العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-11, 02:36 PM   #11
إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة مستوى متقدم |
دورة ورش (3)
افتراضي

لآلئ الدعوه ..
ماكتبتِ لآلئ ودرر استمري بارك الله فيك



توقيع إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس
دعوة للتأمُّل .. وزيادة الإيمان ..
طريق النرويج عبر المحيط الأطلسي،، سبحان الله!

اذكروني بالخير }
واجعلوني في حلّ
إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-11, 12:13 AM   #12
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي








توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-11, 11:09 AM   #13
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أخواتى فى اللـــــه
مع أنوار كتاب الله المنير ...... نعيش معاً فى رحاب آية
نقف عليها , نتأملها ............. نتدبرها , و نعمل بها


مع وقفة جديدة من كتاب اللـــه





اللهم ارزقنا حب كتابك و فهمه و العمل به .




قال الله تعالى: فى سورة
الجـــاثيــــة

(هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29)



من أسرار يوم القيامة استنساخ الأعمال وحضورها
وقد جاء في القرآن ذكر استنساخ الأعمال
لم يكن يفهم من هذه الآيات إلا أن الأعمال تكتبها الملائكة في كتاب كل إنسان، من خير أو شر، ولا يترك شيء دون كتابة، مهما بلغ من الصغر، والإنسان يحاسب على ما كتب له في سجل أعماله هذا الفهم الذي لا يتصور غيره






ثم دار الزمان وإذا بالإنسان يستطيع أن يرسل صوته إلى أماكن بعيدة لا يقع عليها بصره، ثم استطاع أن يسجل صوته، ويحفظه، ويعيد سماعه ثم بعد قدرته على التصوير، وإثبات صورته على ألواح، وأوراق، استطاع أن يحفظ صورًا متتابعة له، ويعرضها بسرعة وكأنها تتحرك، ثم بعد ذلك استطاع دمج الصوت مع الصورة، فتراه متحركًا وتسمع صوته ثم بعد ذلك استطاع فعل ذلك مع حفظ جميع الألوان في المكان، فترى المكان والإنسان والأشياء وتسمع ما جرى من أصوات فيها، وكأنك تنظر بعينيك إلى حقيقة وواقع وليس إلى صورة وكل ذلك يحفظ ويعرض في حياة أصحابه وبعد موتهم، فاليوم نرى أحداثًا حدثت في الحرب العالمية الأولى، والثانية، وكثير منا لم يعايش شيئًا منها بل هناك أقدم من ذلك مشاهد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر





فما نراه ونشاهده نسميه فِلْمًا، أو لقطة مصورة، وهو في الحقيقة استنساخ لعمل بعض الناس، أو الجماعات، في مكان ما، وزمان ما، وما نراه هو نسخة من تلك الأعمال، ومن هذه النسخة نستطيع أن نستنسخ عددًا غير محدود من النسخ وبهذا الفعل أصبحنا نرى نسخًا لأفعال أموات قد هلكوا منذ زمن ما أحدثوه في حياتهم





بعد هذا الذي حدث استطعنا أن نفهم قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29)﴾ الجاثية، فإذا كان البشر استطاعوا أن يستنسخوا أعمالهم فكيف بالذي خلقهم؟! وهو الذي أذن لهم بفتح باب هذه العلوم ليعرفوا بها قدرة الله، وأن الله لم يكن جاهلاً بما سيفعله البشر ويتوصلون إليه، عندما أنزل القرآن الكريم ومن قبل أن ينـزله، وقبل خلقهم





فيوم القيامة يعجب الناس، وخاصة من لم يشاهد ما شاهدناه، أن عمله كله قد عمل له نسخة طبق الأصل، تعرض عليه من يوم مولده إلى يوم وفاته، لا يخفى ولا يغيب ولا يبتر منه شيء بل ويرى أكثر من ذلك، صورة ما يدور في قلبه وعقله، مما لم يطلع عليه البشر من حوله، فيكشف عن نواياهم، وخبايا أنفسهم، فعند عجبهم من ذلك يقول الله لهم: (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29)﴾ الجاثية





كيف يكون عمله حاضرًا وهو قد أصبح ماضيًا؟! لم يكن هناك تفسير لذلك إلا بكتابة الأعمال في سجلات الأعمال ولم يخطر ببالهم أن يكون عملهم أحضر بهذا الاستنساخ الذي كان للأعمال، ولم يسقط منه شيء، وأنه يرى نفسه وهي تعمل العمل، وكل أعضائه حاضرة شاهدة في هذا الاستنساخ



أخواتى فى الله

هل تخيلنا ان نسير و معنا كاميرا أينما نذهب تصورنا
تسجل لنا كل أقوالنا و كل حركاتنا و كل أفعالنا الظاهرة و المخفية
ننام و هى لا تنام
ننسى و هى لا تنسى

ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا



لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-11, 11:10 AM   #14
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أخواتى فى اللـــــه
مع أنوار كتاب الله المنير ...... نعيش معاً فى رحاب آية
نقف عليها , نتأملها ............. نتدبرها , و نعمل بها


مع وقفة جديدة من كتاب اللـــه





اللهم ارزقنا حب كتابك و فهمه و العمل به .



قال الله تعالى:
{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ } الدخان : (29)



أخواتى فى اللـــــه
لو تأملنا هذه الآية نجد أنها توحي بأن السماء والأرض قد تبكي على أحد
فهل تبكي الأرض حقاً ؟؟
و
من هذا الذي يستحق أن تبكي عليه السماء والأرض ؟ وبم نال هذه الكرامة والمنزلة ؟

أخواتي في الله
نعم .. إن
الأرض تبكي و تتكلم و تشهد بما يحصل فوقها و تحزن و تفرح ..
يا الله !
نعم .. ألم يخبرنا الله في سورة الزلزلة { يومئذ تحدث أخبارها }
فمن أجمل ما ورد ذكره في التفاسير..
روى ابن جرير في تفسيره عن بن عباس رضي الله عنه في هذه الآية:
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ)
أن رجلاً قال له : يا أبا العباس ..
هل تبكي السماء والأرض على أحد ؟
فقال رضي الله عنه : نعم إنه ليس أحدٌ من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه ومنه يصعد عمله
فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد به عمله وينزل منه رزقه فقد بُكى عليه..
وإذا فقده مصلاه في الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله عز وجل فيها بكت عليه.
و قال ابن عباس : أن الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحاً .
فقلت له: أتبكي الأرض ؟
يا سبحان الله
قال: أتعجب؟!!!
وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود ..
وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها كدوي النحل ..
وحين تعمر مكانك وغرفتك بصلاة وذكر وتلاوة كتاب الله عز وجل فهي ستبكي عليك يوم تفارقها
قريباً أو بعيدا..
فسيفقدك بيتك وغرفتك التي كنت تأوي إليها سنين عدداً ستفقدك عاجلاً أو آجلاً..



إنها والله كرامة عظيمة ومنزلة رفيعة أن يحظى بها الإنسان
ولكنها ليست لكل إنسان ، إنما هي للمؤمن الصالح الذي يؤدي حق ربه عليه ويسعى في عمارة الأرض ، لا أقول عمارتها بالمباني المشيدة والعرض الفاني ولكن عمارتها بالباقيات الصالحات ، بطاعة الله وذكره ، حيث وجد على الأرض فهو يذكر ربه ، هنا يمشي إلى المسجد وهناك يصلي وهنا يسبح وهناك يستغفر وهنا يعين محتاجا وهناك يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكل ذلك يرفع إلى السماء فتحبه السماء والأرض وتسعد به وتكون الأرض يوم القيامة شاهدة له على حسن عمله ( يومئذ تحدث أخبارها ) ، فإذا قضى المؤمن أجله ومات .. حق للسماء والأرض أن تبكيا عليه لأنهما فقدتا عزيزا محبوبا يحبه ربه ويحبه أهل السماوات والأرض ، فتبكي عليه أربعين يوما .




وأما من كان على نهج آل فرعون و أمثالهم من الكفرة .. قد نسي ربه واتبع هواه وسعى في الأرض مفسدا حيث حل منها فلا كرامة له ولا مكانة ولا يستحق أن تبكي عليه السماء والأرض ، كيف تبكي على إنسان يبغضه ربه وتبغضه السماوات والأرض ومن فيهن ؟ بل حق لهم أن يسعد بموته لأن الفاجر إذا مات ارتاح منه العباد والبلاد والشجر والدواب فأنى لأحد أو لشيء أن يبكي عليه !



فأبشري يا من تسيرين على الصراط المستقيم
و يا من تطيع ربها و نبيها صلى الله عليه و سلم
و يا من تكثر من الأعمال الصالحة و لا تُؤثر على ربها شيئاً أبدا
اللهم ارزقنا الصدق و الإخلاص







لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-11, 12:47 PM   #15
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أخواتى فى اللـــــه
مع أنوار كتاب الله المنير ...... نعيش معاً فى رحاب آية
نقف عليها , نتأملها ............. نتدبرها , و نعمل بها


مع وقفة جديدة من كتاب اللـــه





اللهم ارزقنا حب كتابك و فهمه و العمل به .




قال الله تعالى:

"أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
(الزمر: 22)




- ويقول سبحانه:
"أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ "
( الأنعام: 122 ).



- ويقول سبحانه:

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
( الحديد : 28)



أخواتى فى الله
كيف يجعل الله لنا نورا نمشى به ..
و ما المقصود بالنور هنا ..
هل هو نور بصر أم نور بصيرة ..
هل هذا لأي إنسان .. أم لعباد الله المقربين فقط ..
تُرى هل نكون منهم ..



يستشعر مسلم هذا العصر في لحظات متتابعة تمر به بنوع طمس لنورانية قلبه التي بها يرى الأشياء على حقيقتها، ويظل ذاك المسلم يشكو مما يشعر باحثاً عن رؤية صحيحة لما حوله، أن يرى الهدف، ويستبصر الطريق، ويعرف الحقائق الغائبة التي بها يتوقى الزلل والارتكاس...




وهو في بحثه ذاك قد لا يدرك أهية ما يفقد في الحقيقة ولا أهمية ما يرتجي العثور عليه الذي هو مفتاح الصواب ومقوم النجاح ومميز الطريق ..



إنها البصيرة الإيمانية التي تضيء الطريق وتبصر إلى الاستقامة..



فالبصيرة التي نتحدث عنها هي نور في القلب يقذفه الله للمؤمنين المخلصين له سبحانه ، المتجردين عن التشبث بمتاع الدنيا الزائل ...



كيف تعمل البصيرة في قلب المؤمن؟

إن عمل البصيرة الإيمانية في قلب المؤمن كعمل كشاف ضوء منير في وسط ظلمة حالكة، فهي التي تكشف الأشياء على حقيقتها فيراها المؤمن كما هي، ولا يراها كما زينت في الدنيا ولا كما زينها الشيطان للغاوين ولا كما زينها هوى النفس في الأنفس الضعيفة ..



فما يكاد نور القرآن ونور الإيمان يجتمعان حتى لكأن النور الهادئ الوضيء يفيض فيغمر حياة المرء كلها ويفيض على المشاعر والجوارح، وينسكب في الحنايا والجوانح، تعانق النور، وتشرفه العيون والبصائر، فيشف القلب الطيب الرقراق، ويتجرد من كثافته ويتحرر من قيد العبودية غير عبودية الله الكبير المتعال، فإذا القلب المؤمن المبصر غاية في القوة والثبات وغاية في الطاعة والإخبات وغاية في التضحية والبذل بكل المتاع الزائل..



كيف تتكون البصيرة الإيمانية؟

البصيرة الإيمانية فضل ونعمة ينعم بها الله سبحانه على عباده الطيبين، وتتكون جوانبها وأطر
افها من آثار خمسة أساسية:


الأثر الأول:

هو أثر كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " وأثر العلم بها نفيا وإثباتا وتطبيق شروطها بالحقيقة والإخلاص لها والإقبال عليها وحبها فمن قام بذلك فقد خرج من ظلمة الغفلة إلى نور التوحيد، ودليل ذلك وعلامته طاعة التشريع في أمره ونبذ الشرك والمبتدعات بجميع الأشكال



الأثر الثاني:

هو أثر ترك الذنب والندم عليه وكرهه والعهد على عدم العودة إليه ودليل ذلك المسارعة إلى توبة نصوح متجددة دائما..




الأثر الثالث:

هو أثر تحقيق عبودية القلب والجوارح، فينظر المرء إلى كل جارحة من جوارحه ويقيمها على استقامة العبودية لله وحده.



الأثر الرابع:


هو أثر العلم بالشريعة العظيمة وبالقرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم والفقه فيهما.



الأثر الخامس :


هو أثر التضحية بالطاقة والمجهود والمال والمحبوب لأجل نشر الفضيلة وعلو راية الحق والعدل والديانة.
وباختلاف قوة تلك الآثار الخمسة في قلب المؤمن تختلف قوة بصيرته ومن ثم تختلف رؤيته للحقائق ومعرفته للحق والباطل.




لقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه " ويعنى هذا الدعاء طلب البصيرة بذاك المعنى الذي نذكره هنا، وسؤال الله تعالى أن يمن على صاحب تلك البصيرة تطبيق ما يراه صواباً وحقاً والسعي إليه كما يعن
ي
سؤال اجتناب ما يراه باطلاً ومجاوزته أو البعد عنه.



ومن نظر للحياة بمنظار البصيرة الإيمانية السليمة رأى أنه لا قيمة حقيقية إلا للعبودية التامة لله سبحانه ، قال ابن تيمية رحمه الله : " من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية "..




فلا قيمة لساعة لهو أو لغو، ولا فائدة للحظات الغفلة، إنما يقود الركب أصحاب البصائر الإيمانية النافذة أولئك أكثر الناس أثراً في الناس وأولئك الذين سيذكرهم التاريخ مهما نكرهم الناس...




لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-11, 12:02 PM   #16
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أخواتى فى اللـــــه
مع أنوار كتاب الله المنير ...... نعيش معاً فى رحاب آية
نقف عليها , نتأملها ............. نتدبرها , و نعمل بها


مع وقفة جديدة من كتاب اللـــه





اللهم ارزقنا حب كتابك و فهمه و العمل به .



قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
آل عمران : ۲۰۰



أخواتى فى اللـــــه

إن الحياة الدنيا لا تسير على نسق واحد ولا على نظام راتب، فهي مليئة بالمتناقضات ... مليئة بالفرح والحزن، والحب والكراهية، والغنى والفقر، والأمل واليأس، والراحة والتعب، والسعادة والشقاء، والضعف والقوة .






فطبيعة الحياة بمثل هذه السعة وبحجم هذه المفارقات تستدعي من الإنسان المسلم أن يواجه الجوانب الصعبة من حزن وكراهية وفقر وتعب ومشقة ومشاكل ومكاره بجَلَد وإرادة حتى يجتازها بسلام ، غير قانط من رحمة الله وفرجه،
وذلك هو
الصبر
و أعلى مراتب الصبر و أثوبها عند الله هو الصبر الجميل الذي ليس به شكوى






و لو تأملنا هذه الآية أخواتي في الله لوجدنا ان الله
عز وجل ربط بين الصبر والفلاح ربطاً واضحاً ، والخطاب الموجه إلى المؤمنين قرن الأمر بالصبر بالأمر بالرباط وتقوى الله عز وجل ، بل جاء الأمر بالصبر قبل الأمر بالرباط وتقوى الله تبيانا لأهمية الصبر وحيويته في حياة المؤمن.






والصبر ليس كلمة تقال لا تتجاوز حلقوم الإنسان، أو شعورا عابرا يطرق قلب المسلم فلا يستقر فيه، بل إن الصبر سلوك يربي المرء وينقله من مرتبة السخط إلى منزلة الرضا، السخط من البلاء إلى الرضا بالقضاء، ومن مرتبة الجزع إلى منزلة الاطمئنان والسلام الداخلي، فلا يتغير الباطن عن الظاهر.
والصبر مكانه القلب وترجمانه اللسان ومرآته الجوارح ، فالصبر الذي لا ي
ستقر في القلب ليس صبرا حقيقيا ، والصبر الذي لا يترجمه اللسان بالحمد والشكر لله في جميع أحوال المؤمن ليس صبرا حقيقيا ، والصبر الذي لا يظهر وجهه صافيا من خلال الجوارح كلها لا يعدو أن يكون صبرا مزيفا.






والصبر مدرسة لأنه يعلم الصابر متى وكيف يحبس نفسه على ما تكره، وكيف يؤدي الطاعات والقربات وقبلهما الفروض والواجبات، ويقف عند حدود الله ويبتعد عن المحرمات ولا يقترف المنكرات، راجيا رحمة الله عز وجل ، راغبا في الجنة المحفوفة طريقها بالمكاره والصعاب والمشاق التي لا تنال إلا بالصبر عليها.






و للصبر أخواتي ثلاث أنواع


أولا :
الصبر بالله
ولعل هذه المرتبة من أرقى مراتب الصبر وأحسنها ، فهو الصبر عند الصدمة الأولى .. وكل من يستعين بالله في شتى أمور حياته متغلبا على عراقيلها وحواجزها وأشواكها ومراراتها مخلصا النية لله تعالى فهو صابر بالله.

ثانيا :
الصبر في الله
مثل الحب في الله، يكون الصبر في الله سلوكا خالصا يبتغي به المؤمن وجه الله تعالى، فالصبر في الله مرتبة سامية لا تتأتى إلا بالاختيار الرباني لعباده المؤمنين من خلال ابتلائهم بشيء من الخوف أو الجوع أو بنقص من الأموال أو الأنفس .. فتأتي البشرى العظيمة مباشرة بعد هذه الابتلاءات للصابرين الذين يتذكرون الله تعالى ويذكرونه فور وقوع المصيبة..

ثالثا :
الصبر لله
هو أن يكون الصابر صابرا لوجه الله تعالى وحده محبة له ورجاء فيه وخشية منه. وتتجلى أرقى صور مرتبة الصبر لله عندما يصبر المؤمن عن اقتراف المعصية أو حتى الاقتراب منها وهو قادر على فعلها
، لأنه يحب الله خالقه ويراقبه في حركاته وسكناته ويخشى عذابه .





أخواتي في الله


و لكن كيف الوصول لطريق مدرسة الصبر

إن مدرسة الصبر بناية غير بعيدة عنا ، وليست عسيرة الولوج ، فقط تشترط هذه المدرسة من والجيها أن يكونوا مخلصين لله عز وجل ، واثقين في حكمته وعدله وقضائه ، والذي يجعل المنتسب إلى المدرسة صابرا حقا أن يعلم أن هناك تفاوتا في المصائب في الدنيا ، ومن حدث أن أصيب بمصيبة في الدنيا عليه أن يتسلى بمصيبة أكبر وأعظم ،

وليس هناك مصيبة أخطر من المصيبة في الدين التي توجب لصاحبها الهلاك في الآخرة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء كان يدعو به:" ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ".

ومن الناس من إذا أصابته مصيبة في دنياه .. في صحته أو ماله أو بدنه
، بدل أن يرضى ويشكر الله مبتليه ، تجده و العياذ بالله يتسخط و يهمل العبادة .






إذن

الصبر يكفي الوصول إليه تدريبات عملية بأن يوطن الإنسان نفسه على حبس نفسه على الطاعات وترك المنكرات، مع الاقتداء بخير الصابرين رسولنا الكريم، متيقنا أن الصابر أمره كله خير إن شكر أو صبر، فهو في الحالتين فائز.

جعلني الله و إياكن من الصابرات الشاكرات .




لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-11, 04:07 PM   #17
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أخواتى فى اللـــــه
مع أنوار كتاب الله المنير ...... نعيش معاً فى رحاب آية
نقف عليها , نتأملها ............. نتدبرها , و نعمل بها


مع وقفة جديدة من كتاب اللـــه





اللهم ارزقنا حب كتابك و فهمه و العمل به .



قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }

التوبة : ( ٦٧ )




أخواتي في الله

سلاما طيبا مباركا من عند الله عليكن .
في هذه الآية كلمتان حق لكل مسلم و مسلمة أن يتفكروا بهما :

* نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ *

تمر على المرء مئات العبارات والكلمات , يسمعها أحيانا بأذنه فقط , فلا تُبقي , فيه أثرا , ولا تغير خلقا , ولا تحرك ساكنا , و لكن ربما سمع يوماً ما كلمة صادقة أو عبارة موجزة تلخص له مبدأً كبيراً , أو تجربة عميقة أو نظرة دقيقة لأمر ما , يتلقاها بقلبه و جنانه, فتستقر في نفسه , وجوانحه وتتملك حسه ومشاعره , وتستولي على وجدانه , وربما غيرت حياته .



وتبقى تلك , الكلمة يتردد صداها في نفسه وروحه وعقله , وتأخذ بمجامع قلبه وتكون بمثابة كلمة السر , لفتح قلبه وإيقاظ ضميره .

لذلك يبقى اللبيب الناصح لنفسه , متعطشا للسماع من أهل الحكمة والبصيرة والفهم , يسلي نفسه أنه ربما يصل إلى تلك الكلمة التي تفتح قلبه وتغير مجرى حياته ... وللقلوب مفاتِح ومداخل تُكشف لمن بحث عنها واجتهد في طلبها


من تلك الكلمات الموجزة , والصادقة الجامعة التي وقعت في نفسي موقعها , وأراها ماثلة أمامي في كثير من المواطن والمواقف ,, وأرى أنها ليست كسائر الكلمات , وهي كفيلة بتغيير نظرتنا إلى كثير من الأمور و الأحوال وكثير من الأشخاص والأعمال وتوقظ ضمائرنا وتحيي نفوسنا , كلمة تختلف حولها مشاعري كلما أعدتها على نفسي , تبعت في نفسي غبطة وغيرة ممن تحقق لهم طرف منها ... وحزنا وأسى , مع رحمة وشفقة لطائفة أخرى وربما كنت أحد هذين الطرفين .



إنها وباختصار تلك الكلمة النورانية التي تلفظ بها الحسن البصري فخرجت من فمه كالدر بل هي أغلى وأثمن , أوردها يوما واصفا حال العصاة المقصرين ...قال :" هانُوا على الله فعصَوه , ولو عزُوا عليه لعَصَمهم " وتعال
ي معي لنقف مع هذه العبارة وقفة يسيرة.



إذا نظرت يوما إلى صاحب معصية , ومقصر في طاعة مولاه وسيده , ولاهث وراء شهواته وملذاته, لا يفرق بين حلال أو حرام, ومشروع أو ممنوع , وهو مع هذا فرح مسرور يرقص طربا لبلوغ أمانيه , وتحقق آ ماله , و يرى أنه الرابح دون غيره , والظافر دون سواه , وربما أغراك حاله , ودعتك نفسك واستفزك شيطانك لأن تبلغي منزلته , وتكوني مكانه , وتفعلي مثله .. عندها ذكري نفسك هذه الكلمة , وأيقظي ضميرك بها , وتذكري أنه طريق الذل الهوان , ولا يُيسّر له إلا من هان على رب العالمين , وخف قدره ورخصت قيمته " نسوا الله فنسيهم" ... عندها تُشفقين على ذلك المقصر الغافل وتَرثي لحاله وتحزني لمآله , وتبكي هوانه , ولا تتمن
ي طرفة عين أن تكوني مكانه أو أن تفعلي أفعاله .



وعلى النقيض من هذا , فإذا أبصرتِ أو سمعتِ يوماً ما عن موفق مسارع في طاعة ربه , عفيف القلب واليد واللسان عن محارم الله , بعيدا عن مواطن الفتنة والريبة والسوء , وربما قيل عنه مغفل , محروم , لم يستمتع بحياته, ولم يذق طعم ملذاته ,وأضاع شبابه وقوته , وكبت نفسه وهواه فذكّر
ي نفسك أنه هو العزيز حقا ,و هو المكرم فعلا , وأنه لولا معزته ورفيع درجته عند ربه لما عصمه , ولتركه غافلا ساهيا لاهيا كما تُرك كثيرون "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين".



عندها تبكي
ن حسرة و ندامة , عندما تقصرين في طاعةٍ , وتفوتك عبادة ,وتحرمي علما ,أو فضيلة من الفضائل , ويسبقك إليها من عز على رب العالمين , وارتفعت منزلته , وعلت مكانته من الموفقين المسددين , جعلنا الله منهم ...



ثم تأملن معي أخواتي في الله في هذا الصدد وصف كتاب الله تعالى لموقف الطهر والعفاف الذي بدر من الطاهر الكريم نبي الله يوسف – عليه السلام - حين تعرض للفتنة وتيسرت له أسبابها ,وفتح له الطريق دونها , بل وأكره عليها
إكراها , و هُدد بالسجن إن امتنع وأعرض , وهي – في نظر من هانوا على الله – فرصة لا تُعوض , ومنحة لا تُفوت , لكن نبي الله الطاهر العفيف اعتصم بسيده ومولاه , والتجأ إليه ليصرف عنه السوء
والفحشاء , ولخص الله لنا الموقف بقوله " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء "

لم استحق يوسف هذه الكرامة ؟ ولم عصمه ربه من هذه المعصية ؟
يجيبنا القرآن بكل وضوح وجلاء ..." إنه من عبادنا
المخلصين " ... لأنه من المصطفين , وممن عز على رب العالمين أن يتركه يقع في الرذيلة والسوء, ويراه متلبسا بالمعصية, ولأنه أكرم من أن يُنسى ويُترك بلا حفظ ولا رعاية.... وهذه هي سنة الله مع أوليائه وأحبابه وأصفيائه
" فاذكروني أذكركم "



ذكّري
نفسك بهذا أختي في الله عندما تتكاسلي عن طاعة أو تضعف همتك إليها , وسلّّيها لأنه لا يوفق لها إلا أحباب الله وخاصته , بهذا تنفضين عنك غبار الغفلة والركود لتسارعين إلى الطاعة وتنشطين إليها .




فإذا اشرأبت نفسك وتطلعت إلى اقتراف معصية وسوء , فازجريها وخوِّفيها أن تكون ممن هانت على الله فعصته...
ولو وقعتِ يوما في شيء من الغفلة و ارتكبتِ إثما , وكلنا ذالك الخطّاء المذنب , فيكفي أن تجدي هذه الكلمة دافعة لك للمسارعة إلى الرجوع والأوبة والإنابة إلى علام الغيوب , بهذا نجعل من هذه الكلمة الموجزة ,حياة هانئة , ومنهجا واضحا لنفسك, وطريقا نيرا لروحك وتسعدي بإذن الله في الدارين ...



ربنا لا تجعلنا ممن هانوا عليك فنسيتهم
و ضع خشيتك في قلوبنا .



لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-11, 06:27 PM   #18
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أخواتى فى اللـــــه
مع أنوار كتاب الله المنير ...... نعيش معاً فى رحاب آية
نقف عليها , نتأملها ............. نتدبرها , و نعمل بها


مع وقفة جديدة من كتاب اللـــه


اللهم ارزقنا حب كتابك و فهمه و العمل به .



قال الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) }

سورة : ابراهيم




أخواتي في الله

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

يقول الله تعالى :

" و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم ، لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء.".

هذه آية تهديد ووعيد ولكن ما أعظم ما فيها من شفاء لقلوب المظلومين وتسلية لخواطر المكلومين، فكم ترتاح نفس المظلوم ويهدأ خاطره حينما يسمع هذه الآية ويعلم علم اليقين أن حقه لن يضيع وأنه سوف يقتص له ممن ظلمه ولو بعد حين. وأنه مهما أفلت الظالم من العقوبة في الدنيا فإن جرائمه مسجل
ة عند من لا تخفى عليه خافية
ولا يغفل عن شئ .

والموعد يوم الجزاء والحساب، يوم العدالة، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم، ويقتص للمقتول من القاتل " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم" ولكن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" أي تبقى أبصارهم مفتوحة مبهوتة، لا تتحرك الأجفان من الفزع والهلع، ولا تطرف العين من هول ما ترى، "مهطعين مقنعي رؤوسهم، لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء" أي مسرعين لا يلتفتون إلى شئ ممن حولهم، وقد رفعوا رؤوسهم في ذل وخشوع لا يطرفون بأعينهم من الخوف والجزع وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف.


و قد أرسل الله رسله بالحق لينذروا الناس .. فيالها من مهانة وقتئذ و خزي عندما يتمنوا المكذبين أن يعودوا للدنيا ليعملوا صالحا بعد أن رؤوا العذاب بأعينهم ..
فيأيهم الرد الصاعق توبيخا لهم و زيادة في إزلالهم ..

ألم تقسموا ب
أنه لا عودة لكم بعد الموت ؟؟؟؟؟

فيزداد المجرمين حسرة و ندامة .


أخواتي في الله

ما أعظم

أن تتخيلن وأنتن تقرأن تلك الآيات مصير الطغاة الظلمة ممن انتهكوا أعراض المسلمات وسفكوا دماء الأبرياء وقتلوا الأطفال وشردوا النساء ، وهدموا المساجد والمنازل
تذكر
ن من عاثوا بأرض البوسنة والهرسك والشيشان الفساد ومن أذاقوا إخواننا في فلسطين صنوف العذاب والقهر والظلم ، وتذكرن الطغاة الذين يعذبون الدعاة في السجون ويسيمونهم سوء العذاب من أجل أنهم قالوا ربنا الله.
تذكر
ن أن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا فيهم ما يثلج صدورنا إن شاء الله ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الأرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون".



الحمد لله الذي هدانا و جعلنا من المصدقين
اللهم اغفر ذنوبنا ويسر أمورنا واستر عيوبنا وآمن روعاتنا واغفر زلاتنا ، وانصرنا على أعدائنا، وثبتنا على دينك ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم









التعديل الأخير تم بواسطة لآلئ الدعوة ; 05-03-11 الساعة 06:30 PM
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-11, 08:35 PM   #19
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أخواتى فى اللـــــه
مع أنوار كتاب الله المنير ...... نعيش معاً فى رحاب آية
نقف عليها , نتأملها ............. نتدبرها , و نعمل بها


مع وقفة جديدة من كتاب اللـــه





اللهم ارزقنا حب كتابك و فهمه و العمل به .



قال الله تعالى: فى سورة الفرقان

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَ يَوْمَ يَعَض الظالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يَلَيْتَنى اتخَذْت مَعَ الرّسولِ سبِيلاً (27) يَوَيْلَتى لَيْتَنى لَمْ أَتخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لّقَدْ أَضلّنى عَنِ الذِّكرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنى وَ كانَ الشيْطنُ لِلانسنِ خَذُولاً (29) }



أخواتى فى اللـــــه

هذا مشهد من مشاهد يوم القيامة .. يحق لأولي الألباب التفكر فيه ..

يوم
يقف فيه الإنسان الظالم وقفة هي غاية في الصعوبة.

فيرى الناس المؤمنين قد نالوا جزاءهم , حيث حباهم الله بحلل الكرامات ومنّ عليهم بالفوز بالجنة والنجاة من النار.

و يرى الظالم المجرم المتجرئ على الله بالمعاصي نفسه, محاطا بأهوال يوم القيامة, فيعتصره الألم, ويعيش حسرة عظيمة ، وندامة أعظم على تقصيره في حق الله وجرأته على الله بالمعاصي, ولكن الندم لا يفيده فقد انتهى كل شئ, حيث كان بإمكانه أن يتفادى وجوده في هذا المأزق الخطير, لو أنه اتبع أوامر الله تعالى والتزم بطاعته.



تأمل
ن معى قوة التعبير القرآني

{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ }

هذا التعبير يحتاج إلى تأمل ...

هذا التعبير أسلوب بلاغي , وهو كناية عن شدة الندامة وفرط التحسر.

لم يقل القرآن
( يعض أصابعه ) أو ( يعض يده ) بل قال ( يعض يديه ).




إن الموقف الذي يعيشه هذا المجرم, قد أحدث هلعا عظيما في نفسه, فهو يعيش وسط مشهد مهيب, فتتملكه مشاعر نفسية موغلة في الاضطراب, وهو لهول ما يرى ويشاهد, بات لا يشعر بما يعمل, فهو قد عض يديه معا لهول ما يرى .


كذلك فإن القرآن الكريم استخدم الفعل المضارع ( يعض ) الذي يفيد التجدد والتكرار, فهو لم يعض يديه مرة واحدة فقط, بل يتكرر منه العض لديه ويتجدد, وهو ينسى الألم الناشئ من العض بس
بب ما يرى من أهوال يوم القيامة.



إنه معروف أن العض يحدث ألما, لكن هؤلاء العصاة المجرمين لا يشعرون بهذا الألم, لأن الهول العظيم الذي يعيشونه داخل أنفسهم من مشاهد يوم القيامة, قد انساهم شعورهم بالألم.



و جاء في تفسير هذه الآية :

«يعضّ» من مادة «عضّ» (على وزن سدّ) بمعنى الأزم بالأسنان، ويستخدم هذا التعبير عادة بالنسبة إلى الأشخاص المهووسين من شدّة الحسرة والأسف، كما في المثل العربي، لأن الإنسان في مثل هذه الحالات لا يعض الإصبع دائماً، بل يعض ظاهر اليد أحيانًا، وكثيراً ما يقال ـ كما في الآية الآية مورد البحث ـ «يديه» يعني كلتا اليدين حيث تبيّن شدّة الأسف والحسرة بنحو أبلغ.



و هذا العمل يصدر من هؤلاء الأشخاص حينما يطلعون على ماضيهم، ويعتبرون أنفسهم مقصرين، فيصممون على الإنتقام من أنفسهم بهذا الشكل لتهدئة سورة الغضب في نفوسهم والشعور بالراحة.



فلندرك أنفسنا أخواتي فى الله و
لنتخير من الصحبة الصالحة من تعيننا على التقرب الى الله .
و
لنتجنب صاحبة السوء التى تجلب لنا الحسرة و الندامة يوم لا ينفع الندم ..
وحذاري
حذاري
من سلوك طريق يمهده و يزينه لنا الشيطان

فالصبر الصبر أختاه على طاعة الله و نهي النفس عن هواها

فالملتقى ..

الجنـــــة


أعاذنا الله وإياكن من أهوال يوم القيامة




لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-11, 06:33 PM   #20
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي




أخواتى فى اللـــــه
مع أنوار كتاب الله المنير ...... نعيش معاً فى رحاب آية
نقف عليها , نتأملها ............. نتدبرها , و نعمل بها


مع وقفة جديدة من كتاب اللـــه





اللهم ارزقنا حب كتابك و فهمه و العمل به .







قال الله تعالى: فى سورة الطلاق

بسم الله الرحمن الرحيم

{ .. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ... (3) }
{ .. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4) }
{ .. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5) }



أخواتى فى اللـــــه

من أعظم الأشياء تقوى الله
و التقوى محلها القلوب .. يطلع عليها علام الغيوب
و ليست التقوى ما يقوله الإنسان بلسانه وقلبه خالٍ منها
ف
إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( التقوى هاهنا ) ويشير إلي قلبه ويشير إلي صدره لأن القلوب في الصدور , وهذا يدل على أن التقوى محلها القلب وأن القلب إذا إتقى اتقت الجوارح
أما مجرد أن يدعى الإنسان أنه متق
ي لله ولكنه مرتكب لمحارم الله متهاون بما أوجب الله فإن هذه دعوه كاذبة
و التقوى لا يلزمها دراسة و لا شهادات !!! بل يمُن الله بها على من يشاء من عباده المؤمنين المتقين .. سبحانه يهدي من يشاء و يضل من يشاء





ولنا مع هذه الآيات بضع وقفات :

الأولى:

أن الجزاء في ثلاث من هذه الآيات رُتب على تقوى الله ؛ أي أن الله يجازي المتقين الصادقين
وتقوى الله في معهود الشرع ، فعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه، وهي رأس الأمر كله ، وفي وصية رسول الله صلى الله عليه و سلم لبعض صحابته،: ( اتق الله حيثما كنت ) رواه أحمد و الترمذي ، وقال: صحيح .






الثانية :

جاء قوله تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } تكملة لأمر التقوى ؛ فإذا كانت تقوى الله سبب لتفريج الكربات، ورفع الملمات، وكشف المهمات، فإن في توكل المسلم على ربه سبحانه، ويقينه أنه سبحانه يصرف عنه كل سوء وشر، ما يجعل له مخرجًا مما هو فيه، وييسر له من أسباب الرزق من حيث لا يدري؛ وأكد هذا المعنى ما جاء في الآية نفسها، وهو قوله تعالى: { إن الله بالغ أمره } أي: لا تستبعدوا وقوع ما وعدكم الله حين ترون أسباب ذلك مفقودة، فإن الله إذا وعد وعدًا فقد أراده، وإذا أراد أمرًا يسر وهيأ أسبابه .

وقد وردت عدة أحاديث تشد من أزر هذا المعنى؛ من ذلك ما رواه أبو ذر رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ، ثم تلا قوله تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب } فما زال يكررها ويعيدها ). رواه أحمد و الحاكم وغيرهما .

وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر ) .






الثالثة :

أن الله سبحانه وعد عباده المتقين الواقفين عند حدوده، بأن يجعل لهم مخرجًا من الضائقات والكربات التي نزلت بهم؛ وقد شبَّه سبحانه ما هم فيه من الحرج بالمكان المغلق على المقيم فيه، وشبَّه ما يمنحهم الله به من اللطف وتيسير الأمور، بجعل منفذ في المكان المغلق، يتخلص منه المتضائق فيه .






الرابعة:
في قوله تعالى سبحانه: { من حيث لا يحتسب } احتراس ودفْعٌ لما قد يُتوهم من أن طرق الرزق معطلة ومحجوبة، فأعْلَم سبحانه بهذا، أن الرزق لطف منه، وأنه أعلم كيف يهيئ له أسبابًا، غير مترتبة ولا متوقعة؛ فمعنى قوله تعالى: { من حيث لا يحتسب } أي: من مكان لا يحتسب منه الرزق، أي لا يظن أو يتوقع أنه يُرزق منه .





الخامسة:

تفيد الآيات المتقدمة، أن الممتثل لأمر الله والمتقي لما نهى الله عنه، يجعل الله له يسرًا فيما لحقه من عسر؛ واليسر انتفاء الصعوبة، أي: انتفاء المشاق والمكروهات؛ والمقصود من هذا تحقيق الوعد باليسر، فيما شأنه العسر .





السادسة:

في قوله تعالى: { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا } أعيد التحريض هنا على التقوى مرة أخرى، ورتَّب عليه الوعد بما هو أعظم من الرزق، وتفريج الكربات، وتيسير الصعوبات، وذلك بتكفير السيئات، وتعظيم الأجر والثواب .





وبعد: فإن للتقوى أثرًا أي أثر في حياة المؤمن، فهي مفتاح كل خير، وهي طريق إلى سعادة العبد في الدنيا والآخرة، يكفيك في ذلك، قول الله عز وجل: { ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } (الأعراف:96) وكان من دعائه صلى الله عليه و سلم: ( اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ) رواه مسلم ، نسأل الله أن يجعلنا من الملتزمين بشرعه، ومن المتقين لأمره ونهيه .




لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي مسلمة لله روضة آداب طلب العلم 31 02-08-16 12:15 PM
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين أم خــالد روضة القرآن وعلومه 15 14-02-10 02:56 AM
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به طـريق الشـروق روضة القرآن وعلومه 8 22-12-07 03:50 PM


الساعة الآن 12:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .