29-07-07, 07:56 PM | #1 |
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|
القلب السليم .. وسعادة الدنيا والآخرة
القلب السليم .. وسعادة الدنيا والآخرة
لسلامة القلب عظيم الأثر في سعادة المرء في الدنيا والآخرة ؛ فلا يكاد العبد ينتفع بشيء في دنياه وأخراه أعظم من انتفاعه بسلامة قلبه ، سلامته من الشرك والنفاق والرياء والكبر والعجب وسائر الأمراض التي تعتريه ، ولا أعني أمراض البدن التي منها أمراض القلوب ، وإنما أعني تلكم الأمراض التي تعتري القلب مما يتعلق بدينه ؛ فهي أعظم الأمراض فتكا على الإطلاق وأشدها تدميرا وأسوأها أثرا ؛ بل وليست هناك مقارنة على الإطاق بين مرض بدني يعتري القلب ويحتاج إلى بعض الأدوية والمسكنات ، وبين مرض يجرح دنه ويذهب تقواه. * فالأخير يجلب على العبد نكدا وهما وغما وعذابا في الدنيا والآخرة . أما الأول فقد يثاب عليه العبد المؤمن إذا صبر واحسب كما جاء عن رسول الله صلى اللهعله وسلم أنه قال :"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم -حتى الشوكة يشاكها- إلا كفر الله بها من خطاياه" ولكن من قصور نظر الخلق وقلة أفهامهم وضيق مداركهم لا يولون الأهم والأخطر -وهو المرض المتعلق بالدين- أدنى أهمية ، وفي المقابل إذا شعر أحدهم بأي مرض عضوي يعتري قلبه من قلة نبضات أو سرعتها أو أي نوع من تلكم الأمراض فإنه يبادر وبسرعة بالذهاب إلى الأطباء، ويسأل عن أعلم أهل الطب بطب القلوب ، ويبحث عن أكثرهم مهارة وأحذقهم تطبيبا ، ولم يدخر وسعا في الذهاب إليه ، ولو كلفه ذلك الغالي والنفيس من دنياه 0 وخفي على هؤلاء أن هذه الحياة الدنيا إنما هي سنوات قليلات وأيام معدودات ، وبعد ذلك فهنالك الدار الآخرة التي هي الحيوان لو كانوا يعلمون ، تلكم الدار التي يحتاج القرار فيها إلى سلامة القلب من الشرك والنفاق والعجب والرياء وسائر الأمراض الت نحن بصدد الحديث عنها لخطورتها وسوء أثرها . * قال خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم :(ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم) [الشعراء :87-89]. * قلب سليم من الشك والشرك والشقاق والنفاق !! ، سليم من الغل للذين آمنوا !! سليم من الرياء - سليم من الأحقاد ! سليم لم يصب بالقسوة ولم يختم عليه بالأختام ! سليم لم يتلوث بآثار الجرائم والذنوب والمعاصي. ولم يتدنس بالبدع والخرافات والأوهام وظن السوء. سليم يحمل كل هذه المعاني. * هذا هو القلب الذي ينفع صاحبه يوم القيامة ، كما انتفع الخليل إبراهيم عليه السلام (وإبراهيم الذي وفى ) [النجم: 37]. ، إبراهيم الذي ابتلاه الله بكلمات فأتمهن فجعله الله للناس إماما (إذ جاء ربه بقلب سليم) [الصافات:84]. * بصلاح هذا القلب يصلح سائر الجسد ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". * هذا القلب المنيب الذي يورث صاحبه الجنان وتقرب له وتدنى ، قال الله تبارك وتعالى :(وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود * لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) [ق : 31-35]. أسأل الله أن يصلح قلبي وقلوب عباده المؤمنين ، وأن يقذف فيها الهدى والتقى والعفاف والغنى ، وأن يزيد فيها الإيمان وأن يثبتها على دينه ، وأسأل الله أن يجازينا والمؤمنين على الإحسان إحسانا وعلى السيئات مغفرة وعفوا ، كما نسأله سبحانه أن يحل علنا رضوانه فلا يسخط علينا بعده أبدا. من كتاب /شفاء القلوب للشيخ/ مصطفى بن العدوي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف ترق قلوبنا؟ | حبيبة | روضة التزكية والرقائق | 2 | 23-01-07 11:20 AM |
لا تركن الى الدنيا ....وكن فيها كأنك غريب أو عابر سبيل | نورالإيمان | روضة التزكية والرقائق | 3 | 15-01-07 01:37 PM |