العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة السنة وعلومها

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-14, 02:53 AM   #1
رحمة باوزير
|الحياة العيش مع القرآن|
افتراضي متابعةُ هدْيِ النّبيّ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّمَ عند الإفطار

متابعةُ هدْيِ النّبيّ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّمَ عند الإفطارِ

غروب الشّمس، والانتقال من: (عبادة الصّيام) إلى: (عبادة الإفطار) إلى: (عبادة إقامة صلاة المغرب)؛ لحظات ثمينة سريعًا ما تمرّ؛ ينهمك خلالها الصّائم بتناول إفطاره، وإرواء عطشه، وسدّ جوعه.
وهذا لا شكّ أنّه داخل في دائرة (العبادة)؛ إلاّ أنّ هناك أمرًا قد يغفل (الصّائم) عنه خلال أدائه لما سبق؛ ألا وهو:
(متابعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم)!!
والّذي هو سبب من أسباب محبّة اللهِ للعبد.
ولذا؛ سأورد بعض النّقاط الّتي تتعلّق بمتابعته عليه الصّلاة والسّلام في لحظات الإفطار

النّقطة الأولى:
متابعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في (تحرّي) وقت الإفطار:
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه؛ أنّه قال:
((كَانَ إِذَا كَانَ صَائمًا أَمَرَ رَجُلاً فَأَوْفَى عَلَى نشز؛ فَإِذَا قَالَ: قَدْ غَابَتْ الشَّمْسُ أَفْطَرَ)).
فيا أيّها الصّائم وأنت تتحرّى غروب الشّمس؛ وبالتّالي موعد الإفطار؛ احتسب في ذلك متابعته صلّى الله عليه وسلّم.

النّقطة الثّانية:
متابعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في (التّعجيل) في الإفطار:
فعن أنس رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
((بَكِّرُوا بِالإفْطَارِ، وَأَخِّرُوا السَّحُورَ)).
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه؛ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
((لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ)).

أنّ تأخير البعض يكون ـ أحيانًا ـ بسبب التّفريط والتّهاون؛ فترى المرء نائمًا عن وقت الإفطار، أو مستيقظًا لا مباليًا؛ والمرأة لازالت تجري في المطبخ؛ وربّما لازالت تعدّ الطّعام؛ فإذا سمعوا الأذان فوجؤوا به وكأنّه البارحة لم يكن! فعلى كلّ من المسلم والمسلمة أن يرتّب أمور فطره مسبقًا؛ بحيث يكون على أهبة الاستعداد لتحقيق هذه السّنّة.
هذا وإنّ تعجيل الفطر ليس فيه (متابعة) للنّبي عليه الصّلاة والسّلام وحسب؛ بل فيه أيضًا (مخالفة) لأعداء الدّين!
"فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
((لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ؛ لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ)).

النّقطة الثّالثة:
الإفطار على (رطب)؛ فـ (تمر)؛ فـ (ماء):
في الواقع أنّ البعض يكون على مائدته ـ على سبيل المثال ـ: (تمر وماء) إضافة إلى أنواع من العصائر؛ لكنّه يفطر على العصير فورًا وشوقًا؛ وهنا أصاب إطفاء عطشه، لكن أتراه ارتوى من تطبيق السّنّة؟
لنتأمّل ما قاله أنس رضي الله عنه:
((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ)).

ففي الحديث نقطتان مهمّتان:
1ـ نوع الأطعمة الّتي وردت في النّص.
2ـ وهل تلك الأطعمة على التّرتيب؟

وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى (اِسْتِحْبَابِ) الإفْطَارِ بِـ:
(الرُّطَبِ)؛ فَإِنْ عُدِمَ فَبِـ: (التَّمْرِ)؛ فَإِنْ عُدِمَ فَبِـ: (الْمَاءِ).
قَالَ الْقَارِي فِي "الْمِرْقَاةِ":
وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: السُّنَّةُ بِمَكَّةَ تَقْدِيمُ مَاءِ زَمْزَمَ عَلَى التَّمْرِ، أَوْ خَلْطُهُ بِهِ؛ فَمَرْدُودٌ بِأَنَّهُ خِلاَفُ الاِتِّبَاعِ، وَبِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ عَامَ الْفَتْحِ أَيَّامًا كَثِيرَةً وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ أَنَّهُ خَالَفَ عَادَتَهُ الَّتِي هِيَ: (تَقْدِيمُ التَّمْرِ) عَلَى (الْمَاءِ)؛ وَلَوْ كَانَ لَنُقِلَ. اِنْتَهَى.] . ا.هـ

ومن دقائق هذا (الاتّباع)؛ أنّه لو لم يجد الصّائم رطبًا ولا تمرًا، لكن لديه (حلوى) فهل يقدّمه على الماء قياسًا على: الرّطب والتّمر؟
جاء في شرح العلاّمة ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ لكتاب الصّوم من: "بلوغ المرام":
"ولو وجد حلوى وماء؛ فالماء أفضل؛ لأنه منصوص عليه". ا.هـ
والمتأمّل للحديث ـ أعلاه ـ؛ يرى فضل الله على المسلم، وكيف أنّه إن لم يتوفّر لديه الرّطب أو التّمر لسبب من الأسباب ـ كما في بعض البلاد ـ؛ فبمجرّد فطره على الماء ـ المتوفّر في كل بيت على الأغلب ـ؛ فلا زال مصيبًا للسّنّة! فالحمد لله ربّ العالمين.

***توجيه:
1ـ رواية: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يفطر على ثلاث تمرات، أو شيء لم تصبه النار). ضعيفة. انظر: "ضعيف التّرغيب والتّرهيب"، رقم الحديث: (652).
2ـ ورواية: (كان يستحب إذا أفطر أن يفطر على (لبن)؛ فإن لم يجد فتمر؛ فإن لم يجد حسا حسوات من ماء). ضعيفة. انظر: "سلسلة الأحاديث الضّعيفة والموضوعة"، رقم الحديث: (6383).
3ـ ورواية: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر؛ فإنه (بركة)؛ فإن لم يجد تمرًا فالماء فإنه (طهور))).ضعيفة. انظر: "ضعيف التّرغيب والتّرهيب؛ رقم الحديث: (651).

النّقطة الرّابعة:
متابعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما يقول عند الإفطار:
قال ابن عمر رضي الله عنهما:
((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)).
توجيه:
أمّا الصّيغة الواردة عند الإفطار: (اللهمّ لك صمت، وعلى رزقك أفطرت)؛ فهي ضعيفة.
انظر: "سنن أبي داود"، رقم الحديث: (235.

النّقطة الخامسة:
متابعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في (التّبكير) في صلاة المغرب.
فعن أبي أيّوب رضي الله عنه؛ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
((صَلُّوا صَلاةَ المغْرِبِ مَعَ سُقُوطِ الشَّمْسِ؛ بَادِرُوا بها طُلُوعَ النَّجْمِ)).
وعنه رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيرٍ أَوْ عَلَى الفِطْرَةِ مَا لمْ يُؤَخِّرُوا المغْرِبَ إِلَى أَنْ تَشْتَبِكَ النُّجُومُ)).
وهنا قد يقول قائل:
كيف نعجل بالفطر، ونبكّر بالصّلاة في الوقت نفسه؟
يجيب ألالباني ـ رحمه الله ـ عن نحو هذا؛ بقوله:
"نعم؛ جاء الحضّ على تعجيل الفطر ـ أيضًا ـ في أحاديث كثيرة؛ منها قوله صلّى الله عليه وسلّم: ((لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ)).
فيجب العمل بالحديثين بصورة لا يلزم منها (تعطيل) أحدهما من أجل الآخر! وذلك بالمبادرة إلى الإفطار على (لقيمات) يسكن بها جوعه، ثم يقوم إلى الصلاة ، ثم إن شاء عاد إلى الطّعام حتى يقضي حاجته منه". ا.هـ

المصدر/ مدونة "الأمر العتيق"
لحسَّانة بنت محمد ناصر الدين الألباني
وفقها الله

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 28-06-14 الساعة 02:52 PM سبب آخر: ذكر المصدر
رحمة باوزير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-14, 02:39 PM   #2
فاطمة سالم
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني1 بمعهد لعلوم الشرعية|
افتراضي

جـــــزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على الانتقاء القيم
جعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
لكن بخصوص هذا الحديث


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل مشرق مشاهدة المشاركة
3ـ ورواية: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر؛ فإنه (بركة)؛ فإن لم يجد تمرًا فالماء فإنه (طهور))).ضعيفة. انظر: "ضعيف التّرغيب والتّرهيب؛ رقم الحديث: (651).
الذي أعرفه عن هذه الرواية من حديث سلمان بن عامر الضبي أنه صحيح وليس ضعيفًا
[رواه الخمسة وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وهو في صحيح الجامع برقم 363]
لعلّــــــكم تفيدوني مأجورين
جزاكم الله خيرًا



توقيع فاطمة سالم


فاطمة سالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-14, 05:06 AM   #3
عقيلة زواوي
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم على عملكم ونفع بكم وجزاكم الله خيرا
عقيلة زواوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-14, 01:18 PM   #4
فاطمة أم معاذ
|مسئولة الأقسام العلمية|
افتراضي

اللهم بارك جزاك الله كل خير أختي الكريمة امل
وجزى الله خيرا أختي امة الهادي التي أرسلت لي الرابط
وجزى الله اختي أوبة على الاحالة



توقيع فاطمة أم معاذ

من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة أم معاذ ; 29-06-14 الساعة 01:21 PM
فاطمة أم معاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
متن ثلاثة الأصول وأدلتها مسلمة لله المتون العلمية 5 07-10-18 02:13 PM
::::: هذا نبينا :: مواقفُ أدهشت البشرية ::::: ياقوتة الوقار النشرات الدعوية 0 12-04-08 07:04 PM


الساعة الآن 04:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .