هل أجيب الدعوة؟

[سائلة]

السلام عليكم و رحمة الله

1- مشايخنا الكرام، أحيانا أكون مدعوة لحفل زفاف و أعلم أن العرس سيكون وفق الضوابط الشرعية، و عند الحضور أجد بعض الأمور التي يفعلونها على أنها جائزة، و أنا مقتنعة أنها محرمة، مثل استعمال الطبلة (الدربكة) و فيما أعلم هي من جنس الآلات المحرمة، لكن البعض مقتنع أنها جائزة. ماذا أفعل في هذه الحال؟ هل علي المغادرة؟ و هل يجب علي تحري كل هذه التفاصيل قبل تلبية الدعوة؟

2- منتشر عندنا فرق أخوات خاصة بالغناء في الأعراس، لا تستعمل إلا الدف، و لا يغنين إلا بالمباح و لله الحمد، و أغلب المتمسكين بدينهم يستأجرونهن للغناء في الأفراح.
لكن. .
منذ أيام فاجأتني إحدى الأخوات بقولها إن هذا الفعل محرم! ، لأن من السنة أن تغني نساء أهل العرس و لا يجوز لامرأة أن تنصب نفسها للغناء و تتقاضى عليه أجرا.
هل هذا صحيح؟ و هل هذا يعني أن علي أن أرفض كل دعوة لفرح؟

أرجو الإجابة بارك الله فيكم و زادكم علما و تقى

[زياد عوض]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
إذا دُعي الانسان إلى عرس لا يخلو من المخالفات الشرعية كاستعمال المعازف ، والغناء الماجن والفاحش ، واختلاط الرجال بالنساء ، او تعاطي بعض المحرمات فإنَّه لا يجوز له أن يُلبِّيَ هذه الدعوة بل حَرُم عليه الذهاب إلى مكان العرس، إلَّا أن يكون قادرا على تغيير المنكر فيذهب ِليُغيِّره ، ولكن إذا قُدِّر أنَّ الانسان ذهب إلى هذا العرس لظنِّه عدم وجود هذه الاشياء ثمَّ فُوجئ بوجودها فإنَّه ينهاهم عنها وينصحهم، فإن امتثلوا فهذا المطلوب، وإلا وجب عليه الخروج من المكان .
ولذلك أقول لك أختي السائلة إذا عرفتِ ابتداءً وجود أشياء في العرس تعتقدين تحريمها لم يحل لك الذهاب ، فان ذهبت إلى مكان العرس وفوجئتِ بوجودها وجب عليك بذل النصح لهم فان لم يستجيبوا وجب عليك مغادرة المكان .

أمَّا عن السؤال الثاني فأقول : يُباح الغناء المباح الذي يخلو من المخالفات الشرعية وضرب الدف للنساء في الأعراس لقول النَّبي –صلَّى الله عليه وسلم : فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح. رواه الخمسة إلا أبا داود، وإسناده حسن ، فالدف للنساء في الأعراس مشروع لإظهار النكاح ، وكذلك يجوز استئجار من يضرب على الدف من النساء لأنَّه استئجار على عمل مباح فجاز بذل الأجرة فيه ، وكذلك جاز أخذها لمن تُبذل له لأنَّها مبذولة على عمل مباح فجاز البذل والأخذ ، قال الشيخ " ابن عثيمين " – رحمه الله تعالى - أما دفع المال (للدفافات) فلا بأس به؛ لأنه على عمل مباح، وأما دفعه (للطَّبالات) فلا يجوز؛ لأنه على عمل محرم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه ). وقد سئل الشيخ – رحمه الله تعالى السؤال التالي :

السؤال
ما حكم ذهاب النساء إلى الأعراس التي يوجد فيها ضرب بالدف والطبل خاصة إذا شكت أنه يوجد طبل قبل الذهاب للعرس، وحكم دفع المال لصاحبة الطبل من صاحب العرس؟

الجواب
أمَّا العرس الذي ليس فيه إلا الدف فإنَّ حضوره لا بأس به بشرط أن تكون الأغاني مباحة، وأمَّا إذا كان فيه طبول فإنَّه لا يجوز حضوره، والفرق بين الطبل والدف، أنَّ الطبل مستور من الجانبين والدف من جانب واحد، ولكن إذا قدر أنَّ المرأة ذهبت إلى هذا العرس ثم فوجئت بالطبول فإنها تنهاهم عن هذا وتنصحهم، فإن امتثلوا فهذا المطلوب، وإلا وجب عليها أن تخرج.
السائل: ودفع المال لصاحبة الطبل؟ الشيخ: أما دفع المال (للدفَّافات) فلا بأس به؛ لأنَّه على عمل مباح، وأما دفعه (للطَّبالات) فلا يجوز؛ لأنه على عمل محرم، وقد قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله إذا حرَّم شيئاً حرَّم ثمنه ).
السائل: وما حكم رقص المرأة على هذه الدفوف؟ الجواب: الرقص مكروه ولاسيما إذا كان يخشى منه فتنة؛ وأحياناً تكون الراقصة شابة جميلة ويثير رقصها الشهوة عند النساء.

"لقاء الباب المفتوح" (1/580)