العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضـة الفتاوى الشرعية

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-09, 11:01 PM   #1
نور السلفية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 24-08-2008
الدولة: أرض الله الواسعة
المشاركات: 121
نور السلفية is on a distinguished road
افتراضي هل يجوز أن يهجر المسلم أخاه المسلم فوق الثلاثة أيام؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياشيخ بارك الله فيكم في سائلة تقول هل يجوزأن تهجرة المسلمة أختها المسلمة فوق ثلاثة أيام ؟ولما سألتها عن السبب قالت أنها استخارت وكل العلامات دلت على وجوب تركها هل هذا جائز؟ بالرغم من هذا إلا أن هذه الاخت تحاول الاتصال بها والسلام عليها لكنها لا ترد ولا تجيب وبارك الله فيكم وسدد خطاكم.



توقيع نور السلفية
[SIGPIC][/SIGPIC][IMG]http://www.qtl.co.il/img/copy.png[/IMG][URL="http://www.google.com/search?q=%D8%A3%D8%B2%D9%83%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%89%20%D9%88%D9%84%D8%A7%20%D8%A3%D8%B7%D9%8A%D8%A8"][IMG]http://www.google.com/favicon.ico[/IMG][/URL][IMG]http://www.babylon.com/favicon.ico[/IMG]تقبل الله منا ومنكم أعاده الله علينا وعليكم كل عام وانتن طيبااات
نور السلفية غير متواجد حالياً  
قديم 25-06-09, 07:08 PM   #2
زياد عوض
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 15-02-2009
المشاركات: 152
زياد عوض is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
لقد نهى الإسلام عن التشاحن ، والتباغض ، والتحاسد ، والتقاطع ، والتدابر، قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلم - : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره التقوى ها هنا وأشار إلى صدره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه ، وماله ، وعرضه ) "أخرجه مسلم وغيره" ، و لقد حث الإسلام على تنمية أواصر الأخوة والمودة بين المسلمين، قال الله تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) ، وقال النَّبي - صلَّى الله عليه وسلم – : ( وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم ... الى آخر الحديث ) ، فلذلك حَّرم الإسلام هجر المسلم للمسلم فوق ثلاثة أيام وهي مدة كافية لسكون الغضب وزوال ما النفس من الضغائن اذا ما وقعت خصومة بين المسلم وأخيه ، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم – : (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) متفق عليه .

قال ابن عبد البر في " التمهيد " : ( وفي هذا الحديث من الفقه أنَّه لا يحلُّ التباغض لأنَّ التباغض مفسدة للدين حالقة له ولهذا أمر- صلَّى الله عليه وسلم - بالتواد والتحاب حتى قال تهادوا تحابوا ). انتهى كلامه .

وقال الإمام النووي في شرحه على مسلم : ( قال العلماء في هذا الحديث تحريم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال وإباحتها في الثلاث الأول بنص الحديث والثاني بمفهومه قالوا : وإنما عفي عنها في الثلاث لأن الآدمي مجبول على الغضب وسوء الخلق ونحو ذلك فعفى عن الهجرة في الثلاثة ليذهب ذلك العارض ) . انتهى كلامه .

ولذا يجب على المسلم إذا مرت به هذه الثلاث , أن يبادر في الصلح مع أخيه بطرح السلام ونبذ التهاجر والتدابر ، قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلم -: ( لا يحلُّ لمؤمن أن يهجرمؤمناً فوق ثلاث فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه فإن ردَّ عليه السلام فقد اشتركا في الأجر وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم وخرج المسلِّمُ من الهجرة ) رواه أبو داود بإسناد حسن ، وقد قال أهل العلم : إنَّه لا يحلَّ لمؤمن أن يَهجر مؤمنًا فوق ثلاثة أيام، فإن مرَّت هذه الأيام الثلاثة فليلقه وليُسلِّم عليه، فإن ردَّ عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن كان البادئ أفضل، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم، وخرج البادئ بالسلام من التَّبِعة .

وليتذكر المسلم الذي يصر على مخاصمة أخيه و هجره فوق الثلاث لأدنى سبب أو لخصومة دنيوية أو لمصلحة مادية قول النَّبي – صلَّى الله عليه وسلم - : ( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا ًإلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم .

أمَّا إذا كان الهجر لأجل مصلحة شرعية تؤدي إلى زجر وتأديب المهجور لفسقه أو بدعته فلا شك في جوازه بضوابطه المعروفة عند أهل العلم ، فهجران أهل المعاصي مشروع وثابت عن الرسول - صلَّى الله عليه وسلم - والصحابة ، والتابعين .


قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى : (فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله , فالطاعة لا بد أن تكون خالصة لله وأن تكون موافقة لأمره , فتكون خالصة لله صواباً , فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجراً غير مأمورٍ به كان خارجاً عن هذا , وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهوى ظانةً أنها تفعله طاعةً لله , فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله وبين الهجر لحق نفسه فالأول مأمور به والثاني منهي عنه لأن المؤمنين إخوة ) .


قال ابن العربي في شرح سنن الترمذي : ( وأمَّا إن كانت الهجرة لأمر أنكرعليه من الدين كمعصية فعلها أو بدعة اعتقدها فيهجره حتى ينزع عن فعله وعقده فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في هجران الثلاثة الذين خلفوا خمسين ليلة حتى صحت توبتهم عند الله فأعلمه فعاد إليهم ) .

وعن الإمام مالك في الذخيرة : (ويهجر أهل الأهواء والبدع والفسوق لأن الحب والبغض فيه واجب ولما في ذلك من الحث على الخير والتنفير من الشر والفسوق) .
وقال الإمام أحمد: إذا علم أنه مقيم على معصية وهو يعلم بذلك لم يأثم إن هو جفاه حتى يرجع وإلا كيف يتبين للرجل ما هو عليه إذا لم ير منكراً ولا جفوة منصديق.
وهجرعمر - رضي الله عنه - والمسلمون صبيغاً.
وهجر عبدالله بن مغفل - رضي الله عنه - قريباً له كان يخذف الحصى فأخبره أنَّ النَّبي نهى عن الخذف فلم ينته فقال له عبد الله : لا أكلمك أبدا.
وكان لأنس بن مالك - رضي الله عنه - امرأة في خلقها سوء فكان يهجرها السنة والأشهر فتتعلق بثوبه فتقول: أنشدك بالله يا ابن مالك أنشدك بالله يا ابن مالك فما يكلمها.

ولكن متى يجوز الهجر ؟ لأنَّ الهجر علاج ولا يصار إليه إلا إذا تحقق أو غلب على الظن أنَّ هجر المهجور أنفع - في الجملة - من وصله، فإن كان العكس لم يشرع الهجر، لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدما .

قال الشيخ ابن عثيمين : رخص الشارع في الهجر ثلاثة أيام ؛ لأن الإنسان قد يكون بينه وبين أخيه شيء من المخاصمة والنزاع والاختلاف في الرأي فيغضب عليه، فجعل له الشرع ثلاثة أيام ليزول ما في نفسه، وإلا فالأصل أن الهجر حرام.
فإن قال قائل: هجر أهل المعاصي هل هو واجب؟ الجواب: نقول: إن كان هجرهم يفيد توبتهم من المعاصي فاهجرهم، وإن كان لا يفيد فلا تهجرهم ؛ لأن الهجر لا يزيد الطين إلا بلة، ولا يزيد هذا العاصي إلا تمادياً في معصيته كما هو مشاهد، فالهجر دواء، إن نفع فاستعمله وإلا فلا.

خلاصة الجواب جواز الهجر لأهل المعاصي والبدع ، إذا كان فيه مصلحة شرعية من ردع المبتدع أو العاصي المقيم على المعاصي المجاهر بها ، ولا بد أن يُناصح في بداية الأمر لعله يرعوي ويتوب عن معصيته ، فان لم يفعل فلك هجره إذا غلب على الظنَّ أنَّ الهجر يردعه ويرده إلى جادة الصواب ، فهذه الأخت التي هجرت أختها نقول لها لما هجرتيها ؟ وهل بذلتِ لها النصح قبل الهجر ؟ وهل الهجر يكون علاجا لها يردعها عما هي فيه ويردها إلى جادة الصواب ؟ فلا شك أنَّ الإجابة على هذه الأسئلة هو جواب الأخت السائلة ، أمَّا عن كيفية خروج المسلم من الهجر فتكون بطرح السلام فإن رد الآخر اشتركا في الأجر وإن لم يردَّ المسلَّم عليه باء بالإثم وخرج المسلِّم من الهجر . والله تعالى أعلم

التعديل الأخير تم بواسطة زياد عوض ; 25-06-09 الساعة 07:17 PM
زياد عوض غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .