العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة الأسـرة الصالحة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-10, 04:21 PM   #1
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
a وصفات تربوية

وصفات تربوية
د. علي بن عمر بادحدح

أولادنا ثمرات قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، هم كما قال الشاعر:

وإنما أولادنا بيننا *** أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم *** لامتنعت عيني من الغمض


وما من أحد منا إلا وفي قلبه عاطفة الحب والحنان لأبنائه، وتلك فطرة إنسانية وهداية ربانية، حتى إن رسل الله وأنبياءه العظام كان من أوكد همهم حرصُهم وعطفُهم على أبنائهم:
فهذا الخليل إبراهيم أبو الأنبياء عليه الصلاة والسلام لما جعل الله سبحانه وتعالى له المزية في الحكم والنبوة بقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} جاء سؤاله فطرياً فقال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} فأجيب من رب العالمين سبحانه: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة/124]، ثم كان في دعائه بعد ذلك حضورٌ لهذه العاطفة القلبية لكن مع تلك الوجهة الإيمانية فهو يقول: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم/40]، ويقول: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } [إبراهيم/35] .
وهذا نوح عليه السلام كان حرصه على ولده أكبر؛ فعندما بدأت نذر العقاب الإلهي بنزول المطر وتفجر المياه قال: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} [هود/42]، ثم هاهو يواصل الابتهال إلى ربه قائلا: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ} [هود/45] حتى جاء القول الرباني الذي بين مفارقة الابن لأبيه بسبب الكفر.
وهذا نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: "كان إبراهيم ابنُ النبي صلى الله عليه وسلم مسترضعاً في عوالي المدينة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت .. فيأخذه فيقبله ويرجع" [رواه ابن حبان وغيره بسند صحيح].
الله أكبر، رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب إلى العوالي ليس له إلا هذا الهدف، وهو من هو؟ قائد الأمة المنشغل بشؤونها والمدبر لأمورها؟!
فهذه العناية والرعاية فطرة إنسانية، وسنة إسلامية.
ونحن في أيام الاختبارات نعتني بأولادنا عناية خاصة، ونحرص على شؤونهم ورعايتهم، فقد يجتنب أحدنا السفر في هذه الأيام، وربما اعتذر عن بعض الدعوات والولائم ليطمئن عليهم، ولا يكاد يمر يوم إلا ونسألهم عما فعلوا في اختباراتهم، ونبدي لهم التعاطف والاهتمام، وندعو لهم بالتوفيق والنجاح، وربما ترك الأبوان خلافاتهما، وأظهرا حرصاً على أن يكونا متعاونين متشاورين فيما يؤمن للأولاد أفضل الأجواء التي تقودهم إلى النجاح والتفوق، وهذه صورة إيجابية طيبة، دعت إلى هذه اللفتات التربوية:

أولاً: الإشعار بالعناية والرعاية:
إن نظرة العين وبسمة الثغر لها في نفوس الأبناء وقع كبير، وأثر عظيم، فلماذا لا تكون هذه العناية دائمة وشاملة، فأين العناية بالجانب الإيماني والتعبدي، ثم بالجانب السلوكي والخلقي، والجانب الثقافي والأدبي، لما لا نسألهم: ماذا قرأت؟ وهل أديت الفريضة؟ أفي المسجد أم في غيره؟ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم/6]، وقال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

ثانياً: التهيئة والمساعدة:
في الاختبارات نهيئ كل الأسباب بالهدوء التام، ومنع أمور كثيرة تعيق عن الجد والاجتهاد، ونقطع الزيارات، ونوقف المناسبات، ثم نقدم المساعدات؛ مادية من طعام وشراب ولباس، وعلمية إما باستجلاب المدرسين، أو بقيام الآباء والأمهات بمساعدة الأبناء في دراستهم، وهذه المساعدة ذات بعد تربوي أساسي مهم، فالأبناء امتداد للآباء يقتبسون من علومهم ويستفيدون من خبراتهم وتجاربهم، ولذلك اجتهدنا اليوم لنعلمهم الفيزياء والكيمياء وغيرهما، فلما لا نجتهد في تعليمهم أمور دينهم وهي أولى، فهذا علي بن الحسين يقول: "كانوا يعلموننا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعلموننا السورة من القرآن".
ولماذا لا نجتهد في تعليمهم الثقافة والقراءة، أفليسوا في الاختبارات يقرؤون مئات الصفحات؟ فلما لا ننقلهم إلى قراءة أوسع وأشمل، في العلوم الشرعية، و في الثقافة بآفاقها المختلفة، وفي الأدب الذي يكتسبون به فصاحة القول وبلاغة الأسلوب، ولماذا لا نجعل هذه العناية ممتدة في غير هذه الأوقات ولو بحوافزَ وبمسابقات؟

ثالثاً : المشورة والتعاون:
فالأم تخبر الأب بأن ابنها عنده مشكلة في هذه المادة، أو عنده خلاف مع هذا الأستاذ، والأب يوصي الأم بالانتباه للابن في مذاكرته، وربما تشاورا في الإتيان له بمدرس أو الاستعانة بشخص معين، فلم لا يكون ذلك التعاون في سائر الأحوال، فأين نحن من التعاون في معالجة مشكلاتهم الفكرية حتى لا نفاجأ بأن بعضهم ضل أو انحرف إلى التكفير أو التفجير، أو إلى التساهل والتشكيك في مسلمات الدين، وأين التعاون في تهذيبهم خلقيا، وغير ذلك كثير.

رابعاً : الإشعار بالمحبة:
نحن نعلم أن محبة أولادنا غريزة مستقرة في قلوبنا، لكن التعبير عن هذه العاطفة لا بد أن يكون بأسلوب مادي ولا أعني به المال، بل الكلمةَ والبسمةَ والنظرةَ أو الهدية والمكافأة، فيشعر الأبناء أنهم في موضع الرعاية الكبرى والعناية العظمى، وأنهم يعيشون في أجواء من المحبة الصادقة والعاطفة المتدفقة من أعظم اثنين لهم بهما صلة وهما الأب والأم، ومن ذلك أن تكتب لابنك كلمة أو بيتاً من الشعر في مذكرته الخاصة، أو ترسل له رسالة على جواله تعبر له فيها عن عاطفتك وحبك.

خامساً: تحمل المسئولية:
يساعد الآباء والأمهات أبناءهم لكنهم في الوقت نفسه يقولون لهم: اعتمدوا على أنفسكم، تحملوا مسؤولياتكم، وإذا بهم فعلاً يستشعرون هذه المسؤولية، فهم في النهاية من يؤدون الاختبارات، وهم من يجتازونها بنجاح أو خفوق، وهذه مدرسة تربوية مهمة لا بد أن ننشئ عليها أبناءنا من صغرهم، فإن أعنَّاهم أو ساعدناهم فلا بد أن يدركوا أنهم متحملون للمسؤولية، وأن يكونوا على قدرها، فيأخذون غُنْمَها ويتحملون غُرْمَها.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أبناءنا وبناتنا، وأن يجعلهم صالحين مصلحين، وأن يعصمنا وإياهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

من موقع منزلة المراة في الإسلام



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-10, 05:52 PM   #2
سارة بنت محمد
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 09-05-2009
المشاركات: 663
سارة بنت محمد is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل ما شاء الله
سارة بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-10, 06:07 PM   #3
أم سعد المغربية
~مستجدة~
افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم وجعله في ميزان حسناتك.
أم سعد المغربية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-10, 07:58 PM   #4
محبة العلم والعلماء
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

شكر الله لك حبيبتي نقل موفق

جزاك الله خيرا

دمت بود



توقيع محبة العلم والعلماء
[gdwl]نعم يا رفيقي في طريق النور! إن مكابدة القرآن في زمان الفتن، تلقيّاً، وتزكيةً، وتدارساً، وسيراً به إلى الله في خلوات الليل؛ هو وحده الكفيل بإشعال مشكاته، واكتشاف أسرار وحيه، والارتواء من جداول روحه، والتطهر بشلال نوره.. النور المتدفق بالحياة على قلوب المحبين، فيضاً ربانيا نازلاً من هناك، من عند الرحمن، الملك الكريم الوهاب!

[/gdwl]
محبة العلم والعلماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-10, 02:38 AM   #5
ام جويرية القصيبة
~نشيطة~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
ما شاء الله جعله الله في موازن حسناتك
أسأل الله أن يصلح أبنائنا و بناتنا وأن
يرزقك ياأم حاتم الفردوس الاعلى
ام جويرية القصيبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-10, 02:53 AM   #6
أم ملك
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
المشاركات: 468
أم ملك is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله موضوع قيم وهام لكل والدين
بارك الله فيك حبيبتي ومعلمتي أم حاتم
اسال الله ان يدخلك الجنة بدون حساب ولا سابقة عذاب
أم ملك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-10, 09:39 AM   #7
أمة الوارث
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 06-02-2010
المشاركات: 13
أمة الوارث is on a distinguished road
افتراضي

موضوع حساس جدا بوركت جهودك و جزى الله الشيخ خير جزاء
أمة الوارث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-10, 11:53 AM   #8
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
c8

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل ما شاء الله
نفعك الله به ياسارة
جزاك الله خيرا ، سعدت بزيارتك لمتصفحي المتواضع
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-10, 11:56 AM   #9
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
c8

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سعد المغربية مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم وجعله في ميزان حسناتك.
وجزاك خيرا منه ، نفعك الله بما قرأت أختي الحبيبة ام سعد
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-10, 11:59 AM   #10
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
c8

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة العلم والعلماء مشاهدة المشاركة
شكر الله لك حبيبتي نقل موفق

جزاك الله خيرا

دمت بود
وشكر لك مرورك العطر ، أسعدتني أسعدك الله في الدارين أختي الحبيبة محبة العلم والعلماء
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كبسولات تربوية (1) مروة عاشور روضة الأسـرة الصالحة 4 14-12-13 01:42 AM
وقفات تربوية من سورة التوبة للأستاذة نجلاء السبيل... رقية مبارك بوداني روضة القرآن وعلومه 3 10-10-13 02:47 AM
فوائد تربوية من قصة موسى -عليه السلام- مع الخضر المزدانة بدينها روضة القرآن وعلومه 1 03-03-07 09:47 AM


الساعة الآن 05:38 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .