س 2 / أحيانا يصيب الإنسان الحزن من سوء تعامل من احد فهل هذا الحزن فيه

[ام عبد الملك بنت الدعوة]

س 2 / أحيانا يصيب الإنسان الحزن من سوء تعامل من احد فهل هذا الحزن فيه اعتراض على قدر
فتوة لشيخ عبد العزيز الفوزان طول الله بعمره من قناة دليل الفضائية مفرغة




س 2 / أحيانا يصيب الإنسان الحزن من سوء تعامل من احد فهل هذا الحزن فيه اعتراض على قدر الله ؟ وكيف يستطيع الإنسان أن يكون راضيا بقضاء الله وقدره؟





** المصائب التي تحل بأي إنسان لا بد أن تحزنه وتكدر خاطره وربما يضيق صدره منها شيء طبيعي وهذه فطرة الله عز وجل التي فطر الناس عليها, النفوس تفرح بملذاتها من النعم وتسر بها لأنها تلائم طبعها وتحقق رغباتها ., وتحزن حينما تصاب بالبلايا والمصائب فلا بأس بهذا , ومن زعم أن الإنسان لو نزلت به مصيبة من مرض أو موت قريب أو صديق أو تسلط ظالم أن الواجب عليك أن ترضى بقدر الله بمعنى أنك تبتسم وتفرح وألا يصيب قلبك شيء من الحزن هذا يعارض الشرع ويعارض الفطرة والحس , أما معارضته للشرع فالنبي عليه الصلاة والسلام وهو اتقى الخلق لله لما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه عليه الصلاة والسلام وبكى وقال كما في الصحيحين , إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإن لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
إذن جمع عليه الصلاة والسلام بين التأثر من هذا المصاب الجلل وبين الرضا بقضاء الله – ولا نقول إلا ما يرضي ربنا . إذن حصول الحزن أو الأذى أو ضيق الصدر حينما ينزل بالإنسان مصيبة لا يعارض الرضا بقضاء الله وقدره


متى يكون فيه معارضة لقضاء الله وقدره ؟

حينما يتسخط لماذا فعل الله بي كذا لماذا يا رب أصابني الفقر لماذا مات ولدي لماذا تسلط على فلان , ربما يزيده الشيطان فيزداد غرور فيقول أنا الصالح المتقي المنيب المصلي وكيف أصاب بهذا ؟ هذا فعل الجهل وغرور وإعجاب بالنفس وبالعمل وفيه اعتراض على قدر الله وإن زاد على مجرد التشكي باللسان الصراخ كما يفعل بعض الجهلة خصوصا من النساء عند موت قريب أو نحوه أو شق الجيوب ولطم الخدود وتقطيع الشعر كما نشاهده أحيانا في بعض الفضائيات من جهلة المسلمين مع ألأسف وأحيانا تجد والله بكل أسف هناك مذاهب تتبنى هذا التسخط على قدر الله من ألاف السنين , هؤلاء الذين يتباكون على موت الحسين ويتقربون إلى الله في عاشوراء ليس فقط بلطم الخدود وشق الجيوب بل بضرب أبدانهم بالسكاكين والخناجر والسلاسل وترى الدماء تسيل منها ويظنون أن هذا يقربهم إلى الله وأنهم يحسنون صنعا وهذا من أعظم الجهل وأعظم الجناية على النفس والجناية على الدين وتشويه صورته أمام عامة الناس حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام برئ من الصالقة والحالقة والشاقة الصالقة هي التي ترفع صوتها عند المصيبة , والحالقة التي تحلق شعرها تسخطا وجزعا والشاقة التي تشق جيبها وثيابها أيضا تسخطا على قدر الله عز وجل .


وقال عليه الصلاة والسلام ليس منا أي ليس من المتبعين لسنتنا والملتزمين بشرعنا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية .


أما أن يحزن الإنسان فهذا شيء طبعي , وإن كان في المقابل من عظم يقينه يحزن قلبه لكن حينما يتذكر أن الله ما ابتلاه ليعذبه ويعنته , فالمؤمن أحب الخلق إليه سبحانه وتعالى لكنه ابتلاه رحمة به فهي منح في صورة محن ونعم ورحمات في صورة نقم .ويتذكر ما يترتب هذه المصيبة من تكفير سيئات واعلم أن كل ما يصاب المؤمن كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها يتذكر أن هذا سبب لكثرة حسناته ورفعت درجاته كما قال النبي عليه الصلاة والسلام إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوم ابتلاهم وقال إن الله ليكتب المنزلة للعبد المؤمن المنزلة الرفيعة في الجنة لا يبلغها بعمله , فيبتليه الله ويصبره , يعني يمن الله عليه بالابتلاء ويمن عليه بالصبر حتى يبلغه إياها , والمصائب من أعظم أسباب قوة إيمانه وشعوره بعظم حاجته وفقره إلى الله فيلجأ إليه وينكسر بين يديه ويرفع أكف الضراعة إليه فيكون هذا من أعظم نعم الله فإذا تذكر هذه النعم ربما تتحول هذه المصيبة إلى نعمة ورحمة ويفرح ويسر بها كما يذكر عن إحدى الصالحين ذكرها ابن القيم وابن الجوزي وجماعة أنها تعثرت وسقطت وانكسر إصبعها فقامت رحمها الله وهي تضحك فقال سبحان الله تنكسر أصبعك وتضحكين, قالت : أخاطبك على قدر عقلك حلاوة أجرها أنستني مرارة ذكرها , وهذا من ثمرات الإيمان , كلما عظم إيمان الإنسان هانت عليه المصائب وخفت مهما كانت عظيمة حتى يقول النبي عليه الصلاة والسلام متعجبا من أمر المؤمن ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له) .

___منقول _______________

[إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس]

بارك الله فيك أخيه