02-01-11, 06:46 PM | #1 |
~مستجدة~
|
*** اتبعوا ولا تبتدعوا ***
اتبعوا ولا تبتدعوا
تبصير الأمة بعقيدة أنصار السنة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد فجماعة أنصار السنة المحمدية منذ أن تأسست على يد رعيلها الأول، وعلى امتداد تاريخها الدعوي المبارك وهي تعتقد معتقدالفرقة الناجية الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة في التوحيد وأصول الإيمان، وقد استقينا أصول هذا المعتقد من القرآن والسنة وأقوال علماء سلف الأمة، فهذا ديننا، وهذه عقيدتنا التي نديــن اللـــه عــز وجل بها نضعها بين يدي القارئ الكريم حتى يعلم الجميع عقيدتنا، فنقول مستعينين بالله عز وجل أولاً الإيمان بالله التوحيد هو أول الدين وآخره وظاهره وباطنه وهو دعوة جميع الرسل، وأول واجب على المكلف، وحق الله على عباده، وأول مسألة في الدعوة إلى الله عز وجل، فمن أجل التوحيد خلق الله الخلق، وعليه يكون مصيرهم في الآخرة، والشرك أكبر الكبائر، وأول ما ينهى عنه كما نصت على ذلك نصوص الشريعة، وأصل التوحيد إفراد الله عز وجل بأسمائه وصفاته، وإفراده بصفات الربوبية وما يستلزم ذلك من إفراد الله تعالى بكل ألوان العبادة الظاهرة والباطنة، وهذا مقتضى كلمة «لا إله إلا الله» أقسام التوحيد توحيد الربوبية هو الاعتقاد الجازم بأن الله هو الرب الخالق الرازق، الذي يدبر الأمر ويعطى ويمنع، ويخفض ويرفع، ويحيي ويميت، لا شريك له في ذلك، وهو المالك لكل ذرة في هذا الكون بلا ند ولا معين، ولا شفيع بغير إذنه، وهو وحده السيد الآمر الذي لا يشرع للبشر غيره، قد دل على ذلك الشرع والنقل ومن مظاهر الشرك في الربوبية أ اعتقاد حلول الرب في بعض خلقه أو اتحاده بهم ب الاعتقاد بأن في الكون أقطاباً وأبدالاً من الصالحين أو غيرهم لهم قدر من التصرف فى حياة الناس من نفع وضر وإعطاء ومنع قال تعالى «وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» الأنعام جـ الاعتقاد بأن أرواح الأولياء والصالحين لها تصرف بعد موتهم حتى أصبحت المشاهد والقبور والأضرحة ملاذ كل خائف وملجأ كل محتاج د الرهبة من الجن والخوف منهم، والاستغاثة بهم وتقديم القرابين لهم اعتقاداً أن لهم تصرفات خارجة عن إرادة الله وتدبيره وذلك شرك في الربوبية توحيد الأسماء والصفات قال تعالى «وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ» الأعراف ، فالإيمان بأسماء الله وصفاته، ودعاؤه بها والتعبد له بمقتضاها أشرف العلوم لأن شرف العلم بشرف المعلوم، وطريق التلقي في ذلك هو القرآن والسنة بفهم سلف الأمة، فنؤمن بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله ؛ من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تمثيل ؛ وليس العقل وعلم الكلام والفلسفة مصدرًا في معرفة ذلك، ولا يجوز تشبيه الله بخلقه ولا تعطيل صفة من صفاته سبحانه، قال تعالى «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ» الإخلاص ، وقال سبحانه «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» الشورى ، والكف عن التأويل في هذا الباب هو إجماع علماء السلف، وإجماعهم حجة على من بعدهم لا تجوز مخالفته، وطريقتهم أسلم وأعلم وأحكم، والتأويل كقول البعض استوى بمعنى استولى، واليد بمعنى القدرة والنزول بمعنى نزول الأمر بدعة وليس من عقيدة أهل السنة والجماعة، والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أن إثبات ذات الرب إثبات وجود لا إثبات تكييف، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات تكييف؛ إذ ذاته سبحانه وتعالى لا تشابه ذوات المخلوقين، وكذلك صفاته سبحانه وتعالى لا تشابه صفات المخلوقين، والسلف يثبتون الصفة دالة على معناها مع تفويض الكيفية إلى الله تبارك وتعالى، كقول مالك رحمه الله الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة فتفويض السلف تفويض كيف لا تفويض معنى، ومن نسب إليهم تفويض المعنى، وأن آيات الصفات من المتشابه بمعنى أنه لا يعلم معناها بالكلية، وأن ظاهرها غير مراد فقد جمع بين التعطيل والجهل بعقيدة السلف توحيد الألوهية الاعتقاد الجازم بأن الله وحده هوالإله الحق المستحق للعبادة دونما سواه، وتحقيق هذا التوحيد يقتضي صرف جميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة لله وحده، وطريقة القرآن الكريم هي إلزام المشركين بتوحيد الألوهية بكونهم يقرون بإفراد الله بالربوبية، فمشركو العرب وأهل الكتاب وغيرهم كانوا يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت، ومع ذلك صرفوا العبادة لغير الله، قال تعالى «أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ» النمل ، و«لا إله الا الله» هي كلمه التوحيد ومعناها لا معبود بحق إلا الله، قال تعالى «فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا» البقرة ، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، قال تعالى «قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» الأنعام ، ومن مظاهر الشرك فى الألوهيه دعاء غير الله والاستغاثة به فيما لا يقدر عليه إلا الله وطلب المدد منه، قال تعالى «قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً» الإسراء الاستعاذة بغير الله، كالاستعاذة بالجن وغيرهم، قال تعالى «وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا» الجن الذبح لغير الله، قال تعالى «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» الكوثر وقال رسول الله «لعن الله من ذبح لغير الله» رواه مسلم التبرك بالأحجار والأشجار اعتقادًا أنها تنفع وتضر؛ لحديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله الله أكبر إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرئيل لموسى «اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم» رواه الترمذي وصححه وكذلك لبس الحلقة والخيط وتعليق التمائم لدفع البلاء أو رفعه قال رسول الله «إن الرقى والتمائم والتولة شرك» صحيح الجامع الاستسقاء بالأنواء؛ للحديث القدسي «من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب» فالاعتقاد بأن النجوم تنزل المطر وكذلك طلب ذلك منها شرك أكبر، أما ذكر ذلك باللسان مع سلامة المعتقد بأن الله تعالى هو المصرف للأمور لكن الأنواء علامة على مجيء المطر، فالراجح تحريمه إتيان العرافين والكهان وتصديقهم فيما يدعون من علم الغيب، والاعتقاد أنهم يعلمون مفاتح الغيب الخمسة هو شرك أكبر، قال تعالى «وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ» الأنعام ، فلا يحل تعلم الكهانة، ولا سؤال الكهان، كما لا يجوز قراءة الفنجان والكف، أو ضرب الرمل و الودع؛ لقوله «من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد» رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني في الإرواء السحر، قال تعالى «وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ» البقرة ، والسحر له حقيقة وتعلمه وتعليمه حرام وفى تكفير الساحر تفصيل عند أهل العلم الغلو في الصالحين وبناء المشاهد والمساجد على قبورهم وإقامة الموالد حولها وشد الرحال إليها مما حذر منه النبي أشد التحذير، فقال «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، يحذر ما صنعوا متفق عليه وقال «لا تتخذوا قبري عيدًا» رواه أبو داوود وصححه الألباني وقد صرف القبوريون العبادات كالذبح والنذر وغير ذلك لغير الله بزعم محبة الأولياء والصالحين، وهذا من أعظم أسباب البلاء، لذلك كان من أهم الواجبات على الدعاة إلى الله محاربة هذه البدع التوسل في الدعاء، يعني دعاء الأموات والغائبين؛ بدعة بالاتفاق، وكذلك التوسل بمعنى السؤال بالحق والجاه والذات، فالصحيح منعه إذ لم يرد عن الصحابة رضي الله عنهم، بل تركوا ذلك مع وجود المقتضي وانتفاء الموانع، فإن اعتقد المتوسل أن معنى الجاه تصريف الكون والنفع والضر فيكون بذلك شركاً، كذلك دعاء غير الله وطلب المدد منه على جهة الشفاعة، فهذا شرك أكبر، والمشروع في التوسل إلى الله تعالى أن يكون بأسمائه وصفاته وبالعمل الصالح وبدعاء الصالحين الأحياء، كأن تطلب ممن تتوسم فيه الصلاح أن يدعو لك الشفاعة الشركية من جنس ما يعتقده المشركون في الأصنام أنها تشفع عند الله بغير إذنه كما يشفع الوزراء عند الملوك ، أما الشفاعة الشرعية يوم القيامة فهي لمن أذن الله له من النبيين والملائكة والصالحين، وتكون شفاعتهم لأهل التوحيد خاصة وهكذا فالشرك ينقسم إلى قسمين أكبر وأصغر فالشرك الأكبر صرف أي عبادة من العبادات لغير الله تعالى والشرك الأصغر كل ذريعة أو سبب يؤدى إلى الشرك الأكبر كالرياء أو الحلف بغير الله وما يجرى على الألسنة كقولهم ما شاء الله وشئت توكلت على الله وعليك، وكذلك التطير، وإرادة الإنسان بعمله الدنيا وحكم الشرك الأصغر حكم الكبائر، فصاحبه لا يخلد في النار ثانياً الإيمان بالملائكة نؤمن بأنهم عباد مكرمون خاضعون لربهم مشفقون بررة مقربون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون خلقهم الله عز وجل من نور ليسوا بناتٍ لله، ولا أولادًا، ولا شركاءَ معه ولا أنداداً من صفاتهم الخلقية أن لهم أجنحة يتفاوتون في عددها، قال تعالى «أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ» فاطر ، لا يأكلون، ولا يشربون، ولا ينامون، ولا يفترون عن طاعة الله عز وجل، مطهرون من الشهوات، منزهون عن الآثام والخطايا، يتأذون مما يتأذى منه بنو آدم، ولديهم مقدرة على التشكل، ولديهم سرعات كبيرة، وقدرات عظيمة منهم جبريل الموكل بالوحي، وميكائيل الموكل بالقطر، وإسرافيل الموكل بالصور، وملك الموت الموكل بقبض الأرواح، وله أعوان، ومنهم الموكل بكتابة الأعمال، ومنهم الموكل بحفظ العبد في كل حالاته ومنهم خزنة الجنة، ومنهم خزنة جهنم، ومنهم حملة العرش، وغيرهم ممن لا يحصيهم إلا الله ويجب على المؤمن أن يحب جميع ملائكة الله، ومن عادى أحدًا منهم فهو كافر «مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ» البقرة ، وعليه أن يتشبه بالملائكة في المداومة علي الطاعة وتسوية الصفوف في الصلاة ويبتعد عن إيذائهم بالمعاصي والذنوب ثالثاً الإيمان بالكتب نؤمن بالكتب كلها وأنها منزلة من عند الله، وأنها كلام الله لا كلام غيره تكلم الله بها حقيقة كما شاء وعلى الوجه الذي أراد الاعتقاد بكل ما فيها من الشرائع وأنه كان واجباً على الأمم التي نزلت فيهم هذه الكتب الانقياد لها والحكم بما فيها الاعتقاد بأن جميع الكتب المنزلة يصدق بعضها بعضاً الإيمان بأن نسخ الكتب الأولى بعضها ببعض حق كما نُسخت شريعة التوراة بالإنجيل، كما قال تعالى في حق عيسى «ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم» آل عمران وكما نسخت شريعة الإسلام ما قبلها من الشرائع الاعتقاد كذلك أن نسخ القرآن بعضه ببعض حق قال تعالى «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها» البقرة يجب الإيمان بما سمي الله في كتابه منها القرآن، والتوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم وموسي القرآن مهيمن علي ما قبله من الكتب، أي شاهد مصدق لما فيها من الحق، مبين لما زاده أهل الملل السابقة عليها، مما ليس منها، ولما نقصوه، وبدلوه، وحرفوه ما بأيدي أهل الكتاب اليوم من كتب، هي مما وقع فيه التحريف بنص القرآن إما تحريف كتاب «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» البقرة أو تحريف لسان قال تعالى «وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب» آل عمران أو تحريف معاني «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ» المائدة والقرآن كلام الله حقيقة، حروفه ومعانيه، غير مخلوق، منه بدأ، وإليه يعود، ولا يسع أحدًا الخروج عن شريعته إلي يوم الدين رابعاً الإيمان بالرسل الرسول من أوحى الله إليه وأمره بتبليغ رسالة، والنبي من أوحى الله إليه، ولم يؤمر بتبليغ رسالة، والرسل جميعهم دينهم واحد، وهو الإسلام «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ» آل عمران ودعوتهم واحدة هي التوحيد، وكلهم صادقون مصدقون، بارون راشدون، هداة مهتدون أتقياء أمناء كرامٌ بررة، بلغوا كل ما أمروا به، والكفر بواحد منهم كفر بجميعهم، وكفر بالله الذي أرسلهم، وأفضلهم أولوا العزم محمد، وإبراهيم، وموسي، وعيسي، ونوح صلي الله عليهم وسلم أجمعين ، وخاتمهم وأفضلهم محمد والتفضيل بينهم لله لا للناس، ولا يكون بانتقاص المفضول، ومعني عدم التفريق بين أحد منهم أي في الإيمان بهم جميعاً، وإن كان بعضهم أفضل من بعض والرسل رجال، وبشر من البشر، يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق، وجعل الله لمن شاء منهم أزواجاً وذرية، فلا يُعبدون ولا يُغالى فيهم، وقد خصهم الله بالأخلاق العظيمة من الصدق، والأمانة، والطهر والنزاهة، وعصمهم من المعاصي، وأجمع أهل السنة علي عصمتهم من الكبائر، والصحيح أن لهم العصمة من الصغائر أيضاً، لا من النسيان، والسهو، وسائر العوارض البشرية، لذا فهم قدوة للعباد «أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ» الأنعام ويجب الإيمان بالأنبياء الذين ذكرهم الله عز وجل في القرآن، والإيمان بأن هناك رسلاً آخرين لم يقصهم الله علي نبيه في القرآن واتباع محمد فرض علي كل مكلف من الإنس والجن إلى يوم القيامة، إذا بلغته رسالته، لا يقبل الله من أحد صرفاً ولا عدلاً إلا أن يؤمن به ويتبعه قال تعالى «قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا» الأعراف وقال النبي «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا أدخله الله النار» رواه مسلم وكل من ادعي النبوة بعد النبي محمد فهو كافر لا يجوز تصديقه، قال تعالى «مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ» الأحزاب ، وقال النبي «لا نبي بعدي» فطوائف البابية والبهائية والقاديانية وما شابهها كلها خارجة من ملة الإسلام تجري عليها أحكام المرتدين، والمسلمون هم أتباع كل الأنبياء إذ دين الأنبياء واحد هو الإسلام وإنما تعددت الشرائع، وشريعة الإسلام مهيمنة علي سائر الشرائع وكل نبي أفضل من جميع الأولياء بالإجماع، والصحابة هم سادات الأولياء بعد الأنبياء وكل مؤمن تقي ولي من أولياء الله، وبحسب إيمانه وتقواه تكون ولايته له تعالى والنبوة لا تنال بالكسب والاجتهاد، بل هي فضل ومنة من الله «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ» الأنعام ، وإذا رأيت الرجل يطير في الهواء أو يمشي علي الماء فلا تصدقه حتى يعرض عمله علي القرآن والسنة، فهذا هو الفارق بين الكرامة الرحمانية والخارقة الشيطانية، والاستقامة هي أعظم كرامة خامساً الإيمان باليوم الآخر ويشمل الإيمان بالموت وسؤال القبر وفتنته وعذابه ونعيمه، وعلامات الساعة، والبعث والنشور، والحساب، والميزان، والصراط، والجنة والنار الموت حق علي جميع المخلوقات «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ» القصص ، والمقصود الأعظم هو الاستعداد له قبل نزوله بالإيمان والعمل الصالح يجب الإيمان بسؤال الملكين لكل ميت عن ربه، ودينه، ونبيه، وأن العبد إذا مات يكون في نعيم أو عذاب، وذلك يحصل لروحه وبدنه، ومن كذب بهذا فهو ضال مبتدع ويجب الإيمان بأشراط الساعة الصغرى والكبرى فمن الصغرى رفع العلم، وظهور الجهل، وضياع الأمانة، وكثرة النساء، وكثرة القتل، وغيرها مما ثبت في النصوص ومن الكبرى ظهور المهدي، وظهور المسيح الدجال، ونزول عيسي ابن مريم يحكم بشريعة الإسلام، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، أى لا يقبلها ويقتل الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج، والخسف، والدخان، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلي محشرهم ولا يعلم وقت قيام الساعة إلا الله، فلا يطلع عليها ملك مقرب ولا نبي مرسل ويجب الإيمان بالنفخ في الصور، وقيام الأجساد بعد عودة الأرواح إليها والحساب والميزان والصراط، وكتب الأعمال التي تؤخذ باليمين أو بالشمال، والشفاعة، والحوض، مما استفاضت به الأحاديث الإيمان بالجنة والنار، وهما موجودتان الآن، لا تفنيان أبدًا ولا يفنى من فيهما، ونعيم الجنة، حسي ومعنوي، وأعظم نعيم أهل الجنة النظر إلي وجه الله تعالى بأبصارهم، والنار كذلك عذابها حسي ومعنوي، ولا يبقى فيها أحدٌ من أهل التوحيد ممن قال لا إله إلا الله، بل لابد أن يخرجوا منها بشفاعة الشافعين وبرحمة رب العالمين سادساً الإيمان بالقدر ونؤمن بالقدر خيره وشره، فمن كذب بالقدر فقد نقض تكذيبه توحيده، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما والقدر سر الله تعالي في خلقه لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل، والتسليم بالقدر إنما يكون في المصائب لا في المعايب، إذ لابد من الانتهاء عنها شرعاً، كما لابد من بذل الوسع في تعاطي ما أمر الله به من الأسباب، ومراتب القضاء ومشيئته وخلقه لها الإيمان بعلم الله السابق وذلك أن نؤمن بان الله تعالى عليم بالخلق وبما هم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلاً وأبداً، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال ثم الإيمان بكتابة الله سبحانه وتعالى المقادير ويدخل فيه خمسة تقادير أ التقدير الأزلي كتابة المقادير قبل خلق السماوات والأرض قال تعالى «وكل شيء أحصيناه في إمام مبين» يس ب وتقدير شقاوة العباد وسعادتهم وأخذ الميثاق قال تعالى « وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون» الأعراف جـ والتقدير العمري وهو تقدير شقاوة العباد وسعادتهم وأرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وهم في بطون أمهاتهم د والتقدير الحولي في ليلة القدر يقدر كل ما يكون في السنة إلى مثلها، قال تعالى «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِين» الدخان هـ والتقدير اليومي قال تعالى «يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ » الرحمن وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلا، فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا خلق الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكًا فيؤمر بأربع كلمات؛ فيقال له اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، ونحو ذلك فهذا التقدير كما يقول ابن تيمية كان ينكره غلاة القدرية قديماً ومنكروه اليوم قليل الإيمان بمشيئة الله تعالى النافذة وذلك أن نؤمن بمشيئة الله تعالى النافذة وقدرته الشاملة وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ما في السماوات وما في الأرض من حركة أو سكون هو بمشيئة الله سبحانه، لا يكون في ملكه إلا ما يريد، وأنه سبحانه علي كل شيء قدير فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه، ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد الإيمان بأن الله عز وجل خالق أفعال العباد وقدراتهم وإرادتهم فالعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على أعمالهم، ولهم إرادة، والله خالقهم وإرادتهم كما قال تعالي «لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ» التكوير ، ، وهذه الدرجة كما يقول ابن تيمية رحمه الله يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي «مجوس هذه الأمة»، ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات الذين سلبوا العبد قدرته واختياره، ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها وللحديث بقية إن شاء الله والله من وراء القصد التعديل الأخير تم بواسطة مروة عاشور ; 07-02-11 الساعة 08:13 PM |
07-02-11, 08:14 PM | #2 |
|نتعلم لنعمل|
|
جزاكِ الله خيرا أختي
ممكن بس تكري لنا مصدر هذه المقالة بارك الله فيكِ . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تأدبوا ثمَّ تعلموا | سمية بنت إبراهيم | روضة آداب طلب العلم | 19 | 10-06-14 10:30 AM |
أحوال الأشقياء والمقتصدين والأبرار والسابقين | أم عبيدة | روضة التزكية والرقائق | 0 | 07-12-07 03:59 AM |