|
25-05-15, 08:27 PM | #1 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية| |
طريقة تلخيص الدروس العلمية
بسم الله الرحمن الرحيم
طريقة تلخيص الدروس العلمية للشيخ : عبد العزيز الداخل حفظه الله الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبيّ الأمين، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فهذا الدرس في بيان طريقة مقترحة لإحسان تلخيص الدروس العلمية؛ أرجو أن يستعين بها طالب العلم على ضبط مسائل الدرس وإحسان فهمها، ويستفيد بها التدرّب على معرفة أصول دراسة المسائل العلمية، وينتج له بالمداومة على ذلك خبرة قيّمة تعينه على إدراك خفايا بعض المسائل والتفطّن لعلل الأقوال الخاطئة فيها، وحسن الموازنة بين الأقوال ومعرفة نظائر المسائل، وهذه الملكات العلمية من أخص معايير التفاضل بين العلماء وطلاب العلم في فهم المسائل العلمية، والسبيل إلى اكتسابها والتمهّر فيه يمرّ بمرحلتين: المرحلة الأولى:التدرب على إتقان تلخيص الدروس العلمية. والمرحلة الثانية: المداومة على تلخيص عدد كبير من الدروس حتى يكتسب الطالب أصلاً علمياً شاملاً في العلم الذي يدرسه. وقد يجد الطالب المبتدئ في التلخيص في المرحلة الأولى شيئا من المشقة والصعوبة لكنّه ما إن يتدرّب عليها حتى يتعرّف على ما يختصر عليه بعض الجهد والوقت من أنواع الوسائل العلمية والأدوات المعرفية. ثمّ يتعرف في المرحلة الثانية على عدد من الأدوات العلمية التي تضيف إلى تلخيصه قيمة علمية كبيرة فيكون هذا الملخّص مرجعاً علمياً مهما له. وقد كان لكثير من العلماء أصولهم العلمية الخاصة التي يجمعون فيها مسائل العلم ويصنفونها على حسب عنايتهم العلمية حتى إذا أرادوا التأليف استخرجوا من أصولهم ما يصلح للنشر وزادوه تحريراً وتحبيراً. وقد ابتكر أهل الحديث هذه الطريقة العلمية القيّمة بأن كتبوا أصولا خاصّة بهم في الأحاديث والآثار وأدمنوا النظر فيها والإضافة عليها حتى حفظوها، وقد عرفت عنهم أنواع من أعمال التصنيف والترتيب لأصولهم بما يعينهم على حسن المعرفة واكتشاف العلل والأقوال الخاطئة وتمحيص المرويات. لكنّهم في حال التصنيف للناس ولطلاب العلم ينتقون من أصولهم ما يصلح للنشر من باب التخفيف والتقريب والاقتصار على ما يحسبون فيه الكفاية عن التطويل. فقد انتقى الإمام أحمد مسنده من سبعمائة ألف حديث، وقال الإمام مسلم: "صنفت هذا المسند الصحيح - يقصد صحيحه - من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة". وكان إسحاق بن راهوية يقول: "كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي" وقال أبو داوود السجستاني: "كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمّنته كتاب السنن" ومن تأمّل جامع الترمذي وجد له عناية بأقوال فقهاء الأمصار وضبطها، مما يدلّ على أنّ له أصلاً استخرج منه هذه الأقوال. ومن تأمّل كتاب العلل للدارقطني وجد عجباً من براعته في ترتيب طرق الأحاديث وتصنيف اختلافها مما يظهر منه أنّ له أصلاً كبيراً رتّب فيه المرويات ترتيباً بديعاً يستكشف به أحوال اختلاف الأسانيد والمتون، وقد قال علي بن المديني رحمه الله: (الحديث إذا لم تُجمع طرقه لم يتبيّن خطؤه). ومن تأمّل كثرة ما يقول الطبراني في كتبه: (لا يُروى هذا الحديث عن فلان إلا بهذا الإسناد). علم أنه رتّب أصله ترتيباً يمكّنه من إطلاق مثل هذه الأحكام التي تدل على كثرة كتابته وسعة اطّلاعه وحسن تصنيفه. والأمثلة على ذلك عند المحدّثين كثيرة جداً. وقد نقل ابن رشيق المغربي عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه وقف على خمسة وعشرين تفسيراً مسنداً، وأنه كتب أقوال السلف مجرّدة عن الإسناد على جميع القرآن. ومن رأى كثرة ما ينقل شيخ الإسلام ابن تيمية من الأقوال عن السلف في التفسير، وجزمه في بعض المواضع أن هذا القول لا يروى إلا عن فلان، ونحو ذلك، علم أن لهذا الأصل العلمي الذي جعله لنفسه في التفسير أثراً عظيماً في حسن معرفته وسعة اطلاعه على أقوال السلف في التفسير. وقد كان رحمه الله قد اشتغل مدة بنسخ الأحاديث حتى قال الذهبي وهو من المحدّثين الكبار: "كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث". والمقصود أنّ أولئك الأئمة الأعلام لم يحصّلوا تلك الأصول الجامعة إلا بإحسان التصنيف والمداومة على الكتابة مدّة طويلة من الزمن؛ واستفادوا من كثرة مطالعتها والإضافة إليها والنهل منها رسوخ معرفتها في نفوسهم واستظهار ألفاظها وفهم معانيها. مراحل تلخيص الدرس العلمي: تلخيص الدرس العلمي له خطوات هي نظير الخطوات التي دُرست في تلخيص دروس التفسير مع شيء من الاختلاف في التطبيق. أولا: استخلاص عناصر الدرس: وذلك بتقسيم الدرس إلى عناصر معدودة بحسب محتواه، وهذا التقسيم يفيد الطالب في تجزئة العمل وتنظيمه، ويفيده أخذ تصوّر أوّلي شامل لما تضمّنه الدرس. ثانيا: استخلاص المسائل العلمية: سيجد الطالب أن كل عنصر من عناصر الدرس يتضمّن جُملة من المسائل غالبا؛ فيستخلصها من تضاعيف الشرح، ويجمع ما يتّصل بهذه المسائل ولو كان متفرقاً في أوّل الدرس وأوسطه وآخره. ومداومة الطالب على هذا الاستخلاص للمسائل في عدد من الدروس ينمّي لديه مَلَكة استخلاص المسائل العلمية؛ فيجد أنه ربّما استطاع أن يقترح أسماء عدد المسائل بمجرّد تعرّفه على العنصر قبل دراسته لتفاصيل ما قيل فيه، ومن وصل إلى هذا المستوى من طلاب العلم وتمكّن من اكتشاف غالب مسائل العنصر فقد أوتي فهماً في مسائل العلم. تنبيه: في بعض الدروس المختصرة قد يجد الطالب أن العناصر هي أسماء المسائل فقط؛ فيجمع المرحلتين الأوليين بعمل واحد. ثالثاً: ترتيب العناصر والمسائل: ينبغي للطالب أن يُحسن ترتيب عناصر الدرس ومسائله بما يكشف له الخريطة العلمية للدرس، ويعينه على حسن الفهم وسرعة القراءة وجودة التصور. رابعاً: التحرير العلمي لمسائل الدرس: وهذه المرحلة هي لبّ عمل التلخيص؛ كما تقدّم نظيره في تلخيص دروس التفسير؛ فيجتهد الطالب في استيعاب ما يتصل بهذه المسألة ويحرر القول فيها بتفصيل مقتضب من غير تطويل. خامساً: الصياغة العلمية: ويجتهد الطالب في هذه المرحلة في تجويد صياغة ملخّصه كما تقدّم نظير ذلك في تلخيص دروس التفسير، والتعوّد على كثرة كتابة التلخيصات العلمية كتابة محررة علمياً وحسنة الصياغة تفيد الطالب في بناء ملكة الإنشاء الصحيح، وتقويم قلمه ولسانه. سادساً: حسن العرض: وقد سبق بيان معايير جودة العرض في الدرس الثالث؛ فليرجع إليه. تنبيه: هذه المراحل والخطوات التي يمرّ بها عمل التلخيص قد تبدو طويلة مع الشرح والتمثيل؛ لكنّ الطالب إذا تدرّب عليها وتمهّر فيها وجدها سهلة ميسورة بإذن الله تعالى، ثمّ إذا اجتمع جماعة من الطلاب المتقنين للتلخيص أمكنهم أن يسرعوا في بناء أصل علمي بالتعاون الجادّ وحسن تنظيم العمل وترتيبه. أنواع الدروس العلمية: الدروس العلمية على أنواع؛ فمنها دروس سهلة قصيرة حسنة الترتيب والتقسيم؛ فلا يجد الملخّص مشقة في تلخيصها لوضوح مفاصل الكلام فيها، وقصر الدرس، وحسن أسلوب ملقيه أو كاتبه. ومنها دروس يتخلف عنها أحد هذه العناصر فقد تكون طويلة أو صعبة أو غير ظاهرة التقسيم؛ فيحتاج الطالب إلى إعمال الذهن في خطوات التلخيص؛ فإذا أحسن التلخيص وجد الدرس سهلاً ميسوراً بإذن الله تعالى. ومسائل الدروس العلمية منها مسائل عماد، ومنها مسائل استطراد، وبينهما مرتبة تتجاذبها هاتان المرتبتان، والطالب اللبيب هو الذي تكون عنايته لضبط مسائل عماد الدرس؛ ثمّ يُثنّي بالمرتبة التي تليها في الأهمية، وأما مسائل الاستطراد فيكفيه أن يعرف اسم المسألة وخلاصة ما قيل فيها دون تفصيل وإسهاب إن كان في دراسة تلك المسألة فائدة علمية له، وإلا فيكفيه الاطلاع عليها. وأمّا مسائل عماد الدرس وهي التي يقوم عليها بناء الدرس العلمي فينبغي له أن يعتني بها عناية حسنة. ولذلك فإنّ من الأخطاء الشائعة أن يشتغل الطالب بالمسائل الاستطرادية وبعض الملح والطرائف التي تكون في بعض الدروس حتى تشغله عن مسائل عماد الدرس؛ فيرجع من درسه ولا يكاد يرسخ في ذهنه إلا ذلك النوع من المسائل فلا تبني له علماً ولا تفيده فائدة ذات بال. وقيمة كلّ درس – على الحقيقة - هي فيما تضمنه من المسائل العلمية وحسن تحريرها؛ فإذا فاتت على الطالب فقد فاته لبّ الدرس ومقصوده، وغابت عنه فائدته وثمرته. وقيمة دراسة الطالب هي فيما يحصّله من المسائل العلمية المحررة، وقد كان من هدي أهل العلم في دراستهم أنهم لا يجاوزون الدرس حتى يعلموا ما فيه؛ وأوّل ذلك هدي الصحابة رضي الله عنهم في تعلمهم القرآن؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). رواه ابن جرير بإسناد صحيح. وقد أثنى الله على أولي الألباب من عباده بصفة من أخصّ صفاتهم التي جعلها سبباً لهدايتهم بقوله: {فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب} والاتّباع مسبوق بالمعرفة. ولذلك كان من علامات توفيق طالب العلم وهدايته حرصه على ضبط مسائل الدرس وتفهّمها بنيّة صالحة، وذلك من الأخذ بما هدى الله إليه من اتّباع أحسن القول. وقد كان بعض أهل العلم إذا استغلق عليه باب من أبواب العلم اهتمّ لذلك واغتمّ؛ حتى يتّضح له فيسرّى عنه؛ وقد نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنّه إذا استغلقت عليه مسألة أكثر الاستغفار جداً ، ودعا "يا معلّم آدم وإبراهيم علّمني، ويا مفهّم سليمان فهّمني" وذُكر عن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله أنه إذا درس باباً من أبواب العلم لا ينام حتى يضبط مسائله جيداً، وتتّضح له كوامنه ويتبيّن له مشكله. [المصدر : معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد - بتصرف يسير-] |
07-08-15, 02:55 PM | #2 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|
جزاكِ الله خير الجزاء أختي الفاضلة.
|
07-08-15, 03:08 PM | #3 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
07-08-2015
الدولة:
الجزائر
المشاركات: 6
|
جزاكم الله خيرا
|
08-08-15, 01:56 AM | #4 |
طالبة بمعهد خديجة - رضي الله عنها -
تاريخ التسجيل:
20-04-2015
المشاركات: 199
|
بارك الله فيكم و نفع بكم
|
13-08-15, 05:55 AM | #5 |
~مشارِكة~
|
تلخيص التفسير
أرجوا إرسال طريقة تلخيص التفسير
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
|
|