05-01-10, 10:07 PM | #1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
دعوة الناشئة إلى أمور الدين التأصيلية والتأسيسية
دعوة الناشئة إلى أمور الدين التأصيلية والتأسيسية
الدعوة إلى الله واجب كفائي على الأمة الإسلامية ، وبالدعوة إلى الله كنا خير أمة كما قال تعالى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿110﴾ } سورة آل عمران ، ويزيد هذه المهمة العظيمة شرفاً ، ومكانة أنها مهمة الرسل والأنبياء ، وهم من اختارهم الله تعالى لحمل رسالته قال تعالى : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿108﴾ } سورة يوسف ، بالدعوة إلى الله يستقيم الأمر المعوج ، وتعمر الأرض بالعدل ، وتغمر الديار ببركات الله ورضوانه . ولنصل إلى هذا الخير كله على الدعاة أن يضعوا أيديهم على الجرح النازف في جسد الأمة الإسلامية ، وينظروا إلى مواضع الخلل في المجتمع ليقوموه، وإلى مواطن الضعف ليدعموه، حتى لا نكون كمن أصلح القالب وأهمل القلب . ولعل أكبر هذه الجراح النازفة هم الناشئة من أبناءنا ، ما نزف هذا الجرح إلا بطعنة عدو تبعتها طعنات وطعنات من منافق غادر !!! إن الجيل المسلم الناشئ اليوم هو أكبر شريحة مستهدفة من الأعداء ، باتت عقيدتهم في خطر عظيم ؛ لأن هناك ظاهرة نابتة خطيرة آخذة بالانتشار ، ألا وهي فتنة التشكيك والإلحاد . هدف العدو اليوم هو إيجاد جيل متشكك في كل أصول دينه ، ولأجل بلوغ مرماهم اتخذوا وسائل عديدة كإثارة البلابل والقلاقل على الرموز الشرعية ، وإضعاف ثقة الناس بعلمائهم الأفاضل، وإظهارهم تارة بمظهر المتدينين الرجعيين، وتارة بالمغالين المتطرفين ، وأخرى بالانتهازيين والخونة لعامة الأمة . ومن وسائلهم الشيطانية أيضا وضع ثوابت الدين على مائدة النقاش هل تقبل أم ترد ، ليطمسوا مبدأ التسليم قال تعالى :{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴿36﴾ } سورة الأحزاب ، وغيرها من الوسائل التي بات أثرها ملموساً ، محسوساً على نفوس أبنائنا يصعب التغافل عنه ، ولا أنسى طالبة الثانوية في إحدى مدارس تحفيظ القرآن الكريم التي سألت معلمتها : الكل يقول بأن دينه هو الدين الحق؛ اليهودي يقول أنا على حق وكتابي هو الحق ، والنصراني ، والمسلم كذلك ما أدراني أن أكون أنا على ضلال ولكني أرى نفسي على حق ؟!! إنها على شك في دينها ، وكتابها فهل بعد هذا المصاب مصاب! والسؤال الآن هو : كيف للدعاة أن يوقفوا هذا النزف في جسد الأمة ؟ الجواب هو : بالاهتمام بالدعوة إلى أصول الدين ، وثوابته، وترسيخ دعائمه في نفوس المسلمين وبالأخص الناشئة ، وعدم الانكباب على الظواهر الدينية التي تعتبر أقل أهمية من سابقتها . فهذا منهج من مناهج الدعوة إلى الله ، والمتتبع لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام يجد أن هذا هو منهجه الذي ابتدأ به دعوته، فلم يبدأ عليه الصلاة والسلام بالتشريعات إلا بعد ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوس المسلمين ، واليوم أصل التوحيد بفضل من الله موجود لكن يحتاج إلى تثبيته في نفوس أبناءنا وتقوية الاعتزاز به ليكون لهم درعاً واقياً من الانحراف الديني ؛ لأنه كما قال رب العالمين : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿24﴾ }. سورة إبراهيم إن من الضرورات التي لا بد أن تراعى في الدعوة إلى الله معرفة الأولويات ، والموازنة بين المهمات فلا نهتم بجانب ونغفل الآخر ، ولا نبدأ بالمهم ونؤخر الأهم . يقول فضيلة الدكتور عدنان آل عرعور في مقال ثري له بعنوان الدعوة إلى الأسس والتأصيل قبل الفروع والتمثيل : ... إن هذه القاعدة من قواعد الدعوة المنهجية وهي عظيمة النفع كبيرة الأثر ، ثم بين بعض ثمار التأصيل بقوله : * إنّ حُسن طرح التأصيل وبيانه، يُسهّل على الداعية - فيما بعد - الحكم على كثير من المسائل التي يفعلها المدعوون مما يخالف الشرع ، ويصبحون أَفْضَلَ قبولاً لأحكام التمثيل إذا ما سمعوها. * إن الدعوة إلى التأصيل لا تجد معارضة كما تجد الدعوة إلى التمثيل، إذ تجد معارضة شديدة من الناس؛ لذا كانت الدعوة إلى التأصيل أيسر للداعية، وأبعد عن الصدام والعرقلة. * إن الحكم على التمثيل لا ينتهي، ففي كل ساعة أحداث، وفي كل يوم بدع ، ولكل قوم عادات، فلو أراد الدعاة أن يتتبعوا كل هذا في دعوتهم، لانشغلوا وأشغلوا. وأما الدعوة إلى التأصيل فهي: تَعلُّمٌ لأحكام التمثيل كلِّه، مما يوفر الوقت، ويدخر الجهد، ومن تعلم التأصيل سهل عليه الحكم على التمثيل، ولا عكس.أ.هـ إن الواجب على كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله أن ينصر دين الله لينصرنا الله ، ويرفع عنا الهوان والضعف . علينا أن نصون فكر، وعقيدة أبنائنا ، وأن نرسخ في نفوسهم حب الدين, والولاء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وبغض كل ما يعادي الدين . علينا أن نجعل حب الله والرسول عليه الصلاة والسلام يجري في عروقهم من خلال عرض المعجزات الإلهية ، والإعجازات العلمية التي توصل إليها علماء هذا العصر، وفي المقابل لنهتك ستر العلمانيين ، والمستشرقين ونظهر مرادهم الدنيء , ولنبين مساوئ كل دين غير الإسلام ، وسلبيات المجتمع الغربي الذي يقدسه كثير من أبنائنا المسلمين. ولنجعل صوب أعيننا في كل حين وعند وقوع أي مصاب قول الله تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿69﴾ } سورة العنكبوت ، ونسأل الله تعالى التوفيق والثبات على الأمر وحسن القول والعمل . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[بحث] فوائد من فقه الصيام | لبنى أحمد | فقه الصيام | 12 | 11-12-13 02:23 AM |
أحوال الأشقياء والمقتصدين والأبرار والسابقين | أم عبيدة | روضة التزكية والرقائق | 0 | 07-12-07 03:59 AM |