22-12-13, 05:19 PM | #1 |
| طالبة في المستوى الثاني1 |
|
حلية طالب العلم للأستاذة عطاء الخير
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ملخص الدرس الأول : مصنف صغير جمع جملة من الآداب التي على طالب العلم أن يتحلى بها وقد اتبع المؤلف سنة السابقين أو من سبقه من العلماء سواء كانوا من علماء السلف أو غيرهم في التصنيف والتأليف في هذا المجال وهو الكتب الخاصة بالأدب وذلك لأهمية الأدب فالأدب دلالة على انتفاع طالب العلم بالعلم الذي تلقاه وربما تعرفون من شأن الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه أنه كان يحضر مجلس الإمام أحمد بن حنبل زهاء الخمسة آلاف من تلاميذه من يدون العلم ويكتب العلم كان عددهم خمسمائة والباقي كانوا يتلقون عنه الأدب و يرون الإمام احمد من هديه وسمته ودله وكيف يتصرف في هذا المجلس وكيف يرون من تخشعه وتأثره وتطبيقه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو دليل على ترجمة فعلية وعملية لهذا العلم الذي تلقاه وهذه السنن التي خبرها واستن بها وكثير من العلماء أو كثير من طلاب العلم كان يرحل إلى العلماء من أجل الأدبلأنه هو الترجمة الفعلية للعلم الذي تلقاه لانتفاعه بالعلم لذلك المؤلف رحمه الله اللي هو بكر بن عبد الله أبو زيد ألف هذا الكتاب وهذا المصنف طبعاً كانت طريقته مشابهة لكثير يعنى من المصنفات التي صُنفت قبله سار على نفس الطريقة في التصنيف في تناول الموضوعات أو المحاور التي جمعها في هذا الكتاب فكان هذا الكتاب يعنى كرسالة أو كما سماه كحلية على طالب العلم أن يتحلى بها ولو سألت سؤال ما معنى الحلية هنا وماذا يقصد فيها المؤلف ؟ وزينة طالب العلم ما هي ؟ الحلية هي الزينة الأدب والأخلاق هي حلية المؤمن التي يتحلى بها وهذه الحلية تظهر للعيان تُنظر يعنى وإن كان فيه هناك من آداب باطنه لا تُرى للناس لكن يُرى أثرها فهي ما يتحلى به طالب العلم . فهذا الكتاب جمع جملة من الموضوعات التي يحتاجها طالب العلم من الآدابالتىعلى طالب العلم أن يتحلى بها. تناول هذا الكتاب : -أداب الطالب النفسية -أدب الطالب مع شيخه -أدب الطالب مع أقرانه -أدب الطالب في حياته العلمية - بعض الوصايا في منهج التلقي الطريقة العلمية - بيان بعض النواقض والمحاذير التي على طالب العلم أن يحذر منها حتى لا ينقض نظم هذه الحلية فيخرج من العلم بلا انتفاع. شروحات حلية طالب العلم : -كتاب للشيخ بن العثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب حلية طابب العلم للشيخ بكر أبو زيد. -شرح صوتي للشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله -شرح صوتي للشيخ سامي الصقير و هو من تلاميذ بن العثيمين رحمه الله. أولاً: آداب الطالب في نفسه قال : العلم عبادة: ((اعلم أيها الطالب المجد أن العلم عبادة؛ فلابد من إخلاص النية لله عز وجل لقوله سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ».r [البينة: 5]، وقوله صلى الله عليه وسلم (( أنما الأعمال بالنيات )) وقال بعض العلماء: «العلم صلاة السر وعبادةُ القلبِ فاحذر من كل ما يصيب نيتك في صدق الطلب؛ كحب الظهور والتفوق على الأقران، أو جعل العلم سلمًا للحصول على جاهٍ، أو مالٍ، أو تعظيم، أو سمعة، أو صرف وجوه الناس إليك. وابذل الجهد في الإخلاص، وكن على خوف شديد من نواقضه؛ فقد قال سفيان الثوري رحمه الله: «ما عالجت شيئًا أشد عليَّ من نيتي». ؛ومع إخلاص النية فا عمر قلبك بمحبة الله ومحبة رسوله وذلك بمتابعته واقتفاء أثره؛ فقد قال تعالى: r قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[آل عمران: 31].)) أول أمر من الآداب النفسية طبعاً هذه آداب باطنه ما يطلع عليها أحد لكنها ضرورية طالب العلم. 1.1-العلم عبادة : العلم عبادة كبقية العبادات وكما أن العبادة لا تُقبل من العبد إلا إذا توفر فيها شرطين وهما : الإخلاص ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم و " العلم صلاة السر وعبادة القلب العلم صلاة السر يعنى شئ خفي بين العبد وبين ربه فعلى طاللب إخلاص النية لأن العمل لا يُقبل هذه العبادة مردودة على الإنسان إذا لم يكن قد أخلص فيها النية لله.و النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح قال : لا تعلموا العلم لتجاروا العلماء أو تماروا السفهاء أو تصدروا المجالس. كان من الأحاديث التي جعلت أبو هريرة يغشى عليه وهو أن أول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة يعنى أولهم قال تعلمت العلم فيك وقرأت القرآن فيك في رواية قرأت القرآن فيك وفى رواية تعلمت العلم فيك قال كذبت ولكن تعلمت ليقال عالم وقد قيل فإذن العلم عرضة كونه عبادة من العبادات فهو عرضة إلى أن تكون النية مشوبة فلذلك على طالب العلم أن يتنبه أن تكون النية خالصة لله عز وجل العلم وهو من الأعمال أشرف ما يتقرب به إلى الله عز وجل هو طلب العلم من الأعمال الجليلة بل يكفى أن هذا العلم سبب للوصول إلى الجنة " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة " طالب العلم يمكن ان يزله الشيطان فيدخل في نواياه بعضا من حب نيل الشهادة و حب الشهرة و حب المناصب إلخ من حظوظ الدنيا. يقول سفيان الثوري رحمه الله : ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي و النية تتقلب و تظهر بألف لون ولون و قال الإمام أحمد رحمه الله : العلم لا يعدله شىء لمن صحت نيته. كيف تصح نية طالب العلم؟ -إذا نوى رفع الجهل عن نفسه و عن غيره. -إمتثال أمر الله عز و جل .قال تعالى : ((فاعلم أنه لا إله إلا الله فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ))فأمر بالعلم بدأ بالعلم قبل القول والعمل -متبع لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. -الحفاظ على الشريعة من المبتدعة الذين يريدون تحريف هذا الدين.فهذه الشريعة حفظت في صدور الرجال. 1.2 : كن على جادة السلف : كن على جادة السلف الصالح وهم الصحابة والتابعونوتابعو التابعون فمن بعدهم ممن قفى أثرهم في جميع أمور الدين وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة فكن متميزا بالتزام آثر رسول الله صلى اللهعليه وسلم وترك الجدال والمراء والخوف في علم الكلام وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع)) المفروض على المسلم أن يتبع الصحابة و من بعدهم أصحاب القرون الثلاثة المفضلة و هم التابعون و تابعوا التابعين في المعاملات و العبادات و العقائد و في فهمهم للوحي ما إلى غير ذلك من أبواب الدين. 1.3 : إلزم خشية الله تعالى : (عليك بعمارة ظاهرك وباطنك بخشية لله تعالى محافظ على شعائر الإسلام وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها فكن دال على الله بعلمك وسمتك وعملك واعلم أن أصل العلم خشية لله تعالى كما قال الأمام أحمد فلزمها بالسر والعلن فأن خير البرية من يخشى الله تعالى وما يخشاه إلا عالم والعالم لا يعد عالماً إلا إذا كان عاملاً ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمته خشية لله قد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل)) ليست العمدة على خشية لله في العلانية والعمدة خشية الله في الباطن ولذلك كانت من الأمور التي ترفع الدرجات أن يخشى الإنسان الله في السر والعلانيةلأننا إذا كنا في السر قد نعمل أمور تعتبر من ذنوب الخلوات. العمدة على أن يكون الإنسان قد عمر ظاهرة و باطنه بخشية لله ولا شك أن الخشية منزلة ومقام أعظم من مقام الخوف من الله الفرق بين الخوف و الخشية : الخوف يشترك فيه تقريباً كل الناس و قد يكون بدون علم عن الله تعالى و هو المرحلة التي تكون قبل الخشية. الخشية و هي نوع من الخوف لكنها عن علم بالله تعالى و هي أرق و ادق من الخوف .كلما تعلمت وعرفت أسماء الله عرفت كيف قهر الله وكيف جبروته كيف فعل بالأمم السابقة فيصبح عندك علم زيادة بقدرة الله بقهر الله بجبروته خشيته. كيف يحب الناس السنة وتسهل لديهم تطبيقها ؟؟إذا وجدوا من طلاب العلم من يعمل بها ويدعوا إليها ويحبب الناس فيها. طالب العلم يجب عليه أن يلتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم يظهر السنة ويحرص على نشرها قولاً وعملاً محباً لها داعياً إليها وكما قال الأمام أحمد بن حنبل : أصل العلم الخشيةمن الله. علامة انتفاع طلاب العلم بالعلم أن يخشى الله في السر والعلانية وما يخشاه إلا عالم ولا يعد الإنسان عالم إلا إذا عمل ولهذا قال الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل)بمعنى أن العلم يقول للعمل اتبعني طبقني فإذا لم يجب العمل داعي العلم للتطبيق فإن العلم سيذهب وينسى.ولذلك فائدة العمل بالعلم يقولمن عمل بما علم أورثه الله علم مالم يعلم إذاً من هذه الآداب أن يخشى الله في السر والعلانية وخشيته تكون العمل بالعلم. 1.4: دوام المراقبة : ((تحلى بدوام المراقبة لله تعالى في سرك وعلانيتك وسر إلى ربك بين الخوف والرجاء وأقبل عليه بكليتك وأملئ قلبك بمحبته ولسانك بذكره واستبشر بأحكامه وحكمه سبحانه وتعالى )) دوام المراقبة أتت بعد خشية لله و لا شك أن الإنسان إذا داوم المراقبة سيورثه ذلك خشية الله سبحانه وتعالى. لأن المراقبة وحراسة الجوارح تجعل الإنسان يلتزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم يعمل بالعلم ويحفظ جوارحه من أن تخون فالشيخ يرشد طالب العلم أن يراقب ويحرس جوارحه في السر والعلانية وهذا طوق النجاة كما يقولون إذا أراد الإنسان أن ينجو و ينال خشية الله في السر والعلانية فعليه بدوام المراقبة يراقب الله وهي منزلة الإحسان (أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك)و الجوارح هي السبب في اقتراف السيئات لان الإنسان يقترف الخطايا بجوارحه بلسانه وعينيه وفرجه ويديه وسمعه قال احد السلف (كابدت أو حرست جوارحي عشرون عاما فحفظتني بقية حياتي أو حفظتني عشرين عاما) فلما حرسها عشرين عاما أو أربعين عاما وهو يحفظها أي رقيب عليها لكي يمنعها أن لا تقع في المعصية كالحارس عليها يكفها عن المعاصي لما تدربت على مثل هذا الأمر وتكلفت سنوات طويلة أدبها بهذا الأدب بعد ذلك خلاص أطلقها فإذا أرادت نفسه أن تفعل معصية ما تطاوع الجوارح لأنها اعتادت سبحان الله نعم أصبح كالطبع اعتادت أن تطيع الله عز وجل ولا تطاوعه إلا في طاعة فكما حفظها حفظته في أخر عمره. قال الشيخ في متن الحلية : وسر إلى ربك بين الخوف والرجاء . وهذا أمر مهم أن الإنسان لا يجعل الخوف يستولي على قلبه حتى ييئسه ويقنطه من رحمة الله حتى إن بعض الناس يزداد عندهم الخوف حتى أنهم لا يروا إلا نصوص الوعيدالمسلم يعتدل لابد إن يسير بين جناحي طائر بين الخوف والرجاء فلا يغالي في هذا ولا في هذا ما هي ركائز العبادة الثلاثة ؟ -محبة الله و هي رأس الطائر -الخوف و الرجاء هم جناحا الطائرفالطائر يساوي بين جناحيه حين يطير وأحيانا يرتفع جناح عن جناح فسبحان الله العظيم في نوع من الموازنة حتى يستطيع أن يضبط سيره. وهذا ينبهنا لأمر في مسالة اختلف فيها العلماء هل الإنسان يساوي بين خوفه و رجائه من الله عز وجل في الطمع فيما عند الله فان الله يغفر الذنوب هل يساوي بينهما قال كثير من العلماء كالإمام احمد أن عليه أن يساوي بين الخوف والرجاء أي يكون خوفه ورجائه واحد سواء الإنسان طبيب نفسه "كما قال الشيخ بن عثيمين فهو يعرف أن كان يحتاج في هذه المرحلة وفي هذا الحال إن يكون خوفه أعظم وأنفع لنفسه ويستحث نفسه على ترك المعاصي وسد أبوابها يغلب جانب الخوف لو كان انفع له أن يزيد الرجاء على الخوف لكي يرجو رحمة الله ويطمع فيما عند الله ويستبشر ويدفع للعمل الصالح بفعل ذلك وحتى طالب العلم إذا أراد أن يدعو غيره بعض الناس صعب انك تتكلمين عن الأمور التي ترجي طالب العلم أي تفتح له باب الرجاء وهو مقيم على معصية يعني إذا حدثتيه عن رحمة الله ومغفرته والجنة وهو عاصي ومفرط ومضيع سيزداد أشرا وبطرا سيقول إن الله غفور رحيم ويا الله ما أعظم رحمة الله وحنا داخلين الجنة حتى إذا أكثرنا من المعاصي مادام نحن غير مشركين يزداد رجائه زيادة و يأمن مكر الله هذا ما ينفع انك تغلبين جانب الرجاء في موعظتك له. هذه العبادتين العظيمتينلها فائدة في إنها تعمر قلب المؤمن الخوف يدفعه إلى ترك المعاصي والرجاء يرغبه ويطمعه في الفردوس الأعلى من الجنة فيعمل الطاعاتالطاعات فالخوف يدفعه إلى الكف عن المحارم والرجاء يدفعه إلى الرغبة في الطاعات والازدياد فيها رغبة فيما عند الله عز وجل 1.5: خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء قال : إياك والخيلاء وهي الإعجاب بالنفس مع إظهار ذلك بالبدن فانه نفاق وكبرياء واحذر داء الجبابرة الكبر وهو بطر الحق و غمط الناس وهو مع الحرص والحسد أول ذنب عصي الله به فلا تطاول على معلمك ولا تستنكف عمن يفيدك ممن هو دونك ولا تقصر في العمل بالعلم فكل ذلك كبر وعنوان حرمان فعليك أن تلتصق بالأرض وان تهضم نفسك وترغمها عند الاستشراف لكبرياء أو غطرسة أو حب ظهور أو عجب فان هذه أفات العلم القاتلة له وتحلى بآداب النفس من العفاف والحلم والصبر والتواضع للحق ذليلا له مع الوقار والرزانة متحملا ذل التعلم لعزة العلم |
22-12-13, 05:20 PM | #2 |
| طالبة في المستوى الثاني1 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص الدرس الثاني : وحينما نقول خفض الجناح و نبذ الخيلاء نفهم من ذلك التواضع فكأن المؤلف الآن يريد طالب العلم أن يتحلى بأدب يعمر باطنه وهو التواضع و خفض الجناح لان هذا يكنى به عن خفض الجناح للمؤمنين واخفض جناحك للمؤمنين بمعنى التواضع لهم حري بطالب العلم أن يكون متواضعا وحذر الشيخ طالب العلم من داء الكبر الذي إن تسلل إلى النفس كان سبب حرمان عظيم لطالب العلم. يرى نفسه أفضل منهم أو هم دونه أو يعني يهمزهم و يلمزهم كما يقولون أو تصدر منه أمور لا تنبغي أو يرى نفسه أفضل من شيخه كل هذه من آفات و آثارو قد تظهر آثار هذا الكبر على جوارح هذا الطالب فتظهر منه السخرية و يظهر منه استخفافه بالناس واحتقاره لزملائه أو يرى نفسه أفضل منهم أو هم دونه أو يعني يهمزهم و يلمزهم كما يقولون أو تصدر منه أمور لا تنبغي أو يرى نفسه أفضل من شيخه كل هذه من آفات و آثار ووصفه بأنه داء الجبابرة لأن الجبابرة هؤلاء الذين يأتون يوم القيامة كأمثال الذر يطؤهم الناس بسبب ذلك الكبر الذي سكن قلوبهم هؤلاء الجبابرة يعني قد ملئوا قلوبهم بداء الكبر و الكبر لا يليق بهم الكبر لمن هو أهل للكبر و هو الله سبحانه و تعالى الذي قال ((الكبرياء ردائي و العزة إزاري فمن نازعني في أحدهما قصمت ظهره )) هنا يقول إياك و الخيلاء وهي الإعجاب بالنفس فالخيلاء هذي أثر وعلامة من علامات ماذا؟ فهي آثار إعجاب المرء بنفسه أو تكبر المرء على غيره هذا يظهر صورته في البدن فالمؤلف يحذر طالب العلم من أن يعجب بنفسه أو أنه يتكبر على غيره فيراهم دونه أو أن ذلك يظهر على جوارحه و أرشده إلى خفض الجناح مع المؤمنين. وقال أن الإنسان حين يتكبر أو يختال أو يعجب بنفسه فان ذلك نفاق و كبرياء لان الحقيقة انه يعني لماذا عد الكبر نفاق ذلك لان حقيقة الإنسان ليست يعني لا تستحق أن يتكبر فهو لا يملك شيء فكأنه يتشبع بما لم يعطى فطالب العلم يحذر من هذا الكبر لأنه سبب حرمان للعلم النافع. عرف الكبر هنا بأنه بطر الحق و غمط الناس و لا شك أن هذه من أجمع الكلمات في تعريف الكبر وكيف لا يكون ذلك وهو من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلمالذي أوتي جوامع الكلم. يعني ماذا بطر الحق ؟ يعني رد الحق يعني الإنسان إذا خوطب بالحق أو وجه بالحق إن كان من نظيره أو من دونه يتكبر أن يقبل هذا. وهذا الوصف وصف الله عز وجل به الكثير من المعاندين الذين نأوا دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم و صدوا عن سبيل الله علموا الحق و لكنهم جحدوا هذا الحق لكبر في أنفسهم فردوا هذا الحق و غمط الناس و المقصود به هنا السخرية من الناس و احتقار الناس و التنذر بالناس و الاستهزاء بالناس : كل هذه الأمور تعد من الكبر لكنها تكون عمليا في أن الإنسان إذا شعر أن هؤلاء الناس أقل منه فبدأ يزدريهم وبدأ ينقدهم. *قال وهو مع الحرص و الحسد أول ذنب عُصِي الله به هذه أوائل الذنوب التي كانت من إبليس : الحسد و الكبر لأن الملائكة سجدوا له تكريما لله عز وجل وتكبر إبليس و قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين فأول ذنب عصي به الله عز وجل لا شك أنه الحسد الحرص كان من آدم فآدم عيه السلام ما أخرجه من الجنة إلا حرصه على أن يخلد و يبقى ويملك . ثم بدأ الآن يحذر من أمور قال(( فلا تتطاول على معلمك و لا تستنكف عن ما يفيدك مما هو دونك )) يعني كأنما يضرب لنا أمثلة عن الكبر : تعامل الطالب مع معلمه في طريقة الكلام مع الشيخ أو يتطاول عليه برد الحق الذي على لسان الشيخ مثلا أو تظهر منه بعض التصرفات التي تدل على أنه يتعاظم نفسه ويعارض شيخه أمامه فيسيء الأدب معه. *قال و لا تستنكف عن ما يفيدك وهذا مثال ثاني للكبر : قد يكون الطالب متقدم في الطلب و يأت طالب مبتدئ بفائدة فيرد هذا الطالب المتقدم هذه الفائدة من هذا الطالب المبتدأ لأنه يراه لا شيء. *قال و لا تقصر في العمل بالعلم لا شك أن الإنسان الذي لا ينقاد للحق و لا يعمل به فيه نوع من رائحة التكبر فالإنسان يخضع يزاوج بين العلم و العمل و ما ترك العمل بالعلم إلا تكبر على الانقياد لان الإنقياد ليس كاملا عند الإنسان حينما يتعلم و لا يعمل فلذلك عليه إن يجاهد نفسه في العمل بالعلم و إذا قصر الإنسان في العمل فهذا عنوان للحرمان على طالب العلم الحذر من الكبر و أدواء الكبر كالخيلاء و الكبرياء و الغرور و الإعجاب بالنفس كل هذه يعني توابع الكبر و أوصى بماذا بخفض الجناح و التواضع ويصف هذا الداء "داء الجبابرة". ما هي العلاجات للكبر ؟ 1- الدعاء : من أعظم الأشياء 2- مجاهدة النفس ، أجاهد نفسي أن أقبل نصيحة الناصح بالرغم من وجود كراهة بداخلي ... 3- أعرف قدر نفسي : هذه من الأشياء التي تجعلني أقدر نفسي حق قدرها وأن الله تعالى في كثير من النصوص بين لي حقيقة هذه النفس و أنها كانت عدم وأنها كانت نطفة قذرة 4-معرفة عواقب الكبر : و الغرور يعني " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " إذن يُحبس بسبب كبره ،إذن هو من معاصي القلوب العظيمة ،إذا عرفت واستشعرت أن معاصي القلوب العظيمة التي قد يُحبس الإنسان فيها ويدخل الإنسان بسببها إلى النار - التواضع : أي تكلف التواضع نتصنعها ونتكلفها في البداية ،تكلفي التواضع ،تعلمي كيف هي أخلاق المتواضعين ،كيف يحققون " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " (إنما العلم بالتعلم ،و إنما الحلم بالتحلم ،و إنما الصبر بالتصبر ) (ومن يتصبر يصبره الله ) وأنا أعلم أنه هناك أشياء كثيرة ما هي موجودة في طبعي لكنني أتكلفها وسيعينني الله إذا كان المقصد هو وجه الله و الدار الآخرة. )) فعليك أن تلتصق بالأرض و ان تهضم نفسك و ترغمها عند الاستشراف لكبرياء عليك أن تلتصق بالأرض : فهذه نفهم منها شيئين في العلاج 1- التواضع : المقصود به وخفض الجناح 2- ممكن يقصد بها أن يلجأ إلى الله بكثرة السجود و الدعاء لأنه في سجودي لله لا شك أن هذا الإنسان يتواضع لله. و المعنى الأول أظهر ، أنه يتكلف التواضع لكن لو أنه كان أن كثرة السجود فيه دعاء لله فهذا معنى ممكن . وقال أيضا : " و أن تهضم نفسك و ترغمها عند الاستشراف لكبرياء " أي تدريب عملي على أن الإنسان دائما يحاسب نفسه و يقلل من شأن نفسه إذا بدأت تتكبر وبدأت تترفع على الناس وبدأت تترفع على الحق قال السلف :"إذا رأيت من نفسك حب الكلام فألزمها الصمت ،و إذا رأيت منها حب الصمت فألزمها الكلام " قال :" أو حب ظهور أو عجب فإن هذه آفات العلم القاتلة له " ذكر أن هذه من آفات العلم التي هي الغطرسة و الكبرياء و حب الظهور و العجب ، كل هذه الأمور يعالجها الإنسان بمجاهدة نفسه بمحاسبة نفسه . فيعرف قدر نفسه ويعرف قدر ربه سبحانه وتعالى أنه عظيم وانه مهما قدم و فعل في حقه فهو مقصر ولا يستطيع أن يؤدي ما أمره الله به . قال :" و تحلى بآداب النفس " نلاحظ أن الشيخ رحمه الله دائما يرشدنا للحلية أي الآداب وفي نفس الوقت يحذرنا من الآفات. وتحل بآداب النفس؛ من العفاف، والحلم، والصبر، والتواضع للحق ذليلاً له؛ مع الوقار والرزانة، متحملاً ذل التعلم لعزة العلم." " تحلى بآداب النفس " وهذه الآداب النفسية وهذه الآداب خفية يعني قلبية تكاد تكون قلبية نفسية لا يطلع عليها إلا الله عز وجل ،صحيح أن لها مظاهر تظهر في حركات الإنسان في الظاهر لكن حركة الجوارح هذه تنتج مما في داخل النفس أو القلب .. العفاف : عفة الإنسان ، أي أن الإنسان يعف عن الأمور المهينة أو الأمور التي تنقص من قدر نفسه أو تنقص من عزته أو أنفته وعلوه بهذا العلم ، فطالب العلم كونه طلب هذا العلم فهو ارتفع بهذا العلم من الله عز وجل فلا يرد المواطن التي تنقص عفافه يعف : يعني يحبس نفسه عن أمور لا تنبغي. عن ماذا يعف طالب العلم ؟ يعف و يزهد عن ما في أيدي الناس : طالب العلم نفسه عزيزة عفيفة لا يظهر انه محتاج ولا تستشرف عينه ولا قلبه إلى مثل هذه الأمور لا يمد عينه إلى هذا الدنيا هذا أمر لا ينظر إلى أيدي الناس ماذا يعطون وماذا يمنعون والأمر الأخر يعف عن الحرام عموما كل ما فيه طريق إلى الحرام يعف نفسه عنه سواء كان هذا الحرام بالنظر يعف نظره ما يطلق بصره في النظر إلى المحرمات. -على طالب العلم أن يتحلي بالحلم و لا يغضب لأي امر. -على طالب العلم أن يتحلى بالصبر : فهو يصبر على أقدار الله ويصبر على الطاعات يصبر على المعاصي ولكن فيما يحتاج الصبر يصبر على الدعوة ويصبر أيضا على العلم.يصبر مظهرا ذل التعلم يصبر على عزة العلم لان العلم ما يؤخذ بسهوله. فكان يحظى بعض طلاب عند الأعمش لعظم الحديث عزيز حصله بذل وحافظ على هذا الأمر فكان من أجل أن يختبر طلابه حتى يرى من يصبر على تأديبه لهم فيأتون على المجلس مبكرين حتى يحضرون المجلس ويظفرون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فكانا أول ما يحضرون مع الصباح فكان يترك كلب عظيم عند الباب كان يطلق كلبه عليهم يطاردهم في الطرقات حتى يهربوا من المكان ويفروا ثم يعودون مرة أخرى فمن عنده نفس يعود مرة أخرى فيحاول ويحاول أن يحتال على ذلك الكلب لدخول هذا المجلس فيريد أن يرى من يصبر طريقته طريقة شديدة جدا في تسوية طلاب العلم 1.5 : التواضع للحق : ونحن ذكرنا أن التواضع إما أن نتواضع للحق أي الشرع فإن عرض عليه الشرع قبله ولم يرده بل قابله وكذلك التواضع لله وهو الحق. وذلك أن يقبل أمر الله ولا يشك في أمره ولا يشك في الأخبار،وكذلك أن يقبل الشريعة و ينقاد لها بالعمل ولا يترك العمل بهذا ،ولا عنده معارضات ،ولا عنده شبهات ،وكل هذا انقياد لله وتواضع للحق يعني أن المسلم أو طالب العلم لا يكون عنده شبهات في نفسه ولا يكون عنده ضعف انقياد للعمل بالعلم ولا يكون عنده معارضات فيقبل الحق، وكذلك التواضع للخلق سبحان الله يذل لهم ،ولا يحقرهم، ولا يزريهم، ولا ينالهم بسوء. وسكون الطائر من الوقار والرزانة ما المقصود بسكون الطائر؟ نعم أن يكون رزينا، متزنا في هيئته أي في داخله وخارجه ،يعني شأنه كله إذا رؤي كانت مشيته وقورة هيئته وقورة حركاته تدل على الوقار لا تجدين في مشيته خفة ولا تجدين فيه مشية المستعجل النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا التفت التفت كله. 1.6 : القناعة و الزهادة : قال:" اقنع بما آتاك الله عز وجل وتحل بالزهد، واعلم أن حقيقته الزهد بالحرام، والكف عن المشتبهات وعن التطلُّع إلى ما في أيدي الناس؛ فكن معتدلاً في معاشك بما لا يشينك، ولا ترد مواطن الذلة والهوان و من الحلى التي يتحلى بها طالب العلم : القناعة بما آتاه الله عز و جل. و هذه الحلية محلها القلب وتظهر آثارها على الجوارح . تعريف الزهد لابن العثيمين رحمه الله: ترك مالا ينفع في الآخرة وهو أعظم منزلة من الورع لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة. و حقيقة الزهد الزهد بالحرام. فيقول هنا :"والكف عن المشتبهات وعن التطلُّع إلى ما في أيدي الناس؛ فكن معتدلاً في معاشك بما لا يشينك"يعني أن طالب العلم عليه أن يحمي نفسه من ذل السؤال، فجميل أن يكون بيده حرفة أو عمل يصون بها وجهه على أن يسأل الناس. أنظر إلى الشيخ الألباني رحمة الله عليه قد عكف على الحديث وهذا العلم يحتاج أن الإنسان يفرغ وقته كله لطلب الحديث لكنه لم يسأل الناس و إنما كان يعمل ساعاته ويعمل منالوقت ما يخرج به قوت يوم لأهله. 1.7 : التحلي برونق العلم: رونق العلم هو حسن السمت والهدي الصالح بدوام السكينة والوقار والخشوع والتواضع؛ فقد كان السلف كما قال ابن سيرين رحمه الله يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم. فيا طالب العلم تجنب اللعب والعبث والتبذل في المجالس بالضحك والقهقهة وكثرة التنادر؛ فإن المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة، ويوغر الصدر، ويجلب الشر. وقد قيل: "من أكثر من شيء عرف به"وقال عمر رضي الله عنه "من تزين بما ليس فيه شانه الله" فما هو رونق العلم؟ هي زينة العلم، جمال العلم، هيئة العلم. كيف يتحلى طالب العلم برونق العلم؟ العلم له رونق،له جمال، له هيئة، له زينة حسن السمت والهدي الصالح يظهر على لباس طالب العلم وهيئته وليس أنه يأخذ هيئة معينة أو جبة معينة أو لباس معين ويقول أنا طالب علم، لكن من حركاته وسكناته و تعامله وتواضعه وأخلاقه.كل هذه على هدي وسمت يعرف بها طالب العلم. سيتم إضافة الملخصات تباعاً متى ما انتهيت إن شاء الله..و الحمد لله اولا و آخراً. |
22-12-13, 09:45 PM | #3 |
| طالبة في المستوى الثاني1 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص الدرس الثالث : قال : " عليه حسن السمت والهدي الصالح ..." . كيف يكون ذلك ؟ يعني: حينما ينظر إلى لطالب العلم يرى أثر وبركة العلم عليه ليس أنه يتصنع مثل هذا الأمر ولكن بالتزامه بآثار وسنن النبي صلى الله عليه وسلم ،تطبيقه لسنن وقوفه عند الأمور التي يعني لا تنبغي يعرف عند أكله في طريقة أكله حتى الأمور التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم من داوم السكينة والوقار والخشوع والتواضع بمعنى أنه يكون وقورا في مشيته لا يكون أهوج يكون حكيما وغير متعجل مثلا في آرائه وفي أقواله لماذا ؟ لان باطنه يغذي هذا الظاهر. فقد كان السلف رحمهم الله كما قال : ابن سيرين رحمه الله : " يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم " ولذلك كان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه لما ينقلون عنه حاله أنه كان أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى التطبيق العملي أو ما يسمى برونق العلم كان أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم من دخوله إلى المسجد إلى دخوله إلى بيته يرون كل حركاته وهديه وسمته كأنهم يرون النبي صلى الله عليه وسلم المقصود بجلوس عند المشايخ : يتلقى هذا الإنسان رونق العلم والهدي و السمت والهدي الصالح . فالحلية يكون حسن السمت ملتزم بهدي الصالح ويكون عنده سكينة ووقار حتى في حركاته . ما الذي ينقض هذه الحلية التحلي برونق العلم ؟ ينقضها : كأنه يقلك : تجنب اللعب والعبث والتبذل، مما يدل على أن الإنسان ماعنده وقار ولا سكينة إنه يلعب مثلا تجدينه يلعب بقلمه يعبث بالقلم إنما بيصدر صوت القلم أو يفتحه ويغلقه مثلا أو أنه يرسم به فينشغل عن الدرس مثلا أوأنه يعبث بشماغه أو طاقيته أو ثوبه أو جيبه أو أصابعه مشغول عن الدرس أو ينظر في ساعته أو يظهر في المجلس أنه يكثر من الضحك والقهقهة و يظهر الطرفة والتندر والمزاح هذا لاشك يضع من قدر طالب العلم ويزيل من مروءته وقال عمر رضي الله عنه : " من تزين بما ليس فيه شانه الله " يعني أن الإنسان يحتاج أن يكون صادق في هذا المجلس ومخلص لله عز وجل ولا يتكلف أمور ليس فيه في الحقيقة ، إلا إذا كان يربي نفسه عليها يتكلف الخلق الحسن يتكلف التواضع في بداية الأمر كل هذه الأمور يحتاج أن يتكلفها. لكن ما الذي يفصل بين هذا التكلف وبين الرياء ؟ النية والمقصد . يعني الشخص الآن قاعد يدرب نفسه ويجاهد نفسه في أن يتدرب على كيف يكون متواضع فيبدأ يطبق كيف يحلم على الصغير وكيف يتحمل مثلا الجاهل وكيف يقبل الفقير، فهو الآن يدرب نفسه كل هذا يريد الأجر الذي عند الله عز وجل خالصة النية لله ، وشخص آخر يتكلف حتى يقال ما شاء الله عليه هذا شخص متواضع فلا شك هذا أن العمل هو واحد هو نفسه ، ولكن الذي فرق بين هذا وذاك : النية الخالصة لله عز وجل . إذن : المقصود برونق العلم : حسن السمت والهدي الصالح. وقلنا كيف الإنسان يتحلى برونق العلم في إن يظهر تطبيقه لآثار أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا فيرى عليه السكينة والوقار و الخشوع والتواضع ويرى صدقه وإحسانه للخلق كل هذه تطبيق لسنن النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا ويتجنب العبث واللعب والمزاح والتبذل في المجالس في الأمور التي لا تنبغي من الضحك و كثرة المزاح . 1.8 : التحلي بالمروءة : المروءةأصدق تعريف لها كما ذكر الشيخ : " فعل ما يجمل الإنسان ويزينه عند الناس و إجتناب ما يقبحه ويشينه " و هذا أجمع تعريف. لو أردنا أن نختصر التعريف هذا نقول هو: " كرم الخلق " كرم أخلاق الإنسان فهذه المروءة قلنا فعل ما يجمل الإنسان فالإنسان يسعى إلى أن يكون كريم الأخلاق يساعد الآخرين يغيث الملهوف يفرج الكروبات يرحم الصغير يرحم الكبير لا يتطاول على الآخرين يكون طلق الوجه يتبسم يفشي السلام يسأل عن حاجات الناس . هذه كانت في النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت: " أنك تصل الرحم و تغيث الملهوف.." كانت تقول هذه من صفاته . هذا يدل على أنه تحلي بالمروءة . عكس المروءة : خورام المروءة أمور تدل على مروءة الإنسان : 1/ من المروءة أن الإنسان ما يقطع الكلام على الآخرين وهم يتكلمون . 2/ من المروءة ما يسكت الآخرين حتى يتكلم هو . 3/ من المروءة مثلا لو وقفت هذا المشهد ترينه كثيرا في باص أو في مكان آخر يكون رجل كبير أو إمرأة يكون جالس في الكرسي ولا يقوم من أجل هذه المرأة أو ما يقوم من أجل هذا الرجل الكبير قاعد ومطمئن على نفسه علشان هو حظي بالكرسي قبل الجميع ، الكرسي من حقه . أن يأتي بالأمور المخالفة التي تشين عند الناس مثل : كأن يرفع صوته وعتاد الناس في هذا المكان ما يرفع الصوت فبعض العلماء عدوا من خوارم المروءة على طالب العلم مثلا أنه يأكل في الطريق هو مباح ولكن كونه طالب العلم ما يرون أنه يأكل في الطريق ، والمروءة عموما تماشي العُرف ، فعُرفْ المحدثين كانوا بعضهم يشدد في أخذ الحديث . 1.9 : "التمتع بخصال الرجولة" "كالشجاعة وشدة الباس في الحق ومكارم الاخلاق والبذل في سبيل المعروف من مال أو جاه أو علم واحذر نواقضها من ضعف الجاش وقلة الصبر وضعف المكارم فإنها تهضم العلم وتقطع اللسان عن قول الحق" العلم يُكسب طالب العلم قوة في قلبه وصلابة لأن المبادئ التي يتبناها أو الأمور التي يؤمن بها ويعتقدها تقوي قلبه وتقوي اليقين في قلبه وتقوي ثقته في هذا الدينوبهذا المنهج وايضاً تجدين عنده شدة باس ليس المقصود بها القسوة على الناس لكن شدة باسه في الحق وفي إظهار الحق يعني الإنسان في مواطن ينبغي أن يكون شديد البأس قوي لا يكون ضعيفاً متخاذلاً هذه صفات طالب العلم التي ينبغي أن تكون فيه ولا يكون في موقف يُرى فيه ضعفُ العلم وضعفُ الحق في هذا الموطن ويخرس طالب العلم عن الحق مع أنه قادر على بيانه قادر على إنكاره وقادر على توضيح الحق وقادر على عدم كتمان الحق ومن خصال طالب العلم العظيمة إلى جانب الشجاعة وشدة البأس عند قول الحق وعدم كتمانه عنده أيضاً بذله في سبيل المعروف ماله وجاهه وعلمه لا يكون متخاذلاً أيضاً كل ما يوصل إلى الخير تجدينه يبذله وقته،وماله ويساعد في الدعوة وإعانة الناس وفي المعنى العام نقول" راعي فزعة"أي كل من أراده يجده لأن هذه صفات تدل على أن هذا الشخص يُعتمد عليه والناس يقصدونه في حاجاتهم أو الأشياء التى تعرض لهم هذا يريد كذا ..وهذا يريد كذا... يبذل جاهه وعلمه ووقته وهنا بدأ الشيخ بالتحذير من النواقض لهذه الصفات خصال الرجولة (الشجاعة وشدة البأس في الحق ومكارم الأخلاق والبذل في سبيل المعروف) هذه كلها لا بد أن تكون من صفات طالب العلم ويحذر من نواقضها اي لا يكون ضعيف الجأش جباناً متهاوناً قليل الصبر ويخاف ان يهرب الناس عنه ويستوحش لانه لا يريد أن يقول كلام ينبذونه بسببه .لا بد للانسان ان يختبره الله عزوجل بل دائماً عليك قول الحق بحكمة لكن لا تتنازلين عن بيان الحق أو تمييعه. ولا يكون ضعيف في مكارم الأخلاق أي ما عنده بذل للمال أو الجاه أو العلم أو صور المعروف التي يبذلها للخلق. 1.10 : "هجر الترف أو الترفه" : يقول " لا تُكثر من التنعم والرفاهية فإن البذاذة من الإيمان" ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" إياكم وزي العجم وتمعددوا واخشوشنوا "فالحلية في الظاهر كاللباس عنوان على إنتماء الشخص " و فيه إرشاد لطلاب العلم إلى مسألة معينة أن طالب العلم عليه ألا يتنعم ولا يترفه كثيراً ذكر في الاثر "البذاذة من الإيمان" و" إياكم وزي العجم وتمعددوا واخشوشنوا" تمعددوا نسبة لمعد بن عدنان كان يُوصي أو يسلك هذا السبيل في الخشونة في العيش . وقوله فإن النعم لا تدوم فهذا كلام عمربن الخطاب رضي الله عنه فكأنه يدُلنا على أمر هام أن هذه الرفاهية لها مفاسد وآثار سيئة على الإنسان لذلك حذر من التنعم لطالب العلم فضلا على المسلم وكلهم في هذا القارب لان الإنسان إذا ترفّه وتنعّم سيكون هناك أمور سيئة في النتائج. مفاسد التنعم والرفاهية؟ - مضيعة للوقت - الضعف البدني و عدم تحمل الصعاب :لأن الإنسان إذا تعود على الرفاهية في الغالب أنه يورثه تخنث الطباع يصبح لين خصوصا الرجل إذا كان في رفاهية يقضى على طباع القوة والتحمل والرجولة والجلد وكذلك المرأة ، انظري للاجيال الآن من كثر الترفه لا يتحملون حر ولا برد ولا جوع ولا أي مسؤولية لأنهم لم يتعودوا أن يتركوا هذا التنعم. - هجر الشكر والحمد: الإنسان إذا ترفه ربما تعميه النعم عن الشكر والحمد لربه. -الافتتان:الإنسان إذا توسع في هذه المباحات وإن كانت ليست حرام فإنها تعمي القلب وتجعله يتعلق بالدنيا ويحبها ويفتتن بها. -ضياع الوقت: لإن الإنسان سيُحصّل هذه الأمور ويسعى لها ويطلبها. -التعلق بالدنيا. - عدم الصبرإذا تغير الحال سيصيبه ردة فعل عنيفة انظري إلى من يتمسكون بالدنيا بايديهم ما عودوا أنفسهم على الحال الآخر تجدينه إذا فقد هذه الأمور ربما انتحر وربما ظهرت طباع سيئة او حصل طلاق بين الزوجين لأنهم ما تربوا وما تعودوا على أن اليوم موجود وغداً غير موجود وأن لا يُعطي الإنسان نفسه كل ما تريد - تنسي الآخرة وعدم التفكر فيها ورد عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أنه رأى أحد أبنائه أو أحد من الناس يشتري لحما ثم بعد كم يوم رائه يشتري لحما فسأله: ما هذا؟ قال :لحم قال: ولِم؟ قال: اشتهيته. فقال عمر: أوكلما اشتهيت اشتريت! فيقول ((خذ من اللباس ما يزينك ولا يشينك واجعل ملبسك وكيفية لبسك يلتقيان مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي.)) أحياناً تجدين في مجتمع النساء طالبة علم حافظة لكتاب الله عزوجل مثلاً تلبس بلوزة شفافة وذراعيها وصدرها والنحر والظهر ظاهرة او تنورة فيها بطانه يكشف ما تحتها من الفخذ والسيقان فهل هذا زي طالبة علم! فأين لبس الصحابيات وحرصهم إمرأةعمياءاسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما – اُهدي إليها قماش تلمسه وتقول لا حاجة لي به فإن هذا يصف " امرأة كبيرة عجوز تقول هذا كيف نحن الشابات ! لعل هنا من تعتبر صغيرة في العشرينيات وربما دونه كيف ترضى لنفسها بهذا الأمر بحجة أننا نساء هذا يدل على أنها لبست من لا يخشى الله أو لبست من يتهاون لهذي الضوابط التي تدل على تطبيقه للسنة وحرصه على الضوابط الشرعية في اللباس. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أحب إليّ أن أنظر القاريء أبيض الثياب ، وكان الإمام أحمد يلبس الأبيض والإمام مالك يلبس الأبيض لحضور مجلس العلم رحمهما الله تعالى كل ذلك لشرف العلم. أنا أذكر إن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ما كان عنده يمكن إلا ثياب قليلة ولا يشترى من هذا الجديد هذا يذكره عنه طلبته وسبحان الله لكنه كان أبيض الثياب وطيب الرائحة ولا تجدين منه إلا الشئ الحسن فجمع بين هجر الترفه وبين إيش ؟حسن الملبس والمظهر وهذا ينبغى لطالب العلم. ((ابتعد عن مجالس اللغو التي لا فائدة فيها، واعلم أنها تهتك أستار الأدب، فإن فعلت ذلك فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة () ((صن نفسك أيها الطالب من اللغط والهيشات؛ لأنها تشتمل على السبِّ والشتم وغير ذلك من الأخلاق القبيحة، وهذا ينافي أدب الطلب (( فجعل هؤلاء الذين يجلسون فى مجالس اللغو والعلماء قسموا مجالس اللغو إلى قسمين : 1- لغو لا فائدة منه 2- لغو بباطل : إذا كان مجلس باطل فهذا لا يجوز أن يحضره المسلم أصلاً. الشيخ السعدى رحمة الله عليه كان إذا حضر مثل هذه المجالس يعنى زار مثلاً ناس ولا حضر مناسبة ولا كان فيه أعياد وذهب وزار واجتمعوا الناس يكون من عوام الناس فى الغالب وعادة كلام عامة الناس لا يقدرون للوقت وقت العالم ولا يقدرون ولا يعنى يهتمون فى الموضوع الذى يختارونه وإذا عرفوا إنه مثلاً من أهل قريتهم أو بلدتهم فى الغالب يعنى إن تحفظوا إلى قدر معين يتحفظون فكان الشيخ رحمة الله عليه حتى يعنى لا يجعل المجلس يكون بلا فائدة كله كلام فى الدنيا فكان يجعل طلابه يثيرون الأسئلة فى المجلس فإذا أثاروا الأسئلة فى المجلس أخذ يجيب وتكون هذه الأسئلة يعنى جلها فى أمور معاشهم كأن فى أمور الزراعة أمور فى زكاة الزراعة أمور فى بعض الأحوال فى الأمور الإجتماعية فى أمور كل هذه الأمور أمور معاشهم حتى يمتلأ المجلس بالخير الكثير مفاسد هذه المجالس : -ضياع الوقت – نشر البغضاء والكره بين المسلمين غيبة وأحياناً بهتان وأحياناً قذف – تسقط مروءة الإنسان وتذهب نور وجهه – نعم إثارة الحساسيات والمشكلات كم من مجالس هذه الطويلة يعنى تنقلب على أصحابها – وقوع فى المحرمات كالغيبة والإثم بكله نعم – تراكم الذنوب – كثرة اللغو الخلطة هذه والبقاء زمناً طويلاً -كثرة الكلام تقسى القلب من مقسيات القلب –وقوع الإنسان فى إنه يتكلم فيما لايعنيه" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " –من كثر كلامه كثر لغطه ومن كثر لغطه كثر غلطه أيضاً من صور أو من الأمور التى يتحلى بها طالب العلم أن يعرض عن الهيشات أو الأمور اللى فيها لغط المكان الذى يعلو فيه اللغط والهوشات كما يقولون أو الخصومات أو علو الصوت يعنى تقوم فيه معركة الباطل مثل الأسواق يعنى الأماكن التى تعرفين مثلاً هذا المجلس تعرفين إن الناس تعلو أصواتهم وممكن يصير خصومة وممن يصير مزاح ثقيل وممكن ابتعدى عن هذا المجلس الرفق ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ((أن الرفق ما كان في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شانه)) وكان يوصي عائشة رضى الله عنها لما قالت عليكم السام والزام واللعنة يعنى قال عليك بالرفق فإن الرفق ما كان فى شئ إلا زانه ومانزع من شئ إلا شانه فكيف يكون الإنسان رفيق ؟ يكون فى كل شئ رفيق يكون فى كلامه رفيقاً يكون فى تصرفاته وأفعاله حركات بدنه يكون رفيق يعنى ما يكون مثلاً يطرق الباب بقوة أحياناً فطالب العلم إذا رأى فى نفسه غلظة وجفاء فى الطبع عليه أن يدعو الله عز وجل إنه يرزقه هذا الخلق لأنه إذا حُرم الإنسان الرفق واللين كان من المحرومين حقيقة لأن الأبواب ستُغلق في وجهه ولذلك يقولون " الكلام اللين يغلب الحق البين " أحياناً الإنسان يقول كلام باطل ولأنه كلامه لين يصل إلي قلوب الناس رغم إنه كلام باطل وشخص يقول كلام حق لكنه لان كلامه غليظ وجافي يلفظ الناس قوله ويرفضونه لو أراد طالب العلم اكتساب خلق الرفق ماذا يفعل ؟ فإذن هذه كثير من الأخلاق ممكن يكتسبها الإنسان ممكن يكتسبها بالدعاء وهذا أعلي مطلب والأمر الثاني التصنع نعم التصنع مخلصاً نيته لله عز وجل والقراءة في سير السلف لإنه لما يري هذه النماذج لان قلبه ويبدأ يطبق مثل هذه الصفات. 1.13 : التأمل : الان المقصود بالتامل قال : التأني وعدم الاستعجال والتريث والتأمل يعني أن طالب العلم يتريث لايستعجل يفكر في الشئ الذي يسمعه أو سيقوله أو يقرأه لأن التأمل سيتناول جوانب كثيرة لكن معنى هذا التأمل أن طالب العلم في جملة أمره أن يتأني لايكون عجولا يتريث يتروى حتى لاتكون فيه الصفة المعاكسة وهي العجلة إذن لايكون عجولا لانه سيقع في امور سيئة . إذن ماهي الامور التي يتأملها طالب العلم ؟ يتأمل اولاً الكلمات لما يتكلم لازم يخرجه في قالب حسن للسامع لايقول أي كلام يفكر في الكلمة التى سيقولها لأنه محاسب عليها من الله عز وجل وأيضا قد يتعدى بها على الخلق فلابد ان يتامل قبل ان يقول الكلمة يتأمل ايضا في افعاله وفي الرد اذا أراد أن يرد على غيره يتأمل في انه يعطي الكلمة المرادة الموصلة للمعنى فلايرد باى كلام ويتعجل في رده يكون حكيما في رده وايضا يتأمل في حكمه على الاخرين وفي حكمه على الاشياء يتريث ويتأمل حتى يحكم عليها حكما صوابا وايضا يتامل في الكلام المسموع أو المقروء في كتابه فقد يحتمل الكلام المقروء أكثر من معنى فيتريث فيما يقرأه ويسمعه 1.14 : الثبات والتثبت : يقول(عليك بالصبر والثبات في التلقي لاتمل ولاتضجر واصو الساعات في الطلب على الاشياخ وعليك بالتثبت فيما يصل اليك من اخبار وفيما يصدر عنك من احكام ) الثبات : الصبر والمصابرة. المقصود بالثبات :يصبر ويتصبر ويثبت على منهجه وعلى إراداته للحق وكذلك طالب العلم يثبت في التلقي لايكون كالمنبت (لا أرضا قطع ولاظهرا أبقى) فلا شك ان العلم يحصل في الساعات الطوال في الطلب على الاشياخ وهذا يحتاج الى صبر . والتثبت فيما ينقل من اخبار . وهو التحقق والتاكد فيما يصل اليه. مافائدة الثبات ؟ يحصل العلم ويأصله فالصابرون فقط هم من يحصلون العلم الصابرون فالعلماء الكبار لم يكونوا علماء بين عشية وضحاها إنما قضوا الليال الطوال في العلم والتحصيل وربما حرموا كثيرا من النوم والطعام والشراب من اجل تحصيل العلم. فيكون بذلك طالب العلم علمه قوي راسخ يثبت على منهجه يأصل العلم ويتنقل في مراحل العلم حتى يصل الى غايته ويكون سبب في العمل به. مافائدة التثبت؟ يكون الانسان يلتزم بالحق والصدق وحتى لايشارك في احكام خاطئة وحتى لايشارك في نشر الشائعات ولان هذا من الكذب (وكفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ماسمع) فنقل الكذبة كذب فيحافظ على صحة المعلومة وما يظلم الناس ولا ينقل الشائعات ولا يكن من الكذابين مثل هذه الأمور تنتفي عنه صفة العجلة كونه ثابت فالبتثبت يحرر صحة المعلوة ولايظلم الناس بما ينقل من شائعاتولايكون من الكذابين وتنفى عنه صفة العجلة. |
23-12-13, 10:42 PM | #4 |
| طالبة في المستوى الثاني1 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص الدرس الرابع : ثانيا : " كيفية الطلب والتلقي ومراتبه": من لم يتقن الأصول حرم الوصول، بمعنى أن طالب العلم إن لم يكن مؤصلا في كل فن يطلبه فإنه لن يحصل شيئا لا يسمى طالب العلم ،وإنما سيسمى طالبا مثقفا أومتذوقا، لكن طالب العلم في كل فن يؤصل نفسه بمعني يأخذ مبادئ العلم، ثم يتلقى بها إلى مرحلة متوسطة ، ثم يتلقى بها إلى مرحلة منتهية، فيكون عنده مختصرات في العلم يضبطها جيدا يضبط ألفاظها في كل فن. فلا بد لطالب العلم من التأصيل ،والتأسيس لكل فن تطلبه بضبط أصله، ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وآخذا الطلبات بالتدرج ولذلك علامة حرمان طالب العلم أنه لا يتقن الأصول ولا يعتني بها فلا شك أن هذا الطالب يحرم الوصول، فينقطع به الطريق." ومن رام العلم جملة ذهب عنه جملة"بعض طلاب العلم يظن أن الأمر يؤخذ في جلسة واحدة، أو في دورة واحدة لكن العلم لا يأخذ مرة واحدة ولا جملة واحدة و إنما يأخذ على مر الأيام و الليالي. وهذا يناسب ذهن المتلقي في أنه يأتيه العلم شيئا فشيئا، فيبنى ويرسخ في فؤاده ويستقر هذا العلم في فؤاده لكن لما يأخذه مرة واحدة لا يحصل شيئا. طالب العلم إلى أن يؤصل نفسه، ولذلك عبر عن العبارة الجميلة:" ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم" يعني لو سمع هذه المحاضرة وهذا الدرس. أدعى إلى أنه يضل في الفهم يعني كله سيدخل على بعضه لذلك يحتاج طالب العلم إلى سُنة التدرج وهي سُنة كونية أصلا، والله عز وجل قال في شأن في العلم الأكبر الذي هو القرآن، يعني أسس العلوم هو القرآن. قال:"وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا". مانزل القرءان جملة واحدة ،وإنما نزل منجم و مفرق،وهذا شكل من الله حكمة. وحتى يتلقاه الناس ويفهمون ويتعلمون مافي هذه الآيات ويعقلون خطاب الله ويعملون ويطبقون. فإذن هذه الأمور مهمة جدا في قضية التدرج، ولذلك العلماء راعوا مثل هذه القضية، فكانوا في المجالس العلمية يجعلون جلوس الطلاب إليهم على مراحل ،بل ويجعلون للفنون كتب لكل مرحلة وهذا سار عليه العلماء. يقول:" وبضبط أصله وعليه فلابد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن لا بالتحصيل الذاتي وحده ،آخذا الطلب بالتدرج. الآن هو أشار إلى نقطة التأصيل والتأسيس وأشار لنقطة ثانية ومهمة جدا وهي قضية التدرج أضيف إلى هذه الأمور التي نبه إليها أن هذه الأصول أو هذه الفنون الذي يريد أن يدرسها لابد إنه يضبطها باختيار مختصر لأي فن مثلا أراد أن يدرس في النحو بدأ بالأجرومية أو مثلا أخذ الحديث فبدأ بالنووية أو أخذ العقيدة فبدأ بثلاثة الأصول مثلا أو كتاب التوحيد أو إي كتاب من كتب العقيدة في المرحلة الابتدائية يأخذ هذا الكتاب إلي هو مختصر العلم(علم العقيدة أو علم المصطلح أو علم الحديث) ويذهب إلى شيخ متقن هو محتاج إلى شيخ متقن حتى سبحان الله العظيم يختصر له الطريق , شيخ متقن لهذا العلم حتى يستطيع إيصال هذا العلم له وإنما يؤخذ العلم بالمشافهة والجلوس على أيدي العلماء. فوائد الجلوس عند الشيخ : -الشيخ يختصر علينا مدة الدراسة في الكتب.لان بعض الكتب صعبة الكلمات، فيبقى الطالب ساعات و ساعات ليفهم ما كُتب لكنه لو جلس لشيخ لفهم ربما كلام المؤلف في مدة قصيرة. - قلة التكلف : طالب العلم يجد كلفة و تعباً عند قراءته للكتب لكن العالم يعطي الخلاصة و الفوائد لطالب العلم بدون تعب كثير -الشيخ يعطيك خلاصة العلم الذي استوعبه في المسألة. الفهم الصحيح : يشرح الشيخ ما قد يستشكل على طالب العلم في فهم الكتب و يبين لك الاحاديث الصحيحة من الضعيفة -الجلوس عند العلماء يعلمنا الأدب فإذن الفهم الصحيح ,اختصار الوقت ,قلة التكلف ,يعطيك خلاصة العلم غير إن جلوسك مع الشيخ تتعلمين الأدب وكيف تطبيقه للسنة وكيف هديه وكيف تصرفه مع طلابه كيف خشوعه وانكساره بين يدي الله عز وجل وكيف أدبه وكيف حفاظه على السنة وحفاظه على العبادة والأذكار كل هذا يشاهده ويرى كيف تعامله مع طلابه مع المحسن والمسيء كل هذه الأمور تشاهد من قبل الشيخ فيصبح قدوة وأسوة لطلاب العلم اللذين يجلسون معه بعكس الكتاب. أخطاء التعلم من الكتب : -من قرأ من الكتب معرض للخطأ و التصحيف و اللحن، يمكن يكون مؤلف الكتاب عنده أخطاء في العقيدة و كل هذا طالب العلم لا يعرفه إلا إذا علمه طالب العلم.و من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه *إذن نبه الشيخ إلى ثلاثة أمور ,مسألة التأصيل والتأسيس في كل الفن ,وهذا أنه يضبط مختصر بكل فن يدرسه على شيخ. *المسألة الثانية: قضية التدرج في العلم يعني المرحلية في العلم لا يروم العلم جملة واحدة وأن يتدرج في أخذ العلم حتى يستطيع أن يفهمه ويبنى في ذهنه. *ثم الجلوس على شيخ وهذه كلها ذكرها في الوصايا ونعيدها يقول (( لا بد أيها الطالب من مراعاة الأمور الآتية في كل فن تطلبه وذكر ست وصايا وان شاء الله نطبقها في طريقنا العلمي : *لكي يأصل و يأسس طالب العلم في كل فن، يجب عليه أن يحفظ مختصراً في كل فن ة يضبطه على شيخ متقن. هناك أشياء تسمى علوم أصلية وأشياء تسمى علوم آلة أو علوم مساعدة العلوم الأصلية : كعلوم العقيدة وعلم التفسير علم الفقه وعلم الحديث العلوم المساعدة التي تساعد في فهم العلم الأصلي ولا يستغنى عنها أبداً تفك رموزه والعبارات التي لا تفهم وتساعد على الوصول للفهم الصحيح : كعلم النحو وعلم المصطلح وعلم أصول الفقه والبلاغة وما شابه من هذه العلوم وأيضاً علوم القرآن وعلوم التفسير أو ما يسمى بأصول التفسير أو قواعد التفسير كل هذه علوم مساعدة تعين على فهم العلوم الأصلية. في العقيدةمرحلة للمبتدئين : الأصول الثلاثة،و القواعد الأربع الأربعون النووية في الحديث الآجرومية في النحو *عدم الإشتغال بالمطولات لأنها تصرف همة طالب العلم، و تشتته. *عدم الإنتقال من مختصر لآخر لان هذا من باب الضجر :و ينقطع به الطريق و لا يحصل علما و ما يثبت في العلم . ضررالانتقال من مختصر إلى مختصر على طالب العلم: 1- ينقطع به الطريق و لا يُحصل علماً. 2- ما يثبت في العلم وما يرسخ ويكون كالمتذوق فلا يستفيد شيء. 3- لا ينجز ما بين يديه وسيبقى هكذا. *اقتناص الفوائد و الضوابط العلمية و كتابة الفوائد التي استفادها من الشيخ و كما قيل العلم صيد و الكتابة قيده... *جمع النفس و الهمة على قصية الطلب و الإبتعاد عن المفرقات و المشوشات لطالب العلم الأمر يحتاج إلى أن الإنسان يجمع نفسه أي يُقبل بكليته على العلم فلا يكون طالب العلم مشتتاً أو الضياع إنما يُقبل بكليته يختار أنسب الأوقات ويُبعد الشوارد ويُحاول أن يتفرغ وأي أمور مُشغلة يُبعدها ، وأي أمور تأخذ من أوقاته وتُقصر وقت طلب العلم يُبعدها فهنا تجتمع النفس. فينصحنا الشيخ هنا أن نجتهد أن يكون العلم أكبر همنا الذي هو أعظم مطلوب ويوصلنا إلى معرفة الله عز وجل ومعرفة رسوله-صلى الله عليه وسلم-ومعرفة دين الإسلام والعمل بالعلم هذا العلم تجتمع النفس عليه. *خلاصــــة المســألـة* نبّه إلى ثلاثة أمور : 1- قضية التأسيس والتأصيل. 2- قضية مراعاة التدرج. 3- الوصايا التي ذكرها وهي تبني طالب العلم وهي ستة : 1- حفظ مختصر في كل فن يطلبه. 2- ضبط المختصر على شيخ مُتقن. 3- يبتعد عن الاشتغال بالمطولات حتى لا تفرق همته ولا تزيد حيرته وتشوش عليه. 4- لا ينتقل من مختصر إلى مختصر عليه أن يواصل حتى يُنهى الكتاب. 5- كُل ما حصّل فائدة أو ضابط علمي أو قاعدة سواء كانت في الفقه أو العقيدة أو التفسير. من شيخه أو الكتاب الذي يقرأ فيه دوّنها وأطال النظر وأعاد حتى تُضبط وترسخ. 6-جمع النفس والهمة على قضية الطلب والابتعاد عن المفرقات والمشوشات لطالب العلم. ثم قال (( واعلم أن المقدم على هذا كله حفظ القرآن ودوام مراجعته حتى يثبت أما الخلط في التعليم بين علمين فأكثره فهذا يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط )) لا شك أن أول ما يبدأ به طالب العلم هو حفظ القران : الإنسان لما يكون حافظ للقران و ينتقل إلى علم آخر يصير أسهل عليه ثم تكلم عن قضية أخرى و هي الخلط بين علمين فالطلاب قدراتهم تختلف ليس كل الطلاب علي درجه واحدة بعض الطلاب لا يحب أن يجمع فن مع فن يعني إذا درس علي شيخ يريد أن ينتهي من هذا الكتاب تماما ثم ينتقل إلى الكتاب الذي بعده والنقطة الثانية قضية الجمع بين علم و علم آخر أو فن و فن آخر هذه أيضاً تختلف باختلاف القرائح أو الفهم يعني من عقل إنسان إلى عقل إنسان آخر يعني هذه القضية ما نحجر عليها لكن بعض الطلاب يستطيع أن يجمع بين علمين وبعضهم يتفرد بعلم واحد الكتاتيب سارت علي مسالة المرحلية فقسموا مراحل طلب العلم إلى ثلاث مراحل : 1:مرحلة للمبتدئين . 2:مرحلة للمتوسطين . 3: ومرحلة للمتمكنين . هنا الشيخ ذكر ما كانوا يدرسونه انأ سأقرئه لكم سريعا و أنت ممكن تعودين له ((ففي التوحيد ثلاثة أصول و أدلتها)) . ((و القواعد الأربع)) . ثم ((كشف الشبهات )) . ثم ((كتاب التوحيد )) أربعتها إلي الشيخ محمد ابن عبد الوهاب _رحمه الله هذا في توحيد العبادة . وفي توحيد الأسماء والصفات (( العقيدة الواسطية )) ثم ((الحموية )) ثم التدمرية ))ثلاثتها لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ف((الطحاوية)) مع شرحها وفي النحو ((الاجرومية ))ثم(( ملحة الإعراب ))للحريري ثم ((قطر الندى))لأبن هشام ثم ((ألفية ابن مالك)) مع شرحها للمرحلة المبتدئة مثل الثلاث أصول والقواعد الأربع وكشف الشبهات وكتاب التوحيد المرحلة الثانية ممكن يكون العقيدة الواسطية الحموية ثم التدمرية والطحاوية. وفي النحو بالاجرومية ثم ملحة الأعراب ثم ينتهي بألفية ابن مالك . وفي الحديث الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام ثم المنتقى للمجد لابن تيمية ثم ذكر في المصطلح نخبة الفكر ثم ألفية العراقي .وفي الفقه ذكر آداب المشي إلى الصلاة ثم زاد المستقنع طبعا هذه كلها مناهج لا نستطيع أن نقول انه كلهم اتفقوا عليها لكنها من باب التمثيل وإذا استشار طالب العلم عالم لاشك انه يستطيع أن يعطيه منهج يناسبه قلنا أن طالب العلم يبتعد عن المطولات لكن إذا انتهى أو توسط فبإمكانه إن يجرد المطولات كتب التاريخ والأدب والسيرة والأشياء هذه التي تتكلم عنها تكون مجلدات كبيرة تذكر لك أشياء يستفيد منها طالب العلم . وحتى في فنون أخرى يستطيع أن يقرأ تاريخ ابن جرير وابن كثير وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وهذه لا تأتي في المرحلة الابتدائية وإنما تأتي في المرحلة المتقدمة 2.1 : تلقي العلم عن الأشياخ : طريقة التلقين والتلقي من الأسانيد والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب هي الأصل في الطلب وقد قيل(( من دخل في العلم وحده خرج وحده)) إذا العلم صنعه وكل صنعه تحتاج إلى صانع فلابد إذا لتعلمها من معلمها الحاذق. والدليل على ذلك ألاف السير والتراجم على مدار التاريخ مشحونة بتسمية الشيوخ والتلاميذ ومستقل من ذلك ومستكثر هنا يريد أن ينبه الشيخ على قضية ذكرها في الآداب أو الأمور التي يجب مراعاتها في إثناء الطلب وتأسيس وتأصيل العلم وهي الأخذ عن شيخ متقن قال تلقي العلم عن الأشياخ كما قلت لكم لا نأخذ العلم عن كتاب وان كنا لا نستغني عن الكتاب لكن نحتاج إلى تلقي العلم عن الأشياخ. منهج التلقي عن الأشياخ : و هذا يكون مشافهة كما تلقى النبي صلى الله عليه و آله وسلم العلم عن جبريل عليه السلام و تلقاه الصحابة رضوان الله عليهم عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم و تلقاه كذلك التابعون عن الصحابة رضوان الله عليهم.. وهكذا يطلب العلم في أن يتلقى العلم مشافهة عن الأشياخ ويقول من أفواه الرجال لذلك كانوا يرحلون إليهم ويطلبون الأسانيد العالية في الرحيل إلى الشيخ واخذ العلم عنه وحده وهنا ينبه إلى قضية مهمة جدا وهي أن طالب العلم لابد أن يأخذ العلم عن شيخ لأنه إذا اخذ العلم وحده وتلقاه فرديا من كتبه خرج وحده وربما أتى بالأعاجيب وذكر عن أشخاص كثير جلسوا وطلبوا العلم وحدهم دون شيخ فأتوا بأشياء لم يسبق أن أتى بها احد يعني ابتدعوا أمور واتوا بأمور سبحان الله ربما غالوا في بعض الأمور وربما فهموا النصوص بطريقة عجيبة وكل هذا بسبب غياب الشيخ الذي يصحح ويبين ويوضح فكم من الأمور تفهمها بطريقة خاطئة لكننا إذا سمعنا عالما أزال هذا الإشكال وردنا إلى صوابنا وكأنه يثني على وجود الشيخ فيقول انظر الدليل على أهمية المشايخ انظر إلى الكتب التي الفت في الأشياخ وتسمية المشايخ وتلاميذهم كل هذا يدل على أن الشيخ له مكانه وله فضل ويقصد ويرحل إليه وتثنى الركب عنده لأنه مسهل للعلم ميسر له وهذه سنة من سبق من إسلافنا . |
23-12-13, 11:55 PM | #5 |
| طالبة في المستوى الثاني1 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص الدرس الخامس : حتى ينال بركة هذا العلم فأن نصف العلم أدب وقد يُحرم الإنسان أو طالب العلم الانتفاع بالعلم بسبب سوء أدبه مع شيخه فيكون من قلة التوفيق أن يسيء الأدب مع الشيخ ولذلك قال المؤلف رحمة الله ثالثا : الآداب مع الشيخ : 3.1 : رعاية حرمة الشيخ : (( ليكن شيخك ومعلمك محل إجلال منك وتقدير وتلطف فتأدب في جلوسك معه والتحدث إليه وحسن السؤال والاستماع وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب ولا تتقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده أو المداخلة أثناء حديثه ودرسه بكلام منك أو إلحاح عليه في جواب متجنباً الإكثار من السؤال خاصة مع كثرة الناس لئلا تفتر أنت ويمل هو ولا تناده باسمه مجرداً بل قول يا شيخنا أو أستاذنا ولا تناده من بعد من غير اضطرار ولتزم توقير المجلس وإظهار السرور من الدرس والإفادة به وإذا بدا لك خطأ من الشيخ فلا يسقطه ذلك من عينيك فإنها سبباً لحرمانك من علمه واحذر من امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل فإن هذا يضجره وإذا أردت الانتقال إلى شيخ آخر فستأذنه بذلك وأعلمه لأنه بقدر رعاية حرمته يكون النجاح والفلاح وبقدر الفوت يكون الإخفاق )) أول أمر حتى يقوم طالب العلم برعاية حرمة الشيخ :أن يكون في قلبه للشيخ مكانة وتقدير وإجلال ويكون سلوكه مع الشيخ متلطف تأدب في كل شيء في جلوسه في عبارته في طريقة حديثه في سؤاله في استماعه في تعامله مع الكتاب . أن يتأدب الطالب في جلوسه مع شيخه ألا يضطجع في مكان أو أن يمد رجليه أمام المعلم أم أن يميل على جنب أو تظهر منه بعض الحركات التي تدل على سوء التأدب ولعل لنا في جبريل أسوة حسنة في أنه حينما جلس إلى لرسول صلى الله عليه وسلم وأراد سؤاله في صورة إعرابي يريد أن يستفسر عن العلم ماذا فعل أثنى ركبتيه وجلس مقابل النبي صلى الله عليه وسلم أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيهِ على فخذيه وكل هذا يدل على التواضع وعلى الأدب وهذا الذي ينبغي أن يكون عند طالب العلم. و الشيخ له الفضل في التعليم وهو بمنزلة الأب من النسب فهو أبٌ في رابطة العلم و رحم العلم. أن يكون لطيفاً في طريقة التحدثلا يكن صوته مرتفع بل يكون خفيضاً وحينما يسأل الشيخ يعرف للسؤال أدب فيحسن السؤال مع شيخه ويحسن الاستماع لا يقاطع هذا الشيخ وإنما يُقبل بكليته على شيخه ويتلقى منه العلم يتأدب في مجلسه ومن صور هذا الأدب أن يتأدب في تصفحه للكتاب لا يصدر صوتاً يزعج الشيخ ولا يكثر من تقليب الصفحات لا يتقدم على شيخه في الكلام بعض الطالب لديهم فضول أو حب ظهور أو محاولة لفت النظر بأن لديه علم فيريد أن يري الشيخ ذلك فيكثر من المداخلات و ربما يتقدم ويسبقه فيقول معه المعلومة وكأن الطالب يعرف أكثر من الشيخ أو يعلم ما عند الشيخ من معلومات ولا شك أن هذا سلوك سيء وهذا قد يحدث من بعضهم أحياناً تكثر الطالبة من المداخلات تريد أن تبين علمه ربما قد درست مثل هذا العلوم وأخذتها ويكون من يجلس في هذا المجلس مبتدأ لأول مره يأخذ هذا المتن فتريد أن تظهر نفسها وتتقدم في الإجابة وتسارع ولا تترك مجال للآخرين ليجيبوا فتنظر لنفسها أنها ذات علم ومتقدمة في ذلك وهذا لا شك يدل على سوء سلوك وسوء أدب طالب العلم أن لا يتقدم على شيخه بالمسيربأن يسير أمامه أو يسبقه فحينما يرى الشيخ يدخل لمكان يسبقه في الدخول وإذا أراد الخروج يسبقه في الخروج و هذا من سوء الأدب ولا شك أن معاملة الشيخ كمعاملة الوالد فكيف يحترم الوالد ؟ بأن لا يتقدمه ولا يسبقه إلى المكان الذي يريد الجلوس إليه ولا يرفع صوته ولا يشير بيده فكما يتعامل طالب العلم مع والده يتعامل مع شيخه لأنه في منزلة الوالد أن لا يكثر الكلام عنده فيُمله بعض الطلبة يكثرون من الكلام والمداخلات فيُلون الشيخ ويزعجونه فبعض الطلاب عندهم سوء أدب في أن يُلح على الشيخ مثلاً في سؤال حينما ينبه الشيخ أنه لا يريد أسئلة وهذه الطريقة الصحيحة يجب علينا أن نلتزم بها في الدروس التي نحضرها فإذا حضرت الدرس لا تكثر من الأسئلة اكتبيها بورقة ودعيها حتى ينتهي الشيخ أو المعلم الذي يعلمك فأن كثرة الأسئلة تقطع حبل أفكار. ما يكثر المداخلة أو الإلحاح في الجوابيسأل ويريد الجواب ولا يكثر من الأسئلة لأنها قد تزعج الشيخ. أن لا ينادي الشيخ باسمه مجرد مثلاً يقول " يا فلان يا محمد أو يا أبا فلان أو هكذا ولكن يناديه بأستاذنا أو شيخنا الفاضل وهذا يدل على أدبه أو إذا رآه في الطريق أو مكان بعيد وتعرف أنه هو ناده بصوت عالي لا شك أن هذا سوء أدب وإنما يناديه ويحادثه من مكان قريب التزام توقير الشيخ في المجلسيشعر العالم أو الشيخ أن طالبه يحتفي به ويبتهج بدخوله لدرس ويُسر بعض الطلاب يُشعرون العالم أو الشيخ أنهم مستمتعين وسعيدين بحضور هذا الدرس ويظهرون حزنهم لانتهاء الدرس وشوقهم لهذا الدرس ولا شك أن هذا يدخل السرور على الشيخ وينشط لإعطاء العلم. أنه إذا بدا له خطأ من الشيخ فلا يسقطه من عينه لأنه بشر وغير معصوم عن الخطأ وممكن أن يقع منه خطأ فلا يحملني هذا على ظلم الشيخ وعدم الأنصاف معه وأسقطه وأجعله داخل نفسي لا قيمة له لأن هذا سبب حرمان أبتعد عن امتحان الشيخ : بعض الطلاب عندهم سوء أدب يريد أن يمتحن علم الشيخ يريد أن يعرف القدر الذي يمتلكه الشيخ من القدرة العلمية فيُلقي عليه الأسئلة التي يختبره فيها أما أن يختبره في منهجه أو يختبره في علمه ولا شك أن هذا سوء أدب مع العالم هذا يسموه حرب الأعصاب ولا شك أن طالب العلم الذي يفعل ذلك محروم لأن هذا يضجر الشيخ ويمله من مثل هذا الأمر بل ربما أغضبه ولعل هذا يكون سبب لحرمان طالب العلم بعض الطلاب يريد أن يظهر نفسه عالماً عند زملائه فيقول سأسأله لكم وأبين لكم أنه لا يعرف شيئاً وهو يكون قد بحث في مسألة علمية وأجتهد في بحثها و أكمل جوانبها ثم أتى يفرد عضلاته على الشيخ ويبين أن عنده من العلم أكثر من هذا الشيخ ربما الشيخ أعطى جواباً مختصراً لهذه المسألة العلمية مراعياَ لمستوى الطلاب الذين عنده وهذا يبدأ يعرض علمه ويضيق على الشيخ حتى يظهر أن الشيخ ليس عنده شيء من العلم وهذا يسمى حرب أعصاب أو امتحان الشيخ في قدرته العلمية أو في منهجه أو في ما يحمل من منهج وفكر وهذا شيء سيء على طالب العلم ألا ينقطع عن درس الشيخ بدون أن يعلمه أنه سينتقل إلى شيخ آخر عليه أن يستأذنه فهذا من رعاية حرمته وسبب للفلاح والنجاح س : ما الفائدة من أن استأذن الشيخ ؟ أو ما الثمرة التي تعود على العالم أو الشيخ حين يستأذنه طلابه في الانتقال إلى شيخ آخر يريدون أن يطلبوا العلم على يديه ؟؟ 1- النصح 2- تقديراً واحتراماً وإجلالاً لقدر الشيخ 3- لينال دعاء الشيخ يبارك له يدعو له ويكون له من الكلمات الجميلة والوصايا التي يخصها بها عند ذهابه 3- أمر آخر تقدير ورعاية لحرمته، 4- نصح الشيخ 3.2 : رأس مالك أيها الطالب من شيخك: "((القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله؛ فإذا أحببته فلا يدفعك حبه أن تقلده بصوت، أو نغمة أو مشية أو حركة أو هيئة، إلا إذا كانت مشيته تشبه مشية النبي فلا بأس أن تقلده فيها فإن ذلك من الإتباع )) طالب العلم يحصل من الشيخ ربح ورأس مال. ما هو رأس مال وما هو الربح الذي يحصله الطالب من الشيخ؟ رأس المال الأدب الربح العلم أيها أهم أن يحصل الطالب الربح أم رأس المال هل مهم أن يبقى رأس المال أم الربح؟ رأس المال هو الأهم القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله" وهذا ما كان يرحل بسببه طلاب العلم إلى مشايخهم وعلمائهم يتعنون ويقطعون المسافات ربما يهلكون في الطريق كل هذا ليجلس يتعلم من كريم أخلاق الشيخ وآدابه وشمائله هذا رأس المال والربح هو العلم هو التأصيل الذي يحصله من شيخه. فإذن رأس مال طالب العلم هو القدوة،الأدب الذي يحصله من الشيخ والقدوة أن يقتدي بصالح أخلاقه، وكريم شمائله والربح أن يؤصل نفسه علميا يبني نفسه علميا. 3.3 : الغلو في الشيخ : يعني رفعه مثل ماطالبنا بأننا نجله ونحترمه ونقدره يعني أيضا حذرنا من قضية تعظيم الشيخ. المبالغة في حب الشيخ بعض الأشخاص يتكلف أن يقلد الشيخ في صوته يقلد صوت الشيخ بعضهم تجدينهم يقلدون صوته ومشيته لبسه كل هذه الأمور غير مطلوبة.صحيح أن الحب يحمل على الإنسان يريد أن يكون مثل شيخه في كل شيء لكن هذه الأمور ليست مطلوبة في الشريعة. أصول الغلو التي تكون في تقبيل لحس الأيدي والتمسح بالجسد الذي يفعله المبتدعين مع مشايخهم الذين يظنون أنهم معصومين ومن يقدرونه من علمائهم كأنه يطلب البركة منه هذه كلها أمور لا تنبغي من طالب العلم أن يفعلها 3.4 : نشاط الشيخ في درسه : يقول:" ويكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه؛ فلا تكن وسيلة قطع لعلمه بالكسل والفتور والاتكاء وانصراف الذهن وفتوره" الآن الشيخ في الغالب ينشط في في بداية درسه و الشيخ يصيبه نشاط بسبب طلابهوهذه حقيقة يعني حينما يجد طلاب قد حضروا الدرس واستعدوا ويرى عيونهم تشع من شدة التفاعل في الدرس والشوق للدرس والسعادة بقدوم الشيخ.يعرضون عليه المسائل تفتق ذهن الشيخ تجدين الشيخ إذا رأى مثل هؤلاء الطلاب الحريصين المستعدين يعني كل واحد طالب يريد أن يأخذ من هذا الشيخ لاشك أن الشيخ ينشط وربما يعطيهم من الكنوز التي عندها ويفتح الله عز وجل عليه فتحا عظيما بسبب نوعية الطلاب التي عنده فإذا كانت نوعية الطلاب جيدة قد تكون سببا للفتح على الشيخ ونشاط الشيخ وربما أخرج بها من الكنوز التي عنده الكنوز العظيمة الثمينة بسبب الطلاب أثاروا هذا الشيخ فأخرجوا أجمل ما عنده من النفع والفائدة . وبعض الطلاب يسد نفس الشيخ يعني يمله ويود الشيخ أنه ينهي من الدرس سريعا ويصيب الشيخ نوع من الإحباط في نوعية من الطلاب :"إما ناسي كتابه أو ما عنده قلم أو ما حضر شيء يكتب فيه أو لا يتفاعل في الدرس وكسول ومنشغل في ملابسه وينشغل بكتابه ويقلب صفحاته أو ينظر في المسجد ويتكئ يمينا وشمالا" لاشك أن هذه الأمور تشعر الشيخ بالملل فطالب العلم عليه أن ينتبه لمثل هذه القضية في أنه يكون سبب لنشاط الشيخ في الدرس. كيف يصنع؟ أولا ينصت ويحسن الاستماع،يجمع نفسه لا ينشغل بالمشتتات، لا يكثر النظر في السقف ولا ملابسه ولا في تقليب صفحات، الشيخ أين وصل الشيخ؟ أين ذهب الشيخ؟ ولا ينظر يمينا وشمالا في المسجد، بل يتفاعل مع الشيخ ويكون حاضر الذهن ويجيب وإذا طرح الشيخ الأسئلة اجتهد في الإجابة وهكذا يكون مستحضر للإشكالات ومحضر لدرسه. 3.5 : الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة : إذن يتكلم عن نقطة أخرى، وهي الكتابة عن الشيخ، أنا أسألكم سؤال: هل مسألة الكتابة مفتوح بابها على مصرعه يعني لطالب العلم أنه يكتب في أي درس يحضره له أن يكتب ولا يحتاج أن يستأذن الشيخ وما شابه؟ كيف يتعامل في قضية الكتابة مع شيخه؟ بعض المشايخ يفهم وهو يرى الطلاب بعض المشايخ ينبه أول الدرس أو أول الدورة أنني لا آذان بالكتابة أو لا آذان بالتسجيل.و بعض المشايخ يبين شروطه ويبين الأمور التي يريدها فينهى عن الكتابة.فإذا أراد بعض العلماء أن طالب العلم يركز مع الفوائد وإن عاد إلى بيته دونها فينشط ذهنه إلى الانتباه إلى الفوائد التي تقال وبعض العلماء لا بأس. ما يبدوا أنه يخالف من يكتب يرى كثيرا يكتبون فما ينهاهم ولا يقر عليهم. لكن إذا علم طالب العلم أن الشيخ ربما يغضب أو ربما لا يأذن فعليه أن يستأذن الشيخ قبل أن يفعل ذلك أحيانا من السلوكيات السيئة.... الأدب أن يعلم يستأذن شيخه أنه سيكتبه ما سمعه أم الشرط فيكتب أنه كتبه من سماعه لدرسه الفرق بين السماع والإملاء قد تقول قائلة ما الفرق بينهم ؟ الإملاء يكون حرفياً فغالباً تجدينه كتاب فالشيخ يملي إملاء كاتب الشيء ومراجعة وموثقة بأحاديث إلى آخره نادراً ما تجد خطأ يكون مضبوط جيد بينما سماعاً أ مذاكرة ملخص طالب العلم وهو كتب من تلخيصه قد يقع الشيخ في سبق لسان أو قد يتوهم أو قد يقول شيء في مكان شيء يخطئ فيكون الكلام هنا غير منضبط لأن الإنسان قد يكون يقول كلمة مكان كلمة وهذا يحدث كثيراً فإذا نقله يمكن تنقل معلومة بالخطأ فلما يكتب سماعاً أو مذاكرة أو ملخص عن الشيخ فمعناه أن من يقرأ الكلام يحتاج أن يراجع كلام الشيخ أو يسأل الشيخ مباشرة أو يسمع شريطة مباشرة أو هكذا 3.6 : التلقي عن المبتدع يقول (( أحذر أبا جهل المبتدع الذي مسته زيغ العقيدة وغشيته سحب الخرافة يحكمه الهواء ويسميه العقل ويعدل عن النص ويستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح ولقد بلغ السلف مبلغ في التحذير من المبتدعة فكانوا رحمهم الله يحتسبون الاستخفاف بهم وتحقيرهم ورفض المبتدع وبدعته،ويحذرون من مخالطتهم، ومشاورتهم، ومؤاكلتهم،وكان من لا يصلى على جنازة مبتدع، فينصرفومنهم من ينهى عن الصلاة خلفهم، وينهى عن حكاية بدعهم، لأن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة وكانوا يطردونهم من مجالسهم، كما في قصة الإمام مالك رحمه الله تعالى مع من سأله عن كيفية الاستواء )) يقول احذر أبا جهل من هو أبا جهل ؟ نحن نعرف أبو جهل الذي في الجاهلية الذي كان يناصب النبي العداء ويؤذيه وهنا أبا جهل واحد آخر هو الذي يغطيها الجهلة تماماً والضلال والزيغ والبعد عن العقيدة الصحيحة هذا يغطيه ويغشه سحب الغفلة والخرافة والزيغ تغطيه ما هو الأضرار في أخذ العلم عن مبتدع ؟؟ قد يتبعه في بدعته وقد لا يميز البدع لأن طالب العلم يكون مبتدأ فلا يستطيع تمييز بدعته قد يكون سبباً في انحرافه عن الصراط ينحرف عن الطريق الصحيح بسبب تلقيه عن هذا الشيخ قد يكون سبباً في الضلال بعدما كان على عقيدة صافية صحيحة ربما بسبب مجالسته لهذا المبتدع الذي تلقى عنه العلم ووقع في البدعة يذكر في سيرة السلف الصالح رضوان الله عنهم أن هناك فلان صالحاً لكنه بسبب مجالسته لزوج عمته أو زوج خالته أو زوج أمه وكان مبتدع فأخذ عنه هذه البدعة أنظري إلى المخالطة كيف تنقل البدعة أيضاً فتنته في دينه ووقوع الشبه في قلبه الاغترار بعلم المبتدع ويظن أنه صواب سبب في انتشار بدعته لأنه سيتلقى عنه وينشر الكلام الذي سيقوله سبب في اغترار الناس تشجيع للمبتدع لأنه تقوى شوكته إذا وجد له أتباع أيضاً تغرير الناس به لأنهم إذا وجدوا هذا يحضر له وهذا الفلان يستمع له فيقولون أكيد يقول كلام مفيد لما لا نحضر له ونجلس في مجلسه قد يتشجع هذا المبتدع في بدعته وأكون أنا سبب في نشرها إذا لم أكن أميزها وتشجيع للآخرين للحضور لمثل هذا المجلس لهذا كان السلف رضوان الله عنهم ما هو موقفهم من مجالس المبتدعة كان لهم موقف شديد ؟؟ أنهم كانوا لا يجلسون أهل بدعة لا يأكلونهم لا يشاربونهم ربما استخفوا بهم ربما رفضوا البدعة ولم يسمعوا لهم حتى الأمام أحمد عندما كان يمر يحاول أن يصرف بصره عنهم حتى لا يراهم. رابعاً : آداب الزمالة : يقول ( احذر قرين السوء إذ أن الطبيعة نقالة والطباع سراقة والصاحب ساحب والناس مجبولون على التشبه بعضهم ببعض وعليه فتخير من يعينك على مطلبك ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك فإن الصديق أقسام صديق منفعة وصديق لذة وصديق فضيلة فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما أما الثالث فالتعويل عليه وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما وهذا النوع عملة صعبة يعز الحصول عليها وفي ذلك يقول هشام ابن عبد الملك ما بقى من لذات الدنيا شيء إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه) طالب العلم لابد أن يكون له زملاء وأقران وهؤلاء الأقران يذاكر الدروس معهم يسألهم يحصل نوع من الانتفاع ويجتمعون على طلب العلم والتلقي هنا يحذر أن طالب العلم يبتعد عن قرين السوء ما هي مفاسد اختيار صديق سيء ؟؟ ما هي المفاسد التي تعود علي إذا أنا اخترت صديقة سيئة ؟؟ لا شك أنه تحدث لي خسارة في الدنيا والآخرة زهدتني في العلم اكتساب الأخلاق السيئة تقودني إلى السوء تضيع الوقت لأن بعض الطلاب غير جادين ومن الصفات السيئة تضييع الوقت ويضعفون الهمة تكون غير منضبطة فتضيع وقت وقد تكون عندها أشياء أو عقيدة باطلة الانشغال بالتفاهات الانحراف ذكر هنا ثلاثة أنواع من الأصدقاء قال:صديق منفعة، صديق لذة، وصديق فضيلة الأول والثاني يقول هذين الصديقين مادام متوفر المنفعة واللذة فهو معك مستمر معك سنين حتى لو تشيخ معك ، مادام يحصل اللذة منك مادام يحصل المنفعة والمصلحة منك فهو معك ،إذا انقطعت المصلحة استغنى عنك وإن انقطعت اللذة والأنس بك يعني ممازحته ومجالسته والضحك معه و تضييع الأوقات ،والذهاب إلى مكان يحبه ،والانتقال من محل إلى محل، مثل هذه الأمور إذا انقطعت المنفعة واللذة ستنقطع صداقتكما .وهذا واضح في كل الصدقات صديق المنفعة واللذة .المنفعة قد تكون مال وقد تكون أشياء مادية، أما اللذة التي هي الأنس و الذهاب إلى أماكن فيها ترفيه وحصوله على الضحك والممازحة تضييع الأوقات فيما لا ينفع كل هذا من صديق اللذة يبقى لنا صديق الفضيلة هذا الصديق مستمر معك لأن سبحان الله أنت تكتسبين من صديق الفضيلة مكارم الأخلاق حفظ الأوقات والهمة العالية والأخذ على يدك ودفعك إلى طلب العلم و أحيانا النصح و المذاكرة و فهم العلم. كل هذه الأشياء، كل خيري الدنيا يحصلها الإنسان من صديق الفضيلة، لكن صديق الفضيلة في الناس أندر من الكبريت الأحمر،يعني عزيز جدا لأن أكثر الصداقات مبنية على المنفعة واللذة وإن كان يظن أصحابها أنها قائمة على الحق لكن أغالبها لو تفكرت فيها ستجدينها قائمة على المنفعة واللذة. قلة ما تجدين هذا الصديق ولذلك صدق جابر عبد المالك حين قال"ما بقي من لذات الدنيا شيء إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه" يعني ما أشعر بالتكلف معه والتصنع معه ، أشعر بالصدق أشعر أني أرى نفسي لما أجلس معه ،فأحس أني لا أحتاج أني أتكلف وأتصنع ألبس قناع معه حتى لا يغضب مني إنما يراني كما أنا على حقيقتي. خامساً : آداب الطالب في حياته العلمية: 5.1 : كبر الهمة في العلم : يقول " ارسم لنفسك كبر الهمة لترقى إلى درجات الكمال؛ فيجري في عروقك دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل؛ فلا يراك الناس واقفًا إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطًا يديك إلا لمهمات الأمور، وردد مقولة إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله: «مع المحبرة إلى المقبرة». ولا تغلط فتخلط بين كبر الهمة والكبر؛ فإنَّ بينهما من الفرق كما بين السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع؛ فالأول حلية ورثة الأنبياء، والثاني داء المرضى بعلة الجبابرة البؤساء" سؤال: لماذا يحتاج طالب العلم أن يكون كبير الهمة؟.. لكي ينجح في مسيرته ، ،يسير في طلبه، يزداد من العلم، نعم يفوز وينجح ويصل إلى مبتغاه ولاشك أن هذا الذي عالي الهمة يبذل من المجهود والتعب والسهر ومواصلة الليل بالنهار، حتى يصل إلى هدفه ومقصوده أكثر من غيره هذا في شأن الدنيا فكيف إذا كان هذا العالي الهمة يكون عنده الهدف في الآخرة هدفه أنه يتعلم العلم العلوم النافعة العظيمة التي توصله إلى رضا مولاه حتى يعمل بها ولاشك أنه ستكون رغبة مشتعلة فالرغبة لا تنطفئ أبدا والهدف دائما يدور في رأسه ونهاية المقصد والمنزلة التي يريد أن يصل إليها هي جنات النعيم دائما فائدة كبر همة طالب العلم في أنه سبب دافع إلى أن يترقى في درجة الكمال ويسير ويواصل سيره في ميدان العلم والعمل ويواصل أيضا في التزام الفضائل والترقي في العلوم هذا كبير الهمة ولذلك كان الإمام أحمد لما يعاب عليه يعني إلى الآن تكتب وقد كبر سنك قال"مع المحبرة إلى المقبرة" ولاشك أن هناك فرق بين كبر الهمة والكبر فكبر الهمة هذا الذي هو علو الهمة وأما الكبر فالمقصود به الترفع على الناس وعدم خفض الجناح لهم ورؤية أنه أفضل من غيره أفضل من هؤلاء الناس وأفضل من أقرانه فلا شك أن الكبر علة الجبابرة أو داء الجبابرة بينما الثاني حلية يتحلى بها الأولياء فليكن طالب العلم عظيم وعالي الهمة في تحصيل العلم والفضائل بهذا يستطيع أن يجمع قلبه على الطلب ويصبر ويستعذب التعب في طريقه وهذا العلم لا ينال براحة الجسم وإنما ينال بالتعب... |
24-12-13, 12:26 AM | #6 |
|طالبة في المستوى الثاني 3 |
|
اصلح الله حالك اختي اسماء وبارك الله في مجهودك
وجزاك الله عنا خيرا |
24-12-13, 01:53 AM | #7 |
| طالبة في المستوى الثاني1 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم آمييين و إياكِ اختي الحبيبة.بارك الله فيكِ. ملخص الدرس السادس : 5.2 : النهمة في الطلب : : يقول "عليك بالاستكثار من ميراث النبي وابذل الوسع في الطلب » والتحصيل والتدقيق، ومهما بلغت في العلم فتذكر قول القائل: «كم ترك الأول للآخر» وقول الشافعي رحمه الله: «كلما ازددت علمًا زادني علمًا « بجهلي كأنه هنا يرشد طالب العلم إلى أمر مهم جداً وهو أن يكون نهماً في طلب العلم بمعنى أن يكون عنده شئ من الشوق وكما يقولون الجشع والطمع في تحصيل كثير من العلوم النافعة ولا يُفهم من كلامي أن النهمة عنده هذه النهمة تقطع عليه السير المرحلي بحيث إنه يكون من شدة نهمته إنه ينتهي من العلم يعنى يختصر ويترك مثلاً المرحلة الأولى ثم يقفز إلى المرحلة الأخيرة أو يقفز من كل كتاب إلى آخر أو يقطع صلته بالشيخ بلا موجب كما يقولون ثم يذهب إلى شيخ آخر هذا من شدة نهمته يتنقل في كل حلق العلم هذا غير صحيح. بعض طلاب العلم يقول يعنى أنا ماذا سينتفع مثلاً منى العلم مثلاً لو حفظت ماذا سيُنتفع منى نسخة جديدة على البخاري ولا نسخة جديدة على صحيح مسلم لماذا أحفظ هذه المتون أو لماذا أحفظ الأحاديث أو يقول ماذا سأصنع لن أزيد على ما قاله الأولون وقد استوعبوا العلم أنا يعنى ماذا سأضيف للعلم وطلب العلم والمسيرة العلمية؟ فيُقال لمثل هذا كم ترك الأول للآخر لا يُقال ما الأول للآخر يعنى الذين مضوا تركوا أشياء كثيرة تُختصر وتُبحث وتُشرح وكل زمن هكذا يُؤلف الكتاب ثم يأتي بعده زمان فيأتي طلاب العلم منهم من يختصر هذا الكتاب منهم من يفك كلماته ويحل مسائله منهم من يهذبه يشتغلون على هذه الكتب فيضيفون لها إضافات جديدة جماع الكلام هنا أن طالب العلم يكون عنده جشع وطمع في تحصيل كثير من العلم ولذلك يبذل كثير من الجهد و يستفرغ وسعه في تحصيل هذا العلم حتى يضيف سبحان الله لنفسه وللآخرين شيئاً كثيراً 5.3 : الرحلة للطلب : يقول (( إذا أردت أيها الطالب أن تتأهل في العلم فلابد من رحلة إلى أهل العلم؛ لأن هؤلاء العلماء الذين مضى وقت في تعلمهم وتعليمهم والتلقي عنهم لديهم من التحريرات والضبط والنكات العلمية والتجارب ما يعز الوقوف عليه أو على نظائره في بطون الأسفار، واحذر القعود عن هذا على مسلك المتصوفة البطالين الذين يفضلون (علم الخرق) على (علم الورق)؛ فإنهم لا للإسلام نصروا، ولا للكفر كسروا؛ بل فيهم من كان بأسًا وبلاءً على الإسلام كان طلاب العلم يرحلون ومع قلة توفر المواصلات وربما طالب العلم يبيع مثلاً بيته -الإمام مالك باع سقف بيته- الذي يبيع بيته والذي ربما جعل نفسه خادماً لقافلة من القوافل يخدمهم في السفر حتى يوصلونه إلى البلد يأخذ أجر إيصاله لتلك البلد التي فيها العالم وربما مات أحدهم في الطريق وهذا كثير ليست الأمور ميسرة كما في زماننا ورغم ذلك كان أحدهم يرحل من أجل الحديث الواحد ولعل لنا في ذلك أسوة وقدوة جابر بن عبد الله الذي رحل في حديث وحتى أنه لم ينزل عن دابته حتى لما قابل ذلك الصحابي طلب منه أن يحدثه بذلك الحديث خشية أن يموت أحدهما فسبحان الله هذا يدلك على شدة الحرص على حفظ العلم وتحصيل العلم وأيضاً كان لغيره من التابعين وأتباع التابعين ومن سار على هديهم أنهم يرحلون منهم من يذهب إلى بغداد ومن يذهب إلى خراسان ومنهم من يذهب إلى الشام وسبحان الله العظيم حصلوا في ذلك خيراً كثيراً ولا شك أن طالب العلم إذا كان يرحل إلى العلماء سيأتي يوم يُرحل إليه بمعنى إنه يقصدونه طلاب العلم ويجلسون في مجلسه يأتونه من بلاد كثيرة طبعاً فائدة هذه الرحلة في الطلب لها فائدة كثيرة . ولكن لو قلنا بالنسبة لنا نحن النساء هل ممكن إننا نرحل في طلب العلم أو نسافر في طلب العلم قد تقول قائلة هذه النقطة ما هي مناسبة للنساء ؟ هل ممكن إنها تتحقق ؟ إذا توفر المحرم ما هي الفائدة التي يحصلها طالب العلم من رحلته إلي العالم ؟ منها الأجر العظيم في خطواته للطلب يعنى الطريق هذا وسيلة للوصول إلي العلم فهو الوسيلة يؤجر عليها أيضاً فيها أخذ الأدب عن العالم فيها ضبط العلم فيها أخذ من آداب الشيخ فيها تلقى العلم في فترة قصيرة فيها أيضاً اخذ السند العالي فيها أيضاً مقابلة الأقران والاستفادة منهم لأنه يصير فيه لقاء وفي تعرف علي الإخوان من شتى البلاد فهذا يستفيد تُلقح الأفهام كما يقولون ويستفيد الإنسان من معارف غيره وهكذا فيحصل خيراً كثيراً ويأخذ عن العالم بعض الفوائد الشاردة كما يقولون لا شك انه طالب العلم برحلته يحصل خيراً كثيراً طبعاً هناك طائفة يعنى من البطالين وهم الصوفية هؤلاء يُزهدون في الرحلة لطلب العلم ويُزهدون في العلم نفسه أصلاً الجلوس على العلماء الجلوس لأخذ العلم الشرعي هؤلاء يقولون نحن نفضل علم الخرق على علم الورق، فعلم الورق هذا العلم الذي يقصد فيه العلماء.علم الخرق قصدهم أنهم يتمسكون و يتزهدون ويصيحون في الأرض ويلبسون المرقع. فيقولون نحن أفضل كوننا نفرغ للعبادة،والتمسك والتزهد هذا أفضل من علم الورق، وحقيقة هذا كلام فيه تثبيط لطلاب العلم هذا كلام لم يفعله الصحابة ،بل جلس أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم يأخذ منه العلم كذلك الصحابة كانوا يشتاقون الأعرابي يأتي من البادية يسأل النبي صلى الله عليه وسلم يزدادوا من العلم وكان سبحان الله الأعرابي يأتي من البادية ما يجلبه إلا إرادة أن يبين له النبي صلى الله عليه وسلم مسألة علمية أو ما شابه. فإذن كان حرص على طلب العلم ولم يقولوا بهذا القول أن الإنسان يتفرغ أو ينعزل للتمسك والتعبد ويترك العلم، لا شك أن العالم أفضل من العابد، فالعابد على جاهل سيقع في أمور كثيرة، ربما لا يفقه لها، ربما يخرج من دينه وهو لا يشعر،وما خرج الخوارج من دينهم إلا أنهم كانوا لم يفقهون شيئا من العلم.الخوارج مبادئ خروجهم على عثمان وعلي. ما السبب في خروجهم؟ طبعا هؤلاء السبب في خروجهم فهم خاطئ، وفهم لنصوص الكتاب والسنة فهما خاطئا، ما كان عندهم علم لكنهم كانوا عبادا لليل، كانوا أصحاب قراءة القرءان، حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تحقرون صلاتكم عند صلاتهم" يعني من كثرة العبادة والطاعات وما كانوا يستبيحون الكذب وكانوا يتمسكون يقومون الليل و يصومون النهار. أصحاب عبادة، ولاشك النفس تميل للزهاد والنساك يعني أصحاب العبادة. لكن ما فائدة العبادة إذا لم يكن الإنسان عنده قدر من العلم يصون به هذه العبادة ؟ هؤلاء الخوارج ما خرجوا على عثمان ووقعوا في دمه وقتلوه ووقعوا في محظور عظيم إلا بسبب جهلهم، هذا الجهل جعلهم يتجرؤون على أمور عظيمة ليس من السهولة التجرؤ عليها ما يحصل التجرؤ عليها إلا من جهله، يعني ننتبه لمثل هذا أننا لا نرعى بالاً لكلام هؤلاء الصوفية الذي يزاهدون في العلم وطلب العلم والرحلة للعلم. 5.4 : حفظ العلم كتابة : ما معنى حفظ العلم كتابة؟ المقصود بحفظ العلم كتابة أن يكتبه ويدونه في دفتر أو في بطاقات أو في كتابه فيحفظه وهذه صور حفظ العلم، أن طالب العلم يحفظ علمه بالكتابة لأن ذلك أمانا من الضياع، وله فوائد كثيرة. قيل:" العلم سيد والكتابة قيد، قيد سيؤدك بالحبال الواثقة فمن الحماقة أن ترى غزالة وتتركها في الصحراء أو في البر طالقة" أهمية الكتابة من جهة انك عندما تدون المعلومات و النقاط في محاضرة او درس علمي انك عندما تحتاج للمعلومة ترجع إليها بسهولة. فائدة تدوين العلم؟ 1-حفظه من النسيان والضياع. 3-تذكره عند الحاجة والاستفادة منه. 4-سهولة الرجوع إليه. 5- يسهل عملية البحث عند الحاجة. 6-مرجع للآخرين. 7-قصر لمسافة البحث 8-جمع للشوارد والفوائد 9-إذا كبر سن الإنسان وضعفت قوته لديه مادة علمية يرجع إليها. كيفية تدوين الفوائد أو حفظ العلم كتابة؟ 1-الكتابة على الصفحات البيضاء التي توجد في بداية او نهاية كل كتاب الفوائد الموجودة في الكتاب. ما هي الفائدة من هذا؟ سهولة الرجوع الى الفوائد المدونة و على الموضوعات التي احتاجها. تدوين الفوائد : كنز عظيم بالنسبة لي لأنني لو جمعت الكتب كلها سأجد فائدة في نفس المبحث أو موضوع أو المحور في أكثر من كتاب لو جمعتها عدت لي كتاب كامل لو جمعتها من طرات الكتاب من مقدمات أو فهرسة الكتب الموجودة عندي أو عندك أجد أنني ممكن أعمل كتاب صغير أو بحث صغير فيما جمعته من هذه الفوائد ما أحصل عليها في كتاب مجموع لأنها متناثرة في الكتب وهذا مفيد جدا وأنا أوصيكم به. 2-تسطير المقاطع المهمة في الكتاب سواء بالقلم الفسفوري او بقلم الرصاص ثم كتابتها على دفتر لوحده. طريقة غير منظمة: يعني مجرد أقرأ في الكتاب الفوائد التي أجدها أنقلها بوضع عنوان لها فتكون غير منظمة. وممكن أعمل لها فهرسة وأقول مثلا فائدة في البلاغة يعني أعمل لها عنوان وأضع بين قوسين فائدة بلاغية أو في باب البلاغة،ومثلا في النحو، مثلا في الشعر، مثلا في الأدب ،مثلا في الفقه، مثلا في الأصول،مثلا في الحديث، مثلا في التفسير أو أصول التفسير، أضع بين قوسين عنوان لها يمكن يأتي يوم أبدأ أصنف وأجعل الفوائد في أصول التفسير أنقلها في دفتر لحالها ،وفوائد العقيدة في دفتر لحالها. بعض طلاب العلم يأخذوا الدفتر ويقسمونه ويترك جزء للعقيدة وجزء للتفسير وجزء للفقه فكلما قرأ كتاب وانتهى منه يبدأ يأخذ الفوائد وينقلها ويكتب بجانبه نقل فيصبح عنده فوائد كثيرة تتجمع في العقيدة فوائدة كثيرة ما يمكن أنه يحصل عليها لو أراد يكتب أو يستشهد أو يزيد معلوماته فلن يحصل عليها بمجرد القراءة إنما هذا التدوين وهذه الكتابة تفيده كثيراً. إذن الآن عندي كم عندي تقريبا ثلاث طرق الطريقة الأولى اللي هي طريقة الفهرسة من نفس الكتاب اللي أنا اقرأه يعني اجعل في طرة الكتاب أو في مقدمة الكتاب أو في حتى آخر الكتاب ليست مشكلة أكتب كفهرس لي الفوائد التي أشرت عليها و أضعت صفحتها بحيث يسهل الرجوع لها عند الحاجة هذه نستفيد منها في البحوث نستفيد منها في المحاضرات نستفيد منها في التأليف أذكر الشيخ مساعد الطيار يمكن تعرفون أنه يعطي في أصول التفسير وفي تفسير له برامج فيقول إن كتاب فصول في أصول التفسير هي عبارة عن فوائد جمعها من الكتب التي كان يقرؤها خاصة بالتفسير عبارة عن فوائد جمعها بهذه الطريقة ثم بعد ذلك فرغ لها و جمعها و جعلها في هذا الكتاب إذن حتى في التأليف يسهل حتى لو أراد أن يؤلف يجمع هذه الشوارد و يجعلها مثل كتاب فوائد الفوائد للشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه أيضاً هذا الكتاب عبارة عن مما قرأه و دونه جمع فيها هذه الفوائد مثل كتاب صيد الخاطر و أيضاً بدائع الفوائد لابن القيم هذه كلها من الأشياء الشاردة الفوائد التي كتبت ودونت الطريقة الثانية انه يكون في كناش أو دفتر إما انك تجعلينه غير منظم فقط تنقلين الفوائد و إما انك تجعلينه منظم مقسم حسب الأقسام عقيدة فقه و هكذا و الفائدة الخاصة بالقسم المناسب و تضعينها فيه بعضهم يضعونها في بطاقات يقول الشعبي إذا سمعت شيئا فاكتبه و لوفي الحائط مقصود حائطه حائط بيته ليس حائط الغير لان سيكون هذا نوع من التعدي. 5.5 : حفظ الرعاية : أخذنا حفظ العلم كتابه الآن نأخذ حفظ العلم رعاية يقول (اجعل حفظك للعلم حفظ رعاية لا حفظ رواية؛ فإن رواة العلوم كثير ورعاتها قليل، ولا يكون ذلك إلا بالعمل والإتباع والبعد عن المفاخرة والمباهاة به، وأن لا يكون القصد في ذلك نيل الرئاسة واتخاذ الأتباع وعقد المجالس، وسبيلاً إلى نيل الأغراض وأخذ الأعواض، فالإخلاص الإخلاص في الطلب وحسبك به )) ماذا نقصد بحفظ العلم رعاية ؟؟ حفظ العلم نوعان حفظ رعاية و حفظ رواية حفظ رواية كنا نأخذ في الأقسام حفظ رواية و حفظ دراية و قلنا حفظ رواية أن الإنسان يروي العلم من محفوظاته و دراية يكون قد شرحه و فهمه ما المقصود بحفظ العلم رعاية ؟ كيف يرعى طالب العلم حفظه ؟؟ المذاكرة و المراجعة كلها وسائل الرواية و الدراية كلها وسائل لان المقصود بالعلم تطبيقه و العمل به و إتباع ما فيه من السنن الثابتة على النبي صلى الله عليه وسلم على طالب العلم أن يحفظ العلم رعاية بان يعمل به ويطبقه وليحذر من الأمور المفسدة لهذه الرعاية هناك أغراض و أهداف و مقاصد أحياناً لبعض طلاب العلم تتنافى مع رعاية العلم تتنافى مع الشيء الذي من أجله تعلم الناس العلم نزل القران نزلت السنة فطالب العلم لا يتخذ العلم و لا يحفظ العلم للعملو إنما للمفاخرة و المباهاة انه حفظ و انه قرأ و انه أفضل من أقرانه كلهم و أن أجودهم في الفهم و انه أذكاهم و انه مقرب من الشيخ بعضهم هكذا فهم كذا وحضر مجلس فلان كذا يبدى يباهي لا شك أن هذا ليس من رعاية العلم. وأيضاً لا يكون عنده مقاصد سيئة انه ينال الرئاسة و يتصدر في المجالس ويشار إليه بالبنان و يأخذ الوظائف و يكثر له الإتباع و تصبح له مجالس يعقد المجالس و أيضاً سبيل إلى نيل الأغراض و الأعواض يعني الأغراض الدنيوية حظوظ النفس يعني حتى يقال عنه انه عالم حتى يبز أقرانه و يتفوق عليهم حتى يباهي حتى يفاخر حتى يأخذ منصب حتى يشتهر حتى يتصدر المجالس كل هذه من حظوظ النفس التي ينبغي على طالب العلم أن يهرب منها و ينقي عمله منها. 5.6 : تعاهد المحفوظات : يقول (( تعاهد علمك من وقت إلى آخر فان عدم التعاهد عنوان الذهاب مهما كان وتذكر قوله صلى الله عليه و سلم (أنما مثل صاحب القران كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) فإذا كان القران ميسر للذكر يذهب إذا لم يتعاهد فما ظنك بغيره من العلوم المعهودة و خير العلوم ما ضبط أصله واستذكر فرعه وقاد إلى الله تعالى و دل على ما يرضاه )) أن طالب العلم ما يكتفي في أن يحفظ الدرس مثلا مرة واحدة وإذا انتهى من الكتاب ذهب مع الريح أو أنه يذاكر الدرس مرة واحدة و خلص هذا آخر العهد به قرأ الكتاب الفلاني مثلا كتاب التوحيد و لا كتاب الوسطية ولا الحموية ولا الفقه مرة واحدة و انتهى منه خلاص لن يعود له لا شك انه عدم تعاهد العلم خصوصا المحفوظات عدم مذاكرة العلم و تعاهد العلم تعاهد المحفوظات بان الإنسان يكررها و يراجعها و يسمعها يجعل لها وقت خاص للمذاكرة وتسميع المحفوظات لكي لا يتفلت هذا العلم. القرآن الذي يسره الله عز و جل يقول ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)) يسر حفظ القرآن ومع هذا عن تركته و لم تراجعهسينفلت كالإبل التي لا تعقل لا تربط قدمها لا تربط لأنه لو تركت هكذا ماشت في الصحراء.فما يالك بالعلوم الأخرى اليت ربما تكون أصعب من القرآن الكريم. 5.7 : التفقه بتخريج الفروع على الأصول : قال ((تحل بالنظر والتفكر والفقه والتفقه؛ لتصل بإذن الله إلى ما يسميه الفقهاء (فقيه النفس)؛ وهو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية، فعليك بتخريج الفروع على الأصول وتمام العناية بالقواعد العامة، واجمع للنظر في فرع ما بين تتبعه وإفراغه في قالب الشريعة العام من قواعدها وأصولها المطردة؛ كقواعد المصالح، ودفع الضرر والمشقة وجلب التيسير وسد باب الحيل وسد الذرائع؛ فإن هذا يسعفك في مواطن المضايق. فالفقيه هو من تعرض له النازلة لا نص فيها فيقتبس لها حكمًا، ولشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله فصول مهمة في ذلك من نظر في كتب هذين الإمامين سلك به النظر إلى التفقه طريقًا مستقيمًا.)) أراد الشيخ رحمة الله عليه أن ينبه طالب العلم لمسألة مهمة جداً يخرج الفروع على الأصول الفروع هي الفقه الأحكام العملية من صلاة وصيام وزكاة هذه الأحكام يخرجها على الأصول قواعد الشريعة قواعد الكلية وذكر من هذه القواعد قواعد المصالح ودفع الضرر والمشقة قواعد كثيرة في الشريعة قواعد كلية بحيث يعرف طالب العلم لا يأخذ الأحكام هكذا فقط يعرف أن العبادة تفعل هكذا وإنما يعرف هذه العبادة بدليلها من الكتاب والسنة ويعرف القواعد التي يجريها عليها يعرف القواعد هذه الأحكام تحت أي قاعدة من قواعد الشريعة هذا هو الفقيه الحقيقي الذي يعرف من أين يستنبط يعرف كيف يستنبط لأنه ليس المقصود فقط كيف يحفظ وإنما المقصود الشريعة التي أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى كمثل الغيث فقسم الناس إلى ثلاث أراضي ومنه الأرض التي أنبتت الكلأ بمعنى أن طالب العلم يأخذ هذه العلوم المبنية على دليل من الكتاب والسنة ثم يستنبط من هذه الأدلة سواء كان الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس أو الأدلة الكلية يستنبط منها أحكام الشريعة فيكون علمه مبني على أصول. إذن طالب العلم عليه أن يهتم بمثل هذا الأمر أن يكون فقيه وإلا سيكون من الحفاظ فقط الذي لا يفقه وأن فقه يكون معنى بسيط شرح بسيط للنصوص لكن لا يستطيع أن يستنبط هذه الأحكام الشريعة من الأدلة الكلية على طالب العلم أن يحدث نفسه في أن يكون همه الكبير أن يفقه العلم وأن يكون العلم الذي يتعلمه بدليله وأن يربط الأحكام التعبدية والمعاملات الفقه عموماً يربطها بالقواعد لذلك سينتفع نفعاً كثيراً 5.8 : اللجوء إلى الله في الطلب والتحصيل : يقول ((لا تفزع أو تكترث إذا لم يفتح لك في علم من العلوم؛ فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير، فضاعف الرغبة، وافزع إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والانكسار بين يديه )) أحياناً بعض طلاب العلم أو طالب العلم عموماً قد ينغلق أو يستغلق عليه العلم أحياناً أحياناً نقرأ شيء ولا نفهمه وتسمع أكثر من شرح وتعود للكتب وربما تستشرحه وربما يجيبك أحد ولا تصلي إلى الفهم الصحيح تشعري أن المسألة تحتاج إلى تفهيم أكثر سبحان الله إذا استغلق عليك مثل هذا فعليك بجادة السلف الصالح لو حصل لك مثل هذا الموقف ماذا ستصنعين ؟؟ اللجوء إلى الله دعاء الله سبحانه وتعالى شيخ الإسلام وهو صغير السن ماذا يصنع لما تستغلق عليه الأمور وتصعب يصلي صلاة ثم يدعو فيها ويخر ساجداً لله ويدعو الله أن يعلمه ويفهمه فيقول يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني فما زال يقولها حتى يفتح الله عليه. 5.9 : الأمانة العلمية: يقول ((يجب على طالب العلم الفائق التحلي بالأمانة العلمية في الطلب والتحمل والعمل والبلاغ والأداء؛ فكن أمينا فيما تروي وتصف، فلا ترو ما لم تسمع، ولا تصف ما لم تعلم)) لماذا على طالب العلم أن يتحلى بالأمانة العلمية ؟؟ حتى يكون ثقة لأنه إذا شك الناس فيه فقدوا ثقتهم فيه لن يأخذوا عنه قال الله وقال رسوله لا شك أنه سيقع في انحرافات تحريف العلم وغش الناس إلى آخره ولكن لا شك أن الناس لن يثقوا به ويقع في محاذير عظيمة ومنها الكذب ويخالف الصدق ويزور وهذي أمور ينبغي أن لا تكون عند طالب العلم ستقول هل من الممكن أن يصدر هذا من طالب العلم ؟؟! نعم كثير من طلاب العلم محسوبين على العلم ولكنهم لا يتحلون بهذه الصفة الأمانة العلمية مأخوذة من الصدق كون طالب العلم صادق فهو أمين يحفظ هذا العلم أمين في الطلب والتحمل بحيث أنه إذا سمع شيء يؤديه كما سمعه نأتي إلى أمر آخر لصيق بل هو مكمل للأمانة العلمية 5.10 : الصدق : على طالب العلم أن يكون صادقا ، يقول (( تعلم رحمك الله تعالى تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم. والصدق إلقاء الكلام وجه مطابق للواقع والاعتقاد، ونقيضه الكذب وهو ضروب وألوان وأودية يجمعها ثلاث كذب المتملق : وهو ما يخالف الواقع والاعتقاد كمن يتملق لمن يعرفه فاسقا أو مبتدعا فيصفه بالاستقامة . وكذب المنافق :وهو ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع كالمنافق ينطق بما يقوله أهل السنة و الهداية. وكذب الغبي بما يخالف الواقع وطابق الاعتقاد . كم من يعتقد صلاح صوفي مبتدع فيصفه بالولاية الصدق هو الخبر المطابق للواقع . فطالب العلم عليه أن يكون طالب . يكون صادقا في خبره صادقا في فعله صادقا في حاله بحيث يكون ما يتمناه وما يعتقده مطابقا لأفعاله , مطابقا لأحواله. نقيض الصدق الكذب ثم ذكر له ألواناً ثلاثة : كذب المتملق : المتملق يعني المداهم الشخص الذي يتملق الآخرين ويتزلف لهم و هو يخالف الحقيقة و الإعتقاد. مثاله كمن يرى شخصا فاسقا يعرف بفسقه ثم يقول ما شاء الله عليك أنت رجل صالح يا ليت الناس كلهم يكونون مثلك هو داخل قلبه يعرف انه فاسق ما هو مختفي أمره عليه أو أمره خفي عليه إنما أمره ظاهر كله لكنه ربما راد مصلحة من ورائه فيداهنه. النوع الثاني كذب المنافق وكذب المنافق هذا يقول لك ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع داخل قلبه هو يعتقد أمرا غير الذي يقوله إذاً هو كاذب في اعتقاده . ويقول كلاماً مخالف لاعتقاده لكنه موافق للواقع مثل قول المنافقون لما أتوا لرسول صلى الله عليه وسلم هو داخل قلوبهم كافرون بمحمد صلى الله عليه وسلم هم لا يؤمنون به ولا يعتقدون انه رسول ولذالك لما يأتون إليه هم يعتقدون في قلوبهم انه ليس رسول هذا أمر ثم يقولون قولا يخالف ما يعتقدونه لكنه يطابق الواقع ( يقولون نشهد إنك لرسول الله ). كذب الغبي هذا يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد. كمن يعتقد صلاح صوفي مبتدع فيصفه بالولاية يعني شخص صوفي له أعمال الصوفية فرقية كما يسمونها هو داخل قلبه يعتقد انه رجل صالح. فإذا نظرت في الواقع هل رجل صالح من أولياء الله . هو ليس وليا فهو صوفي مبتدع والناس يعرفون أنه صوفي مبتدع لكن هو من غبائه يراه رجلا صالحا. ويقول (( واحذر أن تحوم حولك الظنون فتخونك العزيمة في صدق اللهجة فتسجل في قائمة الكذابين )) يعني أحياناً يحذر انه يكون الإنسان شبهة يعني إياك والكذب حتى لا يفقد الناس الثقة فيك تحوم حولك الظنون والشكوك وتسقط من أعين الناس غير انك أنت تكتب عند الله كذابا والأمور التي تنبني على الكذب فإياك إياك ان تسجل في قائمة الكذابين أنا أريد أن أكون صادقه كطالب علم يتحتم علي أن أكون صادقا ماذا اصنع ؟ إذن حتى يكون صادق أول شئ عليه أن يجاهد نفسه في التحلي بصفة الصدق ثم يتضرع إلى الله سبحانه وتعالى في أن يرزقه صفة الصدق وان يكون من الصادقين يقرأ في كتب السلف سير السلف كيف صدقهم وكيف نجاتهم بالصدق ويقرأ في النصوص أيضاً التي تتكلم عن شرف الصدق ورذيلة الكذب ويحدث نفسه يتأمل في العقوبات التي تحصل لمن كان كذابا يعني لو انه كذب في حديثه هل سيأمن ربما ينكشف في يوم من الأيام ثم يسقط قيمته فإذا يحذر من عاقبة الكذب وانه سينكشف ويفضح ولابد مهما تزين ومهما اظهر نفسه بصور جيدة فلن يظهر إلا الحق يحذر من أمر مهم جدا قد يكثر عند طلاب العلم وهو المعاريض أو التورية. لو شخص أكثر من هذه الأمور التي يقول كلام صادق معناه صحيح لكنه يقصد شئ آخر التي هي المعاريض التي هي التورية مثلا احد يسألك أين فلان أنتِ تقولين ليس هنا وتقصدين ليس في ثوبك وليس البيت هو يسأل هل هو في البيت وأنت تجيبين ليس في يدك المعاريض يسمونها في أن الإنسان يُسأل عن شيء فيجيب إجابة محتملة هذا الإنسان لا يلجأ لها إلا في أضيق الحدود لأنها ربما جرت رجله إلى أن يكون كذابا عند الناس لو كان الإنسان يستخدم المعاريض أو الكذب أو عموما يعني يكثر من هذا سيتحصل على مفاسد ثلاثة : فقد الثقة من القلوب ، ذهاب العلم وانحسار القبول بمعنى انه العلم لم يعد ينتفع به ويصير قبوله عند الناس ضعيف لأنه تسقط قيمته ولا يصدق إذا صدق حتى لو كان صادقا لا يصدق، أي خبر يقولوه لا يصدقونه لأنهم جربوا عليه الكذب. |
24-12-13, 01:54 AM | #8 |
| طالبة في المستوى الثاني1 |
|
تكميل ملخص الدرس السادس :
5.11 : جنة الطالب : ((قولك لا أدري جنة لك ووقاية لك ، ويهتك حجابها أن تستنكف منها وقولك يقال فإن نصف الجهل يقال وأظن ونصف العلم لا أدري )) . معنى هذا الكلام أنه إذا أراد طالب العلم الوقاية من الهلاك عليه أن يقول للشيء الذي لا يعلمه لا أدري. لا يظهر نفسه انه عنده علم وما سُئل عن شئ إلا وأجاب مثل قصة صاحبنا الخنفشاري. هذا الذي يدعي العلم لذلك لما أتى الإمام مالك رحمه الله تعالى لعله الإمام مالك أتاه رجل ممكن من الكوفة يسأله عن ماذا؟ عن ثمانية وثلاثين أو ستة وثلاثين مسألة فما أجاب إلا عن ست أو ثلاث مسائل نحوها يعني مسائل قليلة فيقول الإمام مالك لهذا الرجل والبقية لا أدري قال أنا كيف أرجع إلى أهل العراق وأقول لهم أتيت الإمام مالك ورحلت إليه وسافرت إليه وما أجبني إلا في ستة مسائل فقال قل لهم سألت مالك فقال لي لا أدري لماذا لأنهم يعظمون مسألة القول على الله بلا علم. ثم أتى إلى مسألة آخر وقال (( المحافظة على رأس مالك ساعات عمرك الوقت الوقت في التحصيل فحافظ عليه بالجد والاجتهاد وملازمة الطلب ومزاحمة الأشياخ بالركب والاشتغال بالعلم قراءة ومطالعة وتدبراً وبحثاً وحفظاً لا سيما في أوقات الشباب ومقتبل العمر لقلة الشواغل والصوارف عن التزامات الحياة والترأس ولخفة الظهر والعيال وإياك والتسويف على نفسك فلا تسوف لنفسك بعد الفراغ من كذا وبعد التقاعد من العلم هذا بل البدار قبل أن تفوت على عمرك )) إذاً الآن وجهنا لنصيحة نفيسة وهي أن يحافظ طالب العلم على رأس ماله وهنا رأس ماله ساعات عمره الوقت. كيف يشتغل بالعلم ؟؟ قال قراءة ومطالعة وتدبراً وحفظاً وبحثاً كل وسائل وطرق العلم يفعلها يقرأ ويطالع ويبحث ويتدبر ويذاكر خصوصاً في أوقات الشباب قبل الهرم لماذا كان طلب العلم في الشباب أهم وأفضل من آخر العمر( مرحلة الشيخوخة مثلاً) ؟؟ يكون الجلد عنده أكثر والصبر والقوة أكثر الفراغ يكون فارغ البال ليس في وقته فقط لا تكون لديه مسؤوليات ليس عنده وظيفة وأشياء تحول بينه وبين طلب العلم فذهنه للآن لم يتعبئ بالمسؤوليات. ولكن إذا كبر الفهم يزاد عنده حقيقة والحكمة تزداد يصبح الوقت الذي يطلب فيه العلم أقل من الذي يأخذه الشاب ولكن ربما يكون هناك مزاحم آخر يكون مشغول بالمسؤوليات التي تعود على أن يؤديها التزامات الحياة مثلاً عنده منصب وظيفة أولاد زوجة مسؤوليات آخر لاشك أن هذه قد تحول طالب العلم عن تحقيق مقصوده. 5.12: إجمام النفس : يقول (( خذ من وقتك سويعات تجم بها نفسك في رياض العلم وكتب المحاضرات ( الثقافة العامة ) فإن القلوب يروح عنها ساعة فساعة كما قال علي رضي الله عنه " أجموا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان " ولشيخ الإسلام كلام مفيد في هذا فليراجع ولهذا كانت العطل الأسبوعية للطلاب منتشرة منذ أمدٍ بعيد )) إجمام النفس للطالب الحق يقضي وقته بالبحث ساعات طوال يواصل الليل بالنهار هذا الذي يجم نفسه. نفرض أننا طلاب علم جادين فنقول إجمام النفس (( خذ من وقتك سويعات تجم بها نفسك في رياض العلم )) يعني حدد لك وقت أو زمن ترتاح فيه راحة ولكنها راحة قلب في أن تقرأ كتب فيها الراحة : تنتقل من العلوم الصعبة إلى مُلَح العلم فنون علم الحديث علم العقيدة والأصول يسمونها عقد العلم العلوم هذه المتينة التي تحتاج إلى فك وحل المسائل. هناك كتب تقرأ يستروح الإنسان فيها مثل كتب الأدب والتاريخ والسير والشعر وربما قصص نافع أو كتب في الثقافة العامة. إذاً إجمام النفس لها فوائد الترويح عن النفس – إبعاد الضجر والملل – دفع النفس إلى النشاط والمواصلة في طلب العلم كل هذه من فوائد إجمام النفس يقرأ في كتب المحاضرات العامة الرحلات كتب الأدب والشعر وما شابه يقول ((احرص على هذا الأمر ولكن على شيخ متقن لتأمن التحريف والتصحيف والغلط والوهم؛ فإن من سبق قد قرأ المطولات في مجالس أو أيام قراءة ضبط على شيخ متقن كما فعل ابن حجر رحمه الله؛ فقد قرأ صحيح البخاري في عشرة مجالس كل مجلس عشر ساعات، وصحيح مسلم في أربعة مجالس نحو يومين وشيء من بكرة النهار إلى الظهر.)) قراءة التصحيح والضبط هذه من الأشياء التي يفعلها طالب العلم حينما يجلس على العالم هذه من الفوائد التي يستفيدها في أنه لا يقرأ كتاب منفرداً بل يقرأه على عالم والعالم يسمع قرأته ويصحح له وهذي مفيدة جداً ويسمونها جرد المطولات فيقرأ وأحياناً يكون مختصرات ولكن يقرأ هذا الكتاب ويعلق عليه العالم تعلق بسيط وفي نفس الوقت يقرأ قراءة تصحيح وضبط فتضبط الحروف والكلمات ويضبط بالشكل و يعرف طالب العلم كيف تُقرأ ويتأكد أيضاً أن الكتاب ليس فيه سقط لا شك أن طالب العلم يستفيد استفادة كبيرة من هذه القراءة وربما تأخذ هذه وقت طويل مجالس كثيرة ومن هذه القراءة قراءة الصحاح أحياناً يجلس طلاب العلم من الفجر مثلاً إلى العشاء كل يوم يجلس من الفجر إلى العشاء جلسة واحدة يصلون ويتناولون واجباتهم بالمسجد ويذهبون للحمام أكرمكم الله فقط يسمعون صحيح بخاري أو صحيح مسلم على مدى أسبوع كامل أو أربعة أيام فقط هذي من عادة السلف يعقدون مجالس ويقرؤون فيها المطولات على شيخ متقن وذكر ابن حجر قرأ صحيح البخاري في عشرة مجالس كل مجلس عشر ساعات وصحيح مسلم في أربع مجالس نحو يومين و شيء من بكرة النهار إلى الظهر إذاً قد يأخذ هذا وقتاً طويلاً لكن طالب العلم يجلس لهذا العلم ويثني الركب له |
24-12-13, 01:54 AM | #9 |
| طالبة في المستوى الثاني1 |
|
ملخص الدرس السابع : جرد المطولات ((جرد المطولات عليك بهذا السبيل لكي تتعدد معارفك وتتوسع مداركك وتستخرج الفوائد والفرائد وتزداد خيرة في الأبحاث والمسائل ومعرفة طرائق المصنفين واصطلاحهم فيها))معنى جرد المطولات : قراءة الكتب المطولة وليست المختصرة في بداية طلب العلم، طالب العلم يبدأ بالمختصرات و يتقنها . و إن تقدم طالب العلم، يقرأ في الكتب المطولة في كل فن الجرد أن يقرأ قراءة سريعة فى الكتب و يستوعب ما فيها ويستخرج الفوائد التي فيها. و يحدد أن يقرا الكتاب في سنه أو سنه ونصف أو حتى سنتين و هذا ما يسمى بجرد المطولات ، ويقرأ الطالب الكتاب بنفسه أو مع زميل له أو قراءة جماعية. القراءة الجماعية =يكون هناك مجموعه تتابع مع القارئ يقرأ وهم يقرؤون معه ثم يقفون على مسالة من المسائل يتذاكرون ما فيها ويستخرجون هذه الفائدة أو يعلقون عليها ثم يمضون في القراءة ولا شك أن هذه الطريقة فيها فوائد عظيمه لطالب العلم فوائد القراءة و الجرد لهذه المطولات هي : الاستزادة من العلم ، توسيع المعارف ، تتقوى عندطالب العلم اللغة ، يتعرف على طرق المصنفين في كتبهم، وعباراتهم ومصطلحاتهم طريقتهم في التأليف والتصنيف و يزداد خبرة في التصنيف يستطيع أن يستخرج كثير من الأبحاث والمسائل بالمرور على هذه الكتب. و هذا الجرد ممكن يكون فردي او جماعي.. حسن السؤال : يقول : ((التزم أدب المباحثة من حسن السؤال ،والاستماع ،فصحة الفهم للجواب ،وإياك إذا حصل الجواب أن تقول :لكن الشيخ الفلاني قال لي كذا ،أو قال كذا لئلا تضرب أهل العلم بعضهم ببعض فاحذر هذا وان كان فلابد أن تكون واضحاً في السؤال وقل أن قال قائل أو ما رأيك في الفتوى بكذا ولا تسم أحدا .))هنا نجد انه يعيد التأكيد على قضية كيفية التعامل مع العالم وإظهار الأدب في السؤال . لان طالب العلم عنده رغبة في أن يستزيد من هذا العالم وعنده نهم للعلم لذلك قد يكثر من السؤال على العالم او يطرح السؤال بطريقة لا ينبغي أن يسال بها يكون فيها من سوء الأدب أو يكون فيها من الجفاء . لذلك يرشد الشيخ طالب العلم إلى حسن السؤال بما يكون حسن السؤال ؟يكون بطريقة إلقاء السؤال يعني النبرة التي يستخدمها طالب العلم فلا يرفع صوته فيؤذي العالم ويدل على سوء أدبه ولا يخفض صوته فيكون فيه إتعاب للعالم في فهم السؤال. الأدب في التقديم للسؤال بان يقول (أحسن الله إليك –غفر الله لك- شيخي الفاضل –شيخنا غفر الله لك )فيأتي بالعبارات التي تدل على حسن الأدب التي تقدم بين يدي سؤاله ولا يخاطبه بانت قلت ونحو ذلك وإنما يخاطبه بالألفاظ التي تدل على الاحترام والتواضع والانكسار بين يدي العالم مما يدل على حسن الأدب وأيضاً اختيار الكلمات المناسبة ووضع سؤاله في قالب مناسب. أيضاً بعد إلقائه لسؤاله حسن استماعه لجواب العالم والحرص على أن يفهم الفهم الصحيح للجواب ولا يكون عنده عجله في فهمه لجواب العالم ومقاطعته للعالم. يجب أن يكون السؤال للانتفاع فلا يكون السؤال للتنمر أو حرب الأعصاب قد يعرف طالب العلم أن هذا العالم يخالفه علماء أخر في مسالة معينة أو فتوى فلا يسيء الأدب ويقول يا شيخنا الشيخ الفلاني أو العالم الفلاني يقول كذا هذا من سوء الأدب هذا فيه ضرب للعلماء بعضهم ببعض ويمكن أن يكون في المسالة شيء من الاجتهاد لكن من الأدب أن يقول يا شيخنا ماذا تقول في من يقول كذا وكذا فيظهر الرأي المخالف في صورة المستفهم المستعلم المتواضع ويأتي بالقول المخالف مستفهما مستعلما رأي الشيخ طالبا للدليل حتى تطمئن نفسه لا و من حسن السؤال يكون واضح في السؤال لا يكون السؤال حمال أوجه. المناظرة بلا مماراة: ما المقصود بالمناظرة ؟ المقصود بالمناظرة : هي نوع من الجدال كما يقولون مجادلة لكن هذا الجدال ليس بالباطل و إنما بالحق من أجل إظهار الحق. وليس كل طالب علم أو عالم يستطيع المناظرة. من يريد المناظرة يكون مهيأ وعنده من الصفات التي تمكنه من هذه المناظرة الأمر الآخر المناظرة لابد أن يكون الحامل عليها نية صالحة والغالب في النية الصالحة أن يكون الشخص يريد من هذه المناظرة إظهار الحق على الباطل أو الراجح على المرجوح يعرف أن الدليل الصواب معه و أن ما يقول به هو الراجح و عليه الأدلة الفلانية كذا وكذا وكلها قوية و صحيحة فيريد أن ينصح للخصم يريد أن يظهر الحق فهذه النوايا لابد أن تكون عند طالب العلم و إلا ستكون هذه مناظرة بالباطل فكأن العلماء يقسمون المناظرة إلى ممارة أو إلى المناظرة بالحق و المناظرة بالباطل. مذاكرة العلم: نأتي لأمر آخر وهو مذاكرة العلم ولعل هذا يرتبط بقضية حفظ الرعاية و حفظ الكتابة وتعاهد وتدوين الفوائد التي ذكرنا وجرد المطولات كل هذه تدخل في وسائل تصب في مذاكرة العلم . فيقول : { عليك بها فهي في مواطن تفوق المطالعة وتشحذ الذهن وتقوي الذاكرة والتزام الإنصاف والملاطفة مبتعدًا عن الحيف والشغب، وكن على حذر، فإنها تكشف عوار من لا يصدق، وأما مع قاصر في العلم بارد الذهن فهي داء ومنافرة، ومذاكرتك مع نفسك أمر لا يسوغ أن تنفك عنه، وقد قيل: «إحياء العلم مذاكرته».} كأن الشيخ رحمة الله عليه يدعو بشدة إلى قضية مذاكرة العلم كأنها منبع من منابع التي تجعل العلم باقي . المقصود بالمذاكرة : مطارحة العلم مسائل العلم يكون في نوع من المذاكرة وطرحها و الاستدلال عليها و تأكيد على النقطة تأكد أن طالب العلم ضبط هذا العلم . هذه المذاكرة لها صور منها أنها تكون فردية : طالب العلم يخلو بنفسه لتسميع المحفوظات و إستشراح المتون يتأكد أنه ضبط الكلمات أو مفردات المتن في كل فن ، يمكن أن يجري على نفسه نوع من الأسئلة أو يضع مسألة و يجيب عليها أو يسمع لنفسه كلها مذاكرة فردية. قد تكون ثنائية هذه المذاكرة يعني يصطفي لنفسه قرين يتذاكرا العلم معا إما قراءة أو كل واحد يطرح سؤال ويجيب الآخر فيكتشفا أو يستكشفا الضعف عند كلاهما بحيث أن أحدهما يصحح للآخر و يختبرا ما عندهما من العلم. ما فائدة هذه المذاكرة فردية أو ثنائية أو جماعية ؟ حفظ العلم يعرف مدى ضبطه للعلم تثبيت المعلومة ثم الفهم أكثر لأنه قد يكون في مسائل لم يفهمها حفظها حفظا لكن لما يأتيه زملائه كل واحد يعطيه من شيئا فيثبت عنده العلم ويفهم بالصورة الصحيحة يثبت المعلومات . يصحح الأخطاء يستفيد أحيانا حتى في طريقة زميله في تثبيت العلم وضبط العلم يستفيد ويرسخ العلم غير كذا شحذ الذهن ، الذهن يشحذ يصبح عنده نشاط سبحان الله العظيم تقوية الذاكرة وتعلو الهمة طيب هنا يوصي فيقول (التزام الإنصاف والملاطفة مبتعدا عن الحيف والشغب ) وطلب منه انه في المذاكرة قد يحصل أحيانا فيها نوع من الشغب أو يعني ممازحه ثقيلة يعني ما يثير الحفيظة أحيانا في إظهار واحد أفضل من الثاني أو شئ من هذا .فينبغي أن تكون هذه المذاكرة وسيلة للوصول للعلم فيها لطفا في هذه المذاكرة أو إرادة الخير وأيضا تظهر ما عند طالب العلم من العلم وهذه المذاكرة ما تنفع إلا إذا كان الشخص بارد الذهن ما عنده رغبه في ذالك فلا شك أن هذه لن تفيد. من الفوائد يقول ((طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومهما فهما له كالجناحين لطائر فحذر أن تكون مهيض الجناح )). كأنه يؤكد على قضية يختم بها وصيته أن طالب العلم لابد أن تكون عمدته معتمدا في تحصيله على الكتاب و السنة وعلوم الكتاب و السنة لأنها قوة لطالب العلم. أيضا يقول : (استكمال أدوات كل فن . قال تعالى: }الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته{ ) فيقول:( دلت هذه الآية على أن الطالب لا يترك علما حتى يتقنه ويستكمل أدواته. التحلي بالعمل : من علامات العلم النافع ذكر هنا علامات للعلم النافع ) قال 1 العمل به 2 كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق. بشرى المؤمن أن يثنى عليه ،لكن لا تكون مقصدا يتطلبه و يتشوف إليه ويحزن إذا فقده أو يقوده هذا العلم على أنّه يرى نفسه على الخلق أنّه أفضل منهم وأعلم منهم وأذكى منهم وينظر إليهم أنّهم جهال و و و و إلى آخره من هذا الأمر وهذا تجدينه في الحديث والمناقشة 3 تكاثر تواضعك كلما أزدت علما . الحقيقة أنّ الإنسان كل ما ازداد علما يكثر تواضعه ، كلّما ارتقى الإنسان في العلم صار عنده علم أكثر يعني يزداد كبر وثقل ورسوخ في العلم و كل ما ازداد في العلم يكتشف الحقيقة الصادمة له أنّه مازال جاهلا 4 الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا المقاصد السّيّئة أنّ طالب العلم ينطوي قلبه على مقصد سيّئ من البداية : في أنّه يطلب العلم ليجاري به العلماء أو يتصدّر المجالس أو يشار إليه أنّه مع العلم الفلاني 5 هجر دعوى العلم الأمور التي تدل على حقيقة الانتفاع بالعلم هجر دعوى العلم كلنا ندعي أنا وغيري أنا أتكلّم عن نفسي كلنا ندعي أنه عندنا قدر من العلم كوننا نعطي درسا نشعر الآخرين أو يشعر هو في نفسه أنّه عنده من العلوم واستكمل العلوم وأنّه ذلك طالب العلم الذي عنده وعنده. 6 إساءة الظن بالنفس وإحسانه بالناس تنزها عن الوقوع بهم تنزها عن الوقوع بهم ،هذا لا شك أن طالب العلم يأخذه من التواضع يسيء الظن بنفسه ،بحيث يعرف أنّ النّاس يرونه ما شاء الله والله إنّه جيّد وصل إلى هذه المرحلة من العلم وكذا و كذا ويعطونه من الأشياء ،وهو عارف أنّه لا يفقه شيء ،عارف مقدار العلم الذي تلقاه ،عارف كثير من الأشياء ما وصل إلى تطبيقها ويحتاج عون من الله لتطبيقها ،فلابد على طالب العلم أن لا يغتر بنفسه أو يغره النّاس بنفسه يسيء الظن بنفسه ،يحتقر هذه النّفس في ذات الله عزّ وجل ويرى كثير من النّاس أفضل منه في هذا الجانب زكاة العلم يقول: (( أدّ زكاة العلم : صادعا بالحق ، أمّارا بالمعروف . نهّاء عن المنكر ، موازنا بين المصالح والمضار ، ناشرا للعلم ، وحب النفع ، وبذل الجاه ، والشفاعة للمسلمين في نوائب الحق والمعروف ولشرف العلم فإنه يزيد بكثرة الإنفاق ، وينقص مع الإشفاق ، وآفته الكتمان . ولا تحملك دعوى فساد الزمان وغلبة الفساق وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء و البلاغ فان ذلك مما يفرح الفساق ليتم لهم الخروج عن الفضيلة ورفع لواء الرذيلة )) الآن يشير أيضاً إلى معنى مهم زكاة العلم الآن حينما نخرج الزكاة من المال نزكي هذا المال نطهر المال بإخراج من عين هذا المال أو ما يقدر أو مقابل القيمة على حسب الأنواع والأصناف التي نخرجها فهناك مقدار من الزكاة حددته الشريعة يزكي المسلم ماله الذي أعطاه الله عز وجل هناك زكاة أخرى زكاة لهذا العلم كيف تكون الزكاة ؟ كيف يزكي طالب العلم علمه ؟ تعليمه نشره و الدعوة إليه العمل به تعليمه للناس بذل المعروف يبذل المعروف للآخرين صَنَاع المعروف نعم يبذل جاهه تبليغ العلم يساعد من يحتاج إليه هذه كلها من صور زكاة العلم و الصدع بالحق والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يعد من زكاة العلم نشر العلم محبة نفع الناس بذل جاهه الشفاعة اشفعوا تؤجروا في نوائب الحق يعني تمر على المسلمين كرب و مصائب و يحتاجون من يواسيهم بالمال من يواسيهم بالكلمة هذا العلم لو انك زكيته يحصل له مثل ما يحصل للمال كل ما زكيت المال كل ما طهر هذا المال وكل ما نمى و زاد وكذلك أيضا العلم كل ما انفق منه صاحبه و كل ما زكاه كل ما سبحان الله زاد هذا العلم كيف ينقص العلم ؟ ينقص العلم إذا لم يزكيه صاحبه يكتمه عن غيره يحسد غيره أن تصل له المعلومة يترك النصيحة يترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يعني لا يدعوا و لا ينشر العلم لا يكون في قلبه هم الدعوة إلى الله و الأداء و البلاغ يترك الفساق يعيثون و يفعلون كل ما يريدون و لا يكون له إي دور في دفع الرذائل و الفساد عزة العلماء : ((صن العلم و عظمه و احم جناب عزه وشرفه وبقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه و من العمل به و بقدر ما تهدره يكون الفوت فلا تسع به إلى أهل الدنيا و لا تقف به على أعتابهم و لا تبذله إلى غير أهله و إن عظم قدره و إياك أن يمتطيك السفهاء و يتمندل بك الكبراء فتلاين في فتوى أو بحث أو قضاء أو خطاب و إن أردت الشواهد على ذلك فعليك بقراءة التراجم و السير و أحفظ قصيدة القاضي الجرجاني في ذلك )) نأتي إلى قضية عزة العلماء طبعا العلم له شرف لا شك في ان العلم له شرف هذا الشرف كل يسعى إليه العلم عزيز و العلم شريف لذلك على طالب العلم أن يبتعد عن إهانة العلم يسعى إلى حماية جنابه و شرفه قلنا انه حتى يؤدي زكاة هذا العلم لا بد أن يكون يبذل هذا العلم ينشر هذا العلم يعمل بهذا العلم هذا مطلوب من طالب العلم لكن إذا بذل طالب العلم هذا العلم لغير أهله سعى بهذا العلم لغير أهله أهان العلم أعطى العلم لغير مستحقه أو سعى بهذا العلم عند أهل الدنيا حتى يحصل حظوظ من أموالهم أو تصدر مجالسهم أو تقريبه يكون كالمتسول على أعتابهم حينما يبذل العلم بأشخاص أصلا لا ينتفعون بهذا العلم و هو يريد أن يحصل أمور دنيوية لا يريد المناصحة و لا يريد شيئا يصل به إلى رضا الله يقول إياك من الأمور التي تخالف عزة العلماء فيها إهانة للعلم قال إياك أن يمتطيك السفهاء يعني السفهاء يجعلونك غرضا لهم ويضل يقضي عمره كله في مجارات و مجادلاتهم أو يتمندل بك فينحرف عن مقصد العلم يمضي عمره كله يرد على فلان يرد على علان يجادل فلان حياته كلها في الردود و المقصد يمكن أن يكون سيئ في هذا أو يتمندل بك الكبراء يعني يجعلونك كالمندل يروح يمين شمال مثل ساعة البندول لعلكم تعرفونه لما الساعة تروح يمين شمال يحركونك يمين شمال مثل المندل طالب العلم ينبغي أو العالم ينبغي أن يكون عنده عزة العلماء فما يلتفت إلى ما في أيدي الناس ولا يلتفت إلى الكبراء و يريد ما عندهم من الدنيا ولا يبذل دينه من اجل دنياه و يقولك هناك عالم أمة أو عالم دولة و عالم ملة عالم الدولة هذا يفتي بما يريد الحاكم حتى و إن كان مخالف للحق و هذا سيسأل أمام الله عز و جل إن كذب في فتوى و عالم آخر يفتي من اجل الشعب ما تطلبه الشعوب خصوصا في زمن الفتن الآن لا يستطيع أن يقول غير الذي يقولونه حتى لا يسقطونه ويعرف أن الحق مخالف لكلام الشعوب و ما يستطيع أن يقول لهم انتم على خطأ صيانة العلم : يقول :(( إن بلغت منصباً فاعلم أنا وصلت إليه بفضل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية في التعليم أو الفتيا فلا تجعل الأساس حفظ المنصب فتطوي لسانك من قول الحق ولا يحملك حب الولاية على المجاراة فحافظ على قيمتك بحفظ دينك وعلمك وشرف نفسك بحكمة ودراية وحسن سياسة )) أحياناً الله يبتلى طالب العلم بأن ينال منصب معين فيبلغ ولاية في التعليم في القضاء في الفتيه أحياناً لما يذوق طعم المنصب تتعلق نفسه وإن كان من الأساس ليس مقصده أن يصل إلى ما وصل إليه ولكن الله يكرمه ويختبره بأن يعطيه هذا المنصب يختبره فيما يدين به لله من علم يخاف هذا الإنسان أن يفقد منصبه أو يعزل من مكانته أو يفقد المال الذي حصل عليه من منصبه أو يفقد شهرته ربما عرضت له مسائل لو قال بها طردوه من المنصب فربما سكت عن الحق خوف من فقدان هذا المنصب ربما جارا غيره و داهن فلذلك على طالب العلم أن ينتبه لمثل هذا الأمر على طالب العلم أن يصون شرف العلم بان يتذكر بأن ما وصل إليه من المناصب إنما هو بفضل الله ثم بفضل هذا العلم فلا يجعل هذا العلم بمنزلة يهان فيها ويقول ويعمل بما يدين الله به لا يجاري هؤلاء السفهاء ولا يهين العلم. المدارة لا المداهنة : المداهنة نوع من التملق والمجاراة المدارة يؤجل قول الحق إلى وقت مناسب وفيه نوع من التلطف والحكمة طالب العلم يقول الحق لكن ما يقوله دفعة واحدة إنما يقوله بالتدريج أو يتحين الفرصة والوقت المناسب لكي يقول هذا الأمر مثلا أعطيك مثال كأن يكون هناك منكر هذا المنكر ليس من الصواب إنكاره الآن لأن سيترتب على إنكاره مفسدة أعظم طيب فيحتاج إلى أن يستخدم الأسلوب المناسب مع الشخص المناسب لينكر عليه ولا شك أن المدارة من مسلك النبي ومنهجه في التعامل مع غيره من المخالفين المداهنة هذه سبيل من لا دين له يقول ((المداهنة خلق المنحط فيها نوع من النفاق والتزلف والتقرب إلى الكبراء وبذل الدين وإهانة العلم ملاينة ومصانعة من أجل الإنسان لا يظهر ما عنده من الحق خوفا على ذهاب دنياه غالبا المداهنة لا يكتب الحق أو لا يقول به أو يقول خلافه من أجل أن يحافظ على دنياه وهذه قد يبتلى فيها طالب العلم. الغرام بالكتب : (( لقد اشتد غرام الطلاب بجمع الكتب مع الانتقاء لمعرفتهم بأهمية طلب العلم وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله وظهور النقص بنقصه وفي هذا الإخبار تطول وإياك أن تشحذ مكتبتك بكتب المبتدعة فهي غثاء وتشويش على الفكر وسم ناقع فاحذرها )) يقول لقد أشتد غرام الطلاب بجمع الكتب طالب العلم من حبه للعلم تكون لديه رغبة في الحصول على الكتب ويزداد من هذا العلم وهذا الشيء عرف قديماً وحديثاُ ولا يلام طالب العلم في حبه للكتب وجمعها لكن ننتبه لقضية جمع الكتب ليست غاية لأنه يحصل حقيقة في جمع الكتب لذة عظيمة في أن يشتري ويضع في مكتبته وهذا غير صحيح المفروض طالب العلم يشتري لينتفع. لأن في كتب فيها خير كلها خير فهذه يحرض على اقتنائها وفي كتب كلها شر و هذه يبعدها عن مكتبته وفي كتب فيها خير وفيها شر و هذه يحرص على انتقاء الخير إذا كان ممن يميز الخير عن الشر. فلا بد لطالب العلم حتى يحصل على الكتب أن يستشير غيره في تحصيل هذه الكتب ما رأيك أن أسال العالم الفلاني هل هذا الكتاب ينفع هل اشتريه قوام مكتبتك : |
24-12-13, 01:57 AM | #10 |
| طالبة في المستوى الثاني1 |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|