العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة الفقه وأصوله

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-07, 10:55 AM   #1
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
n2 ملف خاص عن الحج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكن الله جميعا
قد يكون هذا الموضوع مبكر إلا اني رأيت وضعه الان حتي يتمكن احبابنا من دراسته مبكرا
اتمني من الجميع المساهمه ليصبح ملف عن الحج وان شاء الله يكون مرجع لمن سيمن الله عليه هذا العام
اسال الله ان يتقبل منهم وان يرزقنا حج بيته الحرام آمين
لاتنسونا من دعائكم

المرأة والحج
http://saaid.net/mktarat/hajj/mr.htm
أحكام عشرة ذي الحجة
http://saaid.net/mktarat/hajj/h10.htm
الآخطاء التي يفع فيها الحجاج والعمار
صفة الحج
http://www.saaid.net/mktarat/hajj/s.htm
صفة الحج
بالصور
http://www.saaid.net/rasael/alhaj/index.htm

المنهاج في يوميات الحاج

http://www.saaid.net/mktarat/hajj/y.htm
صفة الحج

الشيخ/ عبد العزيز بن باز -رحمهالله
http://204.187.100.80/questions/show...atid=183&id=24
ماذا بعد الحج ؟
http://204.187.100.80/questions/show...183&artid=8627

وجزاكم الله خيرا



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-07, 11:23 AM   #2
ام هند السلفية
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 23-05-2007
المشاركات: 638
ام هند السلفية is on a distinguished road
افتراضي

ملفات رائعة جزاك الله خيرا
وبارك فيك وجعل مثواك الجنة
ام هند السلفية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-07, 06:17 PM   #3
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

( إيضاح حركي لمناسك الحج )



المكتبة المرئية :
الفيلم التعليمي الإرشادي دليل الحاج والمعتمر وزائر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
( وقد أقره من الناحية الشرعية فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - ) :
http://lajna.org/videos_h.htm
هذه تفاصيل موضوعات الفلم :
شرح مناسك حج التمتع
آيات الحج (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/aya1.rm
http://www.tohajj.com/Media/vedio/aya2.rm
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot4.rm
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot16.rm
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot22.rm
الحج ركن من أركان الإسلام (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot2.rm
خدمات المملكة العربية السعودية (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot3.rm
شرح الأنساك الثلاثة (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot5.rm
المواقيت المكانية (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot6.rm
ملابس الإحرام (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot7.rm
محظورات الإحرام (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot8.rm
دخول المسجد الحرام (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot9.rm
الطواف (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot10.rm
السعي (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot11.rm
الحلق أو التقصير (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot12.rm
الإحرام بالحج يوم التروية والخروج إلى منى (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot13.rm
الوقوف بعرفة (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot14.rm
أخطاء الوقوف بعرفة (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot15.rm
المبيت بمزدلفة (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot17.rm
إلى منى لرمي جمرة العقبة يوم النحر (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot18.rm
يوم النحر وصلاة عيد الأضحى (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot19.rm
أخطاء الرمي (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot20.rm
طواف الإفاضة والسعي (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot21.rm
المبيت بمنى أيام التشريق (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot50.rm
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot23.rm



زيارة المدينة المنورة ( مقاطع فيديو من فلم دليل الحاج والمعتمر )


زيارة المدينة (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot24.rm
زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot25.rm
زيارة البقيع وشهداء أحد (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot26.rm
زيارة مسجد قباء (ملف مرئي)
http://www.tohajj.com/Media/vedio/shot27.rm
من موقع شبكة نجران
http://www.khayma.com/najran/suond1.htm
حكم من يخالف المسملين في الوقوف بعرفة
للشيخ / محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
http://www.khayma.com/najran/audio/shike/uthimin07.ram
http://www.khayma.com/najran/audio/shike/uthimin07.rm
وهنا المزيد من صوتيات الحج :
من موقع إذاعة طريق الإسلام
من موقع الشبكة الإسلامية
هذا العمل مستخلص من جهود الإخوة في مشروع جمع الصوتيات والمرئيات الإسلامية :
شبكة الفجر أوشبكة الفوائد


منقول من هذه المواقع و الأخت المسلمة



نريد الهمة
حتى نساعد أخواتنا اللاتي سيسافرن قريباً ، ونضع كل ما يحتجن إليه
بإذن الله

التعديل الأخير تم بواسطة مفكرة إسلامية ; 02-11-07 الساعة 12:13 AM
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 12:15 AM   #4
مفكرة إسلامية
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

بارك الله جهودك حبيبتي زهرة...
وأسأله جلا وعلا أن لا يحرمك الأجر...

بادرة طيبة...




توقيع مفكرة إسلامية
نرجو من الجميع الإطلاع عليها , والالتزام بها -بارك الله فيكن-
وَأَرْجُوهُ رَجَاءً لا يَخِيْبُ ~
مفكرة إسلامية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 08:09 AM   #5
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
c8 حال السلف في الحج

السلام عليكنّ ورحمة الله وبركاتة
حال السلف في الحج

الحمد لله الذي شرع لعباده حج بيته العتيق ، وهو سبحانه الغني عن العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد قدوة الحجيج وأسوة المعتمرين وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بهم وسلك نهجهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فالحج فريضة شرعية ومناسبة عمرية ، إذ يجب على المسلم المستطيع في حياته مرة واحدة ينتقل فيه من بلده إلى بلد لا يعرفها وظروف لم يألفها .
ينفق فيه ماله ويترك عياله ويبذل جهده ويتكبد مشاق السفر ومتاعب الحل والترحال والنزول والانتقال في مواقف يزدحم فيها الناس في الزمان والمكان نفسيهما .

وفي ظل انتشار الجهل في صفوف الكثير من المسلمين يتجلى آثار الجهل العقائدي والعلمي والوعي الصحيح في اجتماع الحجيج لأداء مناسكهم فتروعك مظاهر الشرك والبدع والمعاصي والمخالفات في أمور النسك خاصة والعبادات عامة وتحزنك أمارات التخلف بصوره المختلفة ويزداد الحال سوءا عندما يسعى بعض تجار الدنيا لتحقيق أعلى المكاسب على حساب إخلال الحجيج بنسكهم واستمرار جهلهم بدينهم وتخلفهم فيشعر طالب العلم والدعاة إلى الكتاب والسنة بثقل التبعة وعظيم المسئولية .
وانطلاقا من رسالة الإسلام الصحيحة الصافية واهتمام الدعاة إلى الله بنشر العلم الشرعي الصحيح ليتأسى المسلم بالسنة ويتجنب البدعة والمنكر .
ولما كان الطريق الوحيد إلى معرفة ذلك هو التعرف على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج وأحواله فيه جعلنا هذا العدد في احوال السلف في الحج . نسأل الله ان يقبل من الجميع عملهم.
الترهيب في ترك الحج


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله عز وجل : إن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي محروم) رواه ابن حبان
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( تعجلوا في الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) رواه أحمد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم( الحجة المبروره ليس لها جزاء إلا الجنة ) رواه النسائي عن أبي هريرة
حال السلف في الحج


لقد كان للحج تأثير عظيم في تزكية النفوس وإصلاح القلوب ، لما فيه من معاني العبودية ، ومظاهر الربانية التي تجلت في كل أعماله ومناسكه ، فأثمرت في واقع السلف قلوبا تقية ، وأفئدة زكية وأبدانا طاهرة نقية ، فكانوا مع إحسانهم للعمل يخشون الرد وعدم القبول أما نحن - إلا من رحم الله - فلا إحسان ولا خشية ، ومع ذلك ينام أحدنا ملء جفونه وكأنه حاز النعيم وضمن من الجنة فردوسها الأعلى !!
ولئن ورد عن بعض السلف أنه قال : الركبُ كثير والحج قليل ، فما عسانا نحن أن نقول ؟ نسأل الله ألا يمقتنا .
فما أحرانا نحن المسلمون أن نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح عقيدة ومنهاجا ، عبادة وسلوكا حتى نفوز بما فازوا به من سعادة الدارين ، العز في الدنيا والنعيم في الآخرة .
من أخلاق السلف في السفر والحج


كان السلف - رحمهم الله - يعلمون حق رفيق السفر فيحسنون صحبته ويواسونه بما تيسر لديهم في طعام وشراب وكان كل واحد منهم يريد أن يخدم أخاه ويقوم بأعماله فلا يمنعه من ذلك نسب ولا شرف ولا مكانه عليه .
قال مجاهد : صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني .
وكان عبد الله بن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم وكان إذا أراد الحج من بلده جمع أصحابه وقال : من يريد منكم الحج ؟ فيأخذ منهم نفقاتهم فيضعها في صندوق ويغلقه ثم يحملهم وينفق عليهم أوسع النفقة ويطعمهم أطيب الطعام ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايا ثم يرجع بهم إلى بلده فإذا وصلوا صنع لهم طعاما ثم جمعهم عليه ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فردَّ إلى كل واحد نفقته !!
عبادة السلف في الحج


ذكر الإمام ابن رجب - رحمه الله - أن من أعظم خصال البر في الحج ، إقام الصلاة ، فمن حج من غير إقام الصلاة - لا سيما إن كان حجه تطوعا - كان بمنزلة من سعى في ربح درهم ، وضيع رأس ماله وهو ألوف كثيرة ، وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلها ويوتر عليها . فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي السُّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت . متفق عليه . ( والمقصود بالسبحة النافلة) .
حذر السلف من الرياء والمباهاة


ومما يجب على الحاج اجتنابه ، وبه يتم بر حجه ألا يقصد بحجه رياءا ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخرا ولا خيلاء ، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه ، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه . وقد كان السلف - رحمهم الله - شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس ، لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه صوابا على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم .
ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما :- ما أكثر الحاج ! قال : ما أقلهم ! وقال شريح القاضي : الحاج قليل والركبان كثير ، ما أكثر من يعمل الخير ، ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه .
وليس على كل الوجوه قبول وجوه عليها للقبول علامة
أسباب توقان النفس إلى مكة


الأول : من تكون وطنًا له فيخرج عنها فيتوق إلى وطنه.
والثاني: من يذوق في تردده إليها حلاوة ربح الدنيا فذاك يتوق إلى ربحه لا إليها، لكنها لما كانت سببًا تاق إليها.
والثالث : من يكون محصورًا في بلده فيحب النزهة والفرجة ويرى ما يطلبه في طريقها فينسى شدة يلقاها للذة التي يطلبها وتبهرج نفسه عليه أني أحب الحج، وإنما يحب الراحة.
والرابع : من تبطن نفسه الرياء وتخفيه عنه حتى لا يكاد يحس به، وذلك حبها لقول الناس : قد حج فلان ، ولتلقبه وتسميه بالحاج ، فهو يتوق إلى ذلك، وتبهرج عليه بحب الحج، وهذامن رقائق الغرور فيجب الحذر منه.
والخامس : من يعلم فضل الحج فيتوق إلى ثواب الله - عز وجل - لأن مضاعفة الثواب في تلك الأماكن بزيد على غيرها، وهذا هو المؤمن.
السادس : توقان عام ، وسببه دعاء الخليل - عليه السلام - حين قال : { فَاجْعَل أَفئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلَيْهِم} (إبراهيم/37).
قال ابن عباس - رضي الله عنهما : تحنُّ إليهم ، قال : وأراد حب سكنى مكة ، ولو قال : اجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لحجّه اليهود والنصارى ، ولكنه قال : من الناس

منقول من سلاسل العلامتين (إبن باز والألباني رحمهم الله
,لاخت المسلمه بوركتم
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 08:13 AM   #6
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
c8 هكذا حج الرسول صلى الله عليه وسلم

--------------------------------------------------------------------------------



السلام عليكنّ ورحمة الله وبركاتة
هكذا حج الرسول صلى الله عليه وسلم

الشيخ :
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون من حجاج بيت الله الحرام:
فأسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يرضيه، والعافية من مضلات الفتن، كما أسأله سبحانه أن يوفقكم جميعاً لأداء مناسككم على الوجه الذي يرضيه وأن يتقبل منكم وأن يردكم إلى بلادكم سالمين موفقين إنه خير مسؤول.
أيها المسلمون :
إن وصيتي للجميع هي تقوى الله سبحانه في جميع الأحوال والاستقامة على دينه، والحذر من أسباب غضبه. وإن أهم الفرائض وأعظم الواجبات هو توحيد الله والإخلاص له في جميع العبادات، مع العناية باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأعمال، وأن تُؤَدّى مناسك الحج وسائر العبادات على الوجه الذي شرعه الله لعباده على لسان رسوله وخليله وصفوته من خلقه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وإن أعظم المنكرات وأخطر الجرائم هو الشرك بالله سبحانه وهو صرف العبادة أو بعضها لغيره سبحانه لقوله عز وجل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). "النساء: 48". وقوله سبحانه يخاطب نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) "الزمر:65".
حجاج بيت الله الحرام:
إن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلى المدينة إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع ، وذلك في آخر حياته صلى الله عليه وسلم، وقد علّم الناس فيها مناسكهم بقوله وفعله، وقال لهم صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم) فالواجب على المسلمين جميعاً أن يتأسوا به في ذلك ، وأن يؤدوا مناسكهم على الوجه الذي شرعه لهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو المعلم المرشد وقد بعثه الله رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، فأمر الله عباده بأن يطيعوه ، وبين أن اتباعه هو سبب دخول الجنة والنجاة من النار، وأنه الدليل على صدق حب العبد لربه وعلى حب الله للعبد كما قال الله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) "الحشر: 7". وقال سبحانه وتعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) "النور: 56". وقال عز وجل: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) "النساء: 80". وقال سبحانه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) "الأحزاب: 21).
وقال سبحانه: (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين) "النساء: 13، 14".
وقال عز وجل: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله،وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) "الأعراف: 158".
وقال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) "آل عمران: 31".
والآيات في هذا المعنى كثيرة. فوصيتي لكم جميعاً ولنفسي تقوى الله في جميع الأحوال، والصدق في متابعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله لتفوزوا بالسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
حجاج بيت الله الحرام:
إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم لما كان يوم الثامن من ذي الحجة توجه من مكة المكرمة إلى منى ملبياً وأمر أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ أن يهلوا بالحج من منازلهم ويتوجهوا إلى منى ولم يأمر بطواف الوداع، فدل ذلك على أن السنة لمن أراد الحج من أهل مكة وغيرها من المقيمين فيها ومن المحلين من عمرتهم وغيرهم من الحجاج أن يتوجهوا إلى منى في اليوم الثامن ملبين بالحج وليس عليهم أن يذهبوا إلى المسجد الحرام للطواف بالكعبة طواف الوداع.
ويستحب للمسلم:
عند إحرامه بالحج أن يفعل ما يفعله في الميقات عند الإحرام من الغسل والطيب والتنظيف. كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بذلك لما أرادت الإحرام بالحج وكانت قد أحرمت بالعمرة فأصابها الحيض عند دخول مكة وتعذر عليها الطواف قبل خروجها إلى منى فأمرها صلى الله عليه وسلم أن تغتسل وتهل بالحج ففعلت ذلك فصارت قارنة بين الحج والعمرة.
* وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً دون جمع، وهذا هو السنة تأسياً به صلى الله عليه وسلم ويسن للحجاج في هذه الرحلة أن يشتغلوا بالتلبية وبذكر الله عز وجل وقراءة القرآن، وغير ذلك من وجوه الخير كالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى الفقراء فلما طلعت الشمس يوم عرفة توجه صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم إلى عرفات منهم من يلبي ومنهم من يكبر. فلما وصل عرفات نزل بقبة من شعر ضربت له بنمرة غربي عرفة، واستظل بها عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على جواز أن يستظل الحاج بالخيام والشجر ونحوها.
* فلما زالت الشمس ركب دابته عليه الصلاة والسلام ، وخطب الناس وذكرهم وعلمهم مناسك حجهم وحذرهم من الربا وأعمال الجاهلية ، وأخبرهم أن دماءهم وأموالهم وأعراضهم عليهم حرام، وأمرهم بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأخبرهم أنهم لن يضلوا ما داموا معتصمين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
* فالواجب على جميع المسلمين وغيرهم أن يلتزموا بهذه الوصية وأن يستقيموا عليها أينما كانوا ويجب على حكام المسلمين جميعاً أن يعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يحكموها في جميع شؤونهم، وأن يلزموا شعوبهم بالتحاكم إليها، وذلك هو طريق العزة والكرامة والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.وفق الله الجميع لذلك.
* ثم إنه صلى الله عليه وسلم صلى بالناس الظهر والعصر قصراً وجمعاً جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين ، ثم توجه إلى الموقف واستقبل القبلة ووقف على دابته يذكر الله ويدعوه ويرفع يديه بالدعاء حتى غابت الشمس وكان فاطراً ذلك اليوم ، فعلم بذلك أن المشروع للحجاج أن يفعلوا كفعله صلى الله عليه وسلم في عرفات، وأن يشتغلوا بذكر الله والدعاء والتلبية إلى غروب الشمس، وأن يرفعوا أيديهم بالدعاء وأن يكونوا مفطرين لا صائمين وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من يوم أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة وإنه سبحانه ليدنو فيباهي بهم ملائكته). وروي عنه صلى الله عليه وسلم أن الله يقول يوم عرفة لملائكته: (انظروا إلى عبادي! أتوني شعثاً غبراً يرجون رحمتي أشهدكم أني قد غفرت لهم). وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف).
* ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الغروب توجه ملبياً إلى مزدلفة وصلى بها المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين، ثم بات بها وصلى بها الفجر مع سنتها بأذان وإقامة، ثم أتى المشعر فذكر الله عنده وكبر وهلّل ودعا ورفع يديه وقال: (وقفت هاهنا وجمع كلها موقف) فدل ذلك على أن جميع مزدلفة موقف للحجاج يبيت كل حاج في مكانه ويذكر الله ويستغفره في مكانه ولا حاجة إلى أن يتوجه إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم ليلة مزدلفة للضّعفة أن ينصرفوا إلى منى بليل فدل ذلك على أنه لا حرج على الضّعَفَة من النساء والمرضى والشيوخ ومن تبعهم في التوجه من مزدلفة إلى منى في النصف الأخير من الليل عملاً بالرخصة وحذراً من مشقة الزحمة ، ويجوز لهم أن يرموا الجمرة ليلاً كما ثبت ذلك عن أم سلمة وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم.
* وذكرت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للنساء بذلك، ثم إنه صلى الله عليه وسلم بعدما أسفر جداً دفع إلى منى ملبياً فقصد جمرة العقبة فرماها بعد طلوع الشمس بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ثم نحر هديه ، ثم حلق رأسه ثم طيبته عائشة رضي الله عنها، ثم توجه إلى البيت فطاف به، وسئل صلى الله عليه وسلم في يوم النحر عمن ذبح قبل أن يرمي ومن حلق قبل أن يذبح ومن أفاض إلى البيت قبل أن يرمي فقال: (لا حرج).
* قال الراوي: فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: (افعل ولا حرج). وسأله رجل فقال يا رسول الله: سعيت قبل أن أطوف فقال: (لا حرج). فعلم بهذا أن السنة للحجاج أن يبدؤوا برمي الجمرة يوم العيد ،ثم ينحروا إذا كان عليهم هدي، ثم يحلقوا أو يقصروا والحلق أفضل من التقصير فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بالمغفرة والرحمة ثلاث مرات للمحلقين ومرة واحدة للمقصرين، وبذلك يحصل للحاج التحلل الأول فيلبس المخيط ويتطيب ويباح له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء ، ثم يذهب إلى البيت فيطوف به في يوم العيد أو بعده. ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعاً، وبذلك يحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء.
* أما إن كان الحاج مفرداً أو قارناً فإنه يكفيه السعي الأول الذي أتى به مع طواف القدوم. فإن لم يسع مع طواف القدوم وجب عليه أن يسعى مع طواف الإفاضة.
* ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى منى فأقام بها بقية يوم العيد واليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر يرمي الجمرات كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال يرمي كل جمرة بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة ويدعو ويرفع يديه بعد الفراغ من الجمرة الأولى والثانية ويجعل الأولى عن يساره حين الدعاء والثانية عن يمينه ولا يقف عند الثالثة.. ثم دفع صلى الله عليه وسلم في اليوم الثالث عشر بعد رمي الجمرات فنزل بالأبطح وصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
* ثم نزل إلى مكة في آخر الليل من الليلة الرابعة عشرة وصلى الفجر بالناس عليه الصلاة والسلام وطاف للوداع قبل صلاة الفجر ثم توجه بعد الصلاة إلى المدينة في صبيحة اليوم الرابع عشر عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم.
* فعلم من ذلك أن السنة للحاج أن يفعل كفعله صلى الله عليه وسلم في أيام منى فيرمي الجمار الثلاث بعد الزوال في كل يوم كل واحدة بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة ويشرع له أن يقف بعد رميه الأولى ويستقبل القبلة ويدعو ويرفع يديه ويجعلها عند يساره، ويقف بعد رمي الثانية كذلك ويجعلها عن يمينه وهذا مستحب وليس بواجب ولا يقف عند رمي الثالثة فإن لم يتيسر له الرمي بعد الزوال وقبل غروب الشمس رمى في الليل عن اليوم الذي غابت شمسه إلى آخر الليل في أصح قولي العلماء رحمة من الله سبحانه بعباده وتوسعة عليهم.
* ومن شاء أن يتعجل في اليوم الثاني عشر بعد رمي الجمار فلا بأس ومن أحب أن يتأخر حتى يرمي الجمار في اليوم الثالث عشر فهو أفضل لكونه موافقاً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.. والسنة للحاج أن يبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر وهذا المبيت واجب عند كثير من أهل العلم، ويكفي أكثر الليل إذا تيسر ذلك ومن كان له عذر شرعي كالسقاة والرعاة ونحوهم فلا مبيت عليه.
* أما ليلة الثالث عشر فلا يجب على الحجاج أن يبيتوها بمنى إذا تعجلوا ونفروا من منى قبل الغروب.. أما من أدركه المبيت بمنى فإنه يبيت ليلة الثالث عشر ويرمي الجمار الثلاث في اليوم الثالث عشر بعد الزوال كما رمى في اليوم الحادي عشر والثاني عشر، ثم ينفر وليس على أحد رمي بعد الثالث عشر ولو أقام بمنى.
* ومتى أراد الحاج السفر إلى بلاده وجب عليه أن يطوف بالبيت للوداع سبعة أشواط لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ينفر أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت). إلا الحائض والنفساء فلا وداع عليهما؛ لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض.
* ومن أخر طواف الإفاضة فطاف عند السفر أجزأه عن الوداع لعموم الحديثين المذكورين.
أسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وأن يتقبل منا ومنكم ويجعلنا وإياكم من العتقاء من النار. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر : موقع صيد الفوائد
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 08:17 AM   #7
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

روى البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه) وفي رواية له أيضًا: ( من حج هذا البيت فلم يرفث ، ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه) وعند مسلم نحوه .
شرح الحديث

قال شراح الحديث: الأحاديث الواردة في هذا الباب مستفادة من

قوله تعالى: { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج} (البقرة:197) .

قوله في رواية البخاري: ( من حج لله) أي: ابتغاء وجه الله ، وطلبًا لرضاه. والمراد الإخلاص في العمل ، بأن لا يكون قصده في الأساس تجارة ، أو سياحة ، أو شبه ذلك .

قالوا: و ( الرفث ): اسم للفحش من القول ، وقيل: هو الجماع ؛ وبه فسروا قوله تعالى: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} (البقرة:187) وقيل: ( الرفث ): التصريح بذكر الجماع ؛ وقال بعض أهل اللغة: (الرفث ) كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة ؛ وكان عمر وابن عباس رضي الله عنهما ، يخصصانه بما خوطب به النساء. وإذا كان جمهور أهل العلم - كما قال ابن حجر- قد فسروا الرفث في الآية بأنه الجماع ، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن اللفظ في الحديث أعم من ذلك ؛ وفي هذا يقول الحافظ ابن حجر في "الفتح": " والذي يظهر أن المراد به في الحديث ما هو أعم من ذلك ، وإليه نحا القرطبي، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم في الصيام: ( فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث) متفق عليه " وعلى هذا ، فالمقصود بـ ( الرفث ) في الحديث: الجماع ، ومقدماته ، وكل كلام فاحش .

ومعنى ( كيوم ولدته أمه) أي: بغير ذنب ؛ قال ابن حجر: وظاهر الحديث غفران الصغائر والكبائر والتبعات .

وأما ( الفسوق ) فهو في الأصل الخروج ؛ يقال: انفسقت الرطبة ، إذا خرجت ، فسمي الخارج عن الطاعة فاسقًا ؛ والمقصود به هنا فعل المعصية ؛ إذ هي خروج عن الطاعة. وقوله عليه الصلاة والسلام: ( ولم يفسق) المراد به: العصيان ، وترك أمر الله تعالى ، والخروج عن طريق الحق. والمعنى: لم يخرج عن حد الاستقامة ، بفعل معصية ، أو جدال ، أو مراء ، أو ملاحاة رفيق أو صديق .

وأفاد الحديث أن الحج المبرور طريق موصل إلى مرضات الله ، وثمرة ذلك أن يكون العبد من أصحاب الجنة والرضوان ، ويكون مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا



روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).

وفي رواية الترمذي: ( العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) . وروى أصحاب السنن إلا أبا داود: ( تابعوا بين الحج والعمرة ،

فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب) والكِير: الزِّق الذي ينفخ فيه الحداد ؛ ومنه الحديث: ( المدينة كالكِير تَنفي خَبَثها ويَنْصع طِيبُه) متفق عليه .

دلالة الأحاديث

قال أهل العلم: ( الحج المبرور ) هو الذى لا يخالطه شيء من المأثم ؛ وقيل: ( المبرور ) المقبول. قالوا: ومن علامات قبول الحج ، أن يرجع العبد خيرًا مما كان ، ولا يعاود المعاصي. فعلى هذا يكون ( المبرور ) من البِّر ، والبِّر اسم جامع لكل خير. ويجوز أن يكون ( المبرور ) بمعنى الصادق الخالص لله تعالى .

قال القرطبي: الأقوال التي ذكرت في تفسيره متقاربة المعنى ، وهي أنه الحج الذي وفِّيت أحكامه ، ووقع موقعًا لما طُلب من المكلف على الوجه الأكمل .

ووقع عند أحمدوغيره ، من حديث جابرمرفوعًا: ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) قيل يا رسول الله: ما بر الحج ؟ قال: ( إطعام الطعام ، وإفشاء السلام) ففي هذا الحديث تفسير للمراد بـ ( الحج المبرور ) .

وقوله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهم) هذا يدل على فضيلة العمرة ، واستحباب الاستكثار منها ، وأن العمرة مكفرة للخطايا الواقعة بين العمرتين .

وقد احتج جمهور أهل العلم بهذا الحديث على استحباب تكرار العمرة. وقالوا بناء على هذا: إن جميع السنة وقت للعمرة ؛ فتصح في كل وقت ، إلا في حق من هو متلبس بأعمال الحج ، فلا يصح اعتماره حتى يفرغ من الحج .

ثم إن جماعة من أهل العلم ذهبوا إلى أن العمرة واجبة على المكلف في العمر مرة ، كالحج ؛ وممن قال بهذا: عمر و ابن عمر و ابن باس وطاوس وعطاء و ابن المسيب وسعيد بن زبير و أحمد وداود ، وغيرهم. وذهب مالك و أبو حنيفة إلى أنها سنة ، وليست واجبة .

وقوله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة تكفر ما بينهم) أي: من الذنوب ، دون الكبائر ، كما في قوله: ( الجمعة إلى الجمعة كفارة ما بينهما ، ما لم تغش الكبائر) رواه ابن ماجه.

قال ابن حجرفي "فتح الباري": واستشكل بعضهم كون العمرة كفارة ، مع أن اجتناب الكبائر يكفر ، فماذا تكفر العمرة ؟ والجواب أن تكفير العمرة مقيد بزمنها ، وتكفير الاجتناب عام لجميع عمر العبد ، فتغايرا من هذه الحيثية .

وأفاد قوله عليه الصلاة والسلام: ( فإنهما ينفيان الفقر والذنوب) أن المتابعة بين الحج والعمرة من مسببات الغنى ؛ فمع أن العبد ينفق المال الكثير من أجل حجه واعتماره ، غير أن الله سبحانه يعوضه خيرًا مما بذل لأجل طاعته ، قال تعالى: { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} (سبأ:39) .

ونختم مقالنا بما روي عن عمر رضي الله عنه أنه نظر إلى ركب عائدين من الحج ، فقال: لو يعلم الركب ما ينقلبون به من الفضل بعد المغفرة لاتكلوا ، ولكن ليستأنفوا العمل. وهذا يدل على أنه يجب على الحاج ألا يركن إلى عمله ، وما وفقه الله إليه من الطاعات والقربات في حجه ، بل عليه أن يستمر ويواظب على فعل الطاعات والقربات ، إلى أن يلقى الله سبحانه ، قال تعالى: { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} (الحجر:99) .



روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة ، إنه ليدني ، ثم يباهي بهم الملائكة ، فيقول: ما أراد هؤلاء) .

وعند أحمد في "مسنده" وابن حبان في "صحيحه" و الحاكم في "مستدركه" من حديث أبي هريرة مرفوعًا: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء ، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي ، جاؤوني شعثًا غبرً) .

وروى ابن خزيمة وابن حبان و البزار و أبو يعلى والبيهقي عن جابر رضي الله عنه ، مرفوعًا أيضًا: ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا ، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول: انظروا إلى عبادي ، جاؤوني شعثًا غبرًا ضاجِّين ، جاؤوا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ، ولم يروا عقابي ، فلم يُرَ يومًا أكثر عتقًا من النار ، من يوم عرفة)

وفي مصنف عبد الرزاق من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، في حديث الرجلين اللَّذين جاءا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسألانه عن أمر دينهم ، وكان من جوابه لهما: ( وأما وقوفك بعرفة ، فإن الله تبارك وتعالى ينـزل إلى سماء الدنيا ، فيباهي بهم الملائكة ، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوا شعثًا غبرًا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ، ويخافون عذابي ، ولم يروني ، فكيف لو رأوني ، فلو كان عليك مثل رمل عالج ، أو مثل أيام الدنيا ، أو مثل قطر السماء ذنوبًا ، غسلها الله عنك) .

وعند ابن عبد البر في "تمهيده" من رواية أنس رضي الله عنه ، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف قاعدًا ، فأتاه رجل من الأنصار ، ورجل من ثقيف ، فذكر حديثًا فيه طول وفيه: ( وأما وقوفك عشية عرفة ، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا ، ثم يباهي بكم الملائكة ، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثًا سفعًا ، يرجون رحمتي ومغفرتي؛ فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل ، وكعدد القطر ، وكزبد البحر ، لغفرتها ، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ، ولمن شفعتم له) .

وروى ابن عبد البر أيضًا ، بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال: ( وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات ، وكادت الشمس أن تؤوب ، فقال: ( يا بلال انصت لي الناس) فقام بلال ، فقال: انصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنصت الناس ، فقال: ( معاشر الناس ، أتاني جبريل آنفًا ، فاقرأني من ربي السلام ، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر ، وضمن عنهم التبعات) فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال: يا رسول الله ، هذا لنا خاص ، فقال: ( هذا لكم ، ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة) فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب ) .

شرح غريب الأحاديث

رمل عالج: تَعَلَّج الرَّمل: اعتلج. وهو ما تَراكَمَ من الرمل ، ودخل بعضه في بعض. وعالِج: رمالٌ معروفة بالبادية ، وعالج: موضع بالبادية بها رمل .

شعثًا: شعِثَ شَعَثًا وشعوثة ، فهو شَعِثٌ: تَلَبَّدَ شعره واغْبَرَّ ، والشَّعِث: المُغْبَرُّ الرأْس ، المُنْتَتِف الشَّعر ، الجافُّ الذي لم يَدَّهِن. والتَّشَعُّث: التَّفرُّق والتنكُّث ، كما يتشعَّث رأْس المسواك. وتشعيث الشيء: تفريقه .

سفعًا: السفع السَّواد والشُّحوب ، ومنه قيل للأَثافي: سُفْعٌ ، وهي التي أُوقد بينها النار ، فسَوَّدَت صِفاحَها التي تلي النار .

غبرًا: الغُبْرة: اغبِرار اللَّون ، يغْبَرُّ للهمِّ ونحوه ، والغُبْرة لون الأغبر ، وهو شبيه بالغبار .

دلالة الأحاديث

قال الإمام النووي في شرحه على "صحيح مسلم": " هذا الحديث ظاهر الدلالة في فضل يوم عرفة ، وهو كذلك ". وقد وفق النووي بين الأحاديث الدالة على فضل يوم عرفة ، والأحاديث الدالة على فضل يوم الجمعة ، كقوله صلى الله عليه وسلم: ( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة) رواه مسلم بأن الأحاديث الواردة في فضل يوم عرفة تفيد أن يوم عرفة أفضل أيام السنة ، أما الأحاديث الواردة في أفضلية يوم الجمعة فمحمولة على أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع .

وقد رُوي عن سالم بن عبدالله بن عمرأنه رأى سائلاً يسأل يوم عرفة ، فقال: يا عاجز ! في هذا اليوم تسأل غير الله .

وخطب عمر بن عبدالعزيزرضي الله عنه بعرفة ، فقال: إنكم قد جئتم من القريب والبعيد ، وأنضيتم الظهر - أي: أتعبتم رواحلكم - وأخلقتم الثياب -أي: أبليتم ثيابكم- وليس السابق اليوم من سبقت دابته وراحلته ، وإنما السابق اليوم من غُفر له. والحمد لله رب العالمين .
ما أفادته الأحاديث

موضوع هذه الأحاديث ورد في روايات مختلفة ، وبصور مختلفة. والمستفاد من مذاهب أهل العلم في فقه هذه الأحاديث أنها واردة في أعمال يوم النحر خاصة ، إذ جميع الروايات على اختلاف ألفاظها ، وردت بخصوص أعمال هذا اليوم ، إذ في هذا اليوم - يوم النحر - تكون أكثر أعمال الحج ، فيكون فيه رمي جمرة العقبة ( الكبرى ) ، ونحر الهدي ، والحلق أو التقصير ، وطواف الإفاضة ؛ وعليه فلا تفيد مجمل هذه الأحاديث رفع الحرج في التقديم أو التأخير في أعمال الحج كافة ؛ فلا يصح مثلاً رمي الجمار قبل وقوف عرفة ، ولا يصح طواف الإفاضة قبل الوقوف ، ولا السعي للمتمتع قبل طواف الإفاضة كذلك .

والسنة المتفق عليها في ترتيب أعمال يوم النحر ، هي: رمي جمرة العقبة ، ثم نحر الهدي أو ذبحه ، ثم الحلق أو التقصير ، ثم طواف الإفاضة ؛ وقد أجمع العلماء على استحباب هذا الترتيب. وأجمعوا كذلك على أن من قدم أو أخر شيئًا من أعمال يوم النحر ، فإنه يجزئه ذلك ، ويصح منه ، بيد أنهم اختلفوا في وجوب الكفارة عليه ، فأوجبها بعضهم ، ولم يوجبها آخرون .

والذي ذهب إليه جمهور أهل العلم أنه لا شيء على من حلق قبل أن يرمي ، ولا على من قدم شيئًا أو أخره ساهيًا أو جاهلاً ، أو حتى متعمدًا مما يُفعل يوم النحر. وقد رُويَ عن الحسن وطاوس أنهما قالا: لا شيء على من حلق قبل أن يرمي ؛ ورويَ عن عطاء بن أبي رباح قوله: من قدَّم نسكًا قبل نسك فلا حرج .

ويؤيد قول الجمهور القائلين بعدم وجوب ترتيب أعمال يوم النحر ، قوله صلى الله عليه وسلم: ( افعل ولا حرج) إذ لو كان الحديث لرفع الإثم عن الساهي والجاهل فحسب ، لما كان له معنى حينئذ ؛ لأن كل عبادة واجبة يتركها الإنسان ، نسيانًا أو جهلاً ، فإنه لا إثم عليه بتركها ، وإن كان مطالبًا بتعويض ما أخلَّ فيه وقصَّر بحسب كل عبادة ؛ بخلاف العامد ، فإنه مع مطالبته بتعويض الخلل والنقص ، يلحقه الإثم لتركه الواجب أو الركن عمدًا .

فإذا تبيَّن هذا ، علمنا أن قوله صلى الله عليه وسلم: ( افعل ولا حرج) لا يفيد فقط رفع الإثم عمّن أخلَّ بترتيب أعمال يوم النحر ، سهوًا أو جهلاً ؛ إذ إن هذا معلوم في مبادئ الشريعة ، كما أنه غير مختص بأعمال يوم النحر ، بل يشمل كل من أخلَّ بعمل من أعمال الحج سهوًا أو جهلاً ، فلا إثم عليه ، وإن كان يجب عليه تدارك ذلك الخلل الحاصل ، بحسب ما جاء في الشريعة ، كما سبق .

وإذا كان الأمر كذلك ، فإن قوله صلى الله عليه وسلم: ( افعل ولا حرج) يفيد أمرًا زائدًا على مجرد رفع الإثم ، وهو رفع ما يترتب على الإخلال بترتيب أعمال يوم النحر ؛ فلا يجب على من أخلَّ بترتيب أعمال ذلك اليوم فدية أو بدل أو غير ذلك ، وإذا لم يلزم من الإخلال بهذا الترتيب شيء ، فإنه يستوي فيه العامد والساهي والجاهل ؛ لأن الترتيب لو كان واجبًا لكان من باب المأمورات الشرعية التي لا تسقط بالنسيان أو الجهل. وبه يُعلم أن الحديث دالٌ على سنية الترتيب في أعمال يوم النحر ، وأن الأفضل الإتيان بها وفق الترتيب النبوي ، ولا يلزم في ترك هذا الترتيب شيء .

أما ما جاء في بعض الروايات من كون السائل كان جاهلاً بأحكام الحج ، فإن هذا لا يفيد أن رفع الحرج خاص بحالة الجهل ؛ لأن وصف السائل بالجهل إنما كان لبيان الواقع الذي حصل فيه السؤال ، وهو لا يفيد تقييد الحكم وقصره على تلك الحالة دون غيرها .

ومهما يكن من أمر ، فإن هذا الحديث برواياته المختلفة والمتعددة ، يُعدُّ أصلاً في فقه أحكام الحج عمومًا ، كما يعد دليلاً قويًا في تصحيح كثير من أعمال الحج التي تعرض وتطرأ لحجَّاج بيت الله الحرام خصوصًا ؛ ففي الحديث فسحة وسعة من الأمر ، وهو مما يدل على يُسر هذه الشريعة ، وقصدها رفع الحرج عن العباد. وصدق الله إذ يقول في محكم تنـزيله: { وما جعل عليكم في الدين من حرج} (الحج:87)



المصدر الشبكة الإسلاميه
ويتبع بإذن الله
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 08:19 AM   #8
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
c1 أحاديث صحيحة في الحج

السلام عليكنّ ورحمة الله وبركاتة






عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة ) رواه ابن ماجة.




عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم ) رواه ابن ماجة.



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال: ( إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا ؟ قال: جهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا ؟ قال حج مبرور ) متفق عليه .



عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد، قال: ( لا، لكنَّ أفضل الجهاد حج مبرور ) رواه البخاري.



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) متفق عليه.



عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء ) رواه مسلم.



عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) متفق عليه.عن عمررضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تابعوا بين الحج والعمرة فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ) رواه ابن ماجة.



عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يلبي إلا لبى مَنْ عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا ) رواه الترمذي.



عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( جاءني جبريل فقال: يا محمد مُرْ أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج ) رواه ابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد.



عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ الأعمال أفضل ؟ قال: ( العج والثج ) رواه الترمذي وابن ماجة ومعنى العج رفع الصوت بالتلبية، والثج نحر البدن.



عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة ) رواه الترمذي وقال: .


وقوله: ( من طاف بهذا البيت أسبوعا ) أي سبعة أشواط .



عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن مسحهما - مسح الحجر والركن اليماني - كفارة الخطايا ) رواه الترمذي.



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسانا ينطق به يشهد على من استلمه بحق ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشدُّ بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم ) رواه الترمذي وقال: حديث صحيح.



عن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة ولولا أن الله تعالى طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب ) رواه الترمذي وغيره.



عن بلال بن رباح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له غداة جمع: ( يا بلال أَسْكِت الناس أو أنصت الناس . ثم قال: إن الله تطاول عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله ) رواه ابن ماجه ويعني ب" غداة جمع" أي: صبيحة مزدلفة، ومعنى "تطاول" أي: تفضل.



عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رحم الله المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله. قال: رحم الله المحلقين . قالوا: والمقصرين يا رسول الله. قال: رحم الله المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله. قال: والمقصرين ) متفق عليه.



عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ماء زمزم لما شرب له ) رواه أحمد وابن ماجه.

االاخت المسلمه
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-07, 08:24 AM   #9
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
c1 أحاديث لا تصح في الحج

الحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وقد وردت في فضله وبيان شأنه الأحاديث الصحيحة الكثيرة، والتي ذكرنا بعضها في مقالنا "فضائل الحج والعمرة "، ونحاول في هذا المقال أن نرصد الأحاديث التي نص أهل العلم على تضعيفها لئلا تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الإطلاق، وفيما يلي جملة منها



:1- حديث ( إن الله تعالى يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة الميت والحاج عنه والمنفذ لذلك )



يعني الوصي. رواه البيهقي، وقال عن أحد رواته – أبو معشر - "ضعيف"، والحديث ضعفه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء.



2- ( إن الملائكة لتصافح ركاب الحجاج وتعتنق المشاة ) رواه البيهقيفي شعب الإيمان، وقال: هذا إسناد فيه ضعف، وضعفه المناويفي فيض القدير، وقال الألباني "موضوع".





3- ( غزوة لمن قد حج أفضل من أربعين حجة ) رواه سعيد بن منصور في سننه، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب.



4- ( إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم: عليكم بالحجاج والمجاهدين فأضلوهم عن السبيل ) رواه الطبراني في الكبير، وضعف الهيثمي في مجمع الزوائد أحد رواته.
5- ( إن من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك ) رواه البيهقي في سننه، وقال الحافظ في التلخيص : "في سنده جابر بن نوح وقال البيهقي في رفعه نظر "ا.هـ ، وقال الذهبي: "سنده واهٍ"، والحديث صححه بعض العلماء موقوفا على علي رضي الله عنه.






6- ( كثرة الحج والعمرة تمنع العيلة ) ذكره الديلمي في الفردوس، وعزاه صاحب كنز العمال للمحاملي في أماليه، وحكم عليه الشيخ الألباني في تخريج أحاديث الجامع الصغير بالوضع.





7- ( الحجاج والعمار وفد الله عز وجل، يعطيهم ما سألوا، ويستجيب لهم ما دعوا، ويخلف عليهم ما أنفقوا، الدرهم ألف ألف درهم ) رواه البيهقي في شعب الإيمان، وضعفه الألباني في كتابه: "ضعيف الترغيب والترهيب"




والصحيح: ( الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم ) رواه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.


8- ( حجوا فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن ) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: " رواه الطبراني في الأوسط وفيه يعلى بن الأشدق وهو كذاب".
9- ( حجوا قبل أن لا تحجوا، تقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد ) رواه البيهقي في سننه، وضعفه ابن الجوزي في العلل المتناهية، ونص الذهبي في ميزان الاعتدال على نكارته، وقال: هذا إسناد مظلم، وقال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة: باطل.
10- ( الحج جهاد والعمرة تطوع ) رواه ابن ماجه في سننه وضعفه الحافظ في التلخيص، والعيني في شرح البخاري، والشوكاني في نيل الأوطار .
11- حديث: ( الحج جهاد كل ضعيف ) رواه ابن ماجة في سننه، ونقل المناوي في فيض القدير عن الترمذي أن البخاري قال عنه: مرسل، وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة، ونص العيني على إرساله، وأورده صاحب الأسرار المرفوعة، وضعفه الأرناؤوط في تحقيق المسند، وحسنه الألباني.


13- ( العمرة من الحج بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة الزكاة من الصيام ) ذكره الديلمي في مسند الفردوس، وقال عنه الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف جدا.
14- ( الحج قبل التزويج ) ذكره الديلمي في مسند الفردوس، وقال المناوي في فيض القدير: " فيه غياث بن إبراهيم قال الذهبي: تركوه وميسرة ابن عبد ربه قال الذهبي: كذاب مشهور" وحكم عليه الألباني في ضعيف الجامع بالوضع.

15- ( الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت ) رواه الدارقطني، وضعفه ابن الجوزي وابن تيمية، وقال الحافظ ابن حجر: " إسناده ضعيف والمحفوظ عن زيد بن ثابت موقوف أخرجه البيهقي بإسناد صحيح " ونحوه قال العيني في شرح البخاري.
16- ( ما من عبد ولا أمة يضن بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلا أنفق أضعافها فيما يسخط الله وما من عبد يدع الحج لحاجة من حوائج الدنيا إلا رأى محقه قبل أن تقضي تلك الحاجة يعني حجة الإسلام وما من عبد يدع المشي في حاجة أخيه المسلم قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر فيه ) ذكره الديلمي في الفردوس وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب، وقال عنه في السلسلة الضعيفة: منكر.
17- ( ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم القيامة تقول كل واحدة منهن قد كان يعمل بي الصلاة والزكاة والحج والصيام وأداء الأمانة وصلة الرحم ) قال الهيثمي في المجمع:"رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده يونس بن أبي حثمة ولم أر أحدا ذكره ".
18- ( العمرتان تكفران ما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وما سبح الحاج من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا يبشر بها تبشيرة ) رواه البيهقي في الشعب، وقال المناوي:" فيه لم أعرفهم، ولم أرهم في كتب الرجال"، والحديث ضعفهالألباني في "ضعيف الجامع".





والصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ( الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة والعمرتان تكفران ما بينهما من الذنوب ) رواه الإمام أحمدوصححه الأرنؤوط.


والحديث الآخر في الصحيحين: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ).







19- حديث : ( نهى عن العمرة قبل الحج ) رواه أبو داود، وقال الخطابي في إسناده مقال.


تلك أخي الزائر الكريم مجموعة من الأحاديث المتعلقة بالحج لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أردنا تنبيهك عليها، والله الهادي إلى سواء السبيل


http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...category_id=25
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-07, 10:04 PM   #10
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

ساحة أسئله عن الحج والأضحيه
منتدى الفتاوى الشرعية
http://ftawa.ws/fw/forumdisplay.php?f=33
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
~ ملف خاص بعشر ذي الحجة وعيد الأضحى المبارك .. رقية مبارك بوداني روضة الفقه وأصوله 7 20-10-13 03:21 AM
ملف الحج ( هدية موقع الإسلام سؤال وجواب ) أم اليمان روضة الفقه وأصوله 0 23-12-06 08:23 AM
:: فتاوى نسائية خاصة بالحج :: أم أســامة روضة الفقه وأصوله 1 15-12-06 11:21 PM
كيف يؤدي المسلم مناسك الحج والعمرة؟ أم أســامة روضة الفقه وأصوله 0 14-12-06 08:13 PM


الساعة الآن 03:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .