10-06-14, 09:18 PM | #1 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
/ لا تكن وأنت الذي تحمل راية الحق أول منهزم! /
(تذكرةٌ منقولة) لا تكن وأنت الذي تحمل راية الحق أول منهزم!.. يا خيرة خلق الله، يا من رضوا لأنفسهم شرف العبودية له، وامتثال أمره، وهي ليست مخصصة على شريحة معينة من الصالحين، بل تعم كل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وعرف أن حياته ابتلاء له ولغيره أيهم أحسن عملا.. فقد بين الله في كتابه الكريم أن العبد لا يكون رابحا خارجا من جملة أصحاب الخسارة إلا باستكمال أربعة أمور، وعلى قدر استكمالها يكون مقدار ربحه، وعلى قدر نقصها فيه يكون مقدار فوات ذاك الربح واستجلابه للخسارة، وتلك الأربعة هي المبينة في سورة العصر كما قال تعالى(وَالْعَصْرِ , إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ"آمَنُوا": الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به. "وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ": وترجموا ذلك العلم بالعمل الذي يصلحهم الله به لمجاورة الرب في جنته. "وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ": فلم يكتفوا بإصلاح أنفسهم بل إنهم يوصي بعضهم بعضًا بذلك الإيمان والعمل الصالح ، ويحثه عليه، ويرغبه فيه. "وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ": لأنه لا بد أن ينالهم في سبيل ذلك أذى فإنهم يوصي بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة. فإن لم يتعلم العبد فلن يؤمن وبالتالي فستكون خسارته مطلقة من كل وجه. وإن تعلم وآمن ولم يعمل لم يكن إيمانه صحيحا، إذ لو صح إيمانه لصدقه العمل به، فلا يمكن لمؤمن بعظمة الله أن يستهين بأمره، ولا يمكن لمؤمن بالبعث والجزاء أن لا يعمل صالحا ولا يترك محرما. فلو صح العلم تبعه العمل ولا بد. وإن صحت ترجمته للإيمان بالعمل الصالح تبعه دعوة غيره إلى ما آمن به وترجمه بالعمل، وذلك لأن من جملة العمل المأمور به من آمن أن يدعو إلى صراط ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، بل هو منهي عن رؤية المنكر وعدم إنكاره، فإن صح إيمانه صح عمله ونتج عنه دعوته لغيره وتواصيه وإياه بذلك.. فكل من آمن بشيء حق الإيمان دعا إليه ولا بد.. وإن وصل إلى هذه المرتبة فإنه لا بد وأن يصيبه في سبيل ذلك ما جعله الله سنة من سننه في الكون ليمحص الله ما في قلوب من سلك هذا الطريق وليبتلي ما في صدره من صدق في إرادة وجهه تعالى من إرادة غيره من المقاصد الدنية والأغراض المستقبحة ليحيي من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة.. والدعوة إلى الله ميدان عظيم يجاهد فيه كل صالح بحسب ما كان معه من البصيرة والعمل بدين الله، فأعظم أولئك مجاهدة ومطالبة بذلك هم أهل العلم الراسخون فيه، ويليه طلبة العلم الصادقين، ثم كل من علم من دين الله ولو آية واحدة فإنه مطالب بتبليغها لغيره. إذن لا خروج لعبد من هذا الميدان، فلا تنأ بنفسك يا قارئي عن مقالي فإنك معني به.!! يُتبعـــــــــــ إن شاء الله أستأذن أخواتي في إغلاق الموضوع حتى أتم نقله ثم أفتحه بإذن الله |
11-08-14, 11:33 AM | #2 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
هذه رسالة خاصة موجهة إليك أنت يا من رزقه الله شيئا من العلم عنه، وبدأ يدعو الناس لكنه فوجئ بصدهم فانهزم وترك لأهل الباطل الميدان بلا مدافعة، فارعِ لها سمعك، واقرأها بعيون بصيرتك قبل بصرك، فهي والله من قلب محب، ولسان ناصح. بسم الله الرحمن الرحيم إلى أخي الداعية وفقه الله لمراضيه. قد والله أثلج صدري ما سمعته عنكم وكيف أن الله عاملكم باسمه (اللطيف) فساق إليكم الخير من حيث لا تحتسبون وفقهكم في الدين على أيدي قوم مباركين من صفوة عباده، فلله وحده الفضل والمنة أولا وآخرا وظاهرا وباطنا. وأسأل الله أن تكونوا ممن ذكرهم الله في سورة التوبة. وما كتبت هذا إليكم إلا معاونة على البر والتقوى، فأسأل الله أن ينفعك بما سأقول، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، ولتعد هذه الرسالة رزق من الله ساقه إليك على لسان عبد من أضعف خلقه. وذلك أني على يقين أنك ستواجه ما يواجه أي شخص اتبع النبي وعزم على السير على طريقه من معارضات شياطين الجن والإنس لذا كان لابد من التذكير بأمور قطعا لا تخفى على أمثالكم، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين فإليك هذه الوصايا / / / |
11-08-14, 11:35 AM | #3 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
الوصية الأولى: يقول بعض أهل العلم (إن الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه)، فانظر إلى حالك كيف أجرى الله عليك من الأقدار، وكيف قلبك في الألطاف، واصطفاك دون غيرك من أبناء منطقتك للعلم عنه، وخصك دونهم لمعرفته، وحبب إليك الإيمان وزينه في قلبك، وأيدك بسلطان العلم، ثم جعلك بين قوم هم أشد حاجة إلى ما رزقك الله إياه من علم وهدى من حاجتهم للنَّفس، وساق إليك من سلموك أنفسهم وفلذات أكبادهم لتزرع فيهم خيرا، ثم جعل لك القبول والمحبة في قلوب الخلق. فلتعلم أن الله لا يجمع لك كل هذه الأسباب عبثا، ولا لتكون كغيرك ممن لم يوهب ما وهبت أنت، بل ثق يقينا أنه سبحانه يهيؤك لأمر عظيم: قد هيأك لأمر لو فطنت له.. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل وذلك هو أن تكون دليلا تدعو العباد إلى ربهم، وتهديهم إلى صراطه المستقيم بتبيينك الصراط لهم، والآفات التي تقطع عنه ومالهم في الآخرة إن هم أطاعوا ربهم بسلوك سبيله، أو عصوه بتركه ومخالفته. فتنال بذلك شرف الدلالة على الخير، واستعمالك فيه فالله يصطفي للأعمال المباركة المباركين من خلقه، ولا يعطي الدين إلا من أحب، فكن متفطنا لما هيئت له، مغتنما للأسباب المسخرة لك، مشتملا بالعزم والإخلاص على المضي فيه، دائم الاستعانة والتوكل بمن بيده مقاليد كل شيء وإليه ترجعون. واعلم أن من رزق العلم والإيمان فقد قطع خطوة وبقي له ثلاث لينجو من الخسارة الملازمة لكل إنسان واقرأ إن شئت سورة العصر ففيه الحجة البالغة / / /
|
13-08-14, 11:59 PM | #4 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
الوصية الثانية: أن الابتلاء سنة من سنن الله الكونية التي لا تتغير ولا تتبدل، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلى المرء على قدر دينه؛ فإن وجد في دينه رقة خُفِّف عنه، وإن وجد في دينه قوة شُدِّد عليه. فالبلاء لا يسلم منه أحد، فمن بلاء للعبد مع نيته وقلبه الذي يتقلب عليه، ومن بلاء في الأهل والولد، ومن بلاء في الجار والصاحب، ومن بلاء في الخصوم وأعداء الحق، فلا يخلو عبد من بلاء، كيف لا؛ والله يقول (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ). (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا)، (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) انظر كيف ختمت الآية بهذين الاسمين العظيمين لله الذين لو استشعرهما العبد لوجد المخرج من بلاء الناس والمعارضين لما معه من حق. فكل من سار على نهج النبي صلى الله عليه وسلم لا بد وأن يناله شيء مما ناله من الأذى في سبيل تبليغ الدعوة، وهذا البلاء ليتبين الصادق في إخلاصه لله تعالى من ضعيف الإخلاص قاصر العزم، فمن ذا الذي جاء بالدعوة الصافية إلى الله ولم يجد معارضة من الناس ومحاربة له، فلتعلم (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فلا تكن ممن يخوفه الشيطان من أولئك الذين صاروا من جنوده وأعوانه، بل كن من الذين إذا قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم زادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فإنه لا يلبث أن تنقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسك سوء. كن ذا عزيمة كأسوتك من الرسل وقل لكل من ناوأك لدعوتك (فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ . إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ). ولا يحزنك معارضة سفيه، ولا يوهن عزمك قول جاهل، ولا يقلل من نشاطك ذم الناس، وإعراض من أعرض عنك، فإن عليك أن تسعى وليس عليك إدراك النجاح. عليك أن تبذر حَبَّ الهدى في قلوبهم بصدقك في دعوتك على قدر وسعك وطاقتك، وليس عليك أن تنبت فـ(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). وليكن أعظم همك كيف يرضى الله عنك، وكيف يراك على ما يحب وحيث يحب، وأن يطلع على صدق قلبك في إرادة النفع للناس، وعلى إخلاصك لوجه الله في دعوتهم، لا تريد منهم جزاء ولا شكورا.. أما إن رأيت نفسك تخبو حين تسمع ذمهم، وترى قبيح صنيعهم وقد ابتلاك الله بهم لينظر ما أنت صانع فاتهم نيتك، وراجع نفسك، فإن الصادق لا يحركه مدح مادح، ولا يوقفه ذم شانئ. وإن رأيت أسباب طاعة قد فُتحت لك ثم وجدت نفسك تتكاسل فاخش أن تكون ممن (كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ) انظر إلى التاريخ بصدق هل تجد داعية سار على النهج القويم فوجد الدرب مفروشا وردا في أول دعوته؟ أم تجد أنه ابتلي ببلاء عظيم ثم لما اقتحم عقبته مكن الله له في الأرض، وأقبل بقلوب خلقه إليه؟؟ انظر لابن تيمية كم عذبوه وسجنوه حتى مات في سجنه، وكيف كتب الله له من القبول في الأرض بعد صبره. وهذا الإمام أحمد الذي منع من التحديث وسجنوه وآذوه لكنه صبر فرزق التمكين. ألم تعلم أن البخاري قد فتن كذلك حتى انفض كل طلابه وأعوانه ولم يبق له إلا ثلاثة منهم الإمام مسلم؟ فكن على يقين أنها سنة ماضية ،واعتبر، وانتظر الفرج، فإنك إن صبرت وأخلصت اللجأ إلى الله سيمكن لك ولابد، وسينفع بك من أراد الله هدايته، وإن أعرضت وانهزمت فبئس حامل القرآن أنت إن أتي الإسلام من قِبلك، بل حينها اعلم أنك لا تضر إلا نفسك، وإن الله ناصر دينه بمن هو خير منك، فالدين منصور بك أو بغيرك، لكن لك الشرف أن تكون في ركب من نصر. التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 14-08-14 الساعة 12:13 AM |
14-08-14, 12:04 AM | #5 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
وختاما: قف مع نفسك واسألها؛ أيهما أشد أما تعرضت له أنا أم ما تعرض له قدوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ألا تعلم أن هناك من يستمع لك ويثق بك وينتفع بقولك وفعلك؟ لماذا تجعل في ذهنك أنه إن لم يستجب الجميع فلا فائدة من الدعوة؟؟ أليس يؤتى بالنبي يوم القيامة ومعه الرجل والرجلان ويؤتى بالنبي وليس معه أحد؟؟ لماذا تنظر إلى معارضيك وكأنه لا يوجد غيرهم؟ أولم تعلم أن أتباع الحق أكثرهم الضعفاء ومن لا يؤبه لهم ولا يسمع صوتهم، وأن الملأ في الغالب يكونون في الصف المقابل للأنبياء وورثتهم؟! فالعبرة بوزن الناس عند الله لا عند البشر. أنسيت أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا؟! أنسيت أن الله سائلك عن هئولاء ممن يرجون علمك ويحتاجونك بينهم؟ كن عالي الهمة، كن محسنا الظن بربك، واعلم أنه لن يخذلك مادمت تدعو إليه، فإن أغلقوا دونك بابا فافتح لتبليغ الحق أبوابا، وإن سدوا في وجهك طريقا فشقطرقا، بل ارحمهم و أشفق عليهم وعاملهم بلين وقل (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) ادع لهم بالليل وعاملهم بحسن الخلق في النهار، فإنه يوشك أن ينقلب الذي بينك وبينه عداوة إلى ولي حميم! ألا تستحي من أن أهل التنصير وهم على باطل لا يستسلمون للضغوط،أفتستسلم أنت وأنت على الحق؟؟ واعلم أنه لئن لم يكن لك إلا شرف الجهاد لإعلاء كلمة الله لكفى، ولأن تموت على هذا الجهاد خير لك من أن تعيش كغيرك ليس له هم إلادنياه! أأنت خير أم نوح الذي بقي في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ومع هذا لم يؤمن معه إلا قليل؟! أنت متعبد لله بالدعوة والمجاهدة لنشر الحق، ولأن يهدي الله بك رجلاواحدا خير لك من حمر النعم، وإن لم يستجيبوا لك فأنت مأجور على دعوتك، وهم آثمون على معاداتك! فلا تكن وأنت الذي تحمل راية الحق أول منهزم!.. انتهى. منقول بتصرف يسير
|
14-08-14, 11:28 AM | #6 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية| |
نقل موفق
وانتقاء رائع جزاكِ. الله خيرا غاليتي ” أوبة” اللهم استعملنا لخدمة دينك بفضلك ومنّك وكرمك ولا تستبدلنا بسوء ما عندنا فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة على قدر أهل العزم تأتي العزائم ***و تأتي على قدر الكرام المكارم |
14-08-14, 05:29 PM | #7 |
معلمة بمعهد خديجة
|
اللهم اجعلنا من عبادك القليلين الذين يعلمون عنك
اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين لأنعمك علينا اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل اللهم علمنا ماينفعنا واجعله حجة لنا لا علينا اللهم ارزق اخواتى فى الله جميعهن حبك وحب من أحبك وحب كل عمل يؤدى إلى حبك جزاكم الله خيرا اختى أوبة |
17-08-14, 01:04 AM | #8 |
معلمة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
|
احسن الله اليك اخيتي وبارك فيك
فعلا نحن في امس الحاجة لمثل هذا اللهم أعنا على نيل رضاك |
25-08-14, 08:48 PM | #9 |
|تواصي بالحق والصبر|
|
حيا الله بهجة القلب "أم سعد" والحبيبات "سلوى محمد" و"نسمة المدينة" شرُفتُ بمروركن أخواتي وسعدتُ، جزى الله كاتبه خير الجزاء وأتمَّه
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مفاتيح طلب العلم .... | رقية مبارك بوداني | روضة آداب طلب العلم | 4 | 05-05-14 10:36 AM |
* رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم * | حفصة | روضة سير الأعلام | 20 | 31-10-07 10:12 PM |