العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-07, 03:30 AM   #1
أم اليمان
~ ما كان لله يبقى ~
افتراضي الدرس الخامس في شرح متن ثلاثة الأصول ( المكتوب )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكن الله يا طالبات العلم

بين أيديكن الدرس الخامس المكتوب لمن لم تتمكن من قرائته على هيئة (وورد)


ملحوظة : ما في الدرس المكتوب ليس كل ما هو موجود بالدرس المسموع فعليك أختي الطالبة أن تسجلي الفوائد أثناء استماعك للدرس حيث قد يأتي الاختبار من فوائد ذكرها الشيخ بالدرس المسموع

مع العلم بأن الدرس المكتوب من فضيلة الشيخ سليمان اللهيميد جزاه الله خيرا
---------------------------- -------------------------
الدرس الخامس في شرح متن ثلاثة الأصول ( المكتوب )
---------------------------- -------------------------



م / ( وَأَنْواعُ العِبَادةِ التي أَمَرَ اللهُ بِهَا مِثلُ الإسلامِ ، والإيمانِ ، والإحسانِ ) .
لما بين المؤلف رحمه الله تعالى أن الواجب علينا أن نعبد الله وحده لا شريك له بين فيما يأتي شيئاً من أنواع العبادة .
تعريـف العبادة :
العبادة في اللغة بمعنى الذل والخضوع وما يشاكله من الطاعة والانقياد .
وفي الشرع عرفها العلماء بتعاريف كثيرة ، وأحسن وأجمع ما عرفت به هو ما عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله :
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال الظاهرة والباطنة .
وهو من أشمل ما عرفت به ، فكل فرد من أفراد العبادة داخل تحت هذه العبارة ، فالعبادة شملت جميع أنواع الطاعات ) .
( التي أمر الله بها ) نقول : العبادات مأمور بها ، ولكن أحياناً أمر إيجاب وأحياناً أمر استحباب كما هو معروف في علم أصول الفقه ( أن المستحب مأمور به لكن لا على وجه الإلزام ) .
ومما يدل على أن المستحب مأمور به قوله تعالى ﴿ وافعلوا الخير ﴾ .
( مثل الإسلام ، والإيمان ، والإحسان )
هـذه الثلاثة هي مراتب الدين وأصوله ، كما جاء في حديث جبريل أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإسلام ، ثم قال : فأخبرني عن الإيمان ... ثم قال له : فأخبرني عن الإحسان ... ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( ... هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) . رواه مسلم
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشياء هي الدين وذلك أنها متضمنة للدين كله .
 الإسـلام ، والإيمان :
الإسلام بالمعنى العام : هو التعبد لله بما شرعه من العبادات التي جاءت بها رسله منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة ، فيشمل ما جاء به نوح عليه الصلاة والسلام وكذلك بقية الأنبياء .
والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بُعِث به محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن ما بعث به صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة.
 الإيمان هو الأعمال الباطنة من العقيدة وأعمال القلوب .
 الإحسان : ( هو أن تعبد الله كأنك تـراه فإن لم تكن تـراه فإنه يراك ) كما عرفه الرسول  ، وهو أعلى مراتب العبادة وأعظمها .
وقوله صلى الله عليه وسلم في تفسير الإحسان : ( أن تعبد الله كأنك تراه ... ) يشير إلى أن العبد يعبد الله تعالى على هذه الصفة ، وهو استحضار قربه وأنه بين يديه كأنه يراه ، وذلك يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم ، كما جاء في رواية أبي هريرة : ( أن تخشى الله كأنك تراه ) ، ويوجب أيضاً النصح في العبادة وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها .
فحقيقة الإحسـان : أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه وهو أن يتنوَّر القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان ، وتتفاوت أهل هذه المقامات فيه بحسب قوة نفوذ البصائر .
م / ومنه الدُّعاءُ، والخوف، والرَّجاءِ، والتَّوكُّل، والرَّغْبةِ، والرَّهْبةِ، والخشوعِ، والخَشْيةِ، والإِنابةِ، والاسْتعانةِ، والاستعاذة، والاستغاثةِ، والذَّبْحِ، والنَّذرِ، وغيرَ ذلك منَ العبادةِ التي أَمرَ اللهُ بها كلها لله. والدليل قوله تعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) .
قوله (ومنه ) أي من أنواع العبادة .
( الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة والرهبة، والخشوع، والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من العبادة التي أمر الله بها ) أي : ومما أمر الله به الدعاء والخوف ... الخ .
وقوله : (وغير ذلك من أنواع العبادة) إشارة إلى أن أنواع العبادة غير محصورة بهذه الأنواع بل هي كثيرة جدًّا؛ لأن كل ما يحبه الله ويرضاه من الأوقال والأعمال الظاهرة والباطنة فهو عبادة. فالعبادة تشمل الدين كله. والحياة كلها بهذا المعنى .
قوله : {كلها لله والدليل قوله تعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) أي : كل أنواع العبادة مما ذكر وغيره لله وحده لا شريك له .
ثم ذكر الدليل، وقد سبق فيما مضى تفسير هذه الآية وأن المراد بالمساجد :
قيل : أماكن الطاعة والعبادة، أي : المساجد المعروفة . فالمعنى أنها إنما بنيت لعبادة الله وحده فلا تعبدوا فيها غيره.
وقيل : أنها أعضاء السجود التي خلقها الله تعالى ليسجد عليها العبد ، فلا يسجد بها لغيره .
و( أحداً ) شاملة عامة ، نكرة في سياق النهي ، فشملت الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم ، فلا يدعى مع الله احد .
فمن صَرْفَ منها شيئًا لغيرِ اللهِ فهوَ مشركٌ كافرٌ . والدليل قوله تعالى : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) .
{فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر}، أي : فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة التي ذكر المصنف رحمه الله مثل :
أن دعا غير الله تعالى من الأموات والغائبين أو رجاهم أو خافهم أو سألهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات أو غير ذلك فهو مشرك الشرك الأكبر .
لأنه أشرك مع الله غيره. وكافر؛ لأنه جحد حقًّا لله تعالى فصرفه لغيره
قوله : {والدليل قوله تعالى : (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) .
( ومن يدع ) سواء دعاء مسألة أو دعاء عبادة .
( مع الله إلهاً آخر ) أي آلهة أخرى غير الله .
( لا برهان له به ) أي لا حجة له به ولا دليل .
( فإنما حسابه عند ربه ) أي جزاؤه وعقابه عند الله .
( إنه لا يفلح الكافرون ) لا يفوز ولا ينجح من كفر .
وجه الدلالة من الآية : فسماهم كافرين لدعائهم مع الله غيره ، ففي الآية أوضح برهان على كفر من دعا مع الله غيره .
م / ( ومنه الدعاء , وفي الحديث " الدعاء مخ العبادة " والدليل قوله تعالى : ﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)
بدأ المصنف بذكر بعض أنواع العبادات مع أدلتها .
الدعــاء : وهو من أنواع العبادة ، والدليل قوله تعالى :
﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ﴾
ولم يقل يستكبرون عن دعائي ، بل قال : ﴿ عن عبادتي ﴾ ، وهذا دليل على أن الدعاء عبادة ، فسماه عبادة .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء مخ العبادة ) . رواه الترمذي ، وهو ضعيـف .
ويغني عنه الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدعاء هو العبادة ) . رواه الترمذي وأبو داود وأحمد
فالدعاء هو أن يضرع إلى الله يدعوه ويسأله النجاة ويسأله الرزق ، وكل هذا عبادة ، فإذا صرفها لصنم أو لشجر أو لحجر أو لميت صار مشركاً بالله عز وجل .
والدعاء ينقسم إلى قسمين :
دعاء مسألة : وهو دعاء الطلب ، كأن يسأل الإنسان ربه حاجة من حوائج الدنيا أو الآخرة .
دعاء عبادة : وهو كل عبادة يعبد بها الإنسان ربه كالصلاة والصيام ، وسميت دعاء ، لأن الغاية منها هو طلب مرضاة الله وما عنده والنجاة من النار .
( لكن دعاء الحي الحاضر القادر والاستعانة به في الشيء المقدور عليه لا بأس به ، ولا يعتبر داخلاً في الشرك ) .
م / ( والخوف ، والدليل : ﴿ فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ﴾ )
الخوف : هو الذعر ، وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرر أو أذى .
والخوف عبدة جليلة من أعظم العبادات .
يقول تعالى : ﴿ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ﴾ يعظمهم في صدوركم ويوهمكم أنهم ذو بأس فنهاكم أن تخافوا أولياءه الذين خوفكم إياهم .﴿ وخافون ﴾ وتوكلوا علي فإني كافيكم . ﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾ فجعله شرطاً في صحة الإيمان .
والخوف أقسام :
الأول : خوف السر وهو أن يخاف من غير الله ، من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره ، وهذا شرك أكبر ، كأن يخاف من صاحب قبر أن يضره أو يحل عليه عقوبة إذا لم يلجأ إليه ، أو يخاف من صاحب القبر أن يصيبه شيئاً إذا تنقص ذلك الميت .
الثاني : الخوف الطبيعي كأن يخاف من سبع أو ذئب فلا بأس به لقوله تعالى عن موسى ( فخرج منها خائفاً يترقب ) .
الثالث : الخوف من الناس : كأن يخاف من الناس أن يضروه إذا أمرهم ونهاهم ، وهذا مذموم .



م / ( والرجاء ، ودليله: ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ﴾)
تعريفــه :
هو الرغبة والطمع في الحصول على شيء مرجو ، وهو يتضمن التذلل والخضوع .
وهو عبادة ، للآية التي ذكرها المصنف .
أي من كان يرجو ثواب الله ، ويخاف عقابه ويرجو المصير إليه ويأمل لقاءه ورؤيته فليعمل عملاً صالحاً ، وهو ما كان موافقاً لشرع الله مقصوداً به وجهه .
• ويكون الرجاء توحيد إذا تعلق أمله وطمعه بالله .
• ويكون شـركاً أكبر إذا توقع أو طمع من مخلوق ما لا يقدر عليه إلا الله ، كأن يتوقع من مخلوق النصر ، أو تتوقع منه الولد أو الشفاء أو السلامة .
قال تعالى : ﴿ قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره ﴾ .
• ويكون الرجاء شـرك أصغر ، كأن تتوقع وترجـو الشـفاء والخير من الله لكن بوسيلة محرمة ، كمن لبس حلقة أو خيطاً على أن تكون سبباً للشفاء .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من تعلق تميمة فقد أشرك ) .
م / ( والتوكل ، ودليله : ﴿ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ﴾ ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) )
التـوكل : هو الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في جلب المطلوب وزوال المكروه مع فعل الأسباب المأذون فيها.
وهو عبادة جليلة ، كما في الآية التي ذكرها المصنف .
حيث جعل التوكل شرط للإيمان .
وللتوكل فضائل :
أولاً : أهل التوكل هم أهل محبة الله .
كما قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) .
ثانياً : أهل التقوى هم أهل الإيمان والتقوى .
قال تعالى : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) .
وقال تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) .
ثالثاً : أهل التوكل هم أهل الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : ( يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير ) . رواه مسلم
قيل : هم المتوكلون .
وصح عنه صلى الله عليه وسلم : ( أنه يدخل الجنة من أمته سبعون ألفاً بغير حساب ولا عذاب ... هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) .
رابعاً : التوكل على الله مجلبة للرزق .
قال صلى الله عليه وسلم : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً ) . رواه الترمذي
خامساً : المتوكلون الله حسبهم وكافيهم .
قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) .
سادساً : المتوكلون ليس للشيطان عليهم سبيل .
قال تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) .
 فمن جعل أكثر اعتماده على الأسباب نقص توكله على الله ، ويكون قادحاً في كفاية الله .
ومن جعل أكثـر اعتماده على الله ملغياً للأسـباب فقد طعن في حكمة الله ، لأن الله جعل لكل شيء سـبباً .
والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم المتوكلين على الله ، ومع ذلك كان يأخذ بالأسباب ، فكان يأخذ الزاد في السفر ، ولما خرج إلى أحد ظاهر بين درعين ( أي لبس درعين ) ، ولما خرج مهاجراً أخذ من يدله على الطريق .
م / ( ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى : ﴿ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين ﴾ )
الرغبة : محبة الوصول إلى الشيء المحبوب .
الرهبة : الخوف المثمر للهرب من المخوف ، فهو خوف مقرون بالعمل .
الخشوع : الذل والتطامن لعظمة الله .
فهذه عبادات قلبية من أجلّ العبادات ، وصرفها لغير الله شرك أكبر .
يقول تعالى عن الأنبياء والصالحين :
﴿ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ﴾ أي في عمل القربات وفعل الطاعات .
﴿ ويدعوننا رغباً ورهباً ﴾ أي رغبة في رحمة الله ورهباً من عذاب الله .
﴿ وكانوا لنا خاشعين ﴾ أي خاضعين متذللين .
فدلت الآية على أن هذه الثلاثة الأنواع من أجل أنواع العبادة ، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشــرك .
م / ( والخشية ، والدليل : ﴿ فلا تخشوهم واخشون ﴾
الخشية نوع من الخوف لكنها أخص منه . والفرق بينهما :
1ـ أن الخشية تكون مع العلم بالمخشي وحاله ، كقوله تعالى : ﴿ إنما يخشى الله من عباده العلماء ﴾ ، والخوف قد يكون من الجاهل .
2ـ أن الخشية تكون بسبب عظمة المخشي ، بخلاف الخوف فقد يكون من ضعف الخائف لا من قوة المخوف .
وفي الآية الكريمة يقول تعالى : لا تخشوا الناس ، فإني ربكم ، واخشوني وحدي ، ونهى عن خشية غيره كما في الآية الثانية : ﴿ فلا تخشوا الناس ﴾ أي لا تخافوا منهم ﴿ واخشون ﴾ أي خافوا مني .
فدلت الآيتان وما في معناهما : على أن الخشية عبادة من أجل العبادات ، فصرفها لغير الله شرك أكبر .
م / ( والإنابة ، والدليل قوله تعالى : ﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ﴾ )
والإنابة : الرجوع إلى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته ، وهي قريبة من معنى التوبة إلا أنها أرق منها .
قال تعالى : ﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له ﴾ أي : أقبلوا إلى ربكم وارجعوا إليه بالطاعة .
﴿ وأسلموا له ﴾ أخلصوا له التوحيد .
﴿ من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ﴾ أي : بادروا بالتوبة إلى العمل الصالح قبل حلول النقمة .
وأمره عباده بالإنابة ظاهر في أنها عبادة وأنه يحبها ، فصرفها لغير الله شرك أكبر .
م / ( والاستعانة ، والدليل : ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ وفي الحديث : " إذا استعنت فاستعن بالله " . والاستغاثة , والدليل قوله تعالى : ﴿ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ﴾ )
الاستعانة : طلب العون والمؤازرة في الأمر .
والاستغاثة : طلب الغوث ، وهو إزالة الشدة .
دليل الاستعانة قوله تعالى : ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ .
كذلك قوله تعالى : ﴿ إياك نعبد ﴾ أي : لا نعبد أحداً سواك ، فالعبادة لله وحده والاستعانة به وحده جل وعلا وتقدس .
وفي الحديث : ( إذا استعنت فاستعن بالله ) . رواه الترمذي
 حصر الاستعانة بالله وحده دون غيره من الخلق والدلالة على أنها أجل العبادات وعليها مدار الدين ، فإذا استعان أحد بغير الله فهو مشرك الشرك الأكبر .
 الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق على نوعين :
1) ـ الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه ، وهذا جائز ، قال تعالى : ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ﴾ .
وقال تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام : ﴿ فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ﴾ .
وكما يستغيث الرجل بأصحابه في الحرب وغيرها مما يقدر عليه المخلوق .
2) ـ الاستغاثة والاستعانة بالأموات ، والاستغاثة بالأحياء والاستعانة بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء المرضى وتفريج الكربات ، ودفع الضر ، فهذا النوع غير جائز وهو شرك أكبر .
م / ( والاسـتعاذة ، والدليل قوله تعالى : ﴿ قل أعـوذ برب الفلق ﴾ و ﴿ قل أعـوذ برب الناس ﴾ ) .
 أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بفالق الإصـباح من شـر جميع المخلوقات ومن شـر الغاسق والحاسد .
والفلق : الصبح .
وقيل : سبب تخصيص المستعيذ به : أن القادر على إزالة هذه الظلمة عن العالم هو القادر على أن يدفع عن المستعيذ ما يخافه ويخشاه .
 أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من الوسواس الخناس ، يعني : الشيطان الجاثم على قلب الإنسان ، فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس .
والأمر بالاستعاذة به تعالى كثير في الكتاب والسنة ، ففي الكتـاب :
قال تعالى : ﴿ وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ﴾ .
قال تعالى : ﴿ معاذ الله أن أكون من الجاهلين ﴾ .
قال تعالى : ﴿ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ﴾ .

ومن السـنة :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) .
تدل على أن الاستعاذة بالله عبادة من أجل العبادات فصرفها لغير الله شـرك أكبر .
م / ( والذبح ، والدليل : ﴿ قل إن صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ﴾ ومن السنة : " لعن الله من ذبح لغير الله " )
الذبـح : إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه مخصوص .
( قل ) يقول تعالى : قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغيره .
﴿ إن صلاتي ونسكي ﴾ أي : ذبحي .
﴿ ومحياي ﴾ أي : ما أحيا عليه من العمل الصالح .
﴿ ومماتي ﴾ أي : ما أموت عليه .
﴿ لله رب العالمين ﴾ لا شريك له في شيء من ذلك ولا في غيره من أنواع العبادات ، وهذا دليل على أن الذبح عبادة .
ومن السنة : ( لعن الله من ذبح لغير الله ) .
فدل الحديث على أن الذبح عبادة ، لأن الله لعن من صرفه لغيره ، والعبادة كلها مختصة بالله ، فإذا صرفها أحد لغير الله بأن ذبح للأصنام ، أو للقبور المعبودة من دون الله التماساً لشفاعة أربابها أو للنيران أو للزهرة أو نحو ذلك فهو مشرك .
والذبح يقع على وجـوه :
1ـ أن يقع عبادة ، بأن يقصد به تعظيم المذبوح له والتذلل له ، فهذا لا يكون إلا لله ، وصرفه لغير الله شرك أكبر .
2ـ أن يقع إكراماً لضيف أو وليمة لعرس ، فهذا مأمور به إما وجوباً أو استحباباً .
3ـ أن يقع على وجه التمتع بالأكل أو الاتجار به ، فهذا من قسم المباح .
م / ( والنذر ، والدليل : ﴿ يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ﴾ )
النذر لغة : الإيجاب .
وشـرعاً : إيجاب المكلف على نفسه ما ليس واجباً عليه شرعاً .
والنذر عبادة ، لقوله تعالى : ﴿ يوفون بالنذر ﴾ فأثنى الله عليهم لإيفائهم بالنذر ، وهذا يدل على أن الله يحب ذلك وكل محبوبة لله من الأعمال فهو عبادة ، فمن الشرك أن تنذر لغير الله ، مثــل : أن يقول لفلان علي نذر ، أو لهذا القبر علي نذر ، أو لجبريل علي نذر .
وهذا النذر لغير الله لا ينعقد إطلاقاً ، ولا تجب فيه الكفارة ، بل هو شرك تجب التوبة منه كالحلف بغير الله .



توقيع أم اليمان
.....
قال نبينا -عليه الصلاة والسلام - : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تُريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل . رواه مسلم .
.....
أم اليمان غير متواجد حالياً  
قديم 30-01-07, 10:00 PM   #2
أمة الخبير
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

أختي الكريمة أم اليمان
يسر الله لكم وتقبل طاعاتكم وزادكم من فضله



توقيع أمة الخبير
*
*
*


إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله

*
*
*


أمة الخبير غير متواجد حالياً  
قديم 31-01-07, 03:53 PM   #3
شموع لا تنطفئ
~مشارِكة~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا



شموع لا تنطفئ



توقيع شموع لا تنطفئ
[CENTER]ورد22
أحبكم في الله
شموع لا تنطفئ[/CENTER]
شموع لا تنطفئ غير متواجد حالياً  
قديم 02-02-07, 04:49 PM   #4
شـروق
~ عابرة سبيل ~
افتراضي

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته ,,,,

جزاك الله كل خير أم اليمان ...و بارك فيك

أختي شموع ....حياااك الله معنا ,,,

و أحبك الله الذي أحببتنا من أجله



توقيع شـروق
{ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }
.
.
شـروق غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .