العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضـة الفتاوى الشرعية

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-07, 09:42 AM   #1
سمية ام عمر
جُهدٌ لا يُنسى
qu مجاهدة النفس

اريد من شيخنا الفاضلالرد على هذه المشكلة؟؟
مجاهدة النفس
هو أصعب جهاد قد يخوضه إنسان، وخصوصا عندما ترغم النفس لتسير في طريق الله ، إلى أن تتحول إلى نفس مطمئنة فيكون زادها عبادة الله تعالى
والسؤال هنا
لقد قرأت الكثير في هذه الأمور سواء من كتب ابن القيم أو ما إلى ذلك،
و فكرت كثيرا في متطلبات النفس وما هي الدواخل التي يدخل الشيطان إليها، وعندما أعزم على أمر ما تجد في أول الأمر أنك مقبل عليه بجد ، ولكن بمرور بعض الأيام أجد أن نفسي تنازعني نزاعا شديدا ، رغم أن الهمة عالية بفضل الله، والأهداف دائما صوب العين ، ولكن المشكلة عندي هي النفس، حاولت أكثر من مرة رياضتها ، وفي كل مرة لا أصل إلى المستوى المطلوب.
عندما أستمع إلى البعض في هذا الأمر ، أجد أنهم يتكلمون من برج عاجي، فمثلا تجده يتحدث إليك عن أحد السلف الصالح كيف كانت نفسه طوع أمره ، وكيف كانت عبادته كثيرة ، وطلبه للعلم أكثر ، ثم يقوم بالمقارنة بيننا وبينهم دون أن يحلل ما كان في زمانهم من إيجابيات وسلبيات وكيف استغلوا الإيجابيات وواجهوا السلبيات.
فهؤلاء السلف لم يتوصلوا إلى ما هم عليه بين يوم وليلة ولكنهم كانوا في طور التربية إلى أن أصبحوا في هذه المنزلة السامقة.
فهل من الممكن أن تفيدوني في هذا الأمر لأنه أمر بالنسبة لي أمر مهم وخطير وعليه قامت الدنيا والآخرة
والله المستعان



توقيع سمية ام عمر
حلقة نور الهدى لتسميع المتون
يوم السبت والإثنين
سمية ام عمر غير متواجد حالياً  
قديم 18-06-07, 08:30 AM   #2
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جهاد النفس هو طريق خلاصها من كل رذيلة ومعصية، وإنما نقع في المعاصي حين نغفل عن جهادها، أو تغلبنا على مطالبها وهواها..

لكن منذا يطيق أن يكون دائمًا منتصرًا على نفسه وهواه وشيطانه؟؟!!! إن كان أحد كذلك فإنما هو من عصمه الله تعالى، فلم يقع في ذنب قط، حتى الأنبياء والرسل يمكن أن يقع منهم الذنب، لكن يتوبون منها، وإنما تقع منهم صغائر الذنوب دون كبائرها، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، ويدل عليها دلائل كثيرة، وإنما يقع الذنب عند ضعف المجاهدة، قال تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}، وقال: {فعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى}

ولكن الناس في مجاهدة النفس مراتب متفاوتة، فمنهم من يكون قوي الإرادة ماضي العزيمة، شديد المراقبة لله، فلا يضعف عن مجاهدة نفسه ومكابدتها حتى تسلم قيادها له، وتطاوعه في العمل.
ومنهم من يكون دون ذلك، فيتقلب بين الطاعة والمعصية، وبين العجز والقوة، وبين المضي إلى الله والتوقف.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمة جامعة عظيمة، هي منهج قويم يسير عليه المؤمن في سفره في هذه الدنيا، وهو ما رواه البخاري ومسلم: ((القصد القصد تبلغوا)). وقال: ((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ))

فالغلو في مجاهدة النفس ربما قطعها، وأوقعها في المعاصي مطلقًا، وإهمال المجاهدة ربما أوقعها في العجز والكسل، والتوسط هو الاستمرار على المجاهدة، حتى وإن ضعفت النفس في بعض الأحوال أو انقطعت، فإنها تعاود الكرة مرة بعد أخرى.
وفي كلام ابن القيم الذي قرأتيه ما يدل على ذلك، فأرجو أن تراجعيه بفهم، فلعل الله أن يفتح عليك ما يكون فيه صلاحك وفلاحك إن شاء الله.

والأمور التي تعين على مواصلة الطريق، ومجاهدة النفس كثيرة جدًا، فلعلي أعرض لها في وقت آخر..

وإنما أردت هنا أن أبين أن الموضوع لا يجوز اختزاله بهذه الصورة، بل هو طريق طويل، لا ينتهي حتى تخرج الروح من الحلقوم، والمؤمن فيه بيد جزر ومد.

ولكن من غير الجائز أن يكون ذلك عذرا في إهمال الأعمال وعدم إكمالها، بل الواجب أن ننظر في معوقات العمل، وسبب الرغبة عنه، ولماذا العجز عن مواصلة الطريق فيه، فهناك معوقات كثيرة، وضعف المجاهدة أحدها، ولكنه ليس السبب الوحيد.
والله أعلم.
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً  
قديم 20-06-07, 08:00 AM   #3
سمية ام عمر
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا
فهل تذكر لنا مراتب المجاهدة؟؟
سمية ام عمر غير متواجد حالياً  
قديم 04-07-07, 10:40 AM   #4
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

يذكر أهل العلم أن المجاهدة على أربعة مراتب:
أولا: مجاهدة النفس في معرفة العلم النافع، لرفع الجهل الذي هو وصف أصلي في الإنسان، كما قال تعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم على تعلمون شيئًا}، وقال: {إنه كان ظلومًا جهولا}
وإنما كانت هذه المرتبة أول المراتب لأن ما بعدها مبني عليها، ولأن العلم هو أعظم الوسائل الموصلة إلى الله، ولهذا كان أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالقراءة، فقال تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم}.

المرتبة الثانية: مجاهدة النفس في العمل بالعلم، كما قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك}، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع، وأول من تسعر به النار يوم القيامة من تعلم العلم لا ليعمل به، ولكن ليرى الناس أنه عالم.

المرتبة الثالثة: الدعوة إلى العلم النافع، وحث الناس عليه، وبيان الحق للجاهل به، كما قال تعالى: {فلذلك فادع واستقم كما أمرت}، وقال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني..}.
وإنما كانت هذه هي الثالثة؛ لأن الجاهل لا يمكنه أن يدعو إلى شيء صحيح، والعالم الذي لم يعمل تكون دعوته وبالا وضررا على الدعوة؛ لأن الناس ينظرون إلى عمل العالم قبل النظر إلى علمه، كما قال تعالى عن شعيب: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت}.

المرتبة الرابعة: الصبر على الأذى في طريق العلم والعمل والدعوة، والصبر باب عظيم من أبواب التوفيق والنصر، كما قال تعالى: {والله يحب الصابرين}، وقال: {إن الله مع الصابرين}، وقال تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وما أعطي أحد عطاء خيرًا و لا أوسع من الصبر))، وقال عمر: "وجدنا خير عيشنا بالصبر، ولو كان الصبر من الرجال لكان كريمًا".

ويجمع هذه المرابت كلها قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملو الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}
فالإيمان هو العلم، ثم العمل الصالح، ثم التواصي بالحق هو الدعوة، ثم التواصي بالصبر.

والحديث في هذا الموضوع شيق وممتع وطويل، وهو مما يعين على المجاهدة، فجزاكم الله خيرا على طرحه والسؤال عنه، جعلنا الله وإياكم من المجاهدين في سبيله، وهدانا طريقه المستقيم إنه سميع مجيب.
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تزكية النفس ... رقية مبارك بوداني روضة التزكية والرقائق 1 11-06-13 12:25 PM
،،،،،،،، لتهدأ النفس ،،،،،،،،،، سما الجنان خواطر دعوية 8 23-06-10 02:29 PM
ـــــــــ وقفــات ـــــــــ طـريق الشـروق خواطر دعوية 1 11-10-06 08:26 PM


الساعة الآن 11:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .