العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضـة الفتاوى الشرعية

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-07, 09:56 PM   #1
سحابة ود
~مشارِكة~
c1 استشارة لفتاة بسبب الانترنت

[COLOR="
DarkGreen"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخ عندنا موضوع (مشكلة) ونريد لها حلاً فضلاً لا أمراً
المشكلة هي:- فتاة قرأت قصة عن الجنس ثم دخلت موقع في الإنترنت وشاهدت منظر جنسي وهي في قرأتها للقصة ومشاهدتها لهذا المنظر لم تكن قاصدة أو لم تتعمد لكن المشكلة عندما شاهدت هذا المنظر في الإنترنت أكملت المشاهدة ولم تتوقف وهي تشاهد المنظر أخذت تمارس الجنس مع نفسها وعندما انتهت شعرت بالندم لكن في اليوم التالي فتحت نفس الموقع وأخذت تبحث عن المناظر التي شاهدتها وأصبحت تشاهدها وهي تندم ولكن تحس أن الشيطان قد سيطر عليها وهو الذي يدفعها لذلك لأنها تندم ولكن لاتستطيع أن تسيطر على نفسها وقد أخبرتني بذلك لأنها تريد حلاً لأنها ليس من أخلاقها ذلكولأنها تعلم أن فعلها غير صحيح ولكن...... وأنا لم أشبعها في النصيحة ....فجزاك الله خيرا ياشيخنا الفاضل وفتح عليك نريد حلاً لمشكلتها ونصائح وتوجيهات لها مع العلم أنها طالبة في المرحلة الجامعية،والدعاء لها بالزوج الصالح الذي يستر عليها ويسعدها جعل الله ذلك في ميزان حسناتك ونفع بك الأمة[/COLOR]
* ماذا يسمى فعلها مع نفسها؟وهل هو داخل في أنواع الزنا؟
فتح الله عليكم ويسر لكم أموركم ورد22
سحابة ود غير متواجد حالياً  
قديم 18-08-07, 05:38 PM   #2
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين، وآله وصحبه والتابعين، وبعد:
فكثيرا ما يستدرج الشيطان الإنسان إلى الشهوات بهذه الطرق، ثم لا يزال يوسوس له ويغريه ويمنيه حتى يورده المهالك.
والإنسان بين مد وجزر وقوة وضعف ورغبة وندم ورهبة ورغبة يعيش حالة من الصراع النفسي القاتل، حتى يحس أنه محطم تمامًا، وأنه لا يصلح لعمل شيء، وأنه لا يمكنه الخلاص.

ليس صحيحًا أن الشيطان قد سيطر عليها، فالشيطان ليست لديه القدرة على أن يسيطر على أحد، ولكنها أسلمت له زمام أمرها، وأدارت الحبل حول رقتبها ثم قالت: اذهب بي حيث شئت.

يقول الله جل وعلا: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}.
وقال تعالى: {وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك، وربك على كل شيء حفيظ}
وقال تعالى ذاكرا مقالة إبليس يوم القيامة: {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم}.
وهذا هو الذي وقع مع هذه الفتاة هداه الله وأصلح بالها.
إنما دعاها الشيطان وزين لها، وكشف لها ما كان مستورا، واستدرجها بالنظر والفكرة، والخاطرة والرغبة، وحب الاستطلاع، وفضول النظر، وأذاقها من اللذة ما كان عنها غائبا، فاشتاقت نفسها لذلك، وتطلعت إليه، حتى إذا وقعت فيه أحست بالندم يعتصر فؤادها، ثم لم تلبث أن ذهب أثر الندم، وبقي طعم اللذة في حلقها، فاشتاقت للعود فعادت، وضعفت أمام اللذة التي تحسها، ثم لما ذهبت اللذة رجعت الحسرة، وتجرعت مرارة الندم أضعاف لذة الشهوة، ولكن الإنسان ينسى، ويغفل عن مراقبة الله، ويضعف وازع الإيمان في نفسه، ويفقد لذة الإيمان وبشاشته في قلبه فلا يقوى على مدافعة الشهوات.
ولهذا أمرنا الله بغض البصر، وقال: {ذلك أزكى لكم إن الله خبير بما يصنعون}.
ونهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الوقوع في المتشابهات؛ لأنها بريد إلى المحرمات، فكيف بالنظرات المحرمة؟؟!! لا بد أن تكون بريدا إلى الشهوات الفاسدة..

ثم إن هذه النفس الإنسانية خلقها الله في هذه الحياة للابتلاء والاختبار؛ ليمحص الله الذين آمنوا، ويميز الخبيث من الطيب، وكلما كثر الابتلاء كان ذلك أعظم في دين المرء، ومن عرضت الشهوة له فأعرض عنها أفضل ممن لم تعرض له أصلا.
وهذا هو حال هذه الفتاة؛ قدر الله لها أن تتذوق هذه الشهوة ليختبرها أيهما أعظم في قلبها، حبه وطاعته، أم حب اللذة والشهوة.
معادلة سهلة في الظاهر، فما من مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إلا وحب الله وطاعته وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعته أعظم وأحب من لذات الدنيا كلها وشهواتها.
ولكن هذا الكلام النظري يتهاوى عند الرغبة القوية للنفس في حصول اللذة، ولهذا يخرج الإيمان من القلب حين يصر على فعل المعصية ومواقعتها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن..)) الحديث؛ لأن فعل المعصية لا يصدر عن القلب إلا حين يخلو من محبة الله والتعلق به ومراقبته؛ إذ لو بقي هذا الحب والتعلق والمراقبة لقاوم هذه الشهوة وطردها.
إن الشعور باللذة ومواقعتها لا يقاومه إلا لذة أقوى منه وأبقى، وهي لذة الإيمان.
والقوة الدافعة لفعل الفاحشة لا يوقفها إلا مراقبة الله واستشعار اطلاعه ورؤيته، {ولقد همت به وهم بها لولا أن رآى برهان ربه}، ((ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله))، ولما خلا رجل بامرأة، وهم بها، وقال: إنه لا يرانا أحد إلا الكواكب، قالت: فأين مكوكبها؟؟!!
وحين يضعف المسلم أمام شهوته وتغلبه جوارحه على مواقعتها لا يفيق إلا بعد أن يقضي نهمته منها، ولكن الألم قد اعتصر قلبه، وغلب عليه الهم والغم، وهو يحدث نفسه فيقول: كيف عصيت الله وهو خالقي ورازقي؟ كيف عصيته على أرضه، وتحت سمائه؟ كيف ضعفت أمام لذة ساعة ونسيت اللذة الباقية التي لا تفنى؟ كيف عصيته وهو ينظر إلي؟؟!!!! فما يزال كذلك حتى يدخل تحت قول الله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله} فيمد يده إلى السماء، ويعلق قلبه بالله، وترتفع عيناه إلى خالقه مغرورقة بالدموع، وهو يقول: رب اغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت!
إن هذا الشعور العظيم باحتقار النفس وازدرائها سببه الذنب الذي وقع، ولكن الذنب يبقى ذنبًا يخاف منه صاحبه، ويكره مواقعته والعود إليه، ولا بد أن يكون في قلبه من قوة الإيمان ما يمنعه من مواقعة الذنب مرة أخرى.
ولكن النفس تبقى ضعيفة معرضة للأخطار، والشيطان لا يزال يوسوس ويمني ويعد، والنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم الله..
فمن رحمة الله بنا أن فتح لنا بابا عظيما للتوبة لا يغلق حتى تخرج الروح من الجسد، أو تخرج الشمس من المغرب..
فمهما وقع من الذنوب يجب أن يعقبها الاستغفار والتوبة، والندم والحسرة، والعزم على عدم العود مهما كانت الظروف.
فإن عاد مع ذلك، وجب أن يتوب، وهكذا حتى يكون الشيطان هو الخاسر الخاسئ..
ولقد ود الشيطان أن يظفر من أحدنا باليأس فيرتكس به في حمأة الرذيلة حتى لا يبقي شيء من المخازي والمعاصي إلا فعلها، وهو يقول: أنى لمثلي أن يتوب؟؟!!
كلا... فما من الذنوب ذنب وإن عظم إلا ويغفره الله لصاحبه، حتى الشرك، يقول تعالى بعد أن ذكر ما فعله النصارى من دعوى ألوهية المسيح وأن الله ثالث ثالثة: {أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه؟؟!!! والله غفور رحيم}، ويقول: {إن الله يغفر الذنوب جميعًا}

فهذه المقدمة ذكرتها لأبين لك أن الشيطان ليس له عليك سلطان، ولا يمكنه أن يقيدك بشيء أبدا، إنما يقيد الإنسان نفسه بنفسه، وبحسب قوة إيمانه يمكنه أن يتحرر من جميع القيود.

ثم بعد ذلك:
هذا سؤال مهم: لماذا وضع الله فينا الشهوة؟
ولماذا خلق لنا من الأدوات ما نمارس به هذه الشهوة، ونحسها؟
هي مقصودة لذاتها؟ أو أنها وسيلة لغيرها؟

والجواب الذي يحس العاقل من نفسه أنه هو الجواب المقنع:
إنما جعلت هذه الشهوة والأعضاء الموصلة لها لتحقيق أمر عظيم، بل أمور عظيمة:
منها: حصول التناسل والتوالد، فلولاها ما اقترب رجل من امرأة، ولا امرأة من رجل؛ إذ كيف يقترب إلى مكان هو محل النجاسة والقذارة، ومنه يخرج أقذر ما في الإنسان؟؟!!
ومنها: حصول السكن والمودة والرحمة، فالزواج إنما يقود إليه هذه اللذة والشهوة، وبه تحصل المودة والرحمة، والألفة والسكينة، والاستقرار والطمأنينة..
ومنها: الابتلاء والاختبار بوضعها في مكانها الصحيح الذي خلقت له، ولهذا حين تنحرف الفطرة عما خلقت له، وتبحث عن اللذة في غير مكانها الصحيح تأتي العقوبة الرادعة لترد هذه النفس عن غوايتها، وتحذر الآخرين من التشبه بها، فقال تعالى: {والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة} هذا إذا كانا غير محصنين، فإن كانا محصنين فالعقوبة الرجم بالحجارة حتى الموت.
ولكن وازع النفس بمراقبة الله لا بد أن يكون حاضرًا، وهو أقوى من وزاع العقوبة.

فإذا كانت هذه هي مقاصد وجود هذه الشهوة وخلق أعضائها الموصلة إليها، فإن وضعها في غير مكانها هو إفساد لها، بل إفساد للمجتمع كله، ولهذا وضع الله الزنى في كتابه بين قتلين، قتل الولد، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، فقال تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}، وقال تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}، وكأنه قتل من نوع خاص؛ إنه قتل لماء الحياة الذي تحيا به الدنيا كلها؛ فمن نطفة الرجل، وماء المرأة يتخلق الطفل، فإذا وضع هذا الماء في غير موضعه؛ فكأنما قتل هذه الطفل قبل أن يخرج إلى الحياة..
وأي قتل أعظم من أن يخرج إلى الوجود بلا أم تحنو عليه، ولا أب يرعاه، ولا أخ يشد به عضده!!!؟؟
الطفل بين الزوجين يخرج إلى الحياة والجميع يحتفلون به، والطفل من الزنا يخرج والجميع يتمنى موته قبل خروجه، ويحاولون التخلص مه بشتى الطرق، فإذا خرج قذفوه عند أحد الأبواب إن كانوا أرادوا الإحسان إليه...
وتأمل كيف إن الزنا تنتشر به الأمراض، والزواج آمن من كل ذلك، مع أن العملية في الظاهر واحدة..

وأمر ثالث يعين على الإقلاع عن هذه العادة القبيحة:
وهو عاقبة هذا الفعل ونتيجته..
إن العاقل يصده عن الفعل ما يجنيه بعده من الألم، حتى وإن أحس أثنائه باللذة، فما قيمة لذة ساعة يعقبها ألم دائم، أو مرض عضال، أو ألم نفسي قاتل، أو ذهاب البكارة، ونحو ذلك...

وأخيرًا: فليس فعل هذه المرأة من الزنا، بل هو من العادة السرية، والعبث بمكان الشهوة حتى تحصل اللذة..
ولكنها فعلت مع ذلك محظورا آخر، وهو النظر المحرم، وهذا ربما قادها إلى فعل أعظم من فعلها..

أسأل الله لها العافية والسلامة، وأن يحفظها من الشيطان الرجيم، وأن يرزقها الزوج الصالح.

وهذا الربط فيه حديث مشابه لهذا الموضوع:
http://www.t-elm.net/site/news.php?action=view&id=33
أسأل الله أن ينفعك به، وأن يحفظك من كل مكروه.
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شبكة السنة تعرف بالرسول وشخصيته وسيرته بدورة علمية على الانترنت حسناء محمد المناشط الدعوية 2 19-10-13 04:08 AM


الساعة الآن 03:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .