العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة المتحابات في الله

الملاحظات


روضة المتحابات في الله للترحيب بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-,تواصل أخوي، مناسبات..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-09, 09:56 AM   #1
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
Icon69 باب الإعجاب بالنفس



الحقيقة أنى نقلت هذه من ملتقى أهل الحديث
لشعورى فعلاً بوجودها حتى من بعض الدعاة إلى الله

وحب البعض لرأيه وإعجابه به

حتى إنى أحيانا أحس أن رأييي هو الأفضل ورأيت كثير ممكن يُزكى نفسه
إذن نقلتها للفائدة وإليكن ما كتبه الأخ

وهو موضوع تفاعلي بمعنى ان من لدية مشاركةخاصة بالموضوع يضعها لإثرائه
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
يقول الكاتب

أعتذر مقدما .

حقيقة لا أدري على ماذا يُعجب المرء بنفسه ؟!.

تأملتُ كثيرا في أحوالنا ... فوجدتُ - وبدون مبالغة - أنه لا يوجد لدينا أي مقّوِم من المقومات التي تدعو المرء للإعجاب بنفسه !.

وحتى لو وجد فلا يعجب المرء بنفسه ... فما بالك وهي لم توجد أصلا !.

عفوا /

رأيتُ من يرفع أنفه كبرا وإعجابا وغطرسة ....ولا يراك شيئا !.... على ماذا ؟! .. لا أدري !.

رأيتُ من ينظر إليك وإلى غيرك شزرا واحتقارا ... وكأنه لا ينظر إلى أحد ؟!.

رأيتُ من يركب في سيارته الفاخرة أو حتى غير الفاخرة ... ويجوب الطرقات ... ولسان حاله ... لا يوجد في هذا المكان غيري ... ولا يوجد من البشر مثلي !!.

رأيتُ بعض من سيماهم الصلاح - وللأسف - ... لا يراك ولا يرى غيرك شيئا ، بل لا يعتبرك مطلقا ، ولا يأبه بك ولا بوجودك ... لمجرد أنه قد حصل على أمر لم تحصل أنت ( علم ، مال ، جاه ، عمل ، إمامة مسجد! ... إلخ )... وأحيانا هو يعرف ... وغيره يعرف ... وهو يعرف أن غيره يعرف أنه لا يستحقه - شرعا - أو قد حصل عليه بطريقة غير مشروعة .... ومع هذا يرفع أنفه !!.

رأيتُ من يلبس لباس معينا مميزا عن غيره ، ومتمايزا عنهم ... ثم يمشي ولسان حاله ... ( من مثلي !!.... ثم يجيب الأبله نفسه : لا أحد !! ) .

سؤال /
هل سبق أن سألك أحد وقال : يا أخي لماذا فلان شايف نفسه ؟!. .. أو يقول : فلان ؛ على إيش شايف نفسه؟! ... أقول : على خيبته .


أقول :

رأيتُ من يتكبر ويعجب بنفسه .... وهو لا يكاد يقيم سورة الفاتحة !.

رأيتُ من يتكبر ويعجب بنفسه .... وهو لا يعرف كيف يصلي !.

رأيتُ من يتكبر ويعجب بنفسه .... وقد لبس لباس الغباء والبلاهة شعرَ أو لم يشعر !.

رأيتُ من يتكبر ويعجب بنفسه .... ويتعالم في المجالس وهو لا يفقه ما يقول ، ولا يدري ما يتفوه به !.

والله المستعان .

أعيد السؤال :

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع ربه وتقصيره في حقه ؟!.

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتقصيره فيها وفي تبليغها ؟!.

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع والديه وتقصيره في حقهما ؟!.

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع زوجته وتقصيره معها وفي حقها ؟!.

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله وتقصيره في تربية أولاده وعدم تحمله مسئوليتهم ؟!.

أنا لا أدري لماذ يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع أرحامه وأقاربه وتقصيره في حقهم ؟!.

أنا لا أدري لماذا نتعالم ... ونحن لا نعلم ... ألا نستشعر المسئولية ، ونخاف من الله ؟!.

أنا لا أدري إلى متى ونحن نقصر ، ونؤخر ، ونؤجل ، ونسوف في حقوقٍ كثيرةٍ أُمرنا بها ثم نُعجب بأنفسنا ؟!.


عجيب أمرُنا ... أصلح الله أمرَنا .


حقيقة العجب:
يقول ابن المبارك: العجب ان ترى ان عندك شيئاً ليس عند غيرك.

فهذا هو جوهر العجب: ان ترى ان عندك شيئاً ذاتياً تتملكه وليس عند غيرك.
أن ترى ان عندك مالاً.. اولاداً ... ذكاءً ... موهبة... كساء ليس عند غيرك.

فإن قلت ولكن بالفعل عندي من هذه الاشياء ما لا اجده عند غيري. نعم كل منا عنده اشياء ليست عند غيره، ولكن هذه الأشياء ملك من؟!

يقول الله تعالى: " لله ملك السماوات والأرض وما فيهن" فكل ما معنا من أصغر شئ الى أكبر شئ ملك لله عز وجل، أعارنا اياه لننتفع به، ونمتحن فيه "إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً"

فلا يملك أحد - غير الله - شيئاً في ها الكون، ولو مثقال ذرة "قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير".

فإن اعتقد احدنا ان المال الذي معه هو ماله لا مال الله، وفرح به، واطمأن لوجوده معه فهذا هو الاعجاب بالمال كمن قال: " إنما اوتيته على علم عندي"

ويتسع هذا المفهوم ليشمل كل شئ يفرح به الإنسان، ويطمئن الى وجوده معه الى أنه ملك ذاتي له.

حمد النفس:
ومن معاني العجب كذلك رؤية احدنا لنفسه بعين الرضا والفرح فيما علمت او عملت وحمدها على ذلك، ولو في جزئية صغيرة، ونسيان أن الله عز وجل هو صاحب كل فضل نحن فيه.

ويؤكد على هذا المعنى ابو حامد الغزالي فيقول: العجب او استعظام النعمة والركون اليها مع نسيان اضافتها للمنعم.

سئل رياح القيس: يا أبا مهاجر ما الذي افسد على العمال اعمالهم؟ فقال: حمد النفس ونسيان النعم.

فالعجب خاطر يهيج في ذاخلك يدعوك لاستعظام عملك واستكثاره فتقول في نفسك: لقد قويت وصبرت و استطعت فعل كذا.. لقد جاهدت... لقد فهمت كذا... صمت في يوم شديد الحر.. لقد انفقت كذا... فرحاً من نفسك بقوتها، معظماً لها مع نسيان نعمة الله عليك في القيام بذلك
الداء الخبيث:
إعجاب المرء بنفسه ولو في جزئية صغيرة يؤدي به الى استعظامها ورؤيتها اكبر من غيرها في هذه الجزئية والاعتقاد في نفعها وفي أنه يمكن بذاته ان يستدعي موهبته في اي وقت يشاؤه ليظهر من خلالها فضله وتميزه على غيره.

ويظن الكثير منا ان داء الاعجاب بالنفس لا يصيب الا أهل التصدر بين الناس، واصحاب الامكانات والمواهب العالية فقط، والحقيقة ان هؤلاء بالفعل اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بهذا المرض، إلا انه لا يصيب هؤلاء فقط، بل يحاول مع الجميع، وينتظر اللحظة المناسبة للتمكن من نفس أي إنسان.

فإن كنت في شك من هذا فما تفسيرك لحالة فقير معدم مجهول بين الناس ومع ذلك هو عند نفسه كبير، بل يرى كذلك تميزه على غيره بما لديه من مواهب متوهمة؟

إنه داء خبيث يعرف طريقه جيداً الى النفوس، فما من موقف ايجابي يقوم به الإنسان - قولاً كان او فعلاً - إلا ولهذا الداء محاولة للتأثير على نفسه، والعمل على تضخيمها والإعجاب بها ونسيان المنعم سبحانه وتعالى.

قيل لداود الطائي: أرأيت رجلاً دخل على هؤلاء الأمراء، فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر؟! فقال: أخاف عليه السوط. قيل: إنه يقوى عليه ( يعني أنه وطّن نفسه على احتماله ان وقع وا حتسابه عن الله تعالى) فقال: أخاف عليه السيف. قيل: إنه يقوى عليه. قال: أخاف عليه الداء الدفين - العجب.

فالعجب آفة العقل - أي عقل - يدعوه دوماً الى استعظام قوله وعمله او أفكاره وحمد نفسه على ذلك.

اللحظات العابرة:
.. إذن فالعجب داء لا يكاد يسلم منه أ حد، وأخطر ما يقوم به هو تضخيمه للذات، ومن ثم تكوينه لصنم داخلي في نفس صاحبه يحمل اسمه. مع ملاحظة الفارق بين لحظات الإعجاب بالنفس العابرة وبين تأصل هذا الداء داخل الإنسان.

ومع ذلك فإن تجاوب المرء مع تلك اللحظات وعدم مقاومتها سيؤدي الى تمكن الداء من نفسه شيئاً فشيئاً، ومن ثم تكوين الصنم.

تأمل معي هذا الخبر لتدرك خطورة تلك اللحظات، والعمل على مقاومتها واغلاق الابواب امامها.

تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: لبست مرة درعاً لي جديداً فجعلت أنظر اليها فأعجب بها. فقال أبو بكر: ما تنظرين؟! إن الله ليس بناظر إليك!
قلت: ومم ذاك؟ قال: أما علمت أن العبد اذا دخله العجب بزينة الدنيا مقته الله عز وجل حتى يفارق تلك الزينة؟!
قالت: فنزعته فتصدقت به.. فقال أبو بكر: عسى ذلك ان يكفّر عنك.
-----
من كتاب "حطم صنمك وكن عند نفسك صغيراً"
للدكتور مجدى الهلالى





توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-09, 09:58 AM   #2
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

قال ابن عوف رحمه الله:

عجبت من مُعجبٍ بصورته *** وكان بالأمس نطفةً مَذِرة

وفي غدٍ بعد حُسْنِ صورته *** يصير في اللحد جيفة قذرة

وهـو على تِيهه و نَخْوَته *** ما بين ثوبيه يحمل العذرة


كان السلف رضي الله عنهم يحذرون من العجب أشد التحذير

وكان يحيى بن معاذ يقول :إياكم والعجب فإن العجب مهلكة لأهله،وإن العجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب

و في القاموس : العجب بالضم : الزهو والكبر

وقال في تفسير الكبر : هو معظم الشيء والشرف ويضم , والإثم الكبير , كالكبرة , بالكسر الرفعة في الشرف والعظمة , والتجبر كالكبرياء , وقد تكبر واستكبر وتكابر , وكصرد جمع الكبرى . انتهى .

فقد فسر العجب بالكبر فظاهره أنهما شيء واحد , وكذا فسره كثير من العلماء .

والتحقيق أن بينهما فرقا دقيقا ذكره المحققون , منهم الإمام الحافظ ابن الجوزي في تبصرته فقال : أعلم أن الكبر خلق باطن يصدر عنه أعمال , وذلك الخلق هو رؤية النفس فوق المتكبر عليه , ويفارقه العجب من جهة أن الكبر لا يتصور إلا أن يكون هناك من يتكبر عليه , والعجب يتصور , ولو لم يكن أحد غير المعجب .

والمتكبر يرى نفسه أعلى من الغير فتحصل له هزة وفرح , وركون له إلى ما اعتقده , وذلك نفخ الشيطان كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه كان يتعوذ من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه قال : همزه الموتة , ونفثه الشعر , ونفخه الكبرياء } . .

وقال أحد السلف ( لآن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا )


أسباب تضخم الذات ووجود الصنم

مما لا شك فيه ان هناك اسباباً عديدة من شأنها أن تهيئ المناخ المناسب لتسلل داء العجب الى النفوس من أهمها:
1. الجهل بالله عز وجل
2. الجهل بالنفس
3. إهمال تزكية النفس
4. كثرة الاعمال الناجحة
5. كثرة المدح
6. علو اليد ونفوذ الأمر
7. قلة مخالطة الاكفاء
8. تربية الابوين ( النشأة الأولى )
9. وجود نقاط ضعف في شخصية الفرد
10. الاشتهار بين الناس.
-----
من نفس المصدر السابق
ويرجع للكتاب لمن أراد التفصيل


يسقط من عيني رجلٌ متكبرٌ قطُّ كرجلٍ يزدريك ويزلقك ببصره بسبب مظهر ثيابك أو لون جسدك أو نوع دابتك التي تقلك , حتى إذا عرف أنك على صلة بالجهة الفلانية التي يحتاج عاملاً فيها , أو من العشيرة الفلانية التي يحتاج رجلاً منها , أو لك صلةٌ بفلانٍ الذي يتمنى معرفة من يوصله له أو تحملُ له توصيةً من عزيز عليه أو رئيسٍ له في عمله أو غير ذلك حتى تراه كالمسحور الذي لا يملك تصرفات نفسه فيتحول بغضه حباً وبعده قرباً وكبرهُ تواضعاً وانبساطاً وشزر نظراته تبسماً وإقبالاً فأفٍّ لذلك ما أدناه وأحقره.

ألا اكتَـفى بوصية الله تعالى ورسوله إياه بالضعفاء وذوي الحاجة أياً كانوا بدل أن يشهدك ويشهد الله وملائكته على أنه عبدٌ للدنيا ومصالحها فمن كانت له رحمُ مصلحةٍ دنيوية بلَّها وأغرقها ببلالها ومن كان غيره لن يبالي به ولو كانأصلح الصالحين.!!
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-09, 10:03 AM   #3
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

مهم جداً

حدثني أحد الأكارم فقال :
ما فيه شيخ مثل الشيخ العريفي وفقه الله ... فقلت له : لماذا ؟!.
فقال : الشيخ العريفي هو الوحيد الذي أرسل له رسالة في الجوال ويرد عليّ ولو بعد أيام ... مع علمي بكثرة أشغاله ... ومئات الرسائل التي تأتيه ...
ومع هذا لازم يرد عليّ .

فقلت : أسأل الله أن يزيدنا وإياه من فضله .

قال صاحبي : كيف أنت بإمام مسجد نصلي معه ... فأرسلُ له رسالة تذكير أو مناصحة أو معايدة أو تهنئة ... فلا يكلف نفسه قول : شكرا .


كم نتجاهل بعض إلى حد يفتن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أعيد وأكرر :
عتبي ليس على عامة الناس ... وإن كان يلحقهم شيء من العتب ... وإنما عتبي على من ظاهره الصلاح ... ثم يُلحظ منه ، وعليه ، وفيه ، وبه هذا الشيء ... والأسوأ من ذلك ... أن يُعرف عنه هذا الشيء ....

لماذا لا نتواضع ؟!.

لماذا لا نتبسم ؟!.

لماذا لا نساعد ونعاون ؟!.

لماذا لا نفرح بخدمة إخواننا ؟!... خاصة المحتاج منهم .

الناس لا يريدون منك إلا كلمة طيبة ، وابتسامة صادقة ..... فقط .... بكل ما تعنيه كلمة : فقط .

--

وليسأل كل منا نفسه إن أعجبته نفسه أو أعجب بشي عنده
هل هذا من عند الله ام من عندي ؟؟



فإن هداه الله وعلم أن مابه من نعمة فمن الله فليشكر الله والشكر يظمن بقاء النعم وزيادتها
وإن عميت عليه الحقيقة فأجاب مثل ما أجاب قارون إنما أوتيته على علم عندي
فليحرر لنفسه سؤالا آخر :هل أستطيع حفظ هذه النعمة من الزوال؟؟
فإن هداه الله وأجاب ب لا فليرجع الى نفسه وليويخها ويأمرها أن تقول ما شاء الله لاقوة إلا بالله
وإن عميت عليه الحقيقة وأجاب مثلما أجاب صاحب الجنتين وما أظن أن تبيد هذه أبدا
فليحرر لفسه سؤالا ثالثا :هل سابقى أنا لهذه النعمة؟
وهذه المرة سنجيبه نحن بقول الله تعالى:
وكم من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثون
__________________




مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-09, 10:14 AM   #4
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

أقوال السلف والتابعين


قال الإمام الشافعي رحمه الله :
( إذا خِفتَ على عملك العُجب ..
فأذكُر رِِضى مَنْ تطلب ..
وفي أي نعيمٍ ترغَبْ..
ومن أي عِقابٍ ترهب ..
فمنْ فكَّر في ذلك صَغُر عنده عملُهُ ).



قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه : ( الفوائد ) ص272 :
( ذكر ابن سعد في الطبقات عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : أنه كان إذا خطب على المنبر فخاف على نفسه العجب قطعه ، وإذا كتب كتابا فخاف فيه العجب مزّقه ، ويقول :

اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ) أ.هـ.


قالَ مسروقٌ رحمه الله: «كفَى بالمرءِ علماً أنْ يَخشَى اللهَ ؛ وكفَى بالمرءِ جهلاً أنْ يُعْجَبَ بعلمِه



ومن أمثلة ( من أخذ مقلبا في نفسه ) ما حكاه عمر بن حفص قال :
قيل للحجاج : كيف وجدت منزلك بالعراق ؟.
قال : خير منزل ، لو كان الله بلغني قتل أربعة ، فتقربت إليه بدمائهم .
قيل : ومن هم ؟ .
قال : مقاتل بن مسمع وليّ سجستان ، فأتاه الناس فأعطاهم الأموال ، فما عُزل دخل مسجد البصرة ، فبسط له الناس أرديتهم ، فمشى عليها ، وقال لرجل يماشيه {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} [61: سورة الصافات] .

وعبد الله بن زياد بن ظبيان التميمي ، خوّف أهل البصرة أمراً فخطب خطبة أوجز فيها ، فنادى الناس من المسجد : أكثر الله فينا مثلك . فقال : لقد كلفتم الله شططاً !! .

ومعبد بن زرارة ؛ كان ذات يوم جالساً في الطريق ، فمرت به امرأة فقالت له : يا عبد الله ! كيف الطريق إلى موضع كذا ؟ فقال : ياهناه ! مثلي يكون من عبيد الله ؟!!.

وأبو سمّال الأسدي أضل الله راحلته فالتمسها الناس فلم يجدوها فقال : والله إن لم يَرُد إليًّ راحلتي لا صليت له صلاة أبداً ، فالتمسها الناس فوجدوها ، فقالوا له : قد ردًّ الله عليك راحلتك فصلِّ ، فقال : إن يميني يمين مُصِرِّ !!

قال الماوردي : فانظر إلى هؤلاء كيف أفضى بهم العجب إلى حمق صاروا به نكالاً في الأولين ، ومثلاً في الآخرين ، ولو تصور المعجب والمتكبر ما فطر عليه من جِبِلّة ، وبُلي به من مهنة لخفض جناحه لنفسه ، واستبدل ليناً من عُتوه ، وسكوناً من نفوره ، وقال الأحنف بن قيس : عجبت لمن جرى في مجرى البول مرتين كيف يتكبر ؟!


يا مظهرَ الكبر عجاباً بصورته *** انظر خلاك فإن النتن تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم *** ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
هل في ابن آدم مثل الرأٍس مكرُمةً *** وهو بخمس من الأقذار مضروب
أنف يسيل وأذن ريحها سهك *** والعين مرفضة الثغر ملعوب
يابن التراب ومأكول التراب غداً *** أقصر فإنك مأكول ومشروب


http://www.saaid.net/rasael/84.htm


قال أحد المشايخ


إذا العلم ما علمك خشيت الله و التواضع للناس , فاعتبر نفسك ما تعلمت شيء



ومن دقائق العجب بالنفس

أننا عندما نتحدث إلى من نظن أننا أفضل منهم فتجدنا إما أننا لا نلتفت إلبهم أصلاً أو تجدنا نبتسم ابتسامةً فيها إزدراء وشفقه

وإذا حضرنا عند بعض الشيوخ فلا تجد من يقيد لأن هذه المعلومات معلومه وإنما كان الحضور للبركة وإظهار التواضع !

وإذا تكلم من أقراننا متكلم لم نلتفت ناحيته رجاء الإستفادة فما سيقوله معلوم قبل أن يعلم هو عنه !!

نسأل الله عز وجل أن يسترنا ويعافينا ويتوب علينا

ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم


فنصيحتي أولا : لنفسي المقصرة ثم لإخواتي... أن لا ننظر إلى رسائل المدح إلا لنعرف نعمة الله علينا بالستر ، فنسأله تعالى - مباشرة - أن يعفو ويغفر ويديم النعَم علينا .

ونصيحتي ثانيا : أن لا نديم النظر إليها ... فيأتينا الشيطان من حيث لا نشعر





.

ونصيحتي ثالثا : أن نمسحها مباشرة ... حتى لا نجعل لنشوة النفس طريقا لأن تغتر وتتكبر .

ونصيحتي رابعا : قد يكون في المبالغة في مدحك ترفيعا وتلميعا وتسطيعا ... فقل لنفسك مباشرة : على غيرنا .... أنا لست أهلا لما قيل فلماذا اطلع عليه ؟!.


أسأل الله أن لا نكون من المرفِعِين .. ولا من المرفَع بهم .

---

(*) الترفيع : مصطلع عرفي يقصد به : المدح الكاذب المبالغ فيه .

__________________


فسبحان الله
كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر
وقلب ممسوخ وقلب مخسوف به
وكم من مفتون بثناء الناس عليه
ومغرور بستر الله عليه
ومستدرج بنعم الله عليه
وكل هذه عقوبات وإهانة
ويظن الجاهل أنها كرامة



أُذكر

عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان . ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر " . رواه مسلم

ورد في السير للأمام الذهبي فى ترجمة خالد بن معدان رحمة الله علية فيما أذكر والله أعلمان لم اكن واهم
:
أنه قال:((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرأي الناس في دين الله كالأباعر ثم يعود الى نفسه فيراها أصغر من كل صاغر )).عفانا الله من العجب والكبر والغل والحسد




غفر الله لي ولكن وعافانا من الكبر والتجاهل والعجب
وأصلح قلوبنا

و أن يسترنا ويعافينا ويتوب علينا

ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

و إلى الله المشتكى

آمين


من ملتقى أهل الحديث
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( الإعجابُ ) بين الفَتيات! القمر المضيئ ركن زهرات الملتقى 3 01-10-13 07:31 PM
باب السواك أم الخطاب78 روضة الفقه وأصوله 3 28-01-07 12:12 AM
لأول مرة:شرح عمدة الفقه من المجد العلمية بجودة عالية@@تـضاف تـبـاعا @@ فرشى التراب مكتبة طالبة العلم الصوتية 3 20-09-06 10:20 PM


الساعة الآن 05:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .