محاسبة النفس...اين نحن منها...في زمن الغفلة؟

[بشرى التائبة]

[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"] أخواتي يمضي العمر بنا سريعا ,وتمر الأوقات تلو الاوقات,واليل والنهار يعملان فينا ,فهل فكرنا يوما ان نحاسب أنفسنا على ما نعمل نحن فيهما؟[/grade]
فهيا اخواتي نوقف اندفاع هذه النفس,وغفلتها,ولنذكر انفسنا ان الكيس من دان نفسه,وحاسبها قبل الفوت.
[frame="6 80"]يقول الامام الجليل ابن القيم في كتابه{اغاثة اللهفان من مصايد الشيطان}[/frame]
محاسبة النفس نوعان,نوع قبل العمل ونوع بعده.
[hr]#ff0000[/hr] أما النوع الأول :فهو ان يقف عند أول همه وارادته,ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه.
قال الحسن البصري رحمه الله:{رحم الله عبدا وقف عند همه,فان كان لله مضى,وان كان لغيره تأخر.}
أما النوع الثاني:محاسبة النفس بعد العمل,وهو ثلاثة انواع,
1-محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى,فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي.
وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور:وهي الاخلاص في العمل, والنصيحة لله فيه,ومتابعة الرسول فيه,وشهود مشهد الاحسان فيه,وشهود منة الله عليه,وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله.
فيحاسب نفسه:هل وفى هذه المقامات حقها؟وهل اتى بها في هذه الطاعة؟
2 -أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرا له من فعله.
3-أن يحاسب نفسه على أمر مباح,أو معتاد:لم فعله؟وهل أراد به الله والدار الآخرة؟فيكون رابحا,أو أراد به الدنيا وعاجلها؟فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
فهيا أخواتي ,نقيد جموح هذه النفس,ولنجعل لها وقفات تلو الوقفات للمحاسبة والسؤال,لعل الله يتجاوز عنا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه,
هيا أخواتي نجدد النية,ولا نتبع هذه النفس الأمارة بالسوء هواها,
هيا ننفض عنا غطاء الغفلة{وما اثقله من غطاء},
هيا ندفع ونقاوم تيارها الجارف الذي ما انجرف معه الا هالك,
هيا نقيد هذه النفس بقيود واثقة ,قيود المحاسبة والمحاكمة العادلة,
عسى الله أن يخفف عنا ,ويجعلنا ممن حاسبوا انفسهم قبل ان يحاسبوا.