افتراضي كيف تتعرف على الله لشيخ حامد الرويلي رحمه الله

[إسلامي نور]

يقول ابن القيم نتعرف إلى الله أحبتي في الله من خلال طريقين :

أما الطريق الأول فهي من خلال الآيات القرآنية ،هذا القرآن أحبتي في الله كله يدل على تعظيم الله سبحانه و تعالى ،لا تكاد تخلو آية ،لا تكاد تخلو سورة من تعظيم الله سبحانه و تعالى .


تعالو أنا و إياكم نقف على آية واحدة ، نقف عندها لكي نتعرف لما في هذه الآية من الصفات العظيمة إلى الله جل في علاه .

إسمعوا إلى هذه القصة التي ترويها عائشة رضي الله عنها في بيتها عن هذه الآية، <تقول عائشة رضي الله عنها :أتت إمرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم تشتكي له أمر زوجها ،دخلت خولة إلى النبي صلى الله عليه و سلم و تشكي أمر زوجها لما ظاهرها و قال لها أنت علي كظهر أمي تقول عائشة كانت هذه المرأة هي و النبي صلى الله عليه و سلم في ناحية المنزل ،تقول أسمع كلمة و لا أسمع أخرى ،تشتكي إلى النبي صلى الله عليه و سلم، تقول يا رسول الله قد أذهب شبابي و أذهب مالي فيقول الحبيب صلوات ربي و سلامه عليه :ما أراك إلا قد حرمتي عليه ،تقول يا رسول الله لي منه أطفال صغار إن أوكلتهم إليه ضاعو و إن أوكلتهم إلي جاعو ،فيقول الحبيب صلوات ربي و سلامه عليه :ما أراك إلا قد حرمتي عليه >، تقول عائشة رضي الله عنها أسمع كلمة و لا أسمع أخرى و أنزل الله من فوق سبع سموات [قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما]عائشة تقول أمتار بسيطة لا أسمع ،نعم أحبتي في الله و الله جل في علاه من فوق سبع سماوات ،من الأرض إلى السماء الدنيا مسيرة ٥٠٠ عام و سمك السماء الدنيا مسيرة ٥٠٠ عام ،و من السماء الدنيا إلى السماء التي فوقها مسيرة ٥٠٠ عام إلى سبع سماوات ما بين كل سماء و سماء مسيرة ٥٠٠ عام و سمك كل سماء مسيرة ٥٠٠ عام و فوقها بحر من أعلاه إلى أسفلها مسيرة ٥٠٠ عام : [قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ]،نعم أحبتي في الله إذا وقفنا على هذه الآيات عرفنا عظمة الله سبحانه و تعالى .




أنتقل إلى السورة التي بعدها سورة الحديد يقول الله سبحانه و تعالى <سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ >أما الآية الثانية أحبتي في الله هي الآيات الكونية ،هذا الكون كله يدل على عظمة الله جل في علاه ،السماوات و الأراضين,,,



و سأتكلم عن آية واحدة ،آية ليست في السماء و ليست في الأرض آية فيك أنت أيها الإنسان ،آية ربما يبلغ عمرك العشرين و ربما يبلغ عمرك الأربعين و الخمسين و الثمانين و أنت لم تعرفها و لم تعرف قيمتها ،لكن و الله ما يعرف قيمة هذه الآية إلا من تعرض إلى فقدانها أو حصل له شيء أحبتي في الله منها ،نعم أحبتي في الله ،هذه الآية أو هذه النعمة هي نعمة الكلية أو آية الكلية ،نعم كلنا نعرف أن الإنسان له كليتين، لكن خفايا هذه الكلية تدل على عظمة الله سبحانه و تعالى ،هذه الكلية التي لا يتجاوز مقاسها ٧ سنتمتر أو ٥ سنتمتر ،نعم أحبتي في الله هذه الكلية فيها أسرار عظيمة تدل على عظمة الله سبحانه و تعالى ،و اسألوا من أصابه الله سبحانه و تعالى في فشل في هذه الكلية أو تعطل لهذه الكلية .


يروي أحد الأطباء يقول يأتون مرضى فشل الكلى يغسلون ثلاث مرات في الأسبوع (السبت و الاثنين و الأربعاء) يأتون من الساعة ٨ صباحا و حتى الساعة ١ ظهرا ،استشعر من الساعة ٨ صباحا إلى ١٢ أو ١ ظهرا ،ثم يأتي هذا المسكين و يتمدد على السرير ثم يوضع له جهاز أحبتي في الله حجمه ما يقارب مترين في متر حتى يؤدي جزء بسيط من عمل هذه الكلية ،ثم يوضع الجهاز في يده اليمنى و يعاد الأنبوب الآخر في يده اليسرى حتى يمر الدم خلال هذا الجهاز و يتنقى تجلس العملية من ٤ ساعات إلى ٥ ساعات كي ينظف مرة واحدة ،٣ مرات في الأسبوع (١٢ مرة في الشهر) و أنت تدري كم تنظف مرة في اليوم؟تدرون أحبتي في الله كم ينظف لنا مرة في اليوم أحبتي في الله ؟أحبتي في الله ،الله سبحانه و تعالى يتكفل بهذا العمل في هذه الكلية البسيطة ينظف لك ٣٦ مرة في اليوم،٣٦ مرة في اليوم و أنت مع أبنائك و أنت في دوامك و أنت مع زملائك ينظف لك ٣٦ مرة و أنت ما تستشعر و لا تحس بألم واحد،لكن من فقد هذه الآية و هذه النعمة ينظف له ٣ مرات في الأسبوع (١٢ مرة في الشهر)و يحصل له ما يحصل من الصداع و التنملات في هذه .



ألا يستحق أحبتي في الله أن نعظم الله سبحانه و تعالى ،كل ما في هذا الكون يدل على تعظيم الله سبحانه و تعالى ،كما ذكرت لكم هذه الآية الأولى ،الآيات القرآنية نستشعرها كي نتعرف على الله سبحانه و تعالى .