من توفيق الله عز وجل للعبد أن يعرف خطر الأوقات والأنفاس ، وأن يسابق الأوقات بالطاعات

[عائشة صقر]

من توفيق الله عز وجل للعبد أن يعرف خطر الأوقات والأنفاس ، وأن يسابق الأوقات بالطاعات


رأس مال العبد أنفاسه ، فمن سابق سعادته أن يعلم أن كل نفس من أنفاس العمر جوهرة ثمينة ، يستطيع أن يشتري بها كنزًا لا يفنى أبد الآباد ، فتضيعه وخسارته ، أو اشتراء صاحبه به ما يجلب هلاكه ، لا يسمح به إلا أقل الناس عقلاً ، وأكثرهم حمقًا ، فالسعيد من عرف زمانه ، وتاجر بأنفاسه مع الله عز وجل ، فربح على الله عز وجل أعظم الأرباح.
قال الحسن البصري رحمه الله : المبادرة المبادرة فإنما هي الأنفاس ، لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله عز وجل ، رحم الله امرءًا نظر في نفسه ، ثم بكى على عدد ذنوبه ، ثم تلا قوله عز وجل :((إنَّما نعُدُّ لهم عَدًّا)) [مريم:84]. يعني الأنفاس -آخر العدد خروج نفسك آخر العدد فراق أهلك ، آخر العدد دخولك في قبرك. فكل عبدٍ له عدد محدد من الأنفاس ، ويعد لكل واحد من عدٌ تنازلي ، حتى يصل إلى آخر العدد المقدر له ، كان خروج النفس ، وفراق الأهل ، ودخول القبر ، فالسعيد من تاجر بأنفاسه مع الله عز وجل ، فكانت أقواله وأعماله مما يغتبط به في الآخرة ، وترتفع به درجته ، والمخذول من ضيع عمره ، وأنفق أنفاسه فيما لا يعود عليه بالخير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه " صححه الألباني. أي ترك مالا يعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة من الأقوال والأعمال.
وقال بعضهم : من علامة خذلان الله عز وجل للعبد ، أن يجعل شغله فيما لا يعنيه.
يـا من بدنيــاه انشــغل .:. وغــــره طول الأمـل
المــوتُ يأتي بغــتــةً .:. والقبــر صندوق العـمل
كان السلف رضي الله عنهم يبخلون بأنفاسهم أن تنفق في غير طاعة الله عز وجل فملأوا الدنيا عبادة وطاعة لله عز وجل وتمنوا لو واصلوا العبادة بعد الموت.
كان ثابت البناني يقول : يا رب إن أذنت لأحدٍ أن يصلي في قبره فأذن لي.
ودخلوا على الجنيد وكان في النزع وكان يصلي فقالوا له : الآن. قال : الآن تطوى صحيفتي.
ودخلوا على أبي بكر النهشلي ، وكان في النزع ، وكان صائمًا فقالوا له : اشرب قليلاً من الماء. قال : حتى تغربَ الشمسُ.
وبكى أحد السلف عند موته ، فسأل عن سبب بكائه ، فقال : أبكي لأن يصوم الصائمون ولست فيهم ، ويصلي المصلون ولست فيهم.
وكان في التابعين ثلاثين تابعيًا لو قيل لأحدهم : القيامة غدًا ما استطاع أن يزيد شيئًا.
وكانوا يعدون خصال الخير ، ويبكون على أنفسهم أن فاتهم شيءٌ منها.
دخلوا على عابدٍ مريض ، فنظر إلى قدميه وبكى وقال : ما اغبرتا في سبيل الله.
وقال بعضهم : أعد ثلاثين خصلة من خصال الخير ، ليس فيَّ شيءٌ منها.
وكانوا أحرص على أوقاتهم من حرصنا على الدينار والدرهم.
قال رجل لأحد العلماء : قف أكلمك. قال : أوقف الشمس.
وكان أحد العلماء إذا جلس عنده الناس ، فأطالوا الجلوس يقول : أما تريدون أن تقوموا ، إن ملك الشمس يجرها لا يفتر.
قال بعضهم : من علامة المقت ، إضاعة الوقت.
يا من أنفاسه محفوظة ، وأعماله ملحوظة
أينفق العمر النفيس ، في نيل الهوى الحخسيس
جَــدَّ الزمــان وأنت تلعب .:. والعمر لا في شيء يذهب
كم كم تقـول غــدًا أتــوب .:. غـدًا غـدًا والموت أقرب
قال ابن القيم رحمه الله : إضاعة الوقت أشد من الموت ، لأن إضاعة الوقت يقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك من الدنيا وأهلها.
قال ابن الجوزي ما ملخصه : رأيت العادات قد غلبت الناس في تضييع الزمان ، وكان القدماء يحذرون من ذلك.
قال الفضيل : أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة.
ودخلوا على رجل من السلف فقالوا : لعلنا شغلناك فقال : أصدقكم كنت أقرأ ، فتركت القراءة لأجلكم.
وجاء رجل من المتعبدين إلى سرى السقطي فرأى عنده جماعة. فقال : صرت مناخ البطالين ثم مضى ولم يجلس.
وكان داود الطائي يستف الفتيت ويقول : بين سف الفتيت وأكل الخبز ، قراءة خمسين آية.
وكان عثمان الباقلاوي دائم الذكر لله تعالى فقال : إني وقت اٌفطار أحس بروحي كأنها تخرج ، لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر.
وأوصى بعض السلف أصحابه فقال : إذا خرجتم من عندي فتفرقوا ، لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه ، ومتى اجتمعتم تحدثتم.
والذي يعين على اغتنام الزمان الانفراد والعزلة مهما أمكن ، والاقتصار على السلام ، أو حاجة مهمة لمن يلقى.
وقلة الأكل ، فإن كثرته سبب النوم الطويل ، وضياع الليل ومن نظر في سير السلف وآمن بالجزاء بان له ما ذكرته. (صيد الخاطر 497-480).


من كتاب "خواطر إيمانية " لـ د.أحمد فريد.


نفعكنَّ الباري..

بوركتمـ ووفقتمـ..

[عائشة صقر]

سلامـ الله عليكنـَّ ..

أين أنتنَّ ..

أنا أعاني الانتظاااااااار ..

[سمية بنت إبراهيم]

يا ليتنا نفقه هذا
بوركتِ أختي عائشة وجزيتِ كل خير على هذا الموضوع الهام

وفقكِ الرحمن

[دلال]

بارك الله فيكِ
فعلا الوقت هو العمر
سلمت يمينكِ
بانتظار مواضيعك الشيقة

[فراشة مسلمة]

جزاكِ الله خيرا حبيبتى عائش
نحن فى انتظار باقى المشاركات الطيبة

[عائشة صقر]

أشكر للجميع المرور العطر ..
بوركتم ووفقتم ..

[أمةالله]

جميل جميل فعلاً

سلمت يمينك أختاه.

وكنت سمعت مرة شيخاً (لعله الشيخ محمد إسماعيل المقدم) يذكر عن أحد العباد أن سقف بيته كان متهدماً ولم يدر به لأنه لا ينظر للسقف أبداً لأنه فضول نظر وهو يحفظ نظره إلا مما يفيد. وللشيخ حفظه الله مجموعة دروس ماتعة في فضول العادات.

فرحم الله تعالى سلفنا الصالح التي كانت حياتهم كلها لله، ونسأله تعالى أن يحشرنا معهم يوم القيامة بحبنا لهم.

[اختكم فى الله]

جزاك الله خيرا اختى عائشه
بارك الله فيك

[عائشة صقر]

أمة الله >> أشكركِـ من أعماق قلبي على هذه الفائدة ..

أختكم في الله >> وفيكِ بارك الله ..