العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-08, 12:58 AM   #1
مفكرة إسلامية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي الدرس السابع " شرح التوسل المشروع والبدعي والشركي " مفرغ

الحمد لله حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهه ،وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم وآله-، ورضي الله عن صحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

- بعون الله- نستأنف الدرس بعرض سؤالين على الإخوة المشاهدين، ونتلقى الإجابة بعد قليل -إن شاء الله- ، ثم أسئلة على الطلاب الحاضرين.

السؤال الأول للمشاهدين: العبادة لا تقوم إلا على ثلاثة أركان، ما هي هذه الأركان؟

والسؤال الثاني: تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة، وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، أو فصل الدين عن السياسة، أو نحو ذلك له حكم من بنود واقع الشرع وأدلته ما هذا الحكم؟ وحبذا لو يفصل الحكم على ضوء أنواع هذه الضلالات؟

السؤال الآخر للإخوة الحاضرين: وهو مسألة الغيب ذكرنا أن الغيب منه ما هو غيب بحت لا يعلمه إلا الله -عز وجل- وهناك ما هو غائب عن بني آدم لكنه لا يغيب عن طوائف من المخلوقات من هم؟

نعم عبد السلام.

السلام عليكم :إن الله يعلم ما في الأرحام فهو من الغيب، فالملائكة مثلا تعلم حين نفخ الروح قبل أن يعرف مثلا الإنسان.

إيه هذا عن درجات الغيب، الغيب أحيانا قد نقدر أنه غيب وهو ليس بغيب إلا في أمور لم يكشفها العلم، ما كشفه العلم ليس بغيب. نعم لكن سؤالي يعني المخلوقات نفسها هناك أمور غائبة عن بني آدم ليست غائبة عن بعض المخلوقات؛ فلا تعد من الغيب الخالص من هي المخلوقات التي يمكن أن تستكشف بعض الغائب عن بني آدم؟

الملائكة والجان.

نعم؛ فعلى هذا ما تستكشفه الملائكة والجان ليس بغيب -وإن غاب عن المخلوقات- لماذا نقول هذا الكلام؟ لأن بعض الناس إذا رأى ما يجري على أيدي الكهان والمشعوذين ظن أنهم يعلمون الغيب، وهم لا يعلمون الغيب، إنما ينكشف لهم من خلال استعانتهم بالجن والشياطين أمور هي غائبة عن بني آدم.

السؤال الثاني: ما حكم اعتقاد صدق المنجمين والكهان فيما يخبرون به؟ أريد التفصيل . نعم.

أحسن الله إليك يا شيخ. اعتقاد صدقهم كفر- أي نعم: كفر- أما إتيانهم فهو كبيرة من كبائر الذنوب

نعم أحسنت. هذا تفصيل مجمل يعني كاف.

والآن نبدأ على بركة الله بالدرس وصلنا إلى الفقرة التاسعة، وليتفضل الأستاذ معمر في قراءة هذه الفقرة.

أحسن الله إليكم يا شيخ.

بسم الله الرحمن الرحيم.

( تاسعاً: الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يقرب إلى الله- تعالى- من الطاعات المشروعة، والتوسل ثلاثة أنواع:

الأول مشروع: وهو التوسل إلى الله - تعالى - بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسل، أو بدعاء الحي الصالح.

الثاني بدعي: وهو التوسل إلى الله- تعالى- بما لم يرد في الشرع كالتوسل بذوات الأنبياء والصالحين أو جاههم أو حقهم أو حرمتهم ونحو ذلك.

الثالث شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائطَ في العبادة ، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والاستعانة بهم ونحو ذلك).

أحسنت- بارك الله فيك وفيكم- الموضوع هذا من أخطر الموضوعات على عقائد الأمة، وهو مما يكثر فيه الاشتباه واللبس والتلبيس من ِقبَلِ كثير من أهل الأهواء، وهو موضوع التوسل، فأولاً: ينبغي أن نعرف ما المقصود بالتوسل؟

المقصود بالتوسل: هو التقرب؛ وعلى هذا فالتوسل إلى الله هو التقرب إليه، والتقرب محض عبادة، القرب إلى الله محض عبادة، أو عبادة خالصة؛ وعلى هذا فالتوسل المأمور به في كتاب الله وما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب هو: كل ما يقرب إلى الله -عز وجل- مما شرعه الله وشرعه رسوله -صلى الله عليه وسلم- من أنواع الطاعات، والله -عز وجل- شرع من التوسلات - أي: التقربات والعبادات- ما يشبع غريزة الإنسان، ما يشبع روحه وعقله ووجدانه وعواطفه، ويملأ قلبه ويعمره بعبادة الله وطاعته ومحبته ورجائه؛ فلا يحتاج البشر إلى أن يلجئوا إلى وسيلة غير مشروعة؛ فإن في المشروع كفاية.

وعلى هذا فإن التوسل أو التقرب المأمور به في القرآن والسنة هو: ما يقرب إلى الله -عز وجل- من الطاعات المشروعة . وهو ثلاثة أنواع:

النوع الأول: هو التوسل إلى الله -عز وجل- بأسمائه وصفاته، وهو أن تدعو الله -عز وجل- بأسمائه وصفاته، وتتوسل إليه، تتعبد له بذلك من قلب موقن بأن الله مجيب، وأن الله على كل شيء قدير؛ بحيث لا يتطلع قلبك إلى اللجوء لغير الله، بمعنى: أن تعمر قلبك باليقين والإنابة إلى الله- سبحانه- حين يمتلأ القلب بمحبة الله ورجائه وخوفه تملأ قلبك بالإنابة واليقين بأن الله مجيب قادر على كل شيء. فمن هنا تتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته. فهذا هو النوع الأول.

النوع الثاني: التوسل بأعمالك التي تتقرب بها إلى الله : بعباداتك وأعمال القربات، ومعنى ذلك: أن تدعو الله أن يأجرك، أو تدعو الله -عز وجل- بأن يجلب لك نفعا، أو يدفع عنك ضراً بأعمالك التي عملتها فلك أن تقول: اللهم إني أسألك بصلاتي أن تدفع عني هذا الضر، أو تقول: اللهم إني أسألك بمحبة رسولك -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أعظم القربات، بل هي أعظم محبة بعد محبة الله سبحانه؛ فيشرع أن تقول: اللهم بمحبتي لرسولك ادفع عني هذا الضر، أو يسر لي أمري، أو نحو ذلك أي: أن تتوسل إلى الله - عز وجل- بعمل عملته قلبي أو لساني أو بعمل الجوارح.

وهذا ما ورد تفصيله ومثاله في قصة الثلاثة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم صخرة؛ فكل منهم دعا الله -عز وجل- بما كان يتقرب به إلى الله، بأعظم عمل يرجو به الفرج من الله: فواحد دعا بقربته ببر والديه، وآخر ببعده عن الفاحشة إلى آخره؛ فتقربوا إلى الله بأعمالهم سواء كانت فعل القربات، أو ترك المنهيات. كل هذه قربات إلى الله.

فإذن هذا العمل -هذا النوع الثاني- هو من الأمور المشروعة، وبابه واسع لا ينتهي؛ لأن المسلم فيما بينه وبين ربه أعماله قلبية ولسانية وعمل جوارح لا تتناهى.

ثم النوع الثالث: دعاء التقرب أو طلب الدعاء من الصالحين هذا أيضا مشروع لكن له شروطه وضوابطه. وأهم شروط ذلك: ألا تتكل ،ألا تكثر من طلب دعاء الصالحين؛ بحيث يكون الطلب في دعاء الصالحين عند الضرورة، أو إذا جاءت مناسبة، أو في ظرف مهيَّأ كأن يكون هذا الرجل الصالح في مكان فاضل، أو سيعمل عملاً فاضلاً، أو في عبادة خالصة، أو يكون - مثلا- على وشك سفر؛ لأن دعاء المسافر مجاب إلى آخره.

فهذا النوع- أيضا- مشروع لكن الإكثار منه ليس بمشروع لأسباب لعل أهمها:

- أن ذلك يؤدي إلى الاتكال وعدم لجوء الإنسان بنفسه إلى ربه -عز وجل- --- الأمر الثاني- أن هذا يخلط أو يختلط بالأنواع البدعية التي سيأتي ذكر نماذج منها.

ثم إن التوسل من حيث أنواعه العامة ثلاثة أنواع أساسية:

النوع الأول: هو التوسل المشروع وهو الذي ذكرت أقسامه قبل قليل. هذا يسمى مشروعاً، بل مأمور به، بل هو من محض العبادة لله -عز وجل-.

الأنواع الثلاثة التي ذكرتها قبل قليل هي أنواع التوسل المشروع، وهي كثيرة جداً يستغني بها المسلم عن اللجوء إلى الأنواع المشتبهة أو البدعية أو الشركية -لا قدر الله- وهي:

-التوسل إلى الله يعني: دعاءه بأسمائه وصفاته وأفعاله،

- وكذلك الدعاء بالتقرب إلى الله بالعمل الصالح، بعملك أنت لا بعمل غيرك،

- والنوع الثالث -كما قلت-: أن تطلب من الصالحين الدعاء لك.

ولا أنسى -أيضاً- أن أضيف مسألة : أنَّ طلب الدعاء لا يلزم أنه يكون دائما ممن هم على الكمال في الصلاح؛ لأن الكمال صعب، لكن- أيضاً- ممن قد يكون في دعائهم لك خصوصية، أو أحرى بأن يكون دعاؤهم لك مجاباً مثل الوالدين، مثل الأقارب، مثل الرحم الذين تصلهم، مثل الناس الذين تبرهم وتحسن إليهم لا مانع من أن تطلب منهم الدعاء- ولو لم يكونوا على درجة من الصلاح- ، بل لو طلبت من أي مسلم أن يدعو لك في مثل هذه الظروف لجاز، لكن الرجل الصالح أحرى بأن يُقبل دعاؤه.

إذن: أعود إلى النوع الثاني من أنواع التوسل مما ذكرنا وهو:

البدعي : ما معنى البدعي؟ يعني: أنه غير مشروع لكن لا يصل إلى حد الكفر أو الشرك الذي يخرج من الملة، النوع البدعي هو: التقرب إلى الله -عز وجل -بما لم يرد به الشرع ما لم يكن شركاً، كالتقرب بذوات الأنبياء - طبعاً ما عدا النبي -صلى الله عليه وسلم- -نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-- في حياته سيأتي الكلام عنه فله استثناء؛ لأنه كان الصحابة يتبركون، وهذا التبرك هل يدخل في معنى التقرب أو لا أو التوسل أو لا؟ هذه في الحقيقة فيها تفصيل؛ لأن التوسل أحيانا يقصد به التبرك؛ فمن هنا التبرك بذات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأشيائه مشروع في حياته، وما بقي منه بعد وفاته. ولا شك أنه بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة قرون لم يعد هناك أشياء بقيت؛ فمن هنا ينقطع هذا النوع من التبرك.

قد يسميه بعض الناس توسلاً؛ لكن التوسل بالذوات سواء ذوات الأنبياء والصالحين أو بجاههم أو حقهم أو حرمتهم ونحو ذلك هذا من البدعة؛ كأن تقول: اللهم إني أسألك بحرمة فلان، اللهم إني أسألك بعمل فلان الرجل الصالح أو النبي أو غيره، أو تقول: اللهم إني أسألك بجاه الولي فلان أو النبي بفلان كل هذا لا يجوز بدعي؛ لأن ذلك لم يرد به الشرع، ولأن هؤلاء وغيرهم جاههم لهم، وحقهم حق لهم، وحرمتهم لا يتعدى نفعها للآخرين إلا بإذن من الشرع ، لو جاء به الشرع كان على العين والرأس؛ ولذلك لما جاء الشرع بالتبرك بذات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأشيائه أخذناه على العين والرأس، ولا يجوز أن نماري في ذلك ولا نجادل؛ لأنه جاء به الشرع، فهذه خصوصية له -صلى الله عليه وسلم- لكن بالنسبة للتوسل الذي هو التقرب فإنه لا يجوز للإنسان أن يتقرب إلى الله، أو يطلب إلا من خلال الأنواع الأقسام الثلاثة التي ذكرتها قبل قليل.

إذن الطلب طلب الانتفاع أو دفع الضر بجاه الآخرين أيًّا كانوا أو بحقوقهم أو بحرمتهم أو بذواتهم أو بالأشياء أيضا -حتى لو لم يكن من العقلاء أو من المكلفين أو من الصالحين- الذي هو التقرب إلى الأحجار أو الأشجار أو نحو ذلك ما لم يكن شركاً فهو بدعة.

النوع الثالث: التقرب أو التوسل الشركي، وهو الذي يكون بصرف نوع من أنواع العبادة لغير الله -عز وجل-. وأكثر ما يقع فيه المشركون، وهو الذي عليه أكثر الجاهلية الذين بعث فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدهم من المشركين هو اتخاذ الوسائط في العبادة من دون الله ، الذين وصفهم المشركون بقولهم: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [ الزمر: 3 ] زعماً منهم بأن هذه الوسائط أقرب إلى الله من ملائكة أو نبيين أو صالحين أو حتى أشجار أو أحجار أو مزاراتٍ أو مشاهدَ أو غيرها يزعمون أنها لها مكانة عند الله -عز وجل-فيزعمون أن توجيه العبادة لها لتقربهم إلى الله،لتتوسط لهم عند الله هذه الوسائط هي معبودات وفعلهم شرك؛ والله- عز وجل- نص على ذلك؛ لأنهم حينما قالوا: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [ الزمر: 3 ] فإن الله حكم بشركهم بنص كتاب الله- عز وجل- بشركهم، أو بأنهم أشركوا بهذه الوسيلة.

إذن هذه الوسيلة أو التوسل الشركي أكثر ما يقع في اتخاذ الوسائط من دون الله بمعنى: أن كثيرين من المشركين يزعمون أنهم لا يعبدون هؤلاء عبادة خالصة، لكن يعبدونهم من أجل أن يقربوهم إلى الله، أو يدعونهم دعاء فيما لا يجوز إلا لله من أجل أن يقربوهم إلى الله، ومنهم من يقصر العبادة على هؤلاء، ومنهم من يشرك في العبادة بمعنى: يعبد الله من وجه، ويعبد هذه المعبودات من وجه آخر، وهذا كله شرك سواء وجه العبادة لهذه المخلوقات من دون الله، أو أنه يعبد الله أحيانا، ويعبد هذه المخلوقات أحيانا كما يكون من المشركين :إذا مسهم الضر دعوا الله- وحده- ، وإذا أمنوا أشركوا به، فهذا أيضا صنف من أصناف الشرك.

إذن الشرك هذا الذي هو التوسل الشركي أنواع أشهره: هو اتخاذ الوسائط، ويعني غالبا يكون بدعائهم من دون الله وطلب الحوائج من جلب نفع أو دفع ضر مما لا يقدر عليه إلا الله من استعانة بهم ونحو ذلك.

وأحياناً يكون ذلك على شكل توجه قلبي أعني بهذا أن من أنواع الشرك التي يقع فيها كثير من الأمم، ويقع فيها أفراد من أصحاب الفلسفات والعُبَّاد الذين يسلكون مسالك العبادة عبر التفكر لا عبر الممارسات ، هؤلاء يوجهون عقولهم وقلوبهم إلى غير الله، ولو لم يعملوا بطقوس أو عبادات مباشرة؛ فإن ذلك من الشرك، وهذا شرك أصحاب الحلول والاتحاد ووحدة الوجود وشرك كثير من مشركي الفلاسفة وكثير من أصحاب الاستكبار عن التوجه إلى الممارسات التي تمثل الطقوس التي هي ممارسة العبادة العملية أعني بذلك أنه لا يلزم من الشرك أن يكون يعني فقط ممارسة عملية من دعاء لساني أو عمل سجود أو ركوع لغير الله ونحو ذلك، بل أحيانا بل كثيرا ما يكون الشرك هو توجه القلوب والعواطف والعقول إلى غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، تقديس غير الله.

فهذا النوع من الشرك قد تقع فيه بعض الفرق وبعض الأفراد ممن ينتسبون للإسلام؛ ولذلك يجب على المسلمين أن يناصحوا هذا الصنف، وأن يبينوا لهم خطورة هذا المسلك حينما يدعون الموتى من دون الله، أو حينما يدعون الأحياء أو الأموات، أو يدعون الأشياء من المزارات والآثار والمشاهد وغيرها حينما يدعونها من دون الله، أو يصرفون لها نوعاً من الشرك كالسجود أو الركوع أو الصلاة أو الطواف.

وهذا من الشركيات الظاهرة في بعض بلاد المسلمين التي قد يغفل عنها كثير ممن يراها ممن يشاهدون هذه الشركيات، إما لأنهم اعتادوها واستمرءوها فما ظنوا أنها شركيات، أو أنهم لم يقع في خلدهم أن هذا نوع شركي.

نعم يكون هناك من جهلة المسلمين من لا يظن أن هذه الأمور شرك؛ فيقع فيها أو يقرها جهلاً منه، فينبغي التنبه لمثل هذه الأعمال أي: عندما يوجه أي إنسان يعني العبادة لغير الله سواء بلسانه بدعاء، أو بجوارحه من سجود أو ركوع أو طواف أو غيره فإنه ينبغي أن ينكر هذا الشرك، ويبين خطورته، وقد يكون بعض الجهلة لو نُبِّهَ لانتهى عن ذلك؛ بل ما أحسب أن مسلماً يعرف أن هذه الأعمال خطيرة على دينه وعقيدته، وأنها قد توقعه في الشرك إلا وسينتهي إذا أنكر عليه بالرفق.

ومن هنا أحب- أيضا- أن أشير إلى أمر يقع فيه الكثير ممن ينكرون هذه المنكرات، وهو أنهم قد يستعملون أساليب فيها نوع من الاستفزاز والتنفير بدعوى أن هذا الشرك شنيع.

أقول: كون بعض الناس يقع في شرك شنيع لا يبرر أن ينكر عليه بالعنف؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف) ، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه ) ؛ فأهيب بكل مسلم يرى من بعض المسلمين بعض هذه المظاهر وإن كانت شديدة وشنيعة أن يرفق بهم، وأن يبين لهم وجه الحق بأسلوب لين ناصح مشفق، وأن يغير من الأساليب إذا وجد أن أسلوبه لا يناسب،أو لا يطاع، فينبغي أن يغير ويوجه الناس بشيء من الرفق والرزانة والهدوء؛ فليس عليه أن يهدي الخلق، الهداية بيد الله -عز وجل- إنما عليه أن ينصح. تفضل في القاعدة العاشرة.

( عاشراً: البركة من الله- تعالى- يختص بعض خلقه بما يشاء منها فلا تثبت في شيء إلا بدليل، وهي تعني كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته ولزومه.

وهي في الزمان: كليلة القدر، وفي المكان: كالمساجد الثلاثة، وفي الأشياء: كماء زمزم، وفي الأعمال: ككل عمل صالح مبارك، وفي الأشخاص: كذوات الأنبياء. ولا يجوز التبرك بالأشخاص لا بذواتهم ولا آثارهم إلا بذات النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما انفصل من بدنه من ريق وعرق وشعر؛ إذ لم يرد الدليل إلا بها، وقد انقطع ذلك بموته -صلى الله عليه وسلم- وذهاب ما ذكر.

الحادي عشر: التبرك من الأمور التوقيفية؛ فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل).

أحسنت. الحقيقة أن القاعدة الحادية عشرة هي القاعدة التي يبنى عليها التفصيل؛ فنبدأ بها قبل العاشرة، وهي أن البركة: وهي النمو والزيادة وتعدي النفع النفع المتعدي إلى الغير من الأمور التوقيفية، فلا يجوز التماس البركة، أو التماس النفع إلا بما ورد به الدليل.

والمقصود بذلك أن تعدي أو خروج المنفعة من ذات إلى أخرى، أو من شخص إلى آخر المنفعة الغيبية ليس المنفعة المادية التي يعطيها الإنسان المنفعة التي هي البركة التي يهبها الله لمن يشاء هذه المنفعة غير متعدية إلا ما ورد الشرع أن فيه منفعة أو بركة متعدية؛ فعلى هذا فالتبرك أي التماس البركة من شيء، التماس الانتفاع من شيء على وجه غير منظور، على وجه غيبي. التماس البركة والنفع من الأمور التي يجب أن لا نعتمدها إلا بما ورد به الدليل؛ لأنها أمر غيبي، وجميع الأمور الغيبية قلنا ماذا ؟ توقيفية لا يجوزأن نقول بها إلا بدليل؛ فعلى هذا فلا يجوز التبرك أي: التماس البركة، التماس النفع الغيبي إلا بما ورد به الدليل من القرآن والسنة.

ثم نرجع إلى أصل القاعدة، وهي أن البركة أي: النفع المتعدي من ذات إلى ذات، أو من شيء إلى شيء غير منظور غير النفع المادي . المادي هذا لا يحتاج إلى تقرير، لكن النفع غير المنظور - الانتفاع من شيء إلى شيء، من شخص إلى شخص الانتفاع المتعدي وهو البركة- إنما هي من الله عز وجل يهبها لمن يشاء، وفيما ما يشاء من الأشخاص والأشياء.

وعلى هذا لا بد من دليل؛ فالله -عز وجل- اختص بعض خلقه بالبركة المتعدية للآخرين؛ فيختص بعض خلقه سواء من أشخاص أو من أشياء بما يشاء من البركة، والبركة أنواع فلا تثبت في شيء إلا بدليل؛ وعلى هذا فإذا كانت البركة المتعدية تعني كثرة الخير وتعديه للآخرين فإنا إذا تأملنا، أو حتى ثبوت البركة ولزومها في شيء حتى لو لم تتعدَّ إذا عرفنا أن هذا لا يكون إلا بدليل؛ فلنلتمس الأدلة أو نلتمس الأشياء التي ورد فيها بركة بالأدلة.

هذا يعرفه أهل العلم: الله- عز وجل- بَيَّنَ لنا من خلال ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأشياء المباركة جملة وتفصيلا.

فأولا : في الأزمنة: نجد ليلة القدر ليلة مباركة بالنص، ونجد يوم عرفة يوما مباركا، ونجد ليالي عشر رمضان وأيام عشر ذي الحجة كذلك مواسم مباركة، ومثلا شهر رمضان موسم مبارك وهكذا؛ فإذن هذه وردت فيها النصوص.الأزمان التي وردت فيها النصوص أنها مباركة؛ فنقف عند هذا النوع من البركة، ما هذا النوع من البركة؟ أحياناً تكون البركة في الزمان- في الأعمال الصالحة التي تجري فيه- ، وهو الغالب أغلب ما يجري من البركة في الزمان فيما يكون عظيماً في الأعمال الصالحة التي تجري فيه، وأحيانا تكون البركة من وجهين: من وجه مضاعفة الأعمال، ومن وجه أن الله - عز وجل- يقدر فيه أقداراً فيها خير للأمة كليلة القدر. هذا في الزمان.

في الأمكنة كذلك: المساجد الثلاثة مباركة من حيث أنها تضاعف فيها الحسنات، ومن حيث أنها لها حرمة تخصها، تضاعف فيها الحسنات إما مضاعفة مطلقة، أو مضاعفة الصلاة، كما ورد في النصوص على خلاف بين أهل العلم.

كذلك هناك أشياء لا هي زمان مطلق ولا مكان مطلق لكن أشياء، هناك أشياء مباركة وبركتها متعدية مثل: ماء زمزم، ماء زمزم مبارك وهو( لما شرب له). وقد وردت النصوص الصحيحة في ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كذلك وردت البركة في أشياء مثل السحور النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:

( تسحروا فإن في السحور بركة ) وهذه البركة مطلقة، صحية وغير صحية، معنوية وحسية.

وكذلك القرآن كلام الله فهو كلام مبارك، فيه هدىً للقلوب، فيه نور، فيه صلاح، فيه شفاء للنفوس والقلوب والأرواح، فيه شفاء للأجسام فهذه البركة متعدية في كلام الله -عز وجل- وهو القرآن.

كذلك في الأعمال: كل عمل صالح مخلص لله، كل ما يعمله المسلم من عمل صالح بإخلاص فهو مبارك، وبركته له لا تتعدى إلى غيره؛ لأن البركة كما قلت فيها ما هو متعدٍ، وفيها ما هو غير متعدٍ، فبركة ماء زمزم مثلا متعدية لكن العمل الصالح مبارك لكنه ينفع صاحبه لا ينفع غيره.

في الأشخاص أيضا: ذوات الأنبياء مباركة، وذات النبي -صلى الله عليه وسلم- خصت بالبركة؛ ولذلك ذوات الأنبياء ورد أنها مباركة، لكن لا يجوز التبرك بها، وورد أن ذات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأشياءه مباركة ويجوز التبرك بها؛ لورود النص؛ ولأن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يتبركون بذات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجسمه ولباسه وشعره وكل ما يخرج منه، بل حتى في أشيائه، بخاتمه وبسيفه وبكل ما يتناوله النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأشياء والأثاث وغيره، فهذه البركة بركة متعدية وردت فيها النصوص والصحابة عملوها وقرهم على ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانوا يتزاحمون أي: الصحابة -رضي الله عنهم- على أشياء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذاته تبركاً بها تبركاً فعلياً مباشراً فهي بركة متعدية.

وقلنا كذلك: ما انفصل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من بدنه من ريق وعرق وشعر، وقد انقطع ذلك كله- أي: ما يتعلق بذات النبي -صلى الله عليه وسلم- --- انقطع بموته.

أما ما يتعلق بأشيائه فما بقي منها يتبرك به، لكن لنعلم -وهذا أمر مهم- أنه لم يبق من أشياء النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد القرون الثلاثة الفاضلة شيء. آخر ما أثر شعرات من النبي -صلى الله عليه وسلم- في القرن الثالث عند بعض أهل العلم. بعده لا يعرف شيء.

نقول هذا؛ لأن استغل بعض السذج من المسلمين من قِبَلِ بعض الدجالين والجهلة في أن هناك أشياء للنبي -صلى الله عليه وسلم- كما يزعم بعض الهراصين -موجودة؛ فيتعلق الناس بها، وهي لا توجد على وجه الحقيقة، ولعل في ذلك حكمة يعني: كون أشياء النبي -صلى الله عليه وسلم- انقطعت وانتهت لا شك أن لله في ذلك حكمة نعم.

( الثاني عشر: أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:

الأول مشروع: وهو زيارة القبور؛ لتذكر الآخرة وللسلام على أهلها والدعاء لهم.

الثاني بدعي: ينافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله- تعالى- والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو إهداء الثواب عندها والبناء عليها وتشخيصها وإسراجها واتخاذها مساجد، وشد الرحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع.

الثالث شركي: ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر كدعائه من دون الله والاستعانة والاستغاثة به والطواف والذبح والنذر له ونحو ذلك.)

أحسنت. موضوع التوسل وموضوع التبرك يتفرع عنه أعمال يقع فيها الكثيرون، وأكثر ما يكون من هذه الأعمال ما يجري حول القبور؛ لأن الناس ممكن أن تستعطف عواطفهم تجاه أمواتهم، ويستغل كثير من الجهلة أو المرتزقة أو أهل البدع عاطفة التقرب أو عاطفة الولاء بين الأحياء وبين موتاهم؛ فيدخلون كثيراً من وجوه الأعمال غير المشروعة بعضها قد يصل إلى الشرك أي: ما يعمل عند القبور، وبعضها قد يكون من البدع المغلظة، وبعضها قد يكون من التبرك غير المشروع والتبرك البدعي، وكل هذا يقع؛ لأن الناس يعني عند زيارتهم للقبور يعني يجدون من أصناف المغريات في الوقوع في هذه المنهيات الشيءَ الكثير لا سيما بعدما أسرجت القبور واتخذت فوقها القباب والمساجد ووضعت عندها الأوقاف والمنافع؛ فالإغراءات بالوقوع في البدع والمنهيات كثيرة جدا، وكما قلت: لعل من أعظم الإغراءات أن هناك من ينتفعون ببدع القبور؛ وقد رأينا من هذا الصنف العجب أي: الذين ينتفعون ببدع القبور من استدرار الأموال من العامة، بل ومن الفقراء، نجد الفقير يعيش زمناًً طويلاً ليحصل دريهمات؛ فيذهب بها عند سادن القبر، فيلقيها كلها من أجل أن يمكنه سادن القبر من أن يدخل على ذلك الميت؛ فيتوسل إليه، أو يدعوه من دون الله، أو يتبرك به ليجلب له نفعا، أو يدفع عنه ضرا، وهذه مهلكة في الدين والدنيا. وهذا الفقير المسكين ربما يكون خسر عقيدته وخسر ماله، وذاك المنتفع الدجال ربما أيضا تمسى باسم الدين، ولبس لباس الأولياء، والغالب أنه يكون من الكاذبين.

على أية حال هذه مأساة من مآسي المسلمين الكثيرة، وهي من أعظم أسباب ذلهم وهوانهم وفرقتهم وتنازعهم الذي هو سبب الفشل؛ لأن الله -عز وجل- قال: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [ الأنفال: 46 ] .

والتنازع في الدين والعقيدة ، التنازع في عبادة الله -عز وجل- إذن أفعال الناس عند القبور وزيارتها على ثلاثة أنواع:

النوع الأول مشروع: وهو الذي عليه عامة المسلمين وغالبهم، وهو الذي كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته والتابعون وسلف الأمة وغالب المسلمين الذين هم على الفطرة لم تجتذبهم البدع والأهواء ،غالبهم على هذا الوصف، وهو الزيارة المشروعة التي هي من القربات، وهو أن تزور أصحاب المقابر تخص وتعم من أجل:

أولا: السلام عليهم، السلام عليهم تسلم عليهم السلام المشروع: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، رحم المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر اللهم لنا ولهم) ، ونحو ذلك من الأدعية المشروعة، وما يناسب أيضا من الدعاء الذي لا يكون فيه عدوان ولا ابتداع إلى آخره.

فالسلام هذا حق للأموات، ولا مانع أن يكون -بل ينبغي- أن يكون عاما وخاصا، فإذا جئت إلى المقبرة تسلم سلاما عاما، بل ينبغي إذا مررت بالمقبرة وأنت مارّ حتى ولو لم تدخل ولم تلج ينبغي أن تسلم على الأموات عموما، والله -عز وجل- يبلغهم، أو يعطيهم المقدرة على إبلاغ السلام ويردونه.

والأمر الثاني: زيارة القبور شرعت من أجل الاتعاظ وتذكر الآخرة، وفي هذين الغرضين ما يشبع رغبة المسلم تجاه إخوانه الأموات؛ لأن المسلم تعلق قلبه بالأموات من هاتين الناحيتين: من ناحية أن ينفعهم؛ فينفعهم بالدعاء، ومن ناحية أن ينتفع بحالهم؛ فينتفع بالاتعاظ؛ لأن المسلم إذا مر بأهل المقابر وتصور ما هم عليه، وأن منهم ما هو على خير، ومنهم من قد يكون على أمر خطير؛ فيتذكر أنه- ولا بد أن يكون من ضمن هذا الصنف - من الذين فارقوا الدنيا، وأنه لا بد أن يكون رهين هذه الحفرة وهي القبر، وأنه سيجري له ما جرى لهم؛ فمن هنا يتذكر ويلين قلبه، ويخشع لله عز وجل، ويخاف الله، ثم يتقرب إلى الله ويحسب حسابا للموت؛ ولذلك كان كثير من الصالحين لا يكتفي بمجرد زيارة المقابر- مع أن في هذا كفاية للاتعاظ- ؛ بل ربما يلقي بنفسه في القبر، ثم يبدأ يحاسب نفسه وكأنه هو الميت، أو كأنه سيدفن قريبا، وكثير من الصالحين أيضا من أجل أن يروض قلبه على الاتعاظ والتقرب إلى الله عز وجل، و تذكر الموت والآخرة يحفر قبره بيده؛ ليكون أكثر تهيؤاً، وهذه كلها من الأمور المشروعة.

إذن زيارة القبور في المشروع فيها كفاية، وباب المشروع فيها واسع من السلام والدعاء على الأموات وتذكر الآخرة. هذا النوع الأول.

النوع الثاني: زيارة بدعية: تنافي كمال التوحيد بمعنى أن الإنسان لا يخرج منها من ملة الإسلام، ولا يقال : إنه أخلَّ أو إنه عمل ما يناقض التوحيد؛ لكن ينقص توحيده ويقع في البدع، وربما يكون هذا النوع وسيلة من الوصول إلى الشرك؛ بل كان سببا في وقوع طوائف من جهلة المسلمين في الشرك ، فالنوع الثاني: بدعي أي: ارتكاب بدع في زيارة الأموات، بدع في المقابر وزيارة القبور، وهو أن يقصد عبادة الله- عز وجل-، أو التقرب بأي قربة لله -عز وجل - عند المقابر، أو عند الأموات، أو عند القبور، وربما تكون الوسائل لهذا يعني هي الظاهرة عند كثير من الناس.



توقيع مفكرة إسلامية
نرجو من الجميع الإطلاع عليها , والالتزام بها -بارك الله فيكن-
وَأَرْجُوهُ رَجَاءً لا يَخِيْبُ ~
مفكرة إسلامية غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .