|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-03-14, 12:05 AM | #1 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
مَن يُنافِسُني ؟!
مَن يُنافِسُني ؟!
قال: مَن أجمَلُ مِنِّي لَحنًا؟! مَن أعذَبُ مِنِّي صَوتًا؟! أنا المُغنِّي المَشهور، بصَوتي فَتنتُ النِّساءَ، وبمكاسِبي بَنَيْتُ القُصُور. فمَن يَستطيعُ أن يَقِفَ أمامي ويُنافِسَني؟! قالت: أنا مَلِكَةُ جمال العالَم، بجَمالي صِرتُ في القِمَّةِ، وأراد الكثيرونَ رُؤيتي، فبَذَلُوا لذلكَ كُلَّ غالٍ وسَعَوْا إليَّ بنشاطٍ وهِمَّة. لَبستُ أرقى الموضات العالمِيَّة (بل إنْ شِئتِ فقولي: العارية)، وظَهَرتُ على الشاشات، وأصبحت تتهافَتُ على اللِّقاءِ بي مُختلَفُ القنوات. وَأَدْتُ حيائي لأكونَ نجمَة، ولِتَتَّجِهَ إليَّ الأنظارُ، ولِيُقبِلَ إليَّ الرِّجالُ. فمَن في جَمالي يُنافِسُني؟! قال: افتدَيْتُ الكُرةَ بحياتي، ولأجلِها أفنيتُ زَهرةَ شبابي. أردتُ أن أكونَ لاعبًا مَشهورًا، وعند الجَميع مَعروفًا. قَدَمي ذهبيَّةٌ تقودُني للأهدافِ، حَركتي رشيقةٌ تُساعِدُني على الفَوز. فمَن يَستطيعُ أن يُنافِسَني؟! قالت: أنا طالبةٌ مُتفوِّقةٌ، معلوماتي لِنفسي، لا أتعبُ في البَحثِ والجَمع ثُمَّ أُعطيها بسُهولةٍ لغيري. كيف أكونُ حِينها مُتميِّزة؟! فمَن في تفوُّقي تُنافِسُني؟! تنافَسَت القنواتُ على طَرحِ الأفلامِ والمُسلسلاتِ، ونَشر الرذيلةِ بين الشبابِ والفتيات. وقالت: مَن يَستطيعُ أن يَكتسِحَ الساحةَ مِثلَنا ويُنافِسِنا؟! تنافَسُوا في جَمْع الأموال، لم يُبالوا إنْ كانت مِن حرامٍ أم مِن حلال. تنافَسُوا في كَثرةِ الأولادِ، دُونَ اهتمامٍ بتربيتِهم على الإسلام، ودُونَ إعطائِهم أيِّ رعايةٍ أو اهتمام. تنافَسُوا على الدُّنيا وشَهَواتِها، وسَعَى كُلٌّ مِنهم للاستئثار بمَلَذَّاتِها، وظَنُّوا أنَّ هذا تنافُسٌ شريفٌ، وأنَّه يَعتمِدُ على الذكاءِ والمَهارة. وقفوا في وَجه مَن قَطَعَ عليهم الطريقَ، ولم يُفرِّقُوا في ذلك بين عَدُوٍّ وصَديق. بذلُوا الغاليَ والنَّفيس لأجل متاعٍ زائِلٍ، وتنافَسُوا على حُطامٍ فانٍ. فماذا بعد أن هَزَمْتُم المُتنافِسينَ، ووَصلتُم لِمَا تُريدُونَ؟! أشَعَرتُم بلَذَّةِ المُنافسةِ الشريفةِ أم بلَذَّةِ الانتصار على عَدُوٍّ لَدُودٍ؟! أخبِرُوني أيَّ الطُّرقِ سَلَكتُم لِتَصِلُوا لِمَا أردتُم؟! وكم مِن الأموال دَفعتُم لِتَتَفوَّقُوا على مَن نافَسَكُم؟! وكم مِن الأوقاتِ ضَيَّعتُم لِرُؤيةِ نتيجةِ مُنافستِكم؟! أخبِرُوني ماذا كَسَبتُم بعد أن سِرتُم طويلاً وتَعِبتُم؟! وما الذي حَقَّقتُم بعد أن تخلَّصتُم مِن مُنافسيكم وللقِمَّةِ المزعومةِ صَعدتُم؟! أبِفِعلِكم هذا حَقَّقتُم لأنفُسِكم الأمان؟! أم ازداد في قُلُوبِكم الإيمان؟! أم ارتقيتُم في دَرجاتِ الجِنان؟! أخبِرُوني ماذا حَقَّقَ لكم ذلك التَّنافُسُ المزعوم. بل دَعُوني أُخبِرُكم بما يَفعلُه ذلك التَّنافُسُ على الدُّنيا. إنَّه يَملأ القُلُوبَ بالضَّغائِن والأحقادِ، ويَجلِبُ للنُّفُوس القلقَ والتَّوتُّرَ والضُّغُوطَ، ويشغل عن العِباداتِ، ويُلهِي عن الطاعاتِ، ويُفسِدُ العلاقاتِ بين الإخوة والأخوات. وفي المُقابِل أُناسٌ تنافَسُوا على الخيراتِ، على الصيامِ والقيام والصَّلواتِ، على مُساعدةِ المُحتاجين وإخراج الصَّدقاتِ، لم يتركوا للطاعةِ مَجالاً إلَّا وسَلَكُوه، ولم يَعرفوا لله طريقًا إلَّا وساروا فيه. تنافَسُوا بلا حِقدٍ ولا بُغضٍ، تنافَسُوا بلا حَسَدٍ ولا ضَغينة، تنافَسُوا ولم يَحمِلُوا في قُلُوبِهم شيئًا على أحد. (( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ )) المطففين/26. فارَقَتهم الغَيْرةُ المذمومة، وخَرَجَت مِن نُفُوسِهم الأفكارُ المسمومة. إنْ نَجَحوا وحَقَّقُوا مآرِبَهم شكروا اللهَ وحَمِدُوه، وإنْ أخفقُوا لم ييأسُوا وواصلُوا تنافُسَهم. كُلُّ المنافَساتِ خاسِرةٌ إلَّا ما كانت للهِ. كُلُّ النَّجاحاتِ فاشِلَةٌ إلَّا ما كانت في سبيل الله. قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: (( إذا فُتِحَت عليكم فارسُ والرُّومُ، أيُّ قومٍ أنتم؟ قال عبدُالرَّحمنِ بنُ عَوفٍ: نقولُ كما أمرَنا اللهُ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَ غيرَ ذلك تتنافَسون، ثم تتحاسَدون، ثم تتدَابرون، ثم تتباغَضون، أو نحوَ ذلك، ثم تنطلِقون في مساكينِ المهاجرِينَ، فتجعلون بعضَهم على رقابِ بعضٍ )) رواه مُسلِم. فتَنافَس- أخي- على الخيراتِ، واسْعَ للصالحاتِ. لا تَجعل تنافُسَكَ على الدُّنيا فتفشل. قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (( انظروا إلى مَن أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقَكم، فهو أجدَرُ أن لا تزدَرُوا نِعمةَ اللهِ. قال أبو معاويةَ: "عليكم" )) رواه مُسلِم، وقال: (( لا حَسَدَ إلَّا في اثنتين: رجلٌ آتاه اللهُ مالًا؛ فسَلَّطَه على هَلَكَتِه في الحقِّ، وآخَرُ آتاه اللهُ حِكمةً؛ فهو يَقضي بها ويُعلِّمُها )) رواه البُخاريُّ ومُسلِم. وقال الحَسَنُ رَحِمَه الله: ‹‹ واللهِ لقد أدركتُ أقوامًا كانت الدُّنيا أهونَ عليهم مِن التُّرابِ الذي تمشون عليه، ما يُبالون أشرَّقَت الدُّنيا أم غَرَّبَت، ذَهَبَت إلى ذا أو ذَهَبَت إلى ذا ›› ، وقال: ‹‹ مَن نافَسَكَ في دِينكَ فنافِسْه، ومَن نافَسَكَ في دُنياكَ فألقِها في نَحْرِه ›› . ليَكُن تنافُسُكَ على جَنَّةٍ عَرضُها السَّماواتُ والأرض. لا تنسَحِب لكلماتٍ سَمِعتَها مِن أحدٍ، ولا لتثبيطاتٍ وعقباتٍ ظهرت في طريقكَ. استعِن باللهِ، وأكثِر مِن الدُّعاءِ. ولا تكُن كمَن دَخَلَ في سِباقٍ فتعثَّرَ بحَجَرٍ وسَقَطَ، فجَلَسَ ولم يُحاول الصعودَ. فبعَملِكَ ترتقي نحو القِمَمِ، وبإنجازاتِكَ تذكُرُكَ الأُمَم. ولا يعني التَّنافُسُ أن تكونَ دائِمًا في المُقدِّمَةِ، بل يكفيكَ شرفًا وفَخرًا أنَّكَ تسيرُ في الطريق، وتسعى للخَير، وترغَبُ في الأجر. وقد حَثَّنا اللهُ تعالى على المُسارعةِ إلى الخَيراتِ، والمُسابقةِ إلى الجَنَّاتِ، فقال سُبحانه: (( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )) آل عمران/133، وقال سُبحانه: (( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ )) البقرة/148. أسألُ اللهَ- جلَّ وعلا- أن يَجعلنا مِن المُتنافِسين على الطَّاعاتِ، المُسارعين إلى عمل الصَّالِحاتِ، الفائِزين بالجَنَّاتِ. مما راق لي نقله |
28-03-14, 01:02 AM | #2 | |
|مسئولة شئون المعلمات|
|
اقتباس:
|
|
29-03-14, 03:54 PM | #3 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة في المستوى الثاني 3 | |
إذا نافسكَ الناس على الدنيا .... أتركها لهم
وإن نَافسَكَ الناسُ عَــلى الآخـِرة..... فكــُن أنــت أسبــقهم فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن ﻻ يحب،وﻻ يعطي الآخرة إﻻ لمن يحب ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا " "هذا في أمر الأخرة " "أما في أمر الدنيا" فكان يقول - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الدنيا ملعونة ملعون من فيها إلا ذكر الله وما والاه، أو عالم أو متعلم"، وقد ورد عن جمع من الصحابة . قال ابن تيمية : " فكل عمل يعمله العامل ولا يكون طاعة وعبادة وعملا صالحً ا فهو باطل ؛ فإن ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله ) ولو نال بذلك العمل رياسة ومالا فغاية المترئس أن يكون كفرعون وغاية المتمول أن يكون كقارون " موضوع رائع ونقل موفق ، سلمت يمينكِ معلمتي وجعله في ميزان حسناتكِ التعديل الأخير تم بواسطة عبير بجاش ; 29-03-14 الساعة 04:01 PM |
01-04-14, 07:08 PM | #4 |
| ربِّ ابنِ لِي عندك بيتاً فِي الجنّة |
|
جزاكم الله خيراً أم حاثم
|
01-04-14, 08:07 PM | #5 |
معلمة بمعهد خديجة
|
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
|
04-04-14, 03:17 PM | #6 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
|
04-04-14, 03:27 PM | #7 | |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
اقتباس:
|
|
04-04-14, 03:29 PM | #8 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
|
04-04-14, 03:31 PM | #9 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حِكَم وأسرار من قوله تعالى وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَير | رقية مبارك بوداني | روضة القرآن وعلومه | 9 | 16-11-11 06:53 AM |
~||| اللـــهُمّ أنتَ أحَـــقُ مَن شُكِرَ فَــلَكَ الحَمد |||~ | مدارس التحفيظ النسائية | المناشط الدعوية | 2 | 14-11-11 09:38 PM |
" إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً " | ايمان بالله | روضة العقيدة | 0 | 26-04-06 12:49 PM |