14-01-08, 12:41 PM | #1 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
22-01-2007
المشاركات: 70
|
لا تَغْتَّروا بفعل هؤلاء
لا تَغْتَّروا بفعل هؤلاء يحتسب المسلمون ويتقرَّبون إلى الله تعالى بصيام اليوم العاشر من شهر محرم، ولا يزيدون على هذا الصيام –أي: لا يضيفون إليه شيئا-؛ وذلك لأن هذا اليوم -الذي هو اليوم العاشر من شهر محرم- وقع فيه في سنة إحدى وستين مقتل الحسين بن علي -رضي الله عنه- لما كتب إليه أهل العراق أنهم سوف ينصرونه ويولونه عليهم كخليفة، فلما جاء إليهم أرسلوا إليه جيشًا فقاتله فقتل، فقتل مظلوما -رضي الله عنه-. ثم إن الرافضة الذين غلوا في محبته وغلوا في محبة أبيه ابتدعوا في هذا اليوم في القرن الرابع -أي بعد القرون الثلاثة- أن جعلوا يوم عاشوراء يوم مأتم، ويوم حزن، إذا جاء هذا اليوم برزوا بما يستطيعونه من آلاتهم وأجهزتهم، وأخذوا ينتفون شعورهم، ويضربون وجوههم وخدودهم وصدورهم، ويشقون ثيابهم، ويصيحون، وينوحون، ويدَّعون أنهم بذلك ينصرون الحسين وأن هذا من الحزن عليه، وأن هذا من آثار محبته. وهكذا ابتدعوا هذه البدعة في القرن الرابع وما بعده إلى هذه القرون، يجعلون هذا اليوم يوم حزن. وأنت تعلم أن هذا من البدع، من البدع المحدثة التي نهى عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبر بأن: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)، وأيضًا فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينهى عن مثل ذلك، ينهى عن هذا الحزن، وعن هذا الضرب ونحوه؛ فثبت في الصحيح قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)؛ وذلك لأن أهل الجاهلية عند موت أحدهم يُظْهِرون الحزن؛ فيضربون خدودهم، ويضربون صدورهم، ويصيحون وينوحون، وينتفون شعورهم، ويشقون ثيابهم. وقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- برئ من الصالقة والحالقة والشاقة؛ فالصالقة هي التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة التي تحلق شعرها أو تنتفه، والشاقة هي التي تشق ثوبها. وأيضا فإنه -صلى الله عليه وسلم- أمر عند المصيبة بالصبر، وأخبر أن: (الصبر عند الصدمة الأولى)؛ ويقول-عليه السلام-: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها؛ تُقَام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب) . يحذِّر من أمور الجاهلية، ويحذِّر من دعوى الجاهلية، التي هي الصياح والنياحة؛ ذلك لأنهم إذا مات فيهم ميت أخذوا ينوحون ويدعونه فيقولون: وا ولداه، وا أخواه، وا أبواه، وا ابناه، وا فتاه، كأنهم ينتقدون على الله ويعترضون عليه أن قبض منهم من قبض. وكذلك أيضا ينادونه بصفته التي كانوا ينالونها منه فيقولون: وا مطعماه، وا ساقياه، .. وا ناصراه، وما أشبه ذلك، أو يدعونه باسمه نياحة كقولهم: .. وا سعداه، وا إبراهيماه، وأشباه ذلك، فجاء الإسلام بإبطال ذلك. ولكن هؤلاء الرافضة لا ينتهون عن مثل هذه النياحة، ويدَّعون أن ذلك من الشريعة. ولا شك أنه بدعة محدثة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، ثم هي لا تدل على محبتهم؛ لو كانوا يحبونه لنصروه، ولنصروا أباه، ولنصروا الإسلام ومن جاء به من أولياء الله تعالى، فليست المحبة هذه النياحة وهذا الصياح؛ فلا يُغْتَر بما يفعلونه. وكذلك أيضًا ما يحصل في هذه الاجتماعات وفي هذه النياحة -ما يحصل فيها من المنكرات كترك الصلوات، وكالغلو في الحسين وعلي وغيره، وكدعوتهم إلى هذه الأفعال المنكرة، فعلينا أن ننكر بقلوبنا، وننكر بألسنتنا، ونحمد الله-تعالى- على أن هدانا للسُّنة، وعلى أن وفقنا للتمسُّك بها، وأن نسير على نهجها. ونعلم أنه قد أصيب .. خلق كثير؛ فنبينا -صلى الله عليه وسلم- قد لقي من الأذى ما لقي، وقد سحره اليهود، وقد سموه -يعني أطعموه طعاما فيه سم- وكل ذلك من المصائب، وكذلك خليفته أبو بكر -رضي الله عنه- حسده بعض الحاسدين وسقاه سمًّا كان سببًا في موته -رضي الله عنه-، وهكذا أيضا تسلط الثوار على عثمان -رضي الله عنه- فقتلوه ظلمًا، قتلوه وهو في محرابه يصلي، يقطع الليل تسبيحًا وقرآنًا. وهكذا الكثير من الصحابة، والكثير من التابعين الذين قُتِلوا ظلمًا، ومع ذلك فإن المسلمين يرضون بما قسم الله، ويسترجعون ويقولون ما أمر الله به: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها. ولا يأتون بهذه الأفعال المبتدعة. وهكذا أيضا قابل هؤلاء الرافضة طائفة أخرى هم النواصب، الناصبة هم يقاتلون الرافضة، وهم الذين ينصبون العداوة لعلي ولذريته، هؤلاء أيضًا عملوا بدعة أخرى قد تكون مقابلة لتلك البدع، وهي أن يجعلوا يوم عاشوراء يوم فرح وسرور، يريدون بذلك أن يخالفوا أولئك الرافضة، وأن يكونوا ضدًا لهم، فهم إذا جاء يوم عاشوراء أظهروا الفرح والسرور، وأظهروا الابتهاج، وأكرموا أنفسهم، وتوسَّعوا في المآكل والمشارب، وابتدعوا أيضًا بدعًا، ورووا أحاديث مكذوبة لا أصل لها. وصاروا في ذلك اليوم يظهرون بزينتهم؛ فيكتحلون ويدَّهِنون ويلبسون أحسن الثياب وأجملها، ويتوسَّعون في المآكل وفي المشارب، ويوسِّعون على أهليهم، ويروون في ذلك أحاديث مكذوبة لا أصل لها: أن من وسَّع على عياله في يوم عاشوراء؛ وسَّع الله عليه بقية سنته، ولا أصل لذلك، وأن من اكتحل في يوم عاشوراء؛ لم ترمد عينه أبدًا، وأن من ادَّهن فيه أو لبس فيه أجمل ثيابه؛ فإن له من الأجر كذا وكذا، فهذه أيضًا بدع ابتدعها النواصب يريدون بذلك أن يغيظوا الروافض. وكلا البدعتين محدثة في الدين؛ فلا يُغَالى في هذا اليوم، لا أن يُجْعَل يوم فرح وسرور كما يفعل ذلك النواصب، ولا أن يُجْعَل يوم حزن ومأتم كما يفعل ذلك الروافض، وإنما السُّنة أن يفعل فيه ما جاء به أو ما سنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي الاقتصار على صيامه وصيام يوم قبله أو يوم بعده معه؛ وذلك لأن الصيام فيه أجر، وفيه فضل عظيم، قد اصطفاه الله تعالى لنفسه مطلقًا في قوله في الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا أجزي به)، قال: (إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي)، فإذا تقرَّب العبد بصيام هذا اليوم فله هذا الأجر الكبير، من غير أن يشارك المبتدعة في بدعهم، بل يتمسك بالسنة ولو خالفه من خالفه، ولو خالفه من حوله. فعلى المسلم أن يكون من أهل هذه الشريعة حقًا، وأن يسير على نهج النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى نهج أصحابه، وبذلك يكون من أهل النجاة ومن أهل السلامة. المرجع: شبكة مسلمات http://www.muslimat.net/?action=showMaqal&id=654 التعديل الأخير تم بواسطة أم المهند ; 14-01-08 الساعة 12:45 PM |
14-01-08, 01:19 PM | #2 |
|نتعلم لنعمل|
تاريخ التسجيل:
18-01-2007
المشاركات: 2,977
|
جزاك الله خيرا
|
14-01-08, 01:35 PM | #3 |
~صديقة الملتقى~
|
جزاك الله خيرا
اثابك الرحمن |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ماذا تفعل ليحبك الله ؟ | همسات.. | خواطر دعوية | 6 | 27-07-07 09:02 PM |
من جالس هؤلاء زاده الله هؤلاء | بداية مشرقة | روضة التزكية والرقائق | 3 | 04-07-07 09:48 PM |