01-11-12, 01:20 AM | #1 |
نفع الله بك الأمة
|
أوقاتنــــا أعمارُنــــا
أوقاتنــــا أعمارُنــــا
إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله . { يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـواْ اتَّقُـواْ اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـهِ وَلاَ تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنتُـم مُّسْـلِمُونَ } . سورة آل عمران / آية : 102 . { يَـا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـواْ رَبَّكُـمُ الّـَذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيراً وَنِسَـاء وَاتَّقُـواْ اللهَ الَّـذِي تَسَـاءلُونَ بِـهِ وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـاً } . سورة النساء / آية : 1 . { يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنـُوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَـوْلاً سَـدِيداً * يُصْلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـمْ وَمَـن يُطِـعْ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوْزاً عَظِيمـاً } . سورة الأحزاب / آية : 70 ، 71 . أمــا بعـــد : فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار . ثــم أمــا بعــد ..... وقـت الإنسـان هـو عمـره فـي الحقيقـة ، ومـادة حياتـه الأبديـة فـي النعيـم المقيـم ، وهـو يمـر أسـرع مـن السـحاب ، فمـا كـان مـن وقتـه وعملـه لله (1) ، وبالله (2) ، وفـي الله (3) ، فيكـون عملـه خالصـًا موافقـًا لشـريعة الله علـى وجـه الاسـتعانة بـه سـبحانه فهـو حياتـه وعمـره ، ومـا كـان غيـر ذلـك فليـس محسـوبًا مـن حياتـه وإن عـاش طويـلاً فهـو يعيـش عيشـة البهائـم .
|
01-11-12, 01:25 AM | #2 |
نفع الله بك الأمة
|
|
01-11-12, 01:26 AM | #3 |
نفع الله بك الأمة
|
احـرِص علـى مـا ينفعـك ..... ولا تعجِـز : احـرص علـى طاعـة الله تعالـى والرغبـة فيمـا عنـده ، واطلـب الإعانـة مـن الله تعالـى علـى ذلـك ، ( ولا تعجِـز ) ولا تكسـل عـن طلـب الطاعـة ولا عـن طلـب الإعانـة .
صحيح مسلم شرح النووي / ج : 16 / ( 46 ) ـ كتاب : القدر / ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة و ... / ص : 329 . قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : * " افعلـوا الخيـرَ دهركـم ، وتعرضـوا لنفحـاتِ رحمـة الله ، فـإن لله نفحـاتٍ مـن رحمتـه ، يصيـب بهـا مـن يشـاء مـن عبـاده ، وسـلوا الله أن يسـتر عوراتِكـم ، وأن يؤمِّـن رَوعاتِكـم " . أخرجه الطبراني في الكبير . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج : 4 / حديث رقم : 1890 / ص : 511 . قيل تراجع الشيخ الألباني عن تحسينه إلى تضعيفه إن مـن رحمـة الله بعبـاده وإكرامـه لهم سـبحانه أن هيـأ لهـم فرصـًا وأوقاتـًا خصهـا بالأجـر الوفيـر ، أوقـات فاضلـة . فكمـا فضـل سـبحانه بعـض الأماكـن علـى بعـض ، كذلـك فضـل الأزمنـة علـى بعـض . فلقـد فضـل سـبحانه مـن الشـهور " شـهر رمضـان " الـذي أنـزل فيـه القـرآن وجعـل لمـن فـاز بصيامـه وقيامـه إيمانـًا واحتسـابًا الجائـزة العظيمـة وهـي غفـران مـا تقـدم مـن الذنـب ، ونفـس الجائـزة لمـن فـاز بليلـة القـدر بـأن قامهـا إيمانـًا واحتسـابًا . وفضـل سـبحانه مـن أيـام العـام : " أيـام العشـر مـن ذي الحجـة " وخـص فيهـا يـوم عرفـة بجائـزة عظيمـة لمـن فـاز بصيامـه . * قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " أفضـل أيـام الدنيـا أيـام العشـر " . رواه البزار عن جابر . صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253 . أيـام العشـر : أي عشـر ذي الحجـة . فيـض القديـر ..... / ج : 2 / ص : 71 . وهكـذا هـذا على سـبيل المثـال لا الحصـر . فلنتحـر الأوقـات الفاضلـة ليربـو عملُنـا ولتغْفـر ذنوبُنَـا ، ولنفـوز بجنـة ربِّنـا . ولـذا كـان العـزم علـى تجميـع بحـث صغيـر ليكـون إعانـة لنـا علـى معرفـة حقيقـة أعمارنـا ، ومـا يجـب علينـا تجاههـا ، ووسِـمَ هـذا البحـث بـ : " أوقاتنـا أعمارنـا " . وهـو يحـوي عـدة مباحـث موضحـة بفهـرس موضوعـات البحـث . نسـأل الله أن تنفعنـا هـذه الرسـالة وإياكـم ، يـوم لا ينفـع مـال ولا بنـون إلا مـن أتـى الله بقلـب سـليم . وآخــر دعوانــا أن الحمــد لله رب العالميــن . وصلـى الله علـى محمـدٍ وعلى آله وسلم |
01-11-12, 01:27 AM | #4 |
نفع الله بك الأمة
|
|
01-11-12, 01:28 AM | #5 |
نفع الله بك الأمة
|
فـإذا كـان الإنسـان فارغـًا صحيحـًا فإنـه يغبـن كثيـرًا فـي هـذا ، لأن كثيـرًا مـن أوقاتنـا تضيـع بـلا فائـدة ونحـن فـي صحـة وعافيـة وفـراغ ومـع ذلـك تضيـع علينـا كثيـرًا ، ولكننـا لا نعـرف هـذا الغبـن فـي الدنيـا ، إنمـا يعـرف الإنسـان الغبـن إذا حضـره أجلـه ، وإذا كـان يـوم القيامـة ، وممـا يـدل علـى ذلـك قـول الله تعالـى :
{ حَتَّـى إِذَا جَـاء أَحَدَهُــمُ الْمَـوْتُ قَـالَ رَبِّ ارْجِعُـونِ * لَعَلِّـي أَعْمَــلُ صَالِحـاً فِيمَـا تَرَكْـتُ ... } . سورة المؤمنون / آية : 99 ، 100 . وقـال عـز وجـل : { ... مِّـن قَبْـلِ أَن يَأْتِـيَ أَحَدَكُـمُ الْمَـوْتُ فَيَقُـولَ رَبِّ لَـوْلاَ أَخَّرْتَنِـي إِلَـى أَجَـلٍ قَرِيـبٍ فَأَصَّـدَّقَ وَأَكُـن مِّـنَ الصَّالِحِيـنَ} . سورة المنافقون / آية : 10 . الواقـع أن هـذه الأوقـات الكثيـرة تذهـب علينـا سُـدَى لا ننتفـع منهـا ، ولا ننفـع أحـدًا مـن عبـاد الله ، ولا ننـدم علـى هـذا إلا إذا حضـر الأجـل ؛ يتمنـى الإنسـان أن يُعْطَـى فرصـة ولـو دقيقـة واحـدة لأجـل أن يسـتعتب ، ولكـن لا يحصـل ذلـك . ثـم إن الإنسـان قـد لا تفوتـه هـذه النعمـة ، بـل قـد لا تفوتـه هاتـان النعمتـان : الصحـة والفـراغ بالمـوت بـل قـد تفوتـه قبـل أن يمـوت ، قـد يمـرض ويعجـز عـن القيـام بمـا أوجـب الله عليـه ، قـد يمـرض ويكـون ضيـق الصـدر لا ينشـرح صـدره ويتعـب ، وقـد ينشـغل بإيجـاد النفقـة لـه ولعيالـه حتـى تفوتـه كثيـر مـن الطاعـات . ولهذا ينبغـي للإنسـان العاقـل أن ينتهـز فرصـة الصحـة والفـراغ بطاعـة الله عز وجل بقدر ما يسـتطيع . شرح رياض الصالحين / للشيخ العثيمين / ج : 1 / ( 11 ) ـ باب : المجاهدة / شرح حديث رقم : ( 3 / 97 ) / ص : 451 . ـ وقـد كـان السـلف ـ رضي الله عنهم ـ أحـرص (1) ما يكونـون علـى أوقاتهـم لأنهم كانـوا أعـرف النـاس بقيمتهـا . وكانـوا يحرصـون كـل الحـرص علـى ألاَّ يمـر يـوم أو بعـض يـوم أو برهـة مـن الزمـان وإن قصـرت دون أن يتـزودوا منهـا بعلـم نافـع أو عمـل صالـح أو مجاهــدة للنفـس أو إسـداء نفـع للغيـر حتـى لا تتسـرب الأعمـار سـدى وتضيـع هبـاء وتذهـب جُفـاءً وهـم لا يشـعرون . قـــال الشـــاعر : إذا مــر بــي يــوم ولـم أقتبـس هــدى ولـم أسـتفد علمــًا فمـا ذاك مـن عمــري . رسالة اقتربت الساعة / محمود المصري / بتصرف . ا . هـ ( 1 ) وقد كان السلف ـ رضي الله عنهم ـ أحرص مايكونون ..... : سيأتي نماذج ذلك في المبحث الخامس تحت عنوانه : وقفات مع السلف |
01-11-12, 01:30 AM | #6 |
نفع الله بك الأمة
|
* عـن ابـن عبـاس قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " اغتنـم خمسـًا قبـل خمـسٍ : حياتـك قبـل موتـك ، وصحتـك قبـل سـقمك ، وفراغـك قبـل شـغلك ، وشـبابك قبـل هرمـك ، وغنـاك قبـل فقـرك " .
رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع ..... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 1077 / ص : 244 . * عـن أبـي الـدرداء قـال : قـال رسـول الله : " لـو تعلمـون مـا أعلـمُ ، لبكيتـم كثيـرًا ، ولضحكتـم قليـلاً ، ولخرجتـم إلـى الصُّعـدات ؛ تجـأرون إلـى الله تعالـى ..... " . أخرجه الحاكم ..... وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5262 / ص : 933 . * عـن عبـد الله بـن عمـرو ، قـال : مَـرَّ بـي رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وأنـا أُطَيِّـنُ حائطـًا لـي ! أنـا ، وأمـي ، فقــال : " مـا هـذا يـا عبـد الله " ؟ فقلـت : يـا رسـول الله أُصلحـه ، فقـال : " الأمـرُ أسْـرَعُ مِـنْ ذاكَ " . سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء / حديث رقم : 5235 / ص : 946 / صحيح . * عـن الأعمـش قـال : مَـرَّ علـيَّ رسـول الله ، ونحـن نعالـج خُصـًا لنا وَهَـى ، فقـال : " ما هـذا " ؟ . فقلنـا : خـصٌّ لنـا وَهَـى فنحـن نُصْلِحـه . فقـال رسـول الله : " ما أرى الأمـرَ إلاَّ أعجـل مـن ذلـك " . سنن أبي داود [ المجلد الواحد] / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء / حديث رقم : 5236 / ص : 946 / صحيح |
01-11-12, 01:34 AM | #7 |
نفع الله بك الأمة
|
مـا يقصـد صلـوات الله وسلامـه عليـه ، أنْ يمنعهـم مـن إصـلاح ذلـك الخـص |
01-11-12, 01:35 AM | #8 |
نفع الله بك الأمة
|
- المبحـــث الثانـــي انتبـــه الحســـاب فـــردي إن الحسـاب عنـد الله فـردي . قـال تعالـى : { يَـوْمَ تَأْتِـي كُـلُّ نَفْـسٍ تُجَـادِلُ عَـن نَّفْسِـهَا ... } . سورة النحل / آية : 111 . يأتـي كـل إنسـان يجـادل عـن ذاتـه ، لا يهمـه غيـره مـن النـاس ، وإنمـا سـيأتي يـوم القيامـة ، ويُسـأل عـن حالـه ، عـن عملـه ، عـن نفسـه هـو ، لـن يُسـأل عـن غيـره . وقـال سـبحانه : { كُـلُّ نَفْـسٍ بِمَـا كَسَـبَتْ رَهِينَـةٌ } . سورة المدثر / آية : 38 . وقـال سـبحانه : { وَكُلُّهُـمْ آتِيـهِ يَـوْمَ الْقِيَامَـةِ فَـرْداً } سورة مريم / آية : 95 . فالحسـاب حسـاب فـردي ، ولـن ينفـع أحـدٌ أحـدًا . قـال تعالـى : { ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿10﴾ } . سورة التحريم / آية : 10 . وقـال سـبحانه : { فَـإِذَا جَـاءتِ الصَّاخَّـةُ * يَـوْمَ يَفِـرُّ الْمَـرْءُ مِـنْ أَخِيـهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِـهِ وَبَنِيهِ * لِكُـلِّ امْـرِئٍ مِّنْهُـمْ يَوْمَئِـذٍ شَـأْنٌ يُغْنِيـهِ } . سورة عبس / آية : 33 ـ 37 . وقـال سـبحانه : { وَمَـا أَدْرَاكَ مَـا يَـوْمُ الدِّيـنِ * ثُـمَّ مَـا أَدْرَاكَ مَـا يَـوْمُ الدِّيـنِ * يَـوْمَ لاَ تَمْلِـكُ نَفْـسٌ لِّنَفْـسٍ شَـيْئاً وَالأَمْـرُ يَوْمَئـِذٍ للهِ } سورة الانفطار / آية : 17 ـ 19 . { وَكُـلُّ صَغِيـرٍ وَكَبِيـرٍ مُسْـتَطَرٌ } سورة القمر / آية : 53 . عـن عـدي بـنِ حاتـمٍ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـا منكـم أحـدٌ إلا سـيكلمه ربُّـهُ ليـس بينـه وبينـه تُرجُمَـان ، فينظـرُ أيمـنَ منـه فـلا يـرى إلا مـا قَـدَّمَ مـن عملِـه ، وينظـرُ أشـأمَ منـه فـلا يـرى إلا مـا قـدَّم ، وينظـرُ بيـن يديـه فـلا يـرى إلا النـار تلقـاء وجهـه ، فاتقـوا النـارَ ولـو بشـقِ تمـرةٍ " . صحيح البخاري . متون / ( 97 ) ـ كتاب : التوحيد / ( 36 ) ـ باب : كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم / حديث رقم : 7512 / ص : 871 .
فهيـا نلتمـس طريـق النجـاة ، ونبحـث عـن معالـم هـذا الطريـق لنكـون مـن أهلـه . وأول الطريـق تعاهـد القلـب وتحسـسـه فـي كـل وقـت وحيـن . * * * * * التعديل الأخير تم بواسطة إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس ; 20-11-12 الساعة 02:36 PM سبب آخر: لفظ آية |
01-11-12, 01:38 AM | #9 |
نفع الله بك الأمة
|
|
01-11-12, 01:40 AM | #10 |
نفع الله بك الأمة
|
أقســـام القلـــوب القلـوب علـى ثلاثـة أقسـام : ----------------- وهـو القلـب الـذي سَـلِمَ مـن كـل شـهوة تخالـف شـرع الله ، ومـن كـل شـبهة تُعـارض خبـره ، سَـلم مـن عبوديـة غيـر الله وخلصـت عبوديتـه لله : إرادة ومحبـة ، وتوكـلاً وإنابـة وإخباتـًا ، ورجـاء وخشـية ، فـإن أحـب أحـب لله ، وإن أبغـض أبغـض لله ، وإن أعطـى أعطـى لله ، وإن منـع منـع لله ، يقـدم محبـة الله ومحبـة رسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـى محبـة مـن سـواهما . 2 ـ القلـــب الميـــت : ---------------- وهـو القلـب الـذي لا يعـرف ربـه ، ولا يعبـده بأمـره ، ولا بمـا يحبـه ويرضـاه ، بـل هـو عبـد لهـواه ، يـدور مـع شـهواته ولذاتـه حيـث دارت ، وإن أوردتـه مـوارد سـخط الله وغضبـه . 3 ـ القلـــب المريــض : ----------------- وهـو قلـب لـه حيـاة وبـه علـة ، تمـده هـذه مـرة وهـذه مـرة وهـو لِمـا غلـب عليـه منهمـا ، وهـو بيـن داعييـن : داع يدعـوه إلـى الله ورسـوله والـدار الآخـرة ، وداع يدعـوه إلـى العاجلـة وهـو بحسـب أقربهمـا منـه بابـًا . مختصر غاية الرفق ... / ص : 60 . علامـــات صحــة القلــب 1 ـ إيثـار مـا يحبـه الله ويرضـاه علـى مـا يدعـوه إليـه هـواه . 2 ـ العـزوف عـن الدنيـا وشـهواتها وملذاتهـا . ( بـأن تكـون الدنيـا فـي يـده وليسـت فـي قلبـه ) . 3 ـ ومـن علاماتهـا : أنـه إذا فاتـه ورده مـن الطاعـة تألـم أشـد الألـم أعظـم مـن تألُّـم الحريـص بفـوات مالـه وفقـده . 4 ـ أن يكـون شـحيحًا بوقتـه أن يذهـب سـدى كأشـد النـاس شُـحًا بمالـه . 5 ـ أن يكـون اهتمامـه بتصحيـح العمـل أعظـم منـه بالعمـل ؛ فيحـرص علـى الإخـلاص فيـه ، والمتابعـة ، والإحسـان ، وشُـهود مِنَّـة الله عليـه وتقصيـر نفسـه وتفريطـه . 6 ـ ألاَّ يفتـر عـن ذكـر ربـه ، ولا يأنـس بغيـره إلا مـن يدلـه عليـه ويذكـره بـه . مختصر غاية الرفق ... / ص : 60 . *أســباب حيــاة القلــب وأغذيتــه النافعــة * أسـباب حيـاة القلـب هـي الطاعـات والمداومـة عليهـا ، والبعــد عـن المعاصـي والمداومـة علـى ذلـك . ..... قـال حذيفـة : سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول : " تُعـرضُ الفتـنُ علـى القلـوب كالحصيـر عـودًا عـودًا ، فأيُّ قلـبٍ أُشـرِبَهَا نُكِـتَ فيـه نُكْتَـةٌ سـوداءُ . وأيُّ قلـب أنكَرَهـا نُكِـتَ فيـه نُكتـةٌ بيضـاءُ ، حتـى تصيـرَ علـى قلبيـن ، علـى أبيـضَ مثـل الصفـا ، فـلا تضـرُّهُ فتنـةٌ مـا دامـتِ السـماوات والأرضُ والآخـرُ أسـودُ مُرْبـادًا كالكـوزِ مُجَخِّيـًا لا يعـرِف معروفـًا ولا ينكـرُ منكـرًا ، إلا مـا أُشـرِبَ مـن هـواه " . صحيح مسلم . متون / ( 1 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 65 ) ـ باب : بيان أن الإسلام بدأ غريبًا ... / حديث رقم : 144 / ص : 45 . ففعـل الطاعـات والبعـد عـن المعاصـي والشـهوات يصقـل القلـب يومـًا بعـد يـوم ، ويمـده بمـادة حياتـه يومـًا بعـد يـوم حتـى يقـوى ويشـتد فـلا تضـره فتنـة . مختصر غاية الرفق في تربية النفس والأسرة والمجتمع بالدين الحق / د . محمد إبراهيم منصور / ص : 63 / بتصرف . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|