإيمان بها على التفصيل.
قال: (أما تفصيلا الكتب السابقة جرى عليها التحريف، والتبديل والتغيير، فلم يمكن للإنسان أن يميز الحق منها من الباطل، وعل هذا فنقول: نؤمن بماأنزل الله من الكتب على سبيل الإجمال، وأما التفصيل فإننا نخشى أن يكون مما حُرّف وبُدّل وغُيّر، هذا بالنسبة للإيمان بالكتب. أما العمل بها فإن القرآن لما نزل كان ناسخا لكل الكتب السابقة عليه
الفائدة الحادية والعشرون:وجوب الإيمان بالرسل - عليهم الصلاة والسلام- فنؤمن بأن كل رسول أرسله الله فهو حق أتى بالحق، صادق فيما أخبر، صادقبما أمر، نؤمن بهم إجمالا، وتفصيلا، إجمالا ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ [غافر: 78].فهناك قصص لم تقصص علينا، وتفصيلا كل من ذكر اسمه في القرآن نؤمن به كذكر الخمسة الذين هم من أولي العزم من الرسل كما في قوله ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ﴾ [الأحزاب: 7] ومنك: أي من النبي r،
الفائدة الثانية والعشرون: قال الإيمان باليوم الآخر، واليوم الآخر: هو يومالقيامة، وسمي آخرا؛ لأنه آخر المطاف للبشر
فإن للبشر أربعة دور:
الدار الأولى: بطن أمه.
والدار الثانية: هذه الدنيا.
والدار الثالثة: البرزخ.
والدار الرابعة: اليوم الآخر، ولا دار بعده، فإما إلى جنة، وإما إلى نار.
والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-«كل ما أخبر به النبي rمما يكون بعد الموت، فيدخلفي ذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه)، قوله من ربك؟ من كنت تعبد هكذا ورد التصريح بها في حديث عند أبي داود في كتاب البعث، قال من كنت تعبد، فالسؤال هنا عن الإلهية الربوبية تستلزم الإلهية، والإلهية تستلزم الربوبية أيضا وتتضمن الأسماء والصفات، فإذن من ربك: أي من كنت تعبد،وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب».
الفائدة الثالثة والعشرون: وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره فالإيمان بالقدر على أربع مراتب، أو أربع نقاط:
مراتب الإيمان بالقدر.
الأول: أن تؤمن أن الله محيط بكل شيء علما جملة وتفصيلا أزلا وأبدا، أي أن الله علمه لم يسبق بجهل، ولا يتبعه نسيان، فالله هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء.
الثاني: أن تؤمن بأن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة، إذن علم الله U كل شيء فخلق القلم وقال له أكتب فكتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن إلى يوم القيامة.
الثالث: أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله لا يخرج شيء عن مشيئته، أي مشيئة الله النافذة، ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: 30].
الرابع: أن تؤمن بأن الله خلق كل شيء، فكل شيء مخلوق لله U سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر، وإخراج النبات، أو من فعل العبد وفعل المخلوقات، فإن فعل المخلوقات من خلق الله U، لأن فعل المخلوق ناشئمن إرادة وقدرة، أنت الآن تفعل شيء تكتب الآن مثلا هذه الكتابة تحتاج إلى أمرين حتى توجد هذه الكتابة، الإرادة، والقدرة، فالله خلق الإرادة، وخلق القدرة فكان الفعل الذي فعلته وهو الكتابة فالكتابة أيضا مخلوقة لله U، مثال توضيحي:، إنسان تزوج الأب مخلوق ،والأم مخلوق فإذا أنجب ولدا الولد هو مخلوق كذلك، هل يستطيع الولد أن يقول أن هذا من فعلي وليس من فعل الله، لا نستطيع قول ذلك،إنما نقول هذا خلق الله U نعم أنت كنت سببا أعطاك الله القدرة، وأعطاك الإرادة فأوجد هذا الولد فهو مخلوق أيضا لله U.
(والعبد وصفاته مخلوقة لله U، فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى.
ولقد قدر الله U ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، وهذا ثابت في حديث عبد الله بن عمرو ابن......
فما قدر على الإنسان لم يكن ليخطئه، وما لم يقدر له لم يكن ليصيبه، هذه أركان الإيمان الستة بينها رسول الله rولا يتم الإيمان إلا بالإيمان بها جميعا، وأن نؤمن بالقدر خيره وشره، .
هل في قدر الله شر؟ نقول أن القدر يطلق على معنيين، المعنى الأول: هو فعل الله U الذي هو التقدير، والمعنى الثاني: يطلق على المقدور- أي الشيء الواقع على العبد،ففعل الله U كله خير كما قال النبي r «والشر ليس إليك» أي لا ينسب إليه شر، وقال تعالى: ﴿بِيَدِكَ الْخَيْرُ﴾ [آل عمران: 26]. فالله U بيده الخير ولا ينسب إليه الشر أي إلى فعله، إنما المقدور الواقع على العبد هو من الشر لأنه قد لا يلائمه إنسان أصيب بمرض هذا المرض شر ولا خير لهذا الإنسان، شر لأنه واقع عليه ويؤلمه هذا معنى الشر، إنما لما وراءه من الخير الذي قدر الله أن يكون منه زوال الذنوب والمعاصي، منه رفع الدرجات كما قال النبي r «ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة» فساعتها يعلم أن تقدير U له خير وإن كان هذا الأمر مؤلما بالنسبة له، إذا الشر بالإضافة إلى العامل إنما إلى فعل الله U كل فعل الله خير.
الفائدة الرابعة والعشرون:بيان الإحسان: وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه، فيحب أن يصل إليه، وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل، فإن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية أن يعبد الله عبادة خوف، وهرب من عذابه؛ ولذلك قال النبي r«فإن لم تكن تراهفإنه يراك». أي: فإن لم تعبده كأنك تراك فإنهيراك) هنا أن تعبد الله كأنك تراه، هذه عبادة، كما يقول عنها بعض أهل العلم يقولون هذه مرتبة المشاهدة، والمشاهدة هنا ليست بمعنى مشاهدة ذات الرب إنما مشاهدة آثار أسماء الله U،أن يعلم أن الله U سميع، فإذا تكلم بكلمة علم أن الله يسمعه هنا ، يشاهد أثر الصفة وهو أن الله مطلع عليه بسماع كلامه أو برؤيته، .
«قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَابِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها»، أما الساعة فلا يعلم أحد متى تكون إلا الله سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي﴾ [الأعراف: 187]. وإنما من أدوات الحصر أي علمها عند ربي لا عند غيره، ﴿لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾ سبحانه وتعالى.
«قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها»الإمارات الدلائل والعلامات كما قال تعالى: ﴿فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا﴾ [محمد: 18]. أشراطها:علامتها ، جمع شرط بفتح الشين والراء، شَرَط.
«قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا»، أن تلد الأَمَةُربتها- بمعنى سيدتها ومالكتها أي أن البنت التي هي ابنة لهذه الأَمَةُتكون هي السيدة، وتكون هي المالكة لأمها وهذا فيه إخبار من النبي r بأن هذا سيكثر حينما يوجد الإماء ويوجد الرقيق فكان الأمراء والملوك يتزوجون من الإماء فإذا تزوج الحر من الآمة فولدت بنتا هذه البنت تابعة للحرية لأبيها فتكون البنت حرة ومالكة أيضا لمال أبيها فتكون مالكة لأمها وتسمى أمها أم ولد في هذه الحالة، في بعض الروايات قال: «أن تلد الأَمَةُ ربها» وربها هنا بمعنى أيضا سيدها ومالكها وله نفس التأويل الذي مضى، في بعض الراويات قال «أن تلد الأَمَةُ بعلها» البعل في اللغة:أصله السيد المالك كما في قوله تعالى: ﴿أَتَدْعُونَ بَعْلًا﴾ [الصافات: 125]. أي أتدعون ربا، فيكون أن تلد الأَمَةُ بعلها أي ربها أي مالكها وسيدها ويكون التأويل كما ذكرناها، والبعل أيضا يطلق على الزوج وهذا تأويل حسنه النووي رحمه الله قال: يكثر بيعهن أيضا بيع الإماء بعد ما تلد وهذا من فساد الأحوال فتدور هذه الأمة مرة أخرى على أناس كثيرين قد تقع في يد ابنها فيشتريها ويتزوجها على أساس أنها زوجة وليست هي أمه، هذا تأويل ولكن يعني الأولى، أن نحمل هذه الثلاث روايات على معنى واحد وهو المالك والسيد لها، فالبعل هو المالك أو السيد فيكون بمعنى أيضا ربها كما في هذه الروايات.
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-11, 08:36 PM   #7
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

قال: «وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ» العالة :بمعنى الفقراء.
«رِعَاءَ الشَّاءِ» - يقال لهم أيضا الرعاء وهم أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا، قال: «رِعَاءَ الشَّاءِيَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ» هذه من أمارات الساعة، أي علامتها، الأمارة عمومًا إذا ذكرت لا تقتضي مدحا ولا ذما إنما بعض الأمارات يكون فيه ذم، وبعضها يكون فيه مدحا، بما فيه ذم كهذه الأمارة التي معنا «وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ» هذه أشياء من الأشياء المذمومة، والأشياء الممدوحة كقول النبي r في حديث البخاري حديث عوف بن مالك أعدد ستا بين يدي، ذكر منها قال: «موتي ثم فتح بيت المقدس» فذكر أن فتح بيت المقدس من علامات ممدوح، إذن ذكر الأمارة أن نقول هذه أمارة من أمارات الساعة لا تقتضي مدح لها ولا ذما إلا بدليل آخر يدل عليها، في بعض روايات هذا الحديث قال: «وأن ترى الحفاة العراة الصم البكم ملوك الناس» ( صم بكم) لا يستفيدون بسمعهم ولا يتكلمون كلاما حسنا، صم بكم عمي في قلوبهم أيضا يسيرون هم ملوك الناس.
قال: ثُمَّانْطَلَقَ أي جبريل u- قال فَلَبِثَ مَلِيَّاً، من الذي يتكلم؟ سيدنا عمر t، مليا :أي وقتا طويلا، في رواية أبي داود وعند ابن ماجة أن النبي r أخبره بعد ثلاثة أيام قال: «فَلَبِثَ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِالسَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ»، وهذا من الأدب الجم أن ينسب العلم إلى عالمه، وأن الإنسان إذا لم يعلم قال الله ورسوله أعلم وهذا في الأمور الأخروية أما الأمور الدنيوية فبعد موت النبي r فنقول الله أعلم ، قَالَ: «فَإِنَّهُجِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ» في رواية أبي هريرة عند مسلم أن النبي r قال: ردوا علي الرجل فأخذ ليردوه فلم يردوا شيء أو فلم يروا شيء فقال الرسول r: «هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم» الجمع ما بين الروايتين أن قال لهم ردوا علي وبعدين قال لهم أن هذا جبريل، أن عمر جلس إلى أن مشى جبريل فمشى عمر فالنبي r قال للصحابة الباقين وكان منهم أبو هريرة ردوه علي فلم يروا شيئا ثم أخبر عمر بعد ثلاثة أيام، وفيها طبعا أن النبي r ذكر لهم أو أخبرهم من السائل حتى تقع هذه المسائل موقعا مهما عندهم.
هذا الحديث غاية في الأهمية نصحنا بعض المشايخ أن نعمل مع هذا الحديث فهرس إن أنت ترجع البيت تكتب الدين فوق لأن النبي r قال أتاكم يعلمكم دينكم، فهذا هو الدين ،أنت تسأل في قبرك ما دينك عن هذه الثلاثة، تسأل عن الإسلام، وتسأل عن الإيمان، فأنا أقول لك أكتب الفهرس هذا في البيت وكلما حضرت درسا في هذا المعهد المبارك إن شاء الله تبارك وتعالى مثلا أنتم تدرسون الآن الطهارة قل الطهارة شرط من شروط الصلاة وتقيم الصلاة ،لما تنتهي من الصلاة قل وتؤتي الزكاة إذا تعلم هذه المسائل نظريا وأعمل بها وأدعو إليها فأكون بذلك بفضل الله ناجيا من الناجين.
نسأل الله U أن يجمعنا مع نبيه في الآخرة في جنته ودار مقامته.
http://iti.s146.com/catplay.php?catsmktba=40
الرابط الصوتي
رابط تحميل التفريغ من صفحتنا علي الفيس بوك
تفريغات أم محمد الظن
http://www.facebook.com/profile.php?...655078&sk=wall
(أختكم أم محمد الظن)
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-11, 08:40 PM   #8
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

الأربعون النووية الحديث الثالث الدرس الثالث
إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أعمالنا وسيئات أعمالنا، فإنها من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد...
وصلنا بفضل الله ومنه وكرمه إلى الحديث الثالث من هذه الأربعين المباركة لهذا المبارك السيد الحصور أبو زكريا يحيى بن شرف النووي رحمه الله تعالى.
الحديث الثالثعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِة الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
هذا الحديث من جوامع الكلم حتى أن ابن مهدي وابن المديني قالوا:
إن مدار الأحاديث على أربعة: فذكروا منها حديث «إنما الأعمال بالنيات» وحديث «لا يحل دم امرئ مسلم» «وبني الإسلام على خمس» الحديث الذي معنا، وحديث« البينة على المدعي ».
صحابي الحديث: هو عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وكنيته كما ذكرت فهو أبو عبد الرحمن، عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أمه زينب بنت مظعون وهي أخت عثمان بن مظعون رضي الله عن الجميع، عبد الله بن عمر هو أحد العبادلة الأربعة المشهورين بالعلم والفتيا والزهادة توفي t قيل سنة ثلاثًا وسبعين، وقيل سنة أربع وسبعين من الهجرة وعمره قيل أربع وثمانين سنة، وقيل ست وثمانين سنة فرضي الله عنه وأرضاه.
الكلمات الغريبة:
بُنِيَ: بمعنى أسس، «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ» أي :على خمسِ دعائم وأركان شهادة : التكلم بها أي (بلا إله إلا الله )عارفًا لمعناها عاملاً بمقتضاها باطنًا وظاهرًا، و لابد أن تكون إقرار عن علم ويقين.
قال: «شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ» أي لا معبود حق إلا الله، أو لا معبود بحق إلا الله «وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ» الرسول من أوحي إليه بشرع جديد وأُمر بتبليغه قال: «وَإِقَامِة الصَّلَاةِ»الصلاة لغةً: الدعاء، شرعًا :أقولا وأفعال مخصوصة تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم.
قال: «وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ» إيتاء بمعنى إعطاء.الزكاة لغة: الطهارة والنماء، وشرعًا: جزء من المال عند مالك النصاب يعطى للمستحق الذين هم الأصناف الثمانية المذكورة.
«وَحَجِّ الْبَيْتِ»الحج لغةً:القصد.وشرعًا: هو قصد البيت الحرام في زمن مخصوص على وجه مخصوص.
قال: «وَصَوْمِ رَمَضَانَ» الصوم لغة: الإمساك.شرعًا: إمساك مخصوص عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
المعني الإجمالي: نقول في هذا الحديث المبارك يمثل النبي r لنا الإسلام ببنيان له دعائم وأسس يبنى عليها قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ» كأن النبي r يخيل لنا ويمثل لنا الإسلام ببناء هذا البناء له أسس وله أركان يبنى عليها، هذه الأسس الخمسة المذكورة معنا في هذا الحديث لا يثبت البنيان بدونها و ما سوى هذه الخمسة من خصال الإسلام هي مكملات لهذا الإسلام، ولكن نضع ضابط إلا ما أتى دليل يدل على لزامه ووجوبه على المسلم .
شرح الكلمات بتفصيل بسيط.
يقول النبي r في أوله قال: «بني الإسلام على خمس» بني هذا الفعل يسميه العلماء (مبنيٌ لما لم يسمى فاعله ) أي لم نذكر الفاعل( الله عز وجل) للعلم به فبني الإسلام معناها أي بني الله الإسلام،كما في قوله تعالى ﴿وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28] وخلق الإنسان، (خُلِقَ)(فعل مبنيٌ لما لم يسمى فاعله) لماذا لم يُسمى فاعله؟لأنه معلوم، تقول ﴿وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ أي و(خلق الله) الإنسان ضعيفا أي أمام الشهوات فهو ضعيف لا يتمالك ليس له عزم،فيكون معني اللفظة: أي أسس الله الإسلام على خمس دعائم أو أركان.
قال «بني الإسلام على خمس»: الإسلام لغة: في حقيقته الاستسلام والخضوع
الإسلام شرعًا يطلق على ثلاث معان:
المعنى الأول الإسلام الخاص: وهو الذي أرسل به محمد r وهذا الإسلام يطلب من جميع الخلق أن يدخلوا فيه أتى دين الله U مع نبيه فلزم كل الخلق أن يدخلوا في هذا الإسلام الخاص قال تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]، وفي حديث أبا هريرة عند مسلم أن النبي r قال «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار».
فإذن ببعثة النبي r صار دينه هو الدين المطلوب وغيره من هذه الأديان الأخرى صارت أديان باطلة كمثل النصرانية، واليهودية ، وهذا فيه رد على من يقول المؤمن من أهل الأديان يقول طيب هو يهودي أو نصراني أو غيره، المؤمنون من أهل الأديان نقول ببعثة النبي r«لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار».
وكذلك أيضا في حديث لذة الإيمان، ذاق حلاوة الإيمان من هذه الثلاثة قال: «وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار».
في إحدى الألفاظ عند مسلم قال: «وأن يكره أن يعود يهوديا أو نصرانيا كما يكره أن يقذف في النار» فنحن نقول أن من أتى الله U بعد بعثة النبي r بأي دين فهو غير مقبول ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾.
المعنى الثاني الإسلام العام: هو دين الأنبياء جميعًا كما في قوله تعالى ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19]. فنوح كان مسلما، وإبراهيم كان مسلمًا، وموسى وعيسى كلهم مسلمون، أي مسلمون الإسلام العام.
الإسلام العام معناه ثلاثة أشياء متراكبة ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الثلاثة أصول لما عرف الإسلام قال:
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-11, 08:41 PM   #9
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

(هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله،) أي ما من نبي إلا كان هذا دينه، الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، هذا هو الإسلام الذي هو دين الأنبياء جميعًا.
(الاستسلام لله بالتوحيد) أن يستسلم المرء ويخضع لله U بتوحيده- أي 1-(بإفراده في ربوبيته) أن يعلم أنه لا خالق، ولا رازق، ولا محي، ولا مميت، ولا ضار، ولا نافع، ولا يدبر الأمر، ولا يملك السمع والأبصار إلا الله سبحانه وتعالى وأنه هو مالك الملك لا مَالك غيره، ولا ملِك غيره، وأنه سبحانه السيد الذي يأمر ويُطاع سبحانه وتعالى.
2-(وكذلك يُفرده في إلهيته) بأن يصرف العبد العبادات الباطنة والظاهرة محبته، وخوفه، ورجاءه، وانكساره، وتوكله، وإخباته، وذبحه، ونذره، واستغاثته، ودعاءه كل هذه العبادات إنما تصرف لله U .
3-(كذلك يفرد بتوحيد الأسماء والصفات) أن يثبت له ما أثبته لنفسه في كتابه أو في السنة الصحيحة أو يصفه بما وصف به نفسه في كتابه أو في سنته الصحيحة من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تمثيل، ولا تكييف كما سيأتي معكم في التوحيد.
4-(كذلك يفرده ويستسلم له بالتوحيد في قضائه وقدره )فيعلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن على مراتب القضاء والقدر التي ذكرناها.
5-(كذلك يفرده في شرعه) أي يفرده في حكمه الشرعي وحكمه القدري، حكمه الشرعي، يعلم أنه لا يشرِّع إلا من، إلا الله سبحانه وتعالى، إذن الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة يعني إذا أمر تمتثل، وإذا نهى تنزجر، وإذا حد حدا لا تتعداه إلى غيره،.
(والبراءة من الشرك وأهلهأصل البراءة: البغض والبعد، فالبراءة من الشرك وأهله أنه يبغض هؤلاء المشركين ويبتعد عنهم وعن طريقتهم ولها لوازم أخرى يأتي تفصيلها عندكم في التوحيد، هذه البراءة من الشرك وأهله التي قالها إبراهيم u ﴿إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة: 4]. تقتضي أيضا أن يعتزل الكافرين كما قال إبراهيم u ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا* فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ﴾ [مريم: 48، 49]. يعتزل: أصلها البغض والبعد، ولكن يأتي سؤال.
هل معنى هذا أننا لا نستطيع أن نتعايش سلميا مع النصارى الآن؟
نقول هناك معتقد لابد أن يكون في القلب هذا المعتقد كما سيأتي معنا أيضًا ينفي ضده يعني إذا قلت أن الله إله واحد ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ فهذا معناه أنك تكره وتبغض من يقول أن لله ولد ، وإلا لم يكن لقولك ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ ثبات إذا اعتقدت أن غيرك لو قال أن له ولد أو أن هناك أب له أو أن هناك زوجة له أنه بهذا الأمر أنت وهو سيان لا فرق بينك وبينه هذا ما يكون أبدًا فإذا اعتقدت اعتقاد دل ذلك على نفيك وبغضك للاعتقاد الآخر هذا ،إنما معناه أننا نقول التعايش السلمي معناه تساوي الملل من يرضى بهذا؟هذا يخالف الشرع، ويخالف القدر أيضًا يعني حتى النصارى فيما بينهم على اختلاف طوائفهم أرثوذكس، وكاثوليك، وبروتستانت يكفر بعضهم بعضا وما أدل على ذلك من أن الرومان لما دخلوا إلى مصر عزلوا البطريرك من على كرسي رئاسته وأخذوا كل الكنائس وحولوهم غصبًا وعدوانا إلى الكاثوليكية، وكانوا يفعلون محاكم تفتيش لهؤلاء النصارى، من الذي أعادهم مرة أخرى إلى أماكنهم؟ إنه عمر بن العاص t فهذه القضية قضية التعايش السلمي هذه قضية أخرى إنما قضية الاعتقاد الحب والبغض في الله U هذه قضية لا ينبغي أبدًا أن نراهن عليها،.
هل النصارى كفار أم لا؟ بعض الناس يقول أنت بذلك تفت في عضد الوحدة الوطنية، من الذي قال إذا قلنا أن النصارى كفار فت في عضد الوحدة الوطنية؟ هم يقولون أننا كفار ، عندهم نص أن من لم يتعمد ولم يتغطس في عيد الغطاس عندهم فهو من المبعدين الكافرين الذين يستحقون النار، ماذا تقول له؟ تقول له :لا مانع أنني اعتقد أنه كافر وأتعايش معه سلميا في بيع وشراء في أخذ وعطاء لا نظلمهم حقوقهم، ولا نعتدي على أعراضهم ولا على بيوتهم، فإذن هذا هو الإسلام العام وهو،( الاستسلام لله بالتوحيد).
المعني الثالث للإسلام الإسلام بالمعنى الأعم: ذكرنا أن الإسلام(خاص، وعام، وأعم) الإسلام الأعم هو الاستسلام اللغوي الذي تقع تحته كل المخلوقات كما في قوله تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [آل عمران: 83].
ما الإسلام المراد معنا في الحديث؟ الإسلام الخاص الذي جاء به النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ» تقرأ شهادةِ بالكسر على أنها بدل من خمس ، وتقرأ بالرفع شهادةُ على أنها إما أنها مبتدأ لخبر محذوف تقديره منها شهادة أو هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي شهادة وقد تكون منصوبة، فالشيخ العثيمين ذكر الوجهين فقط قال( إما مرفوعة وإما مجرورة،) إنما هي إما منصوبة أيضا على أساس حذف فعل بمعنى أعني،(أعني شهادة )إذا قال القائل بني الإسلام على خمس (شهادةِ شهادةُ شهادةَ )المعنى كله صحيح،.
ذكرنا معنى الشهادة:التي هي التكلم بهذه الكلمة عارفًا لمعناها عاملاً بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا، قال: ( شهادة ُ أو شهادةِ أو شهادةَ)أن لا إله إلا الله، ومر معنا هذه الكلمة أيضا أنها بمعنى لا معبود حق إلا الله أو لا معبود بحق إلا الله لأن بعض الناس يجهل هذا المعنى كثير جدًا حتى من النظار من المتكلمين ، رجل يدعى السنوسي ألف كتاب أسمه أم البراهين في عقائد الأشاعرة هذا الكتاب ذكر فيه أن معنى لا إله أو الإله( هو المستغنى عما سواه المفتقر إليه كل ما عاده )ولكن ليس هذا هو معنى الإله، هذا معنى الرب إنما الإله بمعنى المعبود، ولذلك المفاصلة، والمخاصمة بين الأنبياء وبين من أرسلوا إليه إنما هي ، في هذا المعنى الذي هو بمعنى أن الإله بمعنى المعبود الحق الذي تصرف إليه العبادة ، فكفار قريش كانوا يؤمنون بأن الله هو الخالق ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [الزخرف: 87]. ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ [الزخرف: 9]. و يعرفون الربوبية ويعرفون الأسماء والصفات قالوا ﴿الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾، و كذلك من الكفار من يؤمن بالبعث، ويعلم أن الله هو الخالق، وأنه سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى وأنه كذلك يميت ويحيى، وأنه سبحانه وتعالى هو الذي خلق السماوات والأرض ويؤمن بالبعث، إبليس عليه لعنة الله ﴿قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الأعراف: 14]. فإياك إياك أن تنخدع لأن بعض الناس من المسلمين ينخدعون في هذه الجزئية يقول أن هذا الرجل مؤمن، كيف؟ يقول لك:يعلم أن الله هو الخالق، والرازق، والمحيى، والميت، وأن له الأسماء الحسنى، وأنه يضر وينفع، وأنه مالك الملك، وأنه يبعث الخلق بعد موتهم، وأن هناك جنة، وأن هناك نار ماذا تبقى له؟ نقول: بقي توحيد الإلهية هذا هي التي فيها المفاصلة والخصومة، أن تُصرف العبادات لله وحده فقد يكون المرء معتقد لهذه الاعتقادات، ولكن يصرف عبادته لغير الله فيكون لم يشهد أن لا إله إلا الله على الحقيقة،
ولذلك انتبهوا إلى هذه المعاني اليوم مع هذه الهجمات المستميتة من الليبراليين والعلمانيين، يعني سوف تسمع من العلمانيين، وستسمع من الليبراليين أن لا بأس بأن الله هو الخالق، والرزاق إلى غير من معاني الربوبية وأنه له الأسماء الحسنى، وأن هناك يوم قيامة يحاسب فيه الناس فينخدع البعض بهذه الجزئية التي آمن بها كفار قريش، إنما المفاصلة في صرف العبادة لله U.
مسألة الحاكمية: أن تصرف هذه العبودية لله U لا تتخذ طاغوتًا تتحاكم إليه من دون الله U مسائل فيها مفاصلة فينبغي أن نفهم هذا المعنى الليبراليين الذين يقولون المسألة سيان يقولون لا توجد مشاكل الكل عندهم مؤمن لأنهم من اعتقاداتهم أنه ليس هناك أحد يمتلك الحق المطلق يعني يقولون الإسلام ليس حق مطلق والعياذ بالله، النصرانية ليست حق مطلق، الذي يعبد بوذا ليس حقًا مطلقًا الكل متساوي أنه لا يملك الحق المطلق والعياذ بالله هذا كفر بواح.
فلا إله إلا الله تقتضى أن تثبت الإلهية لله وحده ويتضمن ذلك إثبات ربوبيته وإثبات إلوهيته يبقى معنى لا إله إلا الله يعني لا معبود بحق إلا الله فتثبت العبادة لله وتنفيها عما سوى الله U، ولذلك انتبهوا أن كلمة لا إله إلا الله نفي وإثبات فالإثبات المحض لا ينفع ولا يكفي، والنفي المحض لا ينفع أيضا لأن الإثبات المحض لو أن رجلاً قال الله إله هل هذا ينفي أن يكون والعياذ بالله عنده وفي معتقده أن بوذا إله، وأن المسيح إله، وأن عزير إله لا ينفي، وإذا قال لا إله كالوجوديين أمثال جون بول سارتر وهؤلاء الفئة الحقيرة فهذا نفي محض، تعطيل محض لأن يكون هناك إله، وهذا لا يقول به عاقل في حقيقة الأمر.
إذن لابد من النفي والإثبات نفي العبادة عما سوى الله وإثباتها لله U كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾ [الزخرف: 26]. فقط ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الزخرف: 27، 28]. الكلمة هذه هي كلمة التوحيد التي هي ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ* إِلَّا الَّذِي﴾ فتبرأ من معبوداتهم وأثبت العبادة لله U، ولذلك في رواية لمسلم أيضا في هذا الحديث قال: «بني الإسلام على خمس على أن يوحد الله» وفي رواية أخرى أيضا عند مسلم قال «بني الإسلام على خمس على أن يعبد الله ويكفر بما دونه» يعبد الله هذا الإثبات ويكفر بما دون هذا النفي التي هي في قوله ﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ [البقرة: 256]. فهذا معنى لا إله إلا الله.
وأن محمدًا رسول الله: قلنا هذه الكلمة معناها أن محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أرسله الله U بأن أوحى إليه وأمره أن يبلغ قومه هذا الوحي، هذا معنى وأن محمدًا رسول الله إنما هذه الكلمة لها مقتضى لابد من حفظ هذا المقتضى لأن بعض الناس قد يعرف محمد رسول الله بمقتضاها كما فعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ثلاثة أصول مقتضى هذه الكلمة:
مقتضي(وأن محمدًا رسول الله).
1- طاعته فيما أمر.
2- وتصديقه فيما أخبر.
3- واجتناب ما نهى عنه وزجر.
4- وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
طاعته فيما أمر: لأن ما أمر به النبي r هو كما أمر به الله U لأنه مخبر ومبلغ عن ربه.
تصديقه فيما أخبر: أي من الخبر عن الشرعيات أو عن الغيبيات يعني النبي r أخبرنا عن أشياء تكون في الغيب «لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعالى فاقتله» غيب أم لا، نؤمن به أم لا، نؤمن، لماذا؟ لأنه رسول من عند الله U، أرسله الله وهو الصادق المصدوق -صلى الله عليه وآله وسلم.
واجتناب ما نهى عنه وزجر: كما في قوله تعالى ﴿مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ [الحشر: 7].
وأن لا يعبد الله إلا بما شرع: ليس هناك طريق للتعبد إلا عن طريق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فدع عنك ما يفعله البعض بالاستحسان يستحسن شيء من قبل هواه يقول لا توجد مشاكل ، نقول لا، الشافعي يقول: ( من استحسن أي بلا دليل شرعي فقد شرَّع) هذا يقدم عقله على النقل والشرع كتقديم بعض الناس أيضا المصالح الموهومة على الشرع أيضا، كذلك هذا ينفي اتجاه أن يكون فينا من يعبد الله بالوجد.
الوجد: الأشياء التي يجدها في صدره، الصوفية الغلاة إذا فعل شيئًا ولو كان بدعة وشعر براحة يقول لك أكيد هذا الفعل صح، كلمة صح الصحيح فيها أننا نقول صُح، ولكن صح أي صح من مرضه ، فنقول أن الصوفية بالوجد مثلا يهتزون ويتمايلون فيما يُسمي بالحضرة ويقبض بقدميه وحي والله مدد ويأتي في آخر الليل يقول أنا شعرت براحة نفسية عجيبة، الراحة النفسية من الرياضة من جريان الدورة الدموية وإفراز بعض الهرمونات ، فالرياضة لمدة ربع ساعة ونصف ساعة طبيا تؤدي إلى إفراز بعض هرمونات السعادة ولذلك الذي يجلس دائما الكسول دائما تجد عنده كآبة ، فالمهم مع الحركة يشعر بسعادة بعضهم يقول كل ما يقربنا من الله حق فتجدهم يشربون الحشيش في مجالس الذكر عندهم، ويسمونه بالشراب بالروحي، ورحي لأن هو لما يشرب الحشيش يشعر بسعادة و الحشيش من المخدرات المسكرة النجسة، عند أهل العلم فيشعر بطرب ، ولذلك أنا أنصح إخواننا الذين يتعاطون الترمدول كي يستطيع الوقوف في الصلاة لقيام الليل وغيره ، نقول لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فإذا تعبت فأجلس والله إذا أتاك النوم نم إنما تقف طول الليل كي تأخذ حبوب قد تؤثر على كيماويات الدم أو غير نقول لا هذا ليس طريق الشرع فانتبهوا الشرع أتى بالمشقة المتحملة التي يتحملها الناس أصلا في دنياهم و لم يأت الشرع بمشقة غير متحملة فلا يعبد الله U إلا بما شرعه النبي r كذلك لا نعبد الله U بالمنامات والرؤى لأن من الناس كل حياتهم منامات ورؤى فما عُبد الشيطان في الأرض وما عُصِي الله U بالكفر إلا بالمنامات فكل الأضرحة التي عندنا في مصر هنا كلها منامات.
فإذن وألا يعبد الله إلا بما شرع وسيأتي معنا حديث عائشة من أحدثه سنتكلم فيه عن معنى البدعة، وما هي ضوابط البدعة لأنه حدث في البدعة إفراط وتفريط، كثير جدا من الأخوة أشياء دقيقة جدا بدعة، بدعة، فلابد أننا نضبط أنفسنا بضابط شرعي.
في رواية لمسلم( وأن محمدًا عبده ورسوله r، )فوصفه بأنه عبده وأنه رسوله
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
قديم 06-06-11, 08:42 PM   #10
ام محمد الظن
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 280
ام محمد الظن is on a distinguished road
افتراضي

كلمة عبده -أي العبد المملوك العابد، أي أن النبي r مملوك وأنه عابد، مملوك أي ملك لله U، وعابد لأنه قد بلغ من العبودية غايتها لأن ليس هناك أعبد من النبي r، ولذلك أنا عندي تأويل في هذه الكلمة ولكنه محض اجتهاد، فإن كان خيرا فمن الله، وأن كان غير ذلك فاسأل الله U أن يغفر لي أن (كلمة عبده) هذا من المفرد المضاف، كلمة عبد مفرد وهي مضافة إلى لفظ الجلالة عبده فيكون المفرد المضاف يعم فيكون معنى الكلام، عبده- أي العبد الذي بلغ من العبادة كل شيء طلبه الله U منه أي صار عبدا في كل شيء لأن المفرد المضاف يعم، فالنبي r قد فعل كل عموم العبادة التي طلبها الله U منه فهو أعبدنا لله، واتقانا لله U، وطبعًا ورسوله معلوم، وهاتان الصفتان فيهما رد على الإفراط والتفريط أيضا.
الإفراط: بالغلو قولا وفعلا، قولا بأن بعض الناس يرفع النبي r عن مصاف الرسالة والعبودية إلى درجة الإلهية يعني بعضهم البصيري في البردة يقول:
ومن جودك الدنيا ودرتها



ومن علومك علم اللوح والقلم


يقول أن من بعض علومك، من علومك يعني من بعض العلوم علم اللوح والقلم، ابن رجب رحمه الله يقول: ( إنه لم يترك لله شيئا هو بعد الدنيا والآخرة ؟؟؟ للنبي r ومن بعض علومه علم اللوح، اللوح المحفوظ الذي فيه الغيب، والذي فيه علم الله U يعني النبي r هذا بعض علومه قال فما ترك لله شيء والعياذ بالله فهذا إفراط قولا وفعلا، الفعل بالأفعال التي لا تنبغي أن تكون مع النبي r كالسجود له أو غير ذلك.
والتفريط: بترك متابعته والاعتماد على الآراء المخالفة لما جاء به والتعسف في تأويل أخباره، وأحكامه بصرفها عن مدلولها والواقع اليوم وقبله حتى من المنتسبين إلى العلم خلاف ذلك والله المستعان.
قال: وأن محمدًا عبده ورسوله: مسألة وهي :
الفرق بين النبي والرسول :
النبي :من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه إلى قوم موافقين له أو لم يؤمر بالتبليغ، يبقى النبي يوحى إليه ويأمر بتبليغ هذا الذي أوحي إليه إلى قومه الموافقين له يعني على دينه، وإما لا يؤمر بالتبليغ يعني يوحى إليه في خاصة نفسه ولا يأمر، ولذلك حمل بعض أهل العلم حديث النبي r «يؤت النبي وليس معه أحد» قالوا على هذا المعنى أنه النبي الذي أوحي إليه في خاصة نفسه يعني أمر بأشياء في خاصة نفسه ولم يأمر بتبليغها، وعلى المعنى الثاني أنه أمر بالتبليغ ولم يوافقه أحد.
والرسول: من أمر بشرع جديد أو بكتاب وأمر بتبليغه إلى قوم مخالفين معاندين له.
لماذا قلنا في النبي قوم موافقين وفي الرسول قلنا قوم معاندين؟
هذه تحل لنا إشكالية،إذا قلنا ما الفرق بين النبي والرسول؟ يقول النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه التعريف المشهور صح، فاسأله أقول له أن الله U وقال ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ ولَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ [الحج: 52]. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ﴾ إذا الرسول ، مرسل، ﴿ولَا نَبِيٍّ﴾ و النبي مرسل، كيف نحل هذه الإشكالية؟ حلها فيما ذكرت من التعريفين، ولذلك تجد في تأليف أهل العلم كمشايخ الدعوة تجد يقول مثلا :فإن الله لا يرضى أن يشرك معه غيره سواء كان ملكا أو نبيا مرسلا، فأنت تقول نبي مرسل يعني النبي يرسل، نعم النبي يرسل ولكن إلى قوم موافقين، والرسول إلى قوم مخالفين أو معاندين، هذه عضوا عليها بالنواجذ.
«وَإِقَامِة الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ» وقد مر معنا شرحها.
فوائد الحديث
الفائدة الأولى: أهمية هذه الأركان الخمسة حيث بني عليها دين الإسلام.
الفائدة الثانية:خطورة من فرط فيها- أي في هذه الأركان الخمسة لأنها هي الدعائم والأركان والأصول التي بني عليها الدين.
الفائدة الثالثة:خصال الإسلام تختلف من حيث الأهمية الشرعية، فبعضها أركان للبناء، وهي الخمس وبعضها مستحبات يتم البناء أو تتم البناء وهكذا.
الفائدة الرابعة:الإسلام دين كامل لا يقبل الزيادة ولا النقصان، الدليل قوله r بني الإسلام على فقد بني واكتمل البناء، بني فلا نحتاج إلى من يعرفنا بإسلام جديد، ولذلك الذين يقولون تجديد الخطاب الديني، التجديد معناه أن هناك أصل موجود يرمم، بعض الأشياء سقطت منه فنرممها إنما هم ينادون لا ينادون بتجديد الخطاب الديني إنما بتغيير الخطاب الديني أو بمحو الخطاب الديني من أصله فلاحظوا هناك فرق ما بين أن أصول الدين موجودة ونجدد في الخطاب في الكلام مع الناس لتفهيمهم، وفرق أيضا ما بين أن ألغي معالم هذا الخطاب لأن نصل في الآخر إلى مرادهم الشيطاني والعياذ بالله تنازل، تنازل، تنازل حتى تموت معالم الدين ، يقول لا نتكلم في الولاء والبراء، لانتكلم في الحاكمية، ثم ماذا بعد؟هذا دين الله U، ولذلك أنا أقول لكم هذا الكلام الذي تسمعونه عضوا عليه بالنواجذ لأن كل قضية من هذه القضايا أنت متخيل أنها بسيطة هذه القضية تحل لك إشكالات كثيرة جدًا في حياتك وتجعلك راسخ الاعتقاد لأن كثير جدًا من الإخوة يشعر مع الضغطات والشبه الموجودة إلى هزات قد يختل فيها بعض تفكيره، أمتي ستثبت، حينما يكون عندك رسوخ في هذا المعتقد الذي أنت عليه
الفائدة الخامسة:أمانة الصحابة ودقتهم في نقل الأحاديث، الدليل على هذا أن في رواية لهذا الحديث أن رجلا قال لعبد الله بن عمر( صوم رمضان وحج بيت الله )فقال ابن عمر: (حج البيت، وصوم رمضان هكذا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-) الحديث المشهور عندنا ونحفظه وهذه رواية صحيحة أيضا (صوم رمضان، وحج البيت)، فجاء الراوي يرويها بعدما سمعها من ابن عمر فقال: (صوم رمضان، وحج البيت،) قال ابن عمر لا، (حج البيت، وصوم رمضان هكذا سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-) هذه الجملة تدل على أمانة الصحابة في لفظة لن تحيل المعنى ؟؟؟؟ فهل يا ترى يكون قد بدلوا، أو غيروا، أو حرفوا، أو تركوا ما أخبرهم النبي r به، وطبعا ابن عمر يعلم أن هذا اللفظ لا يحيل المعنى، إنما كما سمعه أده فرضي الله عنهم وأرضاهم.
الفائدة السادسة:تشريف النبي r حيث جمع بين مقامي العبودية والرسالة في قوله عبده ورسوله، و العبودية أعلى مقامات يصل إليها العبد.
س: يسأل ما دليلك على أن هناك أنبياء لم يؤمروا بالتبليغ مع ضرب أمثلة لبعضهم؟
ج: أنا أقول أن تعريف الأنبياء عند أهل العلم إما أنه يؤمر بالتبليغ أو لم يؤمر فقولهم أو لم يؤمر هذا يكون إيه، والدليل على ذلك قد نقول بحديث( والنبي وليس معه أحد) ، وهي إحدى الأقوال عند أهل العلم فلا نريد تعنت في الأسئلة ، فنحن طلبة علم أو على سبيل الطلب إن صح التعبير وهذا أصدق تعبير فلا تتعنتوا لأن التعنت من الطالب في البداية وتأزيم فكره سيؤدي به في الآخر إلى شيء من اثنين، إما أن يتشدد ويظل محله، وإما أنه سيترك هذا الطلب بالكلية، وهذا باب واسع اسمه باب الأغلوطات يأتي واحد يسأل الإمام أبو حنيفة، يا إمام أرأيت إن نزلت في النهر فخلعت ملابسي، استقبل القبلة أم استدبرها، ؟قال: الأولى أن تنظر إلى ملابسك لئلا لا تسرق .
يأتي آخر للشَعبي: يقول يا إمام سمعت أن الحصاة ، إذا خرجت من المسجد تظل تصيح حتى ترجع، قال دعها حتى ينشق حلقها، فقال: يا إمام أو لها حلق، قال: ومن أين تصيح؟ فطول نفسك في طلب العلم لأن بعد فترة الواحد يرى الرأي اليوم، ويظهر له من الدليل بعد ذلك ما يفتي بغيره الإمام أحمد عنده رواية واثنين وأحيانا ثلاثة وأربعة في مذهبه، لماذا؟ لتغير المستند الذي يصل إليه فهم الحديث هذا يغير المسألة، النظر في الأحاديث يغير المسألة لا تأخذ كلاما على أنه خلاص لا أحد غيره، كلامنا صواب لا يحتمل الخطأ، وكلام غيرنا خطأ لا يحتمل الصواب، من الذي قال هذا؟ الشافعي رحمه الله قال: كلامنا صواب يحتمل الخطأ، وهذا هو الإنصاف.
س: هل يوجد أنبياء من النساء؟
ج: لا ونقل بعض أهل العلم الإجماع على أنه لا أنبياء من النساء، وطبعا أخطا ابن حزم وغيره في أنهم عدوا بعض النساء من الأنبياء كمريم عليها السلام، والصحيح أنها صديقة كما وصفها الله U وهذا أعلى وصف في مقام المدح لها؟
س: يقول قد أفتى الشيخ. .... بحرمة استخدام الترمادول إلا في حالة شديدة جدا وهي التي يوازيها أن يصل التعذيب بالمرء إلى النطق بكلمة الكفر فإذا بلغ الألم بالإنسان إلى هذه الدرجة جاز له حينئذ استخدام الترمادول أما خلاف ذلك فلا والفتوى موجودة على موقع أنا السلفي.
ج: وأنا ذكرت أن لا يستعمل أحد الترمادول،والترمادول أنا أظن أنه يؤثر على خلايا المخ، ويؤثر على الخلايا الجنسية عند الإنسان، بعض الأخوة من الباحثين ذكر لي أنه عمل تجارب على الترمادول على الفئران فوجد أن الترمادول هذا يؤثر على الخلايا الجنسية بأن يجعل الحيوانات المنوية تموت أو تتشوه إن كان هناك أجنة فلا أحد يلجأ إليه مع هذه المسألة.
س: هل كل نبي رسول أم كل رسول نبي؟
ج: الرسول أخص من النبي فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول بالمعنى الخاص، ولذلك نفى الله U أن يكون هناك نبي بعد النبي r لأن نفي النبوة أعم فيؤدي إلى نفي أن يكون هناك رسول.
س: يقول بعض أهل العلم قال النبي هو من أوحي إليه بشرع أو بشرع من سبقه وأُمر بتبليغه والرسول هو من أُمر أو من أُوحي إليه بشرع جديد وأُمر بتبليغه.
ج:المسألة واسعة و النبي أُوحي إليه بشرع إما أن يكون جديدا أو ليس بجديد هذا التقييد بالجديد ذكره بعض أهل العلم كالصنعاني وغيره إنما الفيصل هو مسألة المعاندة أو الموافقة للمخالف والله تعالى أعلم.
س: مسألة جمع النيات يقول كيف تجمع بين النيات رجل صلى المغرب وقرأ سورة الإخلاص فجمع نيات أنها ثلث القرآن ذكر بعض الصلاة ذكر من أذكار الصباح والمساء.
ج: نقول مسألة جمع النوايا في العمل إذا وافق العمل أو الزمن لهذا العمل هذه النيات فلا بأس إنسان دخل المسجد فيصلي ركعتين مثلا تحية المسجد ويصلي الركعتين اللتين بين الأذان والإقامة ويصلي الركعتين مثلا قبل المغرب فيجوز أن يجمع الثلاث نوايا مع بعض، إنما لا يتعنت في تأخير صلاة أو في تقديم صلاة أو في فعل شيء بعيد عن وقته أو فعله حتى يجمع ما بين النوايا إنما لو إنسان يقرأ القرآن مثلا أو سيصلي وفي نيته أنه سيصلي بسورة الإخلاص حتى يأخذ أجر ثلث القرآن فنقول أن هذا لا بأس به إن شاء الله، المسألة واسعة.
س: هل يشترط الوضوء لسجود الشكر؟
ج: الحنابلة يقولون يشترط لأنهم يعتبرون أن السجود له حكم الصلاة كسجود السهو تماما وسجود الشكر، والصحيح أنه لا يشترط له إنما لو فعله على وضوء وكان متجهًا إلى القبلة كان هذا أعلى لأجره وأفضل بفضل الله U.
س: في حديث إنما الأعمال بالنيات لماذا لم يكتف النبي r بقوله: «أنتم تؤجرون بنياتكم» إنما أرشدهم إلى العمل؟
ج: نقول أن العمل عبارة عن نية وفعل فإذا فعل الإنسان قصارى جهده ولم يحصل الفعل أعطي أجر الفاعل كاملا كأنه نوى وفعل، وإذا نوى الفعل وأراد أن يفعله ولكنه لم يبذل قصارى جهده ولم يبذل ما في وسعه فإنه يؤجر على نيته فقط دون أن يؤجر على العمل الدليل على هذا حديث «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» لماذا؟ «لأنه كان حريصا على قتل صاحبه فلما كان حريصا أخذ السلاح له وذهب ليضرب أخاه ، بذل ما في وسعه لكي يقع منه هذا الفعل، فلما لم يحصله وهو الذي قتل أخذ الإثم كاملا كأنه قتل أخاه، إنما لو واحد أراد أن يقتل إنسان جالس في بيتهم وأراد أن يقتل واحد من الناس قال إن شاء الله ،أقتله غدا ، ولكنه لم يذهب إلى الغد حتى يقتله ، هذا أخذ إثم النية السوداء التي نواها إنما لو امتطى سيفه وأخذ سلاحه وخرج في الشارع وقال أنا واقف حتى يأتي لي هنا أخذ ، الاثنين إثم النية، وإثم الفعل، هكذا أيضا في الطاعات إنسان يريد أن يذهب إلى الحج فقال السنة هذه إن شاء الله سأقتطع من راتبي مثلا مائة جنيه في الشهر ،بعد خمس سنين استطيع أن أذهب إلى الحج، هذا الرجل مات بعد السنة الأولى يأخذ أجر الحج ولا أجر نية الحج، أجر الحج كاملا لأنه بذل ما في وسعه، إنما واحد لم يبذل ما في وسعه لم يأخذ بالأسباب الموصلة إلى الفعل إنما تمنى أن يحج وشاهد الحجاج ذاهبين للحج يقول لو أنني فعلت ذلك فهذا يأخذ أجر النية فقط وهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ام محمد الظن غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصص مشهورة عن الهجرة لا تصح ! مروة عاشور روضة السنة وعلومها 9 05-11-13 06:16 PM
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) تواقة الى الجنة روضة السنة وعلومها 4 18-03-07 05:05 AM


الساعة الآن 10:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .