|
دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-03-08, 02:54 AM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
الشريط الخامس .. أمابعد فالرابع عشر وهو ما نذكر فيه بعض القواعد والضوابط المتصلة بأسماء الله وصفاتهومن هذه القواعد والضوابط ما مر معنى في ثنايا الشرح و التوضيح للقضايا السابقةولكن ذكرها مسرودةً يسهل حفظها وفهمها بإذن الله تبارك وتعالى .. القاعدة الأولى .. فأول ذلك أهل السنة يثبتون ما أثبت الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسولهصلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل . من غيرتحريف أي أنهم لا يحرفون معانيها فيحملونها على معاني غير مراده لله تبارك وتعالىوذلك تحت دعاوى التنزيه أو غير ذلك مما سموه تأويلا ليقبل فيقولون مثلا : الرحيم لا يتضمن صفة الرحمة ويفسرون صفة الرحمة بإرادة الإحسان . ويقولونمثلا : في صفة الاستواء بأن معنى ذلك الاستيلاء استولى على العرش فهذا هو التحريفوأما التعطيل فهو تعطيله تبارك وتعالى من أسماءه الحسنى أو من صفاته الكاملةفيقولون الله تبارك وتعالى ليس له أسماء مثلا أو يقولون ليس له أوصاف أو أنهميعطلونه من بعض أوصاف الكمال ويثبتون بعضا مما يدعون أن العقل أثبته فيقولون مثلاكالمعتزله يقولون الله تبارك وتعالى لا يتصف بصفة إطلاقا وطوائف من أهل الكلامأثبتوا له بعض الصفات كالأشاعره أثبتوا سبعا و منهم أثبت أكثر من ذلك على تفاوت فيما بينهم . وكل أولئك الذين حرفوا فقد وقعوا في التعطيل لأنه حينما يحرف الصفةعن معناها الذي دلت عليه فهو عطل أولا ثم حرف ثانيا . من غير تكييف ولا تمثيل . من غير تكييف أي لا نكيف الصفة لا نقول كيف يد الله كيف وجه الله كيف ينزلربنا الى السماء الدنيا وكيف استوى على العرش ، فالكيف ممنوع لأن ذلك من أمور الغيبولا نحيط بالله تبارك وتعالى علما ولكننا نثبت المعاني على وجه اللائق بجلالهوعظمته من غير تكييف ولا تمثيل . يعني أننا لا نمثل صفات الله تبارك وتعالى بصفةالمخلوقين فلا نقول سمعه كسمعنا وبصره كبصرنا واستواءه كاستواء المخلوق ونحو ذلكفهذا لا يجوز ومن سلم مما هذا فقد سلم من العلل والآفات التي أوقعت طوائف من أهلالظلال والبدع فيما وقعوا فيه من الانحرافات . القاعدة الثانية .. أن ننفي ما نفاه لله عن نفسه في كتابه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم مع اعتقادثبوت كمال ضده لله جل وعلى . فالله نفى عن نفسه مثلا السنة والنوم (( لا تأخذهسنة ولا نوم )) فنحن ننفي عنه السنة والنوم ونفى عن نفسه الظلم فالله لا يظلم الناسشيئا ونفى عن نفسه تبارك وتعالى التعب واللغوب (( وما مسنا من لغوب )) فننفي كل ذلكوهذا النفي يتضمن ثبوت كمال عنده . المخلوق قد ينفي عنه بعض النقائص ولكن هذا لايعني أن نثبت له كمال الضد ، فتقول فلان مثلا أو تقول هذه السارية مثلا لا تجهل لكنهل هذا فيه إثبات للعلم لها ؟ الجواب لا تقول هذه السارية لا تنام هل في هذه أثباتكمال اليقظة لها ؟ الجواب لا تقول هذه سارية لا تظلم هل في هذا إثبات كمال العدللها ؟ الجواب لا . أما الله تبارك و تعالى فإنه إذا نُفى عنه النقص فإن ذلك يستلزم أو يتضمن ثبوت كمال ضده . تقول فلان لا يظلم الناس هل معنى هذا لكمال عدله ؟ قدلا يظلم لأنه يخاف أو لأنه عاجز كما قال الشاعر .. قبيلة لا يغدرون بذمة ...... ولا يظلمون الناس حبة خردل هو يهجو قبيلته أنهم ضعفاء لا يستطيعون الظلم عجزاوضعفا ولوا قدروا فإنهم يظلمون كغيرهم ، أما الله تبارك وتعالى فحينما ينفى عنه شيءمن هذه النقائص فحينما تقول : ((لا تأخذه سنة ولا نوم)) فإن ذلك فيه نفي السنةوالنوم وهو يتضمن ثبوت كمال حياته وقيوميته . وحينما تقول لا يظلم الله الناسشيئا فإن هذا يتضمن ثبوت كمال عدله مع إنه نفي للظلم عنهوحينما يقول ((ومامسنا من لغوب)) فإن ذلك يتضمن ثبوت كمال قوته واقتداره سبحانه وتعالى خلق السمواتوالأرض وهذه الأفلاك العظيمة وما مسه تعب هذا لكمال قوته وقدرته فالمقصود أيهاالأحبة أن هذه الأمور المنفية عن الله عز وجل أو عن كتابة أو عن رسوله صلى اللهعليه وسلم فإن ذلك يتضمن ثبوت كمال أضدادها . فإذا قال الله سبحانه وتعالى عنالقرآن مثلا ((ذلك الكتاب لا ريب فيه)) فهذا يتضمن كما إنه صريح في نفي الريب عنهفهو يتضمن انه متضمن لكمال اليقين فمن أراد اليقين فعليه بهذا القرآن ، ليس فيه مايوجب الريب وليس فيه تناقض ولا تعارض وليس فيه أمور واهنة إذا نظر إليها الإنسانارتاب وإنما فيه البراهين الساطعة والواضحة والأدلة القوية الدالة على وحدانية اللهعز وجل وكماله وصدق ما جاء به رسله عليهم الصلاة والسلام وما إلى ذلك من الحقائقالكبرى وهكذا . القاعدة الثالثة .. وهي أن ما يطلق على الله عز وجل فيباب الأسماء و الصفات توقيفي وما يطلق عليه في باب الأخبار لا يجب أن يكون توقيفياكما سبق ومعنى توقيفي كما بينا أن ذلك يتلقى من الوحي لا مجال للإجتهاد ولاللعقول في إثباته استقلالا مع أن العقل قد يدرك إثبات بعض أوصاف الكمال ، فالعقليدرك أن الله تبارك وتعالى حي وأنه عليم وأنه قدير وأن له المشيئة الكاملة وما إلىذلك من أوصاف الكمال التي للعقل فيها مدخل . فهذا الكون بأتساعه ودقته وما يحصلفيه من تكوير الليل على النهار والنهار على الليل كل ذلك على نسق عجيب دقيق يدل علىخالق قدير عليم حي يفعل ما يشاء ونحو ذلك من الأوصاف التي تدركها العقول . ولكنهناك أشياء كما سيأتي لا تدركها العقول.. المقصود أن نفهم في هذه القاعدة أن باب الأسماءوالصفات مبني على التوقيف لا نثبت لله لا اسما ولا وصفا بالعقل على سبيل الاستقلال,لكن يمكن أن نتحدث عن بعض الصفات ونقول هذه ثابتة بالنقل والعقل والفطرة . نتحدثعن العلو مثلا : عن علو الله عز وجل ونقول هذا ثابت بالنقل (( يخافون ربهم من فوقهم)) - ((الرحمن على العرش استوى )) أنواع الأدلة الموجودة في القرآن والسنة تدل علىعلو الله عز وجل على خلقه (( وهو العلي العظيم )) ونثبت ذلك أيضا بالعقل ،فالعقل له مدخل في هذا وكذلك الفطرة مادعى داعِ فقال يا الله إلا وجد في نفسهضرورة لطلب العلو ، فالفطر تدرك ذلك . إذا أسماءه وصفاته توقيفية كما قال السفاريني رحمة الله في منظومته المعروفةلكنها في الحق توقيفية *** لنا بذا أدلةوفيه القاعدة الرابعة .. منهج السلف _ أعني أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم _ هو التوقف في الألفاظ المجملة التي لم يرد إثباتها ولا نفيها ، فلايطلقونها ابتداءً ولا يقبلونها ممن أطلقها بإطلاقيعني ما يقبلونها قبولا مطلقاولا يردونها بإطلاق ، وإنما يستفصلون من القائلهم لا يستعملونها ولا يطلقونهاولا يعبرون بها ، وإنما يعبرون بالألفاظ الشرعية الواردة في الكتاب والسنة ، لكنإذا أطلقها غيرهم كما يفعل طوائف من أهل الكلام فان أهل السنة لا يردونها بإطلاقولا يقبلونها بإطلاق وإنما يستفصلون من القائل,هذا اللفظ المجمل يحتمل أن يراد به معنى صحيح ويحتمل أن يراد به معنى باطل ، فهم لا يستعملون هذا اللفظ ولكنهملا يبادرون في قبوله ولا رده فيستفصلون ممن أطلقه فينظرون ، فإن أريد به باطل ينزهربنا تبارك وتعالى عنه رُد ، وان أريد به حق لا يمتنع عن الله سبحانه وتعالى قُبل، مع بيان ما يدل على المعنى الصواب من الألفاظ الشرعية والدعوة إلى استعمالهمكان هذا اللفظ المجمل الحادث . مثال ذلك : لفظ ( الجهة ) تجد كثير منالمتكلمين يقولون الله ليس في جهه يقولون نحن ننفي الجهه عن الله سبحانه وتعالى ،أهل السنة لا يقولون نحن نثبت الجهه لكن حينما يقول قائل نحن ننفي الجهه يقولون : ماذا تقصد ؟ إن كنت تقصد بالجهة أي العلو فهذا باطل ومردود لأن الله متصف بالعلوولكن هذه اللفظة التي استعملتها لفظة محدثة تحتمل الحق وتحتمل الباطل ، وإن قصدتبالجهة جهة مخلوقة تحصره فالله اجل وأعظم من أن يحيط به شيء من خلقه ، فالجهة أهلالسنة والجماعة إذا قبلوها من قائلها _ ممن أطلقا _ إذا قصد بها ما فوق العالم أنالله فوق خلقه بائن منهم لا يحيط به شيء من المخلوقات فهذا معناً صحيح ، لكن يقولونله هذا اللفظ لا يستعمل ، هذا اللفظ لم يرد ، هذا اللفظ يحتمل الحق والباطل ،ويرشدونه إلى الألفاظ الشرعية ،كأن يقول بأن الله متصف بالعلو والفوقية . القاعدة الخامسة .. أن الإثبات فيما يتعلق بالصفات يكون على سبيلالتفصيل ، وأما النفي فيكون على سبيل الإجمال . إثبات مفصل ونفي مجمل وهذا هوغاية الكمال والمدح ، وذلك أن التفصيل في الإثبات تقول إن الله سميع عليم حكيم رحيمقدير .....إلى آخر أوصاف الكمال ، فهذه كمالات كثيرة جدا ، والمخلوق لا يحصي ثناءاعلى الله لكثرة أوصاف الكمال, منها ما نطلع عليه ومنها ما لم نطلع عليه . أما فيالنفي فإنهم ينفون نفيا مجملا (( ليس كمثله شيء))وأما الإثبات ((وهو السميع البصير)) ...فيه تفصيل ، يذكرونها مفصلة يعددون أوصاف الكمالولكن في النقص لايحتاج أن ينفي عنه, يقول بأن الله عز وجل ليس بظالم _ ولاكذا ، ولاكذا ..............ولا أحب أن أعبر بهذا فمثل هذا لا يكون مدحا. والعلماء رحمهم اللهقالوا لو جاء رجل إلى عظيم من العظماء إلى ملك من الملوك وأراد أن يمدحه بالنفي علىسبيل التفصيل فقال له : لست بزبال ولا كناس ولا ظالم ولا جبار ولا مريض ولا دنيءولا سيء ، هل يقبل منه مثل هذا المدح ؟ لا هذا غير مقبول ، هذا إزراء به وإساءةإليه . لكن يقول له ليس في الملوك مثلك ، ليس في الناس مثلك ، أو نحو ذلك من النفيالمجمل ليس فيك وصف يعاب مثلا من أوصاف الناس ، طبعا فيه مبالغات في هذا الكلام لكن اقصدلو أراد أحد أن يمدح فانه يتكلم بهذه الطريقة . لكن أن يأتي إليه وينفي عنهأوصاف النقائص بهذا التفصيل الذي ذكرته آنفا ، فهذا ذم ،وإن ظن و توهم بجهلهأنه مدح . كالذي جاء إلى الخليفة مع الفارقجاء رجل من الصحراء إلى الخليفةوقال له : أنت كالكلب في وفائك للود ...... وكالسيف في قِراعِ الخطوب يمدحالخليفة بهذا ، طبعا هذا ليس بنفي لكنه يثبت له أوصاف كمال بحسب ظنه فهكذا لو جاءجاهل مثل هذا وأراد أن يمدح الملك بأوصاف هي من قبيل السلوب يعني النفي ويقول لهأنت لست بكذا ولا كذا سيسكته ويأمر بإخراجه عنه يقول لا تمدحني أنت لا تحسن الكلامحقك السكوت . فأهل السنة في هذا الباب منهجهم هو الإثبات المفصل والنفي المجمل ،وما ورد في الكتاب والسنة من النفي المفصل فهو قليل مثال (( لا تأخذه سنة ولا نوم)) ومبناه كما ذكرت على قاعدة ( أن كل نفي في هذا الباب فهو متضمن لثبوت كمال ضده) القاعدة السادسة.. كل اسم ثبت لله عز وجل فهو متضمن لصفة, دون العكس . عرفنا أن جميع الأسماء مشتقه وقلنا معنى كون الأسماء مشتقهأنها تتضمن أوصافا كاملةإذا قال الرحمن الرحيم يتضمن صفة الرحمة ، العزيزيتضمن صفة العزة ، المتكبر يتضمن صفة الكبرياء ، كل اسم فهو متضمن لصفة كمال لكندون العكسهل كل صفة يؤخذ منها اسم ؟ الجواب لا ، فالله تبارك وتعالى من صفاتهمثلاأنه استوى على العرش (( استوى على العرش )) الاستواء هل نقول : من أسماءهالمستوي ؟ الجواب لامن صفاته الإرادة (( يريد الله بكم اليسر )) هل نأخذ منهااسما فنقول : من أسمائه المريد ؟ الجواب لا . يقول الله عز وجل مثلا في المشيئة((وما تشاؤن إلا أن يشاء الله)) فهل من أسمائه تقول مثلا الشائي ؟ الجواب لا,وهكذاوذكرنا من قبل أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء القاعدةالسابعة.. دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة إما تصريحاً – التصريح بها – أو بتضمن الاسم لها ، أو التصريح بفعل أو وصف يدل عليها مثال : التصريح ((الرحمة ، العزة ، القوة , الوجه ، الأصابع )) ونحو ذلك من أوصافه تبارك وتعالى..فهذهدلت عليه النصوص على إثباتها صراحة لله عز وجلأو بتضمن الاسم لها مثال: ((البصير متضمن لصفة البصر )) و(( السميع متضمن لصفة السمع )) وهكذا . أو التصريحبفعل أو وصف دال عليها مثال : ((الرحمن على العرش استوى )) استوى هذا فعل ،فهذا الفعل يدل على صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى وهي صفة الاستواء((إنا منالمجرمين منتقمون )) فهذا يدل على إثبات صفة الانتقام لله تبارك وتعالى وهكذا . القاعدة الثامنة.. أن صفات الله عز وجل يستعاذ بها ويحلف بهاوقدمضى في الفروقات بين الأسماء والصفات . والبخاري رحمه الله عقد باب في الصحيح فيكتاب الأيمان والنذور قال (( باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته )) وقد مضى الكلامعلى هذا تقول (( أعوذ بعزة الله وقدرته )) وتقول (( أعوذ بوجه الله ))تحلفوتقول (( وكلام ربي )) وتقول (( وعزة الله )) ، (( وقدرة الله )) فالصفات يحلف بها، لكنها لا يدعى بها لا تقول (( ياعزة الله )) ، (( ياكلام الله )) ، (( يارحمةالله )) وإنما تقول : (( يا لله ))(( يا رحيم) )القاعدة التاسعة . .أن الكلام في الصفات كالكلام في الذاتفذات الله عز وجل ثابتة ، وصفاتهثابتة فكما أننا لا نعرف كنه الذات ولا كيفيتها فكذلك لا نعرف كنه الصفات ولاكيفياتها . نحن نعلم معاني الصفات ومعاني الأسماء لكن الكيفية - الكنه - الحقيقة - هذاإلى لله تبارك وتعالى فهو من أمر الغيب . فمن تلكأ في شيئا من صفات الله عز وجلوتردد في إثباته أو اشتبه عليه فإنه يحتج عليه بهذه القاعدة , الذي ينفي الصفات نقولله : تثبت الذات أو لا ثبت الذات ؟ يقول : أثبت الذات نقول المخلوق له ذاتفسيقول ذات الله تعالى ليست كذات المخلوق ، نقول فصفات الله تعالى ليست كصفاتالمخلوق . فالقول في الصفات كالقول في الذات . القاعدة العاشرة.. أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخروهذا نحتاج إليه حينما يأتي إنسانيؤمن ببعض ويكفر ببعض يؤمن ببعض الصفات وينكر البعض الآخر فيقول مثلا أنا أثبتالحياة والإرادة والمشيئة والقدرة ، مثلا يقال له لماذا أثبتها ؟ يقول : لأن العقلدل عليها .طيب والرحمة ؟ قال : لا الرحمة إرادة الإحسان, والغضب ؟ قال : لا الغضب هوإرادة الانتقام ، ما يثبت هذه الأوصاف ، نقول له: إذا :! اذا كنت تقول بإثبات بعضالصفات فقل فيما نفيته كقولك فيما أثبته ، أنت تقول له مشيئة ونقول المخلوق لهلمشيئة ، قال : لا هذه المشيئة تليق بجلاله وعظمته ، طيب والإرادة ؟ قال: تليقبجلاله وعظمته, والقدرة ؟ قال : تليق بجلاله وعظمته, والحياة المخلوق حي ؟ قال : لاحياة تليق بجلاله وعظمته لا تشبه حياة المخلوق ، نقول له : قل فيما نفيته كما قلتفيما أثبتهفهذا باب واحد لماذا تفرق؟ ،فنحن نثبت لله عز وجل الرضى على ما يليقبجلاله وعظمته, والرحمة على ما يليق بجلاله وعظمته, والغضب على ما يليق بجلاله وعظمته,وغضبه تبارك وتعالى ليس كغضب المخلوق ورحمته تبارك وتعالى ليس كرحمة المخلوق كما أن إرادته ومشيئة وقدرته ليست كإرادة ومشيئة وقدرة المخلوق . |
15-03-08, 03:13 PM | #2 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
الدرس السادس
بسم الله الرحمن الرحيم الشريط السادس من سلسلة أسماء الله الحسنى للشيخ خالد بن عثمان السبت قامت بالتفريغ أختنا في الله وقد طلبت مني عدم ذكر اسمها فجزاها الله خيرا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .......... أما بعد فمرحبا بكم معاشر الإخوان والأخوات واسأل الله تبارك وتعال أن يجعل هذا المجلس مباركا نافعا مقربا إلى وجهه الكريم وان يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته أيها الأحبة مازال الحديث عن القواعد التي يُطلب معرفتها في باب الأسماء والصفات القاعدة التاسعة عشر :: أن الصفة متى قامت بموصوف لزمها أمور أربعة : - أمران لفظيان - وأمران معنويان فاللفظيان ثبوتي وسلبي والثبوتي أن يشتق للموصوف منها اسم . والسلبي أن يمتنع الاشتقاق لغيره . والمعنويان أيضا ثبوتي وسلبي فالثبوتي أن يعود حكمها إلى الموصوف ويخبر بها عنه والسلبي ألا يعود حكمها إلى غيره ولا يكون خبرا عنه اللفظيان أن نشتق للموصوف منها اسم ، والسلبي أن يمتنع الاشتقاق لغيره والمقصود أن نشتق للموصوف منها اسم هذا من حيث العموم والإطلاق . فإذا قامت صفة بإنسان مثل الكتابة فنقول انه كاتب وهذا اسم، وإذا قامت بالإنسان صفه مثل الكرم نقول هو كريم، وإذا قام به وصف مثل السرقة نقول هو سارق فهذا الوصف يرجع إليه هو . وهذا القاعدة يُحتاج إليها في تقرير اعتقاد أهل السنة والرد على المعتزلة فمثلاً صفه الكلام ، هنا يقال أن الله عز و جل متكلم على سبيل الإخبار ولكن ليس المقصود بأن يشتق له منها اسم يعني أننا نسميه بما لم يسمى به نفسه وإنما من حيث الإخبار ، وباب الإخبار كما قلنا أنه يتوسع فيه ، ففرق بين هذا وهذا . إنما نقصد بالاسم هنا ما هو مغاير أو ما هو قسيم للفعل والحرف ، فنقول الله عز وجل متكلم لكن ليس من أسمائه المتكلم لكن متكلم ليست فعل وليست بحرف هذا هو المقصود بينما المعتزلة ماذا يقولون؟ – أنا لا أريد أن أدخلكم في خلافات أهل البدع لكن فقط نوضح أهمية هذا الجانب هذا القاعدة – المعتزلة يقولون الله كلم موسى لكنه خلق الكلام في الشجرة ، أهل السنة يقولون: لا, إذا ثبتت الصفة اُشتق له منها اسم فيقال: متكلم لكن نحن نعلم إن باب الصفات أوسع من باب الأسماء فهنا نقول بان الله تبارك وتعالى متكلم وانه يتكلم .. وحينما نقول متكلم لا يعني أننا نسميه باسم لم يسمي به نفسه فليس من أسمائه المتكلم ولكن من باب الإخبار عنه ، فهذا الذي أطلقناه في باب الإخبار هل هو اسم أو فعل أو حرف ؟ اسم .. وهكذا حينما تقول عن المخلوق مثلا كما قال في المراقي فما لي سارقٍ حال التلبس ** حقيقةٌ لدى المؤسسِ ولكن لا شأن لنا بالمؤسس الذي هو الرازي لكن هؤلاء من أهل البدع عموماً مثل المعتزلة يرد عليهم من يرد من أهل الكلام ومن أهل السنة ممن خالفهم ، يقولون لا يمكن أن يتصور أن يوصف بصفه تقوم في محل منفك عنه, فيقولون: خَلَق الكلام في الشجرة ! هذا غير صحيح إطلاقا فإنما الصفة تقوم بالموصوف وهي ملازمة له ويصح أن يُخبر عنه يُشتق يعني اسم له منها فيقال فلان سارق وفلان كاتب وفلان قارئ إذا قامت به صفه القراءة تخبر عنه بذالك وإن كان ليس من أسماء فلان اسمه زيد ليس من أسمائه قارئ أو كاتب, اسمه زيد أو عمرو , فلا نسميه بأسماء بمعنى أن هذه الأسماء يمكن أن تكون كاسمه الذي سماه به أبوه . الله تبارك وتعالى له المثل الأعلى سمى نفسه بأسماء لا يجوز للمخلوق أن يسميه بما لم يُسَمِّ به نفسه فلا نشتق له من عند أنفسنا من أوصافه أسماء نسميه بها فنقول الله عز وجل قال مثلاً : بأنه يكتب ((سنكتب ما قالوا)) ، فلا نقول إن من أسمائه كاتب لكن يمكن في باب الإخبار نقول أن الله كاتبٌ ما يقوله هؤلاء أو ما يعمله هؤلاء, فقولنا كاتب هذا اسم هذا معنى يشتق له منها اسم, وإلا كما سبق لا يجوز لنا أن نشتق لله أسماء نسميه بها ونقول هذه من أسمائه الحسنى وهو لم يُسَمِّ نفسه بذلك هذا هو الفرق بين البابين, .. الذي نتحدث عنه هنا هو باب أوسع هو باب الإخبار عنه إما بالفعل أو بالاسم فنقول الله تبارك وتعالى مثلاً موجود ، {موجود} اسم نقول الله {شيء} الله {ذات} فهذه كلها أسماء لكن ليس ذلك من أسمائه الحسنى,, فَرِّق بين البابين.. أرجو أن يكون اتضح ... إذاً من قامت به صفة يشتق له منها اسم فيقال هو كاتب هو قارئ ؛؛ في الناس يعني.. ولا يضاف ذلك إلى غيره ممن لم يكن به هذا الوصف ، وهكذا أيضاً كذلك في الأمرين المعنويين أن يعود حكمها إلى الموصوف ويخبر بها عنه ، ولا يعود حكمها إلى غيره ولا يكون خبرا عنه . ومَثَّلتُ لهذا على كل حال بما يوضحه إن شاء الله.. القاعدة العشرون :: أن الأسماء الحسنى تنقسم باعتبار إطلاقها على الله تبارك وتعالى إلى ثلاث أقسام : - الأول الأسماء المفردة: حينما نقول الله, العزيز, الرحمن, المتكبر, الجبار,,, فنطلق عليه الاسم بمفرده وهذا يكون في عامة الأسماء الحسنى لله تبارك وتعالى فنقول يا الله يا عزيز , يا رحمن ,, تذكر الاسم بمفرده . - الثاني وهي الأسماء المقترنة: وضابطها ما يطلق عليه مقترناً بغيره من الأسماء وهذا أيضا يقع في غالب الأسماء الحسنى هذا مثل الأول ، لكنه جاءت بعض الأسماء مقترنة مثل الرحمن الرحيم ، العزيز الحكيم ، الرؤوف الرحيم ، العليم الخبير ، اللطيف الخبير ، فجاءت مقترنةً ، لو أنك أفردت واحداً فقلت: يا لطيف ، الله لطيف ، الله خبير الله عليم ، فلا إشكال,, لكن نجد في القرآن مثلاً وفي السنة في كثير في المواضع جاءت مقترنةً مع غيرها وذلك كما أشرنا في بعض المناسبات يعطي كمالا أو وصفا ثالثاً فإذا قلنا هو اللطيف الخبير فاللطيف الذي يعلم دقائق الأشياء, والخبير هو الذي يعلم بواطن الأشياء وخفاياها ، فإذا اجتمع هذا وهذا,,, العزيز الحكيم فالعزة إذا اقترنت مع الحكمة فهذا كمال ثالث,, في المخلوقين العزة إذا وجدت وحدها تحمل على كثير من العسف والظلم والقسوة والقهر والتسلط بغير حق وما أشبه ذالك فيضع الأمور في غير مواضعها ويوقعها في غير مواقعها ، أما الله تبارك وتعالى فهو عزيز حكيم , عليم حكيم , إنما يتخلف الوقوع على الحق والصواب ، إما بسبب نقص العلم وإما بسبب نقص الحكمة.. قد يكون عنده علم لكنه لا يضع الأشياء في مواضعها فالله عز وجل عليم حكيم فهذا يعطي وصفا ثالثاً وهكذا... وتجدون هذا في كثير عند ختم الآيات في كتاب الله تبارك وتعالى فهذا لك أن تفرد الاسم و لك أن تقرنه بغيره سواء في حالة الدعاء أو في حال الثناء عليه أو الإخبار عنه.. فأنت مخير . - القسم الثالث وهي الأسماء المزدوجة: وذالك عند من يثبت لله عز وجل الأسماء التي تكون متقابلة ولابد فيها من الاقتران وقد ذكرنا لكم من قبل الكلام في هذه القضية - عند الكلام على ضوابط ما يطلق على الله عز وجل من الأسماء ، من أهل العلم من لا يعتبر هذا من الأسماء ومنهم من أثبته من الأسماء كشيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم ، , وابن القيم رحمه الله يقول في هذا النوع في نونيته : هذا ومن أسمائه ما ليس يفرد بل يقال إذا أتى بِقُرَانِ لابد من الاقتران ولا يكون كمالاً إلا مع الاقتران وهي التي تدعى بمزدوجاتها إفرادها خطرٌ على الإنسان إذ ذاك – يعني إذا أفردتها– موهم نوع نقصٍ جل رب العرش عن عيب وعن نقصانِ كالمانع المعطي وكالضار الذي هو نافع وكماله الأمران ونظير ذا القابض المقرون باسم الباسط اللفظان مقترنان وكذا المعز المذل وخافض مع رافع لفظان مزدوجان الخافض الرافع ، المعز المذل ، النافع الضار ، عند من أثبت هذا في باب الأسماء والمسألة ترجع إلى الضابط الذي ذكرناه . والعلماء مختلفون في هذه هل تعد من الأسماء الحسنى أم لا ؟ فمن أثبتها قال لا بد من الاقتران ، لا تقول الله الضار هكذا فقط ، تقول الله هو النافع الضار ، وما تقول الله هو المذل ، تقول هو المعز المذل ، ما تقول الله هو المانع ، تقول الله هو المعطي المانع . ما تكون كمالا إلا مع ذكر ما يقابلها ، هذه هي المزدوجات . وضابطها : ما لا يطلق عليه بمفرده بل مقرونا بمقابله . لأن الكمال في اقتران كل اسم منها بما يقابله ولهذا ما جاءت مفرده ولم تطلق عليه إلا مقترنة . القاعدة الحادية والعشرين :: أن الصفات أربعة أنواع : نحن نتكلم عن الصفات من حيث هي ، الأوصاف من حيث هي ، بصرف النظر عن صفات الله عز وجل ، الصفات التي تطلق على الموصوفين - منها ما هو صفات كمال مثل الكرم ، العزة ، الحكمة ، العلم ، وما شابه ذلك هي صفة كمال من كل وجه . - ومنها ما يكون نقصا مثل : الظلم . - ومنها ما لا يقتضي كمالا ولا نقصا من حيث هو - ومنها ما يكون كمالا ونقصا باعتبارين : 1 – في حال يكون من قبيل الكمال 2 – وفي حال يكون من قبيل النقص فالله تبارك وتعالى منزه عن صفات النقص كلها ، وفيما يتعلق بالأوصاف نحن نثبت له الأوصاف الكاملة من كل وجه ، ويُثبت له من الأوصاف التي تكون كاملة من وجه وناقصة من وجه يُثبت له الكامل منها فقط ، مثل ما يقال مثلاً : في الكيد (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) فالكيد في محله يكون كمالا ، وقد لا يكون كمالا في بعض المواضع فكما ذكرنا من قبل في معاني كون أسماء الله عز وجل الحسنى أن ما تحتمله من المعاني والأوصاف أننا نثبت لله عز وجل منها الأكمل ، أما ما كان ناقصا فإنه لا يثبت لله ، والله تبارك وتعالى ينزه عنه ، فهذه أربعة أنواع . |
15-03-08, 03:15 PM | #3 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
القاعدة الثانية والعشرون ::
أن من أسمائه الحسنى ما يكون دالا على عدة صفات ، ويكون ذلك الإسم متناولا لجميعها تناول الاسم الدال على الصفة الواحدة لها مثل : الآن مثل الكريم يدل على صفة واحدة وهي الكرم ، الرحيم يدل على صفة الرحمة . لكن هناك أسماء تدل على مجموعة من صفات الكمال ، من هذه الأسماء ما يدل على ثلاث صفات كمال ومنها ما يدل على أربع ومنها ما يدل خمس ومنها ما يدل على أكثر من ذلك . فمن أسمائه مثلا التي تدل على مجموعة من الأوصاف العظيم ، المجيد ، الصمد ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير (( الصمد )) هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع شرفه وسؤدده وهو الله سبحانه وتعالى ، وهذه صفة لا تنبغي إلا له ليس له كفواً احد (( ليس كمثله شيء )) سبحانه وتعالى لا يكافئه شيء ليس له كفوا وليس له نظير . أهـ فانظروا كيف فسر ابن عباس رضي الله عنهما (( الصمد )) بهذه المجموعة من الأوصاف الكاملة ، فما تستطيع أن تقول أن الصمد مثلاً مثل صفة الرحيم يدل على صفة الرحمة فقط ، وإنما يدل على مجموعة من الصفات الكاملة . وقل مثل ذلك بالنسبة للرب : هو السيد الذي قد كمل في سيادته ، والمربي لخلقه ، والمتصرف فيهم ، وما إلى ذلك من المعاني . ********* والمقصود بالصفة : هي تلك الاطلاقات التي وردت بها نصوص شرعية تدل على وصف الله تبارك وتعالى بها وأما الخبر : فالمقصود به تلك الاطلاقات العامة الكلية التي لم يرد لوصف الله تبارك وتعالى بها دليل لا من الكتاب ولا من السنة وشرط جوازها كما ذكرنا من قبل أنها لا تحمل معاني غير لائقة بالله تبارك وتعالى, لا تشعر بذم ولا بنقص ولا عيب . فهذه الاطلاقات على الله تبارك وتعالى من جهة الصفة والخبر تنقسم إلى ستة أقسام : الأشياء التي نطلقها على الله عز وجل - منها ما يرجع إلى الذات سواء كان ذالك في باب الصفات أو في باب الإخبار الذي هو أوسع من باب الصفات .. مثلا: حينما تقول الله ذات أو الله شيء هذا من باب الخبر ليس من أسماءه تبارك وتعالى ذلك ، لكن هذا من باب الإخبار تقول: الله موجود فهذه الأشياء ترجع إلى الذات . - منها ما يرجع إلى صفات معنوية مثل: العلم .. القدرة.. السمع .. - ومنها ما يرجع إلى الأفعال مثل : الخالق.. الرازق .. - ومنها ما يرجع إلى التنزيه المحض مثل : القدوس ..السلام .. المقدس عن كل عيب ونقص, الطاهر من كل عيب لكن هذه كما قلنا يجب أن تكون متضمنة بثبوت كمال أضدادها فإذا قلت هو المنزه عن كل عيب هذا يقتضي أنه الكامل من كل وجه يعني الذي ثبتت له صفات الكمال . - النوع الخامس : وهو الاسم الدال على جملة أوصاف متعددة لا تختص بصفة معينه كما مثلنا بالصمد أي مثل الصمد. - النوع السادس : وهي الصفة الثالثة التي تحصل من اقتران الاسمين كما أشرت قبل قليل .. حينما يقول العزيز الحكيم نخرج بوصف ثالث ’’’ وهذا اتضح. ***** يمكن أن نقسم الصفات باعتبارات مختلفة يعني أنت إذا نظرت إلى الشيء من جانبٍ معين تستطيع أن تقسمه إلى أقسام كما نقول في كثير من الدروس بأننا يمكن أن نقسم الإنسان مثلا: فنقول بالنسبة إلى الجنس ينقسم إلى ذكر وأنثى ، وبالنسبة للدين ينقسم إلى مؤمن وكافر ، وبالنسبة للصحة والاعتلال ينقسم إلى صحيح وعليل وهكذا .. فنحن حينما نقسم الشيء ننظر إليه من زوايا متعددة فينقسم باعتبارات مختلفة . فالصفات يمكن أن تنقسم باعتبارات مختلفة متعددة مثلاً من حيث الإثبات والنفي : - هناك عندنا صفات ثبوتيه – وهي ما أثبته الله عز وجل لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم – مثل العزة , العلم , الحكمة , القدرة ، والضحك ، والكلام وما أشبه ذالك . - وهناك صفات سلبية – وهي ما نفاه الله عز وجل عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم – وهذه أوصاف نقص ينزه عنها تبارك وتعالى مثل : السنة و النوم (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) ولكن هذا كما قلنا يقتضي ثبوت كمال ضده ، فإذا قلت (( لا تأخذه سنة ولا نوم )) فهذا يتضمن كمال حياته وقيوميته فالحياة التي تعتريها السِنَة والنوم حياة ناقصة والله تبارك وتعالى منزه عن ذلك .. النوع الثاني: من حيث التعلق بذات الله وأفعاله: الاعتبار الثاني الذي يمكن أن نقسم به الصفات نقسمها من حيث التعلق بذات الله وأفعاله : - فهناك صفات يقال لها الصفات الذاتية وهي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها مثل : العلم و القدر و الحياة والسمع و البصر و الوجه وهكذا اليدين فالله تبارك وتعالى هذه من صفاته الذاتية .. - وهناك صفات فعليه وهذه تتعلق بمشيئته وإرادته إن شاء فعلها وان شاء لم يفعلها كالمجيء و النزول و الغضب و الفرح و الضحك كل هذا ثبت بالأحاديث وبعضة ثبت في القران وهذه تسمى بالصفات الاختيارية . وأفعاله تبارك وتعالى نوعان : نوع لازم – نوع متعدي .. - فالاستواء على العرش و النزول ينزل ربنا إلى السماء الدنيا وهكذا الإتيان كل ذلك ثابت لله عز وجل وهو في الأفعال اللازمة .. - وهناك أفعال متعديه مثل : الإعطاء والخلق والرزق .. فهذه تتعدى إلى معطى – إلى مرزوق – إلى مخلوق ، الخلق يقتضي مخلوقا وهكذا . النوع الثالث: من حيث ثبوت الصفات والأدلة التي ثبتت بها : الاعتبار الثالث الذي يمكن أن نقسم الصفات بالنظر إليه هو من حيث ثبوت الصفات والأدلة التي ثبتت بها .. هناك ما يسمى بالصفات الخبرية وهذه التي تكون متوقفة على الخبر ,على الوحي , لا مدخل للعقل في إثباتها,, مثل ماذا ؟؟ حينما يخبرنا الله عز وجل بأن له وجه يليق بجلاله وعظمته – أو بأن له يدين – أو بأن له صفات : كالفرح – الضحك – الغضب ونحو ذلك .. هل يمكن أن نعرف هذا بالعقل ؟ أن الله يضحك مثلا ؟ لا .. هذا متوقف على النقل على السماع من الكتاب والسنة فقط . وهناك صفات يقال لها سمعيه عقليه بمعنى أن العقل يدركها لكن نحن لا نثبت لله عز وجل صفة لمجرد العقل وإنما طريق ذلك الوحي, لكن من الصفات ما يدركه العقل مثل ماذا ؟؟ الآن الحياة أليس ذلك قد جاء في المنقول وهو أيضا العقل يدل عليه ؟ العقل يدل عليه أن الله متصف بالحياة العلم القدرة الإدارة الخلق الرزق الإعطاء أليس ذلك كله يعرف بالعقل ؟ ما الذي خلق هذه السموات والأرض والجبال والناس وهذا الخلق العجيب الدقيق بهذه التفاصيل ؟ هو الله تبارك وتعالى فالعقل يدل على ذلك وهو ثابت أيضا في الكتاب والسنة فهذه يقال لها سمعيه عقليه يعني من جهة الدليل الذي عرفت به تنقسم بهذه الاعتبارات ... ****** 1 - منها ما يكون كمال مطلق لا نقص فيه بوجه من الوجوه فهذا يسمى الله به ويوصف به , طبعا لابد أن يكون ثابت في الكتاب أو السنة فهو كامل في ذاته وفي موضوعه ومتعلقه مثل السميع البصير فهذا ثابت في الكتاب والسنة وهي أوصاف كاملة من كل وجه في ذاتها وفي موضوعها ومتعلقها فهذه ثابتة لله تبارك وتعالى ويسمى الله بالسميع والبصير. 2 - وإما أن تدل على كمال في ذات اللفظ لا في موضوعه ومتعلقه لان الموضوع المتعلق منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم فيحتمل النقص بالتقدير فهذا لا يسمى الله به وإنما قد يوصف به أو يخبر به عنه ، فمثلًا الكلام هذا اللفظ من حيث هو يعتبر كمال لكن بالنظر إلى متعلقه قد يكون نقص وقد يكون كمال يتكلم بماذا ؟ الإنسان يوصف بأنه يتكلم ، لكن هذا الكلام قد يكون نقص بالنظر إلى متعلقه يعني ما يقع عليه الكلام ما يتكلم به الموضوع الذي يتحدث عنه قد يكون غيبه قد يكون كذب قد يكون نميمة فالكلام لا يكون كمال بالنظر إلى متعلقه في كل الحالات . فمثل هذا لا يسمى الله به مثل الإرادة ، الإرادة من حيث هي كمال أليس كذلك ؟ لكن بالنظر إلى متعلقها قد يكون يريد الخير وقد يريد الشر هذا بالنسبة للموصوف بها بإطلاق لا نتحدث عن الله عز وجل ، فإذا كان الوصف بالنظر إلى متعلقه أو موضوعه يكون تارة كمال وتارة نقصا فإن الله لا يسمى به فلا يقال الله من أسمائه المريد . المشيئة كمال من حيث هي لكن بالنظر إلى متعلقها قد تكون المشيئة للخير وقد تكون المشيئة للشر وقد تكون نقصا وقد تكون كمالا بالنظر إلى موضوعها ولهذا لا نسمى الله عز وجل بالشائي وهكذا ... وقد تكون دالة على الكمال والنقص في ذاتها فهي تحتمل الكمال والنقص في معناها نفسه فهذا لا يطلق على الله عز وجل وإنما يذكر مقيداً مثل المكر والكيد والاستهزاء والمخادعة (( يخادعون الله وهو خادعهم )) (( يمكرون ويمكر الله )) (( الله يستهزئ بهم )) فهذه إنما تكون كمال بما قيدت به فقط ولهذا لا يسمى الله تبارك وتعالى بشيء من ذلك . انتهينا من القواعد . ****************************************************** ننتقل إلى الخامس عشر وهي لفته وفي ضمنها دعوة إلى التأمل فيما يذكره الله تبارك وتعالى لنا في كتابه مما نجده في كثير من الآيات من تذييل الآيات الأسماء الحسنى وهذا له دلالة ينبغي أن يتدبر الإنسان وان يتفطن لهذا المعنى فإذا تأملت هذه الأسماء التي تختم بها الآيات فانك يمكن أن تستخرج جملة أمور الأمر الأولأنذلك يكون تارةً للدلالة على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه الحسنى ومرتبط بها وإليكم هذا المثال من سورة الحج من الآية ( من 59 إلى 65 ) انظر ما ذكر الله تبارك وتعالى فيها الله عز وجل يقول لما ذكر الذين هاجروا في سبيله ثم قتلوا أو ماتوا وعد بأنه سيرزقهم رزقا حسنا قال (( ليدخلنهم مدخلا يرضونه وان الله لعليم حليم )) فختم هذه الآية بالعليم الحليم ، وهذا يقتضي علمه بنياتهم الجميلة وأعمالهم الجليلة هؤلاء هاجروا ثم قتلوا أو ماتوا ومقاماتهم العالية الشامخة فيجازيهم على ذلك بالفضل العظيم ويعفوا ويحلم عن سيئاتهم فكأنهم ما فعلوها ، ولهذا قال وان الله لعليم حليم ، عليم بأعمالهم وما خرجوا من اجله وما لاقوا من الشدائد والمشقات والأذى في سبيله ، وهو حليم لا يعاجل عدوهم بالعقوبة وإنما يمهل وهو أيضا يحلم عن سيئاتهم وتقصيرهم وجناياتهم . ثم قال الله تبارك وتعالى بعدها (( ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور )) هؤلاء الذين أوذوا واُخرجوا من ديارهم وأخذت أموالهم وأصيبوا في أبدانهم إذا حصل منهم انتقام فليس عليهم في ذلك حرج (( لينصرنه الله إن الله لعفو غفور )) فختم بهذين الاسمين فانه أباح المعاقبة بالمثل وندب إلى مقام الفضل وهو العفو وعدم معاقبة المسيء وانه ينبغي لكم أن تعبدوا الله بالاقتداء والعمل بهذين الوصفين لتنالوا عفوه ومغفرته فهو العفو الغفور ، يقول من انتقم لا حرج عليه ثم قال لهم في أسمائه إن الله لعفو غفور يرشدهم إلى العفو الغفر وإنها لمرتبه أعلى . ثم قال بعدها (( ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير )) وهذا يقتضي سمعه لجميع أصوات ما سكن في الليل والنهار وبصره بحركاتهم على اختلاف الأوقات وتباين الأحوال, ثم قال (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )) وذلك لأن علوه المطلق وكبريائه وعظمته ومجده تضمحل معها جميع المخلوقات ويبطل معها كل ما عبد من دونه وبإثبات كمال علوه وكبريائه يتعين أنه هو الحق و ما سواه هو الباطل هو الكبير العلي وما دونه فزيف أو زيوف لا اعتداد بها من الآلهة المدعاة ما يعبد من دون الله تبارك وتعالى . ثم قال بعده (( الم ترى أن الله انزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير )) فذكر هذين الاسمين اللطيف و الخبير الدالين على سعة علمه ودقيق خبرته بالبواطن كالظواهر. ثم قال (( له ما في السموات وما في الأرض وان الله لهو الغني الحميد )) فختم بهذين الاسمين الغني الحميد بعدما ذكر ملكه للسموات والأرض وما فيها من المخلوقات وانه لم يخلقها لحاجة منه فإنه الغني غناً مطلق .. خلقها لا ليتكمل بها سبحانه وتعالى فهو الحميد الكامل ليدل خلقه على أنهم جميعاً فقراء إليه من جميع الوجوه وذلك يستوجب عليهم أن يعرفوه بأنه الحميد في أقداره والحميد في شرعة والحميد في جزاءه فله الحمد المطلق ذاتاً وصفاتا وأيضا وأفعالا, ثم قال (( ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم )) ختم بهذين الإسمين الرؤوف والرحيم فإن من رأفته ورحمته تسخيره المخلوقات لبني آدم وحفظ السموات والأرض وإبقائها وإمساكها لئلا تزول فتختل مصالحهم .. ومن رأفته ورحمته أن سخر لهم البحار لتجري الفلك في منافعهم ومصالحهم فرحمهم حيث خلق لهم المسكن وأودع لهم فيه كل ما يحتاجونه وحفظه عليهم وأبقاه وهكذا انظر إلى الآيات عموما في كتاب الله عز وجل تجد أشياء من هذا .. الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في القواعد الحسان ذكر ذلك وتكلم عليه بكلام جميل فليراجع . أمر آخر مما يمكن أن نستخرجه من النظر والتأمل في ختم الآيات بالأسماء الحسنى : إن الله يذكر ذلك ليبين أن الحكم المذكور بالآية له تعلق بالاسم فيكون هذا الاسم كالتعليل للحكم انظروا مثلاً لقوله تعالى حينما قال موسى لقومه (( يا قومي إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )). وإن هنا تشعر بالتعليل تاب عليكم . كـأنه يقول لأنه هو التواب الرحيم أمر ثالث : إن الله قد يذكر الاسم في آخر الآية دون ذكر الحكم والجزاء فيها تنبيهاً لعباده أنهم إذا عرفوا الله بذلك الاسم العظيم عرفوا ما يترتب عليه من أحكام وان ذلك الحكم من آثار هذا الاسم. مثال : بعدما ذكر الله جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا قال : (( إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فأعلموا أن الله غفور رحيم ))ما قال إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاتركوهم أو فأعفوا عنهم ما ذكر الحكم في هؤلاء الذين تابوا قبل التمكن منهم لكنه قال (( فأعلموا أن الله غفور رحيم )) بمعنى اتركوهم.. وهذا ظاهر على كل حال من الآية .. أمر الرابع : يمكن أن نستنبطه وهو أن الله قد يختم بعض الآيات بالأسماء الحسنى تعليلا للأمر الوارد في الآية أو تعليلا للنهي الوارد فيها ، مثالا على تعليل الأمر (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم )) والله عز وجل يقول (( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود )) لماذا نستغفره ونتوب إليه ؟؟ من اجل أن يرحمنا فختم الآية بهذين الاسمين ليكون ذلك تعليلا للأمر بالاستغفار والتوبة وفيه حث عليهما . الأمر الخامس : وهو أن الله قد يختم بعض الآيات التي فيها دعاء باسم واحد أو اسمين يتناسبان مع الدعاء المطلوب وهذا من الأدب في دعاء الله عز وجل بأسمائه الحسنى.. الله يقول (( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم )) وقال تعالى (( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب )) هبنا إنك أنت الوهاب . الأمر السادس : إن بعض الآيات تختم باسمين مختلفين تماما في المعنى وذلك لإفادة حكمين مختلفين وردا في الآية فيتعلق مقتضى الاسمين بكل من الحالتين والحكمين المختلفين كل اسم بما يناسبه ، انظر مثلا الله سبحانه وتعالى يقول بعد ما يذكر قصص الأنبياء في سورة الشعراء : (( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )) فكل قصة من قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تضمنت نجاة النبي وأتباعه وهذا بلطف الله ورحمته وتضمنت إهلاك المكذبين لهم وذلك من آثار عزته فإذا ذكر قصة نبي قال (( وإن ربك لهو العزيز الرحيم )) بعزته قهر هؤلاء المكذبين وبرحمته نجا المؤمنين فذكر العزة والرحمة مع إن الغالب إن الذي يذكر مع الرحمة المغفرة هنا ذكر معها العزة لان الآيات تضمنت هذا وهذا . الأمر السابع : إن بعض الآيات قد تختم أحيانا ببعض الأسماء التي قد يتوهم السامع أنه لا مناسبة بينها وبين موضوع الآية أو الدعاء الوارد فيها إن كان فيها دعاء أو نحو ذلك ، لكن الواقع انه في غاية المناسبة فمثلاً : في سورة المائدة فيما قص الله عز وجل من خبر عيسى صلى الله عليه وسلم في الآخرة ، فعيسى عليه الصلاة والسلام حينما يسأله ربه تبارك وتعالى (( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ........ إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم )) قد يتبادر إلى كثير من الأذهان أنه هنا يقال الغفور الرحيم فلماذا قال العزيز الحكيم ؟؟ قد أجبنا عن هذا في بعض المناسبات بان هذا المقام مقام يغضب فيه الرب تبارك وتعالى غضباً لم يغضب قبل مثله ولن يغضب بعده مثله وهؤلاء نسبوا له الصاحبة والولد وجاءوا بهذا الإجرام العظيم , فعيسى صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يجعل نفسه مدافعا عنهم محاميا عنهم في ذلك المقام ويطلب لهم المغفرة والرحمة وإنما يقول هؤلاء عبادك بين يديك إن غفرت فأنت الغفور الرحيم وان عذبت فانك أنت العزيز الحكيم وهناك معنى آخر وهو أنك إن غفرت فليس ذلك عن عجز بالمؤاخذة و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم تغفر وأنت قادر عليهم وعلى معاقبتهم وأخذهم .. الأمر الثامن والأخير : وهو أن من ألطف مقامات الرجاء أن يذكر الله أسباب الرحمة وأسباب العقوبة ثم يختمها بما يدل على الرحمة وهذا تجدونه في مواضع كثير في القران الله سبحانه وتعالى يقول (( يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) لم يقل مثلا العزيز القوي لا قال (( والله غفور رحيم )) يقول مثلا (( ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما )) فهذا يدل على أن رحمة الله عز وجل قد سبقت غضبه جل جلاله .. *********************** |
15-03-08, 03:16 PM | #4 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
ننتقل بعد ذلك إلى السادس عشر
وهو ما يتعلق بأهمية معرفة الأسماء الحسنى والصفات العلى . أقول أولاً أيها الأحبة العلم بذلك هو اشرف العلوم ، الناس قديماً وحديثا أولعوا بالعلم والمعرفة والاكتشاف والبحث حتى الصغير يكسر اللعبة وما يقع في يده.. ليكتشف ما الذي يحصل , ويضع يده على النار ويضع في فمه كل ما يقع في يده ليكتشف هذا الذي وجده ما هو ، فهذه غريزة في الإنسان . والناس يتنافسون في مراكز الأبحاث في العالم الذين يقدرون البحث والعلم والمعرفة وينفقون عليها الأموال الطائلة المليارات كل ذلك من أجل المزيد من العلوم والمعارف ، فينقبون ويبحثون ويرسلون الآلات والمراكب الفضائية والغواصات ويجوبون القفار ويبحثون في باطن الأرض وفي كل مكان من أجل الاكتشاف والمعرفة والوصول الى العلم والحقيقة وما إلى ذلك . وتفرعت العلوم وتنوعت وكثرت التخصصات وانتسب إليها الخلائق الذين لا يحصيهم إلا الله تبارك وتعالى بألوان المعارف الدقيقة حتى صار التخصص ينقسم إلى تخصصات فرعية جزئية يمكن أن ينقسم الواحد منها أيضا إلى تخصصات . وهذه علوم تتفاوت في شرفها تفاوتا عظيما . أقول إذا كان الأمر كذلك أيها الأحبة والناس يتسابقون في العلم والمعرفة فالعلم بالله وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم على الإطلاق ومع ذلك نجد الخلق عنه في غفلة إلا من رحم الله تبارك وتعالى فأين الذين يتنافسون في هذا ؟؟ ليتعرفوا على الله عز وجل من خلال ما ذكره من أسمائه وصفاته وما ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم . أين الانكباب على دراسة هذه الأشياء ومعانيها وما لها من الآثار العظيمة في النفس والخلق والشرع ؟! فهذا العلم أيها الأحبة مطلوب لنفسه مرادٌ لذاته ، فالله عز وجل يقول : (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )) فأخبر أنه خلق السموات والأرض ونزل الأمر بينهن لِيُعْلَم أنه بكل شيء عليم.. ليعلمنا أنه عالم عليم بكل الأشياء وانه على كل شيء قدير فهذا العلم هو غاية الخلق المطلوبة : أن يعلموا أن الله هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه فهو الذي يستحق التأليه وحده والعبادة فالله يقول (( فاعلم انه لا اله إلا الله )) فالعلم بوحدانيته تعالى وأنه لا إله إلا هو مطلوب لذاته وإن كان لا يُكتفى به وحده بل لابد معه من عبادته وحده لا شريك له فهما أمران مطلوبان لأنفسهما أن يُعرف المعبود بأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه وأن يُعبد بموجب ذلك ومقتضاه . وعلى كل حال كما ذكرنا بأن شرف العلم بشرف المعلوم وشرف العلم بشرف متعلقه فلما كان الطب مثلا الذي يتعلق ببدن الإنسان أشرف من الطب الذي يتعلق ببدن الحيوان فالطبيب البشري أشرف من الطبيب البيطري بالمهنة , والذي يعمل بالمعادن و يشتغل بالذهب غير الذي يشتغل بالحديد فهذا حداد وهذا صائغ للذهب فصنعة هذا أفضل من صنعة هذا , والذي يشتغل الطب ويشتغل بطبابة القلوب اشرف من الذي يشتغل بطبابة مثلا الجلد أو اشرف من الذي يشتغل بطبابة الركبة وهذا أمر معلوم والأطباء يعرفون هذا على كل حال هذا في كل التخصصات وفي كل العلوم فشرف العلم تابع لشرف معلومه . ولا ريب أن أشرف معلوم وأعظمه وأكبره وأكرمه هو الله تبارك وتعالى الذي لا اله إلا هو رب العالمين وقيوم السموات والأرضين فأصل كل معلوم ومنشأه هو العلم بالله تبارك وتعالى فمن عرف الله عرف ما سواه ومن جهل ربه فهو لما سواه أجهل كما قال الله تعالى (( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم )) والقرآن كما نشاهد لا تكاد تخلوا آية من آياته من صفة لله سبحانه وتعالى أو اسم من أسمائه الحسنى كما يقول الشيخ تقي الدين ابن تيميه رحمه الله بأن القرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله أكثر من ما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة مثلا والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدراً من آيات المعاني لان أعظم آية في القران هي آية الكرسي المتضمنة لجملة من أسماء الله وصفاته الكاملة، وذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم لما قال لأبي بن كعب أتدري أي آية في كتاب الله أعظم ؟ قال : الله لا اله إلا هو الحي القيوم وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ليهنك العلم أبا المنذر يعني هنيئا لك بالعلم حينما عرفت ووقعت على هذا المعلوم على هذه المعرفة التي ميزت بها هذا التمييز . وأفضل سورة في القران هي أم القران الفاتحة كما في حديث أبي سعيد ابن المعلى في الصحيح لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم انه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القران مثلها وهي السبع المثاني والقران العظيم الذي أوتيته وفيها من ذكر أسماء الله وصفاته أعظم مما فيها من ذكر المعاد كما لا يحفى . وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قل هو الله احد تعدل ثلث القران وقل هو الله احد إنما هي في صفة المعبود جل جلاله. والأمر الثاني مما يدل على أهميتها ، أهمية معرفة الأسماء والصفات أن ذلك هو أساس الإسلام ، الإيمان بأسماء الله وصفاته هو أساس الإسلام ، وهو الطريق إلى معرفة الله عز وجل فهذا هو أصل الدين وسر العبودية كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وأساس الهداية وأفضل ما اكتسبته القلوب وحصّلته النفوس وأدركته العقول وذلك أن معرفة الله جل جلاله هو غاية المعارف وعبادته اشرف المقاصد والوصول إليه غاية المطالب بل هذا كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الإلهية . كما إن سر العبودية وغايتها وحكمتها إنما يطلع عليها من عرف صفات الرب جل جلاله ولا نعطلها وعرف معنى الإلهية وحقيقتها كما يقول ابن القيم , وبهذا نعرف أن أجل الفوائد أيها الأحبة وأشرفها ما دل عليه الكتاب العزيز من معرفة الله بصفات كماله ونعوت جلاله وآياته ومخلوقاته ومعرفة ما يترتب على ذلك من عبادته وطاعته وتعظيم أمره ونهيه فهذان الأصلان هما زبدة الرسالة ومقصود النبوة ومدار الأحكام عليهما ، وإذا شاء العباد أن يعرفوا ربهم ومعبودهم ويزدادوا به علماً فليس أمامهم من طريق إلا التعرف عليه عبر النصوص الواصفة له والمصرحة بأفعاله وأسمائه ، لان الله غيب لا يرى في الدنيا ، كيف نعرفه إلا عن طريق النظر في معاني الأسماء الحسنى والصفات الكاملة ، والله تبارك وتعالى أوجز في القرآن خلاصة الرسالات السماوية في آية واحدة وهو قوله : (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون )) وقال أيضا موجزاً خلاصة ما أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله (( قل إنما يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون )) فمفتاح الدعوة الإلهية معرفة الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى لأنه كما قال شارح الطحاوية _ لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا لذة ولا سرور ولا أمان ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بما سمى به نفسه أو وصف به نفسه ويكون أحب إليها مما سواه ويكون سعيها فيما يقربها إليه ويدنيها من مرضاته فبعث ربنا تبارك وتعالى الرسل وجعل مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم معرفة المعبود الحق بأسمائه وصفاته وأفعاله - فهو سبحانه وتعالى مستو على عرشه كما يقول ابن القيم يكلم ملائكته ويدبر مملكته ويسمع أصوات خلقه ويرى أفعالهم وحركاتهم ويشاهد بواطنهم كما يشاهد ظواهرهم يأمر وينهى ويرضى ويغضب ويحب ويسخط ويضحك من قنوطهم وقرب غِيَرِه يجيب دعوة مضطرهم ويغيث ملهوفهم ويعين محتاجهم ويجبر كسيرهم ويغني فقيرهم ويميت ويحيي ويمنع ويعطي ويؤتي الحكمة من يشاء مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير ,,كل يوم هو في شأن,, يغفر ذنبا ويفرج كربا ويفك عانيا وينصر مظلوما ويرحم مسكينا ويغيث ملهوفا ويسوق الأقدار إلى مواقيتها ويجريها على نظامها ويقدم ما يشاء تقديمه ويؤخر ما يشاء تأخيره فالأمور كلها بيده وكيف تصمد القلوب إلى من ليس كما يقول أهل الكلام من ليس بداخل العالم ولا خارجه ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه ، وكيف تأله القلوب من لا يسمع كلامها ولا يرى مكانها ولا يُحِبُّ ولا يُحَبُّ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وقد ذكر أبو القاسم الاصبهاني صاحب كتاب الحجة نقل عن بعض أهل العلم يقول لو أن رجلا أراد أن يتزوج إلى رجل أو يزوجه أو يعامله طلب أن يعرف اسمه وكنيته واسم أبيه واسم جده وسأل عن صغير أمره وكبيره ، فالله الذي خلقنا ورزقنا نرجو رحمته ونخاف من سخطته أولى أن نعرف أسمائه ونعرف تفسيرها . فالمقصود أيها الأحبة انه لا يستقر للعبد قدمٌ في المعرفة بل ولا في الإيمان حتى يؤمن بصفات الرب جل جلاله ويعرفها معرفة تخرجه عن حد الجهل بربه ، فالإيمان بالصفات وتعرّفها هو أساس الإسلام وقاعدة الإيمان وثمرة شجرة الإحسان كما قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في المد ارج والتوحيد الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام نوعان : 1 – نوع في العلم والاعتقاد 2- ونوع في الإرادة والقصد ويسمى الأول التوحيد العلمي والثاني التوحيد القصدي والإرادي لتعلق الأول بالإخبار والمعرفة والثاني بالقصد والإرادة ، ومدار النوع الأول من التوحيد على إثبات صفات الكمال لله تبارك وتعالى وعلى نفي التشبيه والمثال عنه وتنزيهه عن العيوب والنقائص . بل قال الشيخ عبد الرحمن ابن السعدي رحمه الله بأن الإيمان بأسماء الله الحسنى ومعرفتها يتضمن أنواعا من التوحيد الثلاثة توحيد الإلوهية توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات وهذه الأنواع هي روح الإيمان وروحه وأصله وغايته ، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه . والمقصود أيها الأحبة أنه على أساس العلم الصحيح بالله وبأسمائه وصفاته يقوم الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص وتُبنى مطالب الرسالة فهذا التوحيد هو أساس الهداية والإيمان وهو أصل الدين الذي يقوم عليه ، ولذلك فانه لا يُتصور إيمان صحيح ممن لا يعرف ربه فهذه المعرفة لازمة لإنعقاد أصل الإيمان وهي مهمة جداً للمؤمن لشدة حاجته إليها لسلامة قلبه وصلاح معتقداته واستقامة أعماله . وقد جعل الله عز وجل منكر صفاته مسيء الظن به وتوعده بما لم يتوعد به غيره من أهل الشرك والكفر والكبائر فقال (( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين )) ظنوا أن الله لا يعلم كثيرا مما يعملون فأرداهم هذا الظن وقد قال الله عز وجل في الظانين به ظن السوء (( عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا )) الذي لا يعرف الله معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته قد يسيء الظن به ، ولمّا كان أحب الأشياء إليه تبارك وتعالى حمده ومدحه والثناء عليه بأسمائه وصفاته وأفعاله كان إنكارها وجحدها أعظم الإلحاد والكفر به وهو شرٌ من الشرك كما يقول الحافظ ابن القيم : المعطل شَرٌّ من المشرك لأنه لا يستوي من جحد صفات الملك وجحد ملكه وجحد أوصافه الكاملة لا يستوي هذا مع من أشرك به غيره ، فهذا الأول الذي جحد أوصاف الكمال عطله من كل شيء وذاك المشرك أثبت له أوصافا ولكنه جعل له شريكا آخر على كل حال يذكر ابن القيم رحمه الله أن جميع الشرك الموجود في العالم أن أصله يرجع إلى التعطيل وهذا إذا تأملته تجده صحيحا ، ويقول الإمام الدارني: لن يدخل الإيمان قلب رجل حتى يعلم أن الله لم يزل إلها واحدا في جميع أسمائه وصفاته . بل إن ابن القيم رحمه الله يقول وهذا باب حرام على الجهمية المعطل أن يلجه إلى الجنة حرام عليه ريحها . ذكرنا هنا قضيتين مما يبين أهمية معرفة الأسماء والصفات . الأسئلة: في الدرس الماضي قال أحد الأخوان بأن اسم الستير بفتح السين وذكرت أني سأراجعه وقد راجعته.. فيه رويتان : بكسر السين وتشديد التاء مكسورة (سِتِّير) قال المناوي: ستير بالكسر والتشديد. وبعضهم فتح السين وكسر التاء مخففة (سَتِير). هل البديع من أسماء الله؟ (( بديع السماوات والأرض)) البديع هكذا بإفراده ليس من أسماء الله عز وجل وبعضهم قال إن من أسمائه كما ذكرنا بعض العلماء يثبت بالإضافة أو بالتقييد بعض الأسماء مثلا بديع السماوات والأرض بعضهم جعله من الأسماء. ما جاء مضافاً كـ ((خير الوارثين)) ؟ أخذ بعض العلماء منه اسم الوارث , الله عز وجل يقول ((ونحن الوارثون)) فكثير من أهل العلم ذكر هذا في أسماء الله الحسنى ولكن هذا يرجع الى ما ذكرته قبل في الضابط, فمن قال إن المضافة أو المقيدة أو نحو ذلك لا تدخل في الأسماء لم يعتبره . وهكذا ((أسرع الحاسبين)) فهل يُقال الحاسب؟ لا , كثير من أهل العلم ذكر الحاسبين والله عز وجل يقول (( وكفى بنا حاسبين )) بصيغة الجمع المفيدة للتعظيم (( وكفى بالله حسيبا)) الافراد فذكروا الحسيب ذكره كثير أكثر من تكلم عن الأسماء الحسنى يذكر الحسيب في جملة الأسماء. و كـ (( إنا من المجرمين منتقمون)) هل المنتقم ؟ المنتقم ليس من أسماء الله عز وجل . و كـ (( نور السماوات والأرض)) ؟ هذا ذكره بعض أهل العلم كما ذكرت في إجابات سابقة ذكره شيخ الإسلام وابن قيم والشيخ عبد الرحمن ابن سعدي وفي كتاب الشيخ سعيد بن وهب القحطاني الأسماء الموجودة فيه قال أنه قرأها على الشيخ بن عبد العزيز بن باز وأقرها وما قال إنه ليس من أسمائه أزلتها , فهي مُقرة من الشيخ رحمه الله , فالحاصل أنه ذكر من جملة الأسماء نور السماوات والأرض بهذا القيد على كل حال ابن قيم صرح في عدد من كتبه منها النونية أن النور من أسماء الله تبارك وتعالى هل لابد في الأسماء المضافة أن يطلق الإسم كاملاً بالإضافة؟ هذا تكلمنا عليه أم يجوز الإقتصار على المضاف والمضاف إليه؟ من قال إن المضافات تطلق على الله عز وجل فهو بالإضافة جاء عن الإمام أحمد يا دليل الحائرين , هل هذا من الأسماء أم لابد أن يكون الدعاء في كتاب الله؟ بالنسبة للدعاء الأفضل والأكمل أن يكون مما ورد في الأسماء الحسنى, لكن من الناس من يتوسع في هذا فيذكر ما يصح إطلاقه في باب الخبر , فيقول مثلاً يا واهب ومعطي ويا مانح الخير امنحني أو يا مانح الذرية امنحني ذرية , بعض الناس يقول هذا والأحسن أن يدعو الله بأسمائه الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة والله تعالى يقول : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ...)) تبقى شيء يسير سنأتي به قريباً بإذن الله |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لأول مرة:شرح عمدة الفقه من المجد العلمية بجودة عالية@@تـضاف تـبـاعا @@ | فرشى التراب | مكتبة طالبة العلم الصوتية | 3 | 20-09-06 10:20 PM |